رواية جنة الياسين(انتقام بالخطأ ) الفصل الثالث عشر13بقلم اسراء هاني شويخ


رواية جنة الياسين(انتقام بالخطأ )
 الفصل الثالث عشر13
بقلم اسراء هاني شويخ




كسر الباب عليها وصرخ بحدة "يا خاطية بعتي نفسك " وهجم عليها وذ..بحها أمام عينين ذاك العاشق

قبلها بدقائق كان يشاهد فيدوهاتهم سويا ومقاطع تيك توك التي صوروها سوى ضحكتها التي تسرق قلبه سمارها الذي أفقده عقله دموع تهبط تعبر عن حالته وعن اشتياقه وندمه أغمض عينيه وقال برجاء " فرصة وحدة يارب "

حتى رن هاتفه بمكالمة فيديو منها دق قلبه بقوة وازدادت أنفاسه لكن كان هناك غصة تقلقه أجاب بلهفة " جنة "

كانت هادئة مبتسمة تنهدت وقالت " شوفتك من ٤ سنين يا ياسين بفلسطين "

كانت صدمة بالنسبة له هو فعلا ذهب هناك لاتمام صفقة أدوية وأيضا فضول لزيارتها لكن كيف رآها ابتسمت وتابعت " كنت واقف قدام كافيه عايز تحاسب بس ماكنش معاك غير الكريدت وعملة الجنية "

تأفف ياسين للمحاسب " يعني أعملك ايه مش معايا لا الشيكل اللي بتقول عليه ولا دولار معايا الكريدت وانتي بتقولي لازم حساب فلسطيني "

أحمد بجدية " استنى يا ياسين هشوف حل هكلم حد"

حتى أتاه صوت فتاة من خلفه تهمس "هأدفع أنا '

كانت تجلس تستمع لهم حتى تتطوعت لتدفع التف يشاهد من ليجد أمامه فتاة تمسك بشال تغطي به وجهها وفقط عينيها التي تظهر ويقسم ان تلك العينين خطفت أول دقة رغم أنه وجهها غير ظاهر سكت قليلا ثم قال بخجل " هو مش لدرجة دي انا هتصرف '

مشت ناحية المحاسب وقامت بالدفع وما زالت تخفي وجهها لم يمنعها لكن يريد رؤيتها أول فتاة تلفت انتباهه في حياته لاحظ أحمد ذلك ابتسم واستمر بالمتابعة ..

التفت ليهمس له بحرج " متشكر اوي طيب أنا هردلك المبلغ ده ازاي "

لترد بهدوء " اعتبرها ضيافة في بلدنا نورتونا "

قالت جملتها ومشت يريد ايقافها لكن بأي حجة تنهد باعجاب شديد لا يدري لماذا ..
ليتنحنح أحمد بضحك " ايه هنبات هنا في اجتماع كمان ساعة "

فرك وجهه وقال بتيه " مزة بنت الايه "

ضحك احمد وهتف " أول مرة عينك تروح لوحدة دايما هما اللي بيجولك بعدين شوفتها ازاي "

ياسين بمرح وهو يضع يده على قلبه " شوفتها في قلبي "

أحمد بغيظ " طيب يا عم النحنوح يلا "

بعد انتهاء الاجتماع كان يجلس بجانب أحمد التي يقود أحد السيارات التي قام بتأجيرها التف ليمينه ليجدها تقف أمام أحد المحلات لم يرى وجهها لكن عرفها من ملابسها خرج من السيارة بسرعة استغربها أحمد وهمس وهو خلفها " يا أنسة "

استدارت بعد أن خبأت وجهها مرة أخرى ليهمس باستعجال " بتخبي وشك ليه "

رفعت حاجبها وقالت بضيق " نعم "

تراجع وقال بتصحيح " أنا كنت عايز أشكرك على دفع الحساب "

هزت رأسها وقالت وهيا تغادر " العفو عن اذنك "

نظر لأثرها باعجاب وعدم فهم لماذا أتى خلفها رغم أنه لم يرى وجهها عاد لسيارته تحت ضحكات احمد الذي قال بعدم تصديق " حلقتلك فرحتني والله "

خبطه بكتفه وقال بحنق " يلا خلصنا خلينا نلحق نرجع مصر "

نعم تذكرها تذكرها جيدا الآن فهم سبب تعلقه بها منذ رآها التمعت عينيه بالدموع وقال " ياريتني خطفتك يومها وفضلتي في حضني يا جنة "

سكت قليلا ثم قالت بصوت مختنق " أنا حبيتك كتير والله العظيم '

أغمض عينيه يشتم نفسه ويلومها يضع يده على قلبه يخفف وجعه وقهره لتكمل هيا بدموع " لا انا قادرة أبعد ولا قادرة أسامحك قلبي وجعني منك كتير بس شكله النهاية قربت وهأرتاح وهكون خدت حقي منك "

ابتلع غصة مريرة وقال بقلق شديد " يعني ايه بتتكلمي كدة ليه "

استمع لصوت خبط شديد على الباب وصوت صرااخ انتفض بفزع وقال بعدم استيعاب " في ايه يا جنة "

ردت بهدوء واستسلام " في حد جاب صوري معاك لاخويا وهيكسر الباب يقت.لني "

أمسك مفاتيحه وطار في الشركة تحت استغراب الجميع لركضه بهذا الشكل صرخ بكل صوته حتى كادت أحباله الصوتية تقطع " مراتي يا جنة والله العظيم مراتي قوليلوا هآجي أتقدم جنة اتكلمي "

كتمت صوت صراخه وثبتت الكاميرا على تسريحتها وأغمضت عينيها كسر الباب واقترب منها أخيها كالمجنون وفي يده سك.ين تحت صراخ وجنون ياسين الذي يقود بسرعة الريح وانهياره ليفتح عينيه على آخرها حتى كادت تخرج من مكانها حينما ذ..بحها أخيها أمام عينيه ود.ماءها تسيل أمام عينين ذاك الذي روحه غادرت جسده

قال بجنون " لا لا أكيد حلم وهأفوق منه كابوس ايوة كابوس جناااااااااااااااا "

أمسك هاتفه يرتعش يتصل بالاسعاف وهو يستنجد بهم كطفل صغير ضائع شعر أن بيتها أبعد من كوكب بلوتو وصل أخيرا ليجد الاسعاف يهبط بها وأي شعور هذا الذي يشعر به أي وصف ممكن أي يوصف تمنى او ذ..بح هو لو مات مئة مرة ولا رآها هكذا 
صعد بجوارها وأمسك يدها وقال برجاء وصوت متألم مختنق " بحياة ربنا ما تعملي فيا كدة العقاب جامد اوي يا جنة انا عايش على أمل ترجعيلي وتسامحيني جنة انا بموت اقسم بالله "

رفع رأسه يسحب نفسا ثم قال بحرقة " اااااااه يارب يارب "

وصلوا المشفى التي كانت قد تجهزت لاستقبال أكبر مستثمر لديها أمسك يد الطبيب وهمس بضعف وانكسار " أعمل اي حاجة بس ترجعلي "

هز الطبيب رأسه ودخل بها العمليات وبدأ بوقف النز.يف وخياطة الجر.ح وضعوا لها وحدات د.م تعوض ذاك النز.يف وقف قلبها مرتين في العملية وفي الحقيقة قلبه الذي وقف من شدة رعبه خرج الطبيب بعد ساعتين وهمس بتعب " الحمد لله أنقذناها بمعجزة لو الجر.ح كان أعمق شويا ما كناش لحقناها ربنا كتبلها عمر جديد "

اراح ظهره على الحائط ثم انزلق بهدوء حتى جلس على الأرض يسحب نفسا روحه عادت اليه أغمض عينيه يسمح بانهياره ودموعه لحظات وكان سيخسرها للأبد ياالهي كم أنت رحيم بقلبي 
اقترب منه الطبيب وقال بهدوء " في غرفة تانية ممكن ترتاح فيها"

لم يجبه كان في عالم آخر فقط يتخيل ماذا لو وصل متأخرا هل كان سيعيش بعدها؟؟؟

***** صلاة على النبي دوا لكل وجع صلوا عليه وسلموا تسليما 

" حكمت المحكمة بقبول دعوى طلاق  دلال علي الباشا من زوجها شريف ناصر الخالدي "

كانت هذه الجملة بمثابة حكم البراءة لذاك المراد الذي لم يترك أحد حتى وسطه في هذه الدعوى
أجمل لحظة في حياته دموعه تعبر عن فرحته ..

ومن جهة أخرى كان ذاك الذي يصرخ كالمجنون " لا يا دلال انا بحبك والله غلطت بس ما أخسركيش دلال مش هأقدر أعيش من غيرك بحبك مش هسمحلك تبعدي عني انتي مراتي لآخر لحظة بعمري هردك ليا مش هسمحلك تكوني لغيري والله آسف سامحيني "

كان كلامه بين وعيد وتهديد توسل ورجاء دموع وصراخ كان في حالة يرثى لها ..

صرخت والدتها بحقد " خلعتي الراجل اللي يتمنالك الرضا ترضي يا فا..جرة خلعتي الراجل وفضحتينا عشان تدوري على حل شعرك مش عايزة أعرفك تاني "

نظرت لذاك الذي ينظر لهم بغيظ وتحدي ثم تابعت " لو في حد فاكر انه الطريق خليله يبقى بيحلم مش هتتجوزي غير شريف يا دلال انتي سامعة "

في الحقيقة لم تكن تسمع أي أحد فقط شعور أنها تحررت من ذاك السجن الذي كانت به التحكمات والتنازلات تحت مسمى الحب ولو أول تشعر بالحرية والسعادة كان حجر زاح عن قلبها فتنفست براحة وابتسامة هادئة ظهرت على وجهها غير عابئة بتلك الترهات والصراخ من حولها ..

ذهبت ناحية سيارتها ليوقفها صوت مراد باسمها التفت له بهدوء ليهمس بصوت دافئ به نبرة رجاء " انا هأستنى يا دلال سنة اتنين عشرة هستنى "

مسحت وجهها وقالت بحزن لأجله " مراد انا مش عايزة أظلمك تجارب تاني مش عايزة أدخل سجن تاني مش عايزة أنا أول مرة أحس اني حرة اني قادرة أتنفس "

أخفى غصة في قلبه وقال " مش هينفع يا دلال قلبي تعلق تاني المرة دي هتكون نهايته انا عايش عالامل ده هداووي جراح مش انا السبب فيها هحطك في قلبي قبل عيني هأكون وصية الرسول ليكي وده وعد مني بس ما تكسريش قلبي "

كانت نبرته صادقة نظرة عينيه التي لم تطفئها السنوات الماضية لترد عليه بألم " ذنبك ايه تاخد وحدة مشوهه تعالج فيها مريضة نفسية مش هتسعدك يا مراد "

يكفيه اسمه من شف.تيها والله يكفيه قال بصوت حنون " قابل وراضي وهتحمل كل حاجة لأجلك يا دلال بس أعطيني فرصة "

هزت رأسها ولم تجيب وغادرت تحت نظراته وهو يخطط لحياة أخرى برفقتها ..

دخل مكتبه وهو يغني كان صديقه بانتظاره استغرب سعادته التي لم يراها منذ سنوات ليرفع حاجبه باستفسار " ايه الحكاية حب جديد ولا ايه "

ضحك مراد وقال بهيام " حب بس مش جديد هو القديم "

عقد مؤمن حاجبة بعدم فهم " يعني ايه "

تنهد مراد براحة أخيرا وقال " اتطلقت يا مؤمن "

صدم مؤمن في البداية ليسأله بعدم تصديق " يعني حتى لو اتطلقت انت ناوي على ايه "

استغرب مراد سؤاله وأجاب بسرعة " تخلص عدتها وأتجوزها اكيد "

هب مؤمن واقفا وقال بجنون " تتجوز مين متطلقة وتسيب شهد اللي روحها فيك ويا عالم تقدر تخلفلك عيل ولا لا ليه يا مراد تعمل في نفسك كدة ليه "

كز مراد اسنانه ولولا غلاوة صديقه للكمه حتى نز.ف ليجيبه بحدة " عشان بحبها عشان ما شوفتش يوم راحة وهيا بعيد عني تعرف لو متجوزة ست مرات ومطلقة ٥ وارملة عشرة هتجوزها لو مش هتخلفلي نهائي هتجوزها لو على كرسي بعجل هتجوزها اما شهد انا كنت صريح من الأول معاها وهيا قبلت  "

مؤمن بضيق " ومامتك هترفض "

مراد بحسم " ترفض تقبل دي حياتي انا ياما مش هتجوز نهائي وأعتقد مش هيهمها غير سعادتي "
سكت قليلا ثم قال بسخرية " أعتقد انت اخر واحد تتكلم يا مؤمن "

سكت مؤمن نعم فقد أتته فتاة باخر العشرينات تقريبا معها فتاة ١٤ عشر عاما تعالجها وكان يتعامل معها على انها أختها عشقها ولكن صدمته كانت أنها والدتها و أرملة تزوجت صغيرة جدا صعق في البداية ولكن لم يستطع نسيانها تقدم لها لكن أهل زوجها الراحل هددوها ورفضوه وما زال يحاول...

*****
ابتلع ريقه وقال بقلق " ياباشا آنسة خديجة عملت حادثة "

شعر بدوران الكون من خلفه وخروج روحه قال بصوت متقطع " خديجة مين انت بتقول ايه "

شعر برجليه تتطير لمكانها وصل المشفى بوقت خيالي وجدها كانت متسطحة على السرير بعد أن نجت باعجوبة وبوجهها بعض الكدمات عادت أنفاسه اقترب منها وضمها لاول مرة بانهيار ...
ردت بحرج " ما ينفعش ابعد "

ابتعد قليلا وقال بصوت مختنق " يا روحي يا قلبي انتي كويسة نسافر برة قوليلي حاسة بأيه قلبي هيوقف من الرعب "

ردت الطبيبة بابتسامه " ما تقلقش حضرتك المدام كويسة بس شوية خدوش ربنا يخليكوا لبعض "

تنهد براحة وقال بتمنى " يارب يارب "

سكت ينظر لها ببطئ يتأمل كل ج.رح شق قلبه دمعة حارقة هبطت توحي مدى حزنه ابتسمت تتطمئنه " انا كويسة صدقني "

اختنق صوته وانحنى يحتضن وجهه وقال بانهيار " انا خوفت اوي حسيت اني خسرتك شعور صعب اوي عشان خاطري خلي بالك من نفسك "

هزت رأسها ودقات قلبها كالطبول الوحيد الذي اهتم بها أي فرح حزن كان بجوارها والدتها سافرت للعلاج كانت قاسية اخوتها انشغلوا بحياتهم لتجد ذاك العاشق كظلها يرافقها لولاه لقت.لتها الوحدة ربتت على كتفه وقالت برقة وخجل " انا موافقة "

رفع رأسه بعدم فهم لتهز رأسها بخجل " موافقة عالجواز "

*****
بعد يومان فتحت عينيها بتعب لتجد نفسها ما زالت حية لا تريد كم تمنت أن ترحل وضعت يدها على بطنها عندما تذكرت حملها ليفيقها همس الطبيبة " الحمد لله الحمل ما نزلش ودي معجزة انا ما قولتش لحد برة عشان أفهم منك واضح انه اللي حصلك ده عشان احم "

هزت رأسها بالنفي وقالت بخفوت " انا متجوزة والله "

ابتسمت الطبيبة بارتياح وقالت بحنان " انا ما قولتش لحد من اللي برة انك حامل لغاية ما أطمن عليكي "

قاطعتها بلهفة " عشان خاطري ما تقوليش لحد لغاية ما أرتب أموري "

الطبيبة بابتسامه " زي ما بتحبي ألف سلامة "

استدارت الطبيبة ثم عادت النظر إليها وقالت " في راجل برة كان منهار عشانك ولحتى الآن ورافض يدخلك بس ببطمن عليكي كل دقيقة "

أغمضت عينيها بأسى ووجع ثم همست برجاء " ممكن جوالك أكلم منه دقيقة بس "

ناولتها الهاتف بترحاب اتصلت بصديقة مقربة لها وقالت برجاء " في ظرف لونه ازرق في خزانتي ضروري تجبيلي اياه "

سكتت تستمع له ثم قالت بدموع " بعدين هحكيلك انا ناوية على ايش بس هلقيت هاتي الظرف وتعالي "

ثم اتصلت بأحد الخادمات التي ساعدتها وقالت برجاء " طمنيني عرفتي تجيبي "

سكتت ثم قالت  " ربنا يخليكي انا مستنياكي في مستشفى الرحمة "

*****
دخل البنك يريد قرض لانقاذ نفسه وشركاته بأي طريقة ليهتف مدير البنك الذي يعتبر صديق له " انا عندي اقتراح ممكن بعد ما تسحب قرض تستثمر باسم بنتك كتمويه لغاية ما تشد حيلك "

كان أصبح شخصا آخر بعد أن بحث عنها بيت بيت رد بسخرية " ان شاء الله هأستنى أخلف وأعمل مشروع باسمها حاضر طيب لو جه واد مش هينفع "

ابتلع حسن ريقه وقال بتوجس " احم وليه تستنى تخلف هو حضرتك مش عندك بنتين "

رفع حاجبه بعدم فهم ليهز رأسه ويهتف بقلق عندما شعر أن هناك خطب ما " يعني هيا ماتوا "

مسح ياسين وجهه وقال بضيق " حسن انا مش ناقصك مين دول اللي ماتوا انا ما خلفتش أساسا "

ابتلع حسن ريقه وقال بقلق " ازاي انا ظهر عندي في بياناتك انه عندك بنتين اسمهم عشق وغرام ياسين الخالدي "



تعليقات