رواية انتقام لزفاف زوجي
الفصل الرابع4والاخير
بقلم هاجر نورالدين
= لأ دا إنتوا كلكم مجانين، أنا هكلم خالك، مش هو الراجل اللي حط إيدهُ في إيدي، إنتوا الإتنين مجانين وهو اللي هيحل معاكم.
فعلًا إتتصل بخالي اللي هو والد حسام وأنا وحسام واقفين بنتفرج عليه بكل هدوء، لحد ما خالي رد وإتكلم عمر بعصبية وقال:
_ دلوقتي أنا بكلمك يا عمي عشان إبنك وبنت أختك اللي أنا إتجوزتها منك سارقينني وواقفنلي مع بعض زي البلطجية فـ بعد إذنك تعالى حالًا.
فضل ساكت شوية سامع رد خالي وبعدين قفل معاه، وجهلنا الكلام وقال بوعيد:
= أهو هيجيلكم وهنشوف.
إبتسمتلهُ أنا وحسام بسخرية وبعدين دخلنا وقفلنا الباب في وشهُ ودا اللي خلاه يتغاظ أكتر وفضل يخبط هلى الباب بهيستيرية ويقول بغيرة وغضب:
= إفتحي الباب يا مريم اللي إنتِ بتعمليه دا غلط، حسام مش هيفيدك أنا جوزك وأبوا عيالك.
مردناش عليه وفضلنا قاعدين لحد ما خالي جِه وفتحتلهُ الباب وكان داخل هو وعمر ولكن حسام وقف لعمر وقال:
_ إنت رايح فين؟
إتكلم خالي وقال بهدوء:
= عيب يا حسام، خليه يدخل نشوف الموضوع ومين غلطان ونقرر.
بصلهُ حسام وقال بإنفعال مكتوم من عمر:
_ هو الغلطان طبعًا يابابا، دا إتجوز عليها.
إتكلم خالي بهدوء وقال:
= خلاص يبقى يدخل عشان نتتفق على الإنفصال لو دا المطلوب.
دخل عمر بإرادة خالي وغصب عني أنا وحسام، بعد ما دخل قعدنا كلنا وإتكلم خالي وهو بيوجه كلامهُ لـ عمر وقال:
_ قول بقى كدا يا حبيبي إي اللي خلاك تتجوز على مريم؟
حمحم عمر وإتكلم بهدوء ورسم معالم الضحية على وشهُ وقال:
= ياعمي مكانتش بتهتم بيا ولا شايفاني أصلًا، كل وقتها في البيت والولاد وأنا مش مهم، فـ كان طبيعي إني أتجوز تاني!
جيت أتكلم بإنفعال وغضب بس خالي وقفني وبص لعمر وقال:
_ وهو البيت والولاد دول مش بيتك وولادك ولا إي يا عمر؟
إتوتر عمر شوية وبعدين قال:
= ما إنت عارف ياعمي، مهما كان لازم الست تهتم بجوزها عشان مبُصش برا، بس هي مكانتش شيفاني خالص، كإني كنت عايش مع مدبرة البيت!
سكت خالي شوية وقال بهدوء وتساؤل:
_ كانت مقصرة في أكلك ولا شُربك ولا نضافتك ولا آي حاجة تخُصك يا عمر؟
التوتر بان على عمر ومعرفش يجاوب ولكنهُ قال:
= لأ بصراحة بس دا مش كفاية.
قام خالي وقف وقال بحِدة:
_ يبقى متستاهلش بنتنا يا عمر وإنت خسارة فيك آي حاجة، وإنت اللي هترجع تندم بعدين.
إتكلمت أنا في اللحظة دي وقولت بإنفعال طفيف عشان إحترام لوجود خالي:
_ وكمان يا خالي عارفها بقالهُ سنين مش لسة متعرف عليها، يعني كان بيخونني بقالهُ كتير مالهوش مبرر وقتها!
بصلهُ خالي بغضب وقال بكل هدوء:
_ أنا جيبتك وجيتلك ودخلتك البيت غصب عن صاحبتهُ عشان بس أسمعك وأعرفك إنك غلطان من ساسك لراسك ومحدش ظلمك، إنت اللي ظلمت نفسك بنفسك، والعفش بتاع بنت أختي هو بتاعها سواء القديم أو الجديد كلهُ بتاعها، ومشوفكش تقرب من شقتها تاني ولولا نفسية الأولاد بس كنت قولتلك مش هتشوفهم تاني.
كان عمر هيتكلم بحسرة وهو مُنفعل ولكن خالي كمل وقال:
_ إرمي يمين الطلاق حالًا، ويجيلها ورقة الطلاق وحقوقها في أسرع وقت وإلا إنت عارف أنا محامي وممكن أعمل فيك إي بمعارفي.
فضل عمر واقف متحسر على نفسهُ وشِبه ندمان ولكن لما حس إن مفيش فايدة إتكلم بقِلة حيلة وقال:
_ إنتِ طالق يا مريم.
كانت الكلمة صعبة أوي على قلبي قبل وداني، بس كرامتي فوق كل شيء الحقيقة، مرضتش بنزول آي دمعة من عيني وفضلت واقفة راسي مرفوعة ومن غير ريأكشن.
كان كل اللي بفكر فيه في الوقت دا هو وقتنا مع بعض، ضحكنا، كل رُكن في الشقة والشارع والأماكن ليه ذكرى لينا إحنا الإتنين مليانة حب كبير أوي.
معرفش يمكن المشاعر إتغيرت مع الزمن ولكن قد إي التغيير صعب ووحش أوي، غدار حقيقي الزمن اللي مش عارفين هو مخبيلنا إي.
خد بعضهُ وخرج وخد عروستهُ وراح عند مامتهُ، وخالي خد حسام ومشيوا بعد ما قعدوا معايا شوية يواسوني.
أما أنا فضلت ثابتة لحد ما عملتلي كوباية قهوة تقيلة سادة يمكن تهون عليا شوية ومُرها ينسيني مُر الكلمة والسنين والليالي ودخلت قعدت في البلكونة ووقتها مقدرتش أمسك دموعي.
يعني إي تحب حد وتعيش معاه 8 سنين بحالهم وبعد كل السنين دي يشوف غيرك بكل سهولة ويتم إستبدالك، ومش بس سايبك لوحدك، سايب معاك 3 نسخ منهُ والشقة كل رُكن فيها شايل مواضيع مختفلة وضحك وهزار وخناق ومُصالحة وحُب.
قد إي الدنيا د وحشة أوي لما بتخبيلنا الصدمات في أكتر ناس متوقعناش منهم حتى نظرة تأذينا، برضوا العِشرة بيني أنا وعمر والمشاعر مكانتش قليلة أبدًا حتى اللي عملهُ والغدر اللي غدرهولي مش هينسيني كل دا بسهولة، حقيقي مش مسمحاه من كل قلبي، على قد الحُب كانت الكراهية والبُعد.
دخلت نمت وأنا بحاول اتأقلم وأكون قوية عشان خاطر ولادي وقررت هبدأ من جديد وأرجع لشغلي ومجالي اللي سيبتهُ عشان خاطر عمر ومحتاجش لآب حد وأعلي كمان من المستوى اللي ولادي كانوا متعودين عليه.
عدا شهر وبعدها حسام جال هو ومرات خالي وهما بيعزموني على خطوبة حسام، مش هكدب عليكم وقتها حسيت بنغزة في قلبي ولكن مش زعلانة لإني فعلًا كنت حبيت عمر ونسيت حسام، ولكن هو يمكن كان شعور ندم أو يمكن غيرة عابرة على حبيب قديم، آي نعم مستحيل نرجع أو آي حاجة ولكن غصب عنك بتحس بعدم إرتياح لما تعرف إن حبيبك القديم بقى ليه حد تاني حتى لو مفيش آي مشاعر جواك خلاص.
قعد يكلمني عن خطيبتهُ وإن قد إي هو بيحبها وكان مُتحمس جدًا عشان يوفرلها كل حاجة تخلي والدها يوافق عليه فورًا وفعلًا كان بها ووافق عليه.
في الحقيقة فرحتلهُ جدًا وفرحت لفرحتهُ وإنهُ أخيرًا حب حد وهيبقى مبسوط معاه، لإن حسام أكتر حد عانا بعديا، ومن مل قلبي بتمنالهُ كل خير الحقيقة.
بعد شهرين كمان كنت نجحت جدًا في شغلي وثبتت نفسي وإترقيت، وعرفت إن عبير الزوجة التانية لعمر طليقي طلقها بسبب إنهُ إكتشف خيانتها ليه وكانت حجتها وسببها إنهُ مش مكفيها فلوس وطلبات، وطول اليوم في الشغل وشم مهتم ليها وسايبها لوحدها، وبالفعل طلقها وقاعد مع والدتهُ بعد ما خسر شقتهُ لما كتبها بإسمها وهي باعتها ومشيت.
حاول بعدها يرجعلي ويخليني أحن ولكن الحقيقة بقيت قرفانة منهُ وصدرتلهُ خالي يتعامل معاه، مش فرحانة ولا شمتانة فيه ولكن كما تدين تُدان واللي عملهُ عمر فيا إتردلهُ بنفس السبب، اللي سابني عشانها مصانتهوش وخليتهُ يحس إنهُ ناقص وفيه حاجة غلط.
الليلة دي أنا بنام وأنا متطمنة ومبسوطة عشان ناجحة ومعايا ولادي واللي آذاني نفسيًا داق من نفس الكاس، ودا إنتقام الدنيا بس ما بالكم بالأخرة!