
رواية قلوب ضائعة الفصل السابع عشر17 والثامن عشر18 بقلم فاطمة الزهراء
من أولِ لقاءٍ بيننا شعرتُ أنكِ ستكونين بداية ربيعي الذي انتظره برياحك العطرة التي ملأت صدري أصبحتِ ملاذي بعدما كُنتِ مفري.
وقف الجميع يشاهدون ما يحدث في صدمة و تعجب و بدأ الصحفيون يلتقطون صوراً لهم وهو يشعر أنه في عالم آخر ليستيقظ بعد عدة دقائق وترك يدها ليغادر الحفله لتقف غاضبة لأنه تركها وحدها .. اقترب سليم من الصحفيين و أخبرهم بانتهاء الحفلة ليبدأوا جميعاً بالرحيل ظل مايكل وهو لا يعلم ماذا يفعل ؟؟
هو لا يريد خسارة سليم فهم أصدقاء منذ زمن بعيد نظر له سليم بحدة و استنكار ليأخذ ابنته ويغادر كانت علياء تتابع ما يحدث بتعجب لأنها طوال الشهور الماضية لم تشاهد هذه الفتاة خاصة أن نزار شخص عملي لا يفكر سوى في العمل فقط .. وصل سليم للمنزل لتبحث ميرا عن نزار في فيلا سليم ولم تجده و أيضاً سيارته غير متواجدة صعدت علياء ب فريدة التي نامت منهم في السيارة بدلت ملابسها ووضعتها على الفراش و هبطت للأسفل وجدتهم يحاولون الاتصال ب نزار لكن هاتفه مغلق
فاطيما بقلق و هي تحاول الاتصال به :
ـ وبعدين يا بابا نزار موبايله مقفول من وقت ما خرج
سليم بتنهيدة و غيظ مما حدث في الحفل :
ـ أهدى إنتي عارفه وقت ما يتعصب بيبعد علشان يهدي لوحده
أردفت ميرا بتوتر و قلق شديد :
ـ طيب والعمل هنستنى كده كتير واحنا مش عارفين هو فين
تحدثت فاطيما باستنكار :
ـ أنا مش فاهمه سيمي عاوزه إيه منه أتكلم معاها كتير و هي مصممه إنه يرتبط بيها
هتفت علياء بهدوء و حيرة :
ـ أكيد هيرجع يعني هيروح فين بس اللي أنا مستغرباه هو مين البنت دي و ليه قالت كده و ليه نزار اتعصب أوى كده و اختفي أنا مش فاهمة حاجة
أجابتها ميرا بتنهيدة و تعب :
ـ دي واحده بتحبه و مصممه ترتبط بنزار وهو مش عايز والموضوع ده بيضايقه جدا
سليم وهو يجلس و يغمض عينيه بإرهاق :
ـ مفيش في ايدينا حاجه غير إننا نستنى يرجع
تحدثت فاطيما بحزن بسبب ما يحدث معهم :
ـ بابا أتكلم مع والدها حضرتك عارف زين كويس مش هو اللي يقبل حد يفرض عليه حاجه كفاية إنه مش قادر ينزل مصر
سليم بتأكيد لحديث فاطيما :
ـ أكيد هتكلم معاه واضح كلامي المره اللي فاتت مش جاب نتيجه معاه هو و بنته أنا هتصرف
أردفت ميرا بغيظ بسبب إفساد سيمي للحفل و أيضاً غضب نزار :
ـ أنا لو كنت استنيت دقيقة واحده كنت خليتها تندم بجد
سليم بتحذير لها :
ـ بلاش جنان يا ميرا أنا هتصرف المهم نطمن على نزار
تحدثت بحزن و شفقة :
ـ ياريت بسرعة كفاية بقي الضغط اللي هو عايش فيه مش هنزودها عليه
فاطيما بقلق و خوف :
ـ أنا بجد قلقانه عليه هو ليه مصمم يخوفني عليه كل مرة
سليم وهو ينظر لهم بهدوء :
ـ اطمنوا اطلعوا يلا ارتاحوا
صعدت ميرا و علياء للأعلى وهي لا تعلم ماذا يحدث لها ؟؟
وما سبب قلقها على نزار ؟؟
وظلت تفكر في هذه الفتاة لتطرد هذه الأفكار سريعا من رأسها
في الأسفل ظلت فاطيما و نظر سليم لها بتفهم لسبب قلقها
تحدثت بهدوء و جدية :
ـ بابا ممكن نتكلم سوا شوية
سليم وهو ينظر حوله لأنه يعلم ماذا تريد :
ـ أكيد طبعا يا حبيبتي تعالى جوه
اتجها لغرفة المكتب وجلست على الكرسي :
ـ بابا أنا بجد تعبت من كل حاجة آخرة كل ده إيه
سليم وهو يجلس جوارها و يتحدث بجدية :
ـ متقلقيش خير أنا هتصرف مع مايكل وبنته و بعدين حالة نزار كده غلط مش هينفع يفضل كده ده إسمه هروب جُبن هو عمره ما كان جبان لازم يواجه مشكلته و يقاومها علشان يقدر يعيش حياته
هبطت دموعها وتحدثت بخوف :
ـ أنا خايفه عليه من وقت اللي حصل وهو بقى واحد تاني هيفضل كده لامتى
سليم وهو يضمها كي تهدأ و تحدث بهدوء :
ـ لغاية لما يلاقي الحب الحقيقي نزار محتاج يحس بالأمان مع واحده بتحبه بجد لشخصه هو مش لحاجة تانيه واحده عايزاه هو مش عايزه منه حاجه أو مصلحه بس لازم الأول يواجه مشكلته و يعترف بيها و يحلها بينه وبين نفسه علشان يعرف يعيش و يحب
لتتحدث بوجع لأنها تعلم ما يعانيه و يمر به :
ـ هيعترف بيها إزاي وهو عايش في الماضي و محمل نفسه مسؤولية كبيرة ومش قادر يشيلها لوحده أعتقد مهما اتكلمنا صدقني مش هنحس باللي جواه
ظل صامتاً عدة دقائق ليتحدث :
ـ بس هي هتحس و هتشيل معاه ولما يلاقي حد بيشاركه وجعه بإحساس كبير وصادق وقتها هيعترف و مشكلته هتتحل أطمنى
تحدثت و هي تشاهد الأخبار على هاتفها و يتصدرها خبر خطبة نزار و سيمي :
ـ طيب هنعمل إيه دلوقتي معاه و كمان مايكل أظن هيرفض ينفى الخبر
انتبه سليم لها وفكر بجدية :
ـ إحنا هننفيه بس هفكر في طريقه ننفي بيها الخبر بطريقه كويسه وبالنسبه لنزار لما يرجع هبقي أتكلم معاه
لتتحدث بقلق من القادم :
ـ بس ممكن يحصل قلق بينك و بين مايكل خاص بالشغل اللي بينكم
رفع وجهها له وتحدث بجدية شديدة لأنه يعلم ما تقصده :
ـ الشغل مش أهم من ابنى أطمنى كل شيء هينتهي
نظرت له لتجده مرهقاً و يشعر بالتعب لتردف و هي تنظر له :
ـ طيب أرتاح شوية ممكن يرجع الصبح
وقف وتحدث بتنهيدة وهما يتجهان للخارج :
ـ ماشي يا حبيبتى إنتي كمان ارتاحي
صعدت لغرفتها وهي تفكر في أحداث اليوم و قررت الذهاب في الصباح لمكان ما تظن أنه هناك .. عند سليم كان يفكر في مخرج من هذا الأمر دون حدوث خلافات أو صرا.عات يكفي ما يحدث في مصر ليقرر التحدث مع مايكل في اليوم التالي ..
بعد مغادرته الحفل قرر أن يبتعد عن الجميع فهو لا يريد أن يؤذي أحداً بحديثه ليتجه لمنزله الخاص فهو يقع في أطراف المدينة بعيداً عن الزحام و الضوضاء ليغلق هاتفه فهو لا يريد التواصل مع أحد الآن ظل مستيقظاً هذه الليلة يفكر في طريقة لإنهاء ما حدث .. استيقظت فاطيما مبكراً و طلبت من السائق أن يقوم بتوصيلها لمكان ما هي تعلم مكان وجوده لكن لا تستطيع إخبار أحد به قام بتوصيلها لتطلب منه الرحيل وأخبرته أنها ستعود لاحقاً .. بعد رحيله أشارت لتاكسي وقف لها السائق وأخبرته بالعنوان وصل بعد فترة وجيزة أرادت أن تدلف لكن تراجعت طرقت الباب وفتح لها
لتضمه بقوة وهتفت بعتاب :
ـ نزار كده تقلقنى عليك ليه مش رجعت الفيلا لغاية دلوقتى
ضمها أيضاً وتحدث بهدوء :
ـ كنت محتاج أكون لوحدى بعدين إنتي عارفه مكاني كان لازم أبعد علشان محدش يزعل منى
اتجها معاً للداخل لتردف بهدوء :
ـ بس كده مش هينفع يا حبيبي الهروب مش حل نزار أنا معاك على طول بلاش تبعد تانى و تقلقني عليك وبعدين بابا سليم هيتصرف أطمن إنت عارف هي رخمه وعايزه يكون فيه علاقة بينكم من غير تفكير في قرارك وخلاص مش عامله حساب لمشاعرك بس أطمن بابا هيتصرف معاها ومع أبوها
تحدث بتنهيدة و تفكير :
ـ بابا هيجي عليه وقت يختار يا أنا يا شغله و أظن إنتي عارفه النتيجة هتبقي إيه أنا اتكلمت معاها كتير قلتلها إحنا مختلفين كل واحد من بيئة غير التانية مش عاوز أعيد نفس التجربة
لتهتف بحذر و استنكار :
ـ و أنا كمان اتكلمت معاها بس هنقول إيه مدلعه وكل حاجه بتاخدها على الجاهز وبسهوله معلش أكيد هتتحل أطمن إحنا معاك وبعدين مكنش ينفع إنك تمشي كان لازم تفضل وتنفي كلامها يلا اللي حصل بقي على العموم بابا سليم قال هيتصرف هنشوف هيعمل إيه و هيحصل إيه المهم يلا نرجع كله قلقان عليك
أردف بحب و هو يجلب لها مشروباً دافئاً :
ـ يلا و بالنسبة للمفاجأة استنيها قريب
تحدثت بمكر و مراوغة :
ـ صحيح المفاجأة يبقي إنت مشيت علشان تهرب من المفاجأة ماشي ماشي يلا بينا .. صحيح يانزار عندي سؤال محيرنى من امبارح
أجابها بهدوء وتعجب من حديثها الأخير :
ـ إنتي عارفه إنتي عندي إيه و مفاجاتك محفوظه .. إيه سؤالك ده !!
نظرت له لترى ردة فعله :
ـ حبيبي المهم هي علياء من امتى بتقولك نزار و إيه سر الهدوء اللي بينكم ده لأ وامبارح تتعصب وترقص معاها فيه إيه بينكم !! وهي متكلمتش و ترقصوا سوا .. لأ وهمست لها في ودانها وكنتم منسجمين أوى امبارح في إيه .. إيه السر ورا كل ده
تنهد بعمق ليردف وهو ينظر بعيداً :
ـ هاه بصراحه بعد الفترة اللي فاتت اتاكدت إنها عكس ما كنت متوقع قررت أعمل هدنه تعبت من جو المشاكل تعبت واضح إني كبرت أوى
مسكت يده و تحدثت بمشاغبة :
ـ كبرت إيه إنت مش شايف نفسك والبنات حواليك كده بس هي بصراحه تستاهل جميله وهاديه وزي القمر ولا إيه
تحدث بعدم فهم و تعجب :
ـ هاه !! بتتكلمي عن مين !!
أردفت بمكر و مراوغة :
ـ عن ميرا هكون بتكلم عن مين يعنى أو فريدة
فهم ما تقصده لينظر لها بغيظ :
ـ ميرا أو فريدة قولتيلي يلا يا حبيبتي أمشى أنا مش هعرفك مكاني تاني
نظرت له بتوسل وهو يشير لها كي ترحل :
ـ خلاص خلاص أهدي بتكلم عن علياء
تنهد بعمق ليضع يده على رأسه وتحدث بضياع :
ـ بتهزرى طبعاً بعد كل اللي عشته متوقعه واحده هتقبل ترتبط بيا إيه يا فاطيما لو الكل نسى هتقدري تنسى بلاش نضحك على نفسنا بعدين فرضنا إني قلت أه هاه افتراض تفتكري هي هتقبل بلاش تزودي وجعي سبيني عايش كده بهرب من الماضي
نظرت له و تحدثت بجدية:
ـ أولا مفيش هروب من الماضي لازم تعترف بيه و تواجهه علشان المستقبل مبنى على الماضي ثانياً معلش عيبك إيه علشان مفيش واحده تقبل ترتبط بيك شاب زي القمر و دكتور وشاطر وذكي ورجل أعمال مفيش زيه إيه ناقصك يعنى !! ما هو لازم تعيش حياتك وتحب و تتجوز وتخلف عايزه أشيل عيالك و أشوفهم بيلعبوا حواليا
يعلم أنها تحاول التخفيف عنه لكن الماضي سيظل يلاحقه أينما كان :
ـ بلاش أحلام يا حبيبتي الماضي هيفضل ورايا فين ما روحت مش عاوز أعرض حياة حد تاني للخطر أنا لدلوقتي عايش بذنب ناس تانية بلاش تفتحي ماضي و جروح
نظرت له بشفقة و وجع تعلم أنه مهما حاول نسيان الماضي لا يستطيع لتتحدث بهدوء :
ـ خلاص يا حبيبي اللي تشوفه آسفه مش قصدي أفتح في القديم بس كان نفسي أفرح بيك و أطمن عليك المهم خلينا نمشي بقي علشان هما بجد قلقانين أوى عليك
قرر أن يغير مجرى الحديث حتى لا يتذكر الآلام التي تكمن في داخله :
ـ واضح إني مش من حقي أفرح فرحتي الحقيقية هتكون بيكي لما تنجحي في شغلك و ترتبطي بشخص مناسب يعوضك عن كل حاجه عشتيها
وكأنه سمح لها أن تتذكر أوجاعها أيضاً :
ـ مش عايزه حد كفايه أوى اللي عيشته وكفاية وجودك معايا
ليهتف بتفهم لأنهما يعيشان تقريباً نفس الحالة مع اختلاف الأسباب :
ـ وأنا معاكي بس ميمنعش إنك تعيشي حياتك وتنسى كل الماضي ارميه ورا ظهرك
لتهتف بابتسامة و هدوء :
ـ حبيبي الحال من بعضه خلينا كده مع بعض بلا وجع دماغ نفرح بالمجنونة ميرا و بابا سليم
ليتحدث بجدية و استفهام :
ـ عاوزه تقنعيني لو جالك فرصة هترفضي !!
أجابته بجدية وهى تبعد عينيها عنه كي لا يرى حزنها :
ـ أه طبعا اللي شوفته كفيل يخليني أعيش منعزله عن الكل لولا وجودك قدرت أقاوم و اعدي واشتغل وبعدين ما إنت قدامك فرصه وفرصه كويسه كمان وبتحب بنتها والبنت متعلقه بيك يعنى مفيش حاجه تمنع ومع ذلك رافض حتى الفكره ها
تحدث بهدوء و تنهيدة :
ـ وضعي مختلف تماماً و إنتي عارفه الأسباب بعدين افرضي هي رفضت هنتعامل سوا إزاي بعد كده ألغي الفكرة بعدين أنا مش بفكر في الموضوع ده أنسى
أجابته بمكر و استمتاع :
ـ مش بتفكر أه ماشي هنشوف وبعدين هي هترفض ليه مأظنش إنت مشوفتش قلقها عليك و سؤالها عن سيمي وعلاقتها بيك إيه
ضر.بها بمزاح على رأسها وتحدث بإرهاق من هذه الفتاة التى يبدو أمامها ككتاب مفتوح فهي الوحيدة من تستطيع فك ألغازه :
ـ كأصدقاء يا حبيبتي هاه بلاش تفكيرك يروح بعيد بقول نمشي أحسن
قامت لتقوم بترتيب المكان قبل مغادرتهم وهي تفكر في طريقة للتقريب بين نزار و علياء :
ـ أصدقاء آه قولتلي ماشي هصدقك يلا نمشي و نشوف موضوع الاصدقاء ده هيوصل لفين
أغلق النوافذ و الباب ليغادران معاً عائدين للمنزل وكل منهما يفكر في أمرٍ ما نزار يفكر فى حديث علياء لينفض هذه الفكرة من رأسه ويركز فى الطريق
❈-❈-❈
كان عمر في الشركة يتابع بعض الأعمال وظلت سمية مع سلمى كي لا تبقي وحدها لتخبر السكرتيرة عمر أن الشرطة تقوم بتفتيش الشركة و أن ضابطاً يريد لقائه سمح له بالدخول
أردف الضابط بجدية :
ـ أسف يا أفندم بس معانا أمر بالقبض عليك و تفتيش الشركة
تحدث عمر بصدمه :
ـ ممكن أعرف إيه السبب طيب !!
الضابط بهدوء :
ـ متقدم بلاغ إن الشركة بتهرب مخدرات ياريت تتفضل معانا بهدوء علشان إسم الشركة على الأقل
تنهد عمر بهدوء و ذهب معه لمعرفة سبب البلاغ أولاً ثم يتحرك بعد ذلك و أصبح شكه كله فى جسار ليحرك رأسه بضياع بسبب ما يحدث معه وصل عمر للنيابة ليبدأ وكيل النيابة التحقيق معه :
ـ أتفضل أقعد يا أستاذ عمر
جلس عمر و أردف بجدية :
ـ ممكن أفهم إيه الحكاية يا أفندم
استمع للاتهام بصدمه شديدة لم يتوقع أبداً أن يصل صديقه لكل هذا الحقد و الانتـ.ـقام :
ـ زي ما الظابط بلغك كده حضرتك متهم في قضية تهريب و في بلاغ بكده إيه ردك
تحدث بهدوء شديد رغم الغضب الذى يشعر به :
ـ تهريب إيه أظن حضرتك عارفني كويس أنا مش أول مره أشتغل في الاستيراد
أخبره الضابط بتفهم و تنهيدة :
ـ طبعاً عارفين حضرتك بس البلاغ مش متقدم من أي حد لأ حد كبير اللي مقدمه ومتوصي كمان فا كان لازم ناخد الإجراءات واهو إجراءات التفتيش شغاله و هنشوف النتيجة إيه !!
أراد أن يتأكد أن جسار له يداً في الأمر أم لا :
ـ ممكن أعرف مين مقدم البلاغ طيب ولا مش من حقي
الضابط بهدوء لأنه كُلِفَ بعدم إخباره بالأمر :
ـ لأ معلش دي معلومات سريه مش هينفع أقولها المهم حضرتك هتشرفنا هنا كام ساعه لغاية لما نتأكد من البلاغ
بعد أن تأكد من شكوكه طلب منه أن يقوم باتصال لإخبار سمية بما حدث كي لا يتفاجئوا من الخارج :
ـ تمام يا أفندم ممكن بس أطمن عمتي
أعطاه الهاتف ليجيبه بجدية :
ـ أه طبعا أتفضل كلمها
قام بالاتصال ب سمية و أخبرها بما حدث وكانت تستمع له بصدمة ليحاول تهدئتها :
ـ عمتي أهدى أنا عارف مين قدم البلاغ خليكي مع سلمى و طمنيها
لتسأله بشك و قلق :
ـ مين اللي عمل كده ياعمر جسار وشفيق صح
ليردف بتنهيدة و جدية :
ـ عندك شك في حد غيرهم بس دى طرقهم أي حد يحاول ينافسهم ينهوه
سمية بتفهم و جدية :
ـ متقلقش هجيب أستاذ نبيل واجيلك بعد ما يخلصوا تفتيش
أردف بنفي كي لا تخبر سلمى حتى لا تمرض مرة أخرى :
ـ بلاش سلمى تعرف متنسيش كلام الدكتور خليكي معاها و الأستاذ نبيل يقابلني هنا
تحدثت بجدية و تنهيدة :
ـ أطمن سلمى في البيت مش هقولها حاجه أكيد علشان متتعبش
ليتحدث بتعب و قلق :
ـ تمام عمتى الشركة مش لازم تتأثر بلاش نضعف من البداية
أردفت بنفي و اعتراض :
ـ مش مهم الشركه دلوقتي فكر في نفسك أطمن إحنا الشركة وطول ما إحنا سوا و ايد واحدة الشركة هتستمر
نظر له الضابط ليهتف بحرج :
ـ واثق أكيد مضطر أقفل علشان التحقيق
قررت أن تنهي الاتصال معه ثم تخبر المحامي ليتجه له في النيابة :
ـ ماشي يا حبيبي روح و خلى بالك من نفسك
ـ مع السلامه
وضع السماعة ليكمل التحقيق ليخبره الضابط أنه سيظل في غرفته لحين إنتهاء التفتيش .. لم تنتبه سمية لوجود سلمى التى أخبرتها السكرتيرة بما حدث بعد قامت بالاتصال ب عمر عدة مرات ولم تجد رد اتجهت لتبحث عن عمتها و تخبرها كي يذهبوا لزوجها في النيابة لتستمع لجزء من المحادثه وضعت يدها على وجهها بصدمة لتتراجع عدة خطوات حاولت التماسك كي لا تلاحظ سمية تعبها
اقتربت منها فى الحديقة و تحدثت :
ـ عمتو عمر فين و ليه موبايله مقفول
سمية بهروب و توتر :
ـ هاه مفيش عنده شغل هيخلص و يجي يا حبيبتي متقلقيش روحي ارتاحي إنتي
علمت سلمى من توترها أن الوضع سيئاً لتهتف بعناد :
ـ ليه موبايله مقفول طيب
أجابتها بتنهيدة وهي تضمها بخوف :
ـ أكيد موبايله فصل بلاش قلق أطمنى
قررت أن تغادر لرؤية جسار لكن دون إخبار أحد حتى لا يعارضوا لتهتف بكذب :
ـ هاه طيب أنا خارجه شويه هشوف أصحابي فى النادى
سمية بقلق عليها :
ـ ما بلاش خروج يا حبيبتي إنتي تعبانه ارتاحي أحسن
لتهتف وهي تنظر للأرض :
ـ أنا وعدتهم من فترة بما إني أجازة اقابلهم
وافقت حتى تذهب لرؤية عمر بعد مغادرتها :
ـ ماشي يا حبيبتي متتأخريش و أبقي طمنيني عليكى
حملت هاتفها و حقيبة يدها لتهتف :
ـ أطمنى مش هتأخر
غادرت بالسيارة متجهه لرؤية جسار وصلت و طرقت الباب لتجد يارا أمامها ونظرت لها بسخرية تجاهلت كل هذا هي تريد فقط رؤية شقيقها
تحدثت بضعف و انكسار :
ـ فين جسار عاوزه أشوفه و أتكلم معاه
لتجيبها بسخرية و شماته بعد أن علمت ما حدث مع عمر :
ـ مش فاضي و بعدين عايزه منه إيه إحنا مش خلصنا منكم خلاص راجعه تانى ليه
حاولت التماسك لم تتوقع يوماً أن تقف و تطلب لقاء شقيقها من أحد بعد أن كانت أقرب شخص له أصبحت عدوته الآن :
ـ عاوزه أشوف أخويا أظن مش من حقك تعترضي
لتردف بحدة و تهديد :
ـ لأ من حقي و ده مش أخوكي هو معندوش أخوات وفري وقتك و وقتنا و اتفضلي أمشي من هنا يلا
وقفت و أجابتها بعناد :
ـ مش همشي قبل ما أتكلم معاه و نصيحه بلاش تقفي بينا
ضحكت بقوة على حديث سلمى لتهتف بحدة :
ـ بينكم إيه مبقاش فيه بينكم خلاص جسار بقي ملكي أنا وبس
استندت على الحائط بعد أن بدأت تشعر بالتعب و هتفت بوجع :
ـ احلمى براحتك بكره يكتشف حقيقتك بس وقتها هيكون خسر الكل
يارا بغرور و تحدى :
ـ مش مهم المهم إني هكون كسبت
كان جسار فى غرفته في الطابق العلوي و هبط ليسمع صوت يارا المرتفع ليتجه إليها بعد تعجبه من وقوفها أمام الباب
ليهتف فى البداية بتعجب ثم تفاجئ من وجود سلمى :
ـ في إيه .. إيه الدوشه دي .. سلمى ؟! بتعملى إيه هنا عايزه إيه !!
نظرت له كثيراً لتتحامل على نفسها و تردف بانكسار :
ـ عاوزه أتكلم معك ممكن يا جسار
سمح لها بالدخول وهتف بضيق :
ـ اتفضلي لما نشوف اخرتها إيه
دخلوا غرفة المكتب ليجلس على الكرسي و ظلت سلمى واقفه :
ـ إنت مين و إزاي اتغيرت كده فين أخويا
ليجيبها وهو ينظر لأحد الأوراق :
ـ الله يرحمه اللي قدامك دلوقتىع ده رجل الأعمال جسار عمران والبركه في جدك
تحدثت بوجع و قهر :
ـ وأنا ذنبي إيه في الحر.ب دي هاه نسيت أختك بسهوله كده
ليلقي القلم من يده و وقف أمامها ليتحدث بغضب :
ـ ذنبك إنك .. إنتي وقفتي في صفهم ضدي و جايه دلوقتى تقولى إنك أختي و عايزه أخوكي خليكي معاهم أنا مش عايز حد
لتجيبه بعتاب شديد و لوم :
ـ وقفت معاهم ليه يا جسار هاه !!
هو يا أساعدك في الغلط يا هكون عدوتك للدرجة دى اتغيرت واضح إنهم عارفينك أكتر مني .. لو بابا و ماما موجودين كانوا رفضوا اللي بتعمله ده بابا مربناش على كده أبداً
أدار ظهره لها وهتف باستنكار و سخرية :
ـ بقولك إيه لو جايه تدينى محاضره في الصح والغلط و درس في الأخلاق والتربيه وفري كلامك و اتفضلي مع السلامه
ـ أنا عندي سؤال واحد و عاوزه إجابته و أوعدك بعدها مش هتشوفني تاني أبداً بس خليك صريح معايا
ـ اسألى !!
ـ إنت اللي بلغت عن عمر صح
أجابها بجدية و تحذير شديد :
ـ أيوه !! و أطمنى هيطلع المره دي بس ولو فكر يقف قصادي تانى المره اللي جايه مش هيطلع منها خالص أتمنى تعقليه لو خايفه عليه وأتمنى أكتر إنكم تبعدوا عنى كلكم
نظرت له بصدمة ووجع شديدين نعم هذا ليس شقيقها لقد أصبح شخصاً آخر :
ـ ياااه أنا حاسه إني واقفه قدام شخص غريب عني مش أخويا اللي عشت معاه ٢٣ سنة النهارده أكدتلي إني بقيت يتيمة و مليش حد .. أسمع يا جسار تنسى إن عندك أخت ولو بموت مش هلجألك مرة تانية أنا
اااااااه .. اااااااه
بدأت تشعر بالألم لتصرخ بقوة من الألم ليقترب منها و هتف بخوف عليها :
ـ سلمى .. سلمى مالك فوقي فوقي يا سلمي
دخلت يارا بعد أن استمعت لصوت جسار المرتفع :
ـ في إيه يا جسار مالها دي هي ناقصه
ـ يارا مش ناقصك أوعي من وشي
حملها وهي مغشى عليها واتجه بها سريعاً للمستشفى وهو يشعر بالقلق عليها بدأ الطبيب بفحصها وبعد أن أنهى الفحص
تحدث جسار بتوتر :
ـ خير يا دكتور مالها طمنى
الطبيب بجدية و غضب بسبب إهمالهم لحالتها :
ـ هو حضرتك مين و فين الأستاذ عمر أنا حذرته امبارح إنها تتعرض لأي انفعال
جسار بقلق شديد عليها :
ـ أنا أخوها هي مالها وكانت هنا امبارح بتعمل إيه في إيه يا دكتور أتكلم أختى مالها
ـ هي حامل لكن للأسف حالتها النفسية و انفعالها مش في صالحها و ممكن تخسر الجنين لو استمرت كده
أجابه بصدمة و توتر :
ـ إيه حامل ؟! بجد يا دكتور
ـ أيوه فين جوزها لازم أتكلم معاه ضروري
ـ هاه جوزها .. جوزها مسافر أتكلم قولى أنا في إيه
ـ للأسف لو اتعرضت لموقف زى ده تاني حقيقي هيبقي صعب السيطرة على الوضع و هنضطر نضحي بالجنين
ضرب يده بغضب في الحائط :
ـ نعم إنت بتقول إيه على العموم هكلم حد يجيلها دلوقتى
ـ اللي سمعته هي حالياّ هتستنى هنا النهارده و يفضل متعرفش أي خبر سيء
ـ تمام يا دكتور شكراً
وقف في الخارج أبى الدخول إليها حاول الاتصال بعمته لكن رفضت الرد عليه ليرسل لها رسالة انتظر حتى خرجت الممرضة و طلب منها أن تظل معها لحين قدوم أحد إليها ليغادر سريعاً قبل أن تصل عمته ... كانت في طريقها للنيابة و تنهدت بقوه حينما وجدت اتصالات عديده من جسار و لكن بعد رؤيتها للرسائل طلبت من السائق أن يتجه للمستشفي كان يقف بعيداً و ينتظر أن تأتي عمته حتى يرحل وصلت ليغادر المكان كي لا ينتبه لوجوده أحد صعدت لأعلى لتتجه لرؤية الطبيب أولاً
لرؤيته والتحدث معه طرقت الباب وسمح لها بالدخول
جلست بتعب و ألقت عليه التحية :
ـ مساء الخير يا دكتور
أجابها بهدوء :
ـ مساء الخير اتفضلي
أردفت بخوف وقلق :
ـ ممكن أعرف حالة سلمى إيه وجات هنا مع مين !!
أردف بعتاب حقيقي :
ـ حضرتك تهمك حالتها هو ده اللي قولته امبارح المدام جايه تعبانه خالص ولولا وصلت فى الوقت المناسب .. أخوها جابها بسرعه كنا فقدنا الجنين المره دي
تنهدت بضيق و حزن بسبب ما يحدث معهم :
ـ أخوها !! أكيد طبعاً يهمني حالتها حضرتك مش عارف هي بالنسبالي إيه مش بنت أخويا لا بنتي أنا
تحدث باستنكار و لهجة حادة :
ـ لما هي تهمك أوى كده و بتقولى بنتك إزاى حضرتك سيباها كده وهي مش كملت 24 ساعه ماشيه من هنا المدام لازم ترتاح وتبعد تمام عن أي ضغط وتوتر وده اللي قولته امبارح .. و بأكد عليه دلوقتى أتمنى تاخدوا بالكم منها أكتر من كده
تحدثت باعتذار شديد تعلم أنها يجب أن تهتم بها لكن :
ـ أنا أسفه يا دكتور بس للأسف بنمر بظروف الفترة دى بس أوعدك ههتم بها الفترة دي و مش هسيبها لوحدها تاني
انتبه للحزن فى عينها ليردف بهدوء :
ـ أتمنى يا أستاذه سمية هي هتفضل هنا لبكره لغاية لما حالتها تستقر
هتفت بتوتر و قلق :
ـ طيب هي حالتها إيه دلوقتي وممكن أشوفها
تحدث بتنهيدة و جدية :
ـ حصلها نز.يف من الضغط الشديد اللي كانت فيه بس الحمدلله انقذنا الموقف هي حاليا في أوضتها اتفضلي الممرضه هتوصلك لها
ظلت تفكر في الأمر عدة دقائق لكن ليس لديها حلاً آخر سوى هذا الأمر :
ـ شكراً لحضرتك بس ممكن سؤال
حرك رأسه بالموافقة :
ـ أكيد طبعاً اتفضلي
تحدثت بتنهيدة :
ـ هي ممكن تسافر ولا فيه خطوره عليها
أجابها بجدية و مهنية شديدة :
ـ ممكن بس بعد ما تعدي الأشهر التلاتة الأولى علشان الحمل يثبت بس أهم شيء الراحه الراااااحه التامه
أومأت له بالموافقة و تحدثت وهي تقف كي تذهب لرؤية سلمى :
ـ تمام بعد إذنك أروح أشوفها
ـ اتفضلي
اتجهت مع الممرضة للغرفة ووجدتها نائمة و بيدها كانولا ومعلق لها محلول طبي .. كانت في عالم آخر غير منتبهه لما يحدث حولها اقتربت سمية منها ووضعت يدها على شعرها
وهتفت بقلق وهي تري وجهها شاحب :
ـ سلمي حبيبتي عامله إيه دلوقتي !!
نظرت لها سلمي وهتفت بدموع و هى تحاول الجلوس :
ـ عمتي محتاجالك أوي خليكي معايا
ساعدتها سمية فى الجلوس و جلست جوارها لتهتف بعتاب :
ـ ليه يا سلمي ليه بتروحي له عاجبك اللي حصل ده
لتتذكر أحداث هذا اليوم ونظرت للأرض لتهتف بوجع :
ـ لما لاقيت عمر قافل موبايله كلمت السكرتيرة و قالتلي إن عمر اتقبض عليه جيت علشان أقولك و نروح له سمعتك بتقولي إسم جسار مقدرتش أستنى روحت أسأله و أعرف ليه عمل كده و اتخلى عني كـ.ـسرني أوى بكلامه أنا مش هسامحه أبداً
سمية بتنهيدة و لوم شديد :
ـ غلط غلط يا سلمى مكنتيش تروحي شايفه النتيجة حلو كده لو كنتى خسرتى ابنك علشان واحد غبى زيه أنسي جسار خلاص انسيه
أردفت بانكسار وخيبة :
ـ خلاص يا عمتي النهارده اكتشفت إني مليش أخوات بقيت يتيمة النهارده .. اللي كنت بتكلم معاه مش أخويا مش أخويا
ضمتها لتحاول تهدأتها كي لا تمرض مرة أخرى :
ـ متقوليش كده أنا هنا و عمر و جدك كلنا معاكي هو هيعرف غلطه ويفوق بس بعد ما يخسرنا كلنا
أردفت بإرهاق و دموع :
ـ أنا مش عارفه جاب منين كل القسوة دى إزاي اتغيرت بسهوله كده
أردفت سمية بحزن و صدمة :
ـ مش عارفه ده مش ابنى اللي ربيته أبداً معقول الفلوس و الثروة عموا قلبه و عينه أوى كده معقول مش قادره أصدق إزاى شفيق و بنته أثروا عليه كده
حاولت الوقوف كي تغادر و نظرت للكانولا الموضوعة فى يدها :
ـ أنا عاوزه أخرج من هنا .. عاوزه أكون مع عمر هو محتاجني دلوقتي
سمية باعتراض و هي تجعلها تبقى في الفراش :
ـ مش هينفع الدكتور قال لازم تفضلي هنا عمر هيخرج اطمنى
سلمى بتوسل و انكسار :
ـ خليكي معايا يا عمتي بلاش تتخلي عني إنتي كمان
ضربتها بمزاح على رأسها :
ـ اتخلى عنك إيه بلاش جنان إنتي بنتى
تحدثت سلمى باعتذار و تنهيدة :
ـ أنا بحبك أوي إنتي أمي مش بس عمتي سامحيني على اللي قلته إمبارح بس متوقعتش أبداً إنه ينفذ تهديده
تحدثت بجدية وتحذير :
ـ متقوليش كده يا حبيبتى إنتي بنتى مش بنت أخويا و عارفه إنه غصب عنك أطمنى كلنا معاكي أهم شيء تاخدي بالك من البيبي ده سامعه حفيدي الأول مش هسمح بأي تقصير معاه
تحدثت بغيرة من اهتمام الجميع بالجنين :
ـ حتى إنتي كمان أنا بقول من دلوقتي هغير منه بقى
ضحكت على تعبير وجهها وهتفت بحب :
ـ إنتي حبيبتي بس هو حفيدي الاول يعني هياخد الدلع كله
مازالت على نفس هيأتها و غيرتها :
ـ ماشي يا عمتو خلاص واضح هياخد مكاني عند الكل
لتخبرها بابتسامة :
ـ مجنونة إنتي حبيبتنا هو هنحبه ليه مش علشان إبنك
ظلت معها حتى أغمضت عينها وهي تفكر في أمر ما و لكن هل ستقبل سلمى و عمر بالأمر ؟؟
تعلم أنهم سيعارضون في البداية لكن عليها إقناعهم ليس أمامها حلاً آخر .. في النيابة انتهت التحقيقات مع عمر وقاموا بإخلاء سبيله بعد أن قاموا بالتفتيش و علموا أنه بلاغ كيدي قام بالاتصال ب سمية و أخبرته أنهم في المستشفى ذهب إليهم بعد أن شكر المحامي
كان يشعر بالقلق على زوجته وصل للغرفة و طرق الباب سمحت له سمية بالدخول و كانت سلمى استيقظت في هذا الوقت دخل وتحدث معهم لتطمئنه سمية أخبرهم بما حدث لينصدموا بعد علمهم أن جسار قام بإخراج البضاعة من الميناء ليعلموا أنه فعل كل هذا كي يخبرهم أنه لن يتركهم .. لكن هذا ليس الوقت المناسب للرد عليه كان عمر يجلس جوار سلمى
لتهتف سمية بجدية شديدة :
ـ عمر عاوزه أتكلم معاك إنت و سلمى وياريت تسمعوني للآخر
أردف عمر بجدية وهو يشعر أن هناك شيئاً ما :
ـ اتفضلي يا عمتى اتكلمي
سلمى بقلق و توتر :
ـ خير يا عمتو في إيه !!
لتردف بعد تفكير لعدة دقائق لكن يجب أن تحسم الأمر :
ـ أنا بفكر سلمى تسافر لندن طول فترة الحمل وترجع بعدين
هتفت برفض وهي تنظر لزوجها :
ـ إيه أسافر لأ طبعا يا عمتو أنا مش عايزه أسافر
عمر وهو يمسك يدها كي تهدأ :
ـ تسافر ليه !! كده مش هبقي مطمن عليها
سمية بتفهم لقلقها و جدية :
ـ حبيبتي إنتي سمعتي كلام الدكتور و شايفه حالتك هناك هتكوني مع علياء و فاطيما أنا و عمر هنكون عندكم طول الوقت سلمى إحنا مش عارفين ضر.بة جسار و شفيق الجاية هتبقى إيه و لمين فكري فى ابنك .. بالعكس يا عمر كده هتكون فى أمان بعيد عن أي خطر
لتردف بتوسل و رجاء :
ـ عمتو انا خايفه على الأقل هنا وسطكم أوعدك مش هروح له تانى بس بلاش سفر
سمية بجدية وهي تنظر لعمر :
ـ حبيبتي هما مش هيستنوا نروح لهم لو عاوزين يوصلوا لنا هيوصلوا و إنتي عارفه كده كويس
عمر وهو يضع يده على وجهها :
ـ سلمى حبيبتي عمتي معاها حق علشان ابقي مطمن عليكي وعلى علياء وانتم سوا
سلمى بخوف وهي تنظر له :
ـ بس أنا خايفه يا عمر ده وجودكم جنبى هو اللى مقويني
تحدث عمر بتنهيدة فهو لن يسمح لها أن تقع فى طريق الانتـ.ـقام :
ـ و إحنا هنبقى معاكي على طول يا حبيبتي مش هنسيبك أكيد بس تبعدي عن الضغط اللى هنا حبيبتي أنا خايف عليكي مش على اللى في بطنك بس
ـ سلمى لسه قدامك شهر على السفر بس ده أفضل حل علشانك صدقيني هناك هتلاقي رعاية زي هنا و أكتر بالعكس كلهم هيبقوا جنبك إنتي عارفه سليم أكيد هيكون معاكي هو وأولاده وبنت عمك و كمان علياء
أردفت بهدوء لأنها تعلم أنهم خائفون عليها وأن حديث عمتها صحيح :
ـ ماشي يا عمتو خلاص
اقتربت سمية منها و أردفت بحنان :
ـ أنا و عمر هنكون معاكي طول الوقت ده أأمن مكان تكوني موجوده فيه
أردف عمر بتنهيدة :
ـ وأنا هوصلك لغاية هناك بنفسي اهو أطمن على علياء و فريدة علشان وحشوني أوى
سمية بغموض و جدية :
ـ عاوزاك تتعرف على زين أول مرة تتقابلوا سوا
عمر بتعجب من طلب سمية :
ـ أكيد طبعاً أنا سمعت عنه كتير أكيد زي باباه أستاذ سليم راجل محترم جداً
لتردف بحديث ذا مغزى :
ـ أطمن واثقه إنكم سوا هتكونوا أقوى و تنافسوا الكل
عمر بتفهم و جدية :
ـ أكيد يا عمتي أطمنى
ظلوا مع سلمى هذه الليلة في المستشفى و أخبرت سمية عزت كي لا يقلق بسبب عدم عودتهم .. كان يود الذهاب لهم لكن أخبرته أنهم سيعودوا للمنزل في الصباح
❈-❈-❈
كان سليم يجلس في الحديقة بعد علمه بمغادرة فاطيما و قد علم أنها ذهبت لرؤية نزار والتحدث معه كانت ميرا و فريدة تجلسان معه و علياء اتجهت إلى المطبخ لتعد لهم بعض الشطائر كي يتناولوها مع العصير الطازج و أثناء خروجها شاهدت سيارة نزار وقفت وهي تضع يدها على قلبها لا تعلم سبب شعورها بالقلق عليه لتشاهد ميرا و هي تركض لهم ضمته بقوه و عاتبته بسبب اختفائه أقترب منهم برفقة فاطيما
وقف سليم أمامه وتحدث بعتاب :
ـ نزار كده تقلقنا عليك كنت فين
أردف باعتذار وهو ينظر له :
ـ آسف يا بابا بس كنت محتاج أبعد شوية
ليجيبه بهدوء و عتاب :
ـ تبعد هنا وسطنا مش بعيد الهروب مش حل
تحدثت علياء بحرج شديد :
ـ حمدالله على السلامه يا نزار قلقتنا عليك إنت كويس
ليتذكر حديث فاطيما عن قلق علياء عليه ليردف بجدية حتى لا يسبب لها أي حرج :
ـ أسف للكل بس الأفضل إني كنت أمشى وإلا كنت هعمل حاجه تضايق الكل مني
سليم بتنهيدة عميقة :
ـ ده مش الأفضل مكنش ينفع تمشي كان لازم تنفي اللي قالته على العموم أنا هتصرف معاها هي وأبوها
ليجيبه بتحذير و غضب :
ـ أتمنى وإلا هيكون ليا موقف تاني منها
سليم وقد فهم ما يرمي إليه :
ـ لأ بلاش تهور أهدي كده المهم طمنى عليك إنت كويس دلوقتى
قررت ميرا أن تغير مجرى الحديث :
ـ كفاية كلام بقي كفاية الحفلة ضاعت
نظر لها سليم باستنكار :
ـ الحفلة !! ده كل همك الحفلة
لتردف بمكر و تسلية :
ـ أكدب يعني بعدين نزار كان مجهز مفاجأة واضح إنه بيهرب منها
فاطيما بابتسامة بعد أن وقفت ميرا خلفها :
ـ ميرا و جنانها يا بابا مش جديد علينا
سليم بتنهيدة و هو يصفق بيده :
ـ استغفر الله العظيم يارب صبرنى عليها بدل ما تطمن عليه همها الحفله والمفاجأة إيه البت دى
هتفت ميرا بمزاح :
ـ واضح إني مش بنتكم أعترف يا بابا أنا بنتكم بجد ولا لأ
سليم بسخرية و غيظ :
ـ لأ و دي حقيقة يا بنتى كنا مخبينها عنك
نزار بضحك شديد عليها :
ـ معلش يا حبيبتي بعدين نعمل إيه بنتنا برضه
سليم بجدية شديدة :
ـ طيب كفايه كلام بقي وسيبوا نزار يطلع يرتاح شويه
انتبه لفريدة تجلس ولم تتحدث ليقترب منها :
ـ فريدة زعلانه مني ولا إيه
تحدثت بحزن طفولي :
ـ أيوه علشان مشيت ومش جيت توصلنا ولا سألت عليا و سيبتني لوحدي امبارح
ليتذكر وعده لها سابقاً أنه لن يتركها وهتف وهو يحملها على قدمه :
ـ آسف يا حبيبتي خلاص أنا جيت و مش هسيبك تاني
كانت علياء تشاهد ما يحدث بهدوء شديد لتتحدث فريدة :
ـ يعنى مش هتعمل زي بابا جسار و تمشي و تسيبني
ليضمها بحب شديد :
ـ لا مش هبعد تاني أطمنى
أشارت له بيدها الصغيرة بتحذير :
ـ أكيد أكيد يعنى
علياء وهي تقترب من فريدة كي تأخذها :
ـ فريدة خلاص يا حبيبتي تعالى بقي و سيبي عمو يطلع يرتاح شكله تعبان ومش نايم كويس
نظر لها و أردف بهدوء :
ـ سبيها معايا عاوز أقعد معاها شوية
فريدة بعناد و رفض :
ـ أه يا ماما عايزه أقعد مع عمو زين ده واحشني أوى
تحدثت علياء بخجل :
ـ علشان ترتاح بس شكلك تعبان وبعدين أبقي أقعد معاها
ميرا بمكر وهى تهمس في أذن فاطيما :
ـ ملاحظه اللي ملاحظاه ولا أنا غلطانه
وكزتها فى ذراعها بغيظ :
ـ بعدين نتكلم بس بقى يا مجنونة
نظر لوالده ثم تحدث :
ـ عندي شوية شغل هخلصهم من المكتب الأول وإلا المدير هيطردني
لتتحدث بابتسامة كأنها تناست وجود الجميع معهم :
ـ المدير هيطرد المدير يعنى ما أظنش أرتاح وبعدين ابقي خلص الشغل ده ولو في حاجه أقدر اساعد فيها أنا تحت أمرك
نزار بهدوء و جدية :
ـ هاه !! يبقى متعرفيش بابا وقت الشغل اسالي ميرا خصم كل شهر دى مبدأتش تلتزم غير من وقت ما بدأتوا معانا
لتجيبه بهدوء و هي تنظر ل سليم :
ـ أكيد مش لدرجه دى إنت تعبان أرتاح و أبقي أعمل الشغل بكره الشغل مش هيطير
أردفت ميرا بحزن مصطنع :
ـ لازم تفكرني يعني بعدين أنا هكون مع فاطيما قررت أستقيل من معاكم بما إن حقوقي ضايعة
نزار بتنهيدة فهو حقاً يشعر بالتعب ولن يستطيع التركيز فى العمل :
ـ إيه رأيك يا بابا ممكن أخد إجازة النهارده
ليهتف بهدوء وهو ينظر له :
ـ خلاص يا نزار أرتاح دلوقتى و نبقي نشوف الشغل بكره أطمن مش هخصملك و إنتي يا آنسه تستقيلى منين و حقوقك إيه اللي ضايعه إنتي بتعملي حاجة
ثم أردف بغيظ من حديث ميرا لتجيبه وهي تقف خلف الكرسي :
ـ كل ده و مش بعمل مش بقول حقي ضايع فين جدو عزت هو ياخد حقي منكم
نزار وهو يقف كي يرتاح :
ـ طيب هرتاح شوية و أنزل علشان أقعد مع فريدة شوية
سليم بهدوء وهو يقذفها بعلبة المناديل :
ـ أنا بقول تسافري لهم أحسن
علياء وهي تمسك يد فريدة :
ـ فريدة تعالى يا حبيبتي يلا علشان عمو يرتاح وينزل يقعد معاكي
أشارت له بيدها وهتفت :
ـ حاضر يا ماما باي يا عمو هستناك مش تتأخر
تحدثت ميرا بمكر و غموض :
ـ أنا موافقة أصل مصر وحشتني أوى أوى
أردف بهدوء وهو يغادر :
ـ أكيد يا حبيبتي مش هتاخر بعد إذنكم
ـ يلا بالسلامة مجنونه
ـ طيب بس مش تقولوا ارجعي أنا هعيش هناك
ـ طيب يلا على الشغل و كفاية لوك لوك يلا
تحدثت بصدمة و رفض :
ـ نعم أنا كمان إجازة النهارده هي الاجازة ل نزار بس ده ظلم
سليم بجدية شديدة :
ـ نزار تعبان و مش نايم محتاج يرتاح معاه عذره إنما حضرتك إيه عذرك
هتفت و هي تجلس على الأرض :
ـ كنت مع فاطيما امبارح طول اليوم ومش نمت
تنهد وتحدث برفض :
ـ أمال طول الليل بتعملى إيه بطلى دلع يلا هطلع أجهز أنزل ألاقيكم كلكم جاهزين علشان نمشي
علياء بهدوء و توتر :
ـ هاه كلنا هو انا مش هينفع اخد أجازه أنا كمان
نظر للسماء وتحدث بجدية :
ـ أجازه ؟! لااااا ده كده دلع و هزار مش شغل أنا قولت كلمتى يلا كله يجهز مش عايز كلام كتير
أردفت ميرا ب ترجي :
ـ طيب النهارده بس يا بابا حقيقي كلنا محتاجين راحه
تحدثت فاطيما بجدية :
ـ أنا جاهزة يا بابا بس هما اللي بيدلعوا علياء بقت زي ميرا
ليتحدث باستنكار :
ـ واضح كده من قعدتها مع المجنونه دي بقيت زيها يلا قدامكم ربع ساعه تكونوا جاهزين يلا يا حبيبتي نطلع نجهز إحنا كمان دول بيتدلعوا
علياء وهي تتجه للأعلى لتبدل ثيابها :
ـ حاضر ثوانى و هكون جاهزه
ميرا وهم يصعدون لتبديل ثيابهم :
ـ ماشي يا فاطيما نتحاسب بعدين بكرة تطلبي إنتي الإجازة
ضربتها على يدها وفرت من أمامها :
ـ يلا بقي يا مجنونه وإلا إحنا اللي هنطرد
بدلوا ثيابهم وهبطوا ليتجهوا للشركة مع سليم كانت فريدة تجلس مع المربية
اقتربت منه وهو نائم لتضع يدها على وجهه ليدير وجهه للاتجاه الآخر لتعيد نفس الحركة ليفتح عينه بضعف ثم دفعها بعيداً عنه وهتف بحده :
ـ إنتي دخلتي هنا إزاي !!
الفصل الثامن عشر
كُنت أعشق وحدتي حتى التقيتك وجدت قلبي يتمرد عليَّ ودقاته تتصارع كأنني غريق، بالفعل غرقتُ لكن في بحر عيناكِ يا مشاكستي.
تذكرت ما حدث قبل وصولها لغرفته كانت تراقبهم من الخارج و تنتظر رؤية نزار للتحدث معه لكن وجدت سيارة سليم تغادر فقط في البداية ظنت أنه معه في السيارة ولكن اتجهت للداخل لتجد سيارة نزار .. تذكرت في السابق حين أخبرتها ميرا أنهم يتركون باب المطبخ مفتوحاً طوال اليوم لتبتسم بعد أن دخلت كانت تسير بخوف أن يراها أحداً لكن لديها مهمة عليها القيام بها ولن تستسلم صعدت لأعلى وبحثت عن غرفته حتى وجدتها اتجهت للداخل ولم يشعر بها بسبب إرهاقه أمس جلست جواره و كانت ترتدي فستاناً قصيراً ظلت تتأمله قليلاً ولكن ملت من الانتظار لتضع يدها على وجهه
تحدثت بحب وهي تنظر له :
ـ زين وحشتني كتير
ابتعد عنها و أردف بغضب :
ـ إنتي مجنونة فهميني دخلتي هنا إزاي !!
حاولت الاقتراب منه و هتفت بمكر :
ـ مش صعب أدخل هنا زين أنا لو عاوز أشوفك هشوفك مفيش مكان يقدر يمنعني عنك
وقف وتحدث بحدة و غضب شديدين :
ـ نعم !! إنتي بجد مش طبيعية أنا اتكلمت معاكي كتير بهدوء بس مفيش فايدة اطلعي بره
أجابته باعتراض و تحدى :
ـ لأ زين لأ مش هطلع أنا بحبك زين إنت ليه مش عاوز تحس بيا أنا فيا إيه وحش أنا بحبك و عايزاك
وضع يده على رأسه وتحدث بعصبية :
ـ قلتلك قبل كده بينا اختلافات كتير افهمى بقي دينك غير ديني و حاجات كتير مش هتفهميها أنا مش بحبك فاهمه كنتي زي ميرا و فاطيما بس دلوقتي للأسف بقيتي حاجه مش عاوز أقولها أنا لغاية دلوقتي عامل احترام لوالدك بعد كده هنسى إن بيني و بينه شغل فاهمه
حاولت الاقتراب منه لتتحدث بعناد :
ـ لأ أنا مش فاهم ومش زي ميرا أنا مش أختك أنا بحبك و هتجوزك يا زين و دلوقت وإلا هتصل على بابا و أقوله إنك خطفـ.ـتني و جبتنى هنا واغتصـ.ـبتنى وإنت عارف بابا يقدر يعمل إيه
دفعها بعيدا لتسقط على الفراش :
ـ نعم !! إنتي أكيد اتجننتي أنا اللي هكلم والدك يجي هنا وإلا أنا مش مسؤول
نظرت له و تحدثت بجدية :
ـ كلمه يجي علشان نتجوز زين إنت ليا أنا وبس يا نتجوز دلوقت و هنا أو أقـ.ـتل نفسي ها قولت إيه
أجابها بسخرية لأنه يعلم أنها تهـ.ـدد فقط :
ـ اقتـ.ـلي نفسك يلا مش واحده زيك تهددني فاهمه اخرجي بقي إنتي إيه
وجدت سكـ.ـينة على الطاوله لتأخذها ووضعتها على يدها لتهتف بتهد.يد :
ـ ماشي زين هقـ.ـتل نفسي وهنا علشان أقول إنه انت إلى قتـ.ـلتني
حاول أن لا يظهر لها توتره بسبب ذكرى سيئة مر بها في السابق :
ـ ياترى بصمات مين هتكون على السكـ.ـينة
أجابته بدموع و عناد :
ـ مش مهم البصمات بابا مش هيسكت زين و إنت عارف
في هذا الوقت وصل سليم بعد أن أنهى أعماله وقرر أن يتحدث مع نزار فيما حدث و البحث عن حل للخروج بهدوء من هذه الورطه .. ذهبت الفتيات للفيلا الخاصة بهم ليتجه هو للداخل و استمع لأصوات مرتفعه في الأعلى صعد و أنصدم بعد رؤيته ل سيمي و هي تحاول قط.ـع شرايين يدها
تحدث بقلق وهو يشاهد ما يحدث :
ـ فى إيه سيمي إنتي اتجننتي نزلى السكـ.ـينة هتقـ.ـتلي نفسك زين إيه بيحصل هنا اتكلم
أردفت بدموع وهي تنظر له :
ـ لأ مش هنزلها أنا عايزه أخلص من الحياه دي
نزار وهو ينظر بعيداً لأنه لا يستطيع رؤية دماءً أمامه :
ـ بابا أنا ساكت على جنانها لغاية دلوقتي بلاش ارتـ.ـكب جريمة بجد
سليم و هو يقترب منها بهدوء ليأخذ منها السـ.ـكين :
ـ سيمي أهدي و فهميني عاوزه إيه خلينا نتكلم بهدوء
هتفت بعناد و رفض :
ـ شوفت يا عمو .. ارتكب جريمه ونفذ كلامك و اقتـ.ـلنا إحنا الاتنين زي ما قولت
انتبه سليم لحالة نزار ليطلب منه أن يترك الغرفة :
ـ زين سيبنا نتكلم لوحدنا شوية ممكن
أردف سليم بعد مغادرة نزار و هو يضع منديل على يدها بعد أن جرحت نفسها :
ـ وبعدين إيه آخر الجنان ده يا سيمي متوقعه بالطريقة دى هتنجحي
تحدثت بدموع و حزن :
ـ أعمل إيه مفيش حل تاني عندي أنا بحبه و كنت فاكره هو كمان بس هو خدعني
نظر لها بهدوء فهو يريد أن يعلم ماذا تريد ؟؟
ـ تعالي ننزل نتكلم تحت أظن وجودك هنا غلط و كمان مفيش حد مننا موجود
نظرت له باستسلام وكان نزار يتابع ما يحدث بسخرية ليهبطوا للأسفل كي يكملوا حديثهم
أشار لها برفض لحديثها :
ـ لأ لحظه زين ماوعدكيش بحاجة علشان تقولي إنه خدعك الكل شايف أسلوبك و تصرفاتك معاه إنتي عارفه كويس إنه مش بيحبك و أتكلم معاكي كتير
لتتحدث بمكر وهي تدعي البكاء :
ـ ده قدامكم بس لكن بينى و بينه كتير كتير أوى
سليم بصدمة من حديثها :
ـ نعم !! عاوزه تقولي إيه !!
بعدين إيه بينك و بينه !!
وضعت يدها على بطنها وتحدثت وهي تنظر له :
ـ أنا حامل و زين عايز يقتـ.ـلنى أنا و البيبي و بابا لو عرف اظن حضرتك عارف هو ممكن يعمل إيه
وقف يستوعب ما تفوهت به و أردف بتعجب من حديثها :
ـ ح .. حامل بتقولي إيه إزاى و امتى ده حصل إنتي متأكدة من كلامك ده
أخرجت له صور من حقيبة يدها :
ـ أه متأكدة ولو حضرتك مش مصدق أتفضل دي صورنا لما كنا في كامدن بحجة الشغل و قعدنا أسبوع هناك وبعد كده مقابلاتنا كانت هنا بس بدأ يهرب مني و دلوقتي بقوله حامل عايز يقـ.ـتل البيبي
نظر للصور وتنهد بصدمة :
ـ سيمي الكلام ده مش سهل مش علشان تورطي زين تقولي الكلام ده
تحدثت بحزن و توتر :
ـ أنا مش بورطه دي الحقيقه
استمع نزار لحديث سيمي و تحدث بحدة :
ـ الكلام ده مش صحيح دى بتكدب
سيمي بعناد و تحدى :
ـ لأ مش بكدب إنت اللي عاوز تهرب
يعلم سليم أن حديث سيمي غير صحيح لكن قرر أن يفهم ما تخطط له ليهتف بغموض :
ـ ممكن تهدى علشان نوصل لحل كفاية بقى أنتم كنتم سوا من شهرين في كامدن و قعدتوا أسبوع
نزار وهو يستمع لحديث والده :
ـ حضرتك بتقول إيه إنت هتسمع كلامها
كانت ميرا تنتظر سليم في الفيلا الآخرى و لكن بسبب تأخره ذهبت له لتتفاجئ من وجود سيمي
ـ إيه ده دي بتعمل إيه هنا دي !!
سليم بتنهيدة و هدوء :
ـ زين أهدى علشان نوصل لحل إحنا هنعمل تحليل علشان نتأكد من كلامها
سيمي وهي تنظر ل ميرا :
ـ جايه لزين
ميرا بتعجب من حديث والدها :
ـ تحليل !! تحليل إيه أنا مش فاهمه حاجه في إيه
أجابتها سيمي بتوتر لأنها تعلم ميرا جيداً خاصة أن العلاقة بينهم ليست جيدة :
ـ فيه إن أنا حامل من زين
نزار وهو يلقي المزهرية بغضب على الأرض :
ـ برضه بتقول حامل مني إنتي مجنونة كده كتير
ميرا بصدمة و رفض لحديثها :
ـ إيه ح ح حامل إزاى ده إنتي كدابه
وقفت جوار سليم و هي تشعر بالخوف من نظراته لها :
ـ أنا مش كدابه لو أنا كدابه ليه بعت ليا الرسالة إن أنا اجي دلوقتى وبعد ما عرفت إن أنا حامل عاوز تهرب
مد يده لها و تحدث باستنكار :
ـ رسالة !! هاتي موبايلك طيب خلينا نشوف
ميرا وهي تقترب منها :
ـ أه خلينا نشوف الرسالة يلا طلعي الموبايل
سليم بهدوء لقد ازداد الوضع تعقيداً :
ـ فين الموبايل يا سيمي عاوز أشوف الرسالة
تحدثت بكذب و قلق لم تتوقع أن يصل الأمر لهذا الحد :
ـ هاه الموبايل مش معايا الرقم اللي بنتكلم منه نسيته في البيت
بدأ يشعر بالتعب ليجلس على الأرض وبدأ يشعر بتشنجات داخلية :
ـ كفاية بقى كدب أنا معايا رقم واحد اطلعى بره
تحدثت بتحدي و اعتراض :
ـ بس أنا معايا أكتر من رقم و أنا مش كدابه يا زين
أرسلت ميرا لفاطيما رسالة عبر الهاتف كي تذهب إليهم فلن يستطيع أحد الاقتراب من نزار وهو في تلك الحالة غيرها لتذهب سريعاً بعد أن شعرت بالقلق الشديد ذهبت لهم برفقة علياء
نظرت لنزار وعلمت أن شيئاً كبيراً قد حدث كي يصل لهذه الحالة اقتربت منه لتضع يدها على وجهه بهدوء
ونظرت لهم لتهتف بعد رؤيتها ل سيمي :
ـ في إيه و سيمي بتعمل إيه هنا
سيمي وهي تتحدث ببكاء خاصة أنها تعلم شخصية فاطيما جيداً :
ـ في إن أنا اتخدعت ومش هسكت و بابي كمان مش مش هيسكت وأنتم عارفين هو هيعمل إيه !!
صدمت علياء مما يحدث لتهتف بتعجب :
ـ في إيه يا جماعه و إيه الصوت العالى ده ا .. إيه ده بتعمل إيه دي هنا !!
سليم بغيظ و غضب :
ـ كفاية بقى أنا ساكت لدلوقتي علشان والدك مش أكتر
حاول أن يقف ليقوم بطردها خارج المنزل لكنه فشل يشعر أنه تعرض لشلل :
ـ اطلعي بره بقى كفاية
ميرا وهي تمسك يدها كي تأخذها للخارج :
ـ فعلاً كفايه عليها كده اطلعي بره بقي ومش عايزين نشوف وشك ده تانى إنتي فاهمه
فاطيما بخوف شديد عليه لتنظر لسليم بتوسل :
ـ زين أهدى كفاية هتتعب بابا لو سمحت قولها تمشى
تحدثت بتهديد و هى تبعد يد ميرا عنها :
ـ أنا مش هخاف منكم ولا هسكت عن حقي و إنت يا زين حقي وأنا مش هسيبك فاهم بكره تيجي إنت و تترجانى من اللي بابا هيعمله فيكم
وقفت فاطيما واقتربت منها لتهتف باستنكار وحدة :
ـ واضح إنك اختارتي الشخص الغلط تتحديه لو متوقعه هنخاف تبقى غلطانه
ـ اطلعي برا يلا برا
لم تستطع ميرا الانتظار أكثر من ذلك لتقوم بدفعها أمامها كي تغادر و كانت تهـ.ـددهم بغضب بعد خروجها .. طلبت فاطيما من ميرا إحضار الابره لأول مره لا يشعر بأي ألم و كأنه مخدراً كلياً ساعده سليم في الصعود لغرفته ظلت فاطيما معه و رفضت أن تتركه و طلب منهم سليم أن لا يتحدث أحد فيما حدث مع نزار اليوم إن استيقظ .. كانت علياء تتابع ما يحدث بتعجب و صدمة و اللغز يزيد داخلها حول علاقة نزار و فاطيما .. هبطوا لأسفل و هم في حالة من الصدمة بسبب ما حدث ليخبرهم سليم أنه لديه موعد خاص ولن يتأخر ذهب وتركهم يجب عليه إنهاء هذا الأمر
❈-❈-❈
وصل سليم لشركة مايكل أخبرته السكرتيرة بوجوده ليرحب به أمرها أن تحضر لهم قهوة لتغادر بعد ذلك
سليم بهدوء شديد فهو لا يريد خسارة صديقه :
ـ مساء الخير يا مايكل
تحدث مايكل العربية بطلاقة لأنه يجيد التحدث بعدة لغات بسبب عمله :
ـ أهلا سليم تعالى
تحدث بتنهيدة و عتاب :
ـ ممكن أعرف نهاية جنان بنتك إيه !!
مايكل بجدية و هدوء :
ـ سليم إنت عارف إنها بتحب زين وأنا مش هقدر أمنعها تحبه زين إيه مشكلته معاها مش فاهم
ليجيبه بجدية :
ـ وإنت عارف إن الاتنين مختلفين عن بعض أبسط شيء الديانة ولا ناسى
مايكل بهدوء شديد :
ـ وفيها إيه سليم دينكم بيسمح إنكم تتجوزوا من الديانات التانيه دى مش مشكله يعنى
دخلت السكرتيرة بالقهوة ليتحدث سليم بعد مغادرتها :
ـ ياترى هتقبل إن أحفادك يكونوا نفس ديانة أبوهم هاه
علم مايكل أن سليم لا يرغب بإتمام هذه العلاقة ليجيبه :
ـ دى حاجه ترجع لسيمي وزين وأولادهم انا مش بجبر ولادي على حاجه
سليم باعتراض شديد :
ـ لا يا مايكل حتى لو زين وافق على الارتباط ده أنا مش هوافق بلاش علاقتنا تنتهي بسبب جنان بنتك
تحدث مايكل بتهديد مخفى :
ـ واضح إنك إنت اللي معارض ارتباطهم سليم بلاش نخسر بعض بسبب لعب عيال سيب أولادنا هما يختاروا ويعيشوا مع بعض شويه ولو حابين يكملوا ويتجوزوا أوكي مش حابين خلاص بلاش تقف في وش سعادة بنتى وإلا هتندم
سليم بتحدي و اعتراض :
ـ زين مش كده وإنت عارف شخصيته كويس بعدين بنتك قدامه من سنين لو فيه حاجه كان أتكلم ولغاية ولادي و لأ وقتها هيكونوا هما قبل أي شيء
ليباغته فى إجابته :
ـ ولما هو مش كده إزاى سيمي حامل منه ابنك بيلعب بمشاعر بنتى وزي ما أولادك غاليين أنا كمان أولادي غاليين جداً ومش هسمح إنهم يتأذوا
تفاجأ سليم من معرفة مايكل بحمل ابنته ليجيبه باعتراض :
ـ يلعب بمشاعرها إنت بتقول إيه بلاش نخسر بعض بسبب الجنان ده وبعدين حامل إيه إحنا هنضحك على بعض ما إنت عارف الحقيقة وإن بنتك كدابه
ليتحدث بتنهيدة و هدوء :
ـ أسمع سليم لو مش عاوز يعيشوا كده خلاص يتجوزوا ولو مش ارتاحوا يطلقوا و اهو زين يجرب مش هيخسر حاجه
تحدث سليم بتعب من هذه المناقشة :
ـ زين رافض إنت ليه بتتكلم زي بنتك أنا قلت هنتفاهم سوا بس للأسف غلطت
مايكل وهو يجلس مقابله :
ـ سليم من الآخر أنا مش هزعل بنتى و أكـ.ـسر قلبها و اللي هي عايزاه هيحصل
سليم بتعجب و استنكار :
ـ هيحصل إزاي مش فاهم
أردف مايكل بمكر و غموض :
ـ بالتفاهم والهدوء يا سليم لو خايف على أولادك و اللي عندك في البيت صحيح عرفت إن عندك ضيفه وبنت صغيره لو عايز الضيفة وبنتها في أمان هما وأولادك يبقي هيحصل يا سليم
ضرب سليم يده على المكتب بغضب و عنـ.ـف :
ـ اسمعني يا مايكل بيتي و أولادي خط أحمر وقتها صدقني هنسي أى شيء كان بينا لو حاولت تقرب لحد منهم يبقي بدأت الحر.ب
ليجيبه بتسلية وهو يرى قلقه بعد أن علم أن هناك نقطة ضعف جديدة لدى سليم و عليه أن يبحث خلفها ويجمع معلومات عنها :
ـ أنا عارف إنك منفعل علشان كده مش هرد على كلامك و هسيبك تفكر وترد
أجابه وهو يشاهد انفعاله و قلقه :
ـ مش محتاج تفكير اللي عندي قلته و بلاش تشوف عداوتي صدقني هتندم و تزعل أوى
تحدث مايكل باستمتاع :
ـ هنشوف سليم هنشوف
ليجيبه بتهديد صريح :
ـ أنا حذرتك حاول بس تقرب أو تلمس واحده منهم شغلك الغلط كله هيكون في الشرطة
تنهد و أجابه بهدوء :
ـ تبقي لسه مش عارف مين هو مايكل ماركو
غادر وتركه يفكر في مخرج لهذا الأمر بعد أن فشل في إيجاد حل حتى لا يحدث شيئاً آخر …
❈-❈-❈
عاد للفيلا و طلب من علياء و ميرا أن يظلوا معهم هذه الليلة لاحظت ميرا قلقه ولكن قررت التحدث معه لاحقاً طلب أحد شركات الحراسات الخاصة وطلب منهم أن يرسلوا له عدة أشخاص لتأمين الفيلا و الفتيات أيضاً أطمئن على نزار ليجده نائم وفاطيما تجلس جواره نظرت له بانكسـ.ـار ليتنهد بتعب ثم اتجه لغرفته وهو يفكر في القادم فهو لن يخبر نزار بهذا اللقاء حتى لا يحدث صدام بينه وبين مايكل ...
استيقظ و نظر فى ساعته ليجدها تجاوزت الثالثة صباحاً نظر حوله ليجد فاطيما تجلس جواره ولكنها نائمة نظر لها بوجع هو مثلهم لا يعطيها سوى الألم فقط نظر لها بشفقة كان يريد أن يجعلها تستيقظ ليتراجع رغم حاجته للتحدث معها لكن ليس الآن هبط لأسفل و أعد فنجان قهوة ليتجه للحديقة و جلس وهو ينظر للسماء ويشعر بالضياع .. لم تستطع النوم بسبب قلقها عليه لكنها تراجعت نظرت من نافذة غرفتها لتجد أحداً يجلس في الحديقة قررت أن تهبط للأسفل وكأنها تحضر مياة لفريدة اتجهت للحديقة لتجده يجلس شارداً في عالمه الخاص :
ـ مساء الخير
نظر لها بعمق شديد وتحدث بتعجب :
ـ مساء النور غريبة صاحية في الوقت ده يعني
كانت تشعر بالخجل من نظراته لها لتجيبه بتوتر :
ـ يعني مش جايلى نوم قولت أطلع البلكونه لاقيتك قاعد سرحان قولت أنزل أطمن عليك .. ولا وجودي هيضايقك لو عايز تبقي لوحدك تمام مش مشكله أطلع
أردف بتنهيدة فهو كان بحاجه لشخص يتحدث معه :
ـ هاه !! لأ بالعكس اتفضلي واضح مش أنا لوحدي اللي بحب السهر كنت هصحى فاطيما تقعد معايا بس مقدرتش تعبت بسببي النهارده
تحدثت بهدوء وهي تنظر له بحرج :
ـ لأ أنا من عشاق السهر مش بحب النوم قد ما بحب السهر ممكن أسهر يومين بس مش بحب أسهر لوحدى المهم طمني عليك إنت كويس الصبح كنت تعبان وبعد اللي حصل تعبت أكتر و أكتر طمني عليك
تنهد بتعب وهو يغلق عينيه :
ـ بحاول أكون كويس علشان اللي بحبهم بقيت أأذي كل اللي معايا .. تعرفي لما الواحد يإذي نفسه و يرفض كل النصايح بعد كده يإذي اللي معاه أنا الشخص ده حاسس إني بقيت عبء عليهم مش بعطيهم غير الوجع بس
لم تعلم سبب الألم الذى شعرت به بسبب حديثه معها :
ـ حاسه بيك و فاهمه إحساسك كويس أوى .. هاه لانى أنا كمان كده أذيت الكل بسبب عنادي رفضت كل نصايحهم وكنت فاكره إن أنا صح وعملت اللي في دماغي و ياريتنى دفعت التمن لوحدي لأ كله بيدفع معايا حتى بنتى
رغم استمتاعها بحديثه معها لكن الألم الذى يشعر به أكبر بكثير مما تظن :
ـ بس أوقات غلطنا بيكلفنا حاجات منقدرش عليها زى خسارة ناس مننا .. التمن كان غالي أوى لغاية دلوقتي بدفعه و هفضل أدفعه الباقي من عمري نصيحة اسمعي كلام الكبار هما شافوا الدنيا وعارفين أكتر مننا
لتتحدث بوجع وكأنها تتحدث مع نفسها :
ـ هاه بعد إيه ماخلاص فات الأوان على كده دلوقتى بدفع التمن وبس تعرف أنا كتير كنت بفكر أروح لشفيق اترجاه يسيبنا في حالنا ومش هنهرب و هنفضل تحت عينه بس في مكان بعيد عنه لوحدنا بس خفت و اتراجعت علشان عارفه إنه مش هيوافق ولو وافق هيبقي علشان يضحك عليا لغاية لما اجيب بنتى و نستقر في مكان و يقتـ.ـلنى و ياخدها .. أنا أنا مش خايفه من الموت خالص أنا بس خايفه على بنتى بعدي هي متستحقش تبقي تربيته ومعاه متستحقش إنها تضيع بسببه
تحدث بهدوء ثم انفعل بسبب حديثها عن ذهابها لشفيق :
ـ على الأقل الكل معاكي أي وقت هيكونوا معاكي بعدين تروحي لشفيق إزاي بعد كل اللي عشتيه معاه عاوزه ترمي نفسك فى النار تاني ومين قال إننا هنوافق
تفاجأت من هجو.مه الشديد عليها لتتحدث بهدوء :
ـ أهدي مالك اتعصبت كده ليه ده كان مجرد اقتراح وبعدين إنت كنت بتتعامل معايا بعصبية أوى في البدايه ثم مكنتش هروح أوى يعنى ده تفكير تفكير غلط وراح لحاله خلاص أهدي
ليجيبها بغموض و جدية :
ـ كويس إنه راح وبلاش تفكري فيه تاني لاننا مش هنسمح لك تعرضي حياتك إنتي و فريدة للخطر علشان بقيتوا جزء مننا
رغم مرواغته في الحديث لكن تحدثت بابتسامة هادئة :
ـ بجد يعني مش هتزهقوا مننا لو مدة إقامتنا هنا طولت شويه
كان يتحدث بجدية :
ـ بالعكس وجودكم بقى شيء أساسي في حياتنا إنتي مش عارفه فريدة بالنسبالي إيه تعرفي أوقات كتير بتمنى إنها تكون بنتي بتفكرني بذكريات خاصة
و كأن حديثه يأخذها لعالم خاص بهم فقط :
ـ هاه هي هي كمان بتحبك أوى و شيفاك زي باباها
هتف بحرج وهو يخشى إجابتها :
ـ ممكن أسالك سؤال خاص شوية !!
أردفت بتنهيدة عميقة :
ـ هاه سؤال خاص !! أه أه طبعا اتفضل أسأل !!
أبا أن تفهم سؤاله بطريقة خاطئة لكن إجابتها قد تكون سبباً في تغيير حياتهم معاً :
ـ هو هو يعني أتمنى متفهميش قصدي غلط !! هو إنتي كنتي بتحبي والد فريدة !!
رغم صدمتها من سؤاله لتجيبه وهي تنظر بعيداً :
ـ هاه أنا أنا يعني بص هو مش حب بالمعنى اللي هو يعني فاهمنى مش حب حقيقي لأ حب عناد يعنى محمد كان صاحب جسار و اتعرفنا فتره عجبتني شخصيته وأخلاقه ده غير إني عنيده لما قالوا لأ و عاندوا معايا عاندت و اخدته و هو بصراحه اتمسك بيا ووقف قصاد والده علشاني وده يعنى كان دافع بس مش أكتر
ليجيبها بتنهيدة و حزن :
ـ عنيدة يعني بس مش أي حاجه نعاند فيها اوقات بتكون النتيجة صفر
تحدثت و هي تنظر له بتوتر :
ـ بالعكس العناد المره دي زي ما نتيجته متعبه و بدفع تمنها بس في نتيجة صغيرة زي القمر تستاهل الدنيا كلها بنتى و حياتى وقلبى وكل ما أملك ديدا فريدة قلبى و دنيتى
ليردف بحديث ذا مغزى :
ـ طيب يعني لو قابلتي شخص مناسب بس بيمر بقلق في حياته و و يعني اتاكدتى من حبه ممكن تفتحي قلبك له
تحدثت بتوتر و هي تشعر بالخجل من حديثه :
ـ هاه ق ق قصدك إيه !!
سألها باستفهام :
ـ يعني ممكن ترتبطي بشخص تاني بعد والد فريدة
أجابته بحزن و الدموع تتجمع فى عينيها :
ـ هو أنا يعني بصراحه مكنتش ناويه على ارتباط تانى لانى مش عارفه إذا كنت هعيش ولا لأ ده غير إنك شايف ظروفي تفتكر في واحد عاقل هيرضى بواحده معاها طفله و هربانه أقل حاجه هيخاف على نفسه من التوتر ده
أردف بغموض وهو ينظر لفنجان قهوته الفارغ :
ـ بالعكس فريدة شخصيتها لذيذه و تتحب بسرعة بعدين محدش عارف بكره مخبى إيه
لتجيبه بعد تفكير شديد :
ـ مش بتكلم على حبه لفريدة نزار أنا مش عايزه واحد يرتبط بيا علشان حاجه أو حد أه أنا عايزه طبعا الشخص ده يحب بنتى قبل ما يحبني بس أنا عايزه واحد يحبني أنا و يتجوزني لشخصي فاهمني
ليجيبها بهدوء وجدية :
ـ أكيد فاهمك يعني لو قابلتي الإنسان ده ممكن ترتبطي بيه
أردفت بتنهيدة و تمنى ولكن لا تظن أن تجد هذا الشخص :
ـ أكيد طبعاً أنا نفسي أوى أعيش قصة حب وأعرف وأحس يعنى إيه حب بجد .. بس تفتكر هو كمان ممكن يرتبط بيا لما يعرف ظروفي وإن يعتبر يعنى حياتى في خطر
أردف بابتسامة و هو يتابع انفعالاتها :
ـ هاه أكيد لو حبك بجد هيحا.رب الكل علشانك ويكون لكي السند والأمان هينور حياتك زي ما هتنورى حياته
قررت أن تهرب من أمامه لتتحدث وهي تقف :
ـ هاه ا ا أنا أنا .. اعملك فشار معايا
يعلم جيداً أنها تريد الفرار من أمامه ليتحدث بتفهم :
ـ لا مفيش داعي الصبح هيطلع علشان تنامي شوية و متتعبيش أسف إني سهرتك
أرادت أن تقذفه الفنجان إن ظلت دقيقة أخرى :
ـ عادي مش مشكله أسهر قولتلك بحب السهر بس مش لوحدي وبعدين محستش بالوقت خالص هعمل الفشار وأي مشروب معاه واجي مش هتأخر
تحدث بجدية وهو يقف أمامها :
ـ لا مفيش داعي بس عندي سؤال أخير و بعدها ننام علشان متتعبيش
نظرت له بخجل فنظراته لها تربكها :
ـ يبقي مش عايز تدوق حاجه من ايدي ممكن تسأل وأنا بعمل تعالى
اتجها معاً للمطبخ وبدأت تعد له بعض الشطائر بسبب عدم تناوله للطعام أمس وكان يتابعها باهتمام شديد
ـ لا طبعاً بالعكس بصراحة أنا كان واحشني الأكل المصري من وقت عمتي ما سافرت و أكلنا كله تقريباً جاهز
أعطته طبق به عدة شطائر وكوب عصير و تحدثت بجدية :
ـ خلاص أوعدك الغدا النهارده من ايدي أتفضل كُل الساندويتشات دي و أشرب العصير مؤقتاً
جلس على طاوله طعام صغيرة موضوعه في المطبخ :
ـ شكراً تعبتي نفسك القهوة أوقات بتكون بديل
ـ بصراحة القهوه لذيذه ولها جوها بس مش بديل الأكل والشرب يلا كُل ألف هنا المهم إيه هو سؤالك
ـ ليه كنتي قلقانه عليا امبارح لما اتاخرت بره وليه بشوف نظرة ضياع و خوف في عينيكي
تنهدت بحرج شديد لتهتف بتوتر :
ـ هاه عادي يعني هو هو بص مش عارفه بس بجد كنت قلقانه عليك حتى النهارده البنت دي لما كانت هنا كنت عايزه يعني أطردها علشان اللي بتقوله مش عارفه بس أكيد علشان يعني بقينا أصحاب صح وعلشان برضو إحنا يعتبر عيله واحده صح مش كده أنا بقي بالنسبه لنظرة الخوف والضياع علشان خايفه أثق و انجرح مش عايزه اتكسر تانى
نظر لها بحب شديد :
ـ أطمنى أنا موجود معاكي دايماً مش هسمح لحد يقرب منك أو يإذيكي
أردفت بخجل و كسوف شديد :
ـ هاه ش شكراً يا نزار .. صحيح نزار عايزه أقولك حاجه جمله دايماً بقولها لنفسي محدش بيتعلم بالساهل ولا ببلاش لازم نغلط وندفع نتيجة غلطنا علشان نتعلم حتى لو كانت النتيجة دي خساره خساره كبيره أوى بس هنعمل إيه كله مقدر ومكتوب قضاء ربنا مفيش منه مفر ولا إيه فهمت مفيش مفر لازم تواجهه مش تهرب
تحدث بوجع وهو يتذكر الماضي الخاص به :
ـ المواجهه أوقات بتكون سبب في خسارتنا لناس بنحبهم آه فيه وجع صعب نقوله لأن محدش هيفهم إحنا بنمر بإيه فيه تجارب كفيلة تقضي علينا لو واجهناها
تشعر أن داخله وجعاً شديداً لتهتف بهدوء :
ـ بالعكس واجهه علشان تقدر تعيش حياه سويه نزار الهروب مش حل تعرف كلامنا سوا خلانى اكتشف فيك حاجات كتير أوى و حليت بعض ألغازك والباقي أكيد هحله مع الوقت علشان كده بقولك واجهه وأنا معاك نواجهه سوا اهو يمكن نقدر سوا ننهي وجعنا علشان نقدر نعيش
ـ هحاول بس صعب .. بجد كلامى معاكي ريحني كتير و اكتشفت جانب تاني من شخصيتك
ـ هنحاول مش هتحاول ومفيش حاجة صعبة وبعدين إحنا مش أصحاب ولا إيه كل ما تحب تتكلم هتلاقينى موجوده دايماً
أنهى الطعام وتحدث بجدية :
ـ ماشي موافق كفاية سهر بقى بكرة عندنا شركة و اجتماع مهم
ـ بكره هه قصدك كمان شويه الساعه سته يدوب قدامنا ساعتين ونمشي يعنى يدوب ألحق احضر الفطار و اصحى فريده و أجهز يلا نطلع
ليردف بعناد لأنه يشعر أنه المسؤول أنها ظلت مستيقظة بسبب حديثه معها :
ـ ارتاحي شوية و نامي وبعدين ميرا تجهزه ده يوم بلاش عناد أو هفضل معاكي و مفيش نوم
تحدثت وهما يصعدان معاً لغرفهم :
ـ طيب هحاول أنام ساعه علشان مانتأخرش عندنا اجتماع مهم النهارده وشغل كتير يلا بينا
اتجه كل منهم لغرفته وهو في عالم آخر و كل منهما يفكر في المستقبل و ما ينتظرهما لاحقاً .. لتنام علياء بسبب إرهاقها أما نزار ظل يفكر في حديثها معه أراد أن يفتح قلبه لكن يفكر هل ستقبل علياء هذه العلاقة بعد معرفتها بالسر الذي يخفيه عن الجميع ؟؟
في الصباح استيقظت فاطيما لتجد نزار نائماً لتبتسم بهدوء ثم غادرت الغرفة لتعد الإفطار للجميع اتجهت لرؤية ميرا كي تساعدها استيقظت و هي تشعر بالغضب وتتحدث بصوت منخفض باعتراض .. هبط سليم للأسفل ابتسم وهو يجد ميرا في المطبخ ليعلم أن فاطيما هي السبب في استيقاظها في هذا الوقت بعد وقت قليل اجتمعوا جميعاً لتناول الإفطار قبل ذهابهم للشركة انتبه نزار لإرهاق علياء ليشعر بالذنب من أجلها .. اتجهوا للشركة بعد ذلك كان هناك اجتماعاً هاماً و تفاجأ نزار من عدم حضور علياء ليتجه إليها لرؤيتها وجدها تضع رأسها على المكتب و يبدو عليها التعب
اقترب منها وهتف بقلق :
ـ علياء !! علياء إنتي كويسة
و كأن صوته انتشلها من أحلام مزعجه هتفت و هى تنظر له بضعف :
ـ هاه أه أه كويسه في حاجه ولا إيه !!
تحدث بلوم وهو ينظر لها بحزن :
ـ الاجتماع نسيتي ولا إيه قلتلك بلاش سهر
لتتذكر الاجتماع وتتحدث و هى تبحث عن الملفات كي تذهب معه :
ـ الاجتماع !! أه صحيح معلش نمت جايه اهو
ليتحدث بجدية وهو يجلس على الكرسي يريد معرفة ما بها :
ـ إيه حكايتك واضح إن الموضوع مش سهر بس
أجابته و هى تراجع الملف قبل ذهابهم :
ـ لأ سهر إيه أنا أول مره أسهر يعنى بس بصراحه قلقانه شويه
تحدث بقلق من أن يكون قد حدث معها شيئاً :
ـ فى إيه إنتي وفريدة كويسين صح !!
انتبهت لقلقه الشديد و تحدثت بهدوء كي يهدأ :
ـ أه أه كويسين أطمن القلق مش هنا بس قلقانه عليهم هناك بقالى يومين بكلمهم محدش بيرد قلقانه أوى عليهم
أردف بهدوء و اهتمام شديد :
ـ أنا مكلمتش عمتي إمبارح فعلاً .. طيب نخلص الاجتماع و أكلمهم وأعرف إيه الحكاية
هتفت بتمنى و أمل :
ـ أتمنى حد يرد يطمني خايفه أوى عليهم وقلبى مقبوض
أراد أن يطمئنها ليتحدث بجدية :
ـ أهدى لو مردتش هكلم جدي أو بابا يكلم المحامي ويعرف إيه الحكايه
تحدثت بتوسل وهى تنظر له :
ـ ياريت يا نزار ياريت كلم أى حد بس أطمن عليهم
نظر فى ساعته ليجد أنهم تأخروا على الاجتماع ليهتف وهو يقف كي يغادر :
ـ طيب نشوف الاجتماع وبعدين نكلمهم
حملت أغراضها وتحدثت وهى تتجه معه للخارج :
ـ ماشي أسفه عطلتك يلا بينا
ذهبا للاجتماع معاً ولم ينتبها لمتابعة ميرا و مراقبتها لهم مر وقت وهم يتناقشون في صفقة هامة وبعد ذلك اتجه نزار لمكتبه و علياء معه بعد عدة محاولات أجابته سمية و أخبرته بما حدث ليبتسم بسخرية و هو يستمع لحديث عمته وهو ينظر ل علياء التي وجدها تنظر لهاتفها بصدمة ليغلق الهاتف
تذكرت علياء أمر الرسالة التى وصلتها في الاجتماع ولم تستطع رؤيتها لتفتح هاتفها وتنصدم بقوة لتضع يدها على فمها كي لا تصدر صوتاً
نزار بقلق وهو يجلس مقابلها :
ـ علياء في إيه اتكلمى
تحدثت بدموع وهى تنظر للهاتف :
ـ ع ع عمر عمر اتقبض عليه
تحدث بصدمة فهو كان يتحدث بعيداً عنها بعد أن أخبرته سمية بالأمر كان سيخبر سليم أولاً ثم يخبرها بعد ذلك :
ـ إنتي عرفتي إزاى !!
أعطته الهاتف و كانت تتحدث بعدم تركيز :
ـ من دي وصلتني الرساله دي بس من رقم مجهول إنت إنت كنت بتكلم عمتو الكلام ده صحيح رد عليا صحيح
لم يستطع أن يكذب عليها فهي في النهاية ستعلم بما حدث :
ـ أهدى لو سمحتى هو خرج إمبارح عمتى طمنتني
كانت تريد أن يكون الأمر لعبة لكن يبدو أنها حقيقة :
ـ يعني الرساله بجد وهو فعلا اتقبض عليه و جسار السبب طيب إزاى !! إزاى جسار السبب
تنهد ليجيبها بجدية و غضب بسبب ما حدث :
ـ هاه !! أيوه عمتى قالت جسار بسبب الشركة الجديدة و إن فيه مناقصات راحت منه قرر ينتـ.ـقم منهم
كانت تستمع له بصدمة لم تتوقع أن يصل جسار لهذه الدرجة من الحقد و الانتـ.ـقام :
ـ إنت بتقول إيه طيب إزاى ده عمر أخوه .. أخوه مش صاحبه هاه قال هتفرق معاه ما هو عمل معايا أنا أكتر من كده آااااااه يا جسار آه .. المهم عمر بخير صح
ـ اطمنى هو كويس عمتى طمنتنى و مقدرتش تكلمك إمبارح علشان متقلقيش .. بعدين إنتي مستنية إيه من واحد أتخلى عن أخته و عذب بنت عمه و أهله
لتتحدث بتوسل فهي مازالت لا تصدق ما فعله جسار مع شقيقها :
ـ نزار بليز علشان خاطرى بلاش نتكلم عن جسار علشان ميحصلش مشكله تانى بينا بسبب الكلام عنه إنت مش عارف جسار بالنسبالي إيه صحيح كلامك حقيقي بس بلاش في النهايه ده جسار صاحبى .. المهم أنا هكلمها و أكلم عمر أطمن عليه و أعرف في إيه
أجابها بعدم اهتمام فهي لن تغير رأيها فى جسار سيظل ملاكاً بالنسبه لها :
ـ تمام زي ما تحبي
لاحظت هدوءه و صمته الشديد لتردف بتوضيح :
ـ إنت زعلت .. نزار جسار صاحبي زي ما إنت صاحبي يعنى لو زعلتني وحد جيه وقال كلمه عنك من وراك هقفله و أقوله يسكت نزار أنا مش قليلة أصل علشان أسمح بالغلط في حد كان بينى وبينه عيش وملح و عشره .. مهما كان عامل ليا خلاص هاخد موقف بس مش هكرهك و اغلط فيك فاهمني عن إذنك هروح أكلمهم
لم يجبها يبدو أن العلاقة بينها وبين جسار قوية لكن هل أقوى من علاقتها بشقيقها ؟؟
تنهد بهدوء و قرر أن يركز في عمله .. عادت علياء لمكتبها و قررت أن تتحدث مع عمر عبر الهاتف ليجيبها فهو لم يتحدث معها منذ يومين
تحدثت بتنهيدة و قلق :
ـ الو عمر عامل إيه يا حبيبي طمني عليك إنت كويس !!
علم من صوتها أنها علمت ما حدث معه ليردف باستفهام :
ـ علياء أهدى أنا كويس أطمنى قوليلي عرفتي إزاى !!
تحدثت بدموع و عتاب شديد :
ـ مش مهم عرفت إزاى إنت إزاى مش تقولى إنت ولا سلمى ولا عمتو بقالى يومين بكلمكم ومش بتردوا لما هتجنن
أجابها بتنهيدة و هدوء :
ـ هقولك إزاى و أنا في النيابة و سلمى تعبت و عمتو كانت مشغوله معانا و الدنيا ضايعة
ـ تردوا تطمنونى المهم إنك بخير صح
حاول أن يجعلها تهدأ ليخبرها أنه سيذهب إليها قريباً :
ـ أيوه ممكن تهدى كل شيء كويس قريب هكون عندك علشان أطمن عليكي إنتي و فريدة
تحدثت بسعادة لتسأله عن سلمى :
ـ بجد هتيجي ياريت إنت واحشني صحيح قولتلي إن سلمى تعبت مالها قلقتنى
أردف بهدوء وهو يتابع زوجته تجلس في الحديقة مع عمتها و جدها وهم يحاولون التخفيف عنها :
ـ حامل و بسبب اللي حصل اليومين اللي فاتوا تعبت و حالتها مش كويسة و كنت بفكر أخليها تيجي معاكم لغاية الولادة
تحدثت بسعادة لا تنكر أن خبر حمل سلمى جعلها سعيدة :
ـ إيه حامل بجد سلمي حامل حبيبي ألف ألف مبروك فرحتني أوى ده أحلى خبر سمعته تيجي طبعاً أهو أخد بالى منها ومن إبنك
تحدثت بهدوء و تنهيدة :
ـ أنا وافقت على سفرها علشان هتكوني معاها و أكون مطمن عليكم سوا مش هوصيكى عليها
تحدثت بسعادة ثم هتفت بحذر و قلق :
ـ هتوصينى على أختى و مرات أخويا أطمن في عينيا .. عمر هو إزاى جسار السبب في القبض عليك بسبب الشركه الجديدة معقول علشان صفقة يعمل فيك كده
هتف بسخرية و استنكار :
ـ للأسف جسار بتاع زمان مات دلوقتي بقى واحد تانى كنا بنقول شفيق مش سهل للأسف جسار بقى نسخه منه مستعد يعمل أي حاجه مقابل إنه يسيطر على السوق مبقاش عنده رحمة لأي حد
حركت رأسها برفض و كأنه يشاهدها :
ـ كفايه كفايه يا عمر - جسار مش كده و حتى لو اتغير زي ما بتقولوا بلاش تشوهوا صورته سيبونى محتفظة بالصوره القديمه اللي عشت معاه عمري كله خلينى مخدوعه ومش مصدقه أحسن ما اتجنن
أردف بعناد و استنكار :
ـ و هتفضلي مخدوعه لامتى هاه كفاية بقى و فوقي علشان بنتك قبل أي شخص بلاش تعيشي في وهم إنك تصدقي الحقيقة أفضل
هبطت دموعها على وجهها لتتحدث بوجع :
ـ مش عايزه أفوق مش عايزه أنا كده كويسه سيبونى كده و بنتى كويسه و أنا عايشه ليها و علشانها أطمن وبلاش تضغط عليا إنت كمان ده إنت أكتر واحد عارف جسار إيه بالنسبالنا و بالنسبالى أنا بالذات
أجابها بلا مبالاه لأنه يعلم أنها لن تقتنع بسهوله :
ـ خلاص خليكي على موقفك إنتي عنيدة ومش هتسمعى كلام حد
تحدثت بجدية و هى تحاول تغيير مجرى الحديث :
ـ المهم هتيجي امتى أنا بجد محتجالك أوى و وجودك إنت وسلمى هيريحنى شويه
تحدث بهدوء وقلق عليها :
ـ خلال شهر أول الشهر التالت ما يعدى هنكون عندك واضح مش مرتاحه عندك فيه حاجه مضايقاكي
أجابته باعتراض و جدية :
ـ لأ يا حبيبي أطمن بالعكس هنا كلهم شايلينا وبيحبونا بس مش عارفه يعني يمكن علشان هما جداد عليا و بعدين هو أنا لازم أحتاج أخويا لما أكون في مشكله بس
أجابها بهدوء و تفهم :
ـ لا يا حبيبتي أطمنى قريب هكون عندك علشان عاوز أطمن عليكي قوليلي فاطيما أخبارها إيه !!
أردفت بهدوء و هى تتذكر الفرق بين حالة فاطيما بعد عودتها و حالتها الآن :
ـ كويسه أحسن ما كانت في مصر كأنها بتلاقي نفسها هنا روحها هنا
ـ كويس تعرفي أحسن شيء إنها بعدت عن هنا كده أمان لها ولكم
أردفت بتنهيدة عميقة :
ـ فعلاً المهم مش تتأخر عليا هستناك
ـ أطمنى هكون عندك في أقرب وقت
ـ ماشي يا حبيبي سلم ليا عليهم كلهم
أغلقت معه و جلست تفكر فيما يحدث معها وتذكرت حديثها مع نزار لتتنهد بضيق وقررت أن تتحدث معه اليوم بعد تناول الطعام
❈-❈-❈
قررت فاطيما أن تذهب لرؤية نزار و الاطمئنان عليه و تخبره أن اليوم هو يوم عيد ميلاد فريدة و عليهم أن يعدوا حفلة بسيطة لها بعد أن استمعت لها تتحدث مع فريدة في غرفتها في الصباح أثناء هبوطها لأسفل للذهاب للعمل
طرقت الباب لتجده يتابع أحد الملفات الموضوعة أمامه باهتمام و هتفت بهدوء وهي تقف أمامه :
ـ نزار فاضي
ترك الملف من يده و وقف ليذهب لها وهو يلاحظ توترها :
ـ أيوه يا حبيبتي تعالي
كانت تحرك يدها بتوتر وهو يعلم أنها حينما تصل لهذه الحاله يكون قد حدث معها شيئاً ما لتتحدث و هى تنظر له :
ـ بص هو أنا مش قصدي اسمعهم بس سمعت علياء بتهني فريدة و إن عيد ميلادها النهارده فيعنى إيه رأيك نحتفل بيها كلنا
تحدث بابتسامة و هدوء :
ـ اقتراح كويس أهو نعوض حفلتك اللي ضاعت بسببي
أجابته بجدية وهي تمسك يده :
ـ مش مهم يا حبيبي المهم إنك كويس دلوقتى و النهارده أحسن وأحسن بكتير وشك رايق و بتضحك ومبسوط خير إيه السبب !!
تفاجأ من سؤالها الأخير ليهتف بهروب :
ـ هاه !! قصدك إيه !!
لتهتف بمكر و هى تتابع توتره :
ـ ولا حاجه أطمن أنا بس قلقت لما صحيت مش لاقيتك في سريرك و سمعت صوتك تحت في المطبخ بس كان معاك حد مين معقول ميرا صحيت بدرى لأ ما أظنش يا ترى مين
وضع يده على رأسها بعد أن فهم ما تقصده بحديثها :
ـ بلاش تفكير يا حبيبتي هاه قلتلك أصحاب مش أكتر
ابتسمت له و تحدثت بمراوغة :
ـ مين إنت وميرا !!
عاد ليجلس على مكتبه فهو لا يستطيع الكذب عليها لأنها تكشفه بسهوله ليتحدث بجدية !!
ـ هاه لأ وكفاية أسئلة كتير يلا على شغلك
ظلت مكانها و أردفت بابتسامة ماكرة :
ـ طيب مين اللي كان معاك !!
ـ مفيش حد كنت لوحدي
ـ بتخبى عليا ماشي ماشي شكراً أنا ماشيه
اقترب منها وتحدث بتنهيدة :
ـ بلاش جنان مفيش حاجه من اللي في تفكيرك أول ما أتأكد من مشاعري أول واحده هتعرفي أكيد
ـ ماشي يا حبيبي يلا هروح أشوف شغلي وإنت شوف هتعمل إيه في موضوع الحفله
ـ هستعين بيكي أكيد
ـ أكيد
بعد مغادرة فاطيما قرر أن يذهب لوالده و يخبره بما حدث في مصر ويعلم ماذا فعل مع مايكل ؟؟
وجده يجلس على كرسي بعيداً عن مكتبه و يبدو أنه يفكر في أمر ما
تحدث بهدوء :
ـ بابا حضرتك فاضي كنت عايز أتكلم معاك
نظر له سليم وتحدث بجدية :
ـ تعالى أكيد فاضي فيه جديد ولا إيه !!
أردف بجدية وهو يجلس مقابله :
ـ أه فيه كتير عمر اتقبض عليه و جسار السبب و فيه رقم مجهول بعت لعلياء رساله بكده ومش عارفين مين اللي بعتها
نظر له سليم فهو رفض أن يخبره بسبب أحداث الأمس :
ـ إنت عرفت منين إن عمر اتقبض عليه ومين اللى بلغ علياء معاك الرقم ده
ـ رقم خاص اللي بعت و عرفت لما كلمت عمتي الصبح
ـ المحامي كلمني إمبارح وبسبب اللي عشناه معرفتش أقولك كنت مستنى تهدى و نتكلم
ـ جسار زود رصيده أوى عندى وأنا جبت أخري منه المهم كلمت مايكل علشان أنا جبت أخري منهم كمان
يعلم أنه غاضب بسبب تهور جسار و أيضاً مايكل ليتحدث بجدية :
ـ بالنسبة ل جسار أطمن الضر.به الجاية هتكون من هنا يعني عمتك و عمر هيكونوا بعيد عن اللعبة جيه وقت الحساب و بالنسبة ل مايكل متقلقش حتى لو وصل الأمر الصداقة بينا تنتهى مش هتكون أهم منكم عندى
نزار بتوتر و جدية :
ـ بابا أنا مش عايز أكون سبب في أى خساره لك بس حقيقي مش هينفع أنا مش قابلها هي كانت زي ميرا مش شايفها غير كده دي مش هتنفع ليا خالص من كل الجهات
تفهم سليم لحديث نزار ليجيبه بهدوء :
ـ زين أنا ممكن الاقى صاحب بس ممكن الاقى ابن فاهمني بالنسبه لهم أنسى الموضوع ده
ـ فاهمك طبعاً ماشي يا بابا بس أتمنى تبعد عني مش ناقصها
قرر أن يخبره بأمر الحراسة دون إخباره بالسبب الحقيقي :
ـ زين أنا جبت حراسه علشان البنات و كمان للفيلا
نزار بقلق شديد :
ـ حراسه !! حراسه ليه يا بابا في حاجه ولا ايه
طرقت علياء الباب وهتفت بهدوء :
ـ أستاذ سليم ممكن أدخل
سليم بابتسامه وهو يشير لها بالاقتراب :
ـ اتفضلي يا علياء تعالي
نظرت لنزار لتجده ينظر بعيداً و علمت أنه غاضب منها وتحدثت بحزن :
ـ أسفه لو قاطعتكم بس كنت عايزه استأذن حضرتك لو ينفع أمشي بدرى ساعه او اتنين النهارده
سليم بقلق وهو ينظر لها :
ـ في حاجه ولا إيه !!
أشارت له برفض و نظرت ل نزار و هى تتحدث :
ـ لأ مفيش اطمن بس أصل يعنى كنت وعدتهم إني هعملهم الغدا النهارده و نتغدي كلنا فريدة عايزه تاكل معاكم كلكم النهارده لو حضرتك مش عندك مانع يعنى
ـ مفيش أى مانع طبعاً بعدين فريدة وحشتني و عاوز أقعد معاها النهارده
تحدثت بابتسامه حزينة :
ـ يعني أمشي !!
ـ اتفضلي هقول للسواق يوصلك
ـ شكراً جداً عن إذنكم
أجابها بهدوء و انتظر حتى رحلت ليهتف بجدية :
ـ اتفضلي .. نزار كنا بنقول إيه
نزار بعدم انتباه فى البداية ثم تحدث بجدية :
ـ هاه .. مش فاكر أه كنت بسأل حضرتك على موضوع الحراسة ليه في حاجه ولا إيه
سليم بهدوء وهو يقف كي يذهب لمكتبه
ـ لأ بس زيادة أمان ليهم مش نكون قلقانين عليهم
ـ ماشي تمام
سليم وهو يجهز أغراضه استعداداً للرحيل :
ـ خلصت شغل ولا إيه علشان نمشى
ـ أه خلصت و عندي مشوار كده
سليم بتعجب و جدية :
ـ مشوار إيه ده !!
ـ عيد ميلاد فريدة النهارده وهنعملها Party في الفيلا بس مش تقولهم دي مفاجأة
ـ ماشي فكرة حلوه كلمت حد ينظم الحفلة ولا إيه رايك نعملها في اليخت
ـ لأ خليها في الفيلا أنا كلمت حد هيجي ينظم وممكن نبقي نكمل السهره في اليخت لو حبوا
ـ تمام لو احتاجت حاجه كلمني
ـ ماشي سلام
ـ سلام
تركه و رحل لمكان ما .. وصلت علياء و أعدت الطعام وقامت بإعداد كعكة بسيطة على أن تقدمها لفريدة بعد تناولهم الغذاء لتصعد لغرفتها لتبديل ثيابها و تركت فريدة تلعب في الحديقة هبطت للأسفل و بحثت عنها لم تجدها لتشعر بالخوف الشديد عليها اتجهت لفيلا سليم وهى تبكي
تحدثت بصراخ و صوت مرتفع :
ـ بابا .. ميرا ميرا الحقيني
ميرا وهى تقترب منها :
ـ في إيه أهدى ليه خايفه كده
تحدثت بدموع و قلق :
ـ فري فريدة فريدة مش موجوده سيبتها في الجنينه وطلعت أخد شاور نزلت مش لاقيتها دورت عليها في كل مكان هتجنن هموت مش قادره
ميرا باستفهام وهى تحاول تهدئتها :
ـ طيب سألتي الحرس أكيد شافوها
كانت تتحدث بدون وعي لا تريد شيء الآن سوى ابنتها :
ـ حرس إيه أنا معرفش حد أنا جيت جري على هنا فين بابا ولا نزار نادي عليهم بسرعه أنا خايفه تكون اتخـ.ـطفت
سليم وهو يهبط الدرج بعد سماعه للأصوات المرتفعة :
ـ إيه الصوت العالي ده في إيه
ميرا بقلق و توتر :
ـ علياء مش لاقيه فريدة في الجنينة ولا الفيلا كانت معاها
مسكت يده ونظرت له بتوسل :
ـ ألحقنى يا بابا فريدة .. فريدة مش موجوده آه آه
سليم بجدية فهو ظن أنها على علم بوجود ابنتها مع نزار :
ـ أهدى يا علياء فريدة مع زين خرجت معاه
أردفت بهدوء و تنهيدة :
ـ إيه مع زين !! طيب شكراً ياريت لما يجيوا خلى فريدة تجيلي هناك علشان أطمن عليها عن اذنكم
أخبرها سليم بجدية :
ـ هما مش هيتأخروا أطمنى هيرجعوا بسرعة
وصل نزار ليخبره سليم بما حدث ليذهب لرؤيتها مع فريدة كي يخبرها أنها كانت معه كي لا تعاقبها
وجدتها تمسك يد نزار و يقتربوا منها :
ـ فريدة حبيبتي كنتى فين كده تخضينى عليكي
تحدثت بطفولة وهى تحمل بيدها ألعاب :
ـ كنت مع عمو زين بيجبلي حاجه حلوه و هدية
هتفت بغضب وهى تنظر لها :
ـ و إنتي إزاى تخرجي من غير متقوليلى هاه
نزار متدخلاً وهو يمسد على رأس فريدة الخائفة كي يطمئنها :
ـ أهدى مفيش داعى للعصبية دى كلها هى كانت معايا
نظرت له وتحدثت بحدة :
ـ وإنت إزاى تاخدها من غير ما تعرفني ولا تستأذن مني أنا كنت هروح فيها قلبى كان هيقف من الخضه عليها
تحدث بهدوء يعلم أنه أخطأ لأنه لم يخبرها لكنها تتحدث معه بانفعال و استنكار :
ـ آسف بس كنت عايزها معايا في مشوار و إنتي كنتي مشغولة
كان غضبها شديداً وتحدثت معه بقسوة :
ـ حتى لو إيه تقولى تعرفني مش تاخدها وتمشي كده من غير ما أعرف و أبقى زي المجنونه بدور عليها وبجرى في كل مكان و أروح أسأل اكتشف انها معاك سيبلى رساله حتى
فريدة بخوف من صوتها المرتفع :
ـ ماما
علياء بغضب و انفعال عليها :
ـ إنتي تخرسي خالص
قرر أن يغادر كي لا يحدث بينهما صداماً جديداً :
ـ أنا اعتذرت وأكيد مكنتش أقصد بعد إذنكم
تركهم لتأخذ فريدة و تصعد لأعلى لتبدل ثياب فريدة لتجد رسالة من سليم يخبرها أنهم ينتظروها في الفيلا أخذت فريدة و ذهبتا لرؤيتهم و انصدمتا من رؤيتها