
رواية حبي الحقيقي الفصل الرابع4 بقلم هاجر نور الدين
إنت إي اللي هببته دا إنت مجنون
إتكلم بشوية عصبية وقال:
_بقولك اي اللي حصل حصل، مش هو دا اللي كنتي عايزاه أصلًا إني أبعد عنها وأبقي ليكي إنتي بس
=وأنا هعمل إي بيك يعني من غير فلوس ولا أملاك أفرح بيك مثلًا وباللي عملته وضيعت علينا ثفقة حياتنا يعني مش قادر تصبر شوية
قال بتركيز:
_ثواني أنتي عرفتي منين اللي حصل وأنا لسة محكتلكيش حاجة!
=وإنت فكرك يعني هسيبك كدا من غير ماأعرف بتعمل إي
سألها بإستغراب:
_قصدك إي يعني مش فاهم!
ردت بسخرية:
=يعني يا الفلوس تبقي معاك يا متلزمنيش إنت والفلوس
إتكلم بعصبية وصوت عالي نسبيًا:
_إنتي بتقولي إي?!
سامعة نفسك بتقولي اي بجد!
=أه ولو تحب أعيدلك الكلام تاني معنديش آي مانع
_يعني إنتي مش بتحبيني يعني ?!
=بحبك طبعًا ياروحي بس بحب الفلوس برضوا، وإنت من غير فلوس مش هيبقي ليك لازمة ولا انا كلامي غلط?
تقدر تعيش من غير فلوس?
_بس اللي أنا خدته منها كتير أنا خدت منها فلوس كتير أوي وعربية بإسمي و شغال في شركة كبيرة والقبض بتاعها 4000 جنيه في الشهر ودا كويس أوي مجاتش يعني علي العمارتين بتاعت والدها يعني
إتكلمت بسخرية:
=العمارتين دول أهم من كل الهري اللي بتهريه دا ولو الشغل في الشركة بيجبلك 4000 فـ دول تمت إيجار شقتين بس من عمارتين في الزمالك، بجد إنت غبي، وأنا مقولتلكش قبل كدا..إني مبحبش الأغبياء، سلام.
لسة هيتكلم التليفون أتقفل في وشه، صرخ بعصبية ورمي التليفون في الأرض وهو بيتوعد وبيقول:
_والله لأوريكي..
_________________________
هو ليه الصبح دا غريب!?
ليه حاسة إني مش زعلانة علي حب عمري اللي طلقني إمبارح، ليه مش زعلانة إني أتطلقت وأنا في السن دا، ليه مش خايفة من نظرة المجتمع ليا بعد اللي حصل!
أنا حاسة بحاجة عكس كل دا، حاسة أني عندي طاقة أبدأ من جديد وعندي طاقة أنزل الشغل وأتعامل مع الناس ،وحاسة إني عايزة أهزر وأضحك وأتكلم وأنجح أكتر، و..!!
و إي?!!!
إممم خلينا أقولها بصيغة تانيه غير اللي كنت هقولها، وأدور علي حُبي الحقيقي.
نزلت من البيت وقبل ما أركب التاكسي بصيت علي العمارة اللي جنبي وعلي الشباك بتاع بلكونته اللي كان قريب جدًا من الببكونة بتاعتي تقريبًا بُعد كتاب، تجاهلت الموضوع وركبت التاكسي و وصلت الشغل، نزلت وبصيت علي الشركة من برا وأنا بتنهد وحاسة فعلًا إنها بداية جديدة ليا وحياة جديدة، دخلت وطلعت الدور اللي فيه مكتبي ومكتب بعض من زملائي وقعدت علي المكتب بتاعي وأنا بفتح الجهاز بتاعي وهبدأ شغل، لاقيت عمر واقف قدامي وهو مُبتسم الإبتسامة بتاعته المعتادة وماسك في إيديه كوبايتين قهوة حط واحدة قدامي وقال:
_كنت متأكد إنك جاية فـ جبتلك قهوة معايا عشان عارف إنك مش بتعرفي تفطري غير بعد ماتشربيها.
بصيتله برفعة حاجب وقولت:
=ومتأكد منين إني جاية?
إتكلم بثقة وهو بيرفع راسه لـِ فوق:
_أنا عمر برضوا مش آي حد
كتمت ضحكتي علي شكله وقولت وأنا بوجه نظرى للكمبيوتر :
=ماشي ياللي مش آي حد ممكن علي مكتبك عشان أشوف شغلي
إبتسم وهز راسه وراح لمكتبه، مش عارفة ليه نظراته كانت موتراني ومخلياني قاعدة مش علي بعضي كدا مع إن هي هي نفس النظرات بتاعت كل يوم كـ عادة عمر بس أنا مش عارفة مالي النهاردة بجد، خلصت المشروع اللي بشتغل عليه وقومت وأنا بفرد ضهري لأني تعبت من القاعدة ونزلت أتمشي شوية في جنينة الشركة تحت وأنا بشرب نيسكافيه، لاحظت واحدة ست كبيرة في السن متكومة علي نفسها كدا وقاعدة في رُكنة بعيد، رُكنة ضلمة!!
مع إننا بالنهار بس المكان اللي هي قاعدة فيه ضلمة، بصيت حواليا ومتلاقتش حد غيري في الجنينة فـ قربت منها يمكن محتاجة مساعدة أو حاجة، قربت منها وأنا بقول:
_أقدر أساعد حضرتك بآي حاجة?
رفعت راسها وفكت التكويمة بتاعتها وقامت وقفت وهي بتبصلي بشكل مُريب خوفني وفكرت إني عايزة أمشي من قدامها بس إتسمرت مكاني أول ما قالت:
=مش ناوية تتعلمي من أخطائك شوية يامروة?
بصيتلها بأستغراب وصد*مة وقولت:
_إنتي مين وعرفتي إسمي إزاي??!
ضحكت وقالت:
=أنا أعرف كل حاجة عنك، بس إنتي اللي مش عارفة حاجة عن نفسك، خلي بالك، صفحة حسين متقفلتش هو ناويلك علي نية وإنتي و نصاحتك يا تفهميها وتتعلمي من أخطائك أو هتقعي في نفس الفخ والمرة دي مش هتعرفي تقومي تاني.
بصيتلها برعب حقيقي وقولت:
_إنتي مين وعارفة كل دا إزاي وإي اللي بتقوليه دا.
=مش مهم أنا مين، المهم هقدر أقدملك إي، هشوفك تاني يامروة.
إختفت!!!!
دي بجد إختفت من قدامي!!
هو إي اللي حصل دا أكيد دي مش بشر، طب كان تهيؤات