رواية عندما يصبح الانتقام حبا الفصل الاول1بقلم زينب محمد امام


رواية عندما يصبح الانتقام حبا الفصل الاول1بقلم زينب محمد امام



،
_ إيه يا أستاذه هو الفصل بالنسبالك زريبه وتجي وقت ماعايزه دي جامعه مش حضانه تجي على الوقت أو متجيش خالص 

لكنها لم تبقَ صامتة بذكائها وسرعة بديهتها، ردّت عليه ردّاً صاعقاً أحرجه أمام طلابه قائلةً 

= لأ بقى هو لو سكتنا يبقى غلطانين ثم ثانياً تعال هنا دي المحاضرة مفروض تكون بدأت الساعه وحده  وإنت باديها الساعة 12 ونص أتعلم تبدأ المحاضرة في زمنها وبلاش الشفقه هو إنت مستعجل على الراتب يا سي يزن 

أجاب بغضب: راتب ؟! إنتي مش عرفه أنا أبقى إيه

نور بستخفاف وهي تمر من أمامه: معليش يا سي يزن الترينن الأيام دي بجولنا كثير مش عرفه اعدكم والله افتحلي الطريق لو سمحت

لم يتوقف يزن عن النظر إلي نور طوال تلك المحاضرة رغم أنها كانت مدة ساعتين إلا أنها مرت كثواني 

_نور دا الاستاذ بيبص عليكِ من أول المحاضرة والنبي حتجبلنا بلاوي دا باين خاتك في دماغه

= يابنت مايبص لقايت يتعب أنا مالي 

بدأت لعبة الانتقام. عندما أعلن يزن عن امتحان يوم غد الذي لم يكن في الحسبان قائلاً : 

_بكرا حيكون في امتحان تقيم قدرات عشان اعرف مين فيكم الغبي ومين الاغبى منه وعادي يلي يرسب يعيد السنه عارفين ليه لأني موجه تربوي مش بس ترينن 

، ثم ختم كلامه مضيفاً وهو ينظر إلي نور: أتمنى  تكون دراجتكم في الامتحان زي مستواكم في النكات يا حضرات وموفقين وحضروا كتب سنه ثانيه عشان مش حيقعد معاي غير إلي يستحق 

ثم غادر وقلوب الطلاب تقرع طبول الحرب ف الراسب سيعيد عاماً كاملاً

_شفتي يا نور مش قلتلك البني أدام دا ختك في دماغه منك لله يا نور دا أنا فت السنه الفاتت بالعفيه ومصدقتش وصلت سنة ثالث ارجع ثانيه دلوقتي بسببك

= يوووه يا ياسمينه إيه كلمة بسببك دي دا أنا اديته رد يناسبه دا مغرور ملقاش حد يكسر شوكته 

_ وحتكسريها إنتي يا ام العريف دا إنتي متكسريش عود كبريت وبعدين دا طلع موجه تربوي تعرفي يقدر يعمل إيه

= مكنتش أعرف إنه موجه وبعدين كلها مجرد امتحان مش نهاية الدنيا ذكري إنت كويس وسيبيها على الله 

_ أكيد حدرس دا أنا مش حنام بسببك وبسبب لسانك وأنا بدرس

عادت نور إلي منزلها وقبل أن تخلع ملابسها بدأت بفتح كتاب الكيمياء وهي تذاكر مرت والدتها لتراها بملابسها لتقول

_ إيه يابنت الانتي فيه دا نفسك فتحت على المذاكره فجأة كده طب غيري هدومك على الأقل يا حبيبتي

= معليش سبيني يا مه شويه عندي حرب عايزه أرباحها 

_حرب إيه إلي بشوفك ومنظر القلم في ودنك والمساحه على شعرك يحسك بتعملي مخطط اقتحام بنك في اسرائيل مش مذكره

=عايزه اذاكر يامه  ينفع اخد برك من النصائح بتاعتك دي وتعالي قوليها بعد الحرب تنتهي

وفي اليوم التالي كان الامتحان بالفعل كيوم في جهنم مسائل تكاد تكون قد خلقت دون حلول وتفاعلات كادت تأدي بالطلاب إلي الانتحار الكل أمسك رأسه وايقن بأنه راسب حتى نور وياسمينه بدأت أيديهما ترتعش وهما يقرأن ورقت الأسئلة وضع يزن حارسين أمنيين لكل مقعد حتى لا تكون هنالك حالات غش وبدات المعركه رن الجرس وخرج الجميع من قاعة الامتحان وهاهي نور مع ياسمينه في حديقة الحرم الجامعي

_يالوهي دا خلاص كل تعبي كل أحلامي راحو حعيد السنه يا نور حعدها

= سمحيني يا ياسمينه والنبي مكنتش اعرف إنه حيكون إبن كلب كده دي مسائل ولا طلاسم سحر أسود لأ وكمان حاطط حراس امن دا أنا متأكدة إنو محدش حينجح أصلا 

=نشوف النتائج بكرا يا نور أدعي بس وربنا يحلها

في اليوم التالي جاء يزن وهو كعادته متجهم الوجه ليقول بصوت كله ازلال

_انا شفت ناس غبيه كثير في حياتي بس مش بالشكل دا معقول حتت مسائل زي دي تعوسوها لي في بتجاز إنتو فاكرين نفسكم إيه طباخين دا مش اسموا إجابات دا طبخ وعواسه  والكل راسب 

بدأ يوزع يزن الاوراق وعندما وصل إلى نور أعطاها ورقتها قائلاً: 
أما إنتي طلعتي جدعه بشكل دي أكبر درجه في الفصل احيكي عليها بس ما تقركيش دي البداية وبس

لم تستطع نور كبت مشاعرها عندما رأت أنها احرزت نصف الدرجه وقد خرجت من الرسوب بقارف علامه واحده هي و ياسمينه كانتا الوحيدتان اللتان احرزتا نصف الدرجه أعاد المدير النغاش مع يزن ليغير رأيه وبأن لا أحد سيعيد العام إلا بعد الامتحانات النهائيه تنفس الفصل الصعداء ليسمتروا في معركه للبقاء فيها في الفصل ،كانت امتحانات الكيمياء تتوالى، تزداد صعوبة كل مرة، ورغم أن الجميع كان يرسب، إلا أن نور وصديقتها ياسمين بالكاد كانتا تنجحان. كان واضحاً أن الأستاذ يزن يسعى لجعل الأمور مستحيلة أمام نور، لكن الأخيرة كانت تُثابر وتتحداه بنجاحها المستمر، الأمر الذي زاد من حدة الصراع بينهما.

تغير الوضع فجأة حين أعلن المدير  يوماً بعد جمع الطلاب لأمر مهم قائلاً

_ يا أبنائي وبناتي أنا بعتزر لأنو عندي خبر أنا عارف إنه حيخضكم وحيزعلكم بس أنا لازم أقوله ، الاستاذ يزن ربنا يحفظه جاتله ترقيه وبقى من ضمن لجنت وزارة التربية والتعليم وحيكون رئيس هيئة التعليم في العاصمة حخليكوا وأنا عارف إنو قلوبكوا حزينه أوي 

طلاب المدرسة، بما فيهم نور وياسمين، شعروا بسعادة بالغة، واحتفلوا بخبر مغادرته لي يزن وأصبح الجميع يتبادل العناق ومنهم من خلع ملابسه لفرط فرحه ومنهم من إصابته هيستريا الفرح وهاهو يرقص دون وعي منه كان يوماً ولا أسعد منه حتى في الأحلام فذالك الكابوس قد غادر الجامعة لا توتر ،لا ضغط، لا ادرنالين بعد الآن.

مرة الشهور الأولى بسلام في جامعة نور عادت الحياة الطبيعية إلي حرم الجامعة وإلي الفصل  وهاهي نور مع ياسمينه في إحدى مقاعد حديقة الحرم تتحدثان عن راحتهم بعد مقادرت المعلم يزن

_تخيلي يا نور الراحه النفسيه يلي نحنا فيها دي يا سلاااام 

=آه أنا مش مصدقة الحمدلله خدوا سي يزن من عندنا أنا مذاكرتش كده زي المجنونه في حياتي ربنا مايجمعنا بيه تاني ومنشفش خلقته للأبد

_هههه حسبي يانور دا الدعاء أحياناً بيجي عكس ما تشتهي السفن

=أيوا اضحكي لسه وتفلسفي علي جامد والله لو يجي بهلكوبتر مش عايزه اشوفه أبدا

عادت نور إلي بيتها بعد فترة الظهيرة، لم تكن محاضراتها كثيره كعادتها دخلت إلي المنزل وهاهي تنام لتشحن نشاطها ليوم جديد وهي لا تعلم بأن اليوم هو يومها الموعود 

عند الساعة الثانية والنصف وتسع ثواني بالظبط اسرعة والدة نور لتغظها بسرعة فهناك مفاجئة تنتظرها في صالة المنزل 

_ يبنت يا نور فوقي يابنت بسرعة عندي ليك خبر حلو

=أي يا ماما العصر أذن ؟!

_لسه مأزنش 

=طب صحيني لم يأذن 

=يابنت متسمعي أنا بقولك إيه دا أنا بقولك عندي خبر حلو 

_ما أنا عرفه أخبارك الحلوه وعندي منها سوابق تلاقيك لقيتي وحدة جوزها مطلقها وعايزه تشمتي فيها

=تشمت فيكي خليقة ربنا يابنت الهبلة قومي على حيلك متقدملك وأحد وابوكِ منتظرك في الصالون

_ايه؟!

عندما أخبرتها والدتها بأن هناك من تقدم لخطبتها، شعرت نور بالدهشة. لم تكن تتوقع أن يأتي رجلٌ في هذا الوقت بالذات، فهي تريد إكمال جامعتها ولا تريد الخوض في أمور الزواج ومسؤولياته ،نزلت من غرفتها وهي مستعدة تماماً لرفضه، وما إن رأت وجه الخاطب في غرفة الجلوس، حتى شعرت بالغضب يعصف بها.

حاول والدها تهدئتها، لكنه لم يكن يعلم كمية الغضب والكراهية التي تحملها نور تجاه يزن فهي لم تكن تتوقع بان الخاطب هو أستاذ الكيمياء الذي كرهته منذ يومه الأول في الجامعة 

_ مالك يابنت ايه الكلام ده كله دي اخرت تربيتي ليكِ،انا علمتك ترفضي بطريقه زي دي مفيهاش إحترام ولا ذرة خجل

=معليش يا استاذ مؤمن هي حره ورائيها يحترم 

ومع انتهاء الحديث، طلب يزن من نور أن توصله إلى الباب. وفي طريقها، وبينما كانت تسير بخطوات سريعة، همس لها بصوت هادئ:

_شكلك مبتعرفيش حاجه عني لسه أنا لو حطيت حد في دماغي ببقى اكعب من أبو الخلفوا إبليس وإنتي صدقيني بقيتي في دماغي وحندمك اليوم يلي تحدتيني فيه

تجمّدت نور في مكانها، متعجبة من جرأته. لكنها ردّت بصوت مرتفع: "أنا أول مرة أشوف حد غبي ذي كده يعني من كل عقلك كنت مفكرني ح وافق عليك واقولك أنا موافقة خدني معاك ونعيش فسبات ونبات إنت عبيط يولا ؟! دا إنت من سعت سبت الجامعة وأنا بوزع صدقة 

أمسك يزن بيدها وادارها خلف ظهرها حتى كادت تكسر وبيده الأخرى أغلق فمها قائلاً : حسبي على لسانك يابنت واعرفي إنو دي البداية وأول ملقى فرصة حتروحي في دهيه
مرة والدة نور ليترك يزن يدها وسط ملامح وجهها المتأملة فقد أوشك على كسر يدها استأذن يزن والدت نور التي لولا تدخلها لكسرت يد ابنتها و ودعها بابتسامة و والدت نور تبادله مع تحية دون أن تلحظ تعابير وجه نور 

لكن تلك الكلمات التي قالها يزن كانت البداية فقط.

بعد أسابيع قليلة، وفي منتصف الليل، وصل خبر كارثي لعائلة نور.  وهاهو الباب يضرب 

_  دا بيت التاجر مؤمن الجناني نحنا شرطة المحافظة وعايزن تتفضل معانا على القسم لو سمحت 

= إيه؟! طب ممكن أعرف بأي تهمه يا سعتك وكمان جاين في الوقت دا

_حتعرف في القسم البس عدل وتعال معانا وأي كلمة ح تستخدم ضدك

علم نور التي ذهبت مع والدتها في خوف ان والدها اتُّهم  بسرقة بضاعة أحد التجار الكبار، وأصرت الشرطة على اعتقاله حتى يتم التوصل إلى حل. لم تستطع نور تصديق الأمر، وهاهي تقف لا حول لها ولا قوة في مركز الشرطة، باحثةً عن أي خيط للنجاة ، ولكن الأمر يكاد يكون مستحيلاً إما أن يدفع والدها تعويضاً عن صاحب البضائع وهذا صعب ف البضائع بمبلغ باهظ أو يجد السارق أو من يشهد على براتئته ،جلست نور في الحديقة تبكي بصمت حتى اشرقت شمس الاصيل على قلبها المحترق، وبينما هي تستعيد وعيها شيئاً فشيئا إذا بيزن يظهر أمامها صدفة، وبابتسامة ساخرة قال: 

=ياااه أول مرة أشوف صباح بالحلاوه دي مين الجدع يلي خلاكي تبكي كده وحياتك اديني رقمه عشان اشكره دا فرحني جداً

ازداد غضب نور، فغادرت مبتعدة تاركتاً إياه في الرصيف الخارجي لمركز الشرطة لكن يزن تبعها بخطوات خافتة، سمعها تتحدث مع المحقق، وعرف قصة والدها. بعد لحظات، رآها تسير بحذر داخل ممرات المركز، وبدافع الفضول، سأل المحقق عن القضية، ليدرك أن بإمكانه المساعدة.

حينما اقتربت نور منه، سألته بغضب: "عايز إيه إنت من عيلتي إيه ها، متسبني في حالي إنت إيه دخلك وبتسئل عن أبويا ليه متسبني والنبي مليش خلق عليك والله أبلغ عليك بتهمة تحرش ومش حتطلع إلا وأنت سبعيني بعكاز

ابتسم يزن ابتسامة خبيثة وقال: "أنا أقدر أساعد عمي مؤمن و....

ادارة نور رأسها وهي تتجاهل حديث يزن ولكنها لم تبتعد كثيراً حينما سمعت

._ في الحقيقة، كنت في المكان نفسه وقت حدوث السرقة، وشاهدت المجرم. لكني مش على استعداد للإدلاء بشهادتي إلا بشرط واحد…".

عادت نور مسرعتاً إليه وقالت

_حقيقي إنت بتعرف شكل المجرم وحتشهد؟!

=شكلك مسمعتيش الجملة الأخيرة أنا قولت بشرط

_و إيه الشرط دا؟!

بدأت عيناه تلمعان عندما قال: "أنو تتزوجيني."

صدمةٌ شديدة انعكست على ملامح نور، لم تصدق ما سمعت! كيف يجرؤ على استغلال أزمة عائلتها ليحقق رغبته الأنانية؟ حاولت تمالك أعصابها وأجابته بنبرة صارمة: 

_"أنتَ حقير… لأ مش قادره حتى  اتخيّل موافقتي على طلب زي دا!".

لكن يزن ظل ثابتاً، يراقبها بنظرة مليئة بالتحدي، وأضاف: 

"أنا قولتلك قبل كده… لو حطيت حد في دماغي مش حسيبه حتى ازله واشوفه مكان مايستحق واهي لقيت الفرصه ، والقرار بيدك دلوقتي، إما زواجكِ بي، وإما… سجن والدك".

حاولت نور جاهدة كبح مشاعرها المتضاربة. كرامتها ترفض الانصياع له، لكنها لا تملك الخيار. فكرّت بوالدها، بنظرات والدتها المتوسلة تحسراً على زوجها خلف الغضبان، وأدركت أن التضحية هي السبيل الوحيد لإنقاذ عائلتها. بعينين دامعتين، أخفضت رأسها وقالت: "موافقه…"

. عندها، لم يستطع يزن إخفاء ابتسامته المنتصرة، وهمس: "حلو… انتظريني، حكون في بيتكوا  بكرا، يا زوجتي ".

عاد والد نور إلى المنزل بعد أن تبرّع يزن بالإدلاء بشهادته، ليؤكد براءته. وما إن وصلوا إلى البيت، شكر والد نور يزن بامتنان، قائلاً: 

_والله يبني مش عارف إزاي ابص في عينك مكنتش متوقع تساعدني بالرغم من كلام بنتي ليكِ إنت شهم وجدع وربنا يحفظك لأهلك

=أي لبتقولوا دا يا عم مؤمن إنت في مقام أبويا الله يرحمه وأكيد حسعدك

كانت نور ترا ذالك السيناريو المبتزل وأنها الوحيده التي كانت تعرف الحقيقة المرة، و لكنها كانت تخفي مشاعرها بحذر.

وفي اليوم التالي، جاء يزن إلى منزلها برفقة والدته وسط نظرات والدها وقلقه من أن ترفض مجدداً، لكن نور وافقت بصوتٍ خافت. 
فرح والد نورو تمت الخطوبة بسرعة، وتبعتها مراسم الزواج. كانت نور محطّمة، تشعر بأنها خضعت له قسراً، لكنها كانت مستعدة لمواجهة هذا المصير من أجل والدها.

وهاهي الآن في منزل يزن وقد أخذت حماماً سريعاً وتستعد للنوم كان يزن مستلقياً على الفراش يقرأ كتاباً عندما جلست نور على الفراش ليقول يزن

_ايه حيلك حيلك انتظري عندك عايزه تقعدي في إيه

=والله على ما أعتقد كان إسمه سرير هو إنت مبتعرفيش إسمه وبتنام عليه

_لا ياست الشيخة دا سريري أنا أبقى شوفيلك حتى تانيه تنخمدي فيها

=إيه حنام فين يعني

_ عيب عليك دي ارض الله واسعه عندك مرتبه ومخدايه دوري عليهم و أوعى شوفك تاني قاعده على السرير بتاعي

سكتت نور وبدأت تبحث عن تلك المرتبه ولكنها لم تجدها نظرت إلى خذانت يزن لكنها لم تجدها هناك أيضاً وبعد ساعتين من البحث عادت لتسئل يزن

_يابني ربنا يهديك ويهدينا متقولي المرتبه فين 

=دورتي في الدولاب

_اه مفيش

=طيب وفي البلكونه 

=صبرني يارب مرتبه في البلكونه هي طلعت تشم هواء

_يمكن 

= روحة شفتها وهناك كمان مفيش

= طب دورتي في المطبخ

_ايه إنت عبيط إيه ودا المرتبه المطبخ؟!

=يمكن جاعت

_والنبي مليش خلق هي فين

=دقيقه دقيقه ايوااا افتكرت دلوقتي شالها مالك الخياط يخيطها أصلها قديمة شويتين عادي نامي بدون مرتبة وبكرا أجبها من عيوني

_يارب عيونك تشوف عفاريت ومتشوفش خير في حياتك

=عفريت أبشع منك مظنش نامي والنبي لو سمعت صوتك متلوميش إلا نفسك

سكتت نور ونامت على تلك الأرض البارده الملساء وهي تشتمه فهي تدرك بأنه متقلب المزاج وقد ياذيها 

في أول صباح لهما كزوجين، استيقظت نور وكل جزء من جسدها ينطق الشهادة مرتين أو ثلاث فهي لم تعتد على النوم في الأرض رأت يزن نائماً لتقول

_ان شاء الله تنام ومتصحاش للأبد يا معفن

حضرت إفطار الصباح واستعدت للذهاب لجامعتها استيغظ يزن مبكراً وارتدى ملابسه للذهاب إلى العمل. وعندما نزل، التقى بصديقه وزميله في العمل، توهامي، الذي لاحظ خاتم الزواج على يده. ابتسم توهامي وقال: 

_ايه يا دكتور يزن شكلك اتزوجة امبارح وحتنزل الشغل على طول؟! في ايه هي البنت وحشه للدرجادي عشان تهرب منها

نظر إليه يزن نظرةً حادة أفزعته، وجعلته يبتعد بسرعة دون تعليق فالجميع يعلم أن يزن شخصية عصبية قليلاً ما يتحدث دون جد وإن غضب فلا عين تبصر ولا قلب يحس ،وفي ذات الوقت، كانت نور في المدرسة تخبر صديقتها ياسمين بما جرى معها، ولا تستطيع منع دموعها من الانهمار.

_والله دا مش طبيعي بس هو مش بيحبك عشان يعافر ويعمل كل دا هو عايز يوصل لفين بقى

=والله يا يسمينه معرفش دا أنا بكرهه ومش قادره أقعد معاه

_طيب هو لمسك

=لأ..بس إنتي تقصدي إيه؟!

_يبقى إنتي في نعمه دا لو ناوي شر كان موتك لأنو مفيش حد يقدر يسئله لو ناوي يعمل أي حاجه دا إنتي مراته متنسيش  بعدين أنا قريت روايات كثير عن رجاله بتنتقم من البنات في ليلة الدخلة

=أستغفر الله العظيم يابنت أكيد دي روايات بير سليم منك لله إنتي وهي توفيها من بقك 

_ههه متخفيش هو ناوي يزعجك عشان اتحديتيه مش أكتر وبما إنه محترم أمك ومبزعقش إلا عليكي والدليل إنو مقربش عليكي وأول مايزهج حيطلقك متقلقيش إنتي خليكي قوية واضربيه بالقلم على قفاه ومتضعفيش

عادت نور إلي بيت يزن لتجده مغلق انتظرت وانتظرت طويلا عند باب الشقة لتنام على سلالم العماره حتى العاشرة مساء  جاء يزن ليركلها بقدمه قائلاً 

_زحي شويه عشان اعرف أفتح الباب

=إنت عبيط يولا حد يصحي حد كده 

_وفي حد ينام كده في نص العماره

=إنت بتهرق ولا إيه قافل الباب ومتاخر وتقولي الكلام دا بدل ما تعتزر

_ طب اعتزر على إيه ما أنا نسيت إنو أنا متزوج أبقى غلطان

=لأ مش غلطان أنا يلي غلطانه ما انت باين بديت الحرب وأنا حكملها معاك للنهاية متقلقش وحندمك والنبي

توالت الأيام، وتحولت حياة نور إلى مزيج من الصراع والمشاحنات اليومية مع يزن في البيت. كان يزعجها في أدقّ التفاصيل ويستفزها، بينما كانت ترد عليه بسخرية وحِدة. كانا أشبه بخصمين في حلبة قتال حيث يحاول كل منهما التفوق على الآخر.

ومع مرور الأيام، دخل شخص آخر الي الخط، زميل يزن في العمل، توهامي، الذي أبدى اهتماماً ملحوظاً بنور. عندما قدم مع زميلة عملهما ايلين لبيت يزن إذ تأخر الوقت بينما هما في مهمة عمل ولم يجدا مكاناً أقرب ليبيتا فيه سوا بيت يزن استقبلهما يزن وحضرت نور وجبة العشاء واستضافتهما جيداً، توهامي اللذي لاحظ جمال نور منذ أول لقاء بينهما بدأ يبدي اهتماماً واضحاً بها فهاهو يتفحصها وهي جالستاً أمامه على مائدة الطعام من رأسها إلي أخمص قدميها، ما أثار فضوله وحماسته لكونه يعلم أن نور ليست على وفاق مع يزن من خلال ما لاحظه من تفاصيل صغيره وحديث يزن ل نور الخالي من المشاعر  وبدأ يدبر أفكاراً للإستفادة من هذا الصراع بين الزوجين ليحظى بغرضه الذي يريده



                    الفصل الثاني من هنا

تعليقات



<>