
رواية شهد الحياه الفصل التاسع عشر19والعشرون20 بقلم زيزي محمد
بمنزل كريم ....
هتفت مديحة بخبث: مالك يا ليلى ما تهدي انتي ليه مش على بعضك كدا.
تلتفت ليلى ورائها ثم يمينا ويسارا مردفة بقلق : انتي ايه اللي جابك هنا عاوزة مني ايه، انتي اصلا عرفتي مكاني ازاي.
ابتسمت بمكر : عرفت مكانك ازاي دا ميخصكيش عاوزة منك ايه، دا هاقولك عليه دلوقتي.
***********************************
بمنزل رامي....
جلست بالمنزل تبكي وتتذكر كلماته .....
(فلاش باك )
رمقها بغضب، هاتفا بصوت مخيف : انتي كنتي هاتهببي ايه؟؟..
هتفت بصوت مهزوز : دا المفروض يبقا رد فعلي على اللي انت عملته واعمل في حسابك انه هايبقى كل مرة دا رد فعلي لو عملت كدا.
هدر بصوت جهوري وبغضب : تبقي اتجننتي دا انا اكسر عضمك اياكي تفكري تمدي ايدك عليا واسكتلك واقسم بالله هاتشوفي اللي عمرك ماشوفتيه .
صاحت بغضب هي الاخرى : انت عاوز تعمل كدا واسكتلك دا مش من حقك علشان تعمل كدا.
امسكها من ذراعها يهزها بعنف : امال من حق مين، انتي كلك على بعضك من حقي، انتي مراتي غصب عنك وعن اي حد.
اشارت له على باب الغرفة مردفة بتحدي : امشي اطلع برا مالكش دعوة بيا لغاية ما خالتي تيجي .
بقا صامتا عقب جملتها ينظر لها باعين حمراء من الغضب حتى هتف بتوعد : ماشي يا شهد انتي اللي حكمتي على نفسك خروج من البيت مفيش روحة المصنع مفيش تعاملك مع حمزة بردوا مفيش تفضلي هنا في اوضتك تاكلي وتشربي لوحدك وانا هاعرف اخليكي ازاي تتحكمي في نفسك وتعرفي انك بتتعاملي مع راجل مش عيل ولسانك دا انا هاقصهولك .
خرج من الغرفة بسرعة بل من البيت باكمله مغلقا عليها بالمفاتيح، وقفت بجنون في منتصف الصالة تستمع لصوت المفاتيح في الباب وهو يقوم بغلقه حتى صاحت باعلى صوتها:
_ بكرهك يا رامي ومكرهتش حد في حياتي قدك.
استمع لجملتها زفر بقوة هامسا لنفسه : بحب متخلفة، انا ايه اللي عملته في نفسي دا.
*********************************
بمنزل كريم...
انتفضت وهي تنظر لها بصدمة هاتفة بتلعثم : انت اتجننتي انا هاجبلك المبلغ دا منين؟!.
اجابتها وهي تهز كتفها بالامبالاة : وانا مالي ياختي اللي ليا قولته...
ثم تابعت بحقد دفين : انا لايمكن اسيبك تتهني بالعز دا كله لوحدك، واقسم بالله يا ليلى لو مجبتيش الفلوس في ظرف يومين بالكتير لجاية وعملالك فضيحة وقايلة للراجل الكبرة اللي جوة دا على مصيبتك وعلى كلمتين حلوين من عندي يشعللوا الدنيا ويرموكي زي الكلبة في الشارع.
هتفت برجاء واعين تمتلئ بالدموع : حرام عليكي بجد يعني انتي اللي طلعتي كنتي بتبعتيلي رسايل وبتهدديني، طب انا هاجبلك عشر الاف منين المبلغ كبير اوي عليا مش هاقدر.
نظرت حولها بمكر وهي تتحدث: بقا العز دا كله ومش تقدري تاخدي عشر الاف جنيه ياختي اسرقي اي تحفه من دول وبعيها وهاتجيبي ضعف المبلغ وبعدين يا حلوة دا مبلغ قليل تمن سكوتي على مصيبتك هو انتي عاوزني اعرف انك متجوزة دكتور قد الدنيا وغني واسكت واسيبك لا طبعا انا عاوزة فلوس علشان اسكت ومقولش لحماكي على مصيبتك ... وبعدين الواد زكريا عاوز يتجوز وممعيش فلوس.
اقتربت منها ليلى بسرعة تجذبها من مرفقها بعصبية وهي تهتف: امشي اطلعي برا انا مش هاجبلك المبلغ دا، امشي .
ابتسمت بسخرية : اهدي على نفسك ياختي شوية، انا هامشي فعلا بس والله العظيم يا ليلى لو ما جبتي الفلوس لمسودة حياتك وانتي عارفني على ايه وبعدين ياحلوة لو فاكرة انك تجري تقولي لجوزك وهو هايفكر بس يعمل حاجة انا مفهمة كذا واحد الحوار وهايجي ويفضحك هنا وكمان عرفت ان ليكي عمة الدكتور صعبة اوي لو عرفت بمصيبتك شوفي بقا هاتعمل فيكي ايه...
قاطعتها ليلى بحدة : وانتي ايه عرفك دا كله؟!..
قهقهت مديحة بشر : وانتي فاكرة ان هاسيبك تطلعي من الحارة كدا لا بقا دا انا رقبتك وعرفت انتي اتجوزتي مين وبقالكوا قد ايه متجوزين وعرفت كل تفصيلة وصغيرة والصراحة انا لايمكن اسيبك تتمعتي بالعز دا لوحدك دا انا حتى ابقا غبية ومبفهمش....
ثم استطردت تحت نظرات ليلى المصدومة : انا هامشي الرقم اللي كنت بعتلك الرسالة منه هو دا اللي تكلميني منه، هتتاخري يوم عن اليومين اللي قولتلك عليهم هاتشوفي وش مديحة التاني سلام ياحبيبتي...
ذهبت مديحة وبقت ليلى تحت الصدمة ......
**************************************
بالمصنع...
_ بتعمل ايه هنا يا سامي...
التفت سامي بسرعة،، وجد هايدي تنظر له وعلى وجهها ابتسامة خبيثة، فهتف متصنعا الامبالاة :
_عادي بشوف بيشتغلوا ولا لأ.
هايدي بخبث: طب ودا تخصصك والا شغلك، قول بقا انك جاي علشان الست شهد.
سامي ببرود : وانتي مالك جايلها ولا لأ، مراقباني ليه خليكي في اللي يخصك.
اقتربت منه وقالت بهدوء : بص هاجبهالك صريحة انا وانت مصلحتنا واحدة انت عاوز شهد ودا فهمته من نظراتك وانا عاوزة رامي يبقا نساعد بعض وكل واحد ياخد اللي بيحبه.
سامي : طب رامي وعندك ما تخديه ايه اللي يمنعك عنه، اما شهد طلعيها من دماغك يا هايدي اعوزها معوزهاش ميخصكيش.
هتفت بتهكم : طب والله باين عليك متعرفش حاجة وعايش في الاحلام رامي صاحبك عينه من شهد وانا شوفتهم بعيني دول في المطبخ في بيت رامي مقربين من بعض وبيهمسوا ويتكلموا، انا عاوزة مصلحتك يا سامي انا بنت عمك ومصلحتك من مصلحتي.
هتف سامي ببرود : لو احتاجتك هاقولك اكيد يا يابنت عمي.
تركها سامي ثم ذهب لمكتب رامي دلف الغرفة، وجد رامي نائما على كرسي المكتب مغمضا عينيه :
_ عاوز ايه ياسامي.
هتف سامي بمزاح : ايه دا انت ملبوس ياعم، ايه عرفك ان انا.
فتح رامي عينيه ثم هتف بضيق : علشان انت الوحيد الي بتدخل من غير ما تستأذن.
قطب ما بين حاجبيه مردفا : مالك يا رامي مبوز ليه كدة وقاعد نايم مبتشغلش.
رد بوجهه مقتضب : مفيش.
ابتسم سامي بسخرية : انا بسال مين مالك مش هاتقول طبعا، انت عارف يا رامي بتفكرني بمين بالست النكدية اللي جوزها بيفضل يقولها مالك متردش عليه ومترضاش تقول.
زمجر رامي بحدة : وانا مش هاستحمل كتير طولة لسانك وانت عارف ان مبحبش حد يتعدا حدوده معايا في الكلام وبردوا عارف ان مبقولش مالي ولا فيا ايه، يبقا ايه تقوم تشوف شغلك دا لو انت بتشتغل اصلا ومتكونش جاي لهدف في دماغك .
نهض سامي بعصبية : انا مش عارف مستحملك على ايه.
بعد خروجه ارجع رامي راسه للوراء مرة اخرى مغلقا عيناه بقوة يحاول التحكم في اعصابه :
اطلعي بقا من دماغي، مش عارف اركز ولا اشتغل ولا اعمل حاجة، اوووف لا انا مش قادر استحمل انا هاقوم واروحلها، انا قسيت عليها جامد ممكن يحصلها حاجه.
**************************
بمنزل زكريا...
عادت للمنزل وجدت الهدوء يعم المنزل التوى فمها بسخرية : اه تلاقيها نايمة الهانم.
رن هاتفها اجابت بخفوت وهي تدلف لغرفتها: ايوا ياهانم.
كريمة : انتي مروحتيش ولا ايه؟.
مديحة : لا روحت وجيت.
كريمة بعصبية : انا مش منبه عليكي اول ما تخرجي من هناك تكلميني وتقوليلي عملتي ايه..
قالت مديحة بتبرير : اصل يعني هاحكي في الشارع قولت اروح البيت واحكيلك.
زفرت كريمة بنفاذ صبر : اخلصي انتي هاتصاحبيني احكي عملتي ايه .
هتفت مديحة بحنق : ما بالراحة عليا يا هانم اصل كلنا ولاد تسعة وبعدين انتي محتاجاني...
ثم تابعت حديثها : انا روحت وجوزها قابلني وانا قولتله اني جارة ليلى وهو مهتمش انه يعرف تفاصيل دخلني وقبلتها وقولتلها ان انا اللي كنت ببعتلها رسايل التهديد وهي خافت طبعا وهددتها بكل حاجة اتفقنا عليها وقولتلها مستنية اتصال خلال يومين ومشيت.
كريمة : برافو عليكي الفلوس بقا اللي تجيبها دي حلال عليكي كلها واول ما تجبها بلغيني علشان اقولك هاتعملي ايه بعد كدا.
مديحة بسعادة : ماشي ياهانم .
انهت المكالمة بسعادة ولكنها سرعان ما تذكرت شئ :
الحمد لله انه مفتكرنيش ولا افتكر اني الست الي بهدلها في عيادته، وكويس بردوا ان مقولتش لست كريمة لكانت تخاف وتسحب مني الحوار ويضيع عليا الفلوس انا كدا صح، بس افرض افتكرني ايه بقا اللي هايحصل.
***********************************
بمنزل رامي .
دارت في ارجاء المنزل بعصبية وهي تهتف : اه ياناري بقا تحبسني يا رامي على اخر الزمن انا تعمل معايا كدا، طب والله لاوريك اسود ايام حياتك اه انا ميتعملش معايا كدا.
جلست بزهق على الاريكة انتبهت لصوت البطلة المستغيث في التلفاز وهي تستغيث بالبطل عبر الهاتف ضيقت عينها بتركيز تتابع باهتمام حتى جاءت لها فكرة شيطانية لاح على ثغرها ابتسامة خبيثة، التقطت الهاتف ثم قامت بالاتصال حتى جاءها صوته القوي ....
_ ايوا يا شهد .
تصنعت البكاء وهي تهتف بخفوت : الحقني يارامي .
توقف رامي عن القيادة وهو يهتف بقلق : مالك في ايه..
هتفت بتلعثم : مش...مش عارفة فيه حد في الشقة معايا انا سامعة صوته معايا بيتحرك هاموت من الخوف.
هتف بتوتر: ازاي دخل الشقة وانا قافل بالمفتاح...
خبطت بيديها على جبينها وهي تسب نفسها ثم هتفت بارتباك :سمعت صوت تكسير شباك المطبخ، هايموتني يارامي.
جف حلقه من شدة قلقه وخوفه : اوعي تخافي انا هاجيلك اهو متخافيش، خليكي معايا.
هتفت بتسرع : لا طبعا اقفل علشان الرصيد.
هتف بتعجب : نعم!!!!.
قالت بارتباك خافت: اااا...اقصد اقفل علشان ميحسش بيا.
انهت المكالمة وهي تزفر بقوة اعتلت على وجهها ابتسامة عريضة وهي تهتف : احسن تستاهل.
***********"
قام بتشغيل السيارة مرات عديدة ولكن تلك المحاولات فشلت ضرب المقود بيديه وهتف بعصبية : هو في ايه مالها مبتشغلش ليه ، هو دا وقته...
خرج منها بحث عن تاكسي لم يجد فالسااعة الثانية ظهرا والشوارع مزدحمة، ركض باقصى سرعته ركض والعديد من التخيلات بذهنه، جف حلقه زدات وتيرة الخوف والقلق بداخله، لم يعرف حتى الان كيف وصل لمنزله اخرج مفاتيحه بتوتر وخوف فتح الباب ودخل بهدوء وحذر وعينيه تبحث عنها في ارجاء المنزل حتى توقف عندما سمع صوتها البارد :
_ لا طلعت بتخاف عليا يا رامي .
التفت بسرعة وجدها تتكأ بنصف جسدها على العمود الرخامي، تفحصها بسرعة بعينيه وفي لحظة كان يعانقها بقوة ويديه تتحرك بسرعة على جسدها بخوف، شعرت بدقات قلبه وقوة بنبضاته وبانفاسه اللاهثة، ابتعد عنها قليلا يهتف بقلق :
_ انتي كويسة صح، مفيش حد عملك حاجة.
صمتت شعرت بمدى قلقه وخوفه عليها، امتلئت عينيها بسرعة بالدموع واردفت بنبرة شبه باكية : انا اسفة مكنتش اقصد اخوفك عليا والله، انا بس كنت مخنوقة منك ومضايقة ومتعصبة قفلت عليا الباب وحبستني قومت اخترعت الكذبة دي علشان تيجيلي، متزعلش مني يا رامي انا غلطت.
نظر حوله بصدمة : يعني مفيش حرامي.
هزت رأسها بنفي، اخفضت بصرها ارضا بخزي، ثم هتفت بخفوت : معلش انا اسفة .
عانقها مرة اخرى وهو يدفن وجهه في عنقها بقوة ويهتف بخفوت: انتي عاوزة تعملي فيا ايه، عاوزة تتعبي قلبي معاكي ليه، اخدتي ايه غير ان جريت الطريق كله وقلبي كان هايقف من الخوف عليكي، طب تعرفي اني اصلا كنت سايب الشغل وجايلك.
هتفت بخجل : انت كنت سايب الشغل وجاي ليه؟!.
ابتعد قليلا عنها، رفع بصره وركزه على عينيها ويديه تداعب وجنتيها بلطف ثم هتف بنبرة حنونة : علشان زعلتك مني قبل ماانزل وقفلت عليك، رغم انك غلطانة في اللي عملتيه بس مهنتيش عليا.
اعتلت ابتسامة خبيثه على ثغرها : عكتها اوي انا انهاردة صح؟؟.
اقترب اكثر منها وهو يركز بصره على شفتيها بشغف : اه.
ارتشعت شفتيها من نظراته لها فهتفت بارتباك : اااان...انا..
قبل ارنبة انفها برقة وداعبها بانفه وهو يهتف بهمس : انتي ايه...
زادت دقات قلبها بجنون من قوة فرط مشاعرها، الان تختبر مشاعر جديدة لم تعهدها من قبل، اغلقت عينيها تستمتع بانفاسه الساخنه على وجهها، شعرت بشفتيه تجول على بشرتها الناعمة، شعرت بشفتيه تقترب من شفاهها خفق قلبها بقوة، تمسكت بقميصه، طبع قبلة رقيقة بالقرب من شفتيها، ثم ابتعد وهو يتفحصها ويرى تأثير ما فعله بها، فتحت عيناها بخجل تسربت الدماء لوجهها، ابتسم بخفة على براءتها ثم هتف بخشونة : هاتصل على الباص يجيب حمزة على هنا، جهزي حاجة خفيفة لغاية ماخاد شاور.
تركها ثم دلف الى غرفته مغلقا الباب خلفه، وضعت يديها على قلبها تحاول تهدئة دقاته السريعة والقوية :
اهدي هاموت الله يخربيتك يا رامي، انت عاوز تعمل فيا ايه.
*********************************
بمنزل كريم.
جلس بانهاك واضح على الاريكة يهتف بتعب : اليوم كان متعب اوي متتخيليش كم العمليات والولادة..
هتفت ليلى بشرود وعينها مثبتة على نقطة ما : الله يكون في عونك.
عقد حاجبيه يسال بإهتمام : مالك يا ليلى من وقت ما دخلت البيت وانتي تايهة كدا.
ابتسمت ابتسامة مصطنعة : مفيش .
اقترب منها وجلس مقابلها : لا فيه في ايه...من حق الست بتاعت الصبح جارتك كانت عاوزكي ليه؟.
هتفت بتوتر : مكنتش عاوزة هي...
قاطعها مستفهما : هي عرفت مكانك منين؟!.
زاد التوتر لديها من اسئلة كريم فهتفت : انا كنت كلمتها وقولتلها في حاجة ؟!.
هز رأسه بنفي : لا مفيش بس حاسس ان شوفتها قبل كدا اوكشفت عندي هاموت وافتكر ودماغي مش قادرة تجيبها.
ليلى : متهايلك انت مشوفتهاش قبل كدا انا متاكدة .
قطب مابين حاجبيه : وانتي ايه اللي يخلكي متاكدة ان مشفتهاش قبل كدا.
هتفت موضحة : اصلها جارتي انت هاتشوفها ازاي الا معايا وهي اول مرا تيجيلي هنا.
هز رأسه متفهما : امممم ممكن بردوا، المهم كانت عاوزكي في ايه؟!.
رفعت بصرها بتوتر وعزمت على قول ما فكرت فيه وما توصلت اليه بعد معاناه: هي عارفة انك غني، وهي على قد حالها وابنها عاوز يتجوز وكانت مزنوقة في مبلغ كدا.
كريم : فجت تطلبهم منك يعني.
هزت راسها وهي تخفض بصرها للاسفل وتحاول جاهدة كبح خوفها وتوترها حتى هتف بهدوء :
طب وماله ياقلبي ساعديها براحتك.
رفعت بصرها بسرعة تهتف بتردد مرتبك : مم..انا ممعيش فلو...
قاطعها بابتسامة بسيطة : فلوس ايه يا ليلى انا ليل نهار بسبلك فلوس في درج الكمدينو اظاهر انك مبتاخديش بالك منها اديلها اللي هي عاوزاه ولو عازت اكتر عادي قوليلي اكيد مش هتاخر على مساعدة حد.
ليلى : لا انا بشوفهم بس دول بردوا فلوسك قبل ما اخد منهم حاجة لازم تعرف وبعدين انت لازم تعرف هي طالبة قد ايه...
مد يديه ممسكا بوجهها ثم طبع قبلة فوق جبينها وهتف : قولتلك فلوسي فلوسك، وبعدين اديها اللي انتي عاوزاه ولو عوزتي فلوس في اي وقت خدي من الخزانة اللي جواها رقمها بنفس يوم جوازنا، ومش عاوز اعرف هما قد ايه، واه اعملي في حسابك ان بكرة حجزتلك عند الدكتور هدى معاد الجلسة .
**************************
بالحارة...
عبده : اؤمري يام زكريا عنيا...
مديحة بمكر : بقولك يا واد فاكر لما جيت وقولتلي على ليلى لما حصلها الحادثة اياها انت والواد علي .
هز عبده رأسه وقاال : اه فاكر طبعا وانتي حتى يومها قولتلنا نفضحها هي والبت شهد.
مديحة : اه وفاكر قولتيلي ايه كمان..
حك مؤخرة راسه وحاول التذكر ثم هتف : لا مش فاكر معلش فكريني.
هتفت مديحة بصوت كفيفح الافاعي : مش انت قولتيلي يا واد ان لو عاوزة اكد الكلام دا عليها اجبلك كام صورة ليها وانت تعملها ششوتو حاجة يعني تفبرك ليها صور.
قطب ما بين حاجبيه مستفهما : هو انتي لامؤاخذة لسه فاكرة تعمليلها ما هي غارت من الحارة مالوش لزمة ..
زفرت مديحة بنفاذ صبر : ياخويا انت رغاي ليه وبتسال كتير ليه،، الموضوع مش يخص ليلى الموضوع يخص واحدة تانيه واحدة صاحبتي عندها مشكلة وعاوزة تفبرك صور دلني بس على الواد دا وانا اقولها .
شعر بكذبها ولكنه قام بمجاراتها واخبارها بالعنوان المنشود، شكرته ثم انصرفت حدق هو في اثرها :
_ ناوية على ايه يا مديحة، مش عارف حاسس بحاجة غريبة انا هاعرف بطريقتي هي ناوية على ايه ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
رواية ( شهد الحياة )
البارت العشروون
في عيادة الطبيبة النفسية....
ابتسمت الطبيبة بود : ها بقا قوليلي انهاردا عاوزة تتكلمي
عن ايه...
ليلى بحزن : من يومين شوفت شهد واتخانقت معاها، انا مش عارفة صح ولا غلط ......
قاطعتها الطبيية بعملية : اولا بس عرفيني مين هي شهد؟!؟
ليلى : شهد دي صاحبة عمري متربين مع بعض انا اكبر منها بسنة، طول عمرها صاحبتي الجدعة عمرها ما قالت لأ على حاجة، عمرها ماعملت فيا حاجة وحشة ابدا، اسراري كلها معاها وهي بردوا، بس خانتني وفضحتني انا مش عارفة هي ليه عملت كدا .
الدكتورة هدى : وفضحتك ازاي؟!.
ليلى بدموع : يوم الحادثة بابا قلق عليا لان تليفوني كان مقفول كلمها بليل الساعة ٣ وهي جتلي المستشفى ويومها حلفتها ما تقول لحد هي كانت عاوزة تبلغ وانا اصريت اني اروح ولما روحنا قولتلها متقوليش لحد، وهي وعدتني بس خلفت وعدها، تاني يوم جه زكريا يضربني وموتني ضرب وقالي ان شهد هي اللي فضحتني بابا مات بسببها، انا مكرهتش في حياتي قدها هي السبب.
هتفت هدى بتعجب : ومكرهتيش اللي اغتصبك.
رفعت بصرها ترمقها بعدم فهم : قصدك ايه؟!.
تنهدت الطبيبة قائلة بحزم : بصي ياليلى انا طول الجلسات اللي فاتت انتي بتتكلمي وانا بسمع بس مهمة الطبيب النفسي انه يعالج ويدي حلول او يصلح اخطاء المريض عاملها او هايعملها، انتي ليه لغاية دلوقتي مبلغتيش عن الحيوان دا والمفروض انه يتقبض عليه ليه سكتي، ليه اصلا سميتها فضيحة.
ليلي : عشان ..عشا...
قاطعتها هدى بهدوء : خليني اكمل واسميحلي ان اكون حازمة بعض الشيء والومك على قرارات وحاجات اخدتيها في حياتك انا حقيقي متعجبة لكدا، اولا انتي السبب في كل دا انتي اللي فضحتي نفسك لما اختارتي انك تسمي حادثة الاغتصاب فضيحة، انتي لو كنتي فكرتي شوية بس كنتي بلغتي واخدتي حقك من الحيوان دا واتسجن وخلتيه عبرة لكل واحد فكر انه يعمل كدا في واحدة، كنتي بقيتي في نظر الكل المجني عليها ودا فعلا انتي مجني عليها بس بعملتك او بتفكيرك دا حطيتي نفسك في خانة مع الجاني زيك زيه، لانك سكتي وخبيتي الموضوع مين هايصدق انك على حق كلهم هايقولوا اه تلاقيها كانت مبسوطة وبرضاها، انا حقيقي مستغربة ازاي بنت زيك تبقا في سن النضج دا وتختار تسكت امال القانون دا عملوه ليه مش علشان يجبلك حقك، احنا ممكن نقول لو مع ان لو دي اكبر حاجة غلط الانسان ممكن يقولها، بس هاقولها علشان بعد كدا تفكري بعقل سليم، لو قولنا ان لو بلغتي ووالدك عرف باللي حصل كان هايقف زي الجبل يدافع عنك وياخد حقك بس باللي انتي عملتيه وسكوتك سببله حالة صدمة وعلشان كدا مات وطبعا الاعمار بيد الله ودا أجله ونصيبه وكمان يمكن خطيبك مش ضربك ولا عمل فيكي كل دا يمكن يختار انه يحترمك ويبعد بهدوء ومن غير مشاكل، لكن بسكوتك خلاه في حالة من التكهنات، انتي ببساطة بتعلقي اخطائك على شماعة الاخرين.
ليلى بضيق : انتي بتتهميني اني السبب في دا كله وهي اللي فضحتني شهد هي السبب .....
هدى بجدية : جينا لنقطة شهد ودي اهم نقطة، انتي شايفة انك اتظلمتي صح طب مانتي بتظلميها زي مانتي اتظلمتي يعني انتي بقيتي ظالمة، انا لما سألتك مين شهد في بداية كلامك قولتي جدعة متربين مع بعض عمرك ما شوفتي منها حاجة وحشة صعب جدا يا ليلى ان حد بالاخلاق دي وعشرتيه طول السنين دي ويجي يعمل كدا، طب هاسالك سؤال هي اعترفت بدا حسيتي انها كدابة مثلا وهي بتقولك لا مقولتش...
صمتت ليلى قليلا، وهزت راسها بنفي : لا كانت بدافع عن نفسها جدا وبتحلف انها مقالتش.
هدى بعتاب : طب انتي ليه موقفتيش وعاتبيتها وفهمتي منها، ليه اختارتي الحكم انهم قالوا هي قولتي اه يبقا هي اللي قالت وفضحتني.
هتفت ليلى باندفاع: لا ثواني ماهي الوحيدة اللي عارفة، امال مين قالهم ان حصلي كدا.
هدى : ممكن تكون مثلا واحدة في المستشفي كانت معاكي حبت تتطمن عليكي جت وسالت عليكي وحكت اللي حصلك وقالت كان معاها واحدة اسمها شهد، بصي يا ليلى انا لو قعدت اتخيل مين اللي قاال غير شهد على استعداد اطلعلك مية سيناريو واحكهولك، وفي كل سيناريو انتي هاتصدقي، ليه معطتيش نفسك فرصه تسمعيها ليه مُصرة تظلمي زي ما اتظلمتي؟!، ليه بتهربي من مشاكلك، ليه مبتحكميش عقلك، ليه بتمشي ورا عواطفك.
هتفت ليلي بانكسار: كلكوا جايين عليا، انتي كمان بتغلطيني زي كريم، محدش حاسس بيا.
هدى بهدوء: بصي يا ليلى محدش جاي عليكي بالعكس احنا بنحاول نطلعك من الجو اللي انتي معيشة نفسك فيه، انتي ممكن تبقي اقوى من كدا، انتي مش لوحدك دكتور كريم معاكي ودا المفروض انه يبقا مصدر قوتك وامانك انتي ربنا بيحبك علشان كدا في حد وقف جنبك واللي شايفة انه مستعد يحارب علشانك، ليه بقا دور المنكسرة والمغلوبة على امرها، لما ممكن تقفي وبعلو صوتك تقولي انا اتظلمت انا المجني عليها انا وانا وانا، ليه عايشة في الظلام، والمفروض ان كريم هو النور اللي هاتكملي بيه...
ابتسمت ليلى بسخرية وهي تهتف ببكاء : اهو كريم دا بالذات هو اللي مخليني عايشة في الظلام، اهو كريم انا الي بحارب علشان افضل جنبه، اهو اللي مفروض يكون مصدر قوتي هو مصدر ضعفي وقلة حيلتي.
قطبت مابيين حاجبيها تهتف باهتمام : ليه كدا؟!.
ليلى : ام زكريا خطيبي اللي كنت قولتلك انها طردتني من البيت وبتكرهني لقيتها جايلي على البيت وبتطلب مني ١٠٠٠٠ الاف جنيه تمن سكوتها على الحادثة بتاعتي ومتقولش لابو كريم على اللي حصلي وتسكت ومتفضحنيش.
تسألت الطبيبة بحذر: وانتي هاتعملي ايه هاتديها الفلوس.
أومأت ليلى : اه طبعا هاديها انا مش هاستحمل عمو جمال يبصلي بصة مش كويسة، كفاية دا الحاجة الوحيدة الحلوة اللي بتعوضني عن ابويا.
هدى : وكريم عارف؟!.
هزت راسها بنفي واردفت ببكاء: لا كدبت عليه هي هددتني لو قولتله وعمل فيها حاجة هاتبعت حد تاني يقول، انا كدبت عليه وخلاص، هي اخر فلوس ممكن تطلبها مني وتبعد عني .
هدى : هو انتي فاكرة ان دي اخر فلوس هتطلبها بالعكس دي مش هاتسيبك اوعي تسيبها تبتزك اوعي هاتبقي بتغلطي غلطة فوق غلطاتك اللي مبتنتهيش.
ليلي بإصرار : لا انا هاديها الفلوس وهاتفق معاها ان دي اخر فلوس وتبعد عني.
زمت الطبيبة شفتيها بضيق : كدا غلط يا ليلى صدقيني، شوفتي نتيجة تفكيرك وصلك لايه، وصلك ان واحدة تبتزك، قولي لكريم وواجههي مشاكلك ومتخافيش، ووالد دكتور كريم راجل بيفهم وهايفهم مدى اللي انتي اتعرضتيله.
هزت راسها برفض وهي تهتف : لا يا دكتورة انا قررت هاعطيها الفلوس وهاتفق معاها ولا كريم ولا ابوه هايعرف حاجة.
ثم استطردت وهي ترمقها برجاء: ارجوك دا سر ما بينا اوعي تقولي لكريم.
هدي بضيق : كل كلمة بتقوليها هنا في المكتب دا مبتطلعش برا، بس رجاء مني انا شخصيا ياريت تفكري وبلاش تعطيها الفلوس واجهي مشاكلك بقوة وبلاش ضعف، صدقيني هترتاحي اكتر.
ليلى بضعف وقلة حيلة : ان شاء الله، عن اذنك.
تركت ليلى غرفة الطبيبة والحزن يسيطر على قسمات وجهها، عبثت في هاتفها ثم اجرت اتصالا بكريم:
_ الو.
كريم : ايه يا ليلتي، خلصتي الجلسة.
ليلى بصوت حزين : اه، وهاروح اقابل جارتي اللي قولتلك عليها هاديها الفلوس واروح.
سألها كريم بقلق: في ايه صوتك ماله!.
ليلى : مفيش بس حاسة اني تعبانة علشان اتكلمت في حاجات مكنتش عاوزة اتكلم فيها.
هتف كريم بلطف : معلش يا قلبي هاتهدي كمان شوية وان شاء الله قريب هاتتحسني.
ليلى: ان شاء الله، سلام.
********************************
بالمصنع....
هتفت شهد بضيق : يا رامي مش قولتلك متبقااش تجبني هنا المكتب، يقولوا عليا ايه؟!.
هتف رامي بالامبالاة: يقولوا اللي يقولوه، وبعدين متنسنيش انا كنت عاوز اقولك ايه.
شهد : قول عاوز ايه؟!.
رامي بشرود: انتي حلوة اوي وانتي لابسة كدا.
اتسعت عيناها بصدمة وهتفت : ها؟!.
تنحنح رامي بإحراج ثم هتف : انا هاروح اجيب شوية حاجات للمصنع خليكي في المصنع حتى لو اتأخرت واياكي تخرجي وتروحي في حتة، ومالكيش دعوة بحد ماشي.
هتفت بتهكم : طب ماتقولي اقعدي وربعي ايدك بالمرة وحطي لزقه على بوقك..
زفر بحنق وهو يقول: استغفر الله، هو انتي متعرفيش تقولي حاضر، في ايه ياشهد عشرة بيتكلموا معاكي.
شهد : اصل انت بتقول كلام مش منطقي خالص والله.
رامي : والله انتي اللي مش منطقية اصلا، انا هاروح مش هتأخر.
شهد : حاضر .
اقترب منها ثم مد يديه يمسك بوجهها ويهتف بحنان: خلي بالك من نفسك لغاية ما ارجعالك، لو حسيتي ان الشغل كتير عليكي اقعدي ومتخافيش من حد.
رفعت بصرها وهي تبتسم : هو انت اصلا بيخلهم يدوني شغل، كل ما اقولهم عاوزة اشتغل بجد يقولولي مستر رامي أمر ان شغلك بسيط.
رامي بنبرة حنونة للغاية : اه طبعا انا مش جايبك تشتغلي وتتعبي في نفسك، انا جايبك تتسلى مش اكتر، المهم علشان متعطلنيش اهتمي بنفسك وخلي بالك منها .
هتفت بمزاح : هي مين دي؟!.
هتف وهو يطبع قبلة رقيقة على احدى وجنيتها : نفسك...
تركها وخرج من الحجرة، حدقت في اثره وهي تهتف بتنهيدة قوية وابتسامة عريضة تزين وجهها : انا شكلي حبيتك ولا ايه، ربنا يستر وقلبي مش يوجعني.
***************************************
باحد البنوك المصرية..
هتفت سميحة بارتباك : يعني يا انسة الفلوس دي بقت بتاعتي وفي حسابي والرقم معايا صح.
هتفت الموظفة بعملية : ايوة يا فندم زي مافهمت حضرتك الخطوات بالظبط.
أومأت سميحة مع ابتسامة بسيطة ثم خرجت من البنك، وقفت على اعتابه وهي تهتف بارتياح : الحمد لله كدا اول خطوة صح، عقبال الباقي سلمى تتطلق واخد شهد من عند صفاء ونروح في حتة محدش يعرفنا فيها ويرجعوا بناتي لحضني، وابقا كدا انتقمت من حسني.
*********************************
وصلت مديحة للعنوان المنشود..رأت ليلى تقدم عليها بثياب مرتبة وجميلة التوى فمها بسخرية : بنت عم احمد بقت بنت ذوات انتي وقعتي عليا من السما.
وقفت ليلى امامها وهي تنظر لها بازدراء ثم اخرجت المال من حقيبتها واعطتهم لمديحة التي تناولته منها بفرحة فهتفت ليلى بتحذير ولهجة حاسمة : بصي علشان اقولك بس دي اخر فلوس ممكن اديهالك علشان بس متفكريش كل شوية تتصلي عليا، وتقوليلي عاوزة فلوس انا مش هاديلك ولا مليم زيادة.
رفعت حاجبيها ببرود وهي تقول : طب اهدي على نفسك ياختي، جاية محموقة كدا ليه، ولا تكونشي البت شهد هي اللي قالتلك تقولي كدا مانتوا الاتنين مكروشين من الحارة ومفضحوين زي بعض وتلاقيها هاتموت مني.
قطبت مابين حاجبيها وهي تقول: شهد اطردت ليه ومين طردها؟!..
شهقت مديحة بصدمة : هو انتي متعرفيش انها مشيت في نفس اليوم اللي انتي مشيتي فيه، يعيني جوز امها طردها ومشيت.
ليلى : وهو طردها ليه؟..وهي مالها بالموضوع؟..
قهقهت مديحة بشر : اصل اتقال عليها نفس الكلام اللي قالوه عليكي واللي انا لامؤاخذة مطلعاه عليكوا انتوا الاتنين.
هتفت بتلعثم : انتي!!، قولتي ايه؟!...
اقتربت مديحة وهتفت بصوت كفيفح الافعى : قولت اللي انتوا تستحقوه لما الواد عبدو وحسين طلعوا يصحوا زكريا الفجر ويقولوله على اللي حصلك، ولاجل الحظ انا اللي فتحت الباب وقابلتهم.....
(فلاش باااك)
قطبت ما بين حاجبيها وهي تهتف بصوت ناعس : في ايه ياواد ياحسين انت وعبدو بتخبطوا كدا ليه؟!...في مصيبة ولا ايه؟! .
أومئ حسين وهو يقول بمكر : اه مصيبة ومش اي مصيبة لامؤاخذة، امال استاذ زكريا فين؟!..
هتفت بحدة : نايم، واخلص قول اللي عندك اصل والله اقفل الباب في وشك .
عبدو : هاقولك انا يام زكريا انا شفت البت شهد نازلة من بيتهم بتتسحب استغربت اوي مشيت وراها من غير ما تاخد بالها ولقيتها رايحة المستشفى لليلى خطيبة ابنك كنت هامشي بس رجعت ودخلت وراها ولقيتها بتكلم واحد وبتعيط، وقفت ممرضة زميلة ليلى وحكتلي على كل حاجة بس ايه بعد ما لهفت مني ٥٠ جنيه.
ضيقت عينيها بتركيز وهي تهتف بفضول : وايه اللي حصل يا واد؟!!.
استطرد عبدو حديثه باندفاع: عرفت ان فيه واحد اغتصبها ولقوها مرمية في الشارع.
شهقت مديحة بصدمة : يالهوي اغتصاب.
أومئ عبدو مؤكدا: اه والله يام زكريا، احنا كنا جايين نقول لزكريا.
خطرت على ذهنها فكرة شيطانية فهتف بخبث : بصوا بقا انا هاقولكوا تعملوا ايه ولو نفذتوه وعملتوا الي انا عاوزاه صدقوني هتاكلوا الشهد من ورايا....
هتف حسين باندفاع : قولي يام زكريا احنا تحت امرك....
( باااااااااااااك )
مديحة بازدراء : وبس ياختي قولتلهم يطلعوا عليكي لامؤاخذة سمعة بطالة انتي والمجبورة شهد وانتي اهو اطردتي وهي بردوا، وانتقمت منكوا، عن اذنك ياحبيبتي ضيعتلي وقتي.
تركتها مديحة تحت تأثير الصدمة، ظلمت شهد وظلمت نفسها قبل اي شخص، زاغ بصرها وقل نفسها تدريجيا، اين كريم؟!، هي الان تحتاج لحضن كريم، وهمسااته اللطيفة التي تهدئ من روعها، صدقت الطبيبة كريم يتلخص في كلمة وهي الامان، اين الامان هي تشتاق اليه...
******************************
بالمول...
هتف رامي بحنق : لا انت تخلص شوف تجبلها هدية ايه؟! انا مقرر من زمان.
حمزة : انت هاتجيب ايه يا بابا؟!..
رامي : هاجبلها سلسلة دهب عليها اسمها وانت عاوز ايه نجيبه؟!.
حمزة : انا سالت مريم صاحبتي وقالتلي ان اختها اسمها شهد وبتحب القطط اوي وكل اللي اسمهم شهد بيموتوا في القطط.
رامي : ايوا بقا ايه علاقة اخت صاحبتك بشهد، مش فاهم.
حمزة : يابابا انت مش فهمت منا كدا هاشتري لشهد قطة .
رامي : لعبة ولا حقيقة .
حمزة : حقيقة طبعا .
رامي : انت متاكد انها هاتعجبها.
أومئ حمزة بسعادة : اه طبعا...
تنهد قويا وهو يهتف : طيب يلا نلحق ونشتري، علشان متأخرش على شهد .
*********************************
بالعيادة......
دخلت بأعين حمراء ووجه حزين تسأل عن امانها(كريم)، لم تعطي للممرضة فرصة باعطاؤه خبر وجودها، اندفعت صوب الغرفة تبكي، رفع كريم بصره رأها على ذلك الحال خفق قلبه بشدة، انتفض من مكانه بسرعة يتفحصها جيدا وهو يهتف :
_ مالك فيكي ايه، حد عمل فيكي حاجة..
هتفت بصوت مبحوح ونبرة بكاء كالاطفال : احضني ياكريم، احضني اوي، انا حاسة قلبي هايقف..
عانقها بسرعة، مدت يديها الصغرتين تبادله عناقه وتضمه لها بقوة وتدفن وجهها في عنقه وبكائها لم يهدأ للحظة، التزم الصمت وظل يمسد بيده على انحاء جسدها رأسها ظهرها....حتى هدأت شهقاتها وبكائها واستكانت في حضنه ابتعد عنها ثم هتف:
_ ممكن افهم في ايه، مين زعلك لدرجاتي.
قالت ليلى بصوت مبحوح: عرفت ان شهد مظلومة، عرفت ان طلعت ظالمة، كلامكوا صح ، انا مرحمتهاش زي ما الناس مش رحموني.
كريم بحنو : وانتي ايه عرفك؟!، شوفتيها؟!!.
هزت رأسها بنفي وهي تهتف : لأ مشوفتهاش بس حد قالي وحكالي اني ظلمتها وان ام زكريا اللي كنت مخطبالو هي اللي خططت لدا كله، وفضحتنا وهي كمان اطردت زي.
كريم : اه يعني الست جارتك اللي اخدت الفلوس هي اللي حكتلك.
أومأت برأسها واستمرت عيناها تفيض بالدموع على قسوتها مع صديقتها...، بينما هتف كريم بصوت حنون وبلطف : طب اهدي ياحبيبتي، كل حاجة وليها حلها، وان شاءالله تسامحك وتعديها.
ابتسمت بتهكم وهي تهتف : انا متاكدة انها هتسامحني وبسرعة كمان، بس هل انا هاسامح نفسي، هل انا ياكريم هاقدر اتعامل معاها عادي من غير ما ابص في عينها واحس ان كنت ظالمة وبظلمها معايا....
كريم : الانسان بيغلط يا ليلى، ومفيش حد كامل الكامل لله وحده، ولازم لما نغلط نعترف ونعتذر وبدام اللي قدامنا هايسامحنا بسهولة يبقا نحمد ربنا ونشكره، عذاب ضميرك هايفضل موجود بس صدقيني هايقل مع مرور الزمن.
عانقته مرة اخرى وهي تقول: انا بقيت حاسة اني عايشة في دوامة وعمري ما هاطلع منها تاني.
ربت كريم على رأسها هاتفا بحنان : هاتطلعي والله يا قلبي، طول مانا معاكي هاتطلعي، انا سندك وضهرك وقوتك انا معاكي في اي حاجة .
زدات من احتضانها له وهي تهتف بنبرة صادقة نابعة من اعماق قلبها : ربنا يخليك ليا ياكريم، ومتحرمش من وجودك .
***********************************
بالمصنع...
هتفت مدام سهير بصرامة : شيماء انا بقولك اهو لو مبطلتيش كلام على شهد هابلغ مستر رامي ياخد موقف منك، احنا جايين هنا للشغل وبس مالكيش دعوة بحد.
هتفت شيماء ذات الشعر القصير المجعد والعيون السوداء والبشرة القمحية : الله هو انا قولت ايه غير انها مبتشوفش شغلها وقاعدة ليل نهار مرتاحة ومرة تتكلم مع مدير مصنع ومرة تتكلم مع مدير الحسابات، وكدا بصراحة ميرضيش ربنا.
سهير : مالكيش دعوة بردوا، وخلي في بالك مستر رامي لو وصله كلامك هايعاقبك جامد، اقعدي احسن وشوفي شغلك وبلاش قطع ارزاق.
رفعت حاجبيها ببرود وهي تهتف : ماشي يا ابلة ، اما نشوف اخرتها مع ست الحسن...
*************
اصطبغت وجنيتها باللون الاحمر لشدة احراجها من كلامه المعسول : متشكرة جدا يا استاذ سامي، دا من زوقك والله.
ابتسم سامي بمكر : والله مش كلام انا مبحبش اجامل ابدا يا شهد، متعود لما اشوف حاجة جميلة اقول عليها جميلة على طول، وانتي بصراحة انهاردا جميلة جدا.
ثم تابع : هو رامي اللي منقيلك اللبس دا صح.
نظرت لنفسها بتعجب هامسة لنفسها: هو مكتوب عليه رامي اللي جبهولي ولا ايه.
حولت بصرها اليه تساله : هو رامي قالك انه اشترالي لبس .
سامي : لا مقاليش ولا حاجة بس انا فهمت اصل دا زوق رامي في اللبس لازم البنت تلبس واسع بيغير هو اصله حبتين.
هتفت بعدم فهم : بيغير!!!!.
هز رأسه وهو يهتف بنبرة خبيثة : اه مش انتوا بتحبوا بعض متهايلي!!!.
هتفت سريعا باندفاع : لا لا لا منبحبش بعض انا ورامي اخوات.
زفر براحة ثم اتسعت ابتساماته : طمنتي قلبي انا كنت خايف يكون مابينكوا حاجة .
قطبت مابين حاجبيها باستفهام : وانت خايف يكون مابينا حاجة ليه؟!.
سامي بمكر: اصل كنت خايف تحبيه مثلا وتفهمي معاملته معاكي انه بيحبك رامي طيب وطبعه شديد وبيغير حبتين على اهل بيته يعني كان كدا برضوا بيلبس ميمي اخته واسع وبيغير عليها بس هو لا حب ولا هايحب زي اميرة دي بينهم قصة حب قوية جدا.
ابتعلت ريقها وهي تهتف بارتباك : وانت حضرتك بتقولي الكلام دا ليه مش فاهمة يحبها ميحبهاش شئ ميخصنيش رامي اخويا وانا اخته، وعلى العموم عن اذنك وقفتي معاك ملهاش لزمة.
تركته بقلب مشتعل أيعقل كل هذه المعاملة لم تكن حب، ولما لا سامي اقرب شخص لرامي وبالتأكيد يعرف شعوره جيدا اتجاهها ولهذا تحدث سامي بناء على ذلك، بينما سامي ابتسم بمكر على دهائه وهتف هامسا لنفسه :
_ يا سلام عليك يا واد يا سامي، طب والله مفيش منك اتنين.
*******************************
وصلت مديحة بعد عناء للعنوان المنشود ثم سالت عن :
_ لو سمحت ياخويا تعرف واحد اسمه سامح سايبر .
_ اه بصي اخر الشارع على اليمين هاتلاقي السايبر بتاعه الباب لونه احمر كدا.
أومأت وشكرته وسارت وهي ترتب افكارها جيدا حتى تقدمت من السايبر وهي تطرق الباب، وماهي الا ثواني قليلة حتى فتح لها شاب هزيل البنية وفي يده سيجارة يشربها ببطء، هتفت مديحة : انت استاذ سامح؟!..
هز رأسه وهو يتفحصها وقال : اه انا خير؟! .
تصنعت الابتسامة وقالت : كل خير ياخويا، احنا هنتكلم في الشارع.
أومئ لها وهتف بوقاحة : اه لامؤاخذة مينفعش تدخلي جوا في حاجات مش مظبوطة وانتي وليه كبيرة ومينفعش.
لوت فمهما بضيق وهتفت : لا ياخويا ولا داخلة ولا عاملة انا جايلك في حوار وسمعت انك بتركب وشوش ناس على صور وتعملهم لامؤاخذة صور مش مظبوطة فانا كنت عاوزك تركبلي صور كدا.
القى سيجارته ودهس عليها بقدمه وهو يقول : راجل ولا ست.
مديحه : لأ ست .
سامح سايبر بطمع : لا كدا الاتعاب هتختلف، الست ب الف ونص والراجل ب ٨٠٠ جنيه..
شهقت بصدمة : الف ونص علشان تحط صورة على صورة لا كتير نزلهم شوية .
سامح سايبر : انتي عاوزة شغل نضيف ولا لأ، لو نضيف يبقا تدفعي اللي بقول عليه .
زمت شفتيها بضيق وهتفت : طيب قولي اجيب صور ايه.
سامح سايبر بالامبالاة : مش فارقة مطبوعة او صورة تليفون بس اهم حاجة يكون وش الست باينة وواضحة، وتعالي بكرا في نفس المعاد دا وبعدها بيومين تعالي استلمي الصور...
ثم استطرد : اه بكرة نص الفلوس ويوم استلام الصور النص التاني .
أومات برأسها وذهبت وشردت بذهنها كيف تحصل على صور لوجه سلمى دون اثارة الشكوك بها حتى خطرت على بالها فكرة لئيمة ابتسمت بمكر على دهائها وهمست لنفسها :
_ يا سلام عليكي يابت يا مديحة، عليكي دماغ انما ايه دهب