رواية خيانة الدم الفصل العاشر10بقلم الهام عبد الرحمن


رواية خيانة الدم
 الفصل العاشر10
بقلم الهام عبد الرحمن






فى احدى الليالى شعر عثمان بالارق فتوجه خارجا من حجرته الى حديقة المنزل عله يستطيع محو الارق الذى يلازمه بسبب كثرة تفكيره فى كيفية الوصول الى اى دليل يساعده على معرفة قاتل ابيه. 

كانت سما فى ذلك الوقت تقف فى شرفة غرفتها تشم الهواء العليل عله يريح قلبها ولكن كيف للقلب ان يرتاح ومعذب قلبها يجلس امامها، لا تستطيع حتى النظر اليه،  فهربت من عيناها دمعة متمردة حينما وجدته على تلك الحالة وكأنه شخص يائس وعاجز فخرجت منها آهة مهمومة وتنهدت بحزن وعقلها يسترجع احدى الذكريات بينهما.... 

                            flash back.... 

فى غرفة المعيشة فى منزلهما الصغير كانت سما ترتدى فستانا بسيطا باللون الازرق الفاتح وعبق الورد يملأ الغرفة. دخل عثمان للتو من العمل يحمل بين يديه باقة من الزهور. نظرت له سما بابتسامة مشرقة وهى ترتب بعض الكتب على الرف وتحدثت قائلة.... 

سما:  عثمان حمدالله على السلامة ياحبيبى ايه الورد الجميل دا ياروحى انا كدا هيبقى عندى جنينة من كتر الورد اللى بتجيبهولى. 

عثمان وهو يقترب منها بخطوات واثقة ويضع الزهور على الطاولة: انتى تستحجى ورود العالم كله ياجلب عثمان بكفاية انى كل يوم بصحى على أچمل وش فى الدنيا واسمع همس أروع صوت اللى أچمل من صوت الكنارى. 

شعرت سما بالخجل ونظرت الى الارض وهى تضحك بخفة وتقول.... 

سما بخجل: انت دايما بتعرف تخلينى احس باجمل احساس فى الدنيا وكانى بطلة من بطلات الروايات الخيالية. 

اقترب منها عثمان وامسك يديها ونظر فى عينيها بعمق وقال بهمس.... 

عثمان: بس انتى أكتر من اكده ياروحى انتى كل حاچة أنا محتاچها فى حياتى تعرفى؟ لما بكون فى المستشفى وأبجى مع العيانين بفضل أفكر واجول ياترى لو كان العالم كله فيه ناس زيك كان هيبجى كيف؟ أكيد هيكون زى الچنة. 
بقلمى الهام عبدالرحمن 
سما وهى تضع يدها على وجهه برقة: أنا فعلا اكتر ست محظوظة فى الدنيا عارف انا بحب اوى اشوفك وانت بتتكلم بحماسك عن احلامك وعن مرضاك وعن العالم اللى انت عاوز تغيره. 

عثمان وهو يقترب منها اكثر ويضع يديه على خصرها برقة:  لكن آنى جدرت أحجج أهم حلم من احلامى وهو انك بجيتى مرتى وعلى اسمى، انى أجدر اتطلع فى عنيكى كل يوم وآنى خابر انى الراچل الوحيد اللى فى جلبك. 

أغمضت سما عينيها بخجل عينيها بخجل للخظة قبل ان ترفع رأسها وتنظر إليه: ولو قولتلك انى انا اللي حققت الحلم، من ساعة مادخلت حيانى حسيت وكانى ماشية فى طريق كله سعادة مبتنتهيش. 

ضيق عثمان المسافة بينهما وهمس بالقرب من أذنها: أوعدك ياجلب عثمان إن السعادة دى متنتهيش واصل من حياتنا. 

وضعت سما راسها على صدره واستمعت الى دقات قلبه: وانا مصدقاك وحيات كل دقة من قلبك لأعيشك فى هنا وسعادة. 

ضمها عثمان بين ذراعيه برقة وحنان وطبع قبلة رقيقة على جبينها وهو يهمس بحب: ودايما هتفضلى أميرتى وچوه جلبى.  

عادت سما من ذكرياتها، ودموعها تملأ عينيها وهى تتساءل كيف تحولت هذه اللحظات السعيدة إلى ألم وخيانة. 

فى الحديقة قطع رنين الهاتف شرود عثمان  فاعتدل فى جلسته وامسك هاتفه ونظر الى هذا الرقم الغريب الذى يتصل به باستغراب وقام بالرد عليه... 

عثمان: السلام عليكم مين معاى.؟! 
بقلمى الهام عبدالرحمن 
المتصل: كيفيك ياعثمان بيه؟ 

عثمان: مليح الحمدلله مين حضرتك؟! 

المتصل: مش مهم تعرف آنى مين دلوك المهم انك تعرف مين اللى جتل الحاچ صفوان. 

هب عثمان واقفا وتحدث بلهفة: انت مين وتعرف اللى جتل ابوى كيف؟! انطج جول ساكت ليه؟! 

المتصل: اهدى بس ياعثمان بيه الامور متتاخدش اكده نتفج الاول وبعدين اجولك على كل حاچة. 

عثمان باستغراب: تجصد ايه؟! 

المتصل: كلك نظر يابيه المعلومات اللى عندى هتريح بالك وتخليك تبطل تفكير وتعرف الحجيجة اللى بسببها جضيت خمس سنين من عمرك فى السچن. 

عثمان بقوة: طلباتك؟ 

المتصل: خمسة مليون چنيه وآنى هجولك على كل المعلومات اللى عندى. 

عثمان بتفكير: بس المبلغ دا كتير جوى وآنى مهجدرش اوفرهولك دلوك. 

المتصل بسخرية: بجى عثمان بيه عين اعيان الصعيد مهيعرفش يچهز مبلغ اصغير كيف ده؟ لا دى هزلت. 

عثمان بضيق: اجفل خشمك خلاص هچهزهولك عاوزه ميته؟! 

المتصل: هتصل عليك بكرا وأجولك. 
بقلمى الهام عبدالرحمن 
ثم اغلق الهاتف سريعا ولم ينتظر جواب عثمان عليه. 

عثمان وقف مكانه للحظات بعد إغلاق المكالمة، يحاول أن يهدئ أعصابه ويستوعب ما حدث. كانت الأفكار تتسارع في رأسه وأخذ يحدث نفسه

عثمان: "ياترى دى  فرصة عشان أعرف الحجيجة؟ ولا مچرد محاولة لابتزازي؟". 

عاد إلى مقعده في الحديقة، محاولًا جمع شتات أفكاره، لكنه شعر كأن الحديقة بأكملها تضيق عليه.

في تلك اللحظة، لاحظت سما من شرفتها تغير حال عثمان. لم تستطع مقاومة رغبتها في معرفة ما حدث. أمسكت بوشاحها الخفيف وخرجت بهدوء إلى الحديقة. حين اقتربت منه، ترددت للحظة ثم قالت بصوت خافت:

سما: عثمان... انت كويس؟

رفع رأسه ونظر إليها، وفي عينيه خليط من القلق والغضب، لكنه حاول أن يخفيهما:
عثمان: آه، كويس... مالك؟ ليه نازلة فى الوجت  المتأخر ده؟

سما بصوت هادئ: شوفتك مهموم، قولت يمكن محتاج حد تتكلم معاه.

عثمان ابتسم بخفوت، لكنه لم يقل شيئًا. وقفت سما أمامه للحظات، ثم جلست على المقعد المقابل له، وعيناها تتابعان حركاته المرتبكة.

سما: لو في حاجة ممكن أساعدك بيها، قولي.

عثمان وهو يشبك يديه ويخفض رأسه: مفيش حاچة، مچرد تفكير في اللي فات... وفى اللي چاي.

لم تصر سما على سؤاله أكثر، لكنها لم تستطع أن تمنع نفسها من الشعور بالقلق عليه. كانت تعلم أن عثمان يخفي شيئًا، ولكنها اختارت أن تصمت، ربما لأن صمتها هو الطريق الوحيد لتبقيه قريبًا منها.
بقلمى الهام عبدالرحمن 
بعد دقائق من الصمت، رفع عثمان رأسه وقال فجأة:
عثمان: سما... لو حد جالك إنه يعرف حاچة ممكن تغير حياتك كلها، بس هيطلب منك تمن كبير... تعملي إيه؟

سما وقد شعرت بالارتباك:  على حسب... إيه الحاجة اللي هيقولها؟ وهى مهمة قد إيه؟

عثمان وهو ينظر في عينيها بجدية: لو كانت الحجيجة... الحجيجة اللي طول عمرك بتدوري عليها.

صمتت سما لبرهة، ثم قالت بنبرة حزينة: الحقيقة دايمًا ليها تمن، بس في حاجات مينفعش نشتريها، حتى لو كانت الحقيقة.

نظر عثمان بعيدًا، وكأن كلامها أزعجه أو جعله يعيد التفكير. ثم نهض فجأة وقال:
عثمان: شكرا يا سما... أنا محتاچ أكون لحالى شوية.

وقبل أن ترد، كان قد تركها وعاد إلى داخل المنزل. بقيت سما في مكانها، تنظر إلى المقعد الفارغ الذي كان يجلس عليه. شعرت أن هناك عاصفة تقترب، وأن عثمان في قلبها، ولكنها لا تعرف إن كانت ستستطيع مساعدته، أو إن كان يريد مساعدتها من الأساس.

---

في صباح اليوم التالي، كان عثمان ينتظر بفارغ الصبر المكالمة التي وعده بها المتصل. عندما رن الهاتف، التقطه بسرعة:

عثمان: أيوة؟

المتصل: چهزت الفلوس؟

عثمان: هچهزها... بس محتاچ أعرف إنك مش بتلعب معايا.

المتصل بضحكة قصيرة: مش أنا اللي بلعب يا عثمان بيه... جبل ما نتجابل، هبعتلك دليل اصغير يطمنك.
بقلمى الهام عبدالرحمن 
عثمان بلهفة: دليل؟ دليل إيه؟

المتصل: هتشوف بنفسك... افتح إيميلك بعد ساعة.

وأغلق الهاتف مرة أخرى دون أن يعطي عثمان فرصة للرد.

بقي عثمان متوترًا، يراقب عقارب الساعة حتى مرت الساعة كاملة. فتح حاسوبه ودخل إلى بريده الإلكتروني. وجد رسالة تحمل عنوانًا: "الحقيقه تبدأ هنا". فتح الرسالة، ليجد فيها صورة... صورة لوالده وهو يجلس في مكتبه، والدماء تغطي صدره، لكن الغريب أن الشخص الذي ظهر في زاوية الصورة لم يكن سوى... .

ياترى عثمان هيعرف مين القاتل ولا لسة فى مفاجآت تانية هستنى توقاعتكم فى الكومنتات. 

صلوا على الحبيب المصطفى 🌺



تعليقات



<>