رواية ما بين الحب والرغبة الفصل الثامن عشر18بقلم هدير الصعيدي



رواية ما بين الحب والرغبة
 الفصل الثامن عشر18
بقلم هدير الصعيدي




فى صباح اليوم التالى

كانت وعد تجلس فى الشرفه تفكر فى إرتباك رهف الواضح عند ذكر الجروب وإرتباكها الزائد عندما سأل يامن عن هذا الجروب وظلت تفكر بأن يامن ليس له علم بهذا الجروب كما وضح ليله الأمس 

وعد لنفسها : هى إرتبكت أوى كده ليه .. وليه مخبيه حكايه الجروب دى عن يامن أصلا .. ياتري فيه إيه الجروب ده .. أنا لازم أعرف وأكشف ست رهف هانم قدامهم كلهم اللى عامله فيها ملاك طاهر وناقصها جناحات وتطير .. بس إزاى ؟

.....

فى تلك الأثناء 

كان ساجد قد إستيقظ وفى طريقه للحمام وما إن هم بالدخول حتى وقعت عينيه على وعد الجالسه بالشرفه فظل ينادى بإسمها ولكنها لم تسمعه بسبب تفكيرها وشرودها فتوجه إليها ووضع يده برفق على كتفها فإنتفضت مذعوره 

وعد بفزع : إيه إيه مين ؟
ساجد بهدوء : إهدى إهدى ..  ده أنا يا وعد 
وعد بغضب : فى حد يعمل كده برده .. أنت مش شايفتى سرحانه تخضنى بالشكل ده أووف يا ساجد 
ساجد بضيق : أنا أساسا مكنش قصدى أخضك ولا أعرف إنك سرحانه وبعدين إتكلمى معايا بطريقه كويسه ولا الهانم نسيت إنى جوزها .. دى بقت حاجه تقرف بجد 

تركها ساجد وتوجه إلى الحمام ثم إرتدى ملابسه وخرج من المنزل بأكمله وهو لا يرى أمامه من شده غضبه من طريقه وعد , أما وعد فكانت تفكر فى شئ أخر ولم تبالى بما فعلته مع ساجد
 

........

فى نفس التوقيت

كانت حبيبه مازلت نائمه فهى لم تنم طوال الليل , كانت تفكر برهف وهل إستطاعت أن تتعرف عليها أم لا , وماذا سيحدث لو إستطاعت أن تتعرف عليها , كانت حبيبه طول الليل تفكر فى هذه الاسئله ,  أما مازن فقد إستيقظ من نومه وأصابته الدهشه لمعرفته أن حبيبه لم تستيقظ بعد فإقترب منها وأيقظها لعلها تكون مريضه وهو لا يدري
 
مازن بهدوء : حبيبه .. حبيبه 
حبيبه بنوم : مممممم إيه يا مازن
مازن بهدوء : قومى يا حبيبه الساعه 7 

إنتفضت حبيبه من نومها ونظرت له ثم نظرت للساعه بجوارها فوجدتها السابعه وعشر دقائق 
حبيبه بخضه : يالهوى الولاد ومدرستهم 

أمسكها مازن قبل أن تنهض وهتف قائلا 
مازن : النهارده أجازه فى المدرسه .. أنا ....................

قاطعته حبيبه وهى تنهض من الفراش قائله 

حبيبه : أنا أسفه والله معرفش إزاى راحت عليا نومه يا مازن ...هقوم أحضرلك الفطار حالا أهو عقبال ما تلبس وإن شاء الله مش هتتأخر 

هرولت حبيبه لتعد الإفطار لمازن قبل ذهابه لعمله كى لا يتأخر فهو قد أخبرها بالأمس أنه سيضطر للنزول مبكرا بالغد  

.....

بعد مرور فتره قصيره 

كان مازن يجلس على طاوله الطعام ينتظر الإفطار الذي تعده حبيبه , أما حبيبه فكانت تفكر فيما سيحدث لها لو علم مازن بأمر حديثها مع رهف وأعدت الإفطار وهى فى عالم أخر وتوجهت به لطاوله الطعام ووضعته أمام مازن وهمت بالتحرك فأوقفها مازن
 
مازن بإستغراب : حبيبه هاكل الجبنه بإيدى .. فين العيش ؟
حبيبه بتذكر : أه صحيح نسيته فى المطبخ معلش .. هدخل أجيبه أهو 

توجهت حبيبه وأحضرت الخبز ثم أعطته لمازن ولم تمر دقيقه حتى هتف مازن مره أخري 
مازن : حبيبه أومال فين اللبن ؟

 نظرت حبيبه للطاوله فلم تجد اللبن فتذكرت نسيانها للبن بالمطبخ على النار فهرولت سريعا ولحقته قبل الفوران فحمدت الله وتوجهت لمازن وأعطته له وهى تعتذر مره أخري أمام دهشه مازن من تصرفاتها اليوم 
 
حبيبه : اللبن أهو يا مازن معلش نسيته على النار 
 

همت حبيبه بالجلوس ولكن أوقفها سؤال مازن 

مازن بإستغراب : مالك النهارده يا حبيبه من ساعه مارجعنا إمبارح وأنتى مضايقه وسرحانه كدا.. أنتى فيكى حاجه ؟

إرتبكت حبيبه لملاحظه مازن مابها ولكنها حاولت إخفاء هذا الإرتباك ولكنها فشلت كعادتها 

حبيبه بإرتباك : لا ولا حاجه .. ما أنا كويسه أهو 

حاولت حبيبه تغيير الموضوع لتتجنب أن يسألها مازن ما بها مره أخري , وبعد فتره من حديثهم أمسك مازن كوب اللبن وإرتشف منه قليلا ثم هتف قائلا 

مازن : أنتى محطتيش سكر على اللبن ليه ؟ 

هنا إنفجرت حبيبه بكل توترها وغضبها وهتفت قائله 
حبيبه بغضب : فى إيه يا مازن من وقت ما صحيت طلبات طلبات طلبات .. حرام عليك يا أخى هو فى إيه .. أنا بنى أدمه بردو مش حديد .. كل ده علشان تفطر .. هو أنا الخدامه اللى إتعينت عندك جديد مثلا .. أنا تعبت والله تعبت دى بقت حاجه تقرف 

نظر لها مازن بأعين متسعه من حديثها ثم هتف قائلا

مازن بعصبيه : أنتى بتقولى إيه وإزاى تتكلمى كده .. وإزاى تعلى صوتك عليا أصلا  .. أنتى إتجننتى ولا إيه يا حبيبه .. أنتى أصلا مش طبيعيه من إمبارح وأنا ساكت وكل ما أسألك تقولى مفيش حاجه والفطار إيه الجديد فيه .. إيه الغلط إللى طلبته يعنى  .. وده الفطار اللى عامله عليه موال طيب والله ما أنا مادد إيدى فيه  

نهض مازن من جلسته وأخذ أغراضه وهو فى قمه غضبه ثم غادر المنزل صافقاً الباب خلفه بقوه فنظرت حبيبه فى أثره وأخذت تبكى بشده 

......

فى المساء

كانت وعد قد خططت لمعرفه ماتخفيه رهف وقررت الوصول لذلك بطريقتها الخاصه , فقد أرسلت مالك للمبيت لدى سلمى وأعدت عشاء بسيط وشموع وهيأت جوا رومانسيا هادئاً فهى تعلم أن ساجد يحب ذلك وبشده 

 إرتدت فستان نسائي يبرز مفاتنها وجلست تنتظر ساجد , وبعد فتره وصل ساجد إلى المنزل وعندما دخل تفاجئ بكل هذه الأجواء الرومانسيه التى إفتقدها مع وعد منذ زمن وأثناء تجوله بعينيه وإنبهاره بما فعلته وقعت عينيه عليها وعلى ما ترتديه فأثره جمالها ولكن حاول التماسك فهو لم ينسي مافعلته صباحاً , بينما تقدمت وعد منه وأحاطت عنقه بذراعيها وطبعت قبله على وجنته 
 
وعد بدلال : ساجد أنا أسفه مكنتش أقصد أضايقك الصبح .. حقك عليا يا حبيبى 

نظر لها ساجد بضيق مصطنع ولم يجيبها فعبست بوجهها بطريقه طفوليه ثم هتفت قائله 
وعد : عشان خاطرى متزعلش بقى 
ساجد : ماشى يا وعد 

قبلته وعد على وجنته مره أخرى فهتف قائلا 
ساجد بحب : بس إيه كل الحاجات الحلوه دى 
وعد بدلال أنثوى : قولت حبيبى بقاله فتره ما أدلعش قولت أدلعه وأبسطه شويه .. عجبك ؟

طبع ساجد قبله على وجنتها ثم هتف قائلا 
ساجد بحب : عاجبنى جدا جدا يا قلب ساجد

 إبتسمت وعد إبتسامه واسعه ثم إبتعدت عنه كى تحضر باقى الأطباق من المطبخ وهى تتدلل عليه وتتمايل فى خطواتها أمامه , وبعد تناولهم للعشاء وتبادلهم أطراف الحديث حملها ساجد وإتجه بها لغرفه نومهما 

......

بعد مرور فتره قصيره 

إعتدل ساجد فى الفراش ونظر لوعد بسعاده ثم لف ذراعيه حولها وهو فى قمه سعادته وشعر حينها أن حياتهما سوف تعود مره أخري وكان يتخيل جمال الحياه مع محبوبته التى تنام فوق صدره , ولكن وعد كانت تفكر فى شئ أخر 

وعد فى نفسها : دلوقتى هو مبسوط .. ممكن أطلب منه أى طلب وينفذه .. إستلقي وعدك منى بقى يا رهف 

نظرت وعد لساجد وهى تبتسم فإبتسم لها
وعد بدلال : ساجد عايزه أطلب منك طلب
ساجد بحب : أنتى تؤمري يا قلبي
وعد بدلال : مش المفروض نروح نزور يامن على الأقل لو مره .. ده أخوك وإحنا مروحناش بركناله على الشقه الجديده
ساجد بإبتسامه : سباقه بالخير دايما يا حبيبتى .. أنا كنت لسه هقولك .. عموما حددى يوم مع رهف ونروح نزورهم
 
إبتسمت له وعد وفى داخلها قمه السعاده لتحقيق أول خطوه فى خطتها للإيقاع برهف وظلت تتحدث هى وساجد إلى أن غلبهما النعاس 
 

                               ********************************

بعد مرور يومين

كانت سلمى مستلقيه على الفراش تتابع التلفاز بغرفه نومها حينما دلف حسن لكى يبدل ملابسه فنظرت له ثم عادت لتتابع التلفاز فإستغرب حسن تصرفها فلقد كانت دوما تنهض عند مجيئه  لتساعده فى ملابسه إن إحتاج شئ , إرتدى حسن ملابسه دون أى كلمه منه أو من سلمى , وحينما جاء ليرتدى الكرافته الخاصه به نظر لسلمى فوجدها مازلت تتابع التلفاز فهتف قائلا 

حسن : إيه مش هتيجى تربطيلى الكرافته زى ما بتحبي تعملى ؟!!
سلمى بلا مبالاه : لا ما أنت بتعرف تربطها .. خلاص أربطها أنت بقي لنفسك مش لازم أنا يعنى 
حسن بإستغراب : في إيه يا سلمى هو أنا مزعلك فى حاجه ؟
سلمى ببرود : لا خالص بس مش أنت كنت كل ما أجى أربطلك الكرافته تقولى بطلى لعب عيال أنتى فاكره إننا لسه متجوزين عشان تقفى على طراطيف صوابعك وتربطيلي الكرافته أقوم أنا شايلك ولافف بيكى .. إقتنعت بكلامك خلاص إحنا مش لسه متجوزين فعادى إتعود تربطها بعد كده بقي

نظر لها حسن بإستغراب من حديثها , فدائما كانت تهتم وهو من يخرج منه هذا الحديث وهى لم تبالى يوما بحديثه فما الجديد

حسن : طيب أنا خارج ويمكن أتاخر 
سلمى بلامبالاه : طيب 

ذهب حسن وهو يفكر بما أصاب سلمى هل هى مريضه أم أنه ملل لا يعلم ولكنه سوف يحاول أن يتحدث معها مره أخري , أما عند سلمى فكانت تبكى بدون صوت 

سلمى ببكاء : جاى دلوقتى تسأل يا حسن .. أنت السبب ربنا يسامحك 

.......

فى نفس التوقيت 

كانت رهف تجلس فى غرفه المكتب تجمع الأوراق الخاصه بكتباتها عن الأمور الزوجيه أمامها وتحاول أن تربط الأحداث مره أخري وأثناء كتابتها لبعض الأشياء دلف يامن فجأه إلى الغرفه مما أربكها وجعلها تغلق الورق سريعا ولحسن حظها لم ينتبه يامن لتصرفها هذا
 
يامن بحب : يلا أنا جعان مش هتعملى البيتزا اللى قولتى عليها
رهف بضحك : أنت دايما جعان حاضر يا سيدى هعملها بس بشرط 
يامن بإنحناءه صغيره : أمر مولاتى سيده المطبخ
رهف بضحك : هتساعدنى فى المطبخ 
يامن بضحك : لا خلاص مش عايز .. هطلبها جاهزه أحسن

 
نظرت له رهف بطرف عينيها وعلامات الغضب باديه على وجهها فضحك وتدارك قوله سريعا
 
يامن بضحك : لا أنا أقصد هساعدك طبعا يا سلام .. يلا بينا نولع فى المطبخ أقصد نعمل البيتزا

 ضحكت رهف وتوجهت هى ويامن إلى المطبخ وبدأوا فى إعداد البيتزا وسط مزاحهم وضحكهم
 

.......

فى المساء 

كانت حبيبه تمسك هاتفها وتتابع أخر أخبار الفيس بوك من أكونتها المزيف " ندى العمر " , فهى أرادت أن تفتحه كى لا تثير شكوك رهف وأثناء إندماجها وقراءتها لأخبار الموضه و غيرها ظهرت أمامها فجأه رساله من رهف وعندما فتحتها شهقت بصدمه وإتسعت عينيها بشده  من محتوى الرساله 

" إزيك يا حبيبه ؟ "



                   الفصل التاسع عشر من هنا

تعليقات



<>