رواية بنت الجيران الفصل الثاني عشر12والثالث عشر13 بقلم ريهام عماد


رواية بنت الجيران 
الفصل الثاني عشر12والثالث عشر13 
بقلم ريهام عماد




يزيد بصوت فحيح: انتييي رااايحه فيين  
هنا بتلف تتفاجئ انه يزيد ال شدها كده ولكن فجاءه بتزق ايده وتزعق ف وشه 
هنا بزعيق والدموع اتجمعت فعينها: اووعي ايدك انت اتجننت ازاي تلمسني كده
يزيد بصوت رجولي: انتي راايحه تااني.. هو اناا مش قوولتل..
هنا  : انااا اروح مكاان م انا عااوزه انت مش هتتحكم فياا ..انت فاااكر نفسك ليك كلمه علياا !!.. انت مين اصلااا عشان تلمسني كده 
بيتصدم يزيد لما بيسمع الكلام ده من هنا وبيرد بصوت هادي
يزيد: انا .. بس... خايف عليكي..
هنا: متشكره .. متخافش عليا تاني.. العفريت مش هياكلني لما ادخل اشتري حاجه واطلع 
وبتسيبه هنا  وبتدخل المحل وسط صدمه يزيد بكلامها ال متوقعش نهائي تقوله كده  وبعض الناس ال ماشيه بتابع الموقف ب استغراب ....بيمشي بخطوات بطئيه مستني بس يطمن عليها وتطلع 

وبعد دقيقتين بتطلع هنا ... لكن يزيد بيلاحظ انها طالعه مش معاها حاجه ف يستغرب اكتر وعقله ميقدرش يبطل تفكير وبعدين يفتكر انه قال ل جمال ميبعلهاش حاجه

يزيد وقف مكانه وهو مش فاهم إيه اللي حصل بالظبط، مش قادر يصدق إن هنا ردت عليه بالشكل ده. فكر للحظة، وبعد كده قرر يمشي لشغله، الخطاوي عليه  تقيلة وقلق في قلبه، مش قادر يطلع كلام ولا يفتح بقه. 

ف طريق هنا بتبقي عينها مليانه دموع محبوسه مش مصدقه ازاي يزيد يشدها ويلمسها بالطريقه دي ..وفي نفس الوقت خايفه علي ابن اختها.. ومش عارفه ازاي طلعت الكلام ده ل يزيد .. حست بدوار كأنها هتقع من طولها بتتحامل علي نفسها لحد م توصل البيت وتطلع تدي ل امل الكارت وتكلم هي اختها نرمين 
هنا بلهفه: ايي ي نرمين في اي ايه ال حصل
نرمين بصوت معيط: انا ف المستشفي ب يزن ي هنا كان تعبان اوي وحرارته عاليه ومبيتحركش 
هنا: طب وبعدين... اي الاخبار دلوقتي
نرمين: الحمدلله بقا احسن الدكتور اداله خافض حراره وانا قاعده بيه اهو تحت الملاحظه
هنا: الحمد لله مين ال معاكي
نرمين: حمايا وحماتي و امجد(جوزها) هيجي لو اتحجزت 
هنا: انشاء الله خير مفيش حاجه..طمنين....
امل ساحبه التليفون: اي ينرمين يزن كويس.. 
نرمين: متقلقيش ي ماما الحمدلله بقا احسن...وكملت بصوت أشبه للعياط: كنت عاوزاكوا جمبي
امل بحزن: حقك عليا ي نرمين ... هنيجي انشاء الله يبنتي بكرا ولا بعدو
نرمين: ماشي ي ماما .. 
امل: كلميني كل شويه ي نرمين طمنيني علي يزن متسبنيش قلقانه الله يخليكي
نرمين: حاضر.... مع السلامه 
امل : مع السلامه 
امل بتقعد ع الكنبه و بتعيط
هنا :اي يماما خلاص الحمد لله يزن كويس كان سخن بس امل: اختك حاسه انها لوحدها ي هنا .. احنا مكنش لازم نيجي نسكن هنا
هنا: جوزها و حماها وحماتها معاها ي حبيبتي متقلقيش.... لو مكناش جينا كانت الشقه اتهجرت ي ماما وبابا اشتراها بفلوس تعبه ومجهوده ف الشغل عشان نبقي وسط سكان مش هناك عايشين لوحدنا
امل بحزن: بس عالاقل نرمين كانت جنبنا 
هنا: معلش ي ماما ..هنبقي معاها برضو هناك وهنا
... هما يمني وعدي فين 
امل ماسحه دموعها: يمني راحت مع سلسبيل بيجوا فطار وعدي نزل معاهم 
هنا: ماشي ي اموله هجهز الدنيا علي م يمني تيجي..خلاص بقا بطلي عياط يزن كويس والله هي نرمين خضتك بس ... وكملت بصوت اعلي محاوله تقليد امل لما تكون زعلانه: م مخلاااص بقا ي امل احسن والله اسيبلك البيت وامشي ومش هتعرفولي طريق جره .
وبتمشي ناحيه المطبخ بنفس طريقه امل وهي زعلانه 
امل:بقا انا بمشي كده ي فرده جزمه
هنا بضحك: اااه ولو مش عجبك طلقني 
امل: ادي اخره جواز القرايب انا وابوكي مكنش ينفع نتجوز ابدا 

هنا كانت واقفة في المطبخ، ، عمالة تراجع في كلامها مع يزيد وتلوم نفسها. حسّت إنها ظلمته لما زعقت فيه، مش عاوزه تحس انها ضعيفه قدامه . لكن في نفس الوقت كانت متأكدة إن مفيش مبرر للي عمله. إزاي يلمسها كده؟ ايا كان السبب ف مينفعش 
ويفضل جواها لغز ليه يزيد بيقولها متروحش هناك تاني  

اما يزيد ف شغله مش مدي اي رد فعل ولا علي وشه اي تعبير بيشتغل وهو ساكت بس عقله بيودي ويجيب ف افكار ..
 عارف انه اتصرف غلط مع هنا لما شدها من دراعها بس ده غصب عنه مكنش يقصد يعمل كده بس كان خايف عليها من عيون جمال ومش عاوزاها تتعامل معاه نهائي 
 ‏
ومعرفش إزاي يعبر عن خوفه ده بطريقة سليمةيمكن لو كان هادي أكتر كان ممكن يتفادى الموقف ده. كان لازم يحترم حدودها أكتر. وخصوصاً لما فكر في جمال، حس إنه ماينفعش تروح له تاني، مش عشان هي غلط، لكن عشان هو مش واثق في نوايا جمال.

الساعه ٩ مساءا يزيد بيرجع من شغله يروح علي بيته
يلاقي زينب وامل قاعدين  مع بعض ف مدخل البيت بيشربوا شاي ويتكلموا بيجي يزيد وهما قاعدين 
يزيد: سلام عليكم 
زينب وامل : عليكم السلام ورحمه الله وبركاته 
زينب: حمدلله ع سلامتك ي حبيبي اطلع اعملك تتعشي
يزيد بتسرع:  لاء ي ماما مش جعان هطلع استريح بس 
زينب: ماشي يبني .. 
امل: ربنا يقويك ويكون ف عونك ي يزيد انت وكل الشباب يارب... وتفرحي بيه ي زينب انشاء الله 
يزيد ب احترام: تسلمي ي طنط امل ... عن اذنكو

بيستأذن يزيد ويطلع يسيب امل وزينب يكملوا كلام
زينب: اهو يزيد ابني ده ال ربنا عوضني بيه ف الدنيا من ساعة م ابوه مات هو سندي وسند اخواته البنات وحنية الدنيا كلها فيه 
زينب ب حنان : ربنا يباركلك فيه يزينب وتفرحي بيه وتشيلي عياله يارب
زينب بتنهيده: يارب ي ام هنا.
امل: طب هقوم انا ي ام يزيد .. عاوزه حاجه 
زينب: سلامتك .... نورتي والله الشويه دول ي ام هنا

بتقوم امل تروح بيتها.. بتكون يمني وعدي بيلعبوا ف الاوضه وهنا قاعده ف الصااله قدام التليفزيون لكن مش مركزه وقاعده سرحانه بتفكر هتعمل اي مع يزيد لو شافته تاني بيقطع تفكيرها صوت امل

امل: ااي ي هنا قاعده كده ليه 
هنا بالتفات : هه لاء مفيش ي ماما سرحانه شويه بس
امل: طب قومي حضري العشا ع م انده اخواتك من جوا
هنا بهزار: خدي هنا ي حجه ... انتي كنتي فين هاااه في ام ترجع بيتهااا الساعه ٩ والنااس كلها صاااحيه والشااارع رايح جاي كده هااه
امل وهي بتضربها علي دماغها : هو انا كنت مهاجره ..انا كنت عن ام يزيد .. وبعدين عاوزاني ارجع الساعه كام ١ بالليل .. امشي ي هنا عشان انتي دماغك يبنتي رايحه ف داهيه
هنا بصوت هادي وملامح جاده: عند ام يزيد بتعملي اي
امل: كنا بنتكلم شويه وبعدين يزيد ابنها جه ف استأذنت وجيت 
هنا بعيون حيره: اممممم.. ط يب 
امل: روحي بقا الساعه داخله علي ١٠ عشان اخواتك ياكلو وينامو عدي عنده حضانه الصبح 
هنا: حاضر 

عند يزيد 
، كان لسه مش قادر يخرج من دوامة الأفكار اللي ملأت دماغه بعد اللي حصل مع هنا. رجع البيت مش قادر يلاقي راحته. دخل على غرفته وخلع هدومه بسرعة، حاسس بكل هموم اليوم دي متراكمة عليه بياخد دش ويخرج يلاقي زينب 
زينب: احضرلك تتعشي بقا ي يزيد
يزيد : لاء ي امي مليش نفس هخرج بس اشم شويه هوا وارجع تاني 
زينب: هتتأخر
يزيد:مش عارف.. نامي انتي لو جعت هجيب اكل وانا جاي
زينب : خد بالك من نفسك ي يزيد 
يزيد: حاضر ي حبيبتي .. 

بيخرج يزيد عشان يهرب شويه م التفكير
مش قادر يطلع من الحيرة اللي هو فيها بيفكر ف كل حاجه ف حياته كأن شريط حياته بيعدي عليه من يوم ما ابوه مات وسابه لوحده وهو لسا شاب صغير لحد مبقا راجل وسند ل اخواته... 

، كأن كل شيء اتغير في لحظة واحدة فجأة لقى نفسه بيمشي في الشارع، خطواته ثقيلة زي قلبه اللي مليان بالحيره  

فجأه شاف راجل زوجته ومعاهم ابنهم شايله ماشين مع بعض بحب .. ابتسم يزيد .وكأنه حس بشيء جوّا نفسه كان دايمًا فاقده، حاجة كان نفسه يعيشها: أسرة مستقرة، حياة بسيطة مع الناس اللي بيحبهم 
تخيل نفسه في نفس الموقف د عايش مع حد يحبّه، ويكون عنده أسرة صغيرة، وتبقى الحياة أبسط من كده بكتير. لكن فجأة رجع لعقله، وافتكر إن في حاجات كتير لازم يواجهها قبل ما يحقق الحلم ده

في وسط الهدوء ده، فكر في كل شيء، وكل خطوة أخدها في حياته. قرر إنه لازم يتعامل مع المواقف صح، وما يخلّيش خوفه يحدد مستقبله. 

كان لازم يواجه مشاعره تجاه هنا، ويقول لها كل اللي في قلبه، بس بالطريقة الصح. مش هيفكر تاني إنه يفرض عليها شيء، لازم يحترم رأيها، لكن في نفس الوقت كان عايز يطمئن عليها، ويحميها حتي لو هي مش شايفه ده 

قرر  اول حاجه يعتذرلها عن ال حصل سواء انهارده او مع اول فرصه يشوفها فيها  

بعد ساعه

يقوم ويمشي ف اتجاه بيته بخطوات متماسكه بيوصل بيلاقي زينب نامت  بيدخل اوضته ويقفل النور ويفرد نفسه ع السرير 

في نفس التوقيت عند هنا

 ف بعد العشا بتتصل بنرمين ويطمنوا علي يزن انه خرج م المستشفي ورجعوا ع البيت بعد م  اتحسن شويه ف ترتاح امل وتدخل تنام هي وعدي ابنها الصغير 
ويبقي يمني قدام التليفزيون هي وهنا

هنا: م يلا ننام ي يمني الساعه بقت ١١ ونص 
يمني: انا فاضلي يومين ع الدروس سبوني اعيش حياتي
هنا: وهو احنا قاتلينك .. قومي ي يمني يلا عشان سلسبيل هتجيبلك بكرا الساعه ٨ 
يمني:ليه
هنا: مش عارفه هي قالتلي هتجيلك ولو لقيتك نايمه هتجررك من ع السرير
يمني:اااه دا انا نسيت انها قالتلي انها هتيجي معايا بكرا نودي عدي الحضانه ... طب يلا جود نايت ي هنون
هنا بتبصلها بقرف: جود قرف 

وبعد ساعه هنا بتفضل يمين وشمال مش قادره تنام ولا جايلها نوم 
بتقوم تدخل الحمام وترجع ل اوضتها تقعد ع كرسي الانتريه نبضات قلبها سريعه ، وعقلها بيحاول يلاقى اجابه للي حصل،  كانت عايزة تشوفه علشان تفضفض وتفهم منه، لكن كرامتها كانت بتمنعها وخايفه تطلع تشوفه ف البلكونه 

لكن بعد شويه قلبها بيكسب وبتقوم تطلع تقف تبص للشارع يمين وشمال ف هدوء تام وبلكونته المقفوله بيخليها تتنفس بعمق وتقعد ع الكرسي بقله حيله

اما يزيد ف بيبقا بيقلب ف تلفونه بيسمع صوت بلكونه هنا بتتفتح  وبيحس انها هي ال طلعت. قلبه دق  وهو حس إن الوقت جه علشان يواجه مشاعره. قرر إنه يطلع ويواجهها، حتى لو كانت الصمت بينهم أكبر من الكلام..
ف لازم ينهي ال حصل انهارده مش بكرا

بيفتح يزيد الباب بهدوء ويقفله وراه وعينه متعلقه ب هنا من لحظه م خرج 

هنا ضربات قلبها بتزيد وهي شايفه يزيد بيخرج لكن بتقف بتماسك وهي ال بتبدء الكلام 

هنا بصوت مبحوح: يزيد
بيرق قلب يزيد اول م يسمع هنا بتنطق اسمه 
يزيد بصوت هادي: كنت حاسس ان هطلع الاقيكي 

ده واضح ان الحوار هيبقي شيق ي بوووووي



الفصل الثالث عشر 

هنا بصوت مبحوح: يزيد
بيرق قلب يزيد اول م يسمع هنا بتنطق اسمه 

يزيد بصوت هادي: كنت حاسس ان هطلع الاقيكي 
بتقوم تقف ببطء وهي بتتلكم بصوت متقطع: يز يد ااناا..انا اسفه انا مكنتش اقصد ال ع.....

يزيد: متتأسفيش ي هنا.. مش انتي ال غلطانه انا مكنش ينفع اعمل كده...انا الي اسف اني لمستك كده

هنا والدموع اتجمعت ف عينها وببتنزل ببطء علي خدها وبتقول بصوت صعيف: بس ااناا ...مك....

يزيد بيشوف دموع هنا نازله بيقاطعها 
يزيد بتنهيده: طب انتي بتعيطي ليه دلوقتي 

هنا ولسا دموعها سرقاها وبتنزل غصب عنها 
هنا بشهقات عياط: عشاان اانا..مكنش ..مكنش قصدي ازعق فيك ..

يزيد : ال انتي قولتيه رد فعل عن ال انا عملته .. مهما كان مكنش ينفع اشدك من ايدك كده.. 
وكمل ب اسف: بس صدقيني مكنش قصدي انا كان كل همي مخلكيش تدخلي عند الزفت ده .. 

هنا بتبصله بنظرات استفهام !

يزيد بهدوء: بصي ي هنا مش كل حاجه لازم نفهمها كل ال اقدر اقولهولك ان جمال شاب عينه زايغه 

هنا بتقعد حواجبها وبتقول بصوت هادي: اييه

يزيد: لما قولتلك متروحيش هناك تاني كان قصدي مخلكيش تتحطي ف اي موقف يضايقك سواء بنظرته ليكي أو طريقه كلامه ال انا عارفها كويس 

هنا: انا لما روحت الصبح كنت مستعجله علشان ابن اختي كان ف المستشفي وماما كانت عاوزه رصيد بسرعه عشان تطمن عليه ف روحت هناك عشان ده اقرب حاجه 
وكملت بعياط: مكنتش اعرف ال انت قولته ده

يزيد بصوت مطمئن: طب اهدي انا مش عاوزك تعيطي ..انا اكيد عارف انك مكنتيش تعرفي بس خلاص موضوع وانتهي 

هنا ببراءه: يعني انت مش زعلان مني 

يزيد ب ابتسامه : لو انتي مش زعلانه مني ف انا كمان مش زعلان 

هنا بتمسح دموعها وبتقول بتقطع: مش ..زعلانه

يزيد بضحك: طب اي هتفضلي تعيطي كدا مش هتعمليلي نسكافيه!
هنا ب ابتسامه ولسا صوتها متقطع: حا ا ضر .. دقيقتين بس
يزيد بيضحك وهو بيشوف ابتسامتها الخفيفة، وبصوت هادي: بس بسرعه عشان مترجعيش تلاقيني نايم ع الكرسي 

بتمشي هنا بسرعه ع المطبخ تعمل النسكافيه وهي بتعمله بتحط ايديها علي قلبها وتبتسم 

وبعد خمس دقايق بتطلع ومعاها كوبايتين نسكافيه 
بيشوفها يزيد وهي داخله تترسم ابتسامه علي وشه

هنا بتناوله الصنيه 

يزيد : امم عملتي ليكي كوبايه كمان ويا تري دي الكوبابيه الكام
هنا بضحك: والله دي لسا أول كوبايه ... وكملت بملامح شرود: طول اليوم كنا قلقنين علي يزن ابن اختي 

يزيد: طب هو اخباره اي دلوقتي
هنا ب انتباه: بقا كويس وطلع م المستشفى 
يزيد : الحمد لله.. حمدلله ع سلامته

لحظات سكوت بسيطه بيبصوا لبعض
 لحظة قصيره، والسكوت بينهما كان أقوى من أي كلام. هنا كانت عيونها مليانة شوية مشاعر مختلطة، بين الحيرة والراحة في نفس الوقت. يزيد كان حاسس إن في حاجة بينه وبينها مش ممكن يوضحها بالكلام، بس العيون كانت بتقول كل حاجة.
بتهرب هنا من عيون يزيد وبتشرب النسكافيه 

يقطع السكوت يزيد وهو بيقولها
يزيد بجديه وعيون متسأله: هناا... مش هتروحي تاني صح؟
هنا : ايوه طبعا .. 
يزيد: جدعه.. برافو عليكي 
وكمل ب عيون مترقبه: هنا هو انا ممكن اقولك حاجه 
هنا بخفوت: قول 
يزيد وهو بيحط كوبايه النسكافيه
يزيد بجديه: انا مش عارف ليه ربنا بعتك ف الوقت ده  تسكني ف الشارع   وف الوقت ده  بالذات ... يمكن لو مكنتيش جيتي كان زمان في حاجات متغيره ..  مكنتش حابب وجودها ولا حابب اعيشها.. حاجات مفروضه عليا
وكمل بعيون مبتسمه ابتسامه صافيه: بس بوجودك ده شكل كده هعيش ال انا كنت بدور عليه .. حاجات نفسي اعيشها

هنا وعلي ملامح كل ملامح الاستغراب وعدم الفهم

هنا بصوت متقطع : م..ش فاا.همه حاجه 
يزيد بضحك وهو بيمسك كوبايه النسكافيه تاني: يستي مش لازم تفهمي اهم حاجه انا فاهم 
هنا مدتش رد فعل ولسا علي ملامحها الاستغراب
يزيد وهو بيشرب م النسكافيه:  النسكافيه بتاع الواد جمال ده مغشوش .. الله يحرقك ي جمال 
هنا بتضحك علي طريقه كلام يزيد وبتحط ايديها علي شفايفها برقه : يعني طعمه مش حلو 

يزيد بيضحك وبيحرك راسه بالنفي: لا زي الفل.. كفايه انك عملتيه يعني 
بتبتسم هنا بخجل وتبص ف الموبايل بتاعها وبعدي تبص ليزيد
هنا ب استاذان : انا هقو..وم عشان.. هصحي بدري
يزيد بهدوء: تصبحي علي خير 
تبتسم هنا وتدور عشان تدخل يندهلها يزيد تاني 
يزيد : هنا 
هنا ب التفات: نعم
يزيد: انا اسف مره تانيه ... حقك عليا
هنا بهدوء : انسي ي يزيد خلاص حصل خير ي يزيد.... .. تصبح ع خير
يزيد ب ابتسامه : وانتي من اهل الخير

بتدخل هنا وهي جواها كميه راحه متتوصفش بالنسبالها قلبها بيدق بفرحه والابتسامه مفرقتش وشها بتروح لسريرها بخطوات بطيئه وهي سرحانه ف كلام يزيد وبتسمه تاني ف ودنها( بس بوجودك شكل هعيش  ال كنت بدور عليه حاجات كان نفسي اعيشها)

بتفرد نفسها ع السرير وهي بتكلم نفسها...  هو قصده اي.. ليه كل مره بيتكلم بالالغاز .. 

ولما افتكرن ضحكته وهو بيقول عن النسكافيه "مغشوش" قلبها ابتسم تاني، وابتسمت هي كمان، حتى لو كان الكلام بهزار ومش حقيقي لكن طريقته كانت مختلفه

رفعت راسها وبتبتسم بخجل، "مجنون يزيد ده"، وبعدين سحبت غطا السرير وغمضت عينيها

اما يزيد ف لسا قاعد ف بلكونته مشلش عينه من قدام بلكونتها مكنش عاوزاها تمشي وتسيبه بالرغم انه لسا معرفش شخصيتها كامله لكن إحساس الراحه والقبول ال بيحسه لما بيشوفها بيخلي قلبه مشتاق يعرف كل حاجه عنها من اول م كانت طفله لحد اللحظه ال بيشوفها فيها

قلوبهم كانت لسه متشابكة من غير ما يصرحوا بكل حاجة. لكن بين السطور، كان في كلام كتير الله اعلم هيتقال امتي 

صباحا الساعه ٨

بتصحي امل وتصحي يزيد قبل م تسافر ع الشغل وتسيبله اكل يكفيه وهي مش موجوده لانها هتغيب ٤ ايام ف الشغل وبتبيت عند والدتها (جده يزيد)

زينب: انا همشي ي يزيد خلي بالك من نفسك....وبص علي اختك كل يوم ي يزيد متسبهاش ولو حصل حاجه كلمني هاجي ف ساعتها 

يزيد : متقلقيش ي ماما .. خدي بالك انتي من نفسك 

بعد م تمشي زينب بيقوم يزيد ياخد دش ويلبس عشان ينزل شغله 

عند هنا ف بعد م بتصحي بتلاقي امل قاعده لوحدها  ف بتنكشها هنا 

هنا: قاعده كده ليه ي امووول
امل: مستنياكي تصحي ي غيبوبه .. عدي اخوكي ف الحضانه ويمني عليها درس الساعه ١٠ مشيت من شويه مع سلسبيل
هنا بنغاشه :ممم طب فطرتي  ولا مستنياني  بقا ي ام عدي 
امل: مستنياكي .. قومي حضري الفطار  بس فوقي كده شوويه
هنا : افوووق شويه اييي انااا جعاااانه
امل بتبص ل هنا من فوق ل تحت وبتضرب كف علي كف : والنبي ال يسمعك كده يقول عليكي ١٠٠ كيلو وانتي قد خله السنان 
هنا : انا خله سنان ي ماما 
امل : ظلمت خله السنان اتخن منك 
هنا بتحط ايديهاا الاتنين علي وسطها: ده اسمه عود فرنساوي... احسن م اكون بكبوظه 
امل : طول عمري مشفقه ع ال هيجوزك ي هنا يبنتي الله يكون فعينه
هنا بفخر: داا امه دعيااله هو يطول يبقا معاه هنا رؤوف 
امل:  قصدك داعيه عليه .....وف اذان الفجر  
هنا مدعيه الزعل: ماشي ي ماما خليكي كل شويه كده م تشوفيني تقوليلي كده ..... ولما اتجوز مش هتعرفولي طريق هخلي جوزي يعيشني ف جزر القمر 
امل: طب روحي...روحي ي هنا ربنا يردلك عقلك

بعد الظهر 

عند دعاء وهي حاسه بالم الولاده وبتتحامل علي نفسها يمكن يكون الم بسيط لكن الالم بيزيد ومتقدرش تتحمله ف تكلم عمار جوزها يجي ع البيت بسرعه 
وتكلم يزيد اخوها ومترضاش تكلم زينب عشان عارفه انها ف الشغل مش عاوزه تقلقها غير لما تتاكد أنها ولاده 

عند يزيد
يزيد بيقفل المحل بتاعه بسرعه ويطلع ع البيت يجيب فلوس بزياده وبطاقته وينزل وهو نازل يلاقي جايبه عدي م الحضانه وجايه وبيتقابلوا عند مدخل البيت 

هنا بخضه  وهي بتشوف يزيد رايح ناحيه الموتسكل بتاعه بتسرع : ماالك ي يزيد ف اي بتجري كده ليه

يزيد ب قلق: دعاء بتولد ي هنا .. ادعيلها ربنا يقومها بالسلامه 

هنا ب حنان:  انشاء الله هتقوم بالسلامه متقلقش
وكملت بصوت مرتجف وعيون  قلق: "طب، طب في حد معاها؟ مفيش حد غيرك معاها؟"

يزيد : لا انا وجوزها بس ماما سافرت الصبح بس هكلمها دلوقتي هتيجي هي ورضوي  ...
وكمل بتسرع وهو ماشي :لازم امشي دلوقتي...
هنا بتسرع : استني ي يزيد مينفعش تبقي لوحدها لسا بدري عقبال م طنط ورضوي يجوا ... ثواني  هقول ل ماما تلبس وتيجي معاك ثواني بس ... وطلعت بسرعه بدون م تستني رد يزيد 

بيفكر يزيد ف كلام هنا ويلاقي فعلا عندها حق خصوصا ان حماة دعاء متوفيه ولازم يكون معاها ست 

بتنزل امل بسرعه وهي بتكمل لف طرحتها ع السلم ...
امل: خير ي يزيد يلا بينا يبني
يزيد: هتعبك معانا يطنط امل معلش ( بيقولها يزيد وهو بيحرك الموتسكل عشان يمشوا بسرعه
امل: عيب ي يزيد متقولش كده احنا من ساعه م جينا هنا واحنا اهل يبني 

بعد خمس دقايق بيوصلوا وياخدو دعاء بالعربيه للمستشفي وبتكون فعلا ولاده ف يكلم يزيد زينب ورضوي يجوا

وبعد ساعه ونص بتوصل زينب ورضوي وبتكون دعاء ولدت بنوته بصحه كويسه ومكتمله مش محتاجه حضانه ودعاء بخير وامل معاها ف الغرفه مسبتهاش  وشايله البيبي(جويريه) 

وعمار ويزيد واقفين برا 
زينب بلهفه: اي ي عمار دعاء ف انهي اوضه يبني 
بيشاور عمار للاوضه وياخدهم ويدخل وهو بيقول: متقلقيش دعاء الحمد لله كويسه ومعاها جارتكو ام هنا 
بتدخل زينب ورضوي بلهفه يطمنوا علي دعاء ويباركلوها 
زينب: دعاء حمدلله ع سلامتك ي حبيبتي 
رضوي بدموع فرح وهي شايله جويريه: واخده كل ملامحك يدعاء
دعاء بصوت تعب : دي كلها عمار ي رضوي
زينب بحنان : وواخده من عمار كمان ي رضوي دي كلها عمار
عمار بضحك: انا ابوها ي جماعه لازم تاخد مني 
زينب بشكر ل امل: ربنا يخليكي ي ام هنا يارب والله م عارفه اقولك اي
دعاء ب تعب: اها والله ي ماما طنط امل مسابتنيش .. كأنك كنتي معايا ..

امل: انتي زي نرمين ي دعاء .. نرمين بنتي الكبيره برضو كانت زيك كده يبنتي ولادتها سهله وعدت علي خير 

زينب : عقبال م تشوفي ولاد ولادها ي رب ف عمرك ي ام هنا

امل باستأذان : طب هستأذن انا عشان العيال لوحدهم... حمدلله ع سلامتك ي دعاء وانشاء الله هاجي اطمن عليكي وأنتي ف بيتك ي حبيبتي 

زينب مشاورله ل يزيد: يزيد هيوصلك ي ام هنا متمشيش لوحدك 

بعد وصول زينب للبيت بتكون هنا كل الوقت ده قلقانه وعقلها مشغول.. بتدخل زينب بتجري عليها هنا بلهفه

هنا: ماااما اي دعاء كويسه 
امل : كويسه ي هنا الحمد لله قامت بالسلامه وبنوتتها زي القمر 
هنا ب ارتياح: الحمد لله الحمد لله كنت قلقانه عليها اوي رغم اني عمري م شوفتها بس حسيتها يوم ولاده نرمين

زينب : اخواتك فين 
هنا: عدي اكل ونيمته ويمني جوا من ساعه م جت م الدرس وهي عامله فيها نجيبه متولي الخولي وقال هذاكر مة اول دقيقه 
زينب بضحك: طب  سبيها ربنا يهديها 
هنا : يارب ي اموله   وبتكمل وهي بتدعيلها ورافعه ايديها للسما:: ياااارب ي امول يخليكي للغلابه ياارب
بتضحك زينب وهنا مع بعض 

بعد مرور يومين

بتكون دعاء ف بيت زينب من وقت م خرجت م المستشفي وبيجي عمار زوجها كل يوم ويطمن عليها ويقعد معاها 
وزينب واخده اجازه م الشغل ل حين م دعاء ترجع شقتها 
ورضوي واولادها مع زينب ودعاء 

ويزيد بيروح شغله ويكون عنده ضغط شغل كبير لدرجه بيروح من ٨ الصبح يرجع ٢ بالليل .. وتفكيره ف هنا مبيخلصش وصورتها قدام عينيه وشوقه ليها بيخليه يتمني يشوفها لكن مش بيلاقي فرصه لانه بيرجع متأخر جدا وبيلاقي بلكونتها مقفوله ف بينام ب ارهاق وتعب

عند هنا
بتكون سرحانه عقلها كله يزيد وانها مشفتهوش بقالها يومين من يوم ولاده دعاء وقلبها بيقولها انه كويس لكن مش فاهمه ليه مش بيظهر تمااما ف اليومين ال فاتو 

بتفوق علي صوت زينب: هنا.. هتيجي معايا 
هنا ب انتباه: فين ي ماما
امل:  عند ام يزيد هنزور دعاء وننقط بنتها
هنا بفرحه: بجددد ...طب ثوااني بس هلبس واجي علي طول 
بيكون ساعتها عدي ف كُتاب القريه ويمني عند سلسبيل ال من ساعه م الدراسه بدأت وهي عند سلسبيل او سلسبيل عندها 

بعد خمس دقايق بتكون جهزت هنا بتلبس دريس بيچ وفي بعض الورود الرقيقه وطرحه بنفس لون الورد 

بيرحوا عند ام يزيد بتستقبلهم رضوي ب ترحاب 
رضوي: اهلاا اهلااا دا البيت نور.... وبتسلم علي هنا وبتبوسها .. ازيك ي هنون
هنا بخجل انها داخله بيت يزيد:  الحمد لله .. ازيك ي رضوي
امل بضحك : احنا جايين نطمن ي النونه 

رضوي: دا انتو تنوروا ف اي وقت ي طنط والله 
وبيدخلوا ل دعاء ال اتحسنت وفايقه نوعا ما عن يوم الولاده
دعاء وهي بتسلم علي امل : اهلا اتفضلواا ... ازيك يطنط امل....
دعاء بتبص ل هنا وتقولها: اكيد انتي هنا 
هنا ب ابتسامه : ايوه
دعاء: كلك طنط امل 
زينب ب ترحاب : وانا اقول البيت منور ليه ... ازيك ي ام هنا عامله اي 
امل: الحمد لله ي ام يزيد البيت منور بصحابه 
وبيقعدوا سوا يفتحوا حوار مع بعض ويتكلموا ب اُلفه 

بعد عشر دقايق

بيرن جرس الباب وبتفتح رضوي تلاقيه يزيد 
بتبصله رضوي بعيون متسعه وتقرب عليه توشوشه : عاررف ميين جواا
يزيد مقترب منها وبيوشوشها بنفس الطريقه: مييين
رضوي بصوت هادي وبتغمزله : هناااا

يزيد بصوت عاالي وبيبعد رضوي عن الباب : اييي طب اوعي كده انتي واقفه كده ليه

رضوي متمسكه بدراعه : خد هناا يوولا رايح فيين
يزيد : يبت سيبي هدخل جوا .. دا انا بقالي يومين مشفتهاش من يوم م اتخانقت معاها 

رضوي بتضرب ب اديها الاتنين علي خدها بصوت عالي: اااي احييييه اتخانقت معاهااا. تاااني ي يزيد تااان

يزيد بمقاطعه وهي بيكتم علي بوقها ويتكلم بوشوشه  : شششش اسكتيي صالحتهااا صالحتهااا بس من ساعتها مشفتهاش 

رضوي بغيظ: دا انت مفتري 
يزيد بيزقها : طب ابعدي من قدامي كده بقاا
بيدخل يزيد عند دعاء ممثلا انه مش عارف ان في حد هنا 

يزيد : سلام عليكم ... احمم ازيك يطنط امل .. ازيك ي هنا 

هنا رفعت راسها وبصت ليه بابتسامة خجولة، لكن قلبها كان بيخفق بسرعة. يزيد، رغم إنه دخل وعارف انها موجوده، إلا إنه مش قادر يخفي نظراته اللي بتبحث عنها بين الكل 

تعليقات