رواية معدن فضة
الفصل الحادي عشر11
بقلم لولي سامي
الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة .
هكذا يتعامل الطيبون بنواياهم الحسنة البعيدة عن أي ضغائن ليجدوا أنفسهم في عقر جهنم.
عاد چواد لمنزله ودلف متجهم الوجه وكأنه يحمل أعباء الحياة بأكملها مما جعل والدته تقلق لأجله فقالت متسائلة بقلق عارم/ مالك بعد الشر يا حبيبي ؟
جلس چواد بجوارها على الأريكة منكس الرأس واضعا إياها بين راحتيه قائلا بصوت مكسور/ ميار يا ماما ،ميار اكتشفوا أن عندها امراض دم ولازم تتابع مع دكتور كويس.
شهقت اخلاص واضعه يدها على فمها قائلة/ يا قلبي يا بنتي طب وبعدين هيعملوا ايه؟
حرك چواد رأسه يمينا ويسارا دليل على قلة حيرته قائلا/ مش عارف يا ماما لسه ،مش عارف ، بس لو كنت بتمنى اني اتجوزها قيراط قبل كدة دلوقتي بتمني أن كنت اتجوزتها ٢٤ قيراط ،مش متخيل تبقي في أزمة وانا مش جنبها.
ربتت اخلاص على ظهر ولدها قائلة/ لعله خير يا ابني ويكون ربنا شايلك الاحسن.
التفت لها چواد قائلا بتأكيد/ احسن منها مظنش يا ماما.
ثم هم واقفا وتوجه لغرفته يحتجز حاله فعقله كاد أن يتوقف وروحه كادت أن تتمزق وقلبه كاد أن ينخلع من بين ضلوعه.
تمدد چواد على فراشه ناظرا للسقف واضعا يده أسفل رأسه محاولا ايجاد حل او طريقة للاطمئنان عليها فهو لم يتحمل فكرة عدم معرفته شئ عنها .
............................................
دلفت ماجدة وميار لغرفتهم وأخذت ماجدة تعمل على تهدأة ميار ومحاولة التعرف منها على كل ما تم فأخذت ميار تسرد لها ما حدث من قبلها ومن قبل حسن وأهله فاستشاطت ماجدة غيظا فقالت بتوعد/ وحياة امي لاوريه ابن انوار ده ،قال انوار قال ده سواد مهبب على دماغهم.
قالت ميار بتسوف/ خلاص يا ماجي ملوش لزوم كدة كدة بابا قال هروح له بس لما يجي بدل ما ينكد عليا انا هناك.
ماجدة بعصبية مفرطة قالت/ بت انتي متفرسنيش ينكد عليكي ليه ملكيش لسان تنكدي عليه وعلى امه؟ وحتى لو عملها ومعرفتيش تردي ابقي ابعتيلي بس وانا اخدلك حقك تالت ومالت.
أزالت ميار دموعها المتساقطة ثم قالت/ انا ولا عايزاه ينكد عليا ولا انكد عليه انا عايزة اعيش في هدوء يا ماجي ،هو ده مش من حقي؟
ربتت ماجي على قدمها قائلة/ حقك يا حبيبتي حقك طبعا بس نقول ايه في ناس مبتجيش غير بالسك على دماغها.
استمعا كلاهما الي رنين جرس الباب لتهب ماجدة متحفزة قائلة/ جه ابن انوار ، والنبي لأسود عيشته.
أمسكت ميار بيدها قائلة/ اهدي يا ماجي علشان بابا ومحمد ميزعلوش انك اتدخلتي.
سحبت ماجدة يدها من ايدي اختها وقرصت وجنتيها قائلة/ متخافيش عليا انا ليا غيرك يا قمر اتخانق علشانه.
ثم تركتها لتفتح الباب فرات انوار والدة حسن وخلفها ابنتها فعقدت ماجدة حاجبيها سائلة/ امال حسن فين ؟ انا اتصلت وبلغته أنه يجي!؟.
عقدت انوار حاجبيها قائلة/ طب وانتي هتخلينا على الباب كدة نتكلم ؟ مش هتدخلينا ولا ايه؟
زفرت ماجدة أنفاسها وتراجعت خطوة للخلف موسعة لها المجال للعبور للداخل ثم ذهبت ماجدة لغرفة والدتها تخبرها بحضور والدة حسن واخته .
دلفت انوار ورشا للداخل وتوجهوا مباشرة الي الصالون وجلسوا على اقرب أريكة .
علقت رشا علي ما حدث/ شوفتي قلة الذوق سابتنا ودخلت جوة ،البنت ده مش بطيقها غير اختها خالص.
وضعت انوار أصابعها على فمها قائلة بصوت هامس/ هششششش اسكتي مش وقته.
جاءت عزة مرحبة بهم ولكن بوجه مقتضب قائلة/ اهلا اهلا باللي مصانوش الامانة ،شرفتونا.
وجلست بالمقعد المواجه لهم بينما انوار ادعت التعجب سائلة/ اهلا بيكي يا حبيبتي، امانة ايه اللي بتتكلمي عنها، احنا جايين نطمن على بنتنا اللي اول ما حسن بلغنا انها تعبانة مكدبناش خبر وجينا على طول.
نطقت ماجدة التي جاءت بعد والدتها قائلة/ وحسن مقالكوش اني قولتله هو اللي يجي ولا يعمل العملة ويهرب؟
نظرت لها انوار شزرا ثم قالت/ انا مش هرد عليكي علشان انتي زي بنتي صغيرة وبتهلفطي بالكلام انا بتكلم مع امك الكبيرة .
كادت أن تنطق ماجدة فلحقت بها عزة هادرة بها فهي عرفت نوايا انوار بأن تستفز ماجدة حتى توقعها بالخطأ فقالت عزة/ خلاص يا ماجدة ادخلي انتي اطمني على اختك وانا هتكلم مع ام ام حسن.
اعترضت ماجدة قائلة/ يا ماما ده بتقولك......
قطعت عزة حديثها قائلة/ قولت خلاص ادخلي جوة دلوقتي.
أطلقت ماجدة زفرة قوية ثم انطلقت تدبدب باقدامها متجهه الي غرفة اختها واوصدت خلفها باب الغرفة بقوة.
نظرت عزة تجاه انوار قائلة/ نتكلم بقي براحتنا يا ام حسن بقي يا اختي الأمانة اللي ابو ميار استأمن حسن عليها يضربها ويهنها ويزلها كمان.
شهقت انوار مدعية المفاجاة لتقول بانكار / مين ده اللي ضرب وهان وزل كمان ،انا مش فهماكي يا ام محمد اتكلمي يا اختي بصراحة ومن غير الغاز علشان افهم عايزة تقولي ايه بالظبط؟
قضبت عزة حاجبيها ثم قالت/ انا مبتكلمش بالغاز يا ام حسن ولو انتي متعرفيش المحروس ابنك عمل ايه في بنتي اجبهالك تشوفي بنفسك.
ثم نادت على ميار بصوت غاضب لتخرج ميار مستنده على اختها ماجدة وفور ظهورها أمام انوار شهقت انوار وضربت بكفها على صدرها قائلة/ يا خبر مش فايت مين عمل فيكي كدة يا ميار، تعالي يا حبيبتي جنبي طمنيني عليكي.
رددت رشا خلف والدتها قائلة/ يا نهار اسود مين بهدلك كدة يا حبيبتي الف سلامه.
تعجبت ميار من حديث انوار ورشا ونظرت لأختها وكأنها تطلب منها المساعدة فكانت ماجدة تستشيط غيظا من أفعالهم وانكارهم فتحدثت ماجدة بغضب عارم قائلة/ والله بقي بتعملي كل ده علشان تقوللنا انك متعرفيش واصلا ابنك ضربها قدامك انتي وبنتك ولا حد منكوا حاش عنها،
وكمان زلتوها وطلعتوها شقتها من غير اكل ،انتوا ايه جبابرة!؟
لم ترد انوار على ماجدة بل نظرت لعزة قائلة بلهجة ثابته لا تحمل الشك/ الكلام ده محصلش يا ام محمد ،بقي انا ياختي هشوف حسن بيضرب في ميار وهقف اتفرج ليه مش زيها زي رشا يا حبيبتي!؟
انتاب كلا من ميار وماجدة ووالدتهم الذهول لتباغتها ماجدة بسؤالها قائلة/ ولما اتصلت على حسن وقولتله مراتك في المستشفى كان برضه ميعرفش، ولا بعتكوا لما عرف إننا هنعمله محضر باللي عمله في اختي وهيروح في داهية فجيتوا تجروا على طول ؟
هنا نظرت انوار إليها لتجيب بمنتهي الهدوء قائلة/ لا انا سكتالك من الصبح واقول الكبار بس اللي يتكلموا لكن انك تتهمي ابني أنه مش مهتم بمراته يبقى لا مسمحلكيش ده حسن شايلها على كفوف الراحة.
أما بقي بالنسبة لحسن قالنا لما اتصلتي، اه يا حبيبتي قالنا انك اتصلتي بس من جدعنته مقالناش على كلامك اللي زي السم ده وطلب مننا نيجي نطمن على مراته مادام هو مش قادر
ثم التفتت الي عزة قائلة بتوضيح/ اصل يا اختي بعيد عنك خاله تعب فجأة ومحدش معاه،
راح ربنا يباركله لخاله يطمن ويطمنا عليه.
ثم التفتت مرة أخري لماجدة مكملة حوارها بلهجة عدائية وهي تغير بنبراتها وكأنعا تعزف لحنا وتعرف متي يعلو صوته ومتي ينخفض لتقول لها بعدائية ظاهرة وصوت عال/ لكن بالنسبة للمحضر يا حبيبتي اللي بتهددينا بيه هقولك روحي اعمليه وانتي مطمنة علشان هنقول فيه محصلش وانها بتتبلي علينا ووريني بقي هتثبتي ازاي اللي بتقوليه ده؟!
كانت رشا تجلس بجوار والدتها يعلو على وجهها الاشراق والفرحة حتى كادت أن تضحك بعلو صوتها لولا أنها تماسكت جيدا تود لو استطاعت التصفيق لوالدتها من براعة تمثيلها ولولا أنها حضرت ما يسردون عنه لكانت صدقتها بالفعل،
ظلت رشا جالسه صامته ولكن بداخلها فرحة عارمة على مستوي ذكاء والدتها في إبطال الحق وإثبات الباطل.
بالمقابل تلجم لسان كلا من ماجدة وميار ووالدتهم أمام جبروت تلك الانوار التي بداخلها عكس اسمها تماما فداخلها يعم الظلام الدامس الذي لا يفرق بين الحق والباطل.
بعد برهة من الزمن استعادت ماجدة وعيها من التيهه التى دخلوا بها فنظرت لأختها الصامتة دوما لتحثها على التحدث ومحاولة اختطاف حقها مهما كان فقالت ماجدة لميار/ ما تنطقي يا ميار الكلام اللي حماتك قالته ده حقيقي فعلا وحسن ممدش أيده عليكي؟
اومأت ميار برأسها نافية وقالت وحدقتيها تسبح في بحور دموعها ولولا تشجيع اختها ما نطقت لتقول بصوت متحشرج/ لا حسن ضربني ،وقدامها هي وبنتها ومحدش فيهم حاش عني.
ثم انسابت دموعها التي حاولت جاهدة منعها من العبور عن أهدابها وأغلقت عيونها لشعورها بالقهر واستشعار نهاية هذا الحوار .
بينما ضربت انوار على صدرها مدعية النفور من الكلام قائلة وهي تنظر لميار باستنكار / يا مصيبتي هي وصلت بيكي لكدة يا ميار ،دانا على طول بقول عليكي صادقه تكدبي كدة وتتبلي علينا .
ثم نظرت تجاه ابنتها رشا التي رسمت على ملامحها الانزعاج من الكلام وعدم التصديق فسألتها والدتها انوار/ بقي احنا يا رشا شفنا حسن وهو بيضرب ميار ومحوشناش عنها كمان!؟
ردت رشا بتلقائية تامة/ محصلش.
استدارت انوار مرة أخري لعزة واكملت ببراءة / شفتي يا ام محمد لو انا كدابة بنتي لا يمكن تكدب ابدا ،وكمان ميار ده بعاملها زي بنتي بالظبط لو شفت ابني بيضربها اكيد كنت وقفته ولا ايه يا ام عزة؟
هنا وخرج الحج توفيق بعد استماع لكل ما دار بينهم كان يترك الحوار للنساء مادام لم يحضره رجل واحد ولكنه عند شعوره بجبروت هذه المرأة وانكسار ابنته أراد أن ينهي الحوار فخرج قائلا بنبرة حادة/ وانا بنتي مبتكدبش ابدا يا ام حسن ولو حسن مش موجود وعند خاله زي ما بتقولي يبقى كان واجب أبوه يجي مش هنقعد نفك خلافاتنا مع ستات.
تشدقت انوار قائلة بغرض قلب الحوار/ ومالهم الستات بقي يا ابو محمد مش قد المقام ولا ايه!؟
فهم توفيق غرضها فرد بدبلوماسية قائلا/ الستات فوق راسنا وينوروا بيتهم لكن الخلافات ده بقي شغلة الرجالة فياريت ابو حسن أو حسن يشرفنا علشان نتكلم مع بعض شوية.
شعرت أنوار أن كل ما فعلته سيذهب هباءا وستعود بدون إعادة ميار فابتلعت ريقها واعادت ادراجها ثم قالت/ طب احنا مش جايين نتكلم عن خلافات ،ربنا ميجبش خلافات ،احنا جايين نطمن على ميار ونرجعها لبيتها معانا ولا ايه قولك يا ابو محمد.
نظر لها توفيق وباصرار قائلا/ معلش يا ام حسن لما حسن يجي أو أبوه علشان لو هترجع ترجع على نور ،وكمان علشان ترتاح شوية ونكون كشفنا عليها واطمنا.
قضبت انوار حاجبيها مستفسرة/ تطمنوا على ايه بعد الشر ماهي حلوة وزي الفل اهي.
حاولت عزة لفت انتباه زوجها لاطراءه عن تكملة الحوار فهي تعلم كيف تتعامل شخصية مثل انوار مع هذا الخبر ولكن لم يجدي محاولاتها فأكمل توفيق بكل سلامة نية قائلا/ ظهرلها في تحليل الدم مشاكل في الدم ولازم نعرضها على دكتور امراض دم.
شهقت انوار واتسعت حدقتيها ونظرت تجاه ميار سائلة/ وانتي تعرفي ده من بدري ولا لسه عارفين ؟
ردت عزة إنقاذا للموقف قائلة/ لا يا اختي لسه عارفين ،اكيد يعني لو كنا عارفين من الاول مكناش خبينا عليكوا ،بس الدكتور طمنا وقالنا تبعد بس عن التوتر وحرقة الدم ونعيد التحليل تاني يمكن في غلط بسبب الزعل.
عقد توفيق حاجبيه مندهشا مما تفوهت به زوجته ولكن لم يرغب في تكذيبها سيتركها ويسالها بعد ذلك عن السبب.
ولكن انوار تداركت الأمر وعلمت بمحاولات عزة باخفاء شئ ما فاستقامت وخلفها ابنتها قائلة/ طب يا حبيبتي نسيبها ترتاح شوية وماله ،احنا يهمنا ايه غير راحتها ثم استدارت موجهه باقي حديثها لتوفيق واردفت/ هبلغ حسن يا ابو محمد حاضر والف سلامه عليها ابقوا طمنونا عليها بالاذن احنا بقي.
وذهبت تجاه الباب مسرعة كالتي لدغتها عقربه متوجهه مباشرة لمنزلها.
.........................................
فور خروج ام حسن من بيت ميار استدار توفيق لعزة ونطق كلا منهم في نفس الوقت بنفس الجملة/ قولت كدة ليه ؟
ثم صمت توفيق ليستمع لزوجته فقالت مكررة/ قولت ليه يا توفيق دلوقتي الست السو ده هتطلع على بنتي كلام زي الزفت وتقولك مريضة ومش عارفه ايه.
نطق توفيق قائلا وقد فهم مغزى حديثها/ علشان كده قولتي اللي قولتيه؟
اومأت عزة ناظرة لميار التي بدا عليها ملامح الانكسار برغم سعادتها برد والدها على انوار .
لم تتوقع من والدها أن يعززها ويرفع من شأنها ويؤكد على كلامها هكذا فكانت تتوقع أن ينهي الحوار لصالح انوار ويحكم بذهابها معها ولكنها تفاجأت بموقفه تعلم أنه أسعدها كثيرا ولكن بعد فوات الاوان.
عندما تاتي السعادة في غير وقتها لم تشعر بمذاقها لأن وقتها ستدرك أن التوقيت اهم من الموقف ذاته.
قالت عزة لميار كمحاوله لترطيب خاطرها/ متزعليش نفسك يا ميار ابوكي عرفها مقامها ولسه لما المحروس ابنها يجي هيقعد معاه ابوكي واخوكي ومتقلقيش ابدا يا بنتي احنا في ظهرك.
اومأت ميار برأسها محاولة بالكاد استدعاء ابتسامة طفيفة على ثغرها ثم نظرت لوالدها لتجده ينظر لها بكل أسف ثم احنى رأسه واطبق فاهه وبصمت تام استقام ذاهبا لغرفته.
.............................
بمنزل چواد استيقظ في منتصف الليل علي صدوح رنين هاتفه ليفتح عيونه فقد غفى لا يعلم متي أو كيف .
امسك الهاتف واجاب عليه ليجده نضال الذي فور فتح الخط هدر به قائلا/ اخيرا يا اخي رديت لفينا عليك كلنا مش عارفين نوصلك وفي نفس الوقت خايفين نتصل بالحاجة اخلاص لنقلقها ،انت فين دلوقتي وساكت ليه.
رد عليه چواظ بصوت ناعم قائلا/ساكت علشان مستنيك تخلص كلامك مش قادر اتخانق انا ، وانا فين ؟علي سريري يا غلس نااايم .
نضال بعد أن اطمئن عليه قال معاتبا/ تصدق يالا انت معندكش دم بقي احنا دايخين عليك ومش عارفين ننام الا لما نطمن وانت تقول بكل بساطة نايم وغلس كمان!
ابتسم چواد ثم قال بتهكم/ شاكرين افضالكم يا سيدي خلاص ولا عايزين حاجه تانية؟
نضال باستفسار/ مالك يا چواد شكلك مضايق.
چواد بلامبالاه أطلق تنهيدة حارة ثم قال/ متشغلش بالك انت يا نضال، المهم هتيجي المحل بكرة أن شاء الله؟
نضال وقد استشعر ضيق صاحبه ليرد عليه بتأكيد/ اجيلك يا صاحبي مخصوص كمان ،يالا اسيبك تنام واطمن انا يزيد ويزن علشان كانوا قلقانين عليك ،سلام يا باشا.
چواد بصوت خافت/ سلام يا نضال.
اغلق الهاتف ووضعه بجواره ليستقيم ويخرج للردهه ويتجة للشرفة محاولا الاطمئنان عليها ليجد نور غرفتها مضاء فعلم أنها مازالت مستيقظة ،حاول التغافل عن ما يدور برأسه وذهب الي غرفته محاولا النوم مجددا يتقلب على فراشه كتقلب الجممر في النار حتى اتخذ قراره ليهب جالسا و..
..............................................
بعد انتهاء الحديث الدائر بين ميار ووالدتها ودلوف والدها للغرفته وصل محمد الذي علم بدوره من أخته وأمه عما حدث ليستشط غيظا من هذ الحسن الذي تتناقض خصاله مع اسمه ليتوعد له فور الاطمئنان على أخته.
دلف غرفته تزامنا مع صدوح هاتفه ليعقد حاجبيها فور رؤيته لهوية المتصل وبداخله تردد من الاجابه على الهاتف ام لا لتأخر الوقت ،ولكنه حسم أمره بالرد عند إعادة الاتصال مرة أخري ليقول/..........
............................
تذهب كلا من ميار وماجدة لغرفتهم يجلسون يتحاورون فيما تم وما حدث وبدأت ميار تسرد لأختها كل ما سبق والأخيرة تكاد تخرج دخان من أنفها هادرة بميار قائلة/ وانتي ازاي تسكتي على كل ده ؟ يا ميار يا حبيبتي طول مانتي ساكته هيحطوا عليكي بزيادة لازم يحسوا انك قوية والا هيتأمروا عليكي.
ميار بسلبية تامة/ مش عارفه اعمل ايه يا ماجدة أو معنديش الشجاعة حتى أن انطق ،للاسف انا مش زيك يا ماجي ،ياريتني كنت زيك ياريت.
واجهات بالبكاء لتشعر ماجدة أنها قست عليها بالحوار فهذه شخصية اختها ولن تتغير فكان يجب أن تطمئنها بدلا من اشعارها بالدونية والسلبية .
زفرت ماجدة أنفاسها واقتربت من ميار واخذتها باحضانهة قائلة بصوت حاني/ انتي مش وحشه يا ميرو هما اللي بيتعاملوا غلط ،انتي طيبة يا حبيبتي وده مش وحش ابدا ،الوحشين بس اللي بيستغلوا الطيبة ده غلط ،انا اللي كنت اتمنى اكون نقية زيك وقلبي أبيض زيك كدة ،اوعي تشكي في جمال شخصيتك اوعي.
هدأت ميار قليلا وتذكرت حديث چواد لها ذات مرة فهو الوحيد الذي يريد سلبياتها نقطة قوة والان اختها.
Flashback
چواد وهو ينظر بداخل عيونها ممسكا بيدها بين راحتيه / عارفه احلي حاجة فيكي ايه يا ميرو ؟
ظلت ميار على صمتها يغلفها الخجل والحياء برغم فضولها الذى انتابها لتعرف إجابة سؤاله إلا أنها لم تنطق ولكنه شعر بفضولها واراد أن يريح قلبها ويرحم خجلها فاردف مكملا/ طيبتك ونقاء قلبك، انا في حياتي مشقتش حد طيب وجميل جوة وبرة كدة.
رمشت ميار باهدابها لتزيدها جمالا فوق جمال ثم قالت بصوت هامس/ قصدك سلبيتي كله بيقول عليا سلبية ومليش رايي بالرغم أني ببقي مش عايزة ازعل حد مني .
رفع چواد يدها مقربا اياها الي فمه وطبع قبلة حارة عليها ثم نظر لها ليجدها على وشك الاشتعال من كثرة الاحمرار ليقول لها/ هما غلط اللي بيقولك سلبية ده غلط او هما مش عارفين يتعاملوا معاكي يا قلبي ،ده اسمها طيبة زايدة ومحتاجة اللي يصونها ويقدرها علشان ده زي الأمانة .
Comeback
استعادت ميار وعيها علي تربيت اختها على كتفها أتلفت نظرها الي رنين هاتفها في هذا الوقت لتنظر إلي شاشته كلا من ميار وماجدة ثم ينظرون لبعضهم بأعين متسعة وبداخل كلا منهم قد انتاباتهم مشاعر متضاربة ما بين القلق والتوتر والتردد لتتساءل ميار اختها قائلة/ ماجي اعمل ايه ؟
بصي انت قوية هتعرفي تردي لكن أنا سلبية هسكت ومش هعرف اقول حاجه.
نظرت لها ماجدة وسحبت هاتفها قائلة/ هاتي يا اختي ارد مردش ليه هو هياكلني، لما نشوف اخرتها معاكي.
فتحت ماجي الخط لترد قائلة/.......
................................
خرجت غزل من المحل تسرع الخطى فهي أحست أن هذا الشاب كاد أن يفتك بها من كثرة استفزازاها وتجاهلها له بينما كانت تقصد ذلك عن عمد .
ظلت تهرول بالشارع عائدة الي منزلها وبرغم من شعورها بضرورة هروبها إلا أنها شعرت أنها سعيدة للغاية لما لا تعرف هل لأنها استفزت شاب بوسامته هذه؟
ام أنها شعرت أنها قد ردت صفعته لها بتضليله لها ؟
ولكنها تقر بغبائها فهي استمعت إليه وذهبت كما وصف لها وكأنها مغيبة مغناطيسيا .
ولما لا وهي تقر تمام الإقرار أنه يسلب العقول بوسامته وخفة ظله التي تظهر من لمعة عينيه من قبل أن يتحدث حتى.
ظلت بتفكيرها هذا حتى وجدت ذاتها أمام منزلها وهنا تذكرت انها لم تحضر الحلويات التي هبطت من أجلها ،لتصعد الدرج غاضبة بل وأيضا متوعده له وكأنه كان السبب في إرجاع ما اختارته بعناية وتلذذ لتعنف نفسها قائلة/ خلاص حبكت اعمل فيها صاحبة كرامة واعند معاه وارجع الحاجة دانا غبية ده الحلويات شكلها كان تحفة الصراحة.
ضغطت على جرس الباب لتفتح اختها لها سائلة إياه عندما رأتها سافرة اليدين/ الله امال فين الحلويات؟
دانا مش عايزة اكل من ساعة ما خرجتي وقولت كفايه علي اكل الحلويات
..................