رواية زمزم قلبي
الفصل السابع والعشرون
بقلم بيان الجارحي
مرَّ اسبوعين على الأحداث،خرجت رتيل من المشفى،وأصبحت هي وزمزم والفتيات كالأخوات.
طلب راجح من زنود وأولاد عمه العيش معهم في المنزل،فهو كبير للغاية،وحتى يكونوا تحت أنظارهم ويكون الجميع مطمئن،وبعد محاولات عديدة في إقناع زنود،وافقت،وانتقلوا للعيش في منزل إيهاب،والسعادة تلأ قلوب الجميع وخاصة زمزم.
====================================
في صباح أحد الأيام،استيقظت زمزم بنشاط،صلت الضحى،ثم نزلت وهي "ترتدي فستان واسع باللون الأزرق الداكن،وحجاب باللون الأبيض،وحذاء رياضي باللون الأبيض"
رأتها أزهار فقالت بمرح: يا إلهي ما هذا الصباح السكر يا ملكتي
ضحكت زمزم وقالت: بكاشة! مش في جامعتك ليه؟
أزهار: الدكتور ألغى المحاضرة،ربنا يستره،خلانا نكسب راحة
ضحكت زمزم وقالت: الباقي فين
أزهار: ماما وعمتي نهلة وماما زنود بالمطبخ بيجهزن في الفطار،وبابا والشباب كلهم برا في الجنينة،وبشرى وورود صح معاهم
زمزم باستغراب: هي الساعة كام؟
أزهار: تسعة
زمزم: ليه الكل مش رايح؟ متأخرين ولا ايه
أزهار: ورود معندهاش محاضرات اليوم،والباقي واخد إجازة،يي صح،نسيت اقلك انه رتيل وعيلتها معزومين عندنا اليوم على الغدا
زمزم: وليه مقلتوش ها؟،بسيطة،تعالي هروح المطبخ
أزهار: الله يستر،ثم تبعت زمزم،ودخلت المطبخ وقالت: زمزم مخاصماكم،ليه مقلتوش ليها على رتيل وانها جاية اليوم
ضحكت إشراق واقتربت من زمزم وقالت: مخاصماني؟
زمزم: اه كلكم
نهلة بابتسامة: يا خبر،لا متقوليش كدا،منقدرش على زعلك
زنود بابتسامة: طب نعمل إيه؟
زمزم بقمص طفولي وهي تكتف يديها بطفولة وقالت: متعملوش،حسابكوا بعدين
جاء صوت أحمدمن ورائها وقال: لا متقوليش انك مقموصة من عند الصحيح،في ايه
زمزم: ليه مقلتش انه رتيل والعيلة جايين؟ ها
أحمد بسرعة: مرات عمي،الفطار جاهز؟
إشراق بابتسامة: الحق اهرب من قدامها،جاهز أهو بس خد الشاي لبرا
أخذ الشاي بسرعة وخرج من المطبخ
زمزم بغضب طفولي: بسيطة،هوريكوا
ضحك الجميع،ثم خرجنَّ للحديقة ومعهن الإفطار،جلس الجميع في جو جميل يتناولون الإفطار.
بشرى: بابا،زمزم مقموصة،مالها
إيهاب: مالك يا زمزم،مين زعلك
زمزم بغيظ: حضرتك أنت والعيلة الكريمة
ضحك إيهاب وقال: لا كدا اختلف الموضوع،مالك يا حبيبتي
أزهار: زعلانة ليه مقلتوش انه رتيل جاية هي وعيلتها
إيهاب: لسانك هيوديكِ في داهية يا أزهار،معلش يا حبيبتي،أزهار مقالتش اننا عاملينها مفاجأة ليكِ؟
زمزم بفرح: ايه دا بجد،ثم نظرت لأزهار وقالت: رخمة
ضحكت أزهار وقالت: كنت عايزة جو اكشن وتخاصميهم وكدا بس خسارة محصلش
ضحكت زمزم،وأكملت تناول فطورها،وقالت إشراق:راجح مرجعش
تامر: راح يجيب حد يبدو انه ضيف
رفعت زمزم نظرها لتامر بصدمة وقالت في نفسها: معقول يجيب آسنور،و...وبنتها؟!!!!
زنود: زمزم،مالك؟
انتبهت لها زمزم وقالت بابتسامة: مالي
زنود: مش بتاكلي ليه
زمزم: الحمدلله شبعت
نهلة: بتت مكلتيش حاجة
زمزم بمرح: مالك يا نهلة،انا اكلت كتير
نهلة بغيظ: صبرني يا رب
محمد: راجح اهو وصل
نظرت زمزم إلى حيث أشار محمد،كان راجح يركن سيارته،ثم نزل منها،ونزل من السيارة امرأة محجبة تبلغ من العمر 30 عاما، وتمسك بيدها طفلة صغيرة يبلغ عمرها 6 سنواتٍ.
ثم توجهوا حيث تجلس العائلة.
راجح بهدوء: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردَّ الجميع السلام،ثم وقفت زنود بابتسامة وهي تقول: هي؟!
أماء راجح بنعم فاقتربت زنود من آينور وقالت: عارفاني صح
آينور بتوتر: زنود..اا صح
احتضنتها زنود بهدوء وقالت: صح،نورتي
نظرت زمزم لراجح بحيرة واستغراب،ثم لوالدتها،فقال راجح: أعرفكم، آينور هانم،مرات عمي الله يرحمه،وبنتهم جنان
وقفت زمزم بسرعة عن الكرسي وابتعدت قليلا وقالت بصدمة: ااييييه؟؟؟!!!
أما اخوتها فقدابتسموا بهدوء بالرغم من صدمتهم،ولكن قال احمد بهدوء: راجح ممكن تفهمنا؟
إيهاب: تعالوا ندخل
دخلوا جميعهم لغرفة المعيشة،وعرفهم راجح بآينور،تقبل أحمد ومحمد ورؤوف الأمر،في النهاية،لهم أختٌ صغيرة،يجب أن يرعوها،وأنهم وصية والدهم
نظر الجميع لزمزم الصامتة،والتي لم تبدي أي ردة فعل،فقالت نهلة بحنان: زمزم،حبيبتي مالك
وقفت زمزم بهدوء وقالت: عايزة ارتاح شوية،عن إذنكم
ثم خرجت وصعدت لغرفتها،جلست على السرير،وأمسكت بصورة والدها وقالت: هارف،انا مش زعلانة ولا معترضة على إلى اعملته،بالعكس أنا هحبهن اوي،لكن....لكن ليه مقلتش؟
ليه خبيت عليا؟،عرفت الان سبب غيابك وسفرك،صح مكنتش بكلمك،لكن...لكن الآن عرفت كل حاجة
بكت زمزم وقالت: جنان عاشت معاك،وشافت حنانك وضحكتك،لكن انا.....انا ايه
عملت معاك ذكريات حلوة،وانا لا
مق...هورة يا بابا،مخنوقة وحاسة بك...سرة وسببها انتَ،في الوقت الي كنت انا فيه موجوعة،وبتعالج،وتعبانة،جنان كانت معاك،كنت بتضحك معاها ومش سائل عني،وجعتني يا زياد باشا،وجعتني اويي.
انهارت زمزم،ودفنت وجهها بالوسادة حتى لا يسمعها أحد،هي لم تحزن من زواج زياد،ولم تحزن من وجود آينور وابنتها جنان،هي حزينة على تلك اللحظات السعيدة التي لم تستطع بناؤها مع والدها،وبنتها جنان معه،حزينة على اهتمام والدها بأختها،وهي لم تلقى أيُّ بذرةِ اهتمامٍ منه إلا في أيامه الأخيرة،حزينة وم..كسورة،قلبها يتألم وين..زف د..ماً من الحزن والألم،قلبها يصرخ من الألم،والحزن،لم تستطع فعل شيء،سوى أنها وللمرة الأولى،تنام زمزم مك..سورة بعد ابتسامة الأيام لها.
=====================================
بالأسفل
آينور بهدوء وإحراج: آسفة لو...لو سببت أي مشاكل
زنود بابتسامة: متقلقيش يا حبيبتي،زمزم تعبانة شوية من الأحداث الي حصلت قبل،اكيد راجح قال ليكِ
آينور بحزن: ربنا يعوضكم،ويارب ربنا يجبر قلبها،قالي وزعلت اوي،لكن ربنا معاها مش هيتركها
نهلة بابتسامة لجنان: وانتِ يا سكر،ايه اسمك
نظرت جنان بخوف لوالدتها فقالت آينور: روحي سلمي على عمتو نهلة يلا
اقتربت جنان بهدوء وخوف من نهلة،احتضنتها نهلة بحنان وقالت: انتِ جميلة يا روحي،اسمك ايه
جنان بابتسامة خجولة: جنان
اقترب أحمد وقال بابتسامة: ايه الاسم السكر دا يا قلبي،انا اخوكِ أحمد
جنان بابتسامة: اهلا،واحتضنته،وهكذا فعلت مع محمد ورؤوف،والفتيات،وإيهاب
زنود: انا اعرف جنان وشفتها كتير،هي كانت مريضة،ايه طلعها من المشفى؟
آينور بابتسامة: جنان تعالجت،والحمدلله أتم ربنا شفائها على خير
زنود بفرح: بجد،الحمدلله يا رب،فرحت اوييي
إشراق بتسائل: مالها؟
زنود: مثل زمزم،س...ل،لكن ربنا شفاها الحمدلله
إشراق: زمزم ما اخدتش طعم للس..ل،علشان كدا حصل معاها،لكن جنان بردو كدا؟
آينور: نفس كلام الدكاترة،ربنا أراد كدا،لكن الحمدلله انقضت على خير
الجميع: الحمدلله
نهلة: آينور،تعالي هتنامي انتِ وجنان بأوضتي،على ما نجهز أوضة ليكِ ولجنان.
صعدت آينور مع نهلة ومعها جنان،حتى تستريحان قليلا
=====================================
بالأسفل
زنود بحزن: زمزم،لازم اشوفها
بشرى: سيبيها يا مرات عمي،هطلع انا والبنات نشوفها،ارتاحي يا حبيبتي
صعدت بشرى وأخواتها لغرفة زمزم وقالت إشراق: زمزم قلبها طيب وحنون يا زنود،متقلقيش،هي بس منصدمة مش أكثر
زنود: يارب
رؤوف: متقلقيش يا أمي،توكلي على ربنا
زنود: ونعم بالله العلي العظيم
تامر مغيراً للموضوع: ايه يا راجح،مش ناوي تفرحنا بيك،يعني علشان نغير الأجواء شوية
راجح: اسكت يا تامر
إشراق: قريب يا حبيبي
واكملوا حديثهم مع بعضهم
=====================================
في الأعلى
دخلت بشرى وأخواتها بعد أن استأذنَّ ولم يسمعنَّ رد،رأينَّ زمزم تغط في نومٍ عميق،فقالت بشرى بحزن: يا حبيبتي يا زمزم،نايمة وهي معيطة،ذهبت ورود ووضعت الغطاء عليها،ثم خرجت هي وأخواتها ونزلنَّ للأسفل.
=====================================
في منزل رتيل
كانت رتيل تجلس بغرفتها،وقد أخبرتها بشرى بما حدث
فنزلت بسرعة للأسفل وتوجهت لغرفة المعيشة وقالت: بابا عايزة اروح لزمزم بسرعة
صلاح: حد قالك حاجة؟
رتيل: تقصد عن اختها وآينور هانم،ايوا
صلاح: جهزي نفسك،هوصلك
قالت زوجة عمها صلاح واسمها صباح: حبيبتي معلش،انا مش هقدر اروح،اخواتك لسا تعبانين،هبقى عندهم،وجدتك تعبانة شوية
رتيل بحزن: يعني اروح ازاي واتركهم،هبقا معاكِ
قالت زوجة عمها سميح واسمها سماح: يا حبيبتي انا موجودة
صالح: روحي با ينتي
محمود وزاهد: متقلقيش موجودين
رتيل بتساؤل: ولادكوا فين؟
صلاح: وائل،في الشركة
سميح: ساهر في المشفى
محمود: علي وتحسين في مبنى المخابرات،ورأفت مسافر في مهمة
رتيل: ما اعرفتش اسأل الا بعد الوقت دا كله،المهم،هروح اجهز
صعدت رتيل،وجهزت نفسها،وارتدت فستان باللون الأرجواني وحجاب باللون الأبيض،وحذاء رياضي باللون الأبيض.
ثم نزلت،بعد أن اطمانت على اخويها،وجدتها،وودعت والدها ثم ذهبت مع عمها صلاح،لمنزل إيهاب.