رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل السادس والعشرون26بقلم لادو غنيم



رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل السادس والعشرون26بقلم لادو غنيم
 لعشق العاشقينَ إذا تحدثت القلوب فتفتحت أبواب القدر المكتوُب'تُعلن عن قدوم المقسوم'بداية الفرح تلوثت بسرداب الزمن المجهول تـُفصح عما خبئتهُ النفوس'فـيا عازف الأقدار أعزف بـلحن الزمان على وصال الأعراف❤
 لادو غنيم✍🏽

تركها تُنفر بـغيره'و'ذهبَ فـدلفت للداخل فـقابلت "بهيه" التى أمسكتها من ساعدها تتسأل: 
مالك يا "ريحانه" شكلك مضايق ليه"؟ 

رتبت معالمها بـهدؤً ثمَ قالت: 
مفيش حاجة يا عمتوا'

نظرت داخل عينيها ببتسامة أطمئنان: 
متخبيش عليا أنا زى مامتك أحكيلى إيه اللى مضايقك'و أوعدك إنى هنصحك بـالصح و لو حد مضايقك هـجبلك حقك منُه'!! 

ربتت على قلبها المتعطش لعطف الأمومة'و زارت البسمة شفاها بـحنين: 
ربنا يخليكي ليا'كل الحكاية أن "جواد" عايز يجيب رقصات فى الفرح و أنا مش عايزاه يجيبهُم'

بس كدا و الا تحطى فى بالك أنا هتكلم معاه و أعتبري مفيش رقصات و الا تزعلي'

بجد هتكلميه  طب هـو هيسمع كلامك'؟ 

"جواد"مُحترم و مظنش أنُه هيرفضلى طلبى'المهم أنتِ روقى كدا و يلا هنروحِ أنا و أنتِ و" نسمه" نشتري فـستان الفرح و الحنه'

أومأة بـسعادة أنثوية خاطفة لكيان تلك العمه التى ربتت على وجنتها بقولاً دافئ: 
ربنا يجعل أيامك بسعادة وشك دى و يحفظك من نفسك و من نفوس الناس يا بنتى"
ـــــــــــــــــــ"
كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 🌿🌸

بـدوار هـشام» 

تـقف"غنوه"أمام "معالى" بـغـرفة النوم'

إيه اللى چابك يا"غنوه"چـولت هالك چبل سابج ملكيش مكان بينا'؟ 
هـتفت بـعراقة أصولها الصعيدية'فـزمت الأخرى فمها بـستفسار: 
دا بيتى يا طنط و إلا "هشام" مقالكيش  أنى أم أبنُه "أمان"

هتفت بـتحذيرً بغيض: 
أمان يا بلدى أمان'بـجولك إيه يابت الغنيمى أنا مش دجه عصافير و خابره زين أنك چايه هنا  عشان تـوجعى بينُه و بين ولد عمُه'بس يمين بالله لو فكرتى تُبخى سِمك زي الحيه في چلب ولدى نحية"چواد"هـلدعك كاف العجربة و أنا لدعتى و الجبر'

عقدة ملامحها بـكراهية متبادله: 
ملوش لإزمه تهديدك عشان أنا مبتهددش'و بعدين هـو أبنك صُغير عشان أوقع بينُه هـو و أبن عمُه'

أصغير كابير ملكيش صالح بيه'و هـى كلمه و'رد غطاها عايزه تعيشي بينا'مسمعش لسانك بيُنطُج بـحرف واحد عن "چواد" تعيشى بـادبك أنما تعملى غير أكده ورحمة چوزى فى جبرهُ هـوريكِ جلبة الصعيدية بتبجى كاف اللهمَ بلغت اللهُم فـشهد'

رغم حنقها مما سمعت إلا أنها تسألت بستفسار: 
أنتِ ليه شكه أنِ جاية أعمل مشاكل بينهُم'

عشان اللى زيك مبيچيش من وراها غير الشر
بس يكون في معلومك الشر اللي چايه و ناويه بيه على خرابً هجلبو عليكِ يوم متواكد منك

القت بـالتحذيرات في وجهها الذى تلون بـصفار القلق من تلك المرأه التى تحولت إلى درعاً نارى سيحرق كل من ينوى دمار عائلتهَ
ـــــــــــــــــــــ"
اللهم لك الحمد كما ينبغي لچلال وچهك وعظيم سُلطانك🌿🌸
"
بدوار العُمده عواد" 
يـجلس"جواد"مُقابل "هـشام" يـستمع إلى حديث العُمده'
زي ما بجولك يا ولدى "هشام" ولد عمك چه و جصدنى عشان أحكم بينكُم'

ضيق عينيهِ بستفسار: 
تحكُم بينا بخصوص إيه'

هـتفَ العُمده بـدلئل: 
بـخصوص الأراضى و الأطيان اللى بِيناتكُم'أنتَ خابر  أملكُم و أراضيكُم اللى بيراعيها "هشام" هـو اللى كبر الملك و الفلوس'

شعرا بما يلمح بهِ فـقطبَ جبهتهِ بـقولاً: 
من غير لف و دوران أدخُل فى الموضوع على طول'معا إنى بچيت خابر ولد عمى بيلمح لإيه'!!

زم فمهِ بسخرية: 
بحب فيك نباهتك يا "جواد" 

طبعاً أنتَ هـتقولى اللى ربه خير ماللى أشتري'؟ 

تدخلا "العُمده" من جديد يفصح عما يخبئ: 
من الاخَر أكداه "هشام" بيچول أنك ملكش حچ فـى أملكُه و الا فـلوسهُ'مليكش عنديه غير نص الأرض بتاعت أبوك و نص الدوار الكَبير'و زريبة البهايم الجبليه'

أومأه بـسخرية تزمناً معا نـظرهِ بجموداً للأخر: 
نص أرض و نص الدوار و الزريبه'و جاي على نفسك كدا ليه'مبلاها ورث من أساس'!! 

تـرنح للوراء بـجفاءً: 
ياريت بس مبعرفش أكُل حق حد'

رفعَ حاجبهِ بـبسمة أحتوت التـقليل: 
يسلام'
تصدق بالله مشوفتش في ضميرك عايز ياخُدلهُ وشين نضافة يمكن ينضف من الوساخة اللى عششت عليه'من الأخر كدا الكلام دا ميكولش معايا'أن ليا حق فى كُل مليم معاك و بصراحة كدا متعودتش إنى أسيب حقى و لو على رقبتى و بعدين دا مش حقى لوحدى دا كمان حق أخويا "فارس" 

أهتزَ الأخر بذات البسمة البغيضه ثمَ تـلى: 
مليم إيه هـو أنتَ كُنت شقيت و الا إشتغلت عشان يبقالك حاجة'الأراضى و المكتب أنا اللى بديرهُم من و أنا عندى عشرين سنة'أنا اللى كبرت الورث و زودت الأراضى حتى المكتب عملتُه بـشقايه و سهر الليالى'و أنتَ و أخوك كُنت بتاخدو فـلوس على الجاهز'

جاهز مين يابو جاهز'شُغل المسكنه و التضحية دا تعملوه على واحد غيري'أومال لو مكنتش شاهد على كل حاجة'أنا أيدي كانت بيادك فى كل حاجة لحد لما دخلت كلية الشرطة و سبتك تتصرف و تشرف على كل حاجة لأن دا كان طلبك و شغلنتك كمان'بس مش معنا كدا أنك تقولى ملكش حق'لاء أنا ليا حق و أخويا ليه حق و حقنا مبنسبهوش و الا نسيت أصولنا يابن العم'؟ 

زم فمهِ بجموداً غير مُبالى لما يسمع: 
لاء منستش بس كمان ملكوش حاجة عندى غير ملك أبوكُم اللى سابوه زريبة و نص الدار و الأرض أنما الباقى دا شقايه أنا اللى تعبت و عملتوه و معنديش كلام تانى أقولُه'

وقفا"جواد"بشموخاً رافض ما يسمع قائلاً بتحذير أحتوى على الرسمية: 
أنا بقي عندى أفعال مش كلام'اللى يحضر العفريت و ميعرفش يصرفُة ميرجعش يزعل عشان العفريت هـيقرفُة سلام'

وقفا العُمده يمسكهُ من ساعدهِ بـنصح: 
استنا بس يا ولدى خلينا نتفاهمُ ميصحش أكده'

سحبا ساعدهِ بـجفاءً مثل بحتهِ: 
اللى ميصحش أن ولد عمى ياكُل حچى أنا و أخوي بس "هشام" نسي أن عمهُ خلف رچالة مبتسبش حچها'

ترك المكان لهُما ذاهباً ليفرغ غضبهِ بقيادتهِ المُسرعة'
اما بالداخل فـعاتب"العمده"هشام"قائلاً: 
جولتلك بلاش أكده ياولدى دأنتو مهما كان ولاد العم الدم عُمره ما يبچى ميه'

وقفا رافضاً تلك الأمثال بكراهية'
الدم بچى ميه و مفيش غيروه بيچرى فى عروچنا'سلام يا عُمده'
ــــــــــــــــــــــ"
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم 🌿🌸
"
بدوار رضوان الهلالى" 
الساعه الحادية عشر مساءً'عاد "جواد" للبيت وصعدَ الدرج قاصد غـرفة نـوم "نـهى" وطرق الباب عليها فسمعَ صوتها يسمح لمن بالخارج بـالدخول'فـدخلا إليها فـوقفت بترحيب: 
جواد"تعالى واقف عندك كدا ليه نورت الأوضة'

دلفَ للداخل بينما ترك الباب مفتوح فضيقت عيناها بستفهام: 
ما تقفل الباب سايبُه مفتوح ليه'؟ 

جـلسَ على الإريكة بـتنهيده رسمية: 
سبيه مفتوح متنسيش أنك مبقتيش على زمتى

جلست على حافة الفراش أمامهِ تناظرهِ بـستغراب: 
أتغيرت أوى يا "جواد" حسه إنى قاعدة قدام واحد معرفهوش'؟ 

مفيش حد بيفضل على حالُه يا "نهى" المهم أنا جاتلك عشان عايزك فى موضوع مُهم'

موضوع إيه'؟ 

داعب أنفهِ بـجدية محاولاً العثور على مدخل لبدء ما ينوى عليه ثمَ هتفَ: 
كُنت بـفكر إنك تـروحى اليومين دول تقعدى فـى شقتك'عشان'

قاطعتهِ ببحة الحُزن: 
عارفة عشان فـرحك على "ريحانه" بس عادى يعنى هنا و الا هناك مفتكرش أن الوجع هيقل يا "جواد" 

لمسَ حزنها فحاولا التخفيف بـقولاً: 
بلاش تشيلينى ذنبك'أنتِ عارفة كويس من يوم ما تقابلنا أننا مش هنكمل سوا'و ياما قولتلك نسيب بعض بس أنتِ اللى كُنتِ بترفضى و تقوليلي خلينا سوا الحد لما تحب و بعدين هخرج من حياتك مش دا كان كلامك'؟ 

نغزا قلبها بـكلمة خـرجت جهراً دون حساب بين ضفاف كلماتهِ'فـشقت الدموع عيناها ثمَ تسألت بـستفسار ثقيلاً علي لسانها: 
 أنتَ حبيتها "جواد" جاوبنى'!؟ 

هربا بعيناه بعيداً عنها يفر من تلك الأجابة التى يسجنها بين قضبان قلبهِ: 
حبتها أو محبتهاش الموضوع ميخصكيش يا "نهى" أنا كُنت بفكرك بكلامك'و بعدين مش معنا إنى بقولك تمشي أبقى بتخلي عنك'كل الحكاية أنى بحاول أراعى أحساسك'و الأهم من كل دا أنى عايزك تبدئي حياة جديدة تعيشي بجد'تتجوزى و يبقالك أسرة و زوج يتقى ربنا فيكِ'و عيال تربيهُم على الصح و الأخلاق'تبدئي صفحة جديدة؟ 

أهتزت ببسمة السخرية الحمقاء: 
صفحة جديدة و أسره و زوج و عيال'مش بقولك بكلم واحد معرفوش'دأنتَ مش بس حبيتها أنتَ دايب فيها دوب يا حضرة الظابط'بدليل أنها غيرتك لواحد معرفش عنُه حاجة'بس على العموم أنتَ معاك حق أنا لأزم ابدا من جديد'و كمان لأزم أسيب البيت من بكرا كتر خيرك أنك خايف على أحاسيسى'

وقفَ بسترخاء بعدما شعرا بثقلاً تلاشئ من عليهِ ثمَ قال: 
تمام'هخلى "مرعى" الصبح يوصلك للشقة و يجبلك كل اللى محتاجاه تصبحى على خير'

غادر الغـرفة فـرتجفت ببسمة أسقطط دموعها بـُحزنً: 
على خير و هياجى منين الخير'قال صفحة جديدة ماشي هفتحها بس معاك أنتَ حقى أنا و أبنك و لأزم ترجعلى مهما كان التمن'أما "ريحانه" فوحياتك عندى ما هخليها تتهنا بيك هـتشوف أنا و الا هى فحياتك'
ــــــــــــــــــ"
اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً 🌿🌸
ـ
بـغرفة ريحانه "
تمكث على فراشها تُمسك بين يداها رواية ألف ليلة وليلة'منغمسة بـقرائتها'فطرق الباب'فـتسألت: 
مين'

سمعت صوتهِ الجش بدفئ: 
"جواد" 

كادت تقفز من فوق فراشها لكنها تذكرت أقولهِ لها فى الصباح فـتصنعت الجفاء'ثمَ وضعت الحجاب على شعرها و أذنت لهُ: 
أتفضل'

فتحَ الباب و دخلا'ثمَ وارب الباب قليلاً عليهما'و تدلى حتى وقفا أمامها بتسأول: 
صاحية ليه الحد دلوقتي'؟ 

هتفت بـجفاء: 
مش جايلى نوم'

تـحمحم و جلسَ أمامها أخر التخت تاركً مسافة كافية بينهما'ثمَ أعطاها علبة قطيفة زيتى قائلاً: 
أفتحيها'

تناولتها منهِ و فتحتها فـتفاجئت بـشبكة شديدة الفخامة و الثمن فـتسعت مقلتيها بتسأول لهُ فـردا عليها قبل السؤال: 
شبكتك يا "ريحانه" المفروض كُنتِ تنقيها بنفسك بس مفيش وقت'بس لو مش عجباكِ عادى أغيرها'

لمعت شمسيها ببريق الإستحسان فـتدللت العبارات من شفتاها بـمذاق العشق: 
حلوه أوى بجد تسلم أيدك بس دى باين عليها غالية أوى'

هندم لياقة سترتهِ بتفخيم: 
الغالى للغالى'

ضيقت مُحيط عيناها بتسأول أحتوى الخجل: 
قصدك إنى غالية'

فعلا ذات الشئ بأختلاف تغير القول: 
يسلام'
دا على أساس أنك مش عارفة'

تقمصت الجهل بقولاً: 
عارفة أيه'!! 

أدرك مكرها فـوقفَ قائلاً بـذات المكر: 
مش عارف لما أعرف هبقا أقولك'

تنهدة قائلة: 
ماشى 

إيه اللى بتقريه دا'

حكاية ألف ليلة وليلة  شهريار و شهرذاد'

سيبك من الحكايات دى عشان هتبوظلك مُخك'

هتفت بستفسار: 
شهريار دا غريب أوى بعد ما قتل نص بنات القرية جأتلهُ واحدة نستُه الدنيا باللى فيها بشوية حواديد'مش شايف الموضوع غريب تفتكر "شهريار" مقتلهاش عشان بس بتقوله حواديد و الا عشان حاجة تانية'

نظرا إلى ساعة معصمهِ برسمية: 
أهو دا اللى بناخُده من الرويات'أقفلى الكتاب و نامى الساعة داخله على إتناشر'عندنا بكرا يوم طويل'

تجاهل سؤلها و ذهبَ بعدما أغلق عليها الباب و تركها تتمعن النظر بحباً لتلك الشبكة الذي جلبها بـعشقاً
ــــــــــــــــــــ"
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته 🌿🌸
ـ
بـصباح اليوم التالى فـى تمام"العاشرة"صباحاً قد وصلا "سليم" و"زهرة"الصعيد ويقفاً داخل بيت"رضوان"يتبادلون السلامات معا أهل الدار'و عند الإنتهاء من المُصافحة'جلسوا جميعاً على طاولة الفطور يتناولون الفطير المشلتت و العسل الأبيض و القشطة و الجبن'

بـهيه بـترحيب: 
نورت بيت عمك يا "سليم" أنا مشوفتكش من و أنتَ عندك خمستاشر سنة ماشاء الله كبرت و بقيت زي القمر ووسيم وسيم بجد طالع شبه أبوك'و "زهرة" ماشاء الله عليها قمراية'

شكرتها ببتسامة إستحسان: 
دا من ذوق حضرتك يا طنط "بهيه" 

لاء، طنط إيه تقوليلي يا عمتوا أنتِ فى مقام مرات أبن أخويا'

حاضر يا عمتوا'

هتفَ"سليم"بـأحتواء: 
لأول مرة من سنين أحس بـالدفئ دا فعلاً مفيش أحله من لمت العائلة'بس هو فين "هشام" و "طنط معالى" 

تدخلا"فارس"بـتضليل: 
بس مقولتليش أنتَ معيد فى كلية إيه'

هـندسة'

طرحت "نسمه" سؤلاً: 
و أنتِ يا "زهرة" بتدرسي و الا خلصتى'

ردت عليها بتمنى: 
لاء لسه بدرس فى كلية حقوق فى سنة تالتة أدعيلى أخلص و أشتغل بقى'

تدخلت"بهيه"بقولاً مبتسمة: 
أن شاء الله يا حبيبتى تخلصى على خير'
بقولك صح يا "جواد" أومال فين عمك فـوزى صحيت ملقتهوش'

سافر بالليل قالى عندهُ شغل مهم مضطر، يسافر عشانُه و هياچى بالليل و لو ملحقش هياچى بكرا'

على خير أن شاء الله'
أحنا ناكُل و نقوم نعجن الحنه و نحضر لبسنا و الفاكهة اللي هنقدمها للضيوف'و المشاريب"

نظرا لها "جواد" بجدية: 
ما تتعبيش نفسك يا عمتى'فى دبايح و طباخ عشان نأكل أهل البلد كلهُم الناس شغالين من سبعة الصُبح'و الفاكهة هتدخلكم متغلفة و جاهزة للتفريق و هيبقي في بنات من البلد بتقدم الحاجة للحريم'

بتلك الحظة أمتلئ البيت بـالزغريط فنظروا جميعاً فتفاجئوا "بـمعالى" و برفقتها الكثير من الفتيات و الطبلة'فـنهضوا جميعاً فأقتربت منهُم بـفرحتن تملئ عيناها: فتسألت "بهيه" 
فى إيه يا "معالى" خضتينا'

أشاحت بيدها بـسخرية: 
طول عمرك بتتفزغى ع الفاضى'

تبسمت الأخري بتقبل: 
ماشي ياستِ قوليلي بقي مين دول:؟ 

دول حبايبنا جاين يباركولنا و يساعدونا فى التخديم على الحريم'و يهيصولنا دا النهارده حنة الغالى أبن الغالية'

ربت علي منكبها بـبتسامة وقار: 
تعيشي يا "مرات عمى" 

يعيش عمرك و شبابك يا حبيبى "يلا بقى أخرج شوف وراك إيه و سيبلنا الدار عشان نحضر للحنه'

أومأه بموافقة ونظرا للشباب يأمرهم بـلين: 
يلا معايا ورانا حاجات كتير نعملها'بس لو سليم" تعبان من السفر ممكن ترتحلك ساعتين و تنزل'

رفضا ببتسامة الأخوة: 
أنام إيه فى يوم زى دا يلا بينا طبعاً'

ضيقت"معالى"عيناها بتشبيه: 
"سليم" أبن "منصور" 

أومأه بتاكيد: 
أيوه أنا"

ظهرا القلق على ملامحها فباحت ببحه أرتباك: 
يسلم حياتك ياولدى'إيه اللى چابك'

تبسم بـحرجاً: 
هـو وجودى مش مرغوب فيه و الا إيه'

تدخلا الأخر بشكاً: 
فـى إيه يا مرات عمى'

حاولت أخفاء رهبتها و تصنعت البسمة: 
مقصدش أنا قصدي يعنى إيه اللى جابك النهارده قصدي يعنى مين دعاك'

شعرا "جواد" بشيئاً خفئ بـالأمر لكنهُ تجاهل هذا الشعور مؤقتاً و هتفَ: 
أنا دعيتُه يلا بقى هنسيبكُم و نشوف اللى ورانا يلا بينا يا شباب'

ذهبوا جميعاً فلحقتهُم عيونها الخائفة التى أمتزجت بدموعاً تتمتم بداخلها: 
ربنا يسترها على شبابك ياولدى"
ــــــــــــــــــــ"
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير 🌿🌸
ـ
بدوار رضوان الهلالى" 
بـعد مرور يوماً شاقً طـويل'دقت الساعة السادسة مساءً"كانت حديقة الدوار التى تم أعدادها لتصبح مثل القاعات'مليئه بـالانوار الملونه و الطبل البلدى ورقص الخيول على المزمار'و أهالى البلد من الأعيان و الفقراء' البعض يصفق و البعض يتناول الفاكهة و البعض داخل صوان جانبي يتناولون الطعام'و البعض الأخر يرقص بالعصا'بينما يقف "جواد" بـرفقت أخيه و "سليم" يستقبلون المعازيم' فكانَ "جواد" مُرتدي جلباب أسود صعيدي و حذاء بني'و على منكبهِ تلفيعه بذات الون البُنى'فكانَ شديد الفخامة'التى ذادت من وسامتهِ'
أما بالداخل لدى الحريم'بـساحت الدوار من الداخل'تـرقص الفتيات بين الزغاريط و التصقيف'و بالمنتصف ترقص"ريحانه "بثوباً أسود و بـرقع صعيدي حددَ جمال عيناها التى يحاوطها الكحل الأسود الداكن" و على ذقنها دق صعيدي قديم و تضع علي رأسها غطاً أسود ناعم بدوائر فضية ترتديه بعض الناس بالصعيد فكانت أطلالتها صعيدية بحته'و بجوارها تتراقص "نسمه" و زهرة بـرفقتيها يقسمانها الفرح بقلبً مُحب'
بينما تهتم"معالى"و بهيه"بالضيوف'
كانت الأجواء شديدة البهجة على قـلوب الجميع 
حـتى دخلت أحد الفتيات و قالت بحماساً: 
الحجوا يا ست "معالى"سي چواد"بيرچص
 ع الخيال'

أسرعت" معالى"بـالذهاب للخارج فلحقت بهَ"ريحانه "و نسمه و زهرة و بعض الفتيات'ووقفاً بالمندره" يشاهدون من بعيد ما يحدث'
فلمعت عين عاشقة للحبيب على ظهر الخيل الأبيض يمُسك بعصاه يلوحها برقصاً بالهواء بأحترافية غير أبه من حركة ذلك الفرس الراقص'أسفلهِ'على أغنية "الصعيدي دايما ريس و حوله الأعياره الناريه تتراقص بالهواء" كانت نبضات قلبها تتراقص معا رقصهِ الذى أثرَ كيانها فلم تتوقع أن تراه بتلك الفرحة'فـبدأت تصفق لهُ معا الفتيات بحباً متضاعف'
حـتى أنتها من الرقص و قفزا من فوق الفرس بشموخاً يلقي التحية بيداه على جميع الحاضرين'
فـدخلت "معالى" بـرفقتهم للداخل ليكملُه ليلتهم'
و بـعد ساعة تقريباً وصلت الحجه"نعمات"فـستقبلها "جواد" و دخلا بها لدى الحريم فـتقابل معا "ريحانه" التى أنتهت فـوراً من الرقص'فـغرق بسحر جمالها الصعيدي الذي برزتهُ تلك الثياب'فـغطت شعرها منهُ بـخجلاً فتحمحم ببعض الثبات قائلاً: 
أعرفك يا خالة "ريحانه" عروستى'

نـعمات بمدح: 
عـروستك كاف الجمر يا چواد عـرفت تنجى صوح'

مالت عـين "ريحانه" بـخجلاً أثار بصرهِ بها'تزمناً معا فرك كم جلبابهِ الصعيدى قائلاً بـستحسان صوتى: 
مانتِ خبرانى طول عمري مبجعش غير واجف يا خاله

ربتت على ذراعهِ ضاحكه: 
مخبراش تعلمت ماتى الكبر ياولد رضوان بس بينى و بينك لايج عليك كاف الچلبيه الصعيدى أحله بكاتير عليك من البنطالون و الچواكت خليك أكده على طول'

تـقدمت منهم بـهيه ببتسامتها كـ المعتاد: 
براحه عليه يا خاله نعمات عروستنا تغير سبيلها حاجه تقولها'

نغذتها بـساعدها مقوله بـخجلاً: 
متخفيش عليها مش هتغلب بكرا دخلتهم و هتجوله كل اللي نفسها فيه و الا إيه يا بنيتى'

تصبغت بـقرمزيه عتيقه جففت حلقها فـزم فمهِ ببتسامة شوقاً للغد'فـقالت بهيه: 
ياربى على كلامك يا خاله طول عمرك مبتخديش بالك من كلامك شايفه أهو بسببك العروسه وشها بقى لون الفراوله'

لوحت بعيناها لجواد تراوغهِ ببتسامه مقوله: 
الفراوله هيدوجها عريسنا بكرا بالليل و نبى خايفه عليك بعد ما دوج الفراوله تبلط چارها و تهمل شغلك

ذاده الأمر خجلاً عليهما فـحك عنقهِ بتحمحم: 
طب هخرچ أنا بچى عند الرچاله منورانا يا خاله نعمات

كاده يـذهب فـتدلت العباره من ريحانه: 
جواد كنت عايزه أقولك حاجه 

جواد بجديه 
فى ايه قولى'

لوحت عينيها عليهما بحرجاً
مش هينفع هنا خلينا نتكلم جوه في الأوضه'

أومأه برسميه: 
تمام تعالى

أوقفتهم نعمات بـبتسامه: 
وااه رايحين فين ميصحش أكده يابنيتى بكرا هيبجى معاكِ مستعچله على إيه و أنتَ إيه مصدجت رايح معاها اتجل مبجاش غير كام ساعه على بكرا

 عارضتها "بهيه" ببتسامتها المعتادة: 
سبيهُم على راحتهُم يا خالة بلاش تقفليها عليهُم كدا و بعدين "جواد"محترم مش هيعمل حاجة كدا و الا كدا صدقينى يلا بينا أحنا بقا عند الحريم'

ناغشتهُ" نعمات بقولاً: 
و هو في بردك عريس مُحترم يلا بينا ياختى بس عالله هـو يجدر على حالوه' 

اخ منك مش هتبطلى أبداً يلا'

ذهبتَ فصارت "ريحانه" معهُ إلى المكتب'فدخلا و أغلق الباب عليهما ثمَ تسأل: 
مالك فى أيه'؟ 

تنهدت بتفكيراً ثمَ تسألت بقلقاً: 
هـو أنتَ فرحان عشان هتتجوزنى و الا مُجرد جواز 
و السلام'

فرك عنقهِ بحنقاً خفئ: 
هـو دا السؤال المُهم'

أيوه'

فـركَ مدمع عيناه بغيظً: 
تصدقى بالله مش هرد عليكِ عشان أنتِ بتخرجى الواحد بره شعورهُ'يلا أخرجِ للحريم خليتى الست تفكر فينا شمال ع الفاضى'

نفخت بغيظ و جأت لتذهب'فلاحظَ ما أثار حنقهِ من جديد: 
خُدى هنا إيه دا'؟ 
رأت "ريحانه" الضيق بعيناه فـزمت فمها بستفسار: 
فى إيه'؟ 

أشاره بسبابتهِ إلى شـعرها الذى وقع الغطاء من عليه: 
أنتِ قصيتى شعرك'

شقت البسمة فمها بستحسان: 
إيه عجبك شكُله أحله'

قطمَ على شفاه بـحنقاً فلم يروق لهُ قصرهِ: 
بعد ما كان شعرك طويل و معدى إستغفر الله العظيم متخليش بقى الواحد يغلط' تقومى تُقصيه بالشكل دا لنص ضهرك ليه يا بنتى كان حد إشتكالك'

زمت فمها بستفسارً أشد: 
دا شعرى'و بعدين أنتَ متعصب عليا كدا ليه مش فاهمة

و أنتِ من أمتا بتفهمينى و بعدين قوليلي هو أنتِ خدتى إذنى قبل ما تقصيه'؟ 

لاء و هاخد إذنك ليه دا شعرى أنا'؟ 

هتفَ بحنقاً خفئ"
اللى حضرتك نسياه أن كلك على بعضك كدا بتاعتى و الخُصل اللي أتقصت دي تخصنى مينفعش تغيري، حاجة في شكلك من غير ما تقوليلي و نتفاهم عليها'و بعدين شعرك كان حلو كانَ زي شعر الفرسة العربي مش فاهم بوظتيه ليه'! 

لمست سبب ذلك الإنزعاج فضيقت عيناها بـسؤلاً: 
هـو أنتَ كُنت بتحب شعرى و هـو طويل'

 رفعَ حاجبهِ بقولاً: 
يسلام'

أنحنت بوجهها للأسفل بخجلاً: 
مكُنتش أعرف والله'

إبتلعَ حنقهِ ثمَ قال بجدية: 
ملوش لأزمه الكلام خلاص حصل اللى حصل بس ياريت متعمليش حاجة زي كدا تانى من غير إذنى'

رفعت شمسيتها تبحر بخضرويتيه بخجلاً: 
على فكرة دي بروكة لبست هالى "نسمه" ك تغير أنما شعري لسه طويل زي ما بتحبه زي شعر الفرس العربي'

نـزعت البروكة و القتها على المقعد'و تركت الحرية لشعرها البنى الحريري الذي سقطَ على ظهرها كما تسقط الستائر على الجدران'فـلمعت ك الؤلؤ بعيناه الذي أشاحها بعيداً عنها مستعين بذكر الله للحفاظ عليهما من وساوس الشيطان: 
أعوذ بالله يا قوي علي كل قوي يارب'

انها الجملة أثناء خروجهِ من المكتب تاركها تبتسم بخجلاً أشد
ـــــــــــــــــــــ" 
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين 🌿🌸
ـ
أما بـالخارج'فـوصلا"هـشام'بجلباب رومادى صعيدي ممسكاً بيدهِ عصاه'ثمَ دخلا لمنتصف الساحة رافعاً عصاه يلوح بها أتجاه "جواد" الإتى إليه: 
أسمع أچدع سلام لحضرة الظابط"چواد"والد عمى "رضوان" رحمة الله عليه'جرب خلينا نرچصوا بالعصا جدام بعض دأنا چاي أحيك'أرميلوه عصا ياولد'و دج ع الطبل ياريس'

القاه "مرعى" العصا "لجواد" الذي أمسكها ووقفَ أمام أبن عمهِ يتبادلاً نـظرات التحدى المشتعلة بالثأر'و بدأ الطبل البلدى و بدأ معهِ الرقص أمام بعضهما بالعصا'التى ضربها ببعضهما عدة مرات بشراسة'حتى لصقهُما ببعضهما و كلن منهُم يستعين بكامل قوة ذراعيهِ ليسقط الأخر'و تقابلت العيون فـقال"هشام"بحنقاً صوتى ضعيف: 
أجمد يا عريس دا بكرا دخلتك شكلك كدا مش، هتقدر على العروسة و هتجيب راسنا الأرض'مالك مفكش حيل أكده ليه'؟ 

شدد من قوتهِ جاعلاً قدم الأخر تتراجع للوراء: 
متقلقش عليا طول عمرى بطلع كسبان ورافع راسي و بكرا بعون الله هرفع راسي قدام الكُل متشغلش بالك بيا'

زم فمهِ ببسمة الحنق'و القاه للخلف و بداء بالرقص و ضرب العصا ببعضهُما حتى تمكن "جواد" من إسقاط العصا من يد"هشام"ثمَ قاله بـوقار: 
واچبك وصل يا ولد عمى نورتنى'

القاه نظرات الحقد ثمَ ذهبَ: أما هم فظلوا يرقصون مقابل بعضهم"فارس"و"سليم"و جواد"ثلاثتهُم فـوق الخيل يتبادلون الفرح'
ـــــــــــــــــــــــــــ"
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك 🌿🌸
ـ
"بغرفة ريحانه بعد ست ساعات" 
بعد أنتهاء لليلة الحنه"كانت تجلس على فراشها و بجوارها "نسمه" و "زهرة" و بأخر الفراش تجلس العمه "بـهيه"التى تضع لها الحنه على باطن قدميها'

ماما عايزاكى تحطيلي حنه في أيدي'

طلبت" زهرة"أيضاً: 
و أنا يا عمتوا حُطيلي'

حاضر من عنيا أخلص بس "ريحانه" و بعدين هحطلكم'المهم دلوقتي خلينا في المهم فهمتِ يا عروسه هتعملى إيه بكرا'

تلونت بقرمزية الخجل الداكن: 
فهمت يا عمتو ربنا يستر'

تبسمت "العمه بقولاً: 
يستر إيه يابنتى أنتِ داخله حرب دا لليلة فرحك حاجة عادية بلاش القلق دا'

قالت" نسمه"بسخرية: 
الحرب أهون من أبن أخوكِ دا فضل متجوزها شهرين و ممسكش حتى إيديها'بت يا "ريحانه" سيبك من النصايح و الكلام المحترم اللي قالت هولك ماما'أسمعى منى"جواد" عايز حد يقتحموا من غير ذرة كسوف هو أصلاً قليل الأدب بجداره فلازم تفوقي جدارتُه بُصي أعتبري نفسك في الشارع و بتتخانقي أهجمى عليه بُصي مرمطيه: 

عارضتها "زهرة" ببسمة: 
أهدى إيه اللي، بتقولي هولها دا'لاء طبعاً'الليله لإزم تبقي رومانسية فيها شموع و موسيقي، هادية كلام رومانسي عشا خفيف كاسين عصير أحتواء و أمان و خجل تحسيسية أنك حسه بالأمان معاه و مش خايفة منهُ تحسيسية بحبك بكلمة بنظره كدا يعنى'

أشاحت "نسمه" بيداها برفضاً: 
سيبك منها عشان دي بتحكلنا لليلة فرحها معا "سليم" فوقي "سليم" حاجة كدا كيوت محترم چان باين علي شكلهُ أنما "جواد" باد بوي وقح معندوش تربية مينفعش معاه النحنه دي خالص صدقينى دا عايز دلع هياجى معاه صدقينى'

عارضتها "زهرة" بضحكة: 
والله كلهُم كيوت و بيجو بالحنية و الرومانسية أسمعى منى يا "ريحانه" خليكِ رومانسية و سيبك من كلام "نسمه"

يابنتِ أنتِ متعرفهوش زينا دا بينهِ و بين الرومانسية مصانع الحداد'دا عايز أقتحام شعبي أسمعى منى يا "ريحانه" 

رأت "بهيه" التشتت الذي أصبحَ يحاوطها فتدخلت بقولاً: 
"ريحانه" أهدى يا حبيبتى و أسترخى و متفكريش في كلامهُم أنتِ أدره "بجواد" و أكيد هتلقي طريقة للتعامل معاه'و أعملى بالنصايح اللي قولتلك عليها و باذن الله لليلتك هتبقي جميلة زيك'و أنتِ يا "نسمه" قـومى نولينى كيسين من الدورج عشان ألبسهم لرجليها عشان الحنه ماتتمسحش منها و هى نايمه'

حاضر ثوانى'

بـعد دقائق أنتهت العمه من وضع الحنه للفتيات و تركتهُم يـنعمواً بالنوم سوياً'يتبادلون الحديث عن لليلة الزفاف التى ستجمعها بخيالها'

تعليقات