رواية دموع مؤجلة واحتضان اخير الفصل الثاني2بقلم شمس حسين


رواية دموع مؤجلة واحتضان اخير
 الفصل الثاني2
بقلم شمس حسين





في يوم كنت راجعة من المدرسة و خلاص وصلت البيت، اول ما دخلت لقيت ماما بترتب في البيت و خالتو بتساعدها، فرش جديد بقى و كاسات عصير جديدة و زي ما يكون في ضيوف جايين انهاردة عندنا، وقتها انا مسالتش عن حاجة لانى انا بطبعى كنت طفلة هادية مش بتسال عن اي حاجة، كانت دايما بقول لنفسي ان مينفعش اسال على حاجة وان لو فى حاجة ينفع اعرفها اكيد هيقولولى غير كدا لاء، دخلت و غيرت هدومى واكلت بعدين خالتو قالت لي روحى العبي مع نوران و ياسمين جيرانا .

روحت عند الجيران علشان العب، و فى وسط ما احنا بنلعب لقيت نوران صاحبتى بتقولى:" انا عارفة انتي جاية تقعدى معانا ليه" وقتها بصيت لها باستغراب و مردتش لقتها بتقولى :"فى عريس جاى عندكم انهاردة و مامتك هتبقى عروسة خلاص و هتمشى وهما جابوكى هنا علشان مينفعش يبقى فى اطفال صغيرين"، وقتها ضربات قلبى بقيت سريعة عيونى دمعوا سكت ومعرفتش اقول اي حاجة خوفت خوفت اتكلم خوفت اعيط خوفت اعبر عن اي مشاعر وفى نفس اللحظة لقيت طنط نزيهه مامت نوران بتقولى تعالى يا شمس هقولك حاجة روحت وقعدت جنبها و قالت لى:" بصى بقى انتى خلاص كبرتى و بقيتي شاطرة و هتفهميني علطول، ماما جاي لها انهاردة عريس و هو مناسب كمان و كويس و الناس كلها بتشكر فيه و ماما يا حبيبتى لسه صغيرة و لازم تتجوز هي كمان مش انتى بابا متجوز و عنده ولاد هي كمان لازم تتجوز و يبقى عندها ولاد ف انتى متزعليش و متعيطش خالص و خليكى شاطرة و فرحانه علشان ماما متزعلش "، بصيت لها و ابتسمت و هزيت دماغى بمعنى حاضر و انا مش قادرة اخرج حروفى مش عارفة اتكلم كاتمه دموعى حاسة لو كنت قادرة اعبر عن شعورى وقتها كنت قلت ان قلبى هو اللى كان بيبكى جوا، دموعى متحجرة جوا عيونى لكنى كنت راسمة ابتسامه على وشى.

انا خايفة، في خوف غريب سيطر عليا، كأن العالم كله هينكسر في لحظة، ماما هتتجوز وانا مش هبقى في حضنها تاني، إحساس بالوحدة غمرني وقلت لنفسي:" لو مشيت، هبقى لوحدي... مين هيكون معايا؟"، فضلت اسال نفسى هي ممكن تاخدنى معها، طيب ماهو لو كان ينفع كان زمانى قاعدة في البيت و شوفت العريس لكن هما جابونى هنا علشان كدا، طيب هما كدا هيودونى ل بابا، بس بابا مش هيرضى هو عنده ولاد و بيحبهم مش بيحبنى انا، طيب هفضل قاعدة مع جدو، ايوا بس.. هو ده الحل الوحيد هما هيخلونى مع جدو و فضلت الاسئلة تدور فى دماغى لباقى اليوم، عقلي مش مستوعب و مش عارفة اي إجابة لسه طفلة مكملتش 10 سنين الحياة بادئه معاها بدري في دروسها.

في اخر اليوم  لقيت ماما جاية علشان تاخدنى بعد ما الضيوف مشيوا، وهي داخلة بيت الجيران وانا شايفاها جاية عليا حسيت انى عايزة اجرى عليها حاسة انى مشوفتهاش بقالى كتير كانت وحشانى كنت محتاجة حضنها لكنى وقفت مكاني لحد اما جت عندى ، وقفت قدامها و انا متماسكة وماسكة دموعى و بتكلم بنبرة باكية وقلت : " ماما انا عرفت كل حاجة انا مبسوطة اووى يا  ماما" وقتها بصتلى باستغراب و قالت لى :"بجد" قلت لها:" ايوا، مش انتى هتيجي تزورينى و تجبيلي العاب حلوة لما تتجوزى و كمان هتجبيلى اخوات مش انا كنت دايما ياماما بقولك انا نفسى في اخوات يعيشوا معايا هنا والعب معاهم بعد الجملة دى سكت و بعدين قلتلها اه هما مش هيبقوا هنا بس اكيد هيحبونى و هيخلونى العب معاهم وانتي يا ماما قولى لهم شمس حلوة و حبوها والعبوا معاها"، خلصت كلامى و جريت على برا نزلت في الشارع وفى مكان قريب من جنب البيت قعدت اعيط، خرجت كل العياط اللى كنت كاتماه طول اليوم قعدت اقول وقتها ل




 نفسى انا هبقى لوحدى ماما في بيت ومعاها ولاد وبابا فى بيت ومعاه ولاد وانا هنا لوحدى، تقريبا كدا انا وحشة محدش بيحبنى علشان كدا كله بيسبنى لوحدى، فضلت قاعدة لحد اما خلصت عياط وروحت البيت دخلت و نمت.

  مر باقى الاسبوع و انا كل يوم بسمع كلام قرايبنا و جيرانا مع ماما و هما بيحاولو يقنعوها توافق بالعريس و انها لسه صغيره ومن حقها تاخد فرصة تانية وانها مش لازم تخاف عليا و ياما غيرى كتير حصل معاهم كدا و كلام من ده كتير، لكن ماما كانت قلقانه، خايفة عليا و قاعدة بتفكر انا اي ممكن يحصلي لو سابتنى ومشيت، خافت من اهل بابا عليا ،خافت من بابا نفسه و معاملته ليا،خافت اتبهدل و اتدمر، خافت ان انا ادفع التمن، لكن من كتر زن اللي حواليها عليها كانت مشوشة و مكانتش عارفة تاخد قرار.

وفي آخر يوم في الأسبوع، اليوم اللي ماما هتقول فيه قرارها النهائي، اليوم ده مكانش زي اي يوم، الخوف مكانش مجرد إحساسي وقتها، كان جزء من كياني، كنت قاعده قدام ماما بجاهد علشان أبين اني فرحانه، لكن جوه قلبي كنت بترجي ماما تطمني تعتذر لي عن كل حاجة، و تقولي أنها مش هتسبني، كنت بقنعها توافق، وأنا مش قادرة أتخيل شكل حياتي من غيرها، كانت مشاعر مختلطة عندي مكنتش قادرة افسرها يمكن لما سمعت كلام اللي حواليا تقريبا اقتنعت انها لازم تتجوز علشان كدا كنت بقول لها وافقي.

 بس ماما قررت انها متوافش و رفضت العريس وقفت قدام الكل وقالت لا انا مش هسيب بنتى هي ملهاش ذنب فى كل اللي بيحصل، مش هحطها فى موقف وحش مش هدمر نفسيتها انا كمان وهى لسه صغيرة انا هقف جنبها و هكمل معاها مش هعرف اسيب حضنها حتى لو اي حد موافق انى اخدها معايا لو اتجوزت بس انا مش هسيبها للظروف، مش هجيب لها جوز ام يا عالم هيطلع ازاى انا مش هدمر بنتى انا مش هسيبك يا شمس وقتها جريت عليها و حضنتنى وفضلنا نعيط سوا، وحسيت وقتها أن قلبي مبسوط.


                الفصل الثالث من هنا

تعليقات