رواية معدن فضة الفصل الثامن8بقلم لولي سامي
سطعت شمس الصباح فكانت إشراقة جديده على البعض وبداية لظلم على البعض الآخر .
تململت ميار في نومها فلم تستطع النوم جيدا براحة بسبب الم جسدها التي كلما تقلبت الي جهة زاد عليها، حتى نثر الصباح خيوطه فلم تقدر على القيام من مكانها فقررت عدم الذهاب الى عملها خاصة لوجود بعض الكدمات بوجهها التي يصعب عليها مدارتها بمساحيق التجميل فاتخذت قرارها واعدلت عن ذهابها للعمل واستسلمت مرة أخري للنوم الذي ربما يكون راحة لها من الالام جسدها.
استيقظ حسن من النوم متأخرا بسبب عدم ايقاظ ميار له فنظر بهاتفه ليجد الساعة قد قاربت على التاسعة صباحاً فاعتدل مسرعا ونظر بجواره ليري ميار نائمة فنكزها بشدة مما جعلها تنتفض من نومها منزعجة سائلة/ في ايه يا حسن جسمي وجعني.
انتصب حسن واقفا ملتقطا مئزرا متجها إلى المرحاض قائلا بصوت أجش/ قومي بسرعة اعملي فطار سريع عقبال ما اتشطف.
قضبت ميار جبينها وهي تحاول الاعتدال من رقدتها بصعوبه نظرا لآلام جسدها المبرحة وتمتمت قائلة/ يعني يا ربي مروحش الشغل علشان ارتاح من اللي عملته فيا يا حسن وفي الاخر انت اللي تتعبني ،الله يسامحك.
ثم استقامت جاهدة تحاول أن تستند على الحائط حتي وصلت للمطبخ واعدت الافطار بدموع عينيها ووضعته على المنضدة وجلست تنتظره بعد أن خرج من المرحاض يرتدي ملابسه ويستعد للخروج حتى إذا انتهي خرج من الغرفه فنظر للمنضدة ونظر لها قائلا/ ايه ده امال فين الشاي ؟
نطقت ميار بصوت يملؤة الإعياء/ عقبال لما تفطر هقوم اعملك الشاي .
فنظر لها شزرا والتقط هاتفه وسجائره قائلا باشمئزاز وصوت عالي/ يعني أنا أقولك متأخر بسببك وتقوليلي لسه معملتيش الشاي ،ايه الارف ده ،ده حياة تقصر العمر ،جتك الهم .
وانطلق والجا من الشقه صافقا الباب خلفه بطريقة انتفض لها جسدها ،فاغلقت عيونها وانهمرت دموعها على وجنتيها تدعو ربها وترجوه أن يخفف كربها فهي لم تتحمل هذه المعاملة دائما ،ثم استقامت بصعوبه في وسط تآوهاتها والالامها ذاهبه الي فراشها تبكي وتنتحب وربما تهرب من واقعها والالامها بالنوم وتركت الطعام على المنضدة كما هو ،ثم حاولت الاتصال بماسة لتطلب منها عمل إجازة لها ولكن وجدت هاتفها مغلق بسبب انتهاء الشحن فاوصلته بالشاحن ثم فتحته واستسلمت للنوم.
لا تعرف كم من الوقت مر وهي نائمة حتى استفاقت على صدوح صوت هاتفها الموضوع بجوارها على الكوميد فمدت يدها وامسكت بالهاتف وردت دون النظر للمتصل فوجدت صوت اخيها محمد يسأل بقلق ظاهر بنبرته قائلا/ ميار انتي فين؟
رمشت ميار باهدابها عند استماع صوت اخيها ثم قالت بعد محاولة التحدث بصوت لم يكسوه الحزن / محمد ....ازيك يا حبيبي ،عامل ايه؟
محمد وقد شعر بحزنها في صوتها فسألها مجددا/ مالك يا ميار ،صوتك مش كويس ،وانتي فين دلوقتي؟
اضطرب صوت ميار فقد شعر بها محمد ولا يجب أن يعرف شيئا حتى لا يحدث مشكلة بينه وبين زوجها فحاولت اخفاء الأمر فقالت/ مفيش يا حبيبي انا زي الفل ،بس حسيت اني مكسلة شوية ففكرت اغيب يوم اريح جسمي مش اكتر ،وصوتي كدة علشان كنت نايمة.
شعر محمد أن اختيه تحاول اخفاء شئ ما فسألها بشكل مباشر/ قوليلي يا ميار لو حسن مزعلك أو عملك حاجه ؟
قوليلي متخبيش عليا!
ميار بتلعثم واضح بلهجتها/ حسن..... لا .....لا ابدا مفيش حاجه ،هو زي ما قولتلك بس كسلت شوية مش اكتر صدقني.
عرف محمد أن اختيه لن تذكر شيئا فقرر أن يباغتها بزيارته فقال لها/ ماشي يا ميار انا قولت بس اطمن عليكي،هسيبك تكملي نومك.
ثم اغلق الخط لتتنفس ميار حامدة ربها فقد اعتقدت أن اخيها اقتنع بحوارها واثناء سحبها للغطاء للعودة للنوم مجددا وجدت الهاتف يصدح مرة أخرى فتمتمت قائلة/ هو في ايه؟ هو يوم الاتصال العالمي!؟
ثم أمسكت بالهاتف مجددا لتجد ماسة من تتصل بها ففتحت المكالمة فوجدت ماسة تتحدث بذعر/ ميار حمدالله على السلامه اخيرا رديتي دانا اتصلت بيكي كتير جدا امبارح ومكنتيش بتردي والنهاردة انشغلت في الحصص ،واول ما فضيت قولت اكلمك طمنيني عليكي عملتي ايه؟
تأوهت ميار وهي تعتدل في رقدتها قائلة بصعوبة/ اسكتي يا ماسة دانا اتبهدلت اخر بهدلة والله.
ثم بدأت بسرد كل ما حدث معها بالأمس حتي الصباح لتشهق ماسه وقالت/ وانتي ازاي تطلعي شقتك ،كنتي خدتي بعضك وروحتي على بيت باباكي يشوفوكي وهو مبهدلك كدة.
سألتها ميار بمبالاه تامة قائلة/ وهيعملوا ايه لما يشوفوني كدة؟
ولا حاجة للاسف ،مفيش غير أن ممكن محمد بس اللي يتخانق مع حسن وانا مش عايزة مشاكل لكن بابا وماما مش هيعملوا حاجه.
ماسة بعدم تصديق/ لا ازاي اكيد مكنوش هيسكتوا وكانوا هيتصرفوا معاه علشان ميكررش العملة ده تاني لكن بعملتك ده وسلبيتك هيكررها مرة واتنين وثلاثة.
ميار باعياء تام قالت/ خلاص بقي يا ماسة اللي حصل حصل ،سيبيني اريح شوية قبل ما حسن يجي ويطلب غدا ولا حاجه وانا جسمي مكسر اصلا ،ومعلش ابقي اعمليلي يومين إجازة علشان الكدمات اللي في وشي مش هقدر اجي بكرة كمان.
ماسة بغضب جم من حسن قائلة/ يطلب منك غدا اللي يتشك في أيده ،انا لو منك اعمله سم هاري مش غدا.
ميار بارهاق/ خلاص يا ماسه سيبيني انام ،بجد مش قادرة اتكلم لما اريح شوية واعمل الغدا ابقي اكلمك لما حسن ينزل عند أمه.
ماسة باذعان/ ماشي حبيبتي نامي وارتاحي شوية ربنا معاكي.
انتهت المكالمة وعادت ميار لنومها مجددا بينما ماسه اخذت تدعو على المذكور حسن بان يوقف حاله ويسلط عليه من لا يخافه.
وكانها كانت لحظة استجابة فقد أخطأ حسن في حق زبون مهم بالمطعم الذي يعمل به فضلا عن استهتاره المستمر بالعمل بالإضافة إلى حضوره المتاخر بشكل يكاد يكون يومي فكان لكل هذه الأسباب دافعا لصاحب المطعم باستبعاده والاستغناء عن خدماته فأخذ يسحب أذيال الخيبة ويعود لمنزله.
........................................
بالمطعم السوري الخاص بجواد واقرانه ،ظل جالسا في مكتبه يبدو للرائي أنه يقوم بعمله ولكنه في الحقيقة في عالم آخر فقد كان بين ذكرياته بمقابلة الامس التي لم تدوم طويلا وبالرغم من هذا فقد عرف أشياء كثيرة منها أنها غير سعيدة فقد بدا على ملامحها الحزن والاجهاد ،كما سعد كثيرا لارتدائها لعقده متذكرا أن لولا صدفة الهواء ما كان رأها، ومع كل هذا كان احيانا يوبخ حاله واحيانا أخري يسبح في خيالاته المحببهاليه، وفي وسط كل هذه الذكريات لم يشعر بدلوف صديقة يزن اليالمكتب حتى انتبه على صوته العالي حينما نادي باسمه قائلا/ چواااااااد انت فين يا ابني ؟
أطلق چواد تنهيدة حارة تكاد تلهب من أمامه ثم قال/ انا اهو يا يزن عايز ايه؟
يزن باقتضاب/ كل ده تنهيدة دانت هتحرقني وانا واقف، قولي بقي كنت سرحان في ايه كل ده؟
چواد محاولا الهاءه عن ما بذهنه/ ابدا ماما يا سيدي مش مبطلة زن عماله كل يوم تجبلي عروسة وانا تعبت من كتر الرفض.
جلس يزن على المقعد المقابل له قائلا بسخرية/ وده حاجه تزعل أو تزهق يا خويا حد طايل كل يوم والتاني يقابل واحدة حلوة والنبي ابقي باصي عليا شوية.
لوح چواد بيده قائلا/ والنبي انت فايق يا يزن ،المهم قولي اخبار الشغل ايه شايفه نايم يعني؟
غمز له يزن بعينيه قائلا/ هنعمل ايه بقى؟
الچان بتاعنا مش معانا ،عارف لو وقفت بس خمس دقايق معانا بره مش هنلاحق على الطلبات.
نظر له چواد بطرف عينيه مازحا/ وسحرك فين يا باشا ،ولا انت بتشيل العين من عليك.
ضحك يزن بملئ فمه ثم قال وهو يعدل لياقة قميصه بعنجهه محاولا الهاء صديقه عن أفكاره / لا طبعا متقدرش تنكر أن ليا سحري الخاص بس تقدر تقول هو تواضع منا شوية علشان نسيب غيرنا ياكل عيش.
ابتسم چواد ثم استقام من خلف مكتبه قائلا/ طب تعالي يا خويا نشوف السحر الخاص شكلك هتجيب ضلافها.
يزن بمزحة صفق بيده قائلا/ اوووووه ضلافها ! بقيت ولا اجدعها مصري يا چواد باشا.
عبست ملامح چواد وتمتم قائلا/ في اللي مش مقتنع اني مصري لدرجة مستحقش المعاشرة.
برغم انخفاض نبرة صوته إلا أن يزن التقطها بسبب قربه منه فزم شفتيه وربت على كتفيه وهما خارجين من المكتب قائلا/ هون على نفسك يا چواد ،هون على نفسك يا صاحبي.
خرجا كليهما يقفا قليلا أمام المحل وكأن وجهه وجه رزق فقد امتلئ المحل بالفعل بالزبائن ليعلق يزن قائلا/ لا انا بقول ننقل مكتبك على باب المحل لو حبينا المحل ده ينجح.
التوي ثغر چواد قائلا بمزحه/ انا بس مبحبش اتكلم عن نفسي.
وقف چواد مع يزن حتى أتاه اتصال من والدته تطلب إحضار دواء ما فاستأذن منهم يحضر الدواء لوالدته ثم توجه إلى منزلها وإذا به يري.
....................................................
اغلق محمد الهاتف مع أخته واعتذر من عمله ليذهب إليها فهو في حاجة إلي أن يتأكد إما من ظنه أو مما تدعيه اخته، وبالفعل وصل لبيتها في وقت قصير. جدا وصعد الدرج طارقا على بابها عدة طرقات ولأنها كانت تتحدث مع ماسه منذ وقت قصير ولم يستغرق وقت كثير على انتهاء المكالمة مما جعلها ما زالت مستيقظة بعض الشئ فسمعت الطرقات التي على الباب فظنت أنها حماتها أو اخت زوجها فاستقامت لتفتح لهم ولكنها فور خروجها من الغرفة وجدت أنها نسيت المنضدة وعليها الطعام حتما ستستمع الي كلام لاذع منهم فزمت شفتيها ثم تهيأت لاستماع كل ما يروي روحهم وذهبت لتفتح الباب دون أن تسأل من الطارق لتصدم فور رؤيتها لأخيها الذي صدم بدوره فور رؤيته لوجه أخته الملئ بالكدمات فتراجعت من اثر صدمتها خطوتين للخلف تقدم على أثرهم محمد لداخل الشقه صافقا الباب خلفه ثم امسك بوجهها بين راحتيه وهنا لم تستطع ميار التمسك أكثر من ذلك فارتمت باحضانه دافنه وجهها في صدره وكأنها وجدت خلاصها ثم اجهشت بالبكاء ،اخذ محمد يربت على ظهرها ويحاول تهداة روحه برغم ثورانها وتصارع وتيرة أنفاسه محاولا إسكات عقله عما يدور بذهنه الآن فاخذ ينظر للشقة متخيلا أن يطلق طاقته الحبيسة عليها ويهشم كل ما تطوله يده.
ظلا هكذا حتى هدأت أخته قليلا فاخدها يجلسها على الأريكة وأمسك وجهها يقلب به من جميع الجهات وهو يجز على اسنانه من كثرة الغضب ثم نطق قائلا من بين اسنانه/ مجتيش ليه اول ما عمل فيكي كدة؟
نظرت ميار للاسف قائلة بنبرة منكسرة/ مش عايزة مشاكل يا محمد.
هنا وكأنها أطلقت الوحش الحبيس بداخله ليهدر بها بصوت عال مما ارجف جسدها قائلا/ مشاكل ايه اكتر من كدة هتستني لما يموتك في أيده.
ثم استقام واقفا وسحب يدها أمرا إياها/ حالا تدخلي تغيري هدومك وتيجي معايا ولما يعرف مقامك وانك بنت ناس يبقى يجي ياخدك.
حاولت فتح فمها للتفوه ولكنه نظر لها نظرة ارعبتها قائلا بلهجة حادة وأسلوب لا رجعة فيه/ لو بجد مش عايزة مشاكل تدخلي تلبسي حالا وتيجي معايا ،والا قسما بالله استناه هنا وساعتها محدش هيحوشني علشان ساعتها هعملك وشه خريطة ،ها قولتي ايه؟
اومأت ميار برأسها وذهبت لتغيير ملابسها فقد خافت من مجرد لقاء بين اخيها وزوجها لذا دخلت ترتدي ملابسها وبالفعل ذهبت مع أخيها قبل وصول محمد بعشر دقائق.
وصل حسن الي منزله
............................................
وصلت ميار المنطقة وعند اقترابها مع اخيها رأت چواد يخرج من الصيدلية متوجه إلى منزله المواجه لمنزلهم حاولت التخفي وراء اخيها ولكنه لاحظها ويا للمصيبة فقد رأي ولاحظ كل ما حدث من مستجدات محزنة علي وجهها وملامحها فاتسعت عيونه ووقف مزهولا مكانه لا يدرك ماذا حل بها ولما كل هذا؟
أيعقل أن يكون زوجها سبب في كل هذا ؟ لا لم يصدق ما يري!؟
بينما ميار قد وصلت لمنزل والدها وحين فتحت الام باب الشقه ورأت ابنتها بهذا الشكل لطمت على صدرها قائلة / اسم الله عليكي يا بنتي ،مين عمل فيكي كدة؟
ارتمت ميار بأحضان والدتها واجهشت بالبكاء مرة أخري ثم سحبتها والدتها لداخل المنزل وأغلق محمد الباب ثم جلسا على الأريكة لتبدأ ميار في سرد كل ما حدث لها.
دخل والدها أثناء حديثها مع والدتها واستماعه لأغلب الحوار وتوقع الجزء الذي لم يستمع إليه ومحمد يجلس احيانا مطأطا الرأس واحيانا أخري ينظر لأبيه نظرة خذلان ولكن والده لم يعلق بكلمة بداخله يعلم مدي ما عانته ابنته من افتراء ويعلم مدي تضررها ولكن هل عليه أن يقيم القيامة مع اول مشكلة بينها وبين زوجها في مدة لا تتجاوز الثلاث اشهر بعد زواجهم، لا بل يجب أن يلتزم بالصبر والحكمة ومن الحكمة ان ينصحها بأن تتحمل طباع زوجها ولا تحاول اغضابه حتي لا يصل لهذه المرحلة أجل هذا هو الرأي الصائب انتظر حتي انتهت ميار من سردها فنظر والدها الي اخيها سائلا/ انت اللي جبت اختك من بيت جوزها؟
اندهش محمد من سؤال أبيه وشعر أن خلف هذا السؤال نيه لا تبشر بخير فحاول أن يلفت انتباه أبيه لمنظر ابنته فتحدث بعيدا عن إجابة السؤال/ انت شايف عمل فيها ايه؟
حاول والده عدم الانسياق وراء ما يرمي إليه ابنه فسأله مجددا بطريقة أخري/ جوزها عارف انك هتجبها هنا؟
وقف محمد مندهشا من الطريق الذي يسير فيه حوار والده فنظر له متحيرا سائلا إياه/ انا مش فاهم انت عايز تقول ايه بالظبط.
ابو محمد بمحاولة للصمود على رأيه فقال بغضب يخفي به توتره/ لا انت فاهم كويس انا عايز اقول ايه ، واللي عملته ده غلط تماما ،انا ممكن اقولك رجع اختك زي ما جبتها بس علشان مصغركش انا هطلب من جوزها يجي واتكلم معاه بس اول واخر مرة تدخل في حياة اختك بالشكل المتهور ده سامع؟
كل هذا كان أمام ميار التي انصعقت واتسعت حدقتيها وانسابت دموعها أنهارا على وجنتيها مما تستمع له من والدها السند الاول لها.
قضب محمد جبينه وسأل والده بغضب مع الحفاظ على نبرته فهو يتحدث مع والده فقال من بين اسنانه محاولا الالتزام بضبط النفس/ هو انت عايزني اشوف اختي اتعمل فيها كل ده واسيبه يكمل عليها؟
حاول ابو محمد شرح وجهة نظرة مع علمه بأنها غير مقنعة ولكن دوره كأب في الحفاظ على حياة ابنته من وجهة نظرة يحتم عليه التعامل بهذا الشكل فقال له بهدوء يعاكس داخله/ اقعد يا محمد واهدي يا ابني وانا هفهمك .
جلس محمد منصاع لحديث والده ولكنه غير مقتنع بالحديث ولكن يجب أن يتحاور معه لربما اقنعه بوجهة نظره.
استطرد ابو محمد حديثه فور جلوس ابنه قائلا....
.................................
توجه نضال الي المحل فور ذهاب چواد عاقدا حاجبيه عند عدم تواجده له ثم سأل كلا من يزن ويزيد عنه ليجيب يزن قائلا/ والدته طلبته ضروري فمشي بسرعة .
اومأ نضال ثم قال/ طب كويس انا اصلا كنت جاي وبفكر هكلمكم ازاي وهو موجود ،كويس أنه مشى.
استرعى الحديث انتباه يزيد فقال متعجبا/ ليه عايزنا في ايه بعيد عن چواد ،مصيبة لتكون عايز تخلع من المحل .
اعتدل نضال بجلسته وقال مازحا/ اخلع ما شاء الله علمناكوا الشحاته ،دانتوا هتنافسوني في المصري بعد كدة.
انتفخ صدر يزيد ليكمل نضال حديثة قائلا/ وكمان لو حد هينخلع من المحلات هيكون اكيد انتوا مش انا ،انا قاعد على قلبكم.
ثم أطلق تنهيدة وأكمل بطريق جدية قائلا/ المهم انا كنت عايزكم علشان نشوف حل لچواد اكيد مش هنسيبه كدة الراجل عايش على الاطلال .
نطق يزن سريعا / صحيح كان لسه بيقولي أن والدته بتدورله على عروسة ما تشوفله يا نضال عروسة من عندك تنسية اللي فات .
رفع نضال أحدي حاجبية مندهشا وقال/ مش فاهمك بصراح! اشوفله فين بالظبط ؟
اللي تحت ايدي بنات آداب ودول مش هينسوه اللي فات بس دول هينسوه اسمه ،انت عايز كدة ولا ايه.
ضحك كلا من يزيد ويزن ليلوح يزن بإصبعه قائلا/ لالالالا دول خليهمولي انا ،انا اقصد معارفك اصل انت ما شاء الله معارفك من البنات كتير .
نظر نضال ليزن باستخفاف قائلا/ معارفي زي معارفك يا خفيف مينفعوش چواد ولا ينفعوا حد .
قطع مزاحهم يزيد قائلا بجديته المعهودة/ ما تبس انت وهو والله انا خايف على چواد منكم ،انا بقول نسيبه للايام وهي هتداوي جرحه وشيلوه من دماغكم وهو هيكون كويس والله.
نظر له نضال محذرا اياه قائلا/ بس يا يزيد طول ما احنا بنتكلم عن البنات تركن انت خالص بلا ايام بلا ساعات ،ميشلش ذكرى البنت الا البنت زيها اسألني انا .
أطلق يزن صفارة من فمه ثم قال/ يا واد يا نضال يا جن .
ضحك نضال وهز رأسه يمينا ويسارا واعتدل واقفا ثم قال/ والله انا شاكك في جنسيتك يا واد اخرك من شبرا والسبتية كمان .
انا همشي دلوقتي علشان عندي شغل بس كل واحد يفكر بطريقته ونبقي نتكلم تاني يالا سلام.
وانطلق وترك خلفه يزن ويزيد الذي نظر كلا منهم للآخر فسأل يزن أخيه بتلقائية قائلا/ ايه رأيك في ضحى ؟
ضرب يزيد كفوفه ببعضهم واستقام تاركا إياه دون النطق بكلمة واحدة.