
رواية قلوب ضائعة الفصل الخامس والثلاثون35والسادس والثلاثون36 بقلم فاطمة الزهراء
"أنا معك، في انطفائِك قبل توهجك ، وفي حزنك قبل سرورك ، معك في ألمِك قبل راحتك ، أنا معك حين يبتعد الجميع عنك ، تأكد بأنني سأظل معك."
تحدثت بإرهاق شديد و تعب :
ـ مش عارفه بس أنا حاسه بكده و جايز إحساس مش صحيح
كانت تستمع لحديثها بصدمة شديدة :
ـ إنتي بتقولي إيه امتى ده حصل وفين
لم تتوقع أن يحدث الأمر بهذه السرعة لتجيب بتوتر :
ـ هاه هو هو
أردفت فاطيما باستفهام :
ـ هو إيه اتكلمي !!
نظرت للأرض بخجل و حذر :
ـ أول مرة لما كنا مسافرين علشان الصفقه و قعدنا في الفندق وقتها مكنش فيه غير أوضه واحده و و وحصل اللي حصل وبعد كده كان بيبقي في الأوضه عندي أو عنده أو في فندق بره
هتفت فاطيما بانفعال وهي غاضبة منهما :
ـ أنتم مجانين طيب يلا نروح نتأكد ونشوف أقول لنزار ولا إيه !!
أمسكت يدها ونظرت لها بتوتر :
ـ لأ متقوليش له أي حاجه لغاية لما أتأكد وبعدين إحنا معملناش حاجه غلط إحنا متجوزين و بنحب بعض و أنتم شهود على كده إزاى عايزينا نبقي متجوزين و في مكان واحد ومش قادرين نقرب لبعض أكيد هيجي وقت و نضعف قصاد بعض دي حاجه مش بايدينا ده إحساس و بيشدنا لبعض ومش بنقدر نقاومه
تنهدت بهدوء لأنها تعلم أنها محقه في حديثها :
ـ طيب نروح للدكتورة الأول بعدين نتكلم الكلام دلوقتي مش هيغير حاجه
أردفت علياء بتعب :
ـ ماشي يلا بس متقوليش لاي حد حاجة خالص دلوقتى لغاية لما أتأكد
وقفت و تحدثت بجدية وهي تتجه للخارج :
ـ أكيد طبعاً اطمني يلا استني أطلب من ميرا تشغل نزار علشان ماينتبهش لغيابنا
أومأت بالموافقة و بدأت تعد أغراضها :
ـ ماشي هجهز حاجتي و أشيل الورق ده على ما تيجي
تراجعت مرة أخرى و تحدثت بتفكير :
ـ مش هتأخر إيه رأيك نتقابل في الجراج
أجابتها بهدوء وهي تنظر لها :
ـ خلاص تمام علشان محدش ياخد باله هستناكي هناك
تحدثت فاطيما بتنهيدة :
ـ ماشي يلا هخلص و أنزل
غادرت وهي تفكر فيما حدث والعواقب التي ستترتب على هذا الأمر اتجهت لرؤية ميرا قبل أن تذهب لمكتبها وجدتها تجلس و تشاهد إحدى المجلات اقتربت منها
تحدثت بغيظ شديد من عدم اهتمامها بالعمل :
ـ ميرا عندي مشوار مهم و علياء جاية معايا ممكن لو نزار سأل قوليله إننا في الدار و هنرجع الفيلا
وقفت و هتفت بابتسامة :
ـ أنا جايه معاكم
أردفت فاطيما باعتراض :
ـ مرة تانية هاه مضطرة أمشى هاه
غادرت سريعاً قبل أن تعترض أو تناقشها أكثر من ذلك اتجهت للجراچ لتجد علياء في انتظارها ليذهبا معاً للمستشفى ولكن قبل دخولهم للطبيبة قامت علياء بإجراء التحاليل كي تتأكد مرة آخرى أخبرتهم الممرضة أنها ستخبرهم بالنتيجة لاحقاً بعد أن أخذت رقم هاتف علياء دلفتا معاً للداخل و أخبرت علياء الطبيبة بالأعراض التي تظهر عليها طلبت منها الطبيبة أن تتمدد على السرير الطبي لفحصها وضعت السائل الهلامي على بطنها وبدأت تحرك الجهاز الذي تحمله بيدها
هتفت بابتسامة هادئة :
ـ مبروك إنتي حامل في ٣ أسابيع محتاجة تغذية
كانت فاطيما تشاهد الجهاز و تنهدت بهدوء :
ـ حضرتك متأكدة يا دكتورة
نظرت علياء لها و أردفت بجدية :
ـ حامل !! متأكدة
أعطتها الطبيبة صورة أشعة تلفزيونيه :
ـ أيوه دي صورة مبدأيه لمرحلة تكوينه الأولي ولازم إهتمام الفترة دي
أنهت الفحص واتجهوا لغرفة الكشف و أخبرتها الطبيبة ببعض الإرشادات التي عليها اتخاذها في الفترة القادمة
هتفت علياء بهدوء وهي تودع الطبيبة :
ـ ماشي يا دكتوره شكراً يلا يا فاطيما
اتجهتا لأحد المطاعم لتتحدثا معاً في القادم و طلبتا العصير الطازج ليجلبه النادل لهما
انتبهت فاطيما لشرود علياء تحدثت بتنهيدة :
ـ قوليلي بتفكري في إيه !!
نظرت حولها وهي تري طفلة مع والديها و أجابتها بضيق :
ـ مش عارفه بس نزار لو عرف هيصمم على اللي في دماغه ياريتني أخدت حذري بس متوقعتش يحصل حمل بسرعه كده
أرادت تهدئتها لأنها تعلم مدى القلق الذي تشعر به :
ـ خلاص يا علياء الحمل تم ومش هتقدري تخبيه نزار لازم يعرف لأنه لو عرف بعدين مش هيكون كويس لكم أطمنى أنا موجودة
أومأت بالموافقة لتضع يدها على بطنها :
ـ أكيد هقوله وربنا يستر من الجاي خوفي كله عليه هو
أرادت أن تمزح معها قليلاً :
ـ بلاش خوف كل شيء هيكون كويس بعدين أنا عاوزه يكون ولد حلو زي نزار هاه
ابتسمت لحديثها :
ـ ياريت عايزه كل ولادنا شبهه في كل حاجه يلا نروح زمانهم روحوا و هيفتح لنا تحقيق يلا بينا
وقفت لتتجها معاً للسيارة لتردف بهدوء :
ـ يلا يا حبيبتي بس أنا اللي هختار الاسم
أجابتها بمكر و مراوغة :
ـ اختاري وخديه ربيه علشان أجيب غيره
أشارت لها بتحذير :
ـ للدرجة دي طيب بس لو مش زي باباه هعترض
تحدثت بحب وهي تغمض عينيها وترى طفل صغير يشبه والده كثيراً :
ـ لأ اطمنى بيقولوا أن البيبي بيطلع لابوه على حسب درجة حب الأم للأب وأنا بعشق نزار
وضعت يدها على يديها و أجابتها :
ـ واثقه من كده أكتر واحد هيفرح بالخبر ده هو و جدي
فتحت عينيها ونظرت لها بابتسامة هادئة :
ـ أنا متشوقه أوى أشوف ردة فعله ايه على الخبر ده
أردفت بجدية :
ـ واثقه هيفرح أوى
وصلت السيارة لتصعد علياء لغرفتها ظلت فيها طوال اليوم تعلم أنه من نظرة عينيها سيعلم الأمر كانت تنتظره ولا تنكر أنها أرادت الذهاب له و إخباره رغم خوفها من القادم اتجه لها فهي رفضت النزول للأسفل وحتى لم تتناول الطعام ليشعر بالقلق عليها لأول مرة لم يطرق الباب قبل دخوله دلف ليجدها تجلس و يبدو عليها القلق
اقتربت منه بعد رؤيتها له وتحدثت بحب :
ـ نزار وحشتنى أوى أوى كنت مستنياك
ضمها إليه و مسد على شعرها ليرفع وجهها كي ينظر لعينيها التي اشتاق لهما كثيراً :
ـ إنتي كمان وحشتيني قوليلي إيه حكايتك النهارده
أجابته بتوتر وهي تنظر بعيداً :
ـ هاه مفيش حاجه يا حبيبي أنا كويسه أطمن
وضع وجهها بين يديه ليتأكد من نظرتها أنها تخفي شيئاً هاماً :
ـ قولي الحقيقة بلاش تخبي من فترة ملاحظ إنك مش طبيعيه و النهارده خرجتي مع فاطيما بدري من الشركة و رجعتي رفضتي تاكلي معانا وقاعدة لوحدك
حاولت الفرار من أمامه :
ـ مفيش يا حبيبي تعبانه بس شويه متقلقش نفسك
أردف بقلق شديد :
ـ بتهربي بعينك ليه بلاش تخوفيني عليكي
ابتلعت ريقها بتوتر وأرادت تغيير مجرى الحديث :
ـ اطمن أنا كويسه المهم طمني عليك
أجابها بمراوغة و تنهيدة عميقة :
ـ أنا هبقى كويس لما أعرف إيه حكايتك ولا تحبي أسأل فاطيما
هتفت بتوتر وهي تمسك يده :
ـ لأ بلاش مش تسألها أصل أصل أصل أنا يعنى
نظر لها بقلق شديد و خوف من أن يكون قد أصابها مكروهاً وترفض إخباره :
ـ إنتي إيه اتكلمي
أخذت يده لتضعها على بطنها ونظرت له لترى ردة فعله :
ـ أنا أنا يعنى أنا حامل
استمع لحديثها كأنه بحلم و يخشى أن يستيقظ منه :
ـ بتقولي إيه !! إنتي بتتكلمي بجد
تحدثت بهدوء وهي تلاحظ نظرته لها :
ـ أيوه بجد أنا كنت شاكه النهارده تعبت أوى و روحت مع فاطيما أكشف و الدكتورة أكدت إني حامل
ضمها بقوه مرة أخرى لتملأ الدموع عينيه :
ـ ده أحلى خبر في حياتي كلها إنتي وجودك في حياتي أكبر هدية
كأنها تراه شخصاً آخر ابتسامته و نظرته لها :
ـ و إنت حياتى كلها يا نزار أنا بحبك أوى أوى ومش مصدقه إن أنا حامل منك
جعلها تجلس على الفراش و تحدث بصدق :
ـ دي نتيجة حبنا أنا عاوز يكون عندنا ولاد كتير بلاش تقولي ولد و بنت بس إحنا أه عندنا فريدة منورة حياتنا بس مش عاوز ولادي يعيشوا زيي يكون ولد أو بنت بس
أردفت بحب وهي تمسك يده الموضوعة على بطنها :
ـ أنا عايزه أجيب منك عيال كتير أوى أوى بس خايفه نهمل فريدة مش عايزاها تحس إننا هنبعد عنها ونهتم بغيرها فاهمني
هتف بهدوء شديد خاصة أن فريدة لها مكانه خاصة لديه منذ لقائه الأول بها :
ـ أطمنى فريدة مكانتها كبيرة عندي وبنتي الأولى زيها زيهم و أكتر
أجابته بغيرة وهي تمسك قميصه :
ـ بنتك الأولى أمال أنا إيه يا دكتور
قبل جبينها و باطن يدها :
ـ إنتي حبيبتي و كل حاجة في حياتي إنتي توأم الروح
فعلت مثلما فعل معها :
ـ وانت حبيبي ودنيتى كلها بحبك
وضع رأسها على حجره و بدأ يملس على شعرها :
ـ وأنا بحبك جداً قوليلي الدكتورة طمنتك على البيبي صح !!
نظرت له بابتسامه وهي ترى اهتمامه بها :
ـ أيوه اطمن و قالتلى على علاج أمشي عليه و هتابع معاها أطمن يا حبيبي
وضع يده على وجهها :
ـ كويس المرة الجاية هنروح سوا عاوز أشوفه بنفسي
هتفت بقلق من القادم :
ـ حاضر يا حبيبي قبل ما أروح هبلغك نروح سوا أنا كمان عايزه تكون معايا في كل خطوه بس في حاجه كده كلهم هيعرفوا إني حامل و هتبقي مشكله
تنهد بعمق و تحدث بجدية :
ـ مفيش أي مشكلة اطمني أنا هتكلم مع مالك و أسافر مصر أنهى كل شيء و أرجع بعد كده نتجوز و نعلن خبر الحمل
تحدثت بخوف و قلق :
ـ كل ده هياخد وقت هكون أنا داخله في الشهر الأول لازم تكلم عمر إن الجواز يبقي حقيقي مش صوري
تذكر شيئاً ما لكنه لن يفصح عنه قبل لقاءه ب عمر :
ـ مفيش وقت ولا حاجة متقلقيش كل حاجة هتم بسرعة بلاش قلق
جلست ونظرت له بتوسل :
ـ علشان خاطرى أتكلم مع عمر الأول علشان الكل يبقي عنده علم بعلاقتنا أرجوك
أراد تهدئتها حتى لا تتعرض لأي قلق :
ـ طيب ممكن تهدى هتكلم مع عمر و هقول لعمتو تتكلم معاه
تحدثت بهدوء وهي تضع رأسها على كتفه :
ـ ماشي يا حبيبي أهو كده أطمن وارتاح
وضع يديه على وجهها ليردف بحنان شديد :
ـ طيب يلا ارتاحي بقى علشان كل حاجه هتتغير من هنا و رايح
أجابته بعدم فهم :
ـ إزاى ده وبعدين إنت مش هتبات معايا ولا إيه !!
مددها على الفراش ونام جوارها ليضمها بهدوء :
ـ يعني مفيش شغل كتير زي الأول وبعد كده مش هتكوني لوحدك لحظة واحده هكون معاكي دايماً
قبلته على وجهه و أجابته بمراوغة :
ـ أنا لو أعرف إن الحمل هيخليك جنبي بالشكل ده أفضل حامل على طول إنت مش عارف وجودك معايا بيعمل فيا إيه
أردف بابتسامة هادئة :
ـ وأنا معاكي دايماً يا حبيبي أطمن حياتنا هتنور بوجود ثمرة لحبنا
تمسكت به بقوة :
ـ أنا بحبك أوى أوى خليني دايماً معاك و في حضنك
وضع يده على شفتيها :
ـ مفيش أي حاجه ممكن تبعدنا عن بعض خليكي متأكدة
هتفت بخجل وهي تنظر له :
ـ وأنا معاك متأكدة و مطمنه
ضمها بحب وهو ينظر لها :
ـ يلا بقى ارتاحي أكيد تعبتي كتير النهارده
مرت الليلة في هدوء وهو يفكر في التواصل مع مالك ليجد حلاً سريعاً
❈-❈-❈
في مصر كان جسار يحاول التواصل مع سمية بأي طريقة لكنها كانت ترفض الرد عليه في أحد الأيام كانت تجلس في النادي منتظره قدوم عمر و سلمى إليها برفقة صغيرهم ووالدها فهم قرروا أن يقضوا اليوم في النادي لتجده يقف أمامها
تحدثت بانفعال شديد وهي تتذكر كل ما فعله معهم :
ـ إنت تاني نعم إيه التهديد الجديد اللي عندك
نظر لها بحزن ونظرة انكسار :
ـ مفيش تهديد أنا تعبت محدش حاسس بيا محتاجك أوى
ضربت على الطاولة بانفعال شديد :
ـ جيت متأخر كل فرصك انتهت عطيتك محاولات كتير كل مرة كنت بتنزل من نظري أكتر إنت دمرت الكل مستني مني إيه يا يا جسار
جلس على الكرسي وهو يتوسلها كي تعطيه فرصة للتحدث معها :
ـ كان غصب عني كنت مضطر أعمل كده علشان مش عايز أخسر حد منكم مكنتش هتحمل خسارتكم زي ما خسرت أبويا وأمي و عمي على ايده
تعجبت من حديثه يبدو أنه يخفي شيئاً ما لكنها لن تتراجع عن قرارها :
ـ بس غصب عنك إيه هاه إنت اذيت الكل مش شخص واحد لو فكرت أسامحك على اللي عملته معايا مش هسامحك على اللي عملته في الكل
أرف بتنهيدة حزينة :
ـ إنتي مش عارفه حاجه يا عمتي
نظرت له بسخرية :
ـ مش عارفه إيه كدبه جديدة صح
أردف بحزن وهو ينظر لها :
ـ لأ حقيقة من وقت موت محمد صاحب عمري و جوز علياء
لم تفهم معني حديثه :
ـ هو إيه اللي حقيقة و إيه علاقة موت محمد بالجنان ده
تنهد بوجع فهو لم يجد حلاً آخر سوى اللجوء لها :
ـ موت محمد هو بداية الفيلم ده كله
هتفت بتعجب وهي ترى نظرته المهزومة أمامها :
ـ فيلم إيه قول اللي عندك مرة واحده
أخبرها بكل شيء كانت تستمع لحديثه بصدمة ظنت أنه حلم :
ـ إنت بتقول إيه مستحيل دي كدبه منك صح
هتف بتنهيدة :
ـ دي الحقيقه و أسألي علياء بس هي عندها نص الحقيقة متعرفش النص التاني و مكنش ينفع تعرف علشان حمايتها هي وفريدة عرفتي ليه أنا عملت كل ده فيكم علشان أبعدكم و أضمن سلامتكم حتى لو النتيجة بعدكم عني و كرهكم ليا بس ده كله أهون من إني اخسر حد منكم
تعلم أنه ألقى بنفسه في طريق الهلاك :
ـ إنت مجنون صح وعارف لو شفيق كشف اللعبة نهايتك هتكون إيه ليه عملت في نفسك و فينا كده
أجابها وهو ينظر لها :
ـ عملت كده علشان علياء وفريدة ومحمد صاحبي و علشانكم علشان احميكم حتى لو نهايتها موتى
صفقت له بيدها وتحدثت بغضب :
ـ برافو مستني إيه بعد كل ده على الأقل كنت فكر في أختك
ليتذكر طفولته مع شقيقته :
ـ أختى أنتم معاها وأنا مطمن عليها خلى بالك منها
أمسكت يده كي لا يرحل :
ـ استنى هنا بلاش جنان مش هسمحلك تكمل التمثيلية دي سمعت
هتف بتنهيدة عميقة :
ـ مبقاش ينفع أتراجع خلاص أنا بدأتها ولازم انهيها علشان تفضلوا في أمان للنهايه
تحدثت بدموع و خوف :
ـ وأنا مش هستني لما أخسرك طيب جدك يا جسار مفكرتش فيه
مسح دموعها بيده :
ـ لما تخلص خالص لو حصلي حاجه عرفيه و عرفيهم كلهم الحقيقة و قوليلهم يسامحونى و عرفيهم إني بحبهم أوى أوى وعملت كده علشانهم
ضمته بخوف شديد عليه :
ـ أنا مش هعرفهم حاجه إنت هترجع معايا وتقولهم كل حاجة تنهي كل شيء دلوقتي خلاص كفاية بقى علينا كده
وقف كي يغادر فهو أخطأ حين أخبرها لكنه كان بحاجة شديدة لها :
ـ لأ مش هينفع أنا غلطت لما قولتلك بس كنت محتاج أتكلم أوى عايز أطلع اللي جوايا بلاش تندمينى إني عرفتك لو بجد خايفه عليا و على الباقي
وقفت ونظرت له بتوسل :
ـ و تفتكر هسيبك تكمل يعني هاه كفاية اللي خسرتهم مش هتحمل خسارتك إنت كمان
هتف بابتسامة حزينة :
ـ متقلقيش متأمن كويس أنا بس بقولك علشان برضة مفيش حاجه مضمونه
وضعت يدها على وجهه و أردفت بتوسل :
ـ بلاش عناد أبعد عن كل ده
تنهد بحزن قبل أن يضعف أكثر من ذلك :
ـ مبقاش ينفع يا عمتي أنا لازم أمشي بلاش تعرفي حد أي حاجه دلوقتى سلام
نظرت له بدموع :
ـ هطمن عليك تاني إزاى
قبل رأسها و أجابها :
ـ أنا هبقي أطمنك سلام
غادر وتركها جلست و هي تشعر بالخوف عليه لتجد والدها و عمر قادمان برفقة سلمى والصغير حملته منها و حاولت أن تبدو طبيعية أمامهم كي لا يلاحظوا شيئاً ... مرت عدة أيام وكانت الأجواء طبيعية و كانت يارا تلتقي بخالد في أحد الفنادق و أصبحت علاقتهما قوية ليفعلوا معاً خطيئة من نوع آخر لم يتوقع أحد أن يكون بينهما شيئاً ما لأنه بالنسبة لها سائقها الخاص
بدأت حالة عزت تتراجع كثيراً ورفض إخبار أحد وكان يتابع مع زياد لكن الأحداث الأخيرة جعلت حالته تتراجع بقوة في أحد الأيام اتجهت سمية لغرفة المكتب لرؤيته لتجده مغشي عليه صرخت بقوة ليحضر عمر حاولا إفاقته ولكنهما فشلا ليقومان بالاتصال بالاسعاف و أخذوه للمشفى أخبرهم الطبيب أنه تعرض لأزمة قلبية و سيظل في العناية المركزة عدة أيام حتى تستقر حالته الصحية مر يومان وكان جسار يتواصل مع الطبيب للاطمئنان على جده ويذهب إليه في أوقات متفرقة بعد مرور يومان طلب عزت رؤية سمية ليوافق الطبيب
دخلت لتجده نائماً و تحدثت بدموع وهي تنظر له:
ـ بابا إنت كويس طمني عليك يا حبيبي
تحدث بضعف شديد و تعب :
ـ سمية عاوز فاطيما و نزار عاوز أشوفهم قبل ما أموت عاوزهم يسامحوني
أمسكت يده وتحدثت بحزن فهي تعلم مقدار المعاناة التي يعيشها بسبب ما يحدث :
ـ متقولش كده يا حبيبي أنا ماليش غيرك ومش هقدر أشيل كل ده لوحدي إنت هتخف و تقوم بألف سلامة
أردف بإرهاق شديد و ضعف وهو يغمض عينيه :
ـ عاوز أشوفهم ساعديني خلاص رايح لاخواتك
توسلت له بدموع فهي لن تستطيع وحدها مواجهة القادم بدونه :
ـ لأ يا بابا لأ متقولش كده أرجوك
تحدث بتعب و ترجي :
ـ ريحيني و اطلبي منهم يرجعوا روحي للوسيط مفيش غيره ممكن يساعدك
أجابته بدموع و توسل :
ـ حاضر يا بابا حاضر بس علشان خاطري بلاش تسيبنى لوحدي أنا ماليش غيرك
أمسك يدها بضعف وهتف بهدوء :
ـ سليم و نزار و كلهم معاكي عاوز أريح ضميري قبل ما أموت و أثبت نسب نزار مش عاوز أقابل أخوكى وأنا ظالم ولاده أكتر من كده
كانت ترى في عينه نظرة وداع لتتحدث بدموع :
ـ بلاش كلامك ده إنت هتقوم وتبقي كويس هروح اكلمهم ينزلوا
تحدث بضعف وهو يغمض عينيه :
ـ بسرعة مفيش وقت
خرجت من الغرفة و قامت بالاتصال بأحد الأرقام و هتفت بدموع :
ـ بابا بيموت و عاوز يشوف فاطيما و نزار
أجابها بصدمة و توتر :
ـ إنتي أكتر واحده عارفة وجود نزار في مصر معناه إيه بالنسبة ل فاطيما تقدر تنزل عادي
أجابته بغضب شديد و انفعال :
ـ أنتم تقدروا تأمنوه الفترة دي أرجوك بقولك أبويا بيموت
أغلقت معه وجلست في الحديقة لا تعلم لمن تلجأ أرادت الاتصال ب سليم لكن تراجعت
❈-❈-❈
كان سليم يجلس في غرفة مكتبة في المنزل ليأتيه اتصالاً من القاهرة و أخبره بإيجاز سريع بما حدث ظل يفكر في طريقة لاخبار نزار و فاطيما ليطلب منهما الحضور لأنه يريد أن يتحدث معهما دلفا له و جلسا أمامه
تحدث بهدوء وهو يراقب توترهم :
ـ فاطيما نزار إحنا لازم ننزل مصر ضروري
تحدثت فاطيما باعتراض شديد :
ـ إيه مصر !! ليه
نزار بصدمة هو الآخر :
ـ ننزل مصر ليه يا بابا بعدين ليه دلوقتي
يعلم موقف كل منهم في قرار السفر لكنه مجبر هذه المرة لاخبارهم بالحقيقة :
ـ جدكم تعبان أوى وطالب يشوفكم
تحدثت فاطيما بدموع و قلق :
ـ إيه جدو ماله جدو
نزار بتوتر شديد :
ـ حضرتك بتقول إيه
تحدث بجدية وهو يقف و يجلس مقابلهم :
ـ اللي سمعتوه ولازم ننزل مفيش وقت أنا حجزت و هنسافر بكره الصبح
وقفت فاطيما وتحدثت بدموع فمازالت تحمل ذكريات سيئة خاصة بتواجدها بمصر :
ـ آسفه بس أنا مش هقدر أنزل مصر مش هقدر قول لجدي يسامحني وأنا هطمن عليه من الموبايل
يعلم سليم أنها تعاني حقاً لكن عليها المواجهة :
ـ فاطيما بتقولي إيه أنسي أي مشكلة دلوقتي فكري في جدك عمتو محتاجانا دلوقتي معاها
بدأت ترتجف و تحدثت برفض :
ـ مش هقدر أنزل مصر مش هقدر ده اسوء مكان بالنسبالي لو نزلت هموت هناك
اقترب منها سليم وهو ينظر ل نزار بيأس :
ـ حبيبتي كده مش هينفع جدك محتاجك أوى وطالب يشوفك أطمنى بعدين إحنا هنبقي معاكي أطمنى
تحدث نزار بهدوء بسبب خوفه عليها :
ـ حبيبتي إحنا كلنا معاكي و أنا كمان بس لو مش هتقدري خلاص هسافر أنا و بابا لو حالة جدو تستدعي سفر هيجي معانا
أومأت برفض شديد :
ـ مش هقدر اعذرونى سافروا أنتم وطمنونى عليه
قرر سليم عدم الضغط عليها :
ـ خلاص اللي يريحك يا حبيبتي
غادرت متجهه لغرفتها وهي تبكي بسبب الصراع الذي تعاني منه لتكره جسار أكثر بسبب ما فعله معها تريد رؤية جدها لكن لا تستطيع .. أما نزار اتجه للحديقة وهو يشعر بالقلق من عودته لمصر مرة آخرى لقد ظن أنه سيظل طوال حياته مقيماً في لندن .. كانت علياء تنتظره في الغرفة لتجده يجلس في الحديقة هبطت إليه لتضع يدها على كتفه
تحدثت بهدوء وهى تلاحظ توتره :
ـ حبيبي سرحان في إيه !!
أمسك يدها لتجلس جواره :
ـ هاه مفيش يا حبيبي طمنيني عليكي
علياء بهدوء وهي تلاحظ القلق البادي على وجهه :
ـ بخير طول ما حبيبي بخير مالك بتفكر في إيه !!
يعلم أنها لن توافق بسهوله لكنه لا يريد الكذب عليها :
ـ أنا هسافر مصر الصبح
وقفت وتحدثت بصدمة شديدة :
ـ إيه إنت بتقول إيه م مصر مصر ليه نزار لأ لأ علشان خاطري لأ بلاش أخسرك
وقف ونظر لها ليضع رأسه على رأسها :
ـ أهدى أنا ضرورى أسافر ومفيش وقت
ابتعدت عنه و هتفت بتوتر :
ـ يعنى إيه ضرورى هتسافر ليه علشان تنفذ اللي في دماغك لأ علشان خاطري خليك معايا هنا بلاش تبعد عني مش هتحمل
تنهد بوجع و تحدث بإرهاق :
ـ جدي تعب و اتنقل المستشفى ولازم أسافر لأنه طالب يشوفني
وضعت يدها على فمها و أجابته بتعجب :
ـ جدو ماله و تعبان أوى كده لدرجة إنك تنزل مصر
أجلسها و أردف بتعب شديد وهو يضع يده على رأسه :
ـ مش عارف بس بابا بيقول إنه محتاج يشوفني أنا و فاطيما هي رافضة تسافر معايا
وضعت يديها على ذراعه و هتفت بتردد :
ـ طيب اجي معاك أهو منه أطمن عليه وعليك
نظر لها بغيظ بسبب اندفاعها :
ـ لا طبعاً أنسي مفيش سفر مش هجازف بيكي أبداً أنا هطمن عليه و هرجع بسرعة
أجابته بضيق و استنكار :
ـ يعنى مش عايز تجازف بيا بس بتجازف بنفسك أهو على الأقل لو حصل حاجه نبقي سوا
أردف بجدية شديدة وهو يضع يده على بطنها :
ـ بلاش جنان فكري في فريدة و البيبي أوعدك هرجع في أقرب وقت
ضمته بقوة و خوف :
ـ أنا خايفه أوى عليك مش هتحمل خسارتك أبداً خلى بالك من نفسك كويس اوى
تنهد بهدوء وهو يطمئنها :
ـ أطمنى كل شيء مترتب المهم حافظي على نفسك علشاني
نظرت له بحزن وهي تلاحظ قلقه :
ـ حاضر يا حبيبي طيب هتفضل هنا ولا إيه مش هتنام
أومأ برفض و تنهيدة :
ـ محتاج أشوف فاطيما الأول و أتكلم معاها
وقفت كي تصعد لغرفتها :
ـ ماشي هطلع أنا عايز حاجة
قبلها على جبينها :
ـ لا يا حبيبي ارتاحي دلوقتي
بعد مغادرة علياء قرر الصعود لرؤية فاطيما والتحدث معها طرق الباب و دلف ليجدها تجلس وتحمل بين يديها ألبوم صور تنهد بوجع
أردف بهدوء وهو ينظر لها :
ـ فاطيما ممكن نتكلم سوا شوية
أشارت له ليجلس جوارها :
ـ تعالى يا حبيبي
يبدو على وجهها آثار البكاء ليتحدث بهدوء :
ـ طمنيني عليكي مش عاوز أسافر و أنا قلقان
ابتسمت له بحزن لأنها تعلم أنه يشعر بالقلق عليها :
ـ أنا كويسه يا حبيبي أطمن المهم طمني على جدو أول ما توصل وقوله يسامحني بس غصب عني مش هقدر أنزل للمكان ده تانى
هتف بصدق وهو ينظر لها :
ـ أقولك حاجة أنا كنت هرفض إنك تسافري معانا لو وافقتي علشان عارف إنك هتتعبي لو رجعتي أطمنى أول ما أوصل و أطمن عليه هطمنك
هتفت بقلق شديد :
ـ ماشي يا حبيبي وخلى بالك من نفسك أنا ماليش غيرك مش عايزه أخسرك إنت كمان
تحدث بتنهيدة :
ـ متقلقيش عاوز أطلب منك تكوني دايماً مع علياء عارف إن هيكون فيه ضغط عليكي الفترة دي بس ماليش غيرك أطلب منه الطلب ده
ابتسمت له في البداية ثم أردفت بعتاب :
ـ أطمن في عيوني هي و البيبي هاه يا دكتور مش قادر تصبر كده يحصل كل ده من ورانا ومن ورايا أنا بالذات
تنهد بهدوء و هو ينظر لها :
ـ اخوكي ضعف الحب ضعف مش قوة
تحدثت بقلق شديد :
ـ بس كده مش هينفع لازم تبلغ الكل إن العلاقه تبقي رسمي
تحدث بجدية وهو يأخذ الألبوم منها ليشاهد الصور :
ـ بصراحة هستغل سفري في مصر و أطلب من مالك يساعدني علشان لو اتاخرنا أكتر من كده هضرها قبلي
تحدثت بتوتر وهي تنظر له :
ـ خايفه أوى عليك من الخطوه دي
ابتسم بهدوء وهو يشاهد صوره تجمعه بوالديه و شقيقته :
ـ مفيش قدامي غير الخطوة دي بعدين أنا مش هعيش في مصر أول ما أطمن على وضع جدي هرجع بسرعة
أردفت بهدوء و جدية :
ـ خلى بالك من نفسك طيب و طمني عليك و على جدو لو الخطوه فيها خطوره شديدة علشان خاطري بلاش منها دلوقتي على الأقل
ضمها بهدوء شديد :
ـ أكيد هطمنك بلاش قلق هستني لامتى طيب مفيش معايا وقت
أجابته بقلق وهي تبتعد عنه :
ـ مش مهم الوقت المهم إنت مش عايزه أخسرك أنا ماليش غيرك
أمسك يديها وتحدث بجدية :
ـ بلاش قلق ممكن هشوف مالك الأول لو رفض هتكلم مع عمر و أحاول اقنعه
ابتسمت له بهدوء :
ـ ماشي يا حبيبي
الفصل السادس والثلاثون
أردف بمكر وهو يقف أمامها :
ـ يلا ارتاحي مهمتك صعبة من بكره
ابتسمت له بحب وهي تضمه :
ـ دي أجمل مهمه إني أخلى بالى من إبنك
تحدث بهدوء :
ـ والشركة كمان
تحدثت بثقة و تأكيد :
ـ أطمن كل شئ هيمشي تمام
ابتسم لها ليهتف :
ـ واثق فيكي هروح ارتاح أنا علشان السفر الصبح
تنهدت بهدوء شديد :
ـ ماشي يا حبيبي روح
عاد لغرفته ليجد علياء في انتظاره أعدت له حقيبة سفر صغيرة و نظرت له بحزن اقترب منها وضمها بهدوء ....
❈-❈-❈
في الصباح اتجه نزار برفقة سليم للمطار و بداخله مشاعر متضاربة اشتياق و حنين لزيارة والديه اللذان فقدهما و يريد رؤية جده للاطمئنان عليه ولكونه شخصاً موضوعاً قيد الإقامة الجبرية لا يستطيع التحرك بسهولة لأي مكان سوى المستشفى و العودة للفيلا وصلا ليجدا سيارة خاصة في انتظارهما بعد أن ساعدهما شخصاً في إنهاء إجراءات السفر رفض نزار أن يذهب للفيلا أولاً ليتجه للمستشفى وصل هو و سليم ليجد سمية في الخارج برفقة عمر اقترب منهم ليرحبوا به بحفاوة شديدة خاصة سمية حضر الطبيب ليقوم بفحص عزت لتخبره سمية بحضور نزار ليطلب منه أن يتجه معه للداخل لرؤية جده لأنه لا يطلب سوى رؤيته منذ إفاقته في هذا الوقت وصل جسار و تفاجأ من وجود نزار و سليم ليقف بعيداً يتابع ما يحدث ليتملكه الغيظ الشديد بعد رؤية نزار وهو يتجه لغرفة العناية مع الطبيب
تحدث نزار معه أولاً لمعرفة حالة جده :
ـ لو سمحت يا دكتور ممكن أعرف حالة جدي إيه !!
أجابه بهدوء شديد :
ـ للأسف قلب جدك تعبان وواضح إنه مش ملتزم بعلاجه في الفترة الأخيرة و ده كان سبب مباشر إن الأزمة ترجعله تاني
أردف بجدية و قلق :
ـ طيب ممكن يسافر بره يتابع مع دكاتره متخصصين
تحدث وهو ينظر له :
ـ حالياً حالته مستقرة و إنت المفروض عارف إنه مايقدرش يسافر مسافات كبيرة أطمن أنا متابع حالته من حوالي ٣ سنين المطلوب منكم بس تتابعوا حالته و خاصة الأدوية
تنهد بحزن فهو لا يستطيع أن يأخذه معه لندن أو يظل معه في مصر اتجه لرؤيته بعد أن تركهم الطبيب يتحدثوا معاً اقترب نزار منه وهو يلوم نفسه كثيراً ولا يعلم ماذا يفعل ؟؟
وقف أمامه و كان عزت نائماً جلس على الكرسي ورفض أن يتحدث ظل ينتظره بعد مرور نصف ساعة فتح عزت عينيه بتعب ليجده أمامه بعد سنوات طويلة ظن أنه يتوهم أمسك نزار يده وضغط عليها
تحدث بضعف شديد و تعب :
ـ ن نزار وحشتني أوى يا حبيبي كنت خايف أموت قبل ما أشوفك
رؤيته لجده في هذه الحالة جعلته يتذكر ذكريات سيئة كرؤيتة لوالدته و والده قبل رحيلهم عنه هو وشقيقته :
ـ متقولش كده يا جدي إحنا ملناش غيرك
نظر حوله يبحث عن حفيدته لكنه لم يجدها :
ـ أمال فين فاطيما عايز أشوفها
أجابه بتوتر شديد :
ـ هاه فاطيما مقدرتش تيجي يا جدي حضرتك عارف اللي عاشته هنا مش سهل
تنهد بتعب و أردف بتوسل و ترجي :
ـ كنت بس عايز أشوفها عايزها تسامحني على كل حاجه عاشتها بسببي وإنت كمان يا غالي سامحنى
منعه نزار من إكمال حديثه :
ـ جدي بلاش كلامك ده إحنا مستحيل نزعل من حضرتك و إنت متأكد من كده
تذكر عزت الورقة التي جعل فاطيما تمضي عليها التي يستطيع من خلالها استعادة الشركة و كل شيء استولى جسار عليه :
ـ أسمع يا نزار إبدأ في قضية النسب عايز اطمن عليك قبل ما أموت في ورقه مهمه مع نبيل هتستلمها إنت لما أروح لأولادي و في وصيه نفذها ورجع حقك و حق أختك و بنت عمك سامعني يا نزار
أجابه نزار برفض و اعتراض :
ـ جدي أرجوك بلاش الكلام ده إنت اللي هترجع حقنا كلنا و هتخرج من هنا أكيد
عزت بتعب و ضعف :
ـ بلاش عناد يا نزار أسمع اللي بقولك عليه إنت دلوقتى مكانى ومسؤول عنهم خلى بالك منهم ومن نفسك دي وصيتي لك عمتك و أختك وبنت عمك سامع يا نزار
نظر له بحزن و أردف بوجع :
ـ طيب أهدى بلاش كلام كتير اللي عاوزه هنفذه بس وإنت معانا أنا مش هقدر على المسؤولية دي لوحدي يا جدي
أمسك عزت يده بضعف و هتف بتنهيدة و ترجي :
ـ لأ هتقدر أنا عارف انك هتقدر وحاجه كمان جسار ابن عمك و أخوك حاول ترجع جسار من الفخ اللي هو فيه ده سامع يا نزار رجع جسار رجع ابن عمك وانقذه
أجابه بتوتر و جدية :
ـ هاه حاضر أطمن يا جدي اللي عاوزه هانفذه
يعلم عزت أنه ألقى على عاتق نزار مسؤولية كبيرة لكنه لا يثق بأحد سواه :
ـ عارف يا حبيبي عارف سلملي على فاطيما وقولها تسامحني صحيح أخبار علياء إيه سمعت إنك وقعت زي أبوك
قرر إخباره بأمر حملها :
ـ علياء كويسة و بصراحة فيه حاجة ومحتاج مساعدتك فيها
انتبه عزت لتوتر نزار وعلم أن هناك شيء ما :
ـ إيه هي قول !!
نظر له ليري ردة فعله على هذا الخبر :
ـ علياء حامل يا جدي عارف إننا غلطنا بس أنا حبيتها بجد
رغم سعادته بهذا الخبر في البداية لكن تحدث بعتاب :
ـ إنت بتتكلم جد يعنى هتبقي أب يا نزار خبر حلو بس غلط إنه يحصل كده من ورانا لازم تعرف عمر والكل بعلاقتكم
هتف بندم حقيقي :
ـ فاطيما عارفه صدقني يا جدي مش بايدي عارف إني غلطت بس الوضع ده مش فيه بإرادتنا بالعكس أنا ما اختارتش أعيش كده
أومأ له بتفهم لما يمر به :
ـ عارف يا حبيبي عارف معلش بس لازم تعرف الكل و خصوصاً عمر
هتف بتأكيد و حذر :
ـ أكيد هتكلم معاه بس في الفيلا علشان رد فعله
أردف بهدوء و جدية :
ـ ماشي يا حبيبي و أتحمل ردة فعله وحاول تهديه
ليمزح قليلاً معه :
ـ أكيد أطمن ارتاح دلوقتي الدكتور كده هيمنعني أدخل تاني
في الخارج اقترب جسار منهم وتحدث بغضب بعد دخول نزار لرؤية جده :
ـ إزاي يعني هو يدخل لجدي وأنا لأ هاه يطلع مين ده !!
سمية وهي تنظر له بتوسل فهي تخشى وجود مواجهه آخرى بينهم :
ـ جسار لو سمحت أهدي مش كده إحنا في مستشفى و جدك جوه تعبان وهو اللي طلب يشوفه
وقف سليم أمامه وتحدث بحدة :
ـ أظن جدك هو اللي طلب وجوده بعدين وجودك هنا مالوش داعي ممكن تمشي
أردف باستنكار وهو ينظر له بتحدي :
ـ وإنت مالك إنت .. إنت مين علشان تقولى أقعد ولا أمشي هاه
سمية وهي تمسك يد جسار وتتحدث بحده :
ـ جسار كفاية كده مش هسمحلك تغلط فيه سامع أهدي كده لغاية لما نطمن على جدك الأول ولا مش مهم صحة جدك
عمر بغضب و تحدي :
ـ كفاية بقى و احترم المكان اللي إحنا فيه وفعلاً عمي كلامه صح الأفضل تمشي
نظر ل عمر ب غضب و انفعال :
ـ عمررررر اسمعني كويس ملكش دعوه وخليك في حالك وإلا هندمك سامع
أردفت بتوسل شديد فهي في حالة لا تسمح لها بالنقاشات الحادة :
ـ بس بقي كفاية جسار لو سمحت أمشي علشان خاطري أمشي
عمر بسخرية و استنكار :
ـ هتعمل إيه تاني يا ابن عمتي أطمن بقيت متوقع منك أي حاجه
أجابه بانفعال :
ـ عمر ات
قاطعته سمية قبل أن يزيد الوضع تعقيداً :
ـ جسار أرجوك أمشي كفايه كده
أجابها بهدوء وهو ينظر ل عمر و سليم بتحدي :
ـ عايز أطمن عليه مش همشي قبل ما أطمن عليه
سمية بترجي فهي تأبى خروج نزار و حدوث مشادات كلامية بينهم :
ـ أنا هطمنك عليه بس أرجوك أمشي كفايه كده
خرج نزار ليقترب منه سليم :
ـ زين طمني أخبار جدك إيه
نظر ل جسار بكره شديد و تهكم :
ـ أطمن يا بابا هيكون كويس علشان عارف إننا محتاجينه
تحدث جسار بتهديد قبل مغادرته :
ـ حسابك تقل أوى معايا يا زين و نهايتك قربت
عمر بتنهيدة عميقة بعد مغادرة جسار :
ـ أنا بقول نروح نرتاح الليله و نيجي كلنا بكره وجودنا مالوش لازمه
تحدثت سمية بتعب وهي تجلس :
ـ روحوا أنتم أنا هفضل معاه هنا
نزار وهو يجلس جوارها لأنه يعلم مقدار الألم التي تعانيه :
ـ كده هتتعبي يا عمتي بكرة كلنا هنرجع سوا و نكون معاه اطمني
سليم بجدية شديدة وقلق خاصة بعد تهديد جسار لهم :
ـ طيب أنا و نزار هنروح الفيلا بتاعتي أضمن مش عارفين إيه ممكن يحصل
نظرت له بدموع :
ـ معلش يا حبيبي سيبني على راحتي مش عايزه ابعد عنه روحوا أنتم ارتاحوا أنتم جايين من سفر
كان عمر يتحدث مع سليم بعيداً عن سمية و نزار :
ـ مش معقول اتفضلوا معانا في القصر و أطمن متأمنة
أردف بعناد شديد :
ـ يبقي هستني معاكي هنا عمتو جدو محتاجنا معاه بس كده مش هتقدري
وضعت يدها على وجهه و كأنها تري شقيقها أمامها وليس ابنه :
ـ حبيبي بلاش عناد أنا هستني معاه هنا روح إنت أسمع الكلام
نظر سليم ل عمر و هتف بجدية :
ـ عارف يا عمر بس خلينا في الأمان بعدين هنشوف بعض كل يوم
اقترب سليم منهم وتحدث بهدوء :
ـ سمية نزار كلامه صح و إنتي عارفه قد إيه هو عنيد
ليجيبه بمكر و مراوغة :
ـ بابا رد عليكي خلاص بابا يروح مع عمر و أنا هنا معاكي
عمر بهدوء و جدية أيضاً :
ـ تمام اللي يريحكم يلا يا عمتو
تحدثت باستسلام وهي تقف كي يغادروا معاً :
ـ مفيش فايده فيكم أعند من بعض طيب يلا بينا
سار عمر و نزار أمامهم ليهتف سليم بمراوغة :
ـ كويس إن نزار عنيد وإلا كنت هعند أنا
أجابته بخجل شديد لا تنكر أن وجوده معها في هذا الوقت جعلها تطمئن ولو قليلاً :
ـ هاه إنت أعند منهم كلهم
أمسك يدها ليسيروا معاً متجهين للخارج :
ـ طيب يلا علشان ترتاحي واضح إنك منمتيش من كام يوم
تحدثت بحزن و دموع :
ـ أنام إزاى وهو كده أنا ماليش غيره ومش هتحمل يروح منى
مسح دموعها بيده و تحدث بجدية :
ـ أطمنى هيكون كويس وممكن استدعي دكتور من بره أو يسافر معانا بس الدكتور بيقول حاله نفسية
نظرت للأرض و هتفت بانكسار :
ـ مش عارفه يا سليم أعمله إيه مش عارفه
سليم متفهماً لحالة عزت بسبب ما يحدث حوله
ـ الوضع اللي عايشه مش سهل أه مبين إنه قوي و جامد بس هو عكس كده تماماً محتاج كلنا نكون معاه
تحدثت بوجع و دموع :
ـ أنا مش عارفه ليه بيحصل معانا كل ده مش كفايه اللي جاي و يا عالم هنخسر مين تانى
سليم وهم يتجهوا للخارج :
ـ مفيش خساير أطمنى يلا روحي و هشوفك بكرة
هتفت بترجي فهي بحاجة لوجودهم معها :
ـ تعالوا معانا أفضل
سليم بقلق وهو ينظر ل نزار :
ـ علشان نزار هيكون صعب عليه يدخل الفيلا مرة تانية
اقتربت سمية من نزار و أردفت بتوسل وهي تضع يدها على وجهه :
ـ نزار تعالى معانا علشان أبقي مطمنه عليك
تنهد بحزن شديد ونظر لها بتوتر :
ـ مش هقدر يا عمتي هيكون صعب عليا أدخلها تاني
أمسكت يده و تحدثت بوجع لأنها تعلم أنه يعاني بسبب وجوده في الفيلا :
ـ علشان خاطري يا حبيبي تعالى و أنسي اللي فات
مسح دموعها و ضمها بحب :
ـ حاضر هرجع علشانك بس كفاية بقى تعيطي
ابتسمت له بدموع وهي تقبل جبينه :
ـ حاضر المهم تيجي إنت واحشني أوى أوى مش كفايه اللي بعدوا
تحدث بهدوء شديد :
ـ وإنتي كمان وحشاني أوى ومحتاج مساعدتك
شعرت أنه يريد التحدث في شيء خطير :
ـ خير يا حبيبي أتكلم
تنهد بعمق وهو ينظر ل عمر :
ـ نتكلم لما نوصل عاوز أتكلم مع عمر الأول
اتجهوا معاً للسيارة وجلس جوارها في الخلف :
ـ ماشي يا حبيبي يلا بينا
تحركت السيارة ووصلوا للمنزل طلب نزار التحدث مع عمر قبل دخولهم ليتجهوا للحديقة
ـ عمر ممكن نتكلم سوا شوية قبل ما ندخل
عمر بهدوء وهو ينظر له :
ـ خير يا نزار في حاجه ولا إيه !!
شعر بالارتباك وهو يأبى مواجهته :
ـ فيه موضوع مهم ولازم تعرفه مني عارف إني وعدتك أحافظ على علياء والعلاقة بينا تكون طبيعية
تنهد بهدوء وهو ينظر لقلقه :
ـ وبعدين كمل
هتف بتوتر شديد :
ـ بصراحة علياء حامل في شهر و نص
نظر له بصدمة شديدة وهو يستمع لحديثه :
ـ نعم إنت بتقول إيه و إزاى ده حصل هاه هي دي أمانتي لك هو ده وعدك ليا
تحدث باعتذار و تردد :
ـ أنا حقيقي آسف بس علياء مراتي يا عمر إحنا معملناش حاجة غلط
هتف بسخرية و استنكار :
ـ معملتوش حاجه غلط !! لما تروح تعمل علاقه مع أختى اللي سايبها أمانه معاك من ورايا يبقي معملتش حاجه غلط هي مراتك أه بس على الورق وده اتفاقنا إنت خالفت الإتفاق و خنت العهد وأنا مش موافق إنها تكمل معاك
نزار برفض و اعتراض :
ـ مش من حقك يا عمر و لا من حق أي حد فيكم حاولت أقنعك كتير إنك توافق نبقي زوجين طبيعين بس كنت بترفض قولي هنستني لسه كام سنه هاه علياء مراتي و هتتجوزها رسمي
وقف و تحدث بغضب :
ـ وأنا مش موافق و الورقة هتتقطع و هتطلقها لما تعرف تحافظ عليها تبقي تستحقها ومن حقي أنا أخوها
أجابه بتهكم و انفعال :
ـ و أنا جوزها وممكن أثبت الورقة دي في المحكمة
نظر له بتحدي شديد :
ـ أبقي قولي هتثبتها إزاى مش هسمحلك و هاخدها تعيش معايا ومش هتشوفها تانى
تحدث بحده و وانفعال :
ـ مش هتقدر لأن علياء مراتي في القانون الانجليزي
أجابه باعتراض و تهكم :
ـ إنت بتتحداني و فاكر إني مش هقدر أحمي أختى منك تبقي غلطان إحنا هنا بنتعامل بقانون مختلف لو وصلت أخفيها عنك للأبد هعملها
اقترب سليم منهم ليمنعهم من ضرب بعض بعد أن شاهدهم من نافذة غرفة المكتب و هو يجلس مع سمية :
ـ بس بس إيه الجنان اللي بتعملوا ده في إيه
نزار متجاهلاً حديث سليم :
ـ مش هتقدر يا عمر سمعت علياء مراتي
سمية وهي تقف بينهم :
ـ أنتم اتجننتم بدل ما تكونوا ايد واحده بتضر.بوا بعض
نظر لهم عمر و أردف بغضب :
ـ في إيه أقولك أنا في إيه في إن البيه المحترم ماحفظش على أختي زي ما وعدني ولا صان كلمته ليا .. لأ هقدر و هتشوف
سليم بغضب شديد وهو يقوم بإبعاد نزار عن عمر :
ـ كفايه إنت وهو فهموني في إيه
عمر باستنكار و تهكم :
ـ قوله ولا تحب أقوله أنا يبقي أقوله أنا في إن علياء حامل
سمية بتوتر وهي تنظر ل نزار :
ـ نعم إنت بتقول إيه يا عمر !! نزار أتكلم !!
سليم وهو يشعر بالقلق :
ـ إنت بتقول إيه !! إزاى ده !!
جلس عمر ليضع يده على وجهه بضيق :
ـ اللي سمعتوه البيه خان كلمته ليا
نزار بتعب و تنهيدة :
ـ أيوه علياء حامل مش هكدب إحنا معملناش حاجة غلط ده حقنا
سليم وهو يحاول تهدئة عمر :
ـ طيب ممكن تهدوا علشان نعرف نتكلم
وقف عمر و هتف بانفعال :
ـ نهدي إيه هي دي فيها هدوء وإنت برضو مصمم إنك مغلطتش ده إنت بجح بجد !!
نزار بعناد شديد :
ـ بابا علياء مراتي ومش هتخلي عنها أبداً
سمية بتعب و إرهاق :
ـ عمر أهدى كده مش هنوصل لحل
تحدث سليم وهو ينظر لهم :
ـ عمر عارف إن اللي عملوا غلط بس أظن إنهم مش صغيرين هما كبار كفايه وعارفين عملوا إيه !! والنتيجة إيه يعنى برضاهم و دي حياتهم هما احرار فيها الغلط إنك تقول جواز على ورق وهما في مكان واحد و بيحبوا بعض أكيد هيجي لحظة ضعف عليهم وخلاص اللي حصل حصل هنعمل إيه !!
عمر بضيق من حديث سليم و دفاعه عن خطأ نزار :
ـ حضرتك بتقول إيه !! أنتم شايفين إن الموضوع عادي كده علشان هي مش تخص حد فيكم أنا بقي مش شايفه كده علشان هي تخصني هي أه أختى الكبيره بس بنتى و ماليش غيرها
سليم برفض لحديث عمر :
ـ عمر علياء زي ميرا و فاطيما عندي وهي أكيد عملت كده وهي عارفه النتيجة يعنى برضاها و أظن الظروف ضدهم وعارفين إن في صعوبه أنهم يجتمعوا رسمي علشان كده عملوا كده وتقدر تسألها إذا كانت عايزه تكمل معاه ولا لأ
سمية بتنهيدة عميقة :
ـ عمر لو سمحت أهدى علياء تخصنا كلنا و أي واحده مكانها ممكن تضعف الحب أكبر ضعف في الدنيا بلاش تخسر أختك مرة تانية و تحطها في موقف اختيار مرة تانية
نزار بهدوء و حذر :
ـ اعطيني فرصة و في أقرب وقت هتكون مراتي رسمي
وقف عمر ليتحدث بحديث ذا مغزى :
ـ المره دي النهاية لو اختارته يبقي براحتها بس تنسي إن ليها أخ زيها زي جسار غبيه و متهوره .. هاه و ياترى هتتجوزها و هي معاها عيل وثبت ابنك يوم كتب كتابكم
سمية بجدية و غموض :
ـ تاني هتعيش نفس الحالة اللي عاشتها من أكتر من خمس سنين لأ يا عمر و رأيي بابا هو اللي هيقرر في الموضوع ده
نزار بتحدي و عناد :
ـ هتجوزها لو آخر يوم في حياتي و فريدة بنتي من أول مرة شوفتها فيه
سليم متحدث بتفهم فهو لا يريد أن يحدث توتر في علاقة عمر بشقيقته :
ـ و إنت ليه تخسر أختك ليه تسيبها لوحدها تخيل تيجي مره تحتاجك و متقدرش تجيلك تخيل هتعانى قد إيه و تتوجع وهي محتاجه أخوها ومش قادره تروحله علشان هو سابها ومشي أختك حبت والحب بيضعف قصاد الحبيب و إنت حبيت و جربت غلطوا أه بس مش معنى كده نقاطعهم و نرميهم لأ ناخدهم في حضننا و نطبطب عليهم و ننصحهم ولا إيه هتقدر تتخلى عنها و توجعها
هتف عمر وهو يجلس بحزن :
ـ أنا بس كنت عايز ليها الراحه خايف عليها أنا ماليش غيرها مش عايزها تتعذب تانى
سليم بهدوء وهو ينظر له :
ـ أنا أضمنلك إنها هتبقي سعيدة و جداً كمان مع نزار
سمية بهدوء وهي تنظر ل نزار الذي بدى عليه التعب :
ـ عمر أنا واثقة إن نزار هيحافظ عليها أكتر من أي حد فينا ولو عاوز أي ضمان إحنا جاهزين
وقف عمر و تحدث بجدية :
ـ نطمن على جدي طيب الأول ونشوف
صعد كل منهم لغرفته وكان عمر يفكر في القادم و بداخله صراعاً كبيراً بين قلبه و عقله يري نظرة حب في عينيه لكنه يخاف على شقيقته بسبب تجربتها السابقة اقتربت سلمى منه ونظرت له بهدوء ليتجهان معاً للفراش
❈-❈-❈
مرت عدة أيام و كان نزار دائماً متواجداً مع جده ولم يحدث أي مواجهه بينه و بين عمر منذ تلك الليلة قرر لقاء مالك لمساعدته في الأمر ليلتقي به في مكتبه
رحب به في البداية :
ـ أهلا نزار تعالى .. مالك في إيه !!
تنهد بهدوء و حذر :
ـ محتاج مساعدتك و ده آخر طلب هيكون خاص بيا
مالك بقلق شديد :
ـ خير في إيه اتكلم على طول
تحدث بتردد و حذر :
ـ أنا عاوز أثبت نسبي علشان أقدر أتجوز أنا و علياء و مفيش معايا وقت كتير
مالك بصدمة كبيرة :
ـ إيه تثبت نسبك و دلوقتى صعب أوى و في خطوره شديدة عليك وعليها
ارتشف من فنجان القهوة :
ـ علياء حامل و التأخير مش في مصلحتنا ممكن نرفعها بشكل سري
وقف و اتجه له و تحدث بغموض :
ـ حامل !! و ليه الاستعجال ده بس ماشي هشوف كده كده جدك طلبها من فترة بس كنت ماشي فيها على أقل من مهلي علشان محدش يعرف حاجه
تنهد بضيق لأنه يرى أن الجميع ضده ولا يتفهمون مشاعره :
ـ إنت كمان هتقول استعجال أنا بجد تعبت و أنا مش عارف نهاية كل ده إيه !!
نظر له بهدوء فهو يعلم أن ما يعيشه نزار ليس سهلاً :
ـ أيوه استعجال لازم تاخدوا حذركم في الظروف دي بس خلاص اللي حصل حصل هحاول أمشي الإجراءات بسرعه واخلص القضيه قبل ما حد يعرف حاجه أطمن
وطلب منه طلباً آخر :
ـ مالك عاوز أزور قبر والدي و والدتي
نظر له مالك بحزن شديد رغم كل ما يحدث معه لكنه لا يستطيع التحرك بحريه و كأنه هارب من جريمة ما :
ـ ماشي يا نزار هبعت معاك حرس خلى بالك من نفسك
نظر لصورة عز ليهتف بهدوء :
ـ أكيد عاوز أشوف عز بقي قبل ما أسافر فرصة بما إني هنا
ابتسم مالك له لأنه يعلم أنه يحب عز وتكونت بينهم علاقة خاصة :
ـ تعالى شرفنا في البيت و قضي اليوم معاه هو كمان بيسأل عليك
أجابه نزار بهدوء :
ـ حالة جدي تستقر و هاجي أشوفه أكيد مفيش أخوات جداد له ولا إيه
مالك بغموض و تنهيدة :
ـ لأ لسه شويه أنا معنديش وقت لأي حاجه ده البيت مش بشوفه إلا من الشهر للشهر اخلص بس من الملف اللي في ايدي
نزار بابتسامة حزينة :
ـ أكيد مش ملفي
تحدث برفض :
ـ لااااا ملفك لسه بدرى ده ملف تانى وقرب يخلص خلاص
وقف ونظر للشارع من النافذة :
ـ أظن ملفي حواره كبير
هتف بتنهيدة عميقة :
ـ جداً و مش عارفين نهايته إيه !!
أجابه بوجع و تحدث بحديث ذا مغزى :
ـ بس أنا عارف النهاية هتكون إيه أول ما يوصلهم خبر
يعلم مالك جيداً أن هذه القضية صعبة و إن كشفت ستفتح أبواب الجحيم ل نزار و شقيقته :
ـ أطمن إحنا مركزين أوى وأي خطوه بنعملها ألف حساب المهم إنك تمشي معانا على الخطه مش عايز مفاجات تانى يا نزار زي الفتره الاخيره هاه كفايه
ابتسم له بهدوء :
ـ أكيد أطمن
غادر نزار متجهاً للمستشفى لرؤية جده ليجد سمية تجلس في الخارج برفقة سليم ليجلس بعيداً عنهم فهو لا يريد التحدث مع أحد من يفهموه حقاً ليسوا معه .. طلب عزت رؤية عمر للتحدث معه بعد أن أخبرته سمية بما حدث بينه وبين نزار
دلف عمر ليهتف عزت بتعب :
ـ تعالي يا عمر
عمر بهدوء وهو يجلس جواره :
ـ طمني عليك يا جدي عامل إيه !!
أجابه بجدية :
ـ أنا كويس أطمن عاوز أتكلم مع حفيدي التاني اللي أثبت إنه يستاهل يتجوز سلمى
علم أنه يتحدث في موضوع علياء :
ـ أتفضل يا جدي سامعك
أردف بهدوء :
ـ أنا عرفت إن علياء حامل و إنك زعلان مع نزار
هتف بعتاب و حزن :
ـ و ياترى حضرتك شايف زيهم إن زعلي مالوش لازمه وإن الموضوع عادي
قرر أن يغير الحديث ليهتف بغموض و تنهيدة :
ـ اسمعني يا عمر خلاص اللي حصل حصل بعدين محدش في إيده يغير القدر و ده قدرهم مهما اتحدناه مش هنقدر نقف قصاده و إنت شفت بنفسك جسار و فاطيما بقوا إزاى المهم خلينا في دلوقتي أختك محتاجالك أنا لو عندي شك في نزار هطلب منه يطلقها بلاش نقف في وش سعادتهم
أجابه بتردد و ضيق :
ـ أنا كنت واثق فيه و شايف حبه لها ووافقت علشانها علشان شفت الحب في عينيها وكلامها بس الموضوع صعب عليا دي أختى الوحيده و خايف عليها
عزت وهو يتذكر حدث مشابه في السابق :
ـ أنا فاهمك كويس أوى و يمكن مريت بتجربة زي دى زمان مع اختلاف كبير بس صدقني نزار بيحبها بجد ولازم تثق في حبه لها
عمر بيأس و تعب فالجميع يقومون بالضغط عليه ولم يفهم أحداً منهم قلقه على شقيقته :
ـ والمطلوب يا جدي
تحدث بهدوء :
ـ المطلوب إنت و نزار تكونوا ايد واحده متسمحوش لحد يفرقكم حتى لو أنا انسوا اللي فات أنتم عامود العيلة من بعدي
حاول السيطرة على انفعالاته :
ـ حاضر يا جدي هحاول اعدي اللي حصل لأنه فعلاً اللي حصل حصل خلاص وهي كبيره وعارفه بتعمل إيه أنا ماليش إني أتدخل
يعلم عزت أن عمر لن يقبل الأمر بسهولة :
ـ لا طبعاً بلاش كلامك ده عمر أختك محتاجالك بلاش تتخلي عنها وقتها هتروح لمين هاه
أجابه بسخرية و تهكم :
ـ لنزار أهو موجود عندها حقيقي خبر صدمني
هتف بحديث ذا مغزى :
ـ نزار لوحده مش كفاية أظن إنت شايف حالة سلمى بعد اللي أخوها عمله بلاش أختك تعيشه وإلا هتندم بعدين و فيه جسار تحب تروحله تاني وتبعد عنك
هتف بعناد :
ـ دي حاجه ترجعلها أسيب حضرتك ترتاح بقي كفايه كده هتتعب
عزت بتوسل :
ـ عمر فكر تاني بلاش تندم بعدين
أومأ بموافقة :
ـ حاضر يا جدي حاضر
ليقول له قبل مغادرته :
ـ أتمنى متعاندش أسمع نصيحه أخيرة لو فرع مال الشجرة مش هتكبر
خرج من الغرفة و أخبر سمية أنه سيتجه للشركة ليتركهم و يرحل
عند جسار كان يجلس في مكتبه ليجد شفيق أمامه رغم تفاجئه من طريقة دخوله لكنه يعلم سبب زيارته
تحدث بتهكم وسخرية :
ـ ازيك يا جسار و ازي عزت سامع إنك بتروح له كتير خير حنيت ولا إيه !!
أجابه بانفعال وحدة :
ـ إنت مش من حقك تتكلم معايا بالطريقة دي و أظن برضه علاقتي ب جدي تخصني لوحدي
ـ لأ من حقي لما أشوفك بتغلط يبقي من حقي أتدخل علشان مصلحة بنتى
ادعى عدم الفهم ليجيبه باستفهام :
ـ و إيه علاقة بنتك مش فاهم
أردف تحذير :
ـ رجوعك لهم هيأثر عليها إنت عارف إنهم مش بيحبوها
جسار بتهكم وسخرية :
ـ أطمن يا حمايا بنتك بعيدة عنهم لها بيت لوحدها
نظر له بغموض :
ـ مفيش حاجه مضمونه دلوقتى وبعدين أخطاءك كترت أوى يا جسار
قرر جسار اختصار الحديث قائلاً :
ـ عاوز إيه من الآخر يا حمايا
هتف بحذر و استنكار :
ـ مش عايز حاجه أنا بس بحذرك خلى بالك من بيتك كويس بدل ما إنت واخد بالك من الغريب .. صحيح أخبار علياء إيه سلملي عليها وقولها إنها وحشتني أوى أوى و هنتقابل قريب أوى
رغم قلق جسار من حديثه لكنه أدعى أنه غير مهتم لما يحدث حوله :
ـ إنت عارف كويس إني مشوفتهاش من أكتر من سنتين ولا ناسي بعدين إنت حر معاها أنا بوقف الشركة مش فاضي لكم
ضحك بقوة فيبدو أن جسار لم يستطع التعرف على شخصية شفيق بالقدر الكافي طوال السنوات السابقة :
ـ مشوفتهاش لأ تصدق عجبتني يااا يا ابن ياسر عمران وماله قريب أوى الحبايب كلهم هيتجمعوا سوا
لم يتراجع عن حديثه :
ـ أعمل اللي عاوزه قلتلك أنا بوقف الشركة من تاني
هتف بتهكم وسخرية :
ـ وماله هنشوف ابقي سلملي على جدك المره الجايه أخد العزا فيه سلام
تحدث جسار بغضب بعد مغادرة شفيق :
ـ سلام يا شفيق قريب هخلص منك ومش هتلاقي اللي يقف على قبرك