رواية في قبضة العزام الفصل الاول1بقلم مريم هيسم
تجلس في غرفة الفندق الذي سيُقام فيه حفل زفافها و الذي يكون ملك لوالدها بالفعل
كانت جاهزة بالكامل بفستانها الابيض و شعرها ينسدل على ظهرها و طرحة قد تم تثبيتها على شعرها
.. والدتها تقف جانبها تضغط على الهاتف ليخرج منه ذلك الصوت المُسجل بأن الرقم المطلوب خارج نطاق الخدمة
حاولت عدة مرات و لكن بلا فائدة زفرت بضيق لا تعلم ما تفعل فيبدو ان زفاف ابنتها البكر على وشك أن يتم إلغاؤه
" اهدي بس يا مريومتي يمكن التليفون فصل و لا حاجة "
تدخلت روان الأخت الصغرى للعروس كانت تربت على ظهرها بهدوء
حتى لا تهلع بسبب أن خطيبها والذي سيصبح زوجها لم يظهر حتى الآن و لم يتبقى سوى ساعة واحدة على الحفل
" ابن الكلب ده انا مكنتش متطمناله من الاول "
انفعلت شهد صديقتها بعصبية لطالما حذرت صديقتها منه و لكن الأخرى كانت واقعة في الحب و لم تهتم لتحذيرات صديقتها ولا والدتها
نكزت روان شهد و نظرت لها بتحذير بأن ذلك ليس وقت التأنيب
" بتبصلها كدة ليه ماهي عندها حق هي رجعت لحد فينا في أي حاجة قبل كدة "
أخيرا رفعت مريم وجهها تنظر لوالدتها بعصبية على كلامها و الدمع على وشك النزول من عينيها تتمالك نفسها بصعوبة حتى لا تنفجر في وجوههم و لكن قد طفح كيلها من والدتها التي منذ الصباح لا تكف عن إلقاء كلماتها اللاذعة على مسامعها
" و انتِ من امتى قومتي بدور الأم صح أصلا
عندي كلام قد كدة بس خليني ساكتة أحسن "
تنهدت روان من الكليشيه الذي على وشك البدء و المشادة الكلامية المستمرة بين أختها و والدتها ، أحيانا لا تعلم لما أختها بهذا العند و العنف إتجاه والداتهما ... لما لا تفعل أختها مثلها بألا تلقي بالا لكلام والدتها حتى تريح رأسها .
قاطع جدالهم طرق الباب ليدخل شاب في منتصف العشرينات يرتدي بدلة سوداء
( منتصف العشرينات = ٢٤ أو ٢٥ )
" خالي بعتني أقولكم إجهزوا لأن الناس وصلوا "
نظروا له بفراغ لا يعلموا بماذا يجيبوه لينظر نحوهم بشك
" هو في إيه ؟ "
أجابته روان تحاول إنقاذ الموقف
" ولا حاجة يا معتز روح انت طمن بابا و قوله هننزل اهو "
هو عرف من نبرتها أنها تخبيء شيئا ما .. فملامحهم لا تبشر بالخير
" عليا أنا يا روان ؟ ... اتكلموا في أيه "
صمت ينتظر ردهم و على وجهه نظرة حادة بتساؤل
" ما تردي منك ليها مش هسحب الكلام من بوقك ... استني ثانية هو ال*** خلع لما لقى الحوار جد "
نبر بداية كلامه بحدة ثم أنهاه بسخرية و داخله لا يعرف كيف سيخبر خاله بهروب زوج ابنته المستقبلي
" متشتمهوش يا معتز من فضلك "
مريم نهرت إبن عمتها ... حتى بعدما تركها هي مازالت لا تتقبل أن يمسه أحد بسبٍ أو شتم
" مسمعلكيش حس أما نشوف هنعمل في المصيبة دي
الصحافة مالية القاعة و ناس تقال موجودين و قال ايه متشتمهوش يا معتز ..... ده انا لو عترت فيه !"
كان يوبخها بحدة متناسي فرق السن بينهما و أنها تكبره و لكنها شخصية إبن عمتهم يعرفونه منذ الصغر لا يعطي إهتمام للفوارق العمرية حتى مع خاله و والده
" خلاص يا معتز ... روح دلوقتي لبابا و عرفه الدنيا أكيد في حل إن شاء الله "
" هعرف خالي .. و ابن الكلب ده حسابه بعدين بس الصبر "
خرج معتز من الغرفة يغلق الباب بقوة خلفه
" أنا بس عايزة أعرف هرب ليه ؟"
تساءلت شهد و هي تتنهد لحال صديقتها التي تقبض على فستانها تنظر بالفراغ و كأنها في عالم أخر
~~~~~~
في ذلك المكتب الذي يجتمع فيه بعض الرجال
كانوا يتحدثون و يلقون النكات الساخرة و التي لا تخلو أحيانا من التلميحات القذرة
يجلس هو على إحدي الأرائك بأريحية و كأنه صاحب المكان بمن فيه تضخ هالته بالثقة الكاملة يسند ذراعيه على ظهر الأريكة و موسع بين قدميه
كان يضحك أحيانا على ما يقوله رجاله
" وينه عريس الغفلة هذا "
نبر بلهجته العرباوية بتململ يوجه كلامه للرجل أمامه
فهو منذ أن وصل هو و رجاله لم يروا العريس
" المفروض يكون موجود من بدري بس معرفش اتأخر ليه "
رد عليه الرجل بتنهد يتساءل هو الأخر عن تأخر خطيب ابنته
" الكتكوت باينه خجلان يا عزام "
أردف بها أحد رجال عزام و الذي يُدعى صالح
ليضحك عزام و الباقون
دخل عليهم معتز دون أن يطرق الباب ليتجه نحو خاله لينزل قليلا بجزعه قليلا نظرا لأن الأخر جالس
ثم همس في أذنه لتنعقد حواجب خاله مما سمعه
" يعني إيه هرب هو اتجنن ؟"
سرعان ما انفعل والد مريم على ما أخبره به معتز
فكيف لعريس أن يهرب يوم زفافه ... هل كان يتلاعب بإبنته كل تلك المدة ... كان داخله يتوعد للفتى بالكثير
" كانّك يا أبو العروسة "
(كانّك - مالك )
تساءل عزام فهو شعر أن شيء ما حدث من ملامح كارم (أبو مريم )
" معتز بيقولي إن العريس هرب "
" يمكن وقع جزمته هنا و لا هناك "
" بس يا سفيان الساعة لساتها جاتش اتناشر "
شارك عزام الحديث مع إبن عمه يسخرون من العريس و يشبهونه بسندريلا
" عزام مش وقت تريقتك إنت و رجالتك "
أخبره معتز بنفاذ صبر لأن الأخر و أتباعه دائما يسخرون من أي شيء و بطريقة برية من وجهة نظره
أو أن المشكلة تكمن في معتز و أنه متصلب أغلب الوقت
رمقه عزام بحدة يرفع حاجبه الأيسر والرجال الأخرون نفس الحال لا يعجبهم طريقة حديث مع معتز مع زعيمهم
" وجهتلكش كلام يا ... زيزو "
" خلاص يا عزام اهدى معتز ميقصدش دلوقتي أنا محتاج حل "
تحدث كارم بنبرة جادة يفكر فيما سيفعل لينقذ الموقف
الذي أصبحوا فيه بسبب العريس الهارب
" عموما يا كارم أنا و رجالتي سدادين باللي تريده
نجيبلك الشينة هذا من تحت الأرض "
" أنا كدة كدة هجيبه بس مش دلوقتي "
أخذ التفكير بكارم لعدة حلول و وجد أفضلها إيجاد عريس بديل حالا لإبنته حتى ينقذ إسمه و سمعته بين الناس و الصحافة .
فكر في عدة أشخاص محتملون و كان أولهم معتز بالطبع و لكنه إستبعده و فكر بعدها بعزام
أجل فالزواج ذلك سيصب في مصلحة الجميع
مذ أنهم شركاء بالفعل و هذه الزيجة ستزيد من قوة الرابطة بين عملهم معا
" مبتفكرش تتجوز يا عزام ؟"
" بنفكرش يا خال "
(خال بتتقال عادي حتى بين الصحاب مش معناه انه خاله فعلا)
حرك عزام يده بنفي و بإبتسامة خفيفة يعلم ما يدور في رأس كارم و لكنه لن يوصله لمبتغاه
" هكتبلك فرع الشركة اللي في الغردقة بإسمك قولت إيه "
" قولت لا إله إلا الله ... فُضها سيرة يا أبو مريم
و لا ترطن بحكي فارغ تعرف إن الفلوس أخر همي "
(يرطن-بيقول أي كلام )
و هو صادق بالفعل لن يستطيع كارم جعله يوافق حتى لو عرض عليه أمواله كلها
فعزام رسلان لا يُشترى بالمال
" الظابط اللي في مديرية الأمن اللي معطلك شغلك
أخلصك منه "
بعض من الأمل انبعث في صدر كارم حينما رأى أن عزام يفكر بما قاله و لكن سرعان ما اختفى ذلك الأمل
حين وقف عزام و أمر رجاله بأن يخرجوا
" نجيلك في فرحها الجاي إن شاء الله "
كان رجال عزام خرجوا بالفعل و لم يتبقى سوى كارم و معتز و كان عزام على وشك الخروج حتى أوقفه صوت كارم
" سنة واحدة يا عزام و بعدين اتطلقوا وافق بقا يا أخي "
هنا فكر عزام في الموضوع من زاوية أخرى سيتخلص من زن أمه الدائم فوق رأسه بالزواج ثم ان ناسب كارم سيستطيع السيطرة على بعض من مديريات الأمن التي تقف له كالعقدة بالمنشار في تجارته
" سنة واحدة ؟"
"سنة واحدة"
هنا أغلق عزام باب المكتب و اتجه نحو كارم الذي يجهز عقد الاتفاق بالفعل بأن الزواج سيستمر لمدة سنة و بعدها كل من الطرفين يذهب لحال سبيله و كان معتز هو الشاهد على كتابة العقد
خرج عزام من المكتب يجد الرجال في إنتظاره
ليخبرهم بضحكة تظهر أسنانه البيضاء
" إتصلوا بباقي الرجالة حتى يحضروا زواجي و خبروا الحريم في البيت يجهزوه يستقبلوا العروس "
استوعب الرجال ما قاله عزام ليهلهلوا بفرح و تمتات مباركة و فرح صادق من قلوبهم لزواج زعيمهم
~~~~~~
كانت الغرفة عند العروس ممتلئة بالفعل بخالاتها و عماتها و بناتهن البعض سعيد و البعض شمتان
و لكن هي لم تعطهم أدنى ذرة إهتمام
" ألو يا معتز عملت إيه مع بابا ؟"
" بيقول يلا إنزلوا عشان المأذون جه و الفرح هيبدأ "
" مش فاهمة حاجة يا معتز هو آسر رجع ولا إيه ؟"
" لا مرجعش ... بس خالي هيجوزها لعزام رسلان "
وقع على الخبر على روان كالصدمة فما بالك بأختها حينما تسمع أنه سيتم تزويجها بذلك العرباوي الذي يناقضها في كل شيء
أقفلت الهاتف مع معتز تستدير لوالدتها
" معتز قالك إيه ''
" عزام رسلان هيتجوز مريم "
أظهرت والدتها معالم الصدمة على وجهها لا تعرف كيف لزوجها الموافقة على شيء مثل هذا فالجميع يعرف من هو عزام رسلان رجل غشيم همجي ... إبنتها لن تستطيع تحمله بكل تأكيد
" يلهوي نقولها إزاي طيب ؟"
" مش عارفة يا ماما بس المهم ننزل حالا عشان بابا على أخره ... انزلوا أنتوا و انا و شهد هنجيب مريم و ننزل "
بالفعل بدأت الغرفة تخلو شيئا فشيئا و روان أخبرت شهد بالفعل عن عزام
" يلا يا مريومة ننزل عشان المعازيم "
رفعت مريم رأسها بإبتسامه و تلهف نسأل شهد بسرعة
" آسر رجع مش كدة ... أنا كنت عارفة أنه عمره ما يسيبني "
" هو من الأخر مش آسر و لا حاجة .... عزام .... عزام رسلان "
أجابتها روان بتوتر خائفة من ردة فعلها
" عزام رسلان ؟ ... ده اللي هو إزاي يعني أكيد بتهزروا "
" لا مش بنهزر و الراجل يُشكر أنقذ الموقف "
" بس ده عزام رسلان يا شهد حد مش كويس و سمعته سبقاه يتقال عني إيه لما حد يسمع إني إتجوزته "
" يتقال عنك كل خير يا روح قلبي مش أحسن ما الفرح يتلغي و يتقال عريسها هرب قبل الفرح بكام ساعة و الكلام يجيب كلام "
شهد كان صريحة و واضحة مع صديقتها
... في النهاية إنصاعت مريم لما يحدث و نزلت وقفت أمام باب القاعة المغلق ثم أتى والدها يأخذ يدها و يدخلا القاعة أمام الضيوف الذين بدأوو بالتصفيق للعروس كانت وجهها ثابت لا تُظهر أي تأثر
... وقعت عيناها عليه يقف في نهاية الممر
يرتدي بدلة سوداء بالكامل بلا ربطة عنق ملامح جامدة
عيون حادة و رموش و حواجب كثيفة
بشرة برونزية و ذقن تم حلقه بشكله جيد
بل أكثر من ممتاز
مريم لا تستطع إنكار وسامته و الرجولة الطاغية و هالته التي تشع بالسيطرة و الهيمنة
مد يده ناحيتها لتترك ذراع والدها و تعقد يدها مع ذراع عزام
" القهراوية هذول يعرفوش الكرم "
أردف عزام بينما يسيران في الممر اتجاه طاولة ينتظرهم عليها المأوذون
عقدت حاجبيها بخفة تستفهم
" مش فاهمة تقصد إيه "
" اللي سوالك فستانك بخل عليك بحتة قماش تغطي صدرك "
أملى عليها كلامه و هو ينظر لصدرها لتشتعل غضبا و إحراج من جرأة الأخر أمامها
" بثبتلي الكلام عنكم مش أكتر "
" كلام إيش "
" إنكم همج و الذوق ميعرفش ليكم طريق "
أخبرته بحدة بينما يسحب لها الكرسي أمام المأذون
كان صوتهم لا يُسمع بسبب الموسيقى
" أقول أقطعي حكيك السامط ... الله وحده يعلم ليش تركك ال**** قبل فرحكم بكام ساعة "
(السامط-الماسخ)
هي شعرت بالإهانة بقوة و لامت آسر داخلها ... الآن بسببه يتم التشكيك بها و بشرفها ... لم تستطع الرد عليه
بسبب إيقاف الموسيقى و بدء المأذون بالتحدث
تم كتب الكتاب ليهُم المعازيم بالتصفيق و رجال عزام أطلقوا الرصاص بالسقف بكل راحة بال لا يهمهم وجود بعض من رجال الشرطة وسط المعازيم
جلست مريم على الكوشة وحدها لأن عزام اندمج مع عزوته كما يسميهم و بعض الأغاني الشعبية تم تشغيلها
هي تفاجأت بالفعل عندما سمعتها لأنها ليست تلك القائمة التي إختارتها على الإطلاق فذلك ليس ذوقها إطلاقا
و لكنها لم تتفاجأ عندما وجدت إحدى رجال عزام يقف مكان الدي جي
سمعت أكثر أغنية لا تفضلها و لا تعلم ما سر تشغيلها في حفلات الزفاف ... روان أختها كانت تفضل ذلك النوع من الأغاني .... كان رجال عزام يغنون مع الأغنية بحماس و البنات يرقصون عليها أيضا أولهم أختها بالطبع
نحنا ما عنّا بنات
تتوظّف بشهادتها
عنّا البنت بتدلّل
كلّ شي بيجي لخدمتها
شغلك قلبي و عاطفتي و حناني
مش رح تفضي لَأيّ شي تاني
بيكفّي إنّك رئيسة جمهوريّة قلبي
شيلي الفكرة من بالك أحلالك
ليش بتجيبي المشاكل لحالك
رأت والدها يقترب منها يجلس جانبها
كشرت ملامحها لا تريد سماع أي كلمة من والدها
" سنة واحدة و هتطلقوا ... عملت كدة عشان مصلحتك و عشان محدش يمسك بكلمة "
ضحكت بسخرية ثم بقهر
قال مصلحتها قال
لن نقول أنها هدأت كليا و لكن بعد سماع أن الزواج سيدوم لمدة سنة واحدة هي هدأت قليلا جدا
" عشاني بردو و لا عشانك إنت و عشان فلوس إبن رسلان اللي ملهاش أخر و الصفقات اللي انت عايز تدخلها و الوزارة اللي نفسك تمسكها ؟"
كان والدها على وشك الرد و لكن جاءت روان و شهد و بعض صديقاتها و بنات خالتها يسحبونها حتى ترقص و لكنها تأبى
مدت لها روان شال قصير جدا يغطي منطقة الرقبة و الصدر لونه أبيض ذو رباط من عند العنق ... يبدو كأنه صُنع لأميرة ما كما بالأفلام
نظرت لأختها بإستفهام بمعنى ما هذا
" معتز إداهولي و بيقولك إن عزام باعتهولك تلبسيه "
إشتغلت غضب ترمي الشال بجانبها
" مش لابسة حاجة ... هو عشان متحرش فاكر الكل زيه و لا إيه "
" بس يا مريم وطي صوتك إفرضي حد سمعك "
حذرتها أختها بصوت منخفض
" اللي يسمع يسمع بقا مش هلبس القرف ده يعني مش هلبسه "
كانت روان سترد و لكنها صمتت حينما رأت عزام يقف بجانب أختها ينتشل الشال يفرده و يضعه على كتفي مريم ... ثم أشار لروان و الفتيات بالذهاب
حاولت مريم إيقافه و لكنه شد غلى ذراعيها يوقفها
ثم ربط الرباط عند رقبتها و همهم برضا ثم أخبرها عند أذنها
" لبسك المفصخ هذاك بتنسيه من اليوم و رايح مفهوم يا دَكتورة ؟"
صوته لم يخلو من الجدية و الشدة
" دي سنة واحدة انت مصدق نفسك ولا إيه "
أخبرته بسخرية و إستهزاء تتمنى داخلها لو أن هذا حلم و سيدخل آسر في أي لحظة ينتشلها لأحضانه
" سنة أسبوع أو حتى يوم بتضلي مرات عزام رسلان "
~~~~~
" وحشتني يا أدهم "
نطقت بشوق حالما رد عليها الأخر على الهاتف
" و أنتِ كمان يا سمستي وحشتيني لدرجة إني عايز أمسكك أ .. "
تم بتر جملته بواسطة سما التي شكت أنه على وشك قول شيء قذر
" خلاص مش عايزة أعرف ... شكلك مكتر قعدة مع رجالتنا "
" عشان تعرفي إنك ظالماني كنت هقول أمسكك أبوس دماغك "
" ملكمش أمان أنتم يالقهراوية "
ضحك أدهم على كلام سما
" رح تجي العريش بكرة و لا بتضلك في القاهرة "
" لسه مش عارف يا سمسم الفرح يخلص بس و نشوف أخوكي هيعمل إيه ... عقبال فرحنا كدة "
" يا رب "
" طب ما تسيبيني أفاتح أخوكي في الموضوع يا سماسم "
أخبرها بقلة حيلة لا يعرف سبب رفضها أن يفاتح عزام أن يطلب يد سما
" إياك يا أدهم .... عزام وقتها يقتلنا سوا بدم بارد و لا حد بيوقفه "
تنهد أدهم بقوة فقط يتمنى لو يخطف سما من العريش و يجعلها تعيش معه بالقاهرة بدون قيود و عادات قبلية
" جاي بكرة ولا لأ "
" لا يا سما مش جاي بابا عايزني في الشركة بكرة "
أخبرها بضيق لا يدري حتى متى سينتظر عزام و لن يتغير إذا ... حتى يرى أخيها يزوجها لشخص أخر .. حينها سيخطفها جديا
" بتردهالي يا وِلد الغرباوي "
بعتاب نبرت سما تؤنبه
" ولا بردلك و لا حاجة يا سما ... عموما احنا معملناش حاجة غلط و انا غيرت دنيتي كلها عشانك أصلا
فأعتقد أخوكي مش هيقتلنا زي ما انتي بتقولي "
هو فعليا غير حياته من أجلها ... هو كان فتى طائش أغلب أوقاته كانت في الملاهي الليلية و البارات و السكر و كان يعرف بنات لا طائل لها ... حتى خطفت سما قلبه عندما رأها في بيت عزام و علم أنها تكون أخته الصغرى
هي أيضا لن تنكر أنها إنجذبت له و كان إعجابها يزداد في كل مرة يأتي لمنزلهم ... كان مختلف عن باقي الأولاد و الشباب في قبيلتهم كانت متفتح و راقي ... فتى المدينة الذي هز كيانها
أدهم الغرباوي صديق أخيها الوسيم
