رواية العاشق المجهول الفصل الواحد والثلاثون31 بقلم امنيه الريحاني


رواية العاشق المجهول
 الفصل الواحد والثلاثون31
بقلم امنيه الريحاني




فى شركة البدر:

تدخل غادة إلى مكتب وردة ، فتنظر إليها فى غرور قائلة: خالد جوا ؟

وردة: أيوا يا مدام غادة

تهمّ غادة بالدخول ، فتوقفها وردة قالة: ثوانى يا مدام غادة ، بشمهندس خالد مشغول فى إجتماع مع بشمهندش حسام ، ومحرج حد يدخل عليهم

تنظر لها غادة فى غضب قائلة: إنتى إتجننتى ، مش عارفة أنا مين

وردة: لا عارفة طبعا ، حضرتك المدام بتاعته ، بس دى أوامره

غادة: أوامره دى على اى حد غير عليا أنا ، فاهمة

وتتركها غادة وتدخل فى غضب، تنظر وردة لأثرها قائلة: الله يسامحك يا فاطمة ، قولتلك خلينى أشتغل معاكى ، قولتيلى خليكى جنب خالد ، لما أشوف أخرتها
بقلمى أمنية الريحاني
أما فى الداخل:

يجلس خالد بجانب حسام يتناقشان فى أمر مناقصة هامة ، فتدخل غادة فى غضب قائلة: البنت اللي برة دى لازم تطرد

ينظر إليها كلاً من خالد وحسام على دخولها دون إستئذان ، ثم ينظر حسام إلى خالد قائلاً: طب يا خالد نكمل بعدين

يوميء له خالد رأسه بالموافقة ، فيتركهما ويخرج ، أما خالد فينظر لغادة فى غضب قائلاً: فى حد يدخل كده من غير إستئذان

غادة: يا سلام ، وأنا المفروض أستاذن قبل ما أدخل على جوزى؟!

خالد: آه يا غادة، لما يكون جوزك فى الشغل ، يبقى لازم تستأذنى ، خصوصاً لما تعرفى من السكرتيرة إنه عند إجتماع مهم

غادة: بس اللي أعرفه إن الهانم فاطمة كان مسموح لها تدخل على جنابك فى أى وقت

خالد: فاطمة؟! وإيه اللي دخل فاطمة فى كلامنا ، فاطمة كانت مهندسة فى الشركة ، يعنى كانت بتشتغل مش بتلعب

غادة: وأنا كمان يا خالد بشتغل مش بلعب ، ولا لازم أكون مهندسة عشان أعجبك

خالد: أفتكرى من الأول يا غادة إنى مكونتش موافق على شغلك فى الشركة ،عشان إهتمامك يبقى للولاد عادل وفاطمة ورضوى ، ومتنسيش إن رضوى مكملتش السنة ومحتجاكى جنبها

غادة: وأنا قولتلك مية مرة إنتى متجوزتنيش عشان أبقى أمينة اللي تستنى سي السيد يجيلها أخر الليل ، وإذا كان على الولاد فى بدل المربية أتنين بياخدوا بالهم منهم

خالد: أنا زهقت من الكلام فى الموضوع ده ، لا إنتى هتقتنعى بكلامى ، ولا بقيتى تسمعى نصيحة حد ، عن إذنك هروح لحسام أكمل كلامى معاهى

يتركها خالد ويغادر ، فتنظر للملف الموضوع على مكتبه والمكتوب عليه " مناقصة وزارة الإتصالات" ، وبعدها تضعه مرة أخرى على المكتب وتبتسم

 
بقلمى أمنية الريحاني
فى شركة الحديدى:

تجلس فاطمة على مكتبها تراجع بعض الملفات ، تدخل عليها منى السكرتيرة قائلة: بشمهندس خالد برة بيسأل على حضرتك

فاطمة: خالد؟! معقولة إيه اللي جابه ، طب دخليه يا منى

تخرج منى ، ويدخل بعدها خالد ، تنظر له فاطمة بإشتياق وحب ولكنها تنتبه لنفسها وتنظر إلى الاسفل قائلة: أبيه خالد ، خير يا أبيه فى حاجة؟

خالد: يا سلام على الذوق ، بذمتك أنا ربيتك على كده

فاطمة: مش قصدى ، أنا بس قلقت حضرتك اول مرة تزورنى فى الشركة 

خالد: كنت عايز أشوفك وأطمن عليكى ، وكنت محتاج أتكلم معاكى شوية

يجلس خالد أمامها ، وبعد فترة من الصمت كان ينظر لها ، قطعها قائلاً: عاملة إيه يا طمطم ؟

فاطمة: كويسة يا أبيه ، الحمد لله ، زى ما أنت شايف من ساعة ما بابا أتوفى وأنا اللي شايلة الشركة ، خصوصا بعد تعب عمي يحيي ، فمبقاش يقدر يجى زى الأول ، وعادل أنت عارف علطول مسافر ، وملوش فى الشغل

خالد: إنتى هتقوليلى، وجاسر عامل إيه ، وحشنى الواد ده بقالى أسبوع مشوفتوش

فاطمة: كويس الحمد لله ، بقى شقى خالص، وكل شوية يقولى خايد خايد

يضحك خالد على حديثها قائلاً: تصدقى أحلى خالد بسمعها بتبقى منه ، المهم إنتى بتقدرى على كل ده يا فاطمة

فاطمة: ربنا معايا يا أبيه

خالد: ونعمة بالله ، ما إنتى لو تسمعى كلامى وتيجى إنتى وجاسر تقعدى عندى فى الفيلا ، بس عارفك مخك صعيدى ، مخ حديدى

فاطمة: معلش يا أبيه ، سيبنى على راحتى

ينظر خالد إلى الفراغ ويبدو عليه الضيق ، تنظر له فاطمة قائلة: مالك يا أبيه ، شكلك مضايق؟

خالد: مخنوق يا فاطمة ، حاسس إنى مخنوق أوى

فاطمة: ليه بس ، بعد الشر عليك

خالد: حاسس إنى غلطت بجوازى من غادة يا فاطمة، أقولك على سر، أناأكتشفت إنى أنا وغادة مكناش ننفع بعض من زمان ، وإننا مختلفين فى كل حاجة ، وإن ربنا لما بعدنا عن بعض زمان كان ليه حكمة فى كده

فاطمة: وأنت جاى تكتشف إنك غلطان دلوقتى؟

خالد: قصدك إيه يا فاطمة؟

فاطمة: قصدى إنك أخترت ترجع لغادة بإرادتك ، وأعتقد غن غادة مكنتش غربية عليك ، دى بنت خالك ، وطالما أتجوزتها يبقى لازم تكمل معاها ، خصوصاً وإنكم ما بينكم طفل مشترك وهى رضوى ، مش كل الغلطات يا أبيه ينفع نرجع فيها ، فى غلطات كتير الرجوع فيها فى حد ذاته غلط

خالد: رغم قسوة كلامك لكن عندك حق، هفضل أقولك مبرتحش فى الكلام مع حد غير معاكى ، رغم إن كلامك متغير معايا بقالك فترة ، بس برضه بيفضل هو الوحيد اللي بيريحنى

تبتسم له فاطمة إبتسامة باهتة ، ليكمل حديثه قائلاً: أقولك على سر، انا مفتقد وجودك جنبى جدا فى الشركة ، ونفسي ترجعى تشتغلى معايا تانى ، نفسى أرجع أشوفك تدخلى عليها المكتب ، كنت بحس بكمية تفاؤل وطاقة تكفينى أكمل يومى كله

فاطمة: ما أنت شايف يا ابيه ،مبقاش ينفع خلاص أشتغل معاك تانى

خالد: عارف يا فاطمة ، بس أنا أتعودت أقولك على كل اللي حاسه
بقلمى أمنية الريحاني
نظرت له فاطمة دون أن تجيبه ، فهى تعودت منذ جوازه من غادة أن تتجاهل أى حديث منه يجعل قلبها يحن له مرة أخرى ، ولكنها لم تمل يوماً من دعاء ربها أن ييسر لها الخير سواء بقربه أو بعده عنها

وفى يوم من الأيام كانت فاطمة تجلس فى منزلها تلاعب جاسر الصغير ، فإذا بجرس الباب يرن فتتوجه فاطمة لتفتح الباب ، لتجده شخص غريب تراه لأول مرة ، تنظر له فاطمة فى إستفهام قائلة: مين حضرتك؟

الشخص: يا الله شو هالجمال ، ما حدا خبرنى إنك جميلة لها القد

فاطمة: أفندم ، مين حضرتك؟

الشخص: أنا يوسف عمران ، خالك يا بنتى ، وخى إمك سارة

فاطمة: خالى أنا ؟!

يخرج يوسف وثيقة السفر الخاصة به قائلاً: دا الجواز تبعى ، فيكى تشوفيه وتتأكدى بنفسك

تنظر فاطمة للوثيقة ، فتتأكد من أن الشخص الذى أمامها هو خالها حقاً

تنظر له فاطمة دون أن تصدق أن حقاً تراه ، فهو يشبه والدتها لحد كبير ، يكمل يوسف حديثه قائلاً: أنا شايف أكلمك مصرى أحسن عشان نعرف نتفاهم ، بس ممكن أدخل يا بنت أختى

فاطمة: آه طبعا أتفضل

بعد أن يدخل يوسف ويجلس ، يظل ينظر لفاطمة فى حب تراه هى فى عينيه ، ليكمل حديثه قائلاً: طبعا يا بنتى أنا عارف إنتى مستغربة إزاى إنك جيتلك بعد كل السنين دى ، وعارف كويس أبوكى كان بيقولك إيه عنى، بس أنا مش وحش يا فاطمة زى ما أتقالك عنى ، أنا عمرى ما حاولت آذيكى ، بدليل لما أمك ماتت وكنت عايز أخدك من أبوكى وهو رفض ، محاولتش أخدك منه بالعافية

فاطمة: أمال حضرتك كنت رافض جواز أمى ليه  من أبويا ، وليه كنت كل شوية بنبقى مطاردين من بلد لبلد ، مش عشان بابا كان خايف تخطفنى منهم

يوسف: اسمعينى يا فاطمة ، يمكن يكون دا الوقت المناسب اللي  تعرفى فى الحقيقة ، أنا لما رفضت أنا وجدك جواز أبوكى من أمك كان لأسباب كتير أقلها إن ديانته كانت مختلفة عننا ، لكن أهمها إن أبوكى كان متورط مع تجار سلاح

فاطمة: أبويا أنا كان شغال مع تجار سلاح ، لا مستحيل

يوسف: دى الحقيقة يا بنتى ، لما أبوكى عرف أمك كان بيشتغل مع تجار سلاح وأنا ساعتها وقفت فى جوازهم ، لأن كنت عارف دا كويس ، لكن أمك كانت عنيدة ، وصممت تتجوزه بحجة إنها هتخليه يسيب شغله مع الناس دى ويبتدى من جديد ، بس يا فاطمة اللي بيشتغل مع الناس دول كأنه غرس فى الوحل زى ما بتقولوا عندكم ، الناس دى مبترحمش والقتل أسهل حاجة عندها

فاطمة: عشان كده قتلوه بعد كل السنين دى

يوسف:للأسف يا بنتى ، انا ساعتها كنت خايف على أختى ، خصوصا وهى مريضة وأنا عارف إن أيامها معدودة ، وحاولت كتير أرجعها ، لكن هى رفضت ، ولما خلفتك ،وبعدها بكام سنة عرفت إنها كاتت ، رحت لأبوكى واتخانقت معاه ، كنت عايز أخدك منه لأنى كنت خايف عليكى ، بس هو رفض وقالى إنه هيقدر يحميكى ، خفت أخدك منه بالعافية لتكرهينى ، وانا مكنتش عايزك تكرهينى ، وبعدها جابك هنا على مصر وأنقطعت أخبارك عنى

فاطمة: وحضرتك ليه جاى بعد كل السنين دى ؟
بقلمى أمنية الريحاني
يوسف: لأنك لحمى يا فاطمة ، لحمى اللي لازم أسأل عليه مهما حصل ، ولأن يا بنتى الدنيا مش مضمونة وممكن الواحد يموت فى أى لحظة ، إنتى ليكى حق عنى ، ورث أمك وحقها فى شركة جدك عمران

يخرج يوسف ظرف من حقيبته وأعطاه لفاطمة قائلاً: دا تحويل بإسمك فى البنك بكل فلوسك ، 10 مليون دولار ، لأنى طبعا عارف إنك مش هتعرفى تيجى تشتغلى فى لبنان

فاطمة: يااااه كل الفلوس دى ليا أنا

يوسف: مش بقولك حقك يا بنتى ، والأهم من كده أنا هسيبلك عنوانى ورقم تليفونى فى لبنان ، أى وقت يا بنتى تحتاجينى متترديش إنك تكلمينى

يهمّ يوسف بالمغادرة ، ولكنه يعود مرة أخرى قائلاً: فى حاجة كان نفسى أعملها من أول ما شوفتك ، ممكن تسمحيلى أعملها

تنظر له فاطمة بالإستفهام ، ليحتضنها بشدة قائلاً: نفسي أخدك بحضنى ، وأحس بحضن أختى اللي أفتقدته بموتها

تنزل دموع فاطمة رغماً عنها فى حضنه ، فهى أفتقدت هذا الحضن منذ وفاة عاصم

 بقلمى أمنية الريحاني

فى فيلا خالد:

يدخل خالد الفيلا ، وعندنا يرى غادة فى إنتظاره يذفر فى ضيق ، فتقترب منه غادة قائلة: عارفة إنك زعلان منى ، بس أنت عارف إنى بحبك ومقدرش على زعلك

خالد فى سخرية : لا ما هو باين

غادة: خلاص بقى يا خالد ، ميبقاش قلبك أسود ، أنت عارف النهاردة بالذات مينفعش نبقى زعلانين من بعض

خالد: أشمعنى النهاردة؟

غادة: عشان النهاردة عيد جوازنا ، كل سنة وأنت طيب يا حبيبى

خالد: وإنتى طيب ، أنا كنت نسيت خالص

غادة: شوفت بقى من اللي ليه حق يزعل ،  بالرغم من كده أنا مش زعلانة ، ممكن بقى تاخدنى النهاردة تخرجنى وتجيبلى هدية بالمناسبة دى

خالد: ممكن طبعا ، أطلعى البسي

وقبل أن تهمّ غادة بالذهاب ، يرن هاتف خالد ، فيجيب خالد ليجدها كريمة مربية فاطمة

خالد: خير يا مدام كريمة ، فاطمة وجاسر كويسين ؟

كريمة: جاسر كويس يا ابنى ،لكن فاطمة مش عارفة مالها ، من حوالى ساعة جالها شخص غريب قعد يتكلم معاها ، ومن ساعتها وهى حابسة نفسها فى أوضتها ونازلة عياط

خالد: شخص مين ده ، طب أنا جاى حالاً

يغلق خالد الخط مع كريمة، فتنظر له غادة قائلة : فى إيه ؟

خالد: فاطمة تعبانة شوية ولازم أروح أطمن عليها

غادة: طب وإحنا مش كنا خارجين ؟

خالد: مش وقته يا غادة، بقولك فاطمة محتجانى ، ودى فاطمة يا غادة ، فاطمة

ويتركها ويغادر فى غضب منها قائلة: يا دى فاطمة اللي ما هخلص منها أبداً
بقلمى أمنية الريحاني
فى منزل فاطمة:

يسرع خالد إلى منز فاطمة ، ويدق الباب فتفتح له كريمة ، ينظر إلى كريمة قائلاً: هى فين ؟

كريمة: حابسة نفسها فى أوضتها من ساعتها

يدق خالد باب غرفة فاطمة قائلاً: أفتحى يا فاطمة أنا خالد

تفتح فاطمة الباب ، فيجد عينيها متورمتان من كثرة البكاء ، ينظر لها فى قلق قائلاً: فى إيه يا فاطمة ، مالك ، ومين الشخص اللي جالك وقالك إيه؟

فاطمة: أبيه خالد، أنا عايزة أعرف الحقيقة ، بابا صحيح كان بيتاجر فى السلاح ، يعنى كل فلوسنا حرام ؟

ينظر لها خالد فى صدمة قائلاً: إنتى عرفتى منين الكلام ده؟

فاطمة: خالى يوسف جالى النهاردة ، وقالى إن بابا كان شغال مع تجار سلاح، وهما كمان اللي قتلوه

خالد: طب أهدى يا فاطمة ، واسمعينى ، أنا معرفش حاجة عن الموضوع ده ، لكن أنا هوديكى للي يعرف الحقيقة كلها ، البسى وتعالى معايا وإنتى تعرفى كل حاجة

يتوجه خالد بعدها لفيلا الصفدى لمقابلة يحيي ، الذى أصبح مريضاً يتحرك ببطيء شديد ، أستقبلهم يحيي فى ترحاب قائلاً: إزيك يا فاطمة يا بنتى

فاطمة: أنا كويسة يا عمى

خالد: خالى ،فاطمة جاية تعرف الحقيقة كلها منك النهاردة

فاطمة: صحيح يا عمى بابا كان بيتاجر فى السلاح
بقلمى أمنية الريحاني
يحيي: اسمعى يا فاطمة ، يمكن يكون دا الوقت المناسب عشان تعرفى الحقيقة ، أبوكى يا بنتى بعد اللي حصل بينه وبين مريم زمان لما أتجوزت ، والظروف اللي إنتى عارفاها سافر وهو مضايق جدا ، كانت شايف الدنيا أدامه خرم إبرة ، وهناك كان ليه واحد صاحبه ابن حرام ، عرفه على الناس دى وفهمه إنه هيبقى غنى فى وقت قصير، لكن أبوكى عشان ابن ناس ومعدنه أصيل أول ما عرف هما بيعلوا إيه ، رجع بسرعة وكش ، وكان ناوى ميرجعش لبنان تانى أبداً ، لحد ما فى يوم جاله ظابط من المخابرات العامة وطلب منه أنه يكمل معاهم ، وإنه يقنعهم إنه شغال معاهم، لكن فى الحقيقة هو كان شغال مع البوليس ، كان بينقلهم أخبارهم وصفقاتهم أول بأول ، عشان يمنع اى حاجة تدخل البلد ، لحد ما قدروا بمساعدة ابوكى يقبضوا على العصابة كلها ، لكن مازن الشامى بعد ما أتقبض عليه منسيش تاره مع أبوكى ، عشان كده بعت اللي قتله

تغطى دموع فاطمة وجهها قائلة: يعنى أبويا راجل شريف يا عمى وفلوسه حلال

يحيي: طبعا يا بنتى ، كل قرش فى فلوس أبوكى حلال ، أصله من مال جدك ، دا غير إن أبوكى كان بيتعب ويشقى ، أبوكى كان بطل يا فاطمة ، واللي قولك غير كده يبقى غلطان

خالد: صدقينى بقى يا ستى

يحيي: علفكرة يا خالد ، عادل حجزلى فى مركز طبى فى إنجلترا ، وهسافر خلال أيام ، أبقى أطمن على مرات خالك

خالد: حاضر يا خالى ، وياريت لو ترضى تقعد عندى فى الفيلا مع غادة

يحيي: مش هترضى ما أنت عارفها

تهمّ فاطمة بالمغادرة مع خالد ، فيوقفها يحيي قائلاً: فاطمة يا بنتى ، مش ناوية تنسى اللي عملته غالية معاكى ، وتطلعى تطمنى عليها ، دى مهما كانت عمتك

فاطمة: معلش يا عمى ، مش هقدر دلوقتى

تتركه فاطمة وتغادر مع خالد ، وفى سيارة خالد ، تنظر فاطمة لخالد قائلة: هو أنت رايح على فين يا خالد؟

خالد: اسمعى بقى ، أنا طول الأيام اللي فاتت بسمع كلامك ، المرة دى إنتى اللي هتسمعى كلامى ،أنا كلمت مدام كريمة وقولتلها تلم حاجتك إنتى وجاسر ، هتيجوا كلكم تقعدوا معايا فى الفيلا ، أنا مش هبقى مطمن عليكى وإنتى لوحدك يا فاطمة ، ولا مش من حقى أطمن عليكى

فاطمة: أيوا يا أبيه ، بس....

خالد: بس إيه ، أنا مش لوحدى عشان يبقى ليكى حجة ، أنا متجوز ومخلف كمان ، ولا مش عايزة تشوفى رضوى بنتى ، وفاطمة الصغيرة موحشتكيش

فاطمة: فاطمة ؟! وحشتنى أوى ، خلاص يا أبيه اللي تشوفه
بقلمى أمنية الريحاني
فى فيلا خالد:

تسير غادة ذهاباً وإيابا فى غضب قائلة: والله عال ، وكمان جايبها تقعد معايا فى نفس البيت يا خالد ، هستنى إيه لما تتجوزها ، لكن لا ، إما خليتك أنت بنفسك تطردها مبقاش غادة الصفدى

يدخل خالد ومعه فاطمة ، فتنظر لها غادة فى مكر قائلة : أهلا أهلا ، نورتى الفيلا يا فاطمة

فاطمة: متشكرة يا أبلة غادة

غادة: إنتى ليه عايشة فى جو المدرسة ده ، أبلة وأبيه ، خلاص بقى يا فاطمة كبرتى على ابلة دى

خالد: غادة، فاطمة هتقعد معانا هى وجاسر

غادة: دا بيتها يا خالد

تنادى غادة على فادية قائلة: فادية ، حضرى أوضة الضيوف ، عشان فى عندنا ضيوف هيقعدوا معانا

فادية: ضيوف مين يا هانم ، دى بشمهندسة فاطمة

وتنظر لفاطمة قائلة: إزى حضرتك يا بشمهندسة ، بقالنا كتير مش بنشوفك

فاطمة: كويسة يا فادية معلش ظروف

يزداد غضب غادة ، فتصرخ فى فادية قائلة : فادية ، مش هنقضيها كلام وأعملى اللي قولتلك عليه

تنظر غادة لفاطمة وهى تربط زراعها بزراع خالد قائلة: معلش يا فاطمة ، هاخد جوزى منك ، اصل النهاردة عيد جوازنا وكنا المفروض نحتفل بيه ، عن إذنك

ينظر خالد لطريقتها فى ضيق ، وينظر لفاطمة قائلاً: لو أحتجتى أى حاجة قوليلى يا فاطمة

توميء له فاطمة رأسها بالموافقة ، فتأخذه غادة وترحل
بقلمى أمنية الريحاني
كانت فاطمة تعلم أن وجودها فى فيلا خالد لن يكون امراً سهلاً عليها ، ولكنها كانت تتذكر كلمات هداية لها دائماً، فكانت طوال وجودها فى فيلا خالد ، تذهب لعملها فى لاصباح ، وعند عودتها تجلس مع جميع الأطفال تلاعيهم فتعلقوا جميعا بها كما لو كانت أمهم ، أما فى الليل فكانت تصلى وتدعى الله أن يريح قلبها وييسر لها الخير ، كانت تتجنب رؤية خالد تماما ، أما غادة فكانت حريصة أن تضايق فاطمة فى عدم وجود خالد بحديثها ، فلم تكن تجد أى رد فعل من فاطمة سوى الإبتسامة

فى شركة البدر:

يجلس خالد ويبدو عليه الغضب وأمامه حسام يحاول تهدئته

خالد: أنا هتجنن يا حسام ، المناقصة كانت تقريبا مضمونة ، إزاى تروح لشركة الفهد

حسام: خلاص يا خالد ملناش نصيب فيها ، اهدى شوية

خالد: أنا مش مشكلتى إننا خسرنا المناقصة ، بس دا معناه إن فى حد خاين خرج معلومات العطى بتاعنا لشركة الفهد ، عشان كده غيروا العطى بتاعهم وقدموا عطى أقل

حسام: حد خاين ، مين اللي هيكون عمل كده ، محدش كان يعرف بالعطى اللي قدمناه غيرى أنا وأنت

خالد: يبقى المعلومات دى خرجت من هنا ، من مكتبى

حسام: وبعدين يا خالد ، إحنا كده داخلين على هزة جامدة ، ممكن تأثر على وضعنا فى السوق ، المناقصة دى كنا حاطين أمل كبير عليها ، هنعمل إيه

يضع خالد يده على رأسه قائلاً: مش عارف يا حسام مش عارف ، أنا مش عارف إيه اللي بيحصلنا ده ، كنا ماشيين كويس ، بقالنا حوالى سنة الدنيا ماشية معانا عكس ليه ، مش عارف

لم يكن الأثنان يعلما أن هناك من يسمعهما فى الخارج وهى وردة
بقلمى أمنية الريحاني
فى فيلا خالد:

تجلس فاطمة فى غرفتها تقرأ فى المصحف ، فيقطع قراءتها صوت هاتفها ، فتجيب لتجدها وردة

فاطمة: أيوا يا وردة.... كويسة الحمد لله .... إيه للدرجة دى  ... ماشى يا وردة أقفلى إنتى دلوقتى

تغلق فاطمة الهاتف مع وردة وتنظر شاردة إلى الفراغ

أما فى غرفة غادة ، تمسك غادة هاتفها وتحدث شخص ما قائلة : يا باشا دا أقل واجب ... أهم حاجة المبلغ أتحط فى الحساب اللي قولتلك عليه ... تمام إحنا كده تمام

فى شركة البدر:

يجلس خالد فى مكتبه ويضع رأسه بين كفيه ، فتدخل عليه فاطمة التى تشفق على حاله قائلة : أبيه خالد

يرفع خالد رأسه لها قائلاً: فاطمة ، بقالك كتير ما دخليت عليا المكتب كده ، تعالى يا فاطمة

فاطمة : كل حاجة فى وقتها يا أبيه ، المهم أنا كنت عايزاك فى موضوع مهم

خالد: خير يا حبيبتى ، غادة ضايقتك فى حاجة ؟

تبتسم له فاطمة إبتسامة باهتة قائلة : لا يا أبيه ، غادة عمرها ما ضايقتنى

تمد فاطمة يدها إليه بورقة قائلة : أتفضل يا أبيه

ينظر خالد للورقة فى إستفهام قائلاً: إيه ده يا فاطمة؟

فاطمة: دا تحويل من حسابى لحسابك بخمسة مليون دولار

ينظر لها خالد فى صدمة قائلاً: إيه اللي إنتى بتقوليه ده يا فاطمة ، ليه عملتى كده؟

فاطمة: دا حقك عليا يا أبيه ، حقك عليا تلاقينى جنبك فى وقت أزمتك

خالد: ومين قال إنى فى أزمة أصلاً، وبعدين أنا مش محتاج شفقة ولا مساعدة من حد يا فاطمة

فاطمة: أبيه خالد ، لما البنت الصغيرة اللي مكملتش 13 سنة جاتلك وهى ملهاش حد ، وأنت صممت ترعاها فى بيتك أنت ومامتك الله يرحمها ، وتبقى فى يوم وليلة أمانها وحمايتها ، دا كان مساعدة وشفقة منك

خالد: لا طبعا يا فاطمة ، إنتى عارفة إنتى بالنسبة لى إيه ، إنىت أكتر من أختى الصغيرة ، أختى إيه إنتى بنتى حتة منى

فاطمة: وأختك الصغيرة دى من حقك عليها لما تحتاجلها تلاقيها جنبك ، ولو مخدش الفلوس دى هعتبر إن كل اللي كنت بتعمله معايا مكنش أكتر من شفقة منك عليا

ينظر لها خالد فى حب غير مصدق لما تفعله معه ، ليكمل حديثه قائلاً: أنا هاخدهم منك يا فاطمة ، عشان أثبتلك بس إنتى كنتى ومازلتى بالنسبة لى إيه ، بس يشرط ، هدخلك معانا شريكة بالفلوس دى ، يعنى إنتى من النهاردة شريكتى فى الشركة

فاطمة: أعمل اللي يريحك يا أبيه ، المهم تنقذ الشركة وخلاص

تتركه فاطمة وتغادر ، أما خالد فيمسك بورقة التحويل ويظل ينظر إلى الفراغ شارداً يفكر فى فاطمة

 بقلمى أمنية الريحاني

بعد مرور عدة أسابيع :

تجلس فاطمة فى الفيلا ومعها أولاد خالد وجاسر، يرن هاتف الفيلا فتجيب فاطمة  قائلة : ألو

فوزية : مساء الخير ، لو سمحت أكلم مدام غادة

فاطمة: مدام غادة مش موجودة ، فى النادى

فوزية: أنا بحاول أتصل بيها فى أمر ضرورى جدا من بدرى ، لكن هى مش بترد، انا فوزية اللي بشتغل عند مدام غالية

فاطمة: طب خير أقدر أبلغها حاجة

فوزية: مدام غالية تعبانة جدا وجتلها الأزمة ، وأنا مش عارفة أعمل إيه ، وعادل بيه ويحيي بيه مسافرين

تنظر فاطمة إلى الفراغ تفكر فى شيء ما ، لتنتبه على صوت فوزية قائلة: حضرتك معايا؟

فاطمة: آه آه معاكى

فوزية : متعرفيش توصليلها لأحسن الأزمة شديدة المرة دى

فاطمة: أنا جاية حالاً

فوزية : حضرتك مين ؟

فاطمة: أنا فاطمة ، فاطمة الحديدى ، بنت أخوها

 بقلمى أمنية الريحاني

تجلس غادة فى النادى وامامها منى سكرتيرة فاطمة فى شركة الحديدى

غادة: عملتى اللي قولتلك عليه ؟

منى: تمام يا افندم ، حطيت نسخة من الملف اللي حضرتك أدتهولى على جهازها

غادة: عال أوى

منى: بس ملف زى ده هيكون وصلها إزاى.؟

غادة: لا دى بتاعتى أنا ، انا هتصرف وأحط نسخة من نفس الملف على جهاز وردة صاحبتها ، وكده تبقى مقنعة ، المهم إنتى متقابلنيش اليومين دول خالص

منى: تمام

تنظر غادة غلى الفراغ محدثة نفسها: كده يبقى الضربة القاضية لعلاقة فاطمة وخالد

 

تعليقات



<>