رواية الاروبية البدوية الفصل الثامن8الاخير بقلم سالي سيلا

رواية الاروبية البدوية الفصل الثامن8الاخير بقلم سالي سيلا
 

بمجرد ان ذكرت لضياء ان جنات انها ستكون عروسا قريبا. احسسته انه تشلل بمكانه. ولم  ادع له فرصة يسألني عن التفاصيل. بل ناديت جنات التي كانت تطمئن على جوادها من الخلف.. وتركته يتخبط مع افكاره. 
هذه المرة كنت اسير مرتاحة في السوق.  وكأني اصبحت اعرف كيف اتعامل مع الوضع. من حيث الزحمة والضجيج.  إشتريت عدة هدايا   من بينها فستان مزخرف بتفاصيل دقيقة ولكنها بسيطة في نفس الوقت اضافت على روحه رونقا وجمالا خاصا. وعباءة بيضاء تصلح للشباب.    كانا هذان الشيئان هديتان لجنات وضياء على سبيل النية. ربما يتوافق ما ارجوه واتمناه.  ولم انسى خالتي بالطبع وجدي ابراهيم فهو يستحق.  لقد ضايفني وعاملني احسن معاملة. 

نسينا انفسنا انا وجنات مابين المشتريات. واردنا شراء المزيد لولا استعجال ضياء لنا كل مرة. فخرجنا من السوق. وطيلة الطريق وضياء وجهه متجهم. وكأنه ضربه عفريت... كنت اراه عبر المرآة المعاكسة الامامية للسيارة.  الذي كان بدوره هو ايضا كل مرة يسرق خلسة نظرات بعيونه نحو جنات  وكانه يتهمها بشيء.. التي لم تنتبه لما يدور من حولها.  كنت ابتسم في سريرتي. واقول في نفسي ربما وقعت الصنارة. 
بعد وصولنا نزلنا من السيارة. اخذت جنات الحصان لتقوم بربط الحبل في احدى الساريات.   اما انا وضياء انزلنا الاغراض معا امام الخيمة. وقبل ان يمضي بحث عن الخالة بالداخل فلم يجدها. ولم يبقى له سوى نتاليا كي يستجوبها.   فلم يعرف كيف يدخل إلى لب الموضوع الذي شقلب كيانه. وبدل ذلك اصبح يتفوه بكلام اعرفه مسبقا عن موعد الطائرة.. الخ من هذا القبيل..فقمت بمساعدته في إرضاء فضوله. 
مازحته اولا بأنني اشتريت له هدية تصلح ان تكون حاضرا بها امام يوم خطبة جنات..شكرني على الهدية ثم سألني لما جنات لم تعلمه بالامر؟  فأجبته لأنكم كنتم جميعا تستعجلون لها بالزواج.  والان لم يعد داع للتفاوض والإلحاح عليها ككل مرة بعد ان وافقت على العريس.  ويكفي انها اعلمت او ستعلم جدها. وبالطبع ستعلمك انت ايضا لاحقا.. وبقي يسألني من يكون هل هو شاب من القبيلة او خارجها؟   فأكدت له انه شاب من خيرة شباب القبيلة  وهي محظوظة به. لانه يودها ويريد ان يكمل بقية حياته معها. وهذا بحد ذاته يكفي ان تقبل به لأنه يحبها...فزاد تجهما من وراء استفزازي له  لأني قمت بالضغط على الوتر الحساس. 
جن جنون ضياء. واصبح يمسك رأسه من الخلف. نظر مطولا الى جنات من بعيد. ثم مضى دون ان يودعني.  فقدمت جنات نحوي وهي تسألني عما يضحكني. 

قمنا بقسط من الراحة   ثم رتبت كل اغراضي وحقائبي   ومابين حين وحين تعرب فيها جنات انها ستشتاق لي كثيرا بعد رحيلي.  ولكن انا كان كل ماهمني في تلك الاثناء هو ضياء.  اوده ان يستفيق. ويستعجل بالخطوة التي تقربه من جنات.  امنيتي ان يتحقق الذي بالي. حينها فقط ارحل مطمئنة على جنات.  بأنها لن تبقى وحيدة بعد الان. بل ستكون مابين ايد امينه وقبل كل شيء مع من ملك قلبها وعقلها. 
طيلة المساء وانا اترقب حضور ضياء. لكن دون جدوى.  واستسلمت عندما نزل ستار الليل  ولكن حل  علينا ضيوفا غير متوقعين.. حضر ليلتها جدي ابراهيم مصاحب امراتان واطفالهما الصغار. كنت اراهما في بعض المرات  تتكلمان مع خالتي في العراء.. فتعجبت جنات وخالتي من حضورهما في هذا الوقت بالدات.  ولكن سرعان ماتأقلم الجميع وابتعد عنهم التوتر الباد عليهم.. حتى انا تذكرت في تلك الاثناء هدية جدي التي لم اعطها له بعد.  وكم فرح بالمبادرة التي لم يتوقعها مني   وشكرني على طريقته.. بعدها لم ألقي بالا للقصة.  حتى وجدت جنات تركض نحوي وانا التي كنت مشغولة بتقليل ضغط الحقائب   كانت جنات حينها مثل حبة تفاحة حمراء. وجهها محمر يكاد ينفجر من كثرة ضغطة. تقفز وهي تحتضنني تتفوه بكلام غير مفهوم بالنسبة لي  تدور  وتدور بي حتى زلت احدى قدمينا ونسقط نحن الاثنتان على الارض. فانفجرنا ضحكا على ذلك. بعدها بثواني علمت ان جدها و والدة وعمة ضياء جاؤوا خصيصا لخطبة جنات... وكم فرحت ان الخطة نجحت نجاحا ساحقا. وسعدت اكثر بسعادة جنات التي لم ارى توهجها وابتسامتها العريضة التي لم تفارقها طوال الوقت النابعة من صميم فؤادها... ضياء لم يكون حاضرا معهم. خوفا ان تصده جنات. و تخيره عن العريس المزعوم. رغم انه موجود فعلا وينتظر إشارة منها بفارغ صبره. 

في اليوم الموالي علت الزغاريد في عنان السماء إعلانا عن خطبة جنات. هذه هي كانت عاداتهم لكل فتاة من القبيلة اصبحت مرتبطة من ذاك النهار.   وددت لو كانت لي الفرصة واحضر اليوم الذي تكون فيه خطبة ضياء الدين على جنات رسميا. ولكن لم يسمح لي الوقت. لأنه في المساء وجب علي الرحيل. والعودة الى بلدي. 
وقبل ان اغادر المكان اجتمع جمع غفير امام الخيمة وانا اضع حقائبي في السيارة التي كان بها ضياء.. ففور إعلامهم انه حان وقت رحيلي قاموا كبيرهم وصغيرهم بتوديعي. وبعض الفتيات اللواتي كنا نلتقي بهن في الغدير يعانقنني وهن يذرفن الدموع من اجلي.  ان ترزق بأناس اغراب تحبك. فهذا من فضل الرب.  ودعتهم وشكرتهم. وقبلت يد جدي ابراهيم ورأسه كما كانت تفعل جنات احتراما وتقديرا على لطفه  وحسن ضيافته لي. اما خالتي ميمونة. فانا لا اعرف كيف اوفي جميلها. فهي احتضنتني كإبنتها. ولم ارى منها الا كل خير وحنية عانقتها كثيرا. ثم غلبتني دموعي فلم اعد احتمل الموقف اكثر وركبت في السيارة لاكمل نحيبي داخلها وجنات لحقت بي هي ايضا مثلي مثلها تواسيني وفي نفس الوقت تنتحب من شدة تأثرها من كل مايحدث. 

وصلنا للمطار اخيرا. وقام ضياء الدين بإكمال كل الاجراءات. وقبل ان انظم لباقي الركاب بالطائرة. شكرت بالطبع ضياء على كل موقفه الرجولي معي. لم يدع فتاة بمفردها تقوم بتخليص كل الوثائق التي تلزم سفرها. تواعدنا ان نكون جميعنا على اتصال. وسيبقى هاتف ضياء الذي أعارني إياه قبلا عندي كتذكار منه لي.   وسأخصه فقط  للإتصال بهم عبر وسائل التواصل. قبلت حينها جنات. وتمنيت لها حياة اجمل بكثير من التي مضت. متمنيين ان يكون لنا لقاء اخر قريبا ذات يوم   ولما لا.؟ 

حطت الطائرة على مطار سويسرا. فوجدت والدي واخي هارفت وحبيبته ينتظروني في قاعة الانتظار.. كم اشتقت لهم   فالرحلة هذه علمتني ان وجود الاسرة اكبر نعمة منحنا إياها الرب. 

بعد اسبوع وصلتني صور جنات وضياء الدين عن حفلة خطبتهما وهما يرتديان الزي الذي اهديته لهما.  كانت جنات مختلفة تماما بالزينة ولكنها زادت جمالا وبهاء. حتى ضياء كان بالحلة وسيما.  
سررت بهما كثيرا خاصة بعد قراءة رسالة جنات.  وهي تخبرني: شكرا من القلب انك قربت المسافات.. وتقصد بذلك انها علمت ماقمت به من اجل ان يزيح ضياء الغشاوة من عيونه. 

بعد هذه الرحلة تغيرت كثيرا. لم اعد تلك الفتاة المتجهمة دائما. والمنغلقة على نفسها. وتجد الاعذار وكثرة الملامات طيلة الوقت بسبب بعد المسافات بينها وبين والديها   بل اصبحت انا من يقترب ويذهب اليهما اينما كانوا. وأوطد العلاقة بيني وبينهم.    كما قررت ان اقوم بفتح مركز مخصص للعلاج النفسي.  وكم اجلت تحقيقه رغم انه كان حلمي.  وكذلك قررت ان امنح نفسي للتعرف كل اجازة على بلد ما يكون مغاير لثقافة شعب بلدي.لعل وعسى ان يحالفني الحظ واحضى باللقاء مع نصف شريكي الثاني.وياليته يكون برجولة ضياء. 

 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
         💚 مرحبا بكم ضيوفنا الكرام 💚
هنا في كرنفال الروايات ستجد كل ما هوا جديد
 حصري ورومانسى وشيق فقط ابحث من جوجل باسم الروايه علي مدوانة كرنفال الروايات وايضاء اشتركو في قناتنا علي التليجرام من هنا ليصلك
  اشعار بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك      🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

                   تمت بحمد الله 



تعليقات



<>