رواية جنة الظالم الفصل السادس عشر16والسابع عشر17 بقلم سوما العربي


 رواية جنة الظالم الفصل السادس عشر16والسابع عشر17 بقلم سوما العربي

صباح يوم جديد

استيقظت فيه جنه مبكراً تنظر له وهو يغفو لجوارها وكما هو يتمسك بذراعيها يقربها له حتى وهو نائم.

تسللت من بين يديه شيئا فشيئا ليس حرصاً منها على ازعاجه.. ابدا لا سمح الله.

ولكنها لا تريده ان يستيقظ لها من الآن وقد تعمدت الاستيقاظ مبكراً كى تراجع تلك الماده الأولى التى لديها بعد أيام.

فموسم الثانوية العامة لم يتبقى عليه سوى كام يوم فقط يجب ان تستغل كل دقيقه.

ما يريحها قليلاً هو معرفتها من بعض زميلاتها ان الكثيرات منهن توقفن عن الذهاب للدروس الخصوصية يركزن فقط على لم المنهج خلال الثلاثة ايام التى تسبق الامتحان.

لذا قررت انها لن تدع اى عقبه تقف فى طريقها... ربما ثلاثه ايام جيده او اقل من جيده لجمع المنهج ولكنها فى تحدى مع نفسها والأكثر انها فى تحدى مع هذا الظالم.

لن تتحول الى فتاه فاشله فى كل شئ ابدا... هى تستطيع.

غسلت وجهها سريعاً وبدون أي نوع من انواع الكافيين او المنبهات بدأت فى المذاكره.

ربما الدافع الاقوى وسر كل هذا الحماس هو روح التحدى.

ربما لو كانت ماتزال فى بيت والدها لما أصبحت بكل هذا الحماس الآن.

الآن فقط ادركت تلك الحكمه التى تقول" رب ضارة نافعة"و انه "بعض النكبات حياه "

تجلس امام الفراش لا ترى اى شى سوى كتبها ومراجعها وفقط.

اما على الجهه الأخرى

فقد استيقظت نهله على صوت هاتفها... لتجد انها غفت وهو بيدها تتذكر وهى متسعة العين تردد :يانهار ابيض.... انا راحت عليا نومه وانا بكلمه... وفضلنا نتكلم كل ده... معقول.

نظرت للهاتف الذى يدق بيدها مره اخرى وابتلعت رمقها بتوتر ترى انه المتصل.

ظلت تنظر فى الارجاء حولها بحرج منه وتوتر ثم فتحت الخط فلم تجد بد من ذلك لتسمع صوته الرزين يقول :صباح الخير.

رزانة صوته تركبها من الأساس فقد حمحمت قائله وهى تشد ملابسها عليها وكأنه أمامها تقول :صباح النور.

مازحها قائلاً :ينفع ابقى بكلمك وتروحى فى النوم كده... حركات العيال الصغيرة دى.

اتسعت عينها تنتطق بغل وهجوم :ايه عيال صغيره دى انا مش صغيره.

قهقه عليها يقول بهدوء وصوت جذاب :مش تقولى ان الكلمه دى بتعصبك... بحب انا اوى امسك ذله على الى قدامى.

زمت شفتيها بغيظ تقول:مش ذله ولا بتعصبنى واقولك على حاجه.. اقفل... اقفل.

ضحك مجددا مما زاد من غيظها وهو يقول :طب خلاص خلاص هقفل... بس ياريت يعنى تقومى تلبسى وتيجى شغلك.

صمت لثواني ثم قال وهو يحاول كبت ضحكاته لكنها خرجت رغماً عنه ووصلت لمسامعها وهو يقول :ماهو مش بتأخير على شغله غير العيال الصغيرة.

لتصرخ فى وجهه وهو يقهقه:اقففففففللل

غرق فى النوبه من الضحك زادت من غيظها مما جعلها تغلق الهاتف بوجهه من شدة الغيظ.

ووقفت عن فراشها سريعاً تنتقى ملابسها وتذهب لأخذ حمام دافى لم يتعدى دقائق.

وبعد اقل من نصف ساعه وقد أتمت اناقتها التى لا تستغنى عنها ابدا استقلت سيارتها وذهبت سريعاً كى تصل عملها ولا تبدو مثلما قال كالصغار.

طوال الطريق وهى تسب وتلعن به تاره وتبتسم بينها وبين حالها تاره اخرى.

وعلى الجهه الأخرى

جلس فؤاد ينظر لها بعدما وصلت للمحطه فى وقت قياسي.

يراها من جدران مكتبه الزجاجى حاله حال تصميم كل غرفات الشركه.

ينظر لها بتمعن وهى تدلف للداخل سريعا.. الان فقط اتضحت له بعد الأمور.

عرف السبب وراء ضيقه الدائم منها ومن اول يوم... ولما دوما كان يتضايق وينفر فقط من رؤيتها او الحديث معها.

لما دوما يراها سيئه ولا يطيق حتى ان يمدحها أحدهم.

يقال دوما فى علم النفس ان شدة الكره قد تأتى من شدة الحب. 

شدة الانتقاد تأتى من شدة التأثر فلو وجدت شخص دائم التنمر او النقد لشخص ما بسبب وبدون سبب فاعلم ان ذلك الشخص الاخر يؤثر بصوره كبيره فى الشخص الأول. 

وان هذا النقد ربما لجذب انتباه الاخر.. او للتقليل منه من كثرة ماهو ناجح ومؤثر اوو.. كى يشوه صورته فلا يراه أحدهم جيد.. اوو احتكاكا به لإنشاء اى علاقه من اى نوع. 

كذلك كان الأمر معه... تعجبه من اول يوم.. يراها جميله جداً.. لبقه.. ذكيه.. هادئه.. لها طله كاريزما خاصه بها ووووو... متكبره... معتزه بحالها... تعلم قدر نفسها جيدا.. والاسوء من هذا وذاك انها متزوجه وليس بأى شخص انه ابن الظاهر... يعرفه جيدا ويسمع عنه أيضا. 

لا يعلم من اين ولما أتته الراحه لمجرد معرفته ان سليمان قد تزوج مؤخراً وبعدها بأيام جاءت هى للعمل معهم. 

كل هذا وبالاضافه لشخصية نهله يؤكد انها ستنفصل عنه بكل تأكيد.. وهذا هو امله الوحيد. 

وربما هو السبب الذى جعله يفسر لحاله بوضوح حقيقة مشاعره ونظرته لها. 

ابتسم بحب وهو يراها تتقدم من مكتبه بغيظ واصرار تخبره انها جاءت سريعاً ولم تتأخر. 

فتحت الباب الزجاجى ووقفت امامه تنظر له باصرار  تقول :انا جيت.. فى معادى. 

كبت ضحكاته بصعوبه يقول :شطووره. 

نهله :انت شايفنى جايلالك بشرايط فى شعرى ايه شطوره دى هو انا بنت اختك. 

ضحك كثيراً وهو يتحرك  يمينا ويسارا بمقعده  يردد:مش محتاجه الشرايط هو انتى كده تمام.

ليكمل بغمزة عين عابثه:وبعدين هو انتى تطولى تبقى بنت اختى... ده انا كنت هدلعك دلع بخدودك دى. 

اتسعت عينها من مغزى حديثه الوقح... لأول مره تكتشف ان فؤااااد الرزين هو بداخله رجل عابث جدا. 

وهو أيضا قهقه برجوله وهو يرى اتساع عيناها ترمش بحرج ثم قال وهو يحاول مساعدتها على تخطى حرجها:تشربى إيه بقا. 

تحركت سريعاً تذهب لمكتبها وهى تقول :هشرب فى مكتبى. 

خرجت سريعاً وهو ينظر لاثرها بحب يتابعها بعيناه حتى اختفت ثم تنهد يعود برأسه للخلف يقر بحقيقة مايشعره ناحيتها. 

وهى بمكتبها تلقى حقيبتها بغيظ تجذب مقعدها كى تجلس عليه وهى تردد بغل:قال عيله قال... عندى ٣٢سنه ويقول عليا عيله... عيله فى عينه. 

فتحت الا باد الخاص بعملها تحاول الاندماج به ربما تهدأ قليلاً. 

_____________________________

فى بيت الظالم. 

استيقظ سليمان بعدما اخذ يمد يده يبحث عنها لجوراه وشعر بفراغ المكان ليعتدل سريعاً فى الفراش. 

يراها منكبه على مراجعها فهدأ ذلك من فزعه قليلاً... تنهد ينظر لها لدقيقه كامله وهو يراها بنفس ثياب ليلته معها تجلس بتركيز شديد. 

يتذكر ما قالته وما كان رده.. رمش بعينه يعلم ان رده كان عنيف قليلاً ولكنها حقا اغضبته.. هو يتمنى لها الرضا كى ترضا وهى فقط لا تريد الا بعده عنها. 

هو يحلم باليوم الذى سيصبح فيه اب لابن منها.. منها هى بالتحديد حتى ان الامر يجعله يجن. 

وبالمقابل هى لاتريد طفل منه لانه سيزيد ويوثق ارتباطها به مدى الحياة وهذا عكس ما تريد او تخططت. 

مسح على شعره بعنف وغضب يعلم انها تمنى نفسها باليوم الذى سيتركها به.. يحاول تغيير تفكيرها هذا قدرما يستطيع ولكن يبدو الأمر صعب للغايه وسيحتاج لوقت طويل. 

يعلم أنه من اختار ان يسلك معها هذا الطريق خصوصا بعدما تزوجها عنوه عنها وعن والديها أيضا..

نظر لها ثانية وهى مازالت مرتكزه بكل حواسها على مذاكرتها وفقط... له وقت يجلس على الفراش ينظر لها وهى لاتشعر حتى من كثرة تركيزها ودئبها على ما تفعل. 

ابتسم مجددا عليها.. صغيرة تجلس بقميص نوم مغرى وسط كتب المدرسه. 

وقف عن سريره وتقدم منها حتى اصبح ملتصق بها ووضع يده داخل شعرها والآن فقط شعرت به ورفعت عينها له ليقول بصوت هادئ جدا :صباح الخير 

عاودت النظر لما بيدها تقول بلا اهتمام به:صباح النور. 

ضم رأسها الى خصره يقول لها :ماتزعليش مني على الى حصل . 

رفعت عينها تنظر له مردده:مافيش وقت للزعل.. عندى اول امتحان كمان ٣ ايام. 

سليمان :امتحان إيه؟ 
جنه:امتحانات الثانوية العامة. 

همهم متذكرا يقول :احمم... صاحيه بقالك كتير؟ 
جنه وهى مازالت تنظر لما بيدها :من سبعه الصبح. 

ابتسم يداعب شعراتها قائلا :طيب مش كفايه بقا وتقعدي معايا شويه. 

جنه:مش هينفع لسه قدامى كتير اوى على ما اخلص. 

انكمشت ملامحه بضيق ثم قال :طيب تعالى نفطر سوا. 

جنه:مش هينفع اضيع دقيقه واحده... المنهج كبير وكتير يمكن ال٣ ايام حتى مايكفوش. 

سليمان وهو على وضعه:طيب حتى قومى خدى دش.. انتى لسه زى مانتى من ليلة امبارح. 

جنه :لما اتعب هبقى اخد ريك استحمى فيه... مش هينفع اضيع وقت ابدا. 

نظر بضيق لنبرة حديثها المليئه بالاصرار... اخذ نفس عميق ثم تحدث مهادنه:طيب يا حبيبتي هبعت حد من الخدم بكام ساندويتش وعصير ليكى عشان تاكلي. 

لم تجيب منهمكه.. تركيزها كله فقط مع ذلك الكتاب. 

زفر بضيق يحاول ان يكن طويل البال خصوصا بعد ردة فعله العنيفه ليلة امس. 

نادها مجددا :جنه بكلمك يا حبيبتي. 
رفعت عينها له مستفهمه فتنهد للمره الالف يقول :هبعتلك اكل وعصير مع حد من الشغالين. 

جاوبته بلا اهتمام:لا بعد الدش هبقى اخد بريك واكل. 

سليمان :كمان...كده كتير. 
جنه بهدوء:لا مش كتير ولا حاجة. 

لم يجد حيله أمامها كل ما استطاع فعله هو انه مال عليها يقبل جبهتها ثم اتجه للمرحاض وهو مضطر على كبت غضبه. 

هى لم تشعر لا بقبلته ولا بمغادرته المكان... كأنها اتخذت عهد على نفسها بالا تضيع ثانيه واحده يمكن ان تذاكر بها ولو كلمه.. فهى فى تحدى سافر مع سليمان اما ان تكون او لا تكون. 

بعد دقائق خرج من المرحاض يلقى نظره عليها ماتزال جالسه لم تغير حتى وضعية جلوسها. 

دلف لغرفة الملابس يرتدى بذلة بلون القهوه مع قميص ابيض وبعدما رش عطره خرج لها وجدها كما هى. 

هز رأسه بيأس وتقدم منها يسأل :انا رايح شغلى يا حبيبتي عايزه حاجه. 

لم تجيب او تنتبه ليردد مجددا بغضب :جننننه. 

رفعت انظارها له ليقول بحده :مش معقول كده انتى مش شايفانى اصلاً.. ولا كأنى موجود... انا جوزك على فكره. 

جنه بغضب من ثقل مسؤليتها وكبتها:ماحدش قالك تتجوز عيله فى ثانوى.

احتدت عينه ينظر لها بغضب قائلاً :قصدك إيه. 

ابتلعت رمقها بصعوبه... يتردد فى اذنها حديث امها. 

فكرت لثواني هل ستحارب بمئه اتجاه؟ الا يكفى ضغط الثانويه و مسيرها المجهول. 

اتجهت للطريق الأسلم الان تقوس شفتيها بعبوس وهى تردد بحزن تمسح عينها :اقصد إنك المفروض تقدر انى مضغوطه ومش باكل حتى ولا اشرب عشان الحق الم المنهج وان الوقت زانقنى بسبب ايام الفرح. 

ليردد بضيق لا يهتم ابدا :انا الى مش فاهم ايه لازمة كل الى بتعمليه ده... انتى مرات مليونير محتاجه الشهادة فى ايه... سيبك منها وافضيلى...ولو على الشهادة ممكن بالفلوس تدخلى احسن جامعه. 

صكت أسنانها بغيظ منه ولكن ابتلعت رمقها بصبر تبتسم فى وجهه وتقف تفتح ذراعيها فصدم. 

اتسعت عينه حتى حجظت وهو يشعر بها تضم نفسها له وتحتضنه بقوه تتمسح به قائله بعبوس لذيذ:انا عايزه ابقى ناجحه وليا كرير مش بهيمه... يرضيك مراتك الى بتقول انك بتحبها تبقى بهيمه يا سليمانى؟!

رمش بعينه... قلبه الظالم يصبح ضعيف بحضرتها.. ابتلع رمقه بصعوبه أثر احتكاكها الغير برئ به. 

ليجد صعوبه بالحديث وهو يقول :ال.. لاا. لأ ما مايرضنيش يا حبيتي. 

ابتسمت بثقه ومكر تبتعد عنه قائله وهى تعدل له الكرافت :خلاص يبقى خلينى اكمل ولو بتحبنى صحيح زى ما بتقول مش كلام وخلاص هتساعدنى غير كده تبقى مش بتحبنى. 

نظر لها بتذبذب.... أفعالها وغنجها له جديد عليه. 

ليسأل بضيق:نعم.. يعنى عشان اثبتلك انى بحبك لازم اسيبك تنشغلى عنى ده فى شرع مين ده. 

جنه:شرع الى بيحبوا بعض بيضحوا بنفسهم عشان الى بيحبوهم....بطل المسلسل التركي مش اجدع من يا سولى... ده انت سليمان الظالم بجلالة قدره. 

اتسعت عينها تعض لسانها الذى نطق بما تكنه له تدرك انها نطقت ظالم بدلاً من ظاهر. 

فتقول سريعا بتبرير:اا ماعلش انا... قاطعها يضحك وهو يجذبها له يقبلها بعمق ثم يفصل قبلته قائلاً :انا بحب ظالم منك اوى. 

اخذ نفس عمييق يعبئ صدره برائحتها ثم قال :خلاص يا حبيتي انا هبقى اجدع من بطل المسلسل بتاعك وهتشوفى.. خلى بالك من نفسك لحد ما ارجع اوكى. 

تنهدت أخيراً تقول بدلال:اوكى. 

هم كى يغادر ثم توقف قائلاً وهو يمشط جسدها كله بتفحص يحذرها بقوه :اوعى تفتحى لحد الباب وانتى كده حتى الشغالات... فاهمه.. اوعى حد يشوفك كده. 

ابتسمت بصعوبه تقول :حاضر. 

هم ليغادر مجددا لكنه عاد يقبل جبينها بقوه ثم ذهب سريعاً يغلق الباب وهى تردد:اه يا ابن الكلب يا واطى 

تنهدت تجلس بغيظ ثم قالت :اعمل ايه لازم اجر معاه ناعم لحد ما اعمل الى انا عايزاه.. والله وبقيتى لئيمه يا جنه... منه لله.. بس بيحط ريحه...جامده ابن الجامده. 

نفضت رأسها سريعاً تنظر مره اخرى وتصب كل تركيزها على كتابها. 

_______________________

وعلى طاولة الطعام جلس شوكت بغضب يرى سليمان وحده فقط دون تلك الصغيرة. 

فيضرب الطاوله بقوه يقول :والله عال هنستنى الهانم ولا ايه... شوكت الظاهر هيقعد يتسنى العيله دى. 

سليمان :اسمها جنه.. جنه سليمان الظاهر.. تبقى مراتى... وعندها مذاكره مش هتنزل. 

شوكت بغضب:والله عااال. 

فتزيد غاده الموقف بشماته:ده مش كده وبس... دى نهله كمان خرجت من بدرى.. واضح ان نظام البيت كله اتغير والبركه فى الهانم الجديدة. 

لتكمل وهى تشيح بنظرها عن شوكت وتنظر ناحية سليمان تكمل:صاحبة البيت زى ما سليمان أكد وحضرتك ما اعترضتش حتى. 

ليعم الصمت على الجميع كل منهم ينظر للآخر بشعور مختلف... الشعور الأسوء كان لشوكت وهو يرى اول قوانينه تنهار وهو مضطر على الصمت. 

______________
مرت ايام وجنه تؤدى امتحان يليه آخر كان توفيق ربها حليفها بكل هذه الأيام. 

استطاعت تحقيق إنجاز كبير وربحت التحدي. 

بكل يوم يعمل لديها سليمان كسائق خاص. 

وهى دوما تترجل من سيارته بوقت مبكر قبل تجمع الطلاب.. 

لازالت تشعر بالحرج لجواره لكبر سنه... وحرجها الاكبر الذى يشعرها بانها اقل شأنا من رفيقاتها هو كونها متزوجه... تحرج كثيرا ولكن لا تتحدث بهذا الأمر معه. 

كل يوم كانت تخرج مبكراً عشر دقائق قبل كل رفيقاتها كى تغادر سريعاً قبلما يراها اى احد وهى تستقل سيارة سليمان. 

لكن اليوم هو آخر يوم في الامتحانات... معروف ان كل الفتيات يخرجن معن فربما لن يجمعوا ثانيه. 

كانت في موقف لا تحسد عليه تشعر بالحرج الكبير وهى تقف وسطهن يطلبن منها الخروج معهم وهى تعلم انه دقائق ويكن سليمان امامها. 

وقفت فى حلقه كبيره من الفتيات يتحدثن. 

فتاه ١:يالا يا بنات نخرج. 
فتاه ٢:بجد عايزين نخرج كبت الايام... ايام ايه دى شهور... عايزين نخرج كبت الشهور فى الخروجه دى. 

فتاه :انا معاكوا. 
فتاه ٤:وانا. 
فتاه ٥:وانا 
فتاه ٦:وانا 
فتاه١:وانا 
فتاه٢ بحاجب مرفوع:هاا وانتى ياجنه معانا؟! 

ابتلعت رمقها بحرج.. تتمنى الذهاب معهن تلهو مثلها مثلهن... ولكنها متزوجه لرجل كبير لا يريدها ان تبتعد عنه. 

حزنت على حالها كثيرا تنظر لهمن كأنها محرومه لا تجد رد ولا تحب ابدا ان تكون ضعيفه. 

لتتحدث فتاه ٣ بسخريه:لا طبعا جنه دلوقتي بقت مدام... مش حره زينا. 

وأكملت فتاه ٦:ايوه ياعم جوزها المليونير هيوديها الجونه يومين. 

فتاه ٤:مليونير صحيح بس اد ابوها. 
فتاه ٢:اد ابوها بس مز السنين شوجر دادى شوجر دادى يعنى. 

لتجدهم فجأه يرددن:اوووبااا.. اهو شوجر دادى وصل اهو راكب الرانج روفر.. اوعى. 

فتاه ٤:والله لو راكب ايه عمرى ما ابيع نفسى بالفلوس واعمل فى نفسى كده ابدا. 

تركتهم وذهبت سريعاً تحبس دموعها... لم تعد تتحمل حديثهم ولو كان معظمه على سبيل المزاح. 

صعدت لجواره تبكى وهى تطلب منه ان يذهب سريعاً. 

ضمها له بلهفه وهو يقود قائلاً :مالك يا حبيبتي... حد ضايقك.. البنات دول مش صحابك. 

تحدثت من بين دموعها :ايوه صحابى... بس عايرونى بيك. 

توقف مره واحده عن القيادة يوقف سيارته بحده يسأل :نعم؟! هو انا بقيت عيره... يعايروكى بيا إزاى؟! 

قال اخى كلماته يصرخ بها جعلها تنفجر به قائله :عشان هيخرجوا مع بعض آخر يوم وانا حتى مش عارفه... قالولى بعتى نفسك لواحد اد ابوكى. 

ردد بغضب وصدمه :اد ابوكى. 

اغمض عينيه يعود برأسه للخلف لا يعلم ماذا يفعل. 

كان يعلم بفارق العمر الكبير وهو من اختار ذلك. 

رغما عنه روادت عقله ذكرى قديمه 

  منذ ثلاث سنوات

جلس امام نفس الفتاه الشقراء يتمدد على مقعد البحر يعبث بهاتفه لا يعيرها اى اهتمام وهى كل اهتمامها منصب عليه فقط تقول :سليمان بكلمك. 

نظر لها مره واحده بلا اهتمام ثم قال :ها.. اه كنتى بتقولى حاجة؟ 

حزنت كثيراً فهى لأكثر من نصف ساعه تحدث  وقالت :بقولك نرتبط إيه رائيك.... جرب بس.. عمرك ما هتلاقى واحده تحبك زيى. 

رفع عينه ينظر لها بملل وهى تنتظر رده بفارغ الصبر ليقول :عرضتى عليا قبل كده وانا بردو قولت لأ. 

حطم قلبها لاشلاء تنتطق بصعوبه :ليه بس يا سليمان انت عارف اني بحبك. 

سليمان بجحود:انا مش عارف وبس... ده تقريباً مصر كلها حتى هنا فى الساحل كله عرف.. انتى رايحه جايه ورايا فى كل مكان ياماما. 

اتسعت عينها وبرد جسدها تقول ببهوت:انت بتعايرنى عشان بحبك يا سليمان؟!!

زفر بضيق يقلب عينه بملل ثم قال بعدما وقف :انا سايبلك البحر بالشط كله وماشى يا ساره... اقولك انا هسيب الساحل وارجع مصر يمكن تفكك منى شويه. 

تركها محطمة الفؤاد وغادر يعبث بهاتفه غير مبالى لتلك التى ينزف قلبها خلفه. 

   عودة للوقت الحالى. 

عاد من الشرود فى الماضى على أصوات السيارات من خلفه تنبهه انه يعيق سيرهم. 

ينظر بجواره يجدها تنظر للجهه الأخرى باكيه ولا يجد شئ بيده سوى أن يجذبها بقلة حيلة لاحضانه يسأل بصوت مرتفع ملح:ياترى انتى جنتى ولا عذابى. 

__________________________
فى احد المقاهى الشهيره جلست تهانى أمام بسمله التى وصلت للتو تسأل باستعجال:ايه الى فكرك بيا يا تهانى وموضوع حياه او موت ايه اللي عايزانى فيه. 

تهانى :عايزاكى تتصلى بزياد تقوليلوا انى عملت حادثه وسقطت البيبى.....



الفصل السابع عشر 

جلست بسمله جاحظة العينان بلسان منعقد وفم مفتوح تنظر فقط لتهانى بصدمه.

وأخذ الأمر منها اكثر من دقيقه كامله الى ان استطاعت الحديث بزهول واستتنكار:انتى بتقولى ايه... هو انتى اتجننتى.

تهانى بنفاذ صبر وعصبيه:لا ما اتجننتش وهو ده الحل.. اعمل ايه مافيش قدامى حل غيره.
بسمله :قولتلك... قولتلك يا تهانى التمسليه بتاعتك هتقلب فى الآخر على دماغك ليه قولتى من الاول إنك حامل.

تهانى :وانا كنت هدبس زياد ازاى فى جوازه غير لما اقول انى حامل.

بسمله :غلطانه.. غلطانه وغلطك كبير.. قولتلك الى يبص لفوق يتعب.. ماسمعتيش الكلام.

تهانى بعصبيه وقلة حيله:يووووه انا جيباكى تقطمينى ولا عشان تشوفيلى حل... انا ربنا كرمنى وقدرت أكدله انى حامل بعد ما كان بدأ يشك فيا.

رمشت بسمله باهدابها تقول باستغراب شديد :وصدق إزاى؟!
تهانى بفخر:من الدكتوره.. ومش تبعى لا.. دى معرفته هو وهو الى اخد المعاد وانا روحت معاه عااادى وهى قالتله انى حامل ومن كذا شهر.

بسمله بجنون:ده إزاى.. وانتى مش حامل لا امبارح ولا النهاردة ولا من شهور حتى.

ضحكت تهانى تقول :حبيبتي انا مسيطره اوى وعارفه الباسورد بتاع موبايله ويوم ما كنا رايحين لها لما قالى بعد الفطار اجهز عشان اروح  راح هو يغسل ايدو... فى ثانيه كنت فتحت الفون وجبت اخر رقم ارضى كلمه وبعت على طول واد حيطه يسد عين الشمس... ثبت الدكتوره وحفظها تقول ايه الا هيقفلها المكان ده فى خلال ساعتين ويقول انها بتعمل عمليات يعاقب عليها القانون يعنى اقل ما فيها شطب من النقابه مع فضيحه وتبقى تخلى زياد ولا اهله ينفعوها لو فكرت تستنجد بيهم ولا تلعب عليا... وقد كان... روحت اتمخطر زى الهانم وهى ماشاءالله قالت الى عايزاه بالحرف... لأ وكمان وصته انى لازم ماتعرضش لاى زعل ويسمع كلامى دايماً عشان سلامة وصحة البيبى.

انتهت من حديثها وبسمله قد تصنمت مكانها... لا ترمش حتى بعينها من شدة الزهول والصدمه.

تهانى تخطتت كل الحدود... شريره من الدرجه الاولى.. زكريا لديه كل الحق حين امرها بالابتعاد ونهائيا عنها.

اخذت ترمش بعينها وتهانى تناديها:انتى يابت.. مالك تنحتى كده... يالا كلميه.

وقفت بسمله ترتدى حقيبة كتفها تقول بتقزز:انا ماليش دعوة بأى حاجة انتى عايزه تعمليها وياريت ماتكلمنيش تانى انا بجد مش عايزه يبقى ليا صاحبه زيك ابدا.

اتسعت أعين تهانى تتمسك بها تقول برجاء :لأ بسمله... استنى انتى رايحه فين... انا ماليش صاحبه غيرك مين هيساعدنى.

بسمله :انا عشان الصحوبيه الى بتقولى عليها هسكت ومش هتكلم على الكارثه الى عايزه تعمليها وبكده لعلمك بردو ابقى مشاركاكى وعليا وزر... حلى مشكلتك بعيد عنى.. انا واحدة متجوزه وجوزى اصلاً حالف عليا اقطع علاقتي بيكى من عمايلك الى واضح انك مش ناويه تبطليها... بس قبل ما امشى عايزه اقولك حاجة... فاكره زمان واحنا عيال لما كانت امك تقولك روحى ربنا يحليلك دنيتك وانتى ماكنتش بتعجبك الدعوه دى... كنتى بترفضيها وتقولى لا ادعيلى يبقى عندى فلوس كتير... دعوة امك الى انتى رفضتيها هى كمان رفضتك... وربنا حرمك من أكبر نعمه... حرمك انك تشوفى الحلو اللي فى ايدك... مش شايفه انك معاكى شاب صغير.. أصغر منك اصلاً.. طيب وحنين وبيتمنالك الرضا.. مش شايفه انك معاكى صحتك وبتتمارضى.. الرسول قالك لا تتمارضوا فتمرضوا فتموتوا.. وانتى مش شايفه كل ده.. زى ما تكوني ربنا مسلط عليكى نفسك... والحكايه هتخلص فى الآخر على انك هتخسرى كل حاجه ويمكن ساعتها تحسى وتشوفى كل ده.

قلبت تهانى عينها بملل.. اذنها مسدوده عن كل ماتقوله بسمله ثم قالت ببرود:من امتى يا بسبوسه الحكمه دى كلها.

هزت بسمله رأسها بأسى ثم قالت :واضح ان مافيش فايده... ساعات بزعل اوى انى فى فتره من عمرى كنت زيك وبفكر زيك بس الحمد لله ربنا بعتلى زكريا يوفقنى بيه ولما رضيت عرفت معنى الراحه والسعادة.. ربنا يهديكى.

ثم قالت وهى تغادر بنزق:او ياخدك ونرتاح.

غادرت سريعا تركت تهانى تفكر ماذا تفعل تنظر ناحية بسمله وهى تغادر باستنكار تردد:قال أرضا بزياد قال... معذوره.

تنهدت بحالميه وهى تتذكر سليمان مردده:ماهى ماجربتش تعيش كده جنب سليمان... وكاريزمة سليمان.. ولا دلعه للمزغوده الى اسمها زفته دى.

اخذت نفس عميق تفكر وهى تردد:لازم افكر دلوقتي هعمل ايه مافيش وقت... بس اكيد هلاقى حل مش هغلب.

فكرت قليلاً حتى وجدت الحل ترفع حاجب واحد قائله:انا إزاى مافكرتش فى كده... طب ما البسها لجنه... واقول وقعتنى وسقطتنى.

اخذت تصفق لنفسها تقول :برااافوووو.. برافو تهانى.

_________________________

فى المحطه الفضائيه التى يملكها فؤاد

جلس على مقعده بغضب... يوم بعد يوم يقترب منها اكثر حتى بات يعشقها.

وهى فقط تتعامل بحدود.. تخبره دائما بطريقه غير مباشره انه زميل لها ومالك القناه التى تعمل بها فقط.

حديثها دائما غير مباشر ولكنها توصل به هدفها ومغزى حديثها... كلما حاول الحديث بطريقه ودوده معها يجدها تتحدث بمهنيه فى ايحاء منها له الا يتعدى تلك الحدود التى تضعها هى. 

لا ينكر ابدا انه قد زاد احترامه وتجليله لها كونها تضع تلك الحدود خصوصا وهى مازالت بعصمة رجل. 

لكنه تعب من كل هذا ويريد إطلاق العنان لكل المشاعر التى يكنها لها.. لن يتحمل أكثر من هذا. 

وقف عن كرسيه يخرج من مكتبه مندفع ناحية مكتبها يفتح الباب دون الدق عليه حتى فتقف عن مكتبها مصدومه من فعلته وطريقه دخوله الهجوميه.

لكنه شن عليها هجوم أعنف.. وهو يحدثها بضيق وكأنه نفذ صبره نهائيا واصبح بطور الا وعى يسأل وهو يشير بيده:انا عايز اعرف انتى هتطلقى امتى فى سنتك دى. 

سقط فكها من هول صدمتها.... هل جن فؤاد. وهل يبدأ احدهم الحديث مع أى شخص هكذا؟!!!!

وجدها مصدومه.. متخشبه.. فمها وعينها مستعان تنظر له فقط عينها لا تتحرك فقال بضيق شديد :خلصى ردى عليا انا جبت أخرى خلاص ولا بقى فى عقل ولا صبر. 

رمشت باهدابها تسأل :انت.. انت بتقول ايه... وازاى.. وش كده. 

فؤاد :اه وش.. عشان انا زهقت.

حمحمت بحرج تقول :ومين قال اصلاً انى هتطلق. 

فؤاد بضيق :وبعدين بقا فى اللف والدوران ده.. انا عارف ان سليمان اتجوز عليكى. 

ابتلعت رمقها بحرج ثم حاولت الحديث تقول :اا.. حتى لو.. انا مش ناويه.... قاطعها يقول :بجد... امال ليه بقالك شهر كل يوم بتروحى شقة المعادى بتجهزى فيها.

صدمت اكثر... هل يراقبها.. تسمعه بزهول وهو يكمل:مره دهان جديد... مره عفش جديد... مره حد ينضف كفايه كده ولا اكمل. 

نطقت مصعوقه:انت بتراقبنى. 

ابتسم  باتساع  يجيب بسماجه:اه. 

رددت خلفه باستنكار :اه!! ومين اداك الحق ده هو عشان انا شغاله ف... قاطعها بنفاذ صبر:اه عشان شغاله عندى.. فكك من جو الصعبنيات ده... انتى عارفه انا براقبك ليه 

دارت فرحتها تسأل متصنعه الغضب:ليه؟ 

ابتسم بمكر يقول :مش هقولك... هسيبك كده... ياريت تمشى فى الاجراءات بسرعه وتسيبى البيت الى انتى فيه انا مش اوبن مايند خالص. 

حمحمت بحرج تسأل بعصبيه :انت إزاى بتؤمرنى كده. 

راقص لها حاجبيه يقول :بفلوووسى...عشان انتى شغاله عندى. 

خرج سريعاً وهو سعيد جدا يبتسم تركها تحاول مدارت سعادتها لحين خروجه. 

عاد يطل من خلف الباب يقول بمشاكسه:وياريت تجهزى نفسك عندك هوا كمان اسبوع... شوفتك وانتى بتضحكى على فكره. 

ودت ضربه الآن لكنه اختفى سريعاً بنفس سرعات دقات قلبها التى تزايدت عند معدلها الطبيعي بسببه. 

___________________________

جلس شوكت يهز قدميه بعصبيه ينتظر ابنه. 

فوجده يدلف للحديقه البيت بسيارته ولجواره تلك التى أصبح لا يفارقها ابدا. 

يترجل من سيارته ويذهب لها يفتح الباب يساعدها. 

نظرا لارتفاع السياره عن الأرض قليلاً ولقصر قامتها كثيرا يحملها دوما وهى تخرج من السياره وهو يضحك عليها. 

يضمها له يفرك شعرها بيده يدللها قائلاً :حبيبتى القصيره. 

نظرت له بشراسه فابتسم قائلاً :خلاص خلصتى امتحانات اهو... سيبتك تنشغلى عنى كل ده عشان تعرفى انى اجمد من اجمد بطل فى مسلسل. 

وأخيراً ابتسمت له قائله :صح. 
سعد كثيرا برضاها عنه يقول :يبقى تفضلى بقا. 

غمرها بحراره يكمل بمغزى غير برئ :انتى وحشتيني اوي. 

اتسعت عينها تحذره بحرج:سليمااان. 

ابتسم وهو مغمض عينه بسعادة يهمهم بتلذذ من أثر سماع اسمه وهى تنتطقه يردد:همممم... حلوه سليمان منك اوى. 

فتستمر قى مناداته محذره:سليمااان... احنا في الجنينه. 

فتح عينه يردد بعدما استدرك حاله :ايه ده احنا لسه هنا. 

هزت رأسها بأسى وحرج تكمل :وباباك ورانا كمان وعمال يبصلك. 

اغمض عين واحدة يحمحم بحرج قليلاً ثم قال :احمم.. طيب تعالى نروحله. 

نفت بسرعه :لأ لأ هتحرج اروح عنده دلوقتي بعد ما شافنا كده. 

سليمان :هو إيه الى كده هو انا كنت بعمل حاجه عيب.. عادى ياروحى وبعدين بابا ده ياما شاف. 

جنه :ماشاء الله ومالك فخور كده... انا هطلع مش هقف. 

غمز لها عابثا:احسن بردو... اجهزى واستنينى... انا مابحبش حد غيرى يشوفك اصلاً. 

هزت رأسها بيأس منه تنوى المغادره. 

لكنها عاودت الوقوف قائله :سليمانى. 

ابتسم بسعادة يجيب :نعم يا حبيبتي. 

تحدثت بدلال تنظر له باعين قطه لامعه :عايزه اروح النهاردة عند بابا. 

سليمان :نعم.. بابا ايه ياحبيبتي بقولك وحشتينى... اقولك انا بابا. 

جنه :عشان خاطرى بقالى كتير ماشوفتش حد فيهم وعايزه اروح. 

سليمان :ياجنه بقولك انتى وحشانى.. هبقى ابعت عربيه تجيبهم كمان يومين. 

صمتت تقول :طيب خلاص حاضر وهطلع كمان فوق استناك بس.. ممكن تسيبني اخرج بالليل مع صحابى.. رايحين شارع المعز وهيلفوا شويه عايزه اروح معاهم. 

من شدة اشتياقه المجنون لها وافق.. يزيد عليها قائلاً :حاضر.. عشان تعرفى بس انى مش حابسك زى ما بتقولى. 

قفزت من الفرحه تعطيه قبله سريعه على وجنته مردده:يا أحلى سولى انت. 

خلعت قلبه من فعلتها وتحركت قدمه لا إرادياً خلفها يريد اللحاق بها وعدم تركها بعد فعلتها التى لاول مره تقدم عليها منذ رأسها ووقع لها. 

ولكن صوت والده الحازم يناديه بغضب اوقفه. 

حاول الثبات يرجع لرشده كى يستطيع التحدث مع والده ذهب اليه بخطوات رزينه يقف امامه قائلاً :نعم. 

شوكت بنظرات قويه :والله عال.. ده ولا كأنى واقف اصلاً.. لا عامل اعتبار ليا ولا لأى حد... خلاص مابقاش فى خشى. 

اغمض سليمان عينيه يبتسم بتهكم قائلاً :مابقاش فى خشى؟! 

ضحك بسخريه يجيب :دى مراتى على فكره. 

اعتدل اكثر يشد جسده وهو يقول لوالده :ده انا لما كنت بحضن وانا بسلم على اى بزنس ومن او مرات رجل أعمال مهم ولا بنت وزير ماكنتش بتقول كده...وياما فى حفلاتنا حصل الاكتر من كده دى.... بتبقى مليييطه... وجاى عند مراتى وتقولى مافيش خشى؟!!

سكت ثم نظر له يواجهه بقوه قائلاً :ولا عشان دى جنه... انا مش اعمى ولا عبيط وواخد بالى انك مش طايقها اصلاً. 

شوكت بقوه هو الاخر :ايوه مش طايقها. 

سليمان :غريبه والله مع انك انت بردو بنفسك الى قولت هجوزهالك حتى لو ايه. 

شوكت :عشان شوفت ابنى هيموت على حاجه عايزها... انت عارف انى ماعنديش أغلى منك. 

سليمان :ولما انا أغلى حاجه عندك مش عايزني ابقى فرحان ليه؟ 

شوكت :انا يا سليمان؟! 

سليمان :انت عارف وشايف ان راحتى معاها ومصر تبعدها عنى. 

شوكت :انت ابنى وعارفك كويس.... وعارف انك كنت عايز تتجوزها عشان عجباك ونفسك فيها بس زى اى حاجة بتبقى عايزها واما تملكها بتزهدها.. يعنى كنت عارف إنك شويه وهتطلقها... فأنا دلوقتي عايز معاد محدد تعرفنى فيه هتشبع امتى وتطلقها. 

ابستم سليمان بحزن وقال :انا ابنك اه.. وانت الى مربينى.. وشربت طبعك كله.. وطلعت شاطر فى التجاره زيك... كل ده عندك حق فيه... بس طلعت انت الى مش عارفنى كويس... لو عارفنى بجد كنت هتعرف انى مش هطلقها... وأنى بحبها... و اووى. 

صمت كلاهم ينظران لبعضهما طويلاً الى ان قال شوكت وهو لا يجد بد من ذلك:يبقى نجيب النهايه يا سليمان وهقولك الى عمرى ماكنت افكر انى أقولو. 
نظر له سليمان بترقب يعلم والده جيدا.. تلك المقدمه الذهبيه سيعقبها قرار شديد. 

لينطق شوكت قائلاً برزانه:يا أنا... ياهى فى البيت ده.. واختار. 

صعق سليمان كليا... آخر شئ توقعه بل حتى لم يتوقعه من الأساس. 

حل الصمت مجددا وشوكت ينتظر الاجابه ويراهن عليها. 

ليتحدث سليمان بعد تفكير بهدوء حسم :لأ يبقى انت. 

تهللت وجه شوكت يبتسم بسعادة وهو يردد بفخر :كنت عارف... كنت عارف انك هتختارنى انا.. انا وانت الى بنا اكتر من مجرد ابن وابوه... كنت عارف. 

سليمان بتأكيد :طبعا... انت مش بس ابويا انت اكتر من كده. 

شوكت بسعادة :طيب هتطلقها امتى؟

ابتسم سليمان يقول :اطلق مين؟

شوكت :البنت اللي اسمها جنه. 

سليمان بعيون يتحدث العشق بدلاً عنها :انا ما اقدرش اطلق جنه...انا روحى فيها لو بعدت عنى مش بعرف اتنفس... طول مانا فى شغلى بعيد عنها بيبقى نفسى ضيق ومخنوق. 

بهت وجه شوكت يقول :انت مش لسه مختارنى انا من شويه!! 

سليمان :انت قولت ياناا يا هى فى البيت فخلاص لازم اختارك لأنك حاجة كبيره ومهمه عندى وقررت اخدها ونعيش فى بيت تانى لأنى مابقتش عارف استغني عنها... صدقنى انا حتى مش عارف.

هم ليغادر وشوكت مصدوم صدمة عمره يصرخ فى سليمان سريعاً :سليمااااااان... استنى... استنى يا سليمان 

تحرك سريعا خلفه تسعفه قدميه بصعوبه يقف امامه يمنعه عن الحركه قائلاً :معقول يا سليمان... ممكن تهد كل حاجه عشانها وتسيب بيتك؟! تسيبنى؟! وكل ده عشان البت بنت امبارح دى... دى الذكريات الى بنا انا وانت اكتر من سنين عمرها احنا شوفنا مع بعض كتير اوى وشيلنا بعض كتير اوى... ماحدش بيشوف ضعفى غيرك ولا حد يشوفك ضعيف غيرى... تيجى البت الى لسه مفطومه من كام سنه وتعمل فيك كل ده... ليييه وعشان اييه...دى نهله بجلالة قدرها الاحلى والاشيك ماعرفتش تعمل فيك ربع الى البت دى عملته.... فيها ايه لكل ده.. انا عايز اعرف. 

سليمان بضعف وقلة حيله:انا كمان عايز اعرف.... مش عارف.. بس انا مش بعرف اقعد حتى من غيرها وماعنديش استعداد انها تسيبنى او تبعد عني... ولو هى مضيقاك هاخدها ونعيش برا. 

اوقفه شوكت سريعاً :استنى عندك. 

وقف سليمان ينتظر حديثه فقال شوكت على مضض:خلاص.. تفضل.. لاعاش ولا كان الى يبعدك عني... انت ابنى انا ولا يمكن اسمح بكده ابدا. 

سليمان :بس زى ما انت غالى عليا... هى كمان مش هقدر اشوفك بتعاملها بطريقه ماتجبنيش.

شوكت بغضب :والله عال مش فاضل غير انى اروح اتحايل عليها وادلعها هى كمان... كفايه دلعك الى عمال تدلعهولها قدام الى يسوى والى مايسواش.

ضحك سليمان أخيراً بسعادة بعدما سوى الأمر بينهم يقول :كنت عارف انك حبيبي... تموت فيا ماتقدرش تستغنى. 

اغمض شوكت عينه بأسى وهو يرى مدى السعادة التى ظهرت على وجه ابنه بعدما وافق على وجود جنه يقول له بتحسر:ياااااه يابنى.. للدرجه دي بتحبها... حالك اتبدل لمجرد انى وافقت... وعشان كده انا مش طايقها... شايفك بتحبها اد ايه ومموت نفسك عليها وهى... هى بتكرهك. 

القاها فى وجه ابنه كالطلقه ردت فى قلبه. 

نظر لوالده بحزن كبير وعجز ثم غادر يذهب اليها بلا حيله. 

يصعد الدرج سريعاً كى يصل لعندها يفتح الباب بشوق ليطير عقله وهو يجدها تنتظره بغلاله سوداء قصيره تتوسط الفراش بانتظاره تبتسم له بحرج. 

اقترب منها وهو ينظر لها باشتياق غير مصدق عينيه انها فعلت وارتدت هكذا دون أن يطلب مثل كل مره. 
جلس بجوارها على الفراش مزهول ينظر يريد لمسها كى يتأكد انها حقيقه. 

سليمان بجنون واعين لامعه:ده بجد؟!!! 

وضعت خصله خلف اذنها تحمحم بحرج وهى تفرك يدها تخفض عينها وهى تومئ برأسها ايجابا. 

جعلته يجن جنونه ويفقد عقله تماما يفقد السيطره على كل حواسه معها. 

مرت ايام وهو قد تهاود معها قليلا بعدما ذاق القليل من رضاها عنه. 

يتركها تخرج احيانا... فى اضيق الحدود ولمده قليله جدا لكنه اصبح يتركها بعدما كان ممنوع نهائياً. 

الى ان جاءت نهله تخبره برغبتها فى الطلاق.. وأنها قد جهزت كل امورها حتى احوالها الماديه. 

وقد صعق الجميع من هذا الخبر وكيف ومتى فعلت كل هذه الترتيبات. 

وهو صعد لعند جنه ينظر لها بهوس وهى تسأل بريبه:مالك يا سليمان فى ايه؟! 

سليمان بنظرات مريبه :نهله عايزه تطلق. 

لم يظهر عليها الدهشة حتى وهو يخبرها بعملها والشقه التى جهزتها. 

نظر لها بجنون وهو يقترب منها قائلاً :انتى كنتى عارفه؟ 

جنه :انت زعلان عشانها؟ وان انا السبب؟ 

هز رأسه برفض قاطع يخبرها بهوس :لأ... بس  فتحت عينى على الى ماكنتش واخد بالى منه...نهله قدرت تمشى عشان كانت بتدخل وتخرج وتعمل علاقات... علاقاتى كمان ساعدتها... لكن انتى لأ. 

ازدردت لعابها بخوف من طريقة حديثه والإصرار بعينه يكمل كالمجنون وهو يضمها له:مش هسيبلك الباب اللي ممكن تخرجى منه ابدا... هقفل اى باب ممكن يدخلك اى هوا او يبعدك عني يا جنه.....

يتبع 
                   
                  الفصل الثامن عشر من هنا 



تعليقات



<>