رواية عاصفة الهوي الفصل الثامن والثلاثون38بقلم الشيماء محمد احمد


رواية عاصفة الهوي الفصل الثامن والثلاثون38بقلم الشيماء محمد احمد




سلوى بعد كلامها مستغربة سيف ماله وليه مصدوم وليه واقف بالشكل ده ؟ 
عز نطق باستغراب من شكل ابنه : مالك يا سيف يا ابني في ايه ؟ مش مبسوط انها رجعت ولا ايه ؟ 
سيف بص لأبوه وبمنتهى الهدوء سألهم : انتو امتي هتبطلوا تتدخلوا في حياتي ؟ بجد امتى ؟ 
الاتنين بصوا لبعض بحيرة وبصوله وسلوى سألته : قصدك ايه ؟ انت بجد زعلان اني روحت وجبتها ؟ 
سيف زعق بعصبية : أنا طلبت منك تروحيلها وتجيبيها ؟ ارحميني بقى - شبك ايديه قدامه بترجي - أبوس ايدك ارحميني لأني بجد والله ما عارف حاليا المفروض أعمل ايه ؟ اسيبلكم البيت وأغور في أي داهية ؟ اعمل ايه بجد ؟ أنا مش عارف . 
سلوى بتهكم : اطلع لمراتك فوق 
كمل بتهكم : مراتي ؟ مراتي اللي انتي جبتيها غصب عنها ؟ مش سيادتك روحتي وقولتيلها اننا زعلانين من بعض وهي السبب وجبتيها على الأساس ده ؟ ولسه حالا بتقولي انها شرطت عليكي تعرفيني انها جاية غصب ؟ وتطردني من الأوضة ؟ أنا مش قادر أفهم لو ده مش بتعتبريه تدخل في حياتي أنا وهي ؛ ايه من وجهة نظرك التدخل ؟ انتي تعرفي احنا زعلانين ليه ولا من ايه ؟ 
سلوى بعصبية : سيادتك غلطت فيها و 
قاطعها بعصبية : وانتي امتى شوفتيني بغلط في حد علشان أغلط في الانسانة اللي بحبها هاه ؟ - بصتله بحيرة فهو كمل - بالظبط سيادتك ما تعرفيش سبب زعلنا ولا مين فينا غلطان ولا مين اللي له حق فطالما ما تعرفيش وطالما محدش فينا طلب منك تتدخلي وتحاولي تصلحي بينا يبقى ما تتدخليش لأن تدخلك ده حط حاليا ألف حاجز بيني وبينها - بص لأبوه - أول ما بدر يفضي شقتي أنا هنقل فيها وده كلام نهائي وبعرفك من باب العلم بالشيء مش أكتر لكن العيشة هنا بقت مستحيلة بالنسبالي ، بعد اذنكم . 

سابهم وافقين وطلع لأوضته وسلوى بصت لجوزها : بجد أنا مبقتش فهماله ، كان هيموت عليها ودلوقتي ايه ؟ 
عز بهدوء : دلوقتي جبتيها غصب فرجوعها مالوش معنى بالنسباله لانها مش رجعاله - بصلها باستغراب- ليه قولتيله ؟ رجعتيها ورجعت خلاص سيبيهم براحتهم وسيبيلها هي حرية الاختيار تقوله سبب رجوعها ايه .
عواطف طلعت بالصينية اللي سيف طلبها : اطلع دي ولا أعمل ايه ؟ 
عز : تطلعيها فين ؟ 
عواطف وضحت : سيف طلبها لهمس كان نازل مبسوط بس معرفش بعد كلامكم ده مش عارفة اطلعها ولا اعمل ايه ؟ 
عز بص لمراته بعتاب بعدها بصلها : طالما طلبها طلعيها . 
عواطف سابتهم  وهو كمان طالع لاوضته فسلوى وقفته : انت شايف اني غلطانه ؟ أنا رجعت مراته البيت وأنا غلطانه ؟ 
زعق فيها : غلطانه انك قولتيله انها راجعة غصب وعلشانك مش علشانه ، غلطانه في كلامك بس معاه ، كنتي سيبي همس براحتها تقرر هي تقول ايه ، كنت هتعلي اوي في نظري ونظر همس وحتى سيف نفسه بعد ما يعرف بعدين انك انتي اللي رجعتيها بس تبجحك وتفاخرك باللي عملتيه ضيع حلاوة اللي عملتيه وبدال ما تصالحيهم طينتيها عليهم . 
سابها وطلع أوضته . 

سيف وقف متردد شوية قدام اوضته بعدها دخلها كانت همس زي ما هي قاعدة على مكتبها  ، بصلها ودلوقتي الأمور بقت واضحة قدامه سبب سكوتها ، قعدتها ، حيرتها ، فضل واقف مش عارف يتعامل ازاي ؟ 
الباب خبط فتحه كانت عواطف فهو فتح الباب : اتفضلي يا عواطف . 
 دخلت وبصتله بحيرة فهو وضح : حطيها عندها على مكتبها . 
قربت وحطت الصينية فهمس بصتلها وشكرتها لكن لاحظت ان نظراتها كلها غضب وغيظ زي ما تكون متضايقة منها ، كان نفسها تتكلم بس مش وقت خلاف حتى مع عواطف فسكتت ، عواطف حطت الصينية ورجعت وقفت قصاد سيف : تحب أعملك اي حاجة انت ؟ انت ما اتغديتش ؟ 
ابتسملها بعرفان : أكلت في الشركة ، ربنا يخليكي ليا بجد . 
سألته باهتمام : انت كويس ؟ حساك تعبان ؟ اجيبلك حاجة تاخدها أو أعمل 
قاطعها بحب : عواطف أنا كويس بجد ما تشغليش بالك بيا 
خرجت وهو قفل الباب وراها بعدها قعد على طرف السرير : ماما قالت انك رجعتي علشانها وهي ضغطت عليكي بسبب زعلنا - اضاف بتهكم- وقالت لو حبيتي تطرديني بره الاوضة براحتك 
همس اتضايقت في اللحظة دي من حماتها انها قالت كل التفاصيل دي ، انتبهت لسيف بيسألها : فتحبي اسيبلك الأوضة فعلا ؟ 
فضلت ساكتة محتارة مكنتش مستعدة لده معاه دلوقتي كانت فاكرة هيتصالحوا وينتهي الموضوع بس مش هيتجدد تاني كده ؟ سمعته بيكمل بترجي : همس ردي عليا أنا بجد تعبان ومحتاج أنام وارتاح فقوليلي عايزة تعملي ايه ؟ أشوف أوضة تانية أنام فيها ؟ 
همس ردت بصوت يكاد يكون مسموع : نام براحتك ، عمري ما هقولك اطلع بره أوضتك ، انت بتتكلم في ايه ؟
بصلها بضيق : بتكلم في اني مبقاش موجود في مكان حد مش طايقني فيه وخصوصا لو كان الحد ده هو شريك حياتي . 
همس بضيق : سبق وقولت ما ينفعش نسيب الفعل ونمسك في رد الفعل 
سيف بنفاذ صبر : همس بجد أنا تعبان ومحتاج ارتاح ومش حمل جدال ولا خناق .
همس بنفس لهجته : تمام عايز تنام قدامك السرير انت حر ، عايز تروح أوضة تانية برضه انت حر ، أنا عايزة اذاكر فلو النور مش هيضايقك خد قرارك براحتك ، كده اعتقد الدنيا واضحة ؟ 
بصت لكتبها قدامها وهي مش شايفة ولا حرف وهو قعد على طرف السرير شوية وسألها : هيضايقك لو طفيت نور الأوضة نفسه ؟ اعتقد نور الأباجورة على مكتبك كفاية ؟ ولا محتاجة الباقي ؟ 
ردت بدون ما تبصله : اه كفاية مش محتاجة غيره ، اطفي نور الاوضة براحتك . 
طفى النور ونام مكانه والنوم أبعد ما يكون عنه بس صداع وتعب وارهاق فوق ما أي حد يتخيل . 
همس كانت عارفة انه مش نايم ، طيب هيجري ايه لو سألته في اي سؤال ؟ سؤال هيجيب سؤال وكلمة هتجيب كلمة وتنهي الجدال العقيم ده ؟ 
ليه كل حاجة صعبة بالشكل ده ؟ وليه الكلام بقى صعب ؟ 

أمل في اوضتها قدام المراية بتسرح شعرها وغصب عنها فكرت في ناريمان ، النهاردة برضه راحت عندها المركز وبعد الكورس شافتها بتكلم حد بعصبية وبتزعق فيه زي ما تكون متعمدة تسمعها هي الكلام ، افتكرت الكلام بالحرف (( بطل تقولي اصبري ، ولو صبرت في حاجات ما ينفعش نصبر فيها ولا هينفع نخبيها أكتر من كده ، كل حاجة هتتفضح لوحدها ، بعدين أنا مش بطلب منك كتير ، بطلب حقي وبس وده اقل حقوقي فبطل تقولي اصبري ، زي ما هي لها حقوق أنا كمان ليا حقوق ))
يا ترى هي بتكلم مين ؟ وايه الحقوق اللي عيزاها ؟ هل في حياتها حبيب غامض مثلًا ؟ بس واحدة في مركزها ومستواها مش هتتنازل وتقبل حد يلعب بيها ؟ هي مش من النوع اللي ممكن يتلعب بيه فمين يا ترى اللي أكبر منها للدرجة دي ؟ 
انتبهت على كريم بيناديها بصوت عالي فبصتله في المراية : قولت حاجة يا حبيبي ؟ 
استغرب : بكلمك بقالي شوية حلوين ؟ سرحانة في اي كل ده ؟ هتطلعي نتعشى بره ولا غيرتي رأيك ؟ 
لفت ناحيته باستنكار : امال أنا بلبس ليه ؟ انت هترجع في كلامك ولا ايه ؟ 
وقف من مكانه : حبيبي انتي بقالك ربع ساعة قاعدة مكانك وسرحانة فقولت يمكن غيرتي رأيك ؟ 
وقفت ومسكت فستانها: أنا خلال دقيقتين هكون جاهزة وريني انت هتجهز في قد ايه ؟ 
خرجوا الاتنين يتعشوا بره ، وبعد ما قعدوا واستقروا كريم سألها : كنتي سرحانه في ايه كده ؟ 
استغربت : سرحانة امتى ؟ ما أنا مش مبطلة رغي اهو معاك من ساعة ما خرجنا 
وضحلها : قبل ما نخرج كنتي سرحانة تماما يا أمل .
حكتله اللي حصل في المرتين وهو علق : طيب ليه شاغلة نفسك بيها ؟ هي حرة مالنا بيها ؟
بصتله وقالت بتردد : مش عارفة ليه يا كريم بس بيجيلي احساس انها قاصدة تسمعني أنا ، بحسها بتيجي وتتعمد تخليني اسمعها مش عارفة ليه وايه مصدر الاحساس ده بس مجرد احساس مش اكتر - جه يعترض أو يتكلم بس قاطعته- وعارفة هتقولي ايه بس مجرد احساس جوايا مش عارفة ليه . 
ابتسم ومسك ايدها : روح قلبي هي في حالها واحنا في حالنا ، بعدين أنا برضه جوايا احساس غريب ان في سر وراها مش عارفو فأكيد مش هعترض ، هي بتخطط لحاجة ايه هي الله أعلم ، بس اللي عارفه اننا مع بعض وسهرانين مع بعض ومستغرب ازاي سمحنا لها تاخد من وقتنا كل ده ، أمل خليكي معايا يا روحي واقفلي الكلام عنها اخدت اكبر من حجمها بجد . 
ضغطت على ايده بحب وابتسمت : في دي عندك حق ، قولي بقى يلا .
ابتسم بحيرة : اقولك ايه ؟ 
رسمت تكشيرة مصطنعة : ايه تقولي ايه دي ؟ قولي كلام حب كتير - قربت وشها منه وهمستله - تغزل فيا . 
ضحك ومسك ايديها الاتنين : بصي ناكل ونتغزل ، الغزل على معدة فاضية ما ينفعش .
ضربت ايده وشدت ايديها بعيد : فصلتني ابعد عني بقى
ضحك عليها : هو مش انتي اللي فصلانا أصلا بالكلام عن ناريمان من أول الخروجة ؟ دلوقتي بقى اما اقولك ناكل يبقى بفصلك ، ربنا على المفتري . 

سيف تعبه زاد من الحقن ومقدرش يفضل راقد أكتر من كده فنور النور واتعدل وبدأ يرجع زي ما الدكتور قال بالظبط وزي كل يوم من بعد ما بدأ ياخد الحقن ، همس استغربت اللي حصل وقامت قربت منه : خلينا نروح للدكتور يا سيف ؟ 
بدون ما يبصلها : العلاج دي آثاره الجانبية 
استغربت وقربت منه أكتر حطت ايدها على دماغه تشوف حرارته وخصوصا انه عرقان بشكل مبالغ فيه : طيب وقفه ونشوف غيره لكن تفضل تعبان كده ؟ أنا هكلم نادر و
مسك دراعها منعها : ما تكلميش حد وما تعمليش حوار ، العلاج بيقلب معدتي ويخليني ارجع دي مش نهاية الكون فما تكبريش الموضوع وارجعي لمذاكرتك . 
بصتله مستغربة ازاي متخيل انها ممكن تقعد تذاكر وهو تعبان قدامها كده ؟ 
قعدت جنبه مسكت دراعه : علشان خاطري خلينا نروح لدكتور خليني اطمن عليك . 
بصلها باستغراب وردد بتهكم : تطمني عليا ؟ ليه تطمني ؟ بتحبيني بعد الشر ولا ايه ؟ 
دورها في الاستغراب أو الصدمة : انت بتتكلم في ايه ؟ انت بتشكك في حبي ليك ؟ 
قام من جنبها رايح ناحية الحمام بس بصلها : اللي بيحب حد يا همس عمره ما يوصل لمرحلة انه مش طايقه ، عملتي كتير وقليل فيا وكنتي بتخليني اشد في شعري حرفيًا بس عمري ما وصلت لمرحلة ابقى مش طايقك دي ، مش طايقاني دي يعني وصلتي لمرحلة الكره ، الكره يا همس ، بعد اذنك 
قامت بسرعة وراه مسكت دراعه و وقفت في وشه : انا عمري ما كرهتك وعمري ما أقدر اكرهك و
قاطعها بابتسامة صفرا : ماهو مش بالكلام لأن الكلام سهل وبعدين في اللحظة اللي قولتيها كانت واضحة اوي في عنيكي فمش بالكلام فعلًا لأن عنينا بتفضحنا فما بالك لو حد بيعرف يقراكي كويس . 
سابها ودخل الحمام فتح الدش و وقف تحته يمكن المية تخفف احساسه شوية، همس واقفة بره مصدومة ايه اللي وصلهم للدرجة دي من البعاد ؟ ليه كل ده بينهم ؟ 
افتكرت أمها في اللحظة دي كانت دايما تقول الست الشاطرة ما تغضبش بره بيت جوزها لأن البعاد بيبعد فعلًا القلوب عن بعضها ، تغضب وتزعل وتعمل ما بدالها بس وهي في مملكتها ما تخرجش منها ابدًا وهي خرجت بنفسها زي الغبية وبدال ما كان لها حق تزعل بتصرفاتها الغبية شككت جوزها في حبها له ، شككت في ثوابت المفروض واضحة زي وضوح الشمس . 
فضلت منتظراه بس انتظارها طال وفجأة خافت يكون تعب أكتر ولا جراله حاجة وهي منتظراه كده ، قامت بسرعة دخلت عنده وفتحت الباب بعنف نوعًا ما فهو بصلها باستغراب بس اتنهدت لما شافته واقف تحت المية وسليم ، عنيهم اتقابلت شوية بعدها هو بعد نظره عنها : عايزة حاجة ؟ 
دخلت شدت البرنس بتاعه وقربت قفلت المية وناولته البرنس : اطلع لو سمحت 
بصلها باستغراب شديد بعدها بتهكم : لو محتاجة الحمام اتفضلي أو لو مستعجلة 
قاطعته بضيق وهي بتمسك البرنس علشان يلبسه وبتفرده بحيث يدخل ايديه فيه : سيف البس لو سمحت واطلع وبعدين مش المية اللي هتخفف الصداع اللي عندك ولا هتريح معدتك بالعكس الوقفة دي هتتعبك بزيادة . 
كان عايز يجادل قصادها بس تعبه كان أكبر من انه يجادل فلبس البرنس وخرج بره قعد على كرسي التسريحة وهي واقفة قصاده ، غمض عينيه شوية بعدها بصلها : عايزة ايه يا همس ؟ أو منتظرة مني ايه ؟ 
قربت منه : عيزاك تقوم ترتاح في سريرك انت قاعد هنا ليه ؟ أنا مش فهماك يا سيف 
هنا هو اتنرفز وزعق فيها : قاعد ليه يا همس ؟ معجب بقعدتي في الدريسينج مثلًا ؟ قاعد متنيل المفروض ألبس بس معنديش طاقة البس هدومي ولا عندي طاقه اقف قصادك أجادل معاكي فقوليلي عايزة ايه يا همس ؟ 
مردتش عليه بس فتحت الدولاب وطلعت هدومه وقربت منه : عيزاك ترتاح في سريرك زي ما سبق وقولت ومش عايزة جدال قصادك ولا قادرة عليه ولا فتحت بوقي بحرف انت اللي بتجادل ، فاتفضل البس هدومك 
بصمت تام هي ساعدته لحد ما لبس هدومه وما سابتوش غير بعد ما ارتاح في السرير بعدها طلعت  من الأوضة وبعد ما كان هيسألها رايحة فين او هتسيب الأوضة ليه تراجع وفضل الصمت . 

همس نزلت المطبخ كانت عواطف موجودة بتجهز علشان تمشي ، تجاهلتها ودخلت بتفتح كل العلب والضرف والثلاجة فسألتها : حضرتك قوليلي محتاجة ايه وأنا هقولك موجود فين ؟ 
همس بصتلها : لما احتاج مساعدتك هطلبها شكرا
عواطف لاحظت حيرة همس  فقربت منها : يا بنتي قولي عايزة ايه ؟ وبلاش اسلوب العيـ
همس بصتلها فعواطف سكتت لانها تمادت هي مهما كان تعتبر شغالة عندها ، همس كملت بتهكم : كملي سكتي ليه ؟ وبعدين محدش قالك اني عيلة ولا ايه ؟ 
عواطف بهدوء : شوفي يا بنتي أنا سيف مش حد شغالة في بيته أنا ربيته من وهو عيل صغير ويمكن اكون فهماه وعرفاه أكتر من والدته ، سيف ابني مش بس ولي نعمتي وهو زعلان ، سواء انتي مزعلاه هو مزعلك ده ما يفرقش معايا اللي يفرق معايا انه تعبان وزعلان وانتي اكتر حد بيحبه في الكون ده ، بس انتي مش موجودة معاه في تعبه ده وده انا مش هعتذر عليه ، انا متضايقة منك ولو بإيدي أو لو أنا حماتك مكنتش هتعامل معاكي بالرقي اللي سلوى هانم عملته ، ايوه مش حقي وايوه انا مش أمه وايوه مش حماتك بس في اللحظة اللي دخلت فيها الأوضة وشوفته وهو تعبان وانتِ قاعدة ولا في بالك كان نفسي يكون ليا كل الحقوق اللي انفجر فيكي واقولك ابني ما تزعليهوش 
همس عذرتها وحست بحبها الصادق لسيف اكتر من مرة مش دي أول مرة : مع انه مش حقك بس هنعتبره حقك وهقولك ابنك انا ما زعلتوش ، أنا بعشق سيف أكتر من … أكتر من الحياة نفسها لان هو حياتي فلما يكون في زعل بينا ثقي تمامًا ان الزعل ده هو اللي اتسبب فيه مش أنا 
عواطف اخدت نفس طويل : طيب دلوقتي خلينا نركن الزعل على جنب وقوليلي محتاجة ايه ؟ 
همس اخدت نفس طويل قبل ما تقولها : محتاجة زنجبيل طازة لو في او ناشف ومحتاجة نعناع اخضر ولو في زيت نعناع ياريت 
عواطف بصتلها باستغراب لانها توقعت انها جعانة مثلا فهمس وضحتلها : الزنجبيل بيقلل الغثيان هو والنعناع 
هنا عواطف فهمت انها بتعمل حاجة لسيف فاتحركت بسرعة وهي من جواها مبسوطة وحضرت لهمس كل اللي طلبته : هتعملي ايه ولا ايه في دماغك ؟ 
همس بصتلها : هغلي مية واحط فيها الزنجبيل والنعناع وهديها لسيف يشربهم يهدوا معدته 
عواطف هتحطهم في المية فهمس منعتها : لا ما تغليهمش ، يتحطوا فيه مية مغلية مش هم اللي يتغلوا . 
همس جهزت كوباية الزنجبيل بالنعناع لسيف وبعدها سألتها بفضول : زيت النعناع ليه ؟ 
همس بصتلها : قريت انه بيهدي احساس الترجيع فهدهن منه في رقبته شوية بسيطة 
اخدت الصينية وطلعت لأوضتها قابلها عز اللي كان نازل فوقف قصادها : ازيك يا بنتي نورتي البيت 
ابتسمتله : متشكرة يا عمي 
قبل ما تتحرك عز مسك دراعها : همس يا بنتي سيف لما بيتنرفز بيكون صعب وممكن يقول حاجات ما يقصدهاش بس بيتراجع عنها بسرعة فلو سمحتي ما تحاسبيهوش على انفعاله ، حاسبيه بعدها ، هو عيب فيه مش هنكر بس اعتقد في مميزات كتير تغطي على عيبه ده .
همس ابتسمت لعز : عمي اطمن أنا مش محتاجة حد يوصيني على سيف أو يفهمني شخصيته ، اطمن حضرتك
ابتسملها : أنا مطمن طول ما انتو مع بعض - بص حواليه - واوعدك ان الوضع ده هيتصلح قريب ، ده وعد من عمك 
مفهمتش قصده بس اتحركت تدخل اوضتها عند سيف اللي عمل ألف سيناريو في دماغه واتفاجيء بها لما دخلت وحطت الصينية اللي معاها جنبه على الكومود ، بص للكوباية اللي مغطياها وبصلها: لو ده جيباه ليا أشربه فـسوري مش هقدر. 
تجاهلته وفتحت علبة الزيت الصغيرة حطت كام نقطة على ايدها وهو استغرب وقبل ما تلمسه مسك ايدها : بتعملي ايه ؟ 
همس باصة لايده اللي ماسكة ايدها : هكون بعمل ايه ؟ ما تسيب ايدي 
قبل ما يسيب ايدها : هسيبها بس هتعملي ايه بالزيت ده ؟ 
بصت لعينيه : هدهن بيه رقبتك ريحته هتقلل من احساس الغثيان اللي عندك والترجيع كمان 
كان متردد يسيبها بس هي اكدت : هتخسر ايه ؟ لو ريحته ضايقتك ابقى اغسله مش هحط غير في رقبتك بس 
سابها بتردد وهي بالفعل دهنت رقبته من ورى بالذات وتدليكها لرقبته خلاه بصلها كتير مش عارف يفكر أو يرتب أفكاره اللي بتحتج عليها دلوقتي . 
بصتله وهمست : ريحته مضيقاك ؟ 
استغرب انه مركزش أصلًا في ريحته بس اخد نفس طويل : ده نعناع ؟ 
ابتسمت : اه نعناع 
بعدت إيدها وهنا هو افتقد لمساتها لدرجة كان هيعترض بس تماسك وفضل ساكت وراقبها وهي بتكشف الكوباية فريحتها طلعت : وده ايه كمان ؟ 
وضحت : زنجبيل بالنعناع هيهدي معدتك تمامًا - قبل ما يعترض - اشرب على قد ما تقدر ومعدتك تسمح بس صدقني هيريحك . 
اخده منها شرب منه بعدها بصلها : بيلسع على فكرة
ابتسمت : طول عمر الزنجبيل بيلسع 
شرب شوية وبالفعل حس انه احساس الغثيان قل كتير ، حط الكوباية و وضح رد على نظراتها : أكتر من كده هيجيب نتيجة عكسية . 
هدت النور على الأخر وغطته : طيب حاول تغمض عنيك يمكن تنام شوية . 
كان عايز يقولها تفضل قدامه أو تقرب لحضنه بس مانطقش فهي انتظرته يتكلم بس لما فضل ساكت قامت من جنبه وهمست : لو نور المكتب مضايقك هطلع
قاطعها بسرعة : مش مضايقني خليكي 
كانت هتبعد بس مسك ايدها وهمسلها : خليكي جنبي شوية 
نظراتهم اللي اتعلقوا ببعض قالوا كتير أوي وبدون ماينطقوا حرف قعدت تاني جنبه ومع انها كان ممكن تروح ناحيتها الأوسع من السرير بس فضّلت تقعد على الطرف وهو ماوسعش لها علشان تفضل قريبة من حضنه ، قعدت دقيقتين بعدها فردت جسمها جنبه واخدت راسه في حضنها علشان يعرف ينام ويغمض عنيه وفضلت تلعب في شعره بهدوء وهمست : حاول تنام . 
لف دراعه حواليها واسترخى في حضنها لحد ما نام فعلًا وما صحيش غير الصبح اتفاجيء ان الدنيا نورت وهي لسه في حضنه نايمة ، ابتسم واخد نفس طويل من ريحتها اللي اشتاقلها واكتشف انه كان مفتقد للنوم أصلًا وهي مش معاه . 
فضل مكانه مش عايز يتحرك علشان ما تصحاش وتبعد عنه ، حاول يفتكر كليتها ومحاضراتها أو شغله أو اي حاجة بس عقله متوقف تمامًا هي في حضنه والدنيا كلها مش مهمة بعدها . 
بيلعب في شعرها وخصلاتها ومستمتع بوجودها في حضنه بس حس انها بتتحرك أو هتصحى فتلقائيًا غمض عنيه عمل نفسه لسه نايم لانه مش عارف ايه هيتم بينهم دلوقتي ؟ 
همس فتحت عنيها مستغربة هي فين دلوقتي بعدها لقت نفسها في حضنه فابتسمت ، قد ايه هو واحشها والمتخلف ده يقولها بتكرهيني ، اي كره بيتكلم عنه دي بتتنفس أنفاسه هو ، قربت من وشه أوي تاخد أنفاسه تتتفسها . 
حطت ايدها على وشه بتحركها بهدوء علشان ما يصحاش وقربت اكتر واكتر باست وشه برقة يدوب بتلمسه وهمست : يا متخلف أنا مش بعيش أصلًا غير وأنا في حضنك مش تقولي بكرهك ، ده كان مجرد غيظ مش أكتر ولا أقل ، لكن أنا بعشقك يا سيف يا صياد 
لفت ايديها حواليه ودفنت وشها في رقبته أكتر واكتر ودفنت نفسها في حضنه يمكن تشبع منه قبل ما يصحى وكل واحد يشوف وراه ايه . 
فكرت تشوف الساعة كام علشان محاضرتها بس تراجعت مش هتبعد عن حضنه لحد ما هو يصحى ويقوم . 
سيف كمان قرر ما يتحركش من مكانه خليه النهاردة في حضنها وبس . 
الاثنين فضلوا جامدين في حضن بعض لحد ما قطع سحر اللحظه والصمت بينهم خبط على الباب بددت الصمت فمعدش ينفع يفضلوا كده ، همس اتحركت : سيف ، سيف 
عمل نفسه لسه صاحي ومستغرب فهي وضحت : الباب 
بص ناحيته ورد فسمع عواطف : جبتلكم الفطار يا ابني يدوب تلحقوا تفطروا قبل ما الهانم تروح الجامعة ولا مش هتنزلوا ؟ 
سيف بص لساعته في ايده وبعدها بص لهمس : عندك محاضرات مهمة ؟ 
همس شاورت بدماغها بأسف : عندي ايوه 
مقامش ولا سابها تقوم وعنيهم متعلقين ببعض بس عواطف خبطت تاني : هتنزلوا تفطروا تحت ؟ 
سيف رد : دخلي الفطار يا عواطف 
همس غطت وشها قبل ما عواطف تدخل ودي عادتها لو حد دخل وهي نايمة بتستخبى لحد ما اللي دخل يطلع ، سيف ابتسم من حركتها ، عواطف دخلت حطت الفطار على التربيزة وصبحت على سيف : صباح الخير يا ابني ، احسن النهاردة ؟
ابتسملها : احسن الحمد لله ، تسلم ايديكي على الفطار 
خرجت وهي مبسوطة انهم اتصالحوا وبعد ما قفلت الباب سيف بيرفع الغطا من على وشها : خرجت خلاص - اتعدلت وبصتله فهو همسلها بحب - صباح الخير 
ردت بهمس زيه : صباح النور ، معدتك احسن دلوقتي ؟ 
ابتسم وشكرها : اه الحمدلله ، المشروب اللي عملتيه ريحني بدليل اني نمت بعدها .
ابتسمت : طيب الحمدلله انك بخير ، ألف سلامة عليك . 
قامت من جنبه تستعد لكليتها ، قام زيها يستعد يوصلها وينزل شغله ، الاثنين بيراقبوا بعض وكل واحد بيتمنى الثاني ، وصمت ولخبطة بينهم ، سيف مش عارف هل المفروض مثلًا يتعامل معاها عادي ولا المفروض يعتذر ولا ايه ؟ 
هي كمان مش عارفة تكلمه عادي ؟ تفضل على موقفها؟ مبقتش فاهمة ايه الصح وايه الغلط ؟ 
سيف خلص قبلها وبيجهز شنطته،  موبيله كان على مكتب همس اخده وهنا لمح دفتر خواطرها مفتوح وبفضول بصله وقرأ المكتوب 

ويظنُ أني قد اميلُ لغيره
إنّي وقلبي باسمه مكتوبُ
أنا ماشربت الحبَ إلّا مرةً
والكلُ بَعدُك كأسهُ مسكوبُ
لو مال قلبي عن هواك نزعتهُ
و شريتُ قلباً في هواك يذوبُ
أعيادُ حُبُك في فؤادي أحكمتهُ
من قال أني عن هواك أتوبُ
أنا ماشربت الحبَ إلّا مرةً
والكلُ بَعدُك كأسهُ مسكوبُ

قلبه كان بيدق بعنف وخصوصا آخر مقطع والكل بعدك كأسه مكتوب ، اتنهد بيحاول يهدي نبضات قلبه اللي بعثرتها بكام كلمة ، حس بيها بتتحرك فراح ناحية الفطار عمل ساندوتش لنفسه وعمل لهمس كمان وحاول يتكلم بشكل طبيعي : يلا يا همس هتتأخري 
همس خرجت وبتجهز شنطتها وحاجتها من على المكتب : افطر انت طيب انا هعمل ساندوتش سريع 
قربت منه كان مجهز الكرواسون بالجبنه زي ما هي بتحبه فحط الطبق قدامها ومعاه الشاي فابتسمت وشكرته ، قعدت جنبه تاكل بهدوء ، حاول يتكلم بشكل عادي يكسر التوتر بينهم سألها : عندك ايه مهم النهاردة ؟ 
قالتله على المحاضرات اللي وراها وسكتت ، وقف وقام اخد اللاب بتاعه وبص لساعته : كده يدوب توصلي قبل المحاضرة .
وقفت وهي بتشرب كوبايتها : يلا بس لو مستعجل خلي نصر يوصلني هو
رد بهدوء : هستعجل على ايه يا همس انا علشان انتي ما تتأخريش . 
نزلوا الاتنين مع بعض وسلوى كانت بتشرف على السفرة والفطار وبصتلهم وهم نازلين لكن لاحظت ان ايديهم مش في ايدين بعض وده معناه انهم ما اتصالحوش ، وقفت قصادهم : هتفطروا ؟ الفطار جاهز 
سيف رد : فطرنا ، عواطف طلعت الفطار فوق ويدوب نلحق سلام 
باس خدها واتحرك و وراه همس صبحت عليها وطالعه بس مسكت ايدها وقفتها ، سيف بعد خطوتين بص لهمس وراه وسلوى مسكاها فردت عليه بسرعة : اطلع دور عربيتك هتحصلك ، دقيقة مش اكتر 
معلقش وطلع ، الاتنين راقبوه لحد ما خرج سلوى بصت لهمس : ما اتصالحتوش ليه ؟ بسببي ؟ 
همس اخدت نفس طويل : عادي يعني 
سلوى باصرار : تخيلت انكم بمجرد ما تبقوا في اوضة واحدة هتتصالحوا ، اسمحيله يقرب وانتو هتتصالحوا ، الثقل مش حلو في كل الأوقات يا همس .
همس واقفة مش عارفة تقولها ايه بعدها رفعت راسها بصتلها وقررت ترد عليها : والله لو حضرتك مكنتيش قولتيله بالتفصيل كل اللي قولناه كنا اتصالحنا - بصتلها بغيظ - ليه قولتيله اني اطرده بره الاوضه ؟ هل متخيلة انه هيجي بعدها ياخدني في حضنه مثلا ؟ ولا هيقولي ابوس ايدك خليني جنبك ؟ 
سلوى تراجعت لانها ما تخيلتش همس تهاجمها : مش انتِ اللي مكنتيش عايزة ترجعي وشرطتي عليا اعرفه انك مش راجعة علشانه راجعة علشاني ؟ دلوقتي انتِ بتلوميني ؟ 
همس اخدت نفس طويل : انا معرفش بس - سكتت شوية بعدها كملت - يمكن اكون غلطانة او يمكن كنت محتاجة سبب ارجع علشانه ؟ أو يمكن كنت محتاجة دفعة بس تخيلت حضرتك مش هتقوليله بالحرف كل اللي قولناه 
سلوى هتتكلم بس قاطعهم الباب و دخول نصر : همس هانم ، سيف بيه في انتظارك بره بيقول اتأخرتي 
همس بصت لحماتها : بعد اذنك 
خرجت وسابتها وركبت جنب جوزها اللي اتحرك بسرعة وبغيظ من امه اللي مصرة تتدخل برضه بينهم .
شوية وبص لهمس : كانت عايزة ايه ؟ 
همس بصتله بعدها بصت قدامها : عادي بتطمن مش اكتر 
استغرب من اجابتها : تطمن ؟ تطمن على ايه ؟ 
 ⁃ علينا اتصالحنا ولا 
سيف بصلها بحيرة لانه هو نفسه مش عارف هم اتصالحوا ولا لسه زعلانين : وقولتيلها ايه ؟ 
همس احتارت بجد لان اجابتها هتحدد وضعهم فعلًا لو قالت اتصالحنا هيتعامل معاها على الأساس ده ولو قالت لأ مش عارفة رد فعله هيتعامل معاها ازاي ؟ قررت اخيرا تقلب الدفة ناحيته : معرفتش اقولها ايه ، انت قولي كان المفروض اقولها ايه ؟ اتصالحنا ولا ؟ 
سيف فهم دماغها بس بما انه هو زيها مش عارف اجابة فجاوب بشكل غامض : تقوليلها الحمدلله وما تشغلش بالها بينا وتمنعي أي حد يحاول يتدخل بينا ، لا امي ولا امك ولا ابويا ولا ابوكِ ، نقفل قصة التدخلات من اللي حوالينا لاني بكرهها مووت ومبحبش حد يتدخل في حياتي الخاصة . 
همس كشرت واتمنت انها تبقى زيه وتعرف تتحايل على أي سؤال بالشكل اللي يناسبها . 
لاحظت انه بيركن عربيته واتفاجئت انها وصلت الكلية بالسرعة دي ، اخدت شنطتها وهتنزل بس تراجعت وبصتله : طيب احنا اتصالحنا ولا لسه ؟ 
اخيرًا السؤال بشكل مباشر وصريح بس الاجابة مش هينفع تكون صريحة فبهدوء وهو بيقفل عربيته : احنا براحتك يا همس زي ما تحبي ، متصالحين ولا زعلانين ؟ اللي يريحك تعاملي على اساسه ، سبق وقولتلك مش هضغط عليكي وأنا عند كلامي ، تعاملي معايا بالشكل اللي يريحك نفسيًا . 
اجابته ضايقتها لانها مش عارفة تتعامل معاه ازاي وهو زود حيرتها ، نزلت وهي مكشرة بس اتفاجئت بيه نازل معاها فبصتله : انت رايح فين ؟ 
جاوبها وهو بيقف قصادها : هوصلك ، على طول بوصلك لحد المدرج ايه اللي اتغير النهاردة ؟ 
السؤال كان استنكاري مش اكتر فمشيوا جنب بعض ، همس شافت مايا وشلتها وهنا مسكت ايد سيف اللي استغرب لوهلة تصرفها بس شافها بتبص لمايا اللي بصت لايديهم بغيظ نوعا ما . 
وصلها لحد باب المدرج وقبل ما تدخل وقفها : محتاجة اي حاجة ؟ فلوس ؟ اي حاجة ؟ 
ابتسمت وشكرته وقبل ما يمشي : هتيجي تاخدني ؟ 
ابتسم بأسف : دي معرفهاش حسب ظروفي ، هكلمك قبلها أو هبعت نصر ، يلا عايزة حاجة ؟ 
شكرته وهو بعد عنها بتردد ويدوب بيلف كان هيخبط في مايا اللي ابتسمتله : دكتور ازي حضرتك؟ واخبار طنط ايه ؟ 
استغرب سؤالها : طنط ؟ طنط مين ؟
ابتسمت اوي وبصت لهمس تغيظها وهي بتقرب منه : طنط سلوى ، اتغدينا مع بعض ، كانت لطيفة اوي ، ما تتخيلش انا مبسوطة قد ايه بمعرفتها ؟
تراجع خطوة بعيد عنها بعدها علق بهدوء : زي ما قولتلك قبل كده علاقتك بوالدتي شيء يخصها ويخصك بس ما يعنيش ليا أي شيء ، أمي شخصية اجتماعية وبتحب تتعرف على ناس كتير ولها صحبات كتير بس ده مالوش علاقة بيا .
سابها ومشي وهمس دخلت مبتسمة قعدت مكانها ويدوب بتسلم على صحابها مايا وقفت قدامها سندت على البينش : حماتك شخصية ظريفة اوي يا همس ، ولحسن الحظ ست ارستقراطية جدا ولها مواصفات ومتطلبات معينة وانا بحب النوعيات دي اوي لاني بعرف كويس اتعامل معاهم واكسبهم كمان في صفي . 
همس ابتسمت اوي وقالت زي جوزها : حماتي شخصية لطيفة مش بتحب تكسف حد وزي ما سيف قالك هي شخصية اجتماعية فاعملي ما بدالك في النادي . 
بصت لهالة وصحباتها وتجاهلت مايا اللي مشيت من قدامهم وهي بتتوعد لها . 

بدر بيستعد لنزوله بس قبل ما ينزل قعد قدام هند : وبعدين يا هند ؟ هنعمل ايه ؟ 
بصتله بحيرة لوهلة : نعمل ايه في ايه يا بدر ؟ 
وضحلها : في قعدتنا هنا؟ في مدرسة أنس مش هينفع يغيب أكتر من كده ، لازم ناخد قرار هنكمل هنا ؟ اقبل وظيفة سيف ؟ ولا نرجع لاشغالنا ولحياتنا ؟ 
هند زيه محتارة بالظبط ، اتعدلت وبصتله بجدية : طيب خلينا نتكلم في مميزات وعيوب كل قرار فيهم يا بدر . 
بدر بهدوء : طيب هناك شقتنا اللي اخترناها وفرشناها واتجوزنا فيها وشغلنا و والدك و والدتك . 
ابتسمت : وهنا ؟ ايه مميزات هنا وعيوبه ؟ 
اخد نفس طويل بتفكير : هنا حياة جديدة علينا وناس جديدة لسه هنتعرف عليها ، الشغل في شركة زي شركة الصياد حلم ناس كتير مش هنقدر ننكر ده ، الراتب بتاعها خيالي يا هند ، شركة بالحجم ده ومركز زي ده نقدر نقول انه حلم ناس كتير تتمنى توصله وبعدين انا سألت فلقيت فعلا كلام سيف صح ، الشركة بتتكفل بالسكن والمدراس للاطفال واشتراك النادي كمان للموظفين المهمين عندها ، كنت متخيل سيف بيقولي كده علشان اقبل او علشان علاقتنا الشخصية بس لقيته حقيقي ، فناخد الخطوة دي ؟ ولا نرجع لحياتنا ؟ 
هند بتفكير : يعني ماديا هنا أفضل صح ؟ 
وافقها بدماغه وهي كملت : وهنا نادر وهمس وممكن مع الوقت بابا وماما نقنعهم يستقروا هنا معانا .
بدر اكد : ايوه بالظبط .
هند باهتمام : طيب و أنس ؟
جاوبها: انس حابب هنا ، النادي والصحاب والفريق اللي عمله وكمان عرف مدرستهم وحابب يروح معاهم ، والله ما عارف يا هند ايه الصح وايه الغلط ؟ انا ميال لهنا وانس كمان حابب هنا انتي بينا كفة الميزان ، رأيك هيرجح الدنيا معانا ، نستقر هنا ولا نسافر ؟ 
هند حاسة بان الاثنين فعلًا ميالين لهنا وهي حابة كمان زيارات اخواتها لها لانها هناك محرومة منهم الا كل فين وفين ، اخيرًا رفعت راسها بصت لجوزها : طيب انت قولت سيف قالك تشوف المكان اللي هنقعد فيه ؟ تعال نروحه وهو الفيصل ، احساسنا هيقولنا نعمل ايه ، لو ارتحنا فيه نقعد لو اتقفلنا نسافر 
ابتسم باستغراب : هنقرر بناءا على ده يا هند ؟ 
ضحكت : طبعًا ، ما احنا اخترنا شقتنا بناءًا على راحتنا ، هنعمل كده برضه . 
اتنهد و وقف باستسلام : طيب اخر النهار نروح انا وانتي نشوفها وبناءًا عليه نقرر ، يلا انا همشي عايزة حاجة مني ؟ 
اطمن عليها وسابها وخرج قابله انس صاحي بدري فسأله باهتمام: انت صاحي بدري ليه كده ؟ 
انس بنشاط : عايز اشوفك قبل ما تنزل واسألك قررت ايه ؟ هنفضل هنا ولا هنرجع ؟ اصحابي في النادي بيروحوا كلهم مدرسة واحدة هنا فقولت اعرفك لو هنكمل هنا تقدملي فيها ولا هنرجع ؟ 
بدر داعب شعره بحيرة وقرب منه : حبيبي ربنا يسهل من هنا لآخر النهار هنشوف ايه الدنيا  ، هنروح نشوف البيت اللي سيف قال عليه وناخد كلنا قرار مع بعض ، يلا انا نازل الشركة عايز حاجة ؟ 
انس شكره بس قبل ما يخرج وقفه : بابا هنا افضل كتير اوي عن هناك ، خلينا هنا ياريت ، هنا افضل 
ابتسم : ربنا يسهل يا انس ، ربنا يسهل . 

مؤمن في الشركة اتفاجيء بحد بيدخل عنده وبيقدمله ورق فتحه اتفاجيء بمحتواه وبص للساعي : ده ايه ده بالظبط ؟ 
الساعي : اعتقد استدعاء للمحكمة 
مؤمن بذهول : ايوه بعرف اقرأ بس ايه ده برضه 
الساعي بهدوء : انا مجرد بوصل الورق بعد اذنك امضيلي على الاستلام. 
مؤمن مضى والساعي مشي وهو قام بغضب لمكتب كريم لسه علياء هتوقفه بس هو دخل بغضب عند كريم اللي كان معاه كذا حد فوقف باعتذار : سوري يا جماعة كنت فاكر باشمهندس كريم لوحده . 
كريم حس ان في حاجة حصلت فابتسم بعملية للضيوف اللي معاه : لا عادي يا باشمهندس اتفضل احنا كنا بنحدد ميعاد الاجتماع النهائي علشان الوفد يشوف النموذج ونشوف هنمضي العقود ولا هنعمل ايه؟
واحد من الضيوف وقف وتباعًا الباقي وقفوا زيه : اهلًا بحضرتك باشمهندس مؤمن احنا خلاص خلصنا كلامنا واجتماعنا خلال يومين باذن الله، نتقابل على خير ، بعد اذنكم يا جماعة . 
انتهى الاجتماع وكريم بعد ما وصل ضيوفه الأسانسير رجع مكتبه وقفل الباب بص لمؤمن : في ايه ؟ ايه اللي حصل ؟ 
مؤمن بغيظ : جالي استدعاء للمحكمة 
كريم بذهول ردد : محكمة ؟ لايه ؟ 
مؤمن جاوبه بزعيق : الهانم رفعت قضية حضانة عايزة تاخد إيان . 
كريم قعد على طرف مكتبه : طيب اهدى ، هي قالت انها هتطلب حضانة ابنها ده مش جديد وبعدين المواضيع دي بتاخد وقت مش بيتحكم فيها . 
مؤمن زعق : هي اه قالت بس ما تخيلتش انها هتعملها بجد وبعدين ده إيان أبعد من نجوم السما عنها ، قال أنا بقولها تيجي تشوفه براحتها ده أنا هخليها …
قاطعه كريم : اهدى وخلينا نتكلم بالعقل ، ابنها من حقها تشوفه بعيد عن القضية دي فلو هي تصرفت بغباء انت مش هتتصرف زيها ، هي بتتخبط ومش عارفة بتعمل ايه اساسًا فكل المطلوب منك تفكر في ابنك وبس مش فيها .
مؤمن زعق : وهي مش بتفكر في ابنها ؟ 
 ⁃ للأسف لأ ، اعتقد يا مؤمن ان كل اللي بتفكر فيه هو ازاي تعاندك انت وبس ، لو فكرت للحظة في ابنها وفكرت فعلًا بعقلها مكنتش هدت بيتها من اساسه ، حاول تلاقيلها عذر معلش ، خلينا نشوف محامي مختص بقواضي الحضانة ونشوف هنعمل ايه ، لحظة اكلم علياء تشوفلنا حد .  
كلم علياء وطلب منها تشوف مين أفضل محامي في المجال ده وتحدد ميعاد معاه . 

نادر اتصل بأخته همس يطمن عليها بعد ما رجعت بيتها وفرحان بصلحهم : الحمدلله بجد انك رجعتي يا همس ، اتصالحتوا خلاص ؟ 
همس بتردد : لا مش اوي ، ما اتصالحناش بس مش زعلانين ، مش عارفة هو كان تعبان اوي امبارح وفضلت جنبه وصحينا الصبح نزلنا مش عارفة بقى وضعنا ايه ؟ وهو قالي براحتك اللي عايزة تعمليه اعمليه . 
نادر بتأكيد : همس المفروض تبقي جنب جوزك وخصوصًا مع تعبه ، بعدين العلاج اللي بياخده بيتعبه جامد للأسف
همس اقترحت : طيب يا نادر ما تقول لدكتور محي صاحبك يشوف علاج تاني ما يتعبوش بالشكل ده ، مش كل علاج وله بديل ، خلينا نشوف بديل 





نادر بتلقائية : ماهو ده البديل يا همس ، الاختيار التاني مش لطيف ويارب ده يجيب نتيجة معاه و ما نحتاجش البديل الثاني .
همس باستغراب : ده بديل لايه يا نادر ؟ 
نادر استغرب انها مش عارفة معقول سيف مقلهاش على العملية اللي ممكن يعملها ؟ طيب هل يقولها ولا يفضل ساكت ويخترع اي علاج تاني بديل ؟ قاطع أفكاره همس اللي اتوترت : بديل لايه يا نادر ، وحياة أبوك ما تخبي عني وتفكر تألف اي حاجة ؟ 
اتنهد باستسلام لان من حقها تعرف على الأقل تفضل معاه وجنبه ويتصالحوا طالما هي محتاجة لسبب ، شرحلها حالة سيف بالظبط وهي سمعته باهتمام وبدموع نازلة بصمت تام ، قفلت معاه وفضلت واقفة مكانها مش عارفة تعمل ايه ؟ 
اتفاجئت بموييلها بيرن فطلعته بآلية كان سيف ردت بسرعة وبلهفة : ايوه يا سيف ؟ 
سمعت صوته : همس معلش مش هقدر آجي هتلاقي نصر المفروض قدامك ، طمنيني وصلك ولا ايه ؟ 
همس بصت حواليها شافته داخل عليها : انت مجيتش ليه ؟ مش المفروض ترتاح شوية ؟ 
استغرب لهجتها والحزن اللي حاسه : انا كويس بس ورايا شوية حاجات لازم تخلص ، اشوفك بعدين باي . 
قفل وهي حطت الموبيل في شنطتها و ركبت مع نصر اللي وقف قصادها تمامًا ، دخلت مكانها واتحرك بيها . 

سيف في الشركة ومعاه سبيدو وشبه اتأكد من الخاين اللي في شركته ، اللي لسه بيوصل اخبارهم لحسام وبيقلب عمال المصنع عليه ، سبيدو كمان حط ايده على كل العمال اللي تحت طوع حسام وقرروا يتخلصوا منهم كلهم بضربة واحدة قبل ما يدخلوا المشروع الجديد مع المرشدي . 
اجتمع بكل رؤساء الأقسام في شركته و عز موجود وآية ومروان والكل مستغرب سبب الاجتماع ايه ؟ 
سيف بدأ يتكلم عن الشركة وانها أكبر من ان حد يوقعها أو يخسرها ، سيف بصلهم كلهم بعدها كمل : طبعا كلكم مستغربين ايه سر اجتماع النهاردة ، هقولكم ، بقالي كام يوم بقابل فيكم واحد ورى الثاني وبتناقش معاكم في مشاريع جديدة تخص الشركة هنعملها ، الغرض من الاجتماعات دي اني عرفت ان في بينا هنا خاين لسه بيخرج أسرار الشركة بره وبيقلب العمال ضدي وطبعًا حد زي ده لازم نتخلص منه بسرعة . 
الكل بص لبعضه باستغراب كل واحد بيحاول يعرف مين ؟ 
سيف بص لسبيدو : شغل الفويس اللي معاك . 
سبيدو شغل الفويس كان لكام حد بيتكلموا مع بعض 
@ الشركة هتدخل مشروع جديد مع شركة كويتية وعاملين شرط الشراكة معاهم ٢٠ مليون دولار 
$ طيب لما ده مبلغ الدخول معاهم امال المكسب هيبقى ايه ؟ 
@ بيقولوا مش اقل من ١٠٠ مليون ، احنا لازم نعرف الكل ونطلب زيادة في الرواتب ، المفروض اصلا نعمل اضراب عن العمل وهو هيحتاس 
$ ولو جاب ناس تانية  واستغنى هنعمل ايه ؟ 
@ عقبال ما يجيب ويعلم الناس ويشتغل من تاني ده هيوقعه تماما ، حسام بيه مأكدلي انه ما يقدرش يستغنى عننا بدون بديل ، فلو قدرنا نطمن العمال  انه مش هيقدر يشتغل من غيرهم ومش هيقدر يستغنى هيوافق على الزيادة ولو وافق مرة هنلعب بيه لحد ما نوقعه تمامًا 
$ وبعد ما يقع والمصنع يتقفل يا ناصح ؟ هنبقى في الشارع 
@ يا حلو ما احنا هنقبض وهنقب بقى ، احنا هناخد مليون في الحركة دي هو يقع بس 
سبيدو قفل الفويس وسيف كمل بعد صمت سيطر على الكل : سمعتوا بنفسكم فايه رأيكم ؟ 
مدير العلاقات العامة : انت الفويس ده جبته منين ؟ 
سبيدو رد : احنا صورناه صوت وصورة 
مدير العلاقات العامة : طيب ارفدهم طالما عارفهم 
سيف رد عليه : ما هم لوحدهم ما لهمش قيمة بالنسبالي ، ومش دي مشكلتي دول تحت جزمتي ، المشكلة كانت في اللي هنا جوه الاوضة دي اللي بيخرج كلامنا بره - بص لكل الوشوش حواليه والكل متوتر - كل واحد فيكم قولتله مشروع مع بلد مختلفة بارقام مختلفة ، يا ترى مين فيكم اللي كان نصيبه الكويت ، و٢٠ مليون و ١٠٠ مليون ؟ مين صاحب الأرقام دي ؟ 
كله بدأ يتكلم الا مدير المالية قام وشبه جري يخرج لبره أو يهرب تحت أنظار الكل ويدوب فتح الباب هيخرج لقى بدر في وشه داخل و وراه كذا واحد زي البودي جارد منعوه يخرج فاضطر يدخل معاهم لانهم وقفوا على الباب بعد ما دخلوا ، بدر حط ملف قدام سيف : الملف جاهز وزي ما قولتلك في مبالغ مهولة بتخرج بدون أي سبب ، في اختلاسات ضخمة وكارثية بتخرج تحت امضاء استاذك المبجل مدير المالية- بدر بصله باشمئزاز- سيادته مش بس بيخونك ويخرج أسرار الشركة بره ، هو بيسرقك يا سيف ومن زمان ، انا راجعت كل الملفات اللي طلبتها وجهزتلك الملف ده بكل قرش اختلسه أو خرج في غير محله ، تقدر تحبسه بسهولة اتفضل . 
سيف ابتسم بعرفان لبدر وبص للرجالة بتاعته : خدوه من قدامي انتو عارفين هتعملوا ايه ؟
الراجل بدأ يصرخ ويستنجد بسيف ويقول انه مجبر وغصب عنه وحسام اللي ضغط عليه بس صوته تاه مع قفل الباب . 
سيف بص لسبيدو : دلوقتي بعد ما نضفنا الشركة الدور على المصنع ، اطلع نضفه من اي كلب تشك فيه مجرد شك . 
سبيدو شاور على عينيه وقام ينفذ . 
عز وقف : طبعا بعد كل اللي مرينا بيه وكل الخونة اللي هنا كلكم بلا استثناء هتتحطوا تحت ميكروسكوب واي شك ولو ضعيف وأي احتمال او شبهه هيكون مكانكم بره او في السجن زي الباقين ، اللي عنده حاجة مخبيها يتفضل يقولها بدال ما نعرفها احنا ، دلوقتي في مجال للصلح هيتقفل بمجرد خروجنا من الأوضة دي . 
الكل بص لبعضه محدش بينطق اي حرف بس نظرات شك . 

همس وصلت ونزلت من العربية طلعت لفوق مباشرة وقفتها مريم : لحظة يا باشمهندسة
تجاهلتها وبتفتح الباب بس اتفاجئت بالأوضة فاضية فبصت لمريم اللي وقفت وراها : هو فين ؟ 
مريم بابتسامة عملية : في اجتماع 
همس بضيق : ايوه فين يعني ؟ جوه الشركة ولا براها ؟ 
مريم بتردد :  جواها ، في أوضة الاجتماعات .
همس هتتحرك بس رجعت بصتلها : الاجتماع مع رجالته في الشركة ولا في حد غريب من براها ؟ 
مريم نفت بهزة من دماغها وهي خايفة من رد فعل همس ورد فعل سيف نفسه : مع رؤساء اقسام الشركة 
همس اخدت نفس طويل : طيب شاوريلي عليها اي أوضة 
حست انها مترددة و واقفة مكانها فهمس قربت منها بتهديد : عرفيني مكانها والا مش هتفضلي على مكتبك ده ، انا مش بحب اقطع عيش حد بس هوديكي مكان تاني غير ده وصدقيني هيكون اقل منه بكتير . 
مريم اتحركت وشاورتلها على اوضة الاجتماعات فهمس اتحركت ناحيتها وهي مش عارفة هي جاية ليه ولا هتعمل ايه ؟ كل اللي عرفاه انها محتاجة تشوفه قدامها وبس . 
كان عامل البوفية خارج من الاوضة فهمس وقفت في الباب شاورتله يتحرك وهي فضلت واقفه فاتحة الباب فالصمت سيطر على الكل .
سيف كان باصص لملف قدامه وبيدعك دماغه بارهاق وشبه مش مركز في اي حاجة فعلشان كده باصص للملف كأنه مركز فيه ، لاحظ صمت الكل فرفع دماغه يشوف في ايه فلمح همس واقفة في الباب ، وقف بسرعة : همس ؟ في ايه ؟ مالك ؟ 




صفية بعد ما اطمنت على صحة صحبتها رجعت البلد ببنتها و اتصلت بابنها سمير علشان يجي لأن علي عايز يكتب الكتاب ويتجوزوا، وبالفعل جاب عيلته واخته سهير وعيلتها وسافروا لكتب كتاب اختهم.
 
صفية عزمت عيلة علي كنوع من الاحتفال باستقبال عيالها وكانت جمعتهم حلوة وعلي حدد مع سمير كتب الكتاب في اقرب وقت علشان اشغالهم وقالوا انه الخميس.
 
صفية اتصلت بسناء وبلغتها ان كتب الكتاب الخميس وباركتلها ودعت ان ربنا يتمملها على خير وقالتلها انها هتحاول تنزل البلد قبل كتب الكتاب.
 
سمير اتكلم مع علي في كل تفاصيل الفرح وعلي كان بيوافقه على كل كلامه.
 
سمير بلغه ان القايمة هيتكتب فيها كل حاجة موجودة وعلي ما اعترضش وقاله ان ده ابسط حقوقها وانه شاريها.

ناريمان طلبت من أمل تدي محاضرة زيادة وأمل وافقت تروح ، استقبلتها بترحاب كالعادة و بتوصلها لمكان المحاضرة كالعادة ، موبيلها رن فأمل لاحظت تكشيرتها بعدها رفعت راسها بصتلها : أمل معلش لحظة واحدة 
أمل بحرج : هو مش نفس المكان ؟ هسبقك أنا ؟
ناريمان محافظة على ابتسامتها: لا مش نفسه ، لحظة واحدة وهاجي معاكي 
بعدت خطوتين وردت : ايوه خير ، الوقت مش مناسب دلوقتي .
———
ناريمان بعدت اكتر بس حريصة ان أمل تسمعها : خلاص حاضر هعدي عليك بس يارب يكون عندك حل .
———
ابتسمت اكتر واكتر وبصت للأرض : وانت كمان ، باي 
قفلت ورجعت لأمل مبتسمة : يلا بينا 
وصلتها لمكان المحاضرة ومشيت وأمل مستغربة وكل شوية استغرابها بيزيد وقلبها مش مطمن . 

سيف وقف مصدوم بوجود همس قدامه قرب ناحيتها وهو خايف يكون في حاجة حصلت بسبب شكلها ونظراتها له
: همس ؟ في ايه ؟ مالك ؟ 
همست بتردد : ينفع تنهي الاجتماع ده ؟ ولا مهم ؟ 
لاحظ دموعها اللي فعلًا نزلوا فبإيديه الاتنين مسحهم : مفيش أهم منك تعالي مكتبي . 
قبل ما يخرج بص لأبوه ولمروان ولبدر : كملوا انتو تمام ؟ 
مروان ابتسم : ما تقلقش . 
اخدها وراح لمكتبه وهو داخل بص لمريم اللي وقفت منتظرة هيلومها ازاي : ما تدخليش حد يا مريم مهما كان .
استغربت بس ردت بسرعة : حاضر يا افندم . 
قفل الباب وبصلها بلهفة : في ايه مالك ؟ ايه اللي حصل ؟ 
بصتله من بين دموعها : هطلب منك طلب وهتقولي اه ومش هتعترض ؟ 
استغرب من كلامها : لو اقدر مش هتأخر وانتي عارفة ده كويس .
اخدت نفس طويل : هنطلع انا وانت للدكتور دلوقتي مش المفروض ميعادك النهاردة معاه من الصبح ؟ تقدر تقولي ما روحتش ليه ؟ منتظر ايه ؟ ايه ممكن يكون أهم من صحتك هاه ؟ 
استغرب كلامها وبيفكر معقول كل ده  نادر مقالش لها ؟ اصلًا زعله منها كان جزء منه بسبب الموضوع ده ، ازاي عرفت وازاي مش مهتمة وهل هي فعلًا مش طيقاه لدرجة انها تعرف بخطورة وضعه وما تهتمش ؟ اصلًا قالها بكل تخلف مش هيكلمها تاني ويطلب منها ترجع بسبب شكه انها عارفة بوضعه وما اهتمش ، معقول اصلًا نادر مقالش من البداية خالص ؟ 
انتبه عليها بتأكد وهي بتمسك دراعه : يلا منتظر ايه ؟ 
ابتسم يطمنها : انتي ملاحظة انك طلعتيني من اجتماع صح ؟ 
زعقت بغيظ : احمد ربنا أصلًا اني دخلت واتكلمت بهدوء ما دخلتش شديتك من وسطهم .
رفع حاجب باستغراب وردد : شديتيني ؟ على اساس اني عيل صغير أمه قفشته بيلعب في الشارع فبتجيبه من قفاه يعني ولا ايه ؟ - اضاف باستنكار - انتي امتى هتعقلي ؟ 
ردت باندفاع : مش هعقل ولو منتظر مني اعقل واهدى وأوزن الامور زيك فهتنتظر كتير اوي ، يلا بينا هنتحرك دلوقتي على المستشفى نعمل الأشعة ونشوف الوضع وصل لايه ؟
اخد نفس طويل زفره بضيق وبيفكر يقولها ايه ؟ : حبيبتي اديني ساعة كده وبعدها 
قاطعته بتأكيد : ولا دقيقة يلا 
اتكلم بصرامة : وبعدين يا همس ؟ مش هينفع دلوقتي 
صمت سيطر عليهم وهما واقفين قصاد بعض انتهى بعياط همس أو انفجارها في العياط ، قرب منها يضمها ويهديها بس زقته بعيد عنها وبتتكلم من بين شهقاتها ودموعها : انت في احتمال تدخل عمليات ، ومش اي عملية دي في مخك ، انت متخيل احساسي ايه ؟ انت بتفكر فيا أصلًا ؟ انت عارف أو مقدر حسيت بإيه لما نادر قالي ؟ ولا زي المتخلف صدقت كلامك الأهبل اني بكرهك ؟ تعرف ؟ أنا فعلًا في اللحظة دي بكرهك ، بكرهك أكتر من أي حد ، بكرهك علشان بحبك للدرجة اللي توجع دي ، بكرهك علشان بحبك لدرجة اني ممكن أموت لو انت حصلك اي حاجة ، بكرهك علشان عارفة اني بموت في كل لحظة انت بعيد عني فيها ، بكرهك علشان بتوحشني حتى وانت قصادي ، متخيل بكرهك قد ايه ؟ 
بتاخد نفسها وبتمسح دموعها بكف ايديها وهو واقف قدامها مبتسم لأنه شاف في عنيها و وسط دموعها قمة الحب ، الحب اللي بيوجع أوي جوه القلب ، الحب اللي عنده المقدرة يوقف نبضات قلبك ويرجعه ينبض من تاني . 
مسك وشها بإيديه الاتنين : روح قلبي خلصتي عياط ؟ هنروح المستشفى حاضر بس فعلًا أنا لازم ادخل الاجتماع ده تاني وانهيه زي ما بدأته وبعدين يا همس يا روح روح قلبي ، الصداع هدي كتير فعلًا مع العلاج فده معناه انه بيستجيب وده مطمني شوية ولو مروحتش النهاردة كنت هروح الصبح بدري قبل ما آجي هنا ، اطمني أنا كويس . 
بصتله مش عارفة تصدقه ولا عارفة هو بجد كويس ولا بيطمنها وخلاص : احلف بحياتي انك كويس ؟ 
ابتسم ومسح دموعها من وشها : ازاي احلف بحياتك ؟ 
علقت بوجع : يبقى بتقول كلام وخلاص تسكتني بيه ؟
ابتسم وقرب منها اكتر : طيب بصي وحياتك انا اتحسنت كتير عن الأول كده ينفع ؟ 
مسكت ياقة جاكت بدلته: بجد اتحسنت ؟ مش بتقول كده علشاني وخلاص ؟ 
ابتسم وحط ايده فوق ايدها رفعها باسها : همس امبارح نمت الليل كله امتى شوفتيني بنام الوقت ده كله ؟ ده معناه ان مفيش صداع قلق نومي ، انا شبه ما نمتش الكام يوم اللي فاتوا وشبه مكنش بيفارقني الصداع 
عاتبته : طيب ليه مقولتليش ؟ 
بصلها باستغراب : اقولك امتى ؟ وانتي غضبانة عند اختك ؟ ولا استعطفك في الكلية علشان ترجعي زي ما أمي عملت معاكي ؟ 
بصتله بغيظ بس هو مسك ايديها الاتنين باسهم : انتظريني هنا هنهي الاجتماع وارجعلك وهنتكلم كتير ، اتفقنا ؟ 
سابها وخرج بص لمريم اللي وقفت منتظره اللوم طول ما همس مش موجودة هيلومها بس هو قالها : هاتي ليمون بالنعناع بسرعة لهمس عقبال ما ارجعلها .
مريم باستغراب : حاضر - وقفته- باشمهندس ؟
بصلها باستفسار فهي وضحت : هو غلط اني عرفتها مكان الاجتماع ؟ 
سيف بصلها بيفكر هل ده مضايقه ولا عادي؟ بس مريم اضافت : هي سألتني لو اجتماع مع حد غريب ولا حد من جوه الشركة واتحركت لما عرفت ان مفيش حد غريب . 
ابتسم سيف من حركة همس وعلق لمريم : زي ما هي قالتلك طول مفيش حد غريب فهي مسموح لها اي حاجة مهما تكون ، كلامها زي كلامي بالظبط واللي تشاور عليه يتنفذ بدون نقاش حتى . 
دخل الاجتماع أنهاه وخارجين منه عز وقفه : سيف ؟ همس في حاجة ولا ايه ؟ 
ابتسم لوالده وطمنه بعدها بص لبدر اللي كان بيتكلم مع مروان وراح ناحيتهم . 

همس في مكتب سيف قعدت مكانه وبصت لصورة حاططها قدامه لهم مع بعض وهم ساندين على عربيته ، الصورة اللي اتصوروها زمان وزعلت انها مش هتعرف توريها لحد ، ابتسمت لذكرى الصورة . 
قاطع ذكرياتها خبطة خفيفة تبعها دخول مريم حطت قدامها العصير مبتسمة : اتفضلي حضرتك 
همس استغربت : شكرًا ليكي بس ليه خمنتي اني هشرب ده ؟ 
جاوبتها بابتسامة : باشمهندس سيف طلبه لحضرتك 
ابتسامتها زادت و وقفت مريم قبل ما تخرج : انتي عندك أولاد يا مريم ؟ 
مريم استغربت : لا يا افندم 
همس بصتلها بتردد فمريم وضحت : أنا مش متجوزة لسه حضرتك .
هنا همس ملامحها كلها اتغيرت من الصدمة ورددت : بجد ؟ مش متجوزة ؟ وليه مش متجوزة ؟ واحدة زيك بجمالك ده وشغلك ليه مش متجوزة ؟ 
مريم بحرج وتوتر : عادي يعني مفيش سبب معين 
همس بصتلها بشك بس بعدها حست بالغيرة وعقلها بدأ يصورلها حاجات وحاجات ،  ازاي بتتعامل مع واحد زي سيف من غير ما تحبه ؟ ولا هو ده سبب عدم جوازها ؟ أنها بتقارن كل الرجالة بيه ومفيش حد بيكسب قصاده ؟ 
نفضت راسها هي بتحبه وبالتالي ما بتشوفش غيره لكن مريم لأ ، أكيد مش هتحبه ، بس ازاي ؟ 
انتبهت على صوت مريم : لو حضرتك مش محتاجاني في حاجة هرجع مكتبي ؟ 
همس وقفتها بتردد وسألتها : ايه رأيك في واحد زي سيف ؟ 
مريم بصتلها بذهول وسألتها هي كمان : يعني ايه ؟ باشمهندس سيف مديري في الشغل وبس 
همس وقفت من كرسيها وراحت وقفت قصادها :  ايه يعني مديرك ؟ ده مش سبب يخليكي ما تحبيهوش مثلا ؟
مريم عنيها وسعت وتراجعت خطوة واتوترت لان لو مرات مديرها هتفكر كده فده معناه ان شغلها هنا في خطر فحاولت تكون صارمة : زي ما قولت لحضرتك باشمهندس سيف مديري وبس وانا مش الشخصية اللي ممكن تبص لواحد علشان وسيم شويه أو غني شوية في اعتبارات تانية أهم . 
همس هنا هي اللي اتصدمت ورددت : انتي بتلمحي اني بصيت لسيف علشان هو وسيم أو غني ؟ ولا بتقولي ان سيف مفيهوش اي ميزات غير انه وسيم أو غني ؟ 
مريم اتوترت اكتر : انا ما اقصدش حضرتك
قاطعتها همس : انتي اللي حددتي الصفتين دول فده مالوش غير معنى واحد من الاتنين يا اما شيفاني انا شخصية سطحية واستغلاليه هتبص لواحد لمجرد الصفتين دول او مش شايفه في سيف غير الصفتين دول ؟ فايه فيهم ؟
مريم بتحاول تخرج من المأزق اللي همس حطتها فيه : باشمهندسة همس صدقيني انا ولا فكرت في ده ولا في ده أنا بحب شغلي ومحتاجاه فلو سمحتي ما تقطعيش عيشي من هنا ، انا مسؤولة عن والدتي واخواتي وده سبب عدم جوازي لان في التزامات ورايا فمعنديش وقت ولا للحب ولا ينفع اتجوز واسيبهم لكن انا معرفش حضرتك اصلًا وباشمهندس سيف حضرتك اكتر حد عارف صفاته ايه فلو سمحتي ..
همس اتراجعت لان مش قصدها أبدًا ترعبها وتخوفها على شغلها هنا هي بس فتحت مجال للكلام : انا عمري ما هقطع عيشك أو اتسبب في قطع عيش اي حد - اضافت بحزن - انا سبق و وافقت اتنازل عن سيف نفسه علشان الشركة دي تفضل مفتوحة ومحدش عيشه يتقطع واكيد انتي كنتي شايفة السنة اللي فاتت كلها الأمور كانت ماشية ازاي ، أنا بس دردشت معاكي لكن مش قصدي اخوفك اطمني انا استغربت مش اكتر ازاي واحدة زيك مش مرتبطة اطمني . 
ابتسمت بعرفان لها : ربنا يخليكم لبعض انا عارفة المشاكل اللي عدت السنة اللي فاتت كلها وعارفة باشمهندس سيف بيحب حضرتك قد ايه ، أصلًا ياما اتخانق مع والده زمان وعمل كتير اوي علشان توصلوا لبعض ، فحب زي ده بتتمنى بكل جوارحك انه يكمل لانه بيدي أمل ان الدنيا لسه فيها حب وفيها حاجات حلوة مش بتطمعي فيه ، اه تتمني ربنا يرزقك زيه .
همس ابتسمت : ربنا يرزقك بأحسن منه ولو محتاجة اي حاجة بلغيني - ابتسموا وقبل ما مريم تخرج همس هددتها بهزار- بس لو وقفتي في وشي تاني واترددتي تقوليلي سيف فين هطردك شر طردة.
ضحكوا الاتنين قبل ما مريم تعتذر وتخرج لمكتبها . 

سيف واقف مع مروان وبدر بيتكلم معاهم بعدها قرب من بدر حط ايده على كتفه : لو مش واخد بالك بس الشركة مفيهاش مدير للمالية هاه ؟
بدر بصله بذهول رافض يصدق ان ده هيكون منصبه : قصدك ايه ؟ ماهو أكيد هتعين حد مكانه او 
قاطعه سيف : ماهو الحد ده مش عايز ينجز وياخد قرار اعمل لأمه ايه أنا ؟ 
بدر برضه مش مصدق فمروان ضحك على منظره : هتفضل مذبهل كتير يا بدر ولا ايه ؟ 
بدر نقل نظره لمروان : ماهو انا مش فاهم قصده انا اه بفكر اشتغل معاه في الشركة بس 
قاطعه مروان : مفيش بس وزي ما قالك الشركة مفيهاش مدير مالية ودي لعبتك فأكيد مش هيثق في حد يسلمه منصب زي ده بسهولة 
سيف كمل : طيب شوف يا بدر خليك معايا فترة جرب الشركة والشغل وساعدني وبعدها خد قرارك على مهلك بس حاليا انا محتاج حد في المنصب ده وحد أثق فيه للدرجة دي ، انا بسلمه الشركة يعتبر كل مليم داخل وخارج من الشركة هيكون عن طريقك ، يعني اعتبرها فترة انتقالية مش قرار دايم وظبط أمورك على الأساس ده .
بدر اخد نفس طويل : وأنس ؟ ومدرسته ؟ وشغلي وشغل هند ؟ 
سيف ببساطة : أنس هننقل مدرسته هنا وانت وهند قدموا اجازة مثلا بدون راتب لمدة سنة مثلا المهم من بكرة المكتب هيكون فاضي - بص لمروان- مفتاح الڤيلا خليه ياخده ويروح يشوفها مع عيلته بحيث لو حب يعدل فيها أي حاجة - رجع لبدر- ولو حابب تكمل في شقتي معنديش أي مانع بس قولت الڤيلا فيها حمام سباحة علشان أنس 
بدر بصلهم الاتنين وعاجز عن الكلام بس سيف كمل : همس سايبها في المكتب وأكتر من كده هتعلق ، بدر خد قرارك وبلغني بيه انت اهو شايف الوضع كله بعنيك واعتقد عندك فكرة عن كل حاجة ، مروان أنا هاخد همس وأمشي لو في حاجة ضروري فقط كلمني . 

سابهم وراح لمكتبه دخل عند همسته اللي كانت واقفة باصة من الشباك اللي شاغل تقريبا الحيطة كلها ، قرب وقف جنبها : وصلتي لحد لفين ؟ 
بصتله بشرود وسألته : تعرف ايه عن مريم ؟ 
ضم حواجبه باستغراب ولوهلة ما استوعبش هي تقصد مريم مين أساسًا : مريم ؟ 
وضحتله : سكرتيرتك 
حرك دماغه بتفهم بس استغرابه زاد : يعني ايه اعرف ايه عنها ؟ وضحي قصدك أكتر . 
لفت تواجهه : تعرف اني اتصدمت دلوقتي انها مش متجوزة أساسًا ؟ 
سيف لأول مرة يحس انه مش فاهمها ولا عارف يقرأها : وده يخصك في ايه اذا كانت متجوزة او لأ ؟ 
استغربت : ازاي بقى ؟ واحدة بتقضي مع جوزي تقريبا معظم يومه ، بتلبيله كل طلباته ، بيكلمها اكتر من أي حد ، سيف انت حرفيًا اي حاجة عايز تعملها بتطلبها منها ، فازاي يخصني في ايه ؟ 
قابل نظراتها وحس ان الكلام ممكن ياخد سكة هو مش عايزها وحاول يختار كلامه بعناية : برضه هقولك كل ده علاقته ايه بكونها متجوزة او لأ ؟ - جت تتكلم بس معطهاش فرصة - هل المفروض ما اتعاملش غير مع المتزوجين فقط ؟ ولا هل أنا الشخصية اللي ممكن تبص لأي بنت لمجرد انها مش متجوزة ؟ ولا شوفتي من مريم نفسها تصرف ضايقك ؟ 
جاوبت بسرعة : انا مقولتش ولا حاجة من كل دول ، كل اللي سألته تعرف ايه عنها ؟ فيها ايه لو تجاوبني بشكل مباشر ، سيف مش لازم تفهم كل حاجة قبل ما تجاوب على سؤال بسيط ، سؤالي مالوش أبعاد تانية .
مكنش مصدقها: مالوش أبعاد ازاي وانتي في لحظة بعد سؤالك بتقولي انها مش متجوزة ، يعني كان ممكن تقولي اي حاجة غير الجواز فكلامك له أبعاد كتير يا همس بس هريحك ، مريم خريجة إدارة أعمال ، شغالة في الشركة من كذا سنة تقريبا ٣ سنين يعني قبل ما آجي أنا نفسي الشركة واثبتت كفائتها ، بتتكلم كذا لغة ، يعني بيرفكت في شغلها ده على المستوى المهني ، أما المستوى الشخصي اللي اعتقد انك مهتمة بيه أكتر فكل اللي أعرفه ان والدها متوفي وعندها والدتها و أخ في ثانوي واختها في جامعة وهي بتصرف عليهم ، أكتر من كده معرفش ، كده جاوبتك ؟ 
همس بصت لعنيه كتير قبل ما تقرب وشها منه : ويا ترى يا صياد كل موظفينك تعرف عنهم كل التفاصيل ولا
قاطعها سيف وهو بيبعدها شوية : وهو ده بالظبط اللي كنت واثق انك هتقوليه وبرضه هرضي فضولك يا همس ، كل الموظفين المهمين أو اللي في أماكن حيوية اه أعرف عنهم كتير سواء على المستوى المهني أو الشخصي ، وقبل ما تسألي هل مريم مهمة أو لأ فهقولك اه مهمة لانها ماسكة مكتبي وتقدر تدخله في أي وقت وتقدر تاخد أي داتا في أي وقت فوظيفتها حيوية جدًا وخطيرة جدًا وبحكم وظيفتها في مكتبي تقدر تدخل أي مكان في الشركة بدون ما حد يسألها رايحة فين أو ليه ، بابا كان عنده سكرتيرة خانته للأسف ويمكن دي كانت من أكبر أسباب وقوع الشركة ، عايزة تعرفي حاجة تانية ولا نغير الموضوع ؟ 
فضلت بصاله ومش عايزة تقطع نظرات عنيهم : اخر سؤال 
شبح ابتسامة لاحت على شفايفه قبل ما يتنهد : اتفضلي 
قربت وشها : هل انت شايفها جميلة ولا عادية ؟ 
نفخ باستسلام من تفكيرها أو تفكير أي ست بشكل عام : والمفروض سؤال زي ده أجاوب عليه ازاي ؟ تفتكري يا همس ايه الإجابة الصح عليه ؟ 
عنيها فيها تحدي وابتسامة : اه يا سيف قولي يا ترى ايه الإجابة الصح لسؤال زي ده ؟ 
كانت مستمتعه بالحوار معاه وعايزة اجابة السؤال ده تحديدًا وتشوف هيجاوب ازاي لان السؤال في حد ذاته مش مهم بالنسبالها ، هي عمرها ما حكمت على حد من مظهره او شكله وعارفة ان سيف زيها بس ده ما يمنعش انها مبسوطة بمشاكسته . 
سيف كان فاهم كويس تفكير همسته وبيدعك دقنه كأنه بيفكر : لو قولتلك لا هي مش جميلة اصلًا فده يبقى واضح أوي انها اجابة فيك ، لو قولت انها جميلة فعلًا فدي إجابة متخلفة وغبية - بص لعنيها - ولو قولتلك مش بشوف غيرك أصلًا وكل الستات جنبك ولا حاجة فدي هتبقى مجرد إجابة بيقولها اي راجل لأي ست علشان يثبتها ، بس ولا أنا أي راجل ولا انتي اي ست .
ابتسامتها زادت وقربت اكتر منه وهمست : وبما اننا مش زي اي حد فهتكون اجابتك ايه يا سيف ؟ 
مشّى ظهر ايده على خدها وبيجاوبها بهمس زيها : هقولك هي كست اه تعتبر جميلة - همس تكشيرة صغيرة ظهرت بتجعيدة من حواجبها هو لاحظها بس كمل - بس دلوقتي معايير الجمال عندي انا اختلفت فبقيتي انتي بالنسبالي مقياس الجمال عندي ، كل واحدة بقارنها بيكي ، كل تفصيلة فيكي انتي بعشقها وهي بالنسبالي قمة الجمال فلو اي وحدة جميلة في عرف الرجال بالنسبالي أنا الموضوع مختلف لاني عاشق والعشاق لهم معايير خاصة بيهم . 
همس كانت في اللحظة دي عايزة تصرخ بعلو صوتها كله وتقوله انها بتعشقه ، بتعشقه وبس . 
رفعت ايدها تلمس وشه بس قاطعهم خبطة على الباب فبعدوا عن بعض شوية وسيف سمح بالدخول كان عز اللي 
وقف على الباب : سوري يا سيف بس جيت اطمن على همس كان شكلها زعلان . 
همس ابتسمت بحرج : أنا الحمدلله بخير يا عمي .
سيف اتحرك من قدامها : احنا هنطلع نتغدى بره ولا حضرتك محتاج مني حاجة هنا ؟ 
عز رد بسرعة : لا لا اخرجوا يا ابني ، روحوا يلا ربنا يحفظكم ويسعدكم دايمًا . 
عز سابهم بعد ما اطمن عليهم وسيف اخد همس وخرجوا من الشركة ويدوب هيتحرك : تحبي نروح فين ؟ 
بصتله باستغراب : نروح المستشفى طبعًا هنروح فين يعني ؟
سيف اخد نفس طويل زفره بضيق ويدوب هيتكلم بس هي اعترضت : احنا اتفقنا خلاص مش لسه هنتكلم تاني يا سيف ، يلا على المستشفى وإلا 
قاطعها بصرامة : من غير وإلا يا همس الطريقة دي مش بتنفع معايا .
تجاهلته واصرت زيه : وإلا مش هاكل ولا هشرب غير لما تروح المستشفى واطمن عليك وده آخر كلام عندي هاه . 
طبقت ايديها على صدرها وبصت قدامها وهو باصصلها بغيظ : وبعدين يعني ؟ ما قولنا هنروح الصبح 
اعترضت : لا ما قولناش ، قولنا هنروح دلوقتي وقولت هتنهي الاجتماع وبعدها نتحرك 
ضرب كف بكف : يا بنتي قولت هنهي الاجتماع وارجعلك مش اروح المستشفى ، همس تعالي نتغدى وبعدها 
قاطعته تاني : قولتلك مش هاكل ولا هشرب غير لما اطمن عليك ، ده مش مجرد كلام . 
نفخ تاني بضيق : يا بنتي افهمي ، دلوقتي المفروض نتغدى - جت تعترض تاني بس ما ادهاش فرصة - علشان ميعاد ادويتي قرب وعلشان اخدها لازم يكون بعد الأكل على الاقل بساعتين - بص لساعته- يعني المفروض دلوقتي ، بعدين انتي شوفتي بنفسك امبارح الأدوية مفعولها بيكون ايه فياريت ننجز لاني بجد جعان وتعبان ومش هقدر ولا هعرف اكل بعد كده لحد الصبح ، فقرري هنروح ناكل ولا نقضيها صيام للصبح ؟ 
كشرت أكتر وعلقت بغيظ : نروح ناكل قبل أدويتك أكيد . 
اتحرك بعربيته : تمام نتغدى وبعدها يا ستي نروح المستشفي نطمن . 

أمل خلصت المحاضرة وراحت لمكتب ناريمان قابلتها السكرتيرة : الهانم مش موجودة دلوقتي .
امل ابتسمت : تمام على العموم انا خلصت ومروحة .
السكرتيرة وقفت امل : هتروحي ولا هترجعي الشركة ؟ 
أمل استغربت سؤالها فالسكرتيرة حاولت تبرر سؤالها : اعذري فضولي بس عرفت ان عندك بيبي صغير فأنا بيصعب عليا البيبهات لو مامتهم بعدت عنهم فترة طويلة مش اكتر بس آسفة لحضرتك . 
أمل ما اقتنعتش باجابتها بس ابتسمت : عادي ولا يهمك ، على العموم أنا هروح البيت ، كده كده احنا اخر النهار وده توقيت مرواحي البيت .
خرجت من عندها و وقفت مش قادرة تفهم ليه كل حاجة غريبة حوليها وقبل ما تتحرك سمعت السكرتيرة بتتكلم : ايوه يا هانم ، قالت هتروح البيت مش الشركة .
اه متأكده مش هتروح الشركة هتروح البيت وقالت ده ميعاد مرواحها اصلًا البيت . 
أمل فكرت تدخل تواجهها بس هتقولها ايه ؟ تراجعت وراحت لعربيتها مش عارفة تعمل ايه بس اخيرًا قررت تروح الشركة . 
ناريمان في عربيتها وبتكلم حد في الموبيل : متأكد انها هتيجي الشركة ؟ هي قالت هتروح البيت 
 ⁃ مش قولتي السكرتيرة خلتها تسمعها وشكت في اسئلتها ؟ اي ست فضولها هيجيبها وبعدين دلوقتي هنعرف .
ناريمان نفخت بزهق وضيق : طيب وهتجيبها ازاي عند مدخل الشركة الخلفي ؟ 
سمعت ضحكته : دي بتاعتي المهم خليكي مستعدة . 

أمل في طريقها للشركة بس اتفاجئت ان عربية نقل كبيرة قافلة الشارع وكذا راجل واقف واحد منهم قربلها : معلش يا هانم بس العربية عطلانة فلو ممكن تعدي من شارع تاني بدال ما تنتظري ؟ 
امل بصت حواليها : خلاص تمام 
اتحركت بعربيتها والراجل تابعها بعدها اتكلم : تمام يا افندم قفلنا عليها الطريق وهتعدي من الشارع الثاني 

ناريمان موبيلها رن : اتحركي هي هتعدي من عندك بسرعة .
ناريمان خرجت من عربيتها وجريت لمدخل الشركة و وقفت مكانها والسماعة معاها منتظرة التعليمات : يلا اخرجي دلوقتي المفروض انها هتمر من قدامك 
ناريمان خرجت وبتحرك شعرها بحيث تلفت انتباه أمل وجريت ناحية عربيتها ركبتها . 

أمل شافتها خارجة من باب الشركة الخلفي وشافتها بتجري لعربيتها ركبتها واتحركت بسرعة ومبقتش فاهمة اي حاجة.
ركنت في مدخل الشركة وسألت الأمن : هي ناريمان الغندور جت الشركة النهاردة ؟ 
ظابط الأمن : معلش يا هانم بس مخدتش بالي منها حضرتك .
امل كانت هتوضحله بس تراجعت وشكرته وطلعت لمكتب جوزها اللي كان قاعد على مكتبه وغرقان في اللاب واستغربت ان علياء مش موجودة والشركة شبه فاضية ، هل ناريمان كانت هنا عنده ؟ نبهت جوزها لوجودها فاتعدل وابتسم : حبيبتي جيتي امتى ؟ وبعدين مش قولتي هتروحي البيت ؟ 
امل قربت بحذر : غيرت رأيي ايه مضايقك ؟ 
كريم استغرب هجومها : وايه هيضايقني بس قولتي تعبانة وهترتاحي ، المهم طمنيني عملتي ايه ؟ 
قام من مكانه قعد على طرف مكتبه قدامها وماسك ايديها ، أمل باصة لعنيه مفيش فيهم احساس بالخوف او تأنيب ضمير بس عقلها هينفجر من التفكير ، كريم لاحظ نظراتها فحرك ايديه بطول دراعها ومسكها من اكتافها : مالك يا أمل ؟ بتفكري في ايه كده ؟ 
ردت بشرود : مش حاجة معينة ، صح هي علياء فين ؟ مشيت بدري ليه ؟ 
كريم بص لساعته وبصلها : طلبت تمشي بدري ساعتين معرفش ليه ، بتقول حد من عيالها وقع في المدرسة واتعور 
امل : طيب خلينا نكلمها نطمن عليه ؟ 
كريم رد بسرعة : كلمتها وقالت حاجة بسيطة واخدته البيت اطمني كلهم تمام . 
 حركت راسها بتفهم بعدها غيرت الموضوع و سألته بشك : انت شوفت ناريمان النهاردة ؟ 
استغرب سؤالها جدًا : ناريمان ؟ ودي هشوفها فين ؟ 
عنيها مثبتاهم في عنيه : مجتش الشركة ؟ 
كريم استغرابه زاد : وهتيجي الشركة ليه يا أمل ؟ في ايه ايه اللي حصل ؟ وايه اسألتك دي ؟ 
أمل اتحركت من قدامه : مفيش انا هروح 
وقفها ومسكها من دراعها : جيتي في ايه وماشية في ايه ؟ اقفي فهميني ايه اللي بيحصل ؟ انتي بقالك فترة مش مظبوطة وقولتلك لو قصة ناريمان دي هيجي من وراها قلق بلاها يا أمل ، اعتذري و
قاطعته امل باصرار : مش هعتذر ، ناريمان بتخطط لحاجة مش قادرة افهمها ، مش عارفة افهمها ومش ههرب منها 
كريم قربها منه : طيب ينفع تفكري معايا بصوت عالي ؟ ما تبعدينيش بالشكل ده وتفضلي طول الوقت سرحانة وقلقانه لوحدك ، فكري معايا لو سمحتي .
بصتله وبتفكر لو قالتله كل شكوكها هل هيتفهم شكوكها ولا هيثور ويتجنن ويتهمها انها بتشك فيه ؟ هل هيفضل بنفس الهدوء ده ؟ كريم للاسف ردود أفعاله دايما صعبة ومش بعيد يزعل منها والموضوع ياخد أبعاد هي في غنى عنها دلوقتي ، اخدت نفس طويل وابتسمت : اكيد هفكر معاك بصوت عالي يا كريم بس كل اللي جوايا مجرد شكوك واحساس مفيش حاجة ملموسة . 
اخدها في حضنه : ومن هنا لحد ما نفهم الدنيا فيها ايه لو سمحتي ما تبعدنيش عنك ولا تبعدي عني ، خليكي في حضني وقصادي - بعدها شوية وبصلها - ايه رأيك نطلع نتغدى مع بعض أنا وانتي ؟ 
قبل ما ترد الباب اتفتح بعنف ودخل مؤمن اللي اتصدم بوجود أمل واعتذر : سوري بجد بس معرفش انك هنا ، كريم قالي انك روحتي البيت ؟ 
امل ابتسمت بحرج : المفروض كنت مروحة بعد المحاضرة بس غيرت رأيي وعديت على هنا .
مؤمن اعتذر وهيخرج : طيب تمام وسوري مرة تانية ، يلا اشوفكم بالبيت 
كريم وقفه : يا ابني انتظر هنا ، عملت ايه ؟ كلمت المحامي ولا ايه ؟ 
مؤمن بصله بحرج : اه وهروحله دلوقتي هقولك التفاصيل بالبيت سلام 
كريم وقفه تاني : مؤمن اقف واتكلم عدل ، بعدين مش قولنا هنروح مع بعض ؟ 
مؤمن : ايوه على اساس بالليل نروح بس المحامي قال مش فاضي بالليل فهروحله دلوقتي ، وبالليل نبقى نتكلم 
كريم بص لأمل اللي ابتسمت بتفهم : طيب روحوا مع بعض وانا هروح للعيال 
مؤمن حاول يعتذر منهم بس كريم اصر فسابهم وخرج بعدها كريم بص لأمل : هنأجل الغدا شوية ماشي ؟ نخرج نتعشى مع بعض ؟ 
امل ابتسمت لمحاولته : حبيبي روح معاه والخروج ملحوق عليه ، ومش هتفرق  غدا ولا عشا ولا حتى فطار في السرير .
ابتسم ومسك وشها بايديه الاتنين : خلاص نخليه المرادي عشا في السرير ايه رأيك ؟ 
ابتسمت وباسته بعدها بصت لعينيه : هجهزلك عشا اسبيشيال كلمني قبل ما توصل البيت 
غمزلها بحب : يعني لازم تجننيني من دلوقتي لحد ما اوصل البيت ؟ 
ضحكت وهمستله : ايوه عيزاك تفضل متجنن لاني بجد هجننك بزيادة لما توصل . 
باست خده قبل ما تبعد عنه وتبصله بنظرات كلها اغراء وشاورتله قبل ما تقفل الباب : ما تتأخرش وإلا … 
قفلت الباب واتحركت وهي معندهاش ادنى فكرة ممكن تعمل ايه مميز على العشا الاسبيشيال اللي قالت عليه ؟

كريم ومؤمن وصلوا عند المحامي الاستاذ فريد عبدالوهاب  اللي استقبلهم وقعدوا معاه اكتر من ساعتين علشان يعرف الوضع بالتفصيل الممل وهو سمعهم باهتمام شديد وبيدون ملاحظاته من فترة للثانية .
فريد : طيب ليه ما تتفقوش على حضانة مشتركة ما بينكم بالتراضي ؟ 
مؤمن اتنرفز : انا مش عايزها تخرج بابني بره بيتي تقول حضانة مشتركة ؟ وبعدين ما كنت عاصر على نفسي ليمونه وقولت اخرج ابننا بره الحوارات دي سيادتها اللي راحت رفعت قضية ضدي واتفاجئت بمحضر جايلي فهي اللي بدئت مش أنا .
كريم اتدخل : مؤمن اهدى مالوش لزوم عصبيتك هنا ، استاذ فريد لازم يفهم كل أبعاد الموضوع ولازم يسأل كل الاسئلة اللي تخطر على باله فنرفزتك ملهاش مكان هنا .
فريد أكد : بالظبط أنا هنا علشان احاول اساعدك وابنك يفضل في حضنك بس خلي بالك الحضانة للسن الصغير بتكون الاولوية فيها للأم  إلا لو أثبتنا انها غير سوية أو أخلاقها 
مؤمن قاطعه : أخلاقها خارج النقاش ، احنا اختلفنا في أفكارنا ومعتقداتنا لكن مش هدخل لسكة اني اطلع أم ابني حد مش كويس او ست مش كويسة دي مهما كان عرضي وام ابني ومش هسمح لكلمة تتقال في حقها .
فريد هز دماغه بتفهم : تمام يعني السكة دي بالنسبالك مقفولة وأخلاقها مش موضع شك ، تمام ، تمام ، طيب هسألك سؤال عايز اسمع اجابته منك .
مؤمن : اتفضل
فريد قلع نظارته الطبية بيمسحها بهدوء وبص ناحية مؤمن : القانون بيدي الحضانة للأم لحد ما الطفل يبلغ لسن معين الا في حالات معينة بتتاخد منها الحضانة يعني تكون الأم غير سوية وغير مؤهلة لتربية طفل أو معدمة وده بعيد في حالتك أو أخلاقها مش كويسة وده مش موضع نقاش زي ما قولت 
مؤمن باستغراب : تمام فين السؤال ؟ 
فريد لبس نظارته تاني وبصله : ليه القاضي هيديلك حضانة ابنك طالما أمه ست كويسة وأخلاقها مش موضع نقاش وقادرة ماديا تعوله ؟ واهلها وعيلتها ناس مرموقين ولهم اسم في صفوة المجتمع ؟  
كلهم بصوا لبعض ومؤمن كشر اكتر : هو مش ده شغلك ؟ 
فريد هادي لدرجة تكاد توصل للبرود : شغلي يا باشهمندس  ، شغلي ان اقول ان الأم دي غير قادرة انها تعول ابنها لاسباب مقنعة وبناءًا عليه نطلب الحضانة للأب ، فانت اديني اسباب اقولها للقاضي علشان يديلك حضانة ابنك ، الكرة في ملعبك ، فكر كويس وشوف انت مستعد لايه وبعدها نتكلم .
مؤمن بغيظ : يعني هو لازم اعيب فيها علشان 
فريد قاطعه وكمل هو : علشان تاخد حضانة ابنك ؟ اه لازم ، لازم يكون عندها عيب يمنعها من تربية ابنها ولو مفيش العيب ده يبقى ما تضيعش وقتي و وقتك وروح اتفق مع طليقتك على حضانة مشتركة ما بينكم .
مؤمن زعق : مش هسيبلها ابني 
كريم اتدخل : مؤمن 
قاطعه بزعيق : ما تقوليش مؤمن ، انت مش سامعه بيقول ايه ؟ 
كريم بهدوء مماثل لفريد : سامعه بس هو بيتكلم في صميم شغله ، هو عايز أسباب يتكلم فيها فلازم نقول اسباب مقنعة - كريم بص للمحامي - ايه الاسباب اللي تخلي القاضي يدينا الحضانه غير التشكيك في اخلاق الزوجة وطبعًا غير المقدرة المادية 
المحامي بتفكير : انها تكون مثلًا بتمثل خطر على حياته ، او مهملة في دورها كأم ويكون عندك دليل على اهمالها ، او تتجوز راجل تاني ، في كذا نقطة نقدر نلعب عليها بس هو يكون مستعد للحرب دي لانها حرب وللأسف كل الأطراف بتكون خسرانه في النهاية بشكل او بآخر بس بنحاول نقلل الخساير على قد ما نقدر . 
انهوا اجتماعهم مع المحامي وبعدها طلعوا على المستشفى علشان مؤمن يشوف والدته وياخدها البيت بما انها اتحسنت . 

سيف وهمس بعد الغدا طلعوا على المستشفى وراحوا لمكتب محي مباشرة بس همس بعتت رسالة لاخوها عرفته انهم وصلوا عند د / محي علشان يجيلهم . 
كانوا داخلين ايديهم في ايدين بعض وده خلى محي يبتسم لانه كان حاسس ان في حاجة مش طبيعية بينهم كعيلة واتبسط لما شافهم مع بعض ، سأل سيف اسئلة كتيرة يطمن فيها على حالته بعدها اتحركوا لغرفة الأشعة . 
قابلهم نادر في الطريق سلم عليهم وراح معاهم للأشعة . 
همس فضلت مع سيف لحد ما استقر في الجهاز بعدها نادر بيشدها لبره : يلا يا همس 
بصت لاخوها : عايزة افضل معاه 
نادر ابتسم بتعاطف : مش هينفع حد يفضل في الأوضة غيره ، غير كده هو لازم يكون ثابت تمامًا لان اي حركة مهما تكون بسيطة بتبوظ الاشعة .
همس : هقف بعيد و
قاطعها نادر : ما ينفعش حد يفضل في الاوضة اساسا ، غلط تتعرضي على الاشعة 
همس باعتراض : وهو يتعرضلها ليه طالما غلط ؟ وازاي 
قاطعها سيف المرادي : همس اطلعي مع اخوكي ، معروف الاشعات دي بتكون غلط على اي حد فخلينا ننجز بقى يا روحي . 
طلعت على مضض مع اخوها وقاعدة مرعوبة جنبه وكلهم منتظرين النتيجة تظهر على الشاشة قدامهم . 
همس برعب : انتو متوقعين ايه ؟ 
نادر حاول يطمنها : خير ان شاء الله يا همس 
همس بصت لمحي : كلمني كدكتور مش كصاحب اخويا وقولي حضرتك متوقع ايه ؟ 
محي تعاطف مع قلقها : هو قال الصداع هدي كتير وده مؤشر ان المسبب له بدأ يتقلص فأنا متفاءل فبناءًا على كلامه خير . 
اخيرًا النتيجة ظهرت على الشاشة قدامهم وهمس مش فاهمة اي حاجة فبصت لوشوشهم وقلبها هيخرج من مكانه ومنتظراهم يقولوا اي حاجة ، شافت محي باصص للأشعة بتركيز شديد وبصلها : التجمع الدموي فعلًا حجمه قل بس مش للدرجة اللي كنت عايزها 
همس بتوتر : يعني ايه ؟ هيحتاج لعملية ؟ ولا هنكمل علاج ؟ ولا ايه ؟ 
نادر حط دراعه حواليها : همس اهدي شوية ، العلاج جاب نتيجة يا محي ، بدليل ان التجمع قل فخلينا نكمل يومين كمان ونشوف ايه الوضع ؟ 
همس بصت لمحي عايزة تسمع منه هو كمان : هو العلاج جاب نتيجة بس 
نادر قاطعه : من غير بس ، انت ممكن تزود جرعة العلاج و
همس باعتراض : بس العلاج بيتعبه اوي يا نادر فمعنى انك تزودها  ..
قاطعها نادر : ان التعب هيزيد ايوه بس يا همس التعب ولا العملية  ؟ 
همس كشرت بس محي علق : خلونا نخرجه من الجهاز ونتناقش وهو معانا  . 
قاطعهم صوت سيف من جوه : وبعدين انا هفضل كده كتير ؟ 
ابتسموا ونادر دخله هو وهمس اللي مسكت ايده ومنظرها عطى لسيف انطباع ان الاخبار اللي هيسمعها مش هتعجبه ، راحوا لمكتب محي يتكلموا عن اسلوب العلاج ونادر جاله استدعاء فاضطر يسيبهم . 
سيف سأل محي بشكل مباشر : العلاج مجبش نتيجة صح ؟ 
محي باستغراب : ليه بتقول كده ؟ مش الصداع هدي عن الاول بناءًا على كلامك ؟ 
سيف بص لهمس وبصله : وشها بيقول اني هموت بكرة مش بس العلاج مجبش نتيجة 
همس باعتراض : بعد الشر عليك انت بتقول ايه ؟ 
سيف : مش انا اللي بقول وشك اللي بيقول - بص لمحي - ينفع تقولي الاشعة فيها ايه ؟ 
محي بصلهم الاتنين : التجمع فعلًا قل بس المشكلة ان وجوده ممكن يتسبب في اعراض دايمة معاك وده اللي موترني في موضوع الوقت والا كنت اقولك خلينا نستمر شهر على العلاج مثلًا فالوقت عندي عامل مهم . 
همس سألت : اعراض زي ايه ؟ 
محي بص لسيف : غير الصداع يعني ؟ اقولك زي مثلًا شوشرة في الرؤية  تبص لحاجة ومش شايفها للحظات ومحتاج تغمض عنيك لحد ما تستريح ، تفقد تركيزك ، تحس في لحظة ان عقلك عمل شت داون مثلا وتوقف عن التفكير ومش عارف تجمع انت عايز ايه ومحتاج تثبت للحظات لحد ما يرجع يشتغل ، تنسى مثلًا انت بتعمل ايه للحظات او تدخل مكان وتنسى انت داخله ليه ومحتاج تفكر انت عايز ايه من هنا ، من الاخر اتزانك العقلي ، عقلك بتحصله شوشرة ودوشة مش عارف تسيطر عليه . 
همس باندفاع : على فكرة كل الاعراض دي بتحصلنا انا كتير بدخل اوضة وانسى دخلاها ليه ، او ابص للورق وانا بذاكر واحس اني مش شايفة ولا حرف ومحتاجة أغمض عنيا ، وطول الوقت بحس ان جسمي كله عايز يعمل شت داون مش عقلي بس ، فاعتقد كل اللي بتقوله ده طبيعي 
محي بص لسيف اللي ساكت بعدها بص لهمس : اللي بتقوليه ده بيحصل نتيجة ارهاق ، مذاكرة كتير مثلًا في حالتك فتبقي تعبانة ، لكن انا بتكلم في حاجات اعتقد جوزك فاهم كويس بتكلم في ايه لان سكوته معناه انه بيعاني من الأعراض دي ، صح ولا بيتهيألي ؟ 
همس بصت لسيف : اتكلم 
بصلها : عيزاني اقولك ايه يا همس ؟ اني مثلًا كنت النهاردة في الاجتماع باصص لملف قدامي لاني حسيت اني عقلي وقف تمامًا لدرجة اني مش عارف انا فين ولا بعمل ايه ولا حد من الناس اللي حواليا ؟ لحد ما دخلتي وشوفتك 
همس افتكرت شكله وهو بيدعك دماغه بارهاق ومش مركز في أي حاجة حواليه وبصلها لوهلة قبل ما يقف ويتحرك ناحيتها ، افتكرت نظرته لانه بصلها لأقل من لحظة بفراغ وكأنه في اللحظة دي هو معرفهاش أصلًا بس ما ركزتش لانها يدوب لحظة بعدها اتحرك بقلق ناحيتها . 
سيف كان فاهم هي بتفكر في ايه بالظبط وبيديها وقتها تستوعب كلامه بعدها بص للدكتور : هنعمل ايه دلوقتي ؟ 
محي حمحم وبص لهمس اللي باصه لجوزها بضياع بعدها بص لسيف : في اقتراحين العملية واحد فيهم 
سيف بهدوء : والثاني ؟ 
محي : هندي للعلاج فرصة يومين كمان 
سيف باستغراب : وايه اللي هيحصل في يومين محصلش في الثلاثة اللي فاتوا ؟ 
محي اخد نفس طويل قبل ما يكمل : هنكثف العلاج .
سيف غمض عنيه وبص للسقف لانه فاهم كويس معنى تكثيف العلاج ايه . 
همس حست بالضياع وحست انها مش مستوعبة اللي بيتكلموا فيه : يعني ايه تكثف العلاج ؟ بس العلاج بيتعبه اصلا معنى انك تكثفه انه
محي كمل : هيتعب اكتر واكتر ، العلاج هيكون مرتين في اليوم كل ١٢ ساعه مش كل ٢٤ وده معناه انك هتفضل تعبان ال ٢٤ ساعه ، مفيش شغل ، مفيش شركة ، مفيش جامعة ويفضل لو تفضلهم هنا معايا في المستشفى ال ٤٨ ساعه دول لانك مش هتقدر تاكل فعلى الاقل نعلق محاليل تغذيك . 
سكت شوية بعدها كمل : البديل الثاني هو العملية . 
سيف : انت رأيك ايه ؟ 
محي وضح : اي اختيار نتجنب فيه العملية افضل وبمراحل ، العملية في المخ يعني في خطورة كبيرة وممكن اي حاجة تحصل غير فترة النقاهة مش هتبقى بسيطة فمقارنة بتعب يومين اقولك اختار اليومين ، هاه نبدأ اول جرعة من العلاج دلوقتي ؟ 
سيف وافق ومحي استدعى ممرضة تجيب الحقن اللي المفروض ياخدها . 

الاستدعاء لنادر كان لغرفة سناء والدة مؤمن فنادر اتوتر واخدها جري لاوضتها خايف يكون حصلها اي انتكاسة ، فتح الباب وداخل مرعوب بس اتفاجيء بيها قاعدة وكويسة ومعاها ناهد وكريم ومؤمن فوقف ياخد نفسه . 
كريم علق : في ايه يا دكتور نادر ؟ 
نادر اخد نفس طويل : اتخضيت لما استدعوني لهنا ، انتو كويسين صح ؟ 
مؤمن علق : احنا كويسين ، انت قولت انها ممكن تخرج النهاردة فخلينا ناخدها ، اكتبلها خروج ياريت . 
نادر وافقهم : تمام حاضر بس هتفضل مكمله العلاج في مواعيده ونبعد عنها ياريت الانفعال . 
نادر وصلته رسالة فطلع موبيله وكشر ، ناهد علقت : خير يا دكتور ، كشرت اول ما شوفت الرسالة اوعى تكون ملك مزعلاك ؟ 
اضافت اخر جملة بهزار فهو ابتسم : لا يا ست الكل انا وملك تمام ، الرسالة دي من همس ، انا لسه سايبها هي وسيف مع د/محي . 
مؤمن باهتمام : مع د / محي ليه ؟
نادر استغرب هل ممكن سيف مش معرف اي حد عن تعبه ، اتردد يتكلم فمؤمن قرب منه : سيف كان بيشتكي من صداع ومش مظبوط اليومين اللي فاتوا ، هو حالته ايه ؟ 
نادر فضل ساكت فمؤمن طلع موبيله : انا هكلمه
اتصل بيه : ايوه يا سيف اخبارك ايه ؟ 
سيف : كويس الحمدلله وانت طمني عنك 
مؤمن : انا في المستشفى ، اخو مراتك كتب خروج اخيرًا لأمي وهاخدها انا وكريم هنا ، د/ نادر بيقول انك هنا انت وهمس خير ؟ 
سيف : انت اوضة كام هنعدي عليكم نسلم على والدتك ؟ 
قفل معاه وبص لنادر : هيجي ينفع تقولنا حالته ايه والصداع ده من ايه ؟ ولا هو من الخبطة ؟ عرفني حالته ايه لو سمحت سيف اكتر من صاحب ؟ 
نادر تعاطف مع قلقه فقرر يوضحلهم بهدوء : انت فاكر ان كان عنده نزيف صح ؟ 
مؤمن بتوتر : بس قولتو خفيف و وقف 
نادر : اه وقف بس النزيف عمل تجمع دموي وما صرفش من نفسه وبالتالي عمله مشاكل تانيه . 
مؤمن رجع خطوة لورى : أنا السبب في كل اللي بيحصل ده - بص لكريم - نور بتدمرني بالبطيء 
سناء اتدخلت : انت السبب ليه هاه ؟ هو حتى دي هتحمل نفسك برضه السبب ؟ 
مؤمن بصلها : أمي انا اللي عورت سيف يومها وكنت هقتله بغبائي ، دي الحادثه اياها وهو من ساعتها بيتعالج منها . 
أمه سكتت بس نادر طمنهم : انا لسه بقول مش عايزين انفعال ، المهم هو كويس والعلاج جايب نتيجة وان شاء الله مش هيحتاج للتدخل الجراحي 
مؤمن بذهول : هو ممكن يدخل عمليات ؟ 
قاطعهم خبطة على الباب فنادر اتحرك : اكيد هم دول 
فتح الباب وكان سيف فعلًا فمؤمن قرب منه : ادخل يا سيف 
استقبلوه كلهم وناهد رحبت بيهم وخصوصًا بهمس وقعدتها جنبها بعد ما سلمت على سناء . 
كريم باهتمام: طمنا عليك ، اخو مراتك مش راضي يقولنا حالتك ايه ولا راضي يطمنا ومحسسنا انه سر حربي 
سيف ابتسم لنادر بعدها بص لاصحابه وشرحلهم ملخص سريع لحالته . 
مؤمن باستغراب : طيب ما تاخد العلاج يومين فين المشكلة ؟ 
سيف اخد نفس طويل : العلاج كنت باخده مرة واحدة في اليوم باخد بعدها بتاع عشر ساعات تعبان ترجيع وغثيان وارهاق وشبه مش بتحرك ، دلوقتي قال اني اخده مرتين كل ١٢ ساعه فده معناه ..
كريم كمل : انك هتفضل اليوم كله تعبان 
ناهد اتدخلت : يومين تعبان ويروحوا لحالهم ، مالكم فيكم ايه ؟ اهو يومين يعدوا زي ما يعدوا ما هو احنا بناخد ٩ شهور حمل تعبانين وبنرجع وغثيان وحاجة اخر قرف ، الموضوع بسيط ما تكبروهوش ، واد يا سيف خد العلاج يومين وباذن الله هتبقى زي الفل - بصت لهمس - يومين وهيبقى كويس بإذن الله - بصت لنادر - ما تقول حاجة لاختك يا دكتور ولا مش بتعرف تطمن غير الناس الغريبة ؟ 
اتكلموا كلهم مع سيف وهمس وغيروا المود وخصوصًا ناهد اللي بتهزر مع الكل . 
شوية وسيف بص لهمس لانه بدأ يتعب : يلا يا همس . 
همس وقفت وناهد وقفت معاها : ايه رأيكم يوم الجمعة تيجوا تقضوه معانا ؟ هيكون اليومين دول عدوا ونحتفل بقومة جوزك بالسلامة 
همس ابتسمت : يارب يا طنط يقوم بالسلامة وبعدها فعلًا نحتفل وهنيجي ان شاء الله 
ناهد باصرار : خلاص الجمعة تيجوا تتغدوا معانا ، انا متفاءله وهتقولي نونا قالت ، خلاص يا دكتور سيف ؟ ننتظركم الجمعة ان شاء الله ؟ نقضي اليوم مع بعض 
كلهم بصوله وهو ابتسم بحرج : ربنا يسهل يا ست الكل بس 
قاطعته : مفيش بس ، انا بحب اخطط للحاجات الحلوة وربنا بيسهلها من عنده فانت انوي والباقي سيبه لربنا يدبره 
سيف : ونعم بالله . 
سناء بصت لهمس : ربنا هيطمنا عليه باذن الله وكل حاجة هتبقى زي الفل 
سيف بص لمؤمن جنبه وسأله بصوت واطي : هو ده حمام ؟ 
مؤمن وافقه واتحرك معاه فتح الباب : اتفضل براحتك 
همس عرفت انه التعب بدأ والكل سكت والصمت سيطر عليهم ، همس قطعت الصمت : التعب بدأ 
ناهد بقلق : هو اخد العلاج ؟ 
همس وافقت بدماغها : دكتور محي اصر انه يبدأ من دلوقتي وعطاه جرعة كبيرة بس ما تخيلتش انه هيتعب بسرعة كده . 
سيف في الحمام تعبان واتعدل غسل وشه و وقف قدام المراية بيفكر جديًا يسمع كلام محي ويفضل هنا الليلادي وبكرة لان لو دي بداية التعب يبقى باقي يومه هيبقى شكله ايه ؟  بس همس وراها تسليم شيت و وراها مذاكرة وهتفضل معاه مش هترضى تروح ، لازم يوصلها البيت الاول وبعدها يبقى يتعب ، اقنع نفسه انه كويس وهيقدر يسوق للبيت . 
طلع اعتذر منهم وبص لهمس : يلا يدوب نروح 
مؤمن بصله : هوصلك مش هينفع تسوق وانت تعبان 
سيف : انت هتاخد والدتك تروحها فما تشغلوش بالكم بيا و
قاطعه كريم : يا ابني انا هوصلهم البيت وهو يوصلك او العكس هو يوصلهم وانا اجي اوصلك عادي يعني سيان
مؤمن اصر : انا هوصله بطلوا رغي كتير 
ناهد اقترحت : طيب ما تفضل هنا يا ابني على الاقل يدوك علاج يهدي معاك 
نادر وضح : للاسف مفيش اي علاج ينفع ياخده ، اي مسكن هيقلل من تأثير العلاج واحنا عايزين التأثير كله للعلاج فبالتالي مش هينفع ياخد أي أدوية تانية - بص لسيف - انا ممكن اروحك هبلغ حد يقف مكاني و
قاطعه مؤمن بنرفزة : ما قولت هوصله نبطل هري كتير بقى وننجز ، يلا يا ابني 
سيف مرة واحدة سابهم ورجع الحمام يرجع تاني وهمس المرادي قامت وراه بسرعة 
سناء بصت لنادر : بجد ما ينفعش ياخد اي حاجة تهديه ؟ 
نادر اتصل بمحي : محي هو ما ينفعش سيف ياخد حاجة تهدي الترجيع شوية ؟ 
محي : لا يا نادر مش هينفع اي ادوية نهائي معلش يتحمل انا قولتله يخليه هنا بس رفض 
سيف طلع كان سمع محي لان نادر فاتح الاسبيكر فسأل : قعدتي في المستشفي هتفرق عن البيت في ايه ؟  
قبل ما محي يرد سيف كمل باستطراد : غير المحاليل .
محي بأسف : ولا حاجة 
سيف بصلهم : يبقى أروح البيت 
طلع مفتاح عربيته وبيديه لمؤمن : يلا بينا 
مؤمن اخده و وصله البيت في حالة يرثى لها ، عواطف شافت العربية بتقف وبيخرج منها مؤمن اللي سايق ولف يفتح لسيف ، فاتحركت بسرعة تفتح الباب بس وقفتها سلوى : في ايه ؟ بتجري ليه كده ؟ مش دي عربية سيف ؟ 
عز انتبه وقام من مكانه يشوف ابنه . 
عواطف ردت بحيرة : مؤمن اللي سايق وسيف جنبه 
سلوى بحيرة : ليه عربية سيف مالها ؟ 
عواطف : مؤمن سايق عربية سيف 
عز راح يفتح لابنه واول ما شاف مؤمن سانده قرب عليه بسرعة والكل خرج بس سيف طلب يطلع اوضته الاول وبعدها يتكلموا . 
مؤمن ساعده يطلع أوضته بس سلوى مسكت دراع همس وقفتها وبعد ما طلعوا زعقت فيها : انتي عارفة ان ابني تعبان ومقولتيش ؟ 
همس مستغربة تزعيقها ومسكتها وحاولت تخلص دراعها بس مقدرتش : مكنتش اعرف انه تعبان يدوب امبارح بس كان بيرجع وعملتله حاجة سخنه والنهارده عرفت انه تعبان من نادر .
سلوى بتهكم : طبعا وهتعرفي منين انه تعبان ما سيادتك قاعدة غضبانة عند أختك ومش مهتمة بجوزك وسيباه وهو تعبان ، يعني مش كفاية انك عيلة وزوجة بارت تايم وعندك دراستك لا كمان سيادتك بتتشرطي عليه وتسيبيله البيت كمان .
عز رجع على صوت مراته بعد ما كان طلع مع ابنه : في ايه يا سلوى هو ده وقته ؟ 
سلوى لسه ماسكة دراع همس وبصت لجوزها : سيادتها لو مش هتعرف تهتم بجوزها وتكون زوجة يبقى 
قاطعها عز اللي نزل بسرعة : يبقى ايه هاه ؟ نطلقهم من بعض ؟ 



تعليقات



<>