رواية جدران مظلمة الفصل الثالث3بقلم شهد القاضي


رواية جدران مظلمة
 الفصل الثالث3
بقلم شهد القاضي




ليجد ميار في المطبخ وتلملم قطع الازاز المكسور من على الأرض…

ساجد= خلي بالك وانتي بتشيلي الازاز..

ميار وهي ترفع رأسها وتنظر إليه= متقلقش انا خلصت..هي بس الكوباية وقعت مني غصب..

أومأ لها متفهم ما حدث..ثم توجهه بالخروج والذهاب لغرفته مرة أخرى 

أما هي ظلت تنظر في أثره وبداخلها مشاعر مجهولة لا تدري ماذا يحدث!

وفي الصباح الباكر خرجت ميار من غرفتها متجهة الى غرفة تلك الصغيرة..ولكنها تفاجئت بوجود ساجد يحملها ويلاعبها وعلى وجهه ابتسامة جميلة..شعرت بالسعادة تغمر قلبها لتخيلها يحمل طفلهما وينظر له بنفس الابتسامة!

عادت إلي غرفتها وتركته مع طفلته لم ترد أن تزعجه بوجودها..وأكملت نومها فما ينتظرها بعد رحيله ليس بهين..

وفي تمام الساعة الثانية عشر ظهرا كانت تقف في منتصف المنزل وتنظر للحقيبة أمامها وتنتظر خروجه من غرفته..

وبعد دقائق قليلة استمعت إلي جرس الباب لتجد ساجد يخرج من الغرفه 

ساجد= ده حسن جاي عشان هنمشي..ادخلي جوا لحد ما ياخد الشنطة وبعدين تعالي عشان عاوزك..

ميار بحزن =حاضر 

دلف حسن وابتسامته كما هي وأخذ الحقيبة وهبط إلى أسفل بعد ما أخبره ساجد بأن ينتظر قليلا ثم يأتي ليأخذه من المنزل ..وفور خروجه من المنزل خرجت ميار ووقفت أمامه 

ساجد= بصي عشان ابقى مطمن عليكوا هراجع معاكي علي اللي مفروض يحصل وانا مش موجود..

وبعد محاضرة طويلة من الأوامر تنهد وقال = آخر حاجه في موبايل جوا في أوضتي جديد ليكي بدل اللي معاكي عشان اعرف اتواصل معاكي كويس فون والنت أهم حاجه يكون شغال طول اليوم لو النت قفل لو ثانية متزعليش من اللي هيحصل..

أومأت له بإبتسامه وقالت= متقلقش المهم طمنا عليك اول ما توصل..

ساجد بهدوء= عشان اتواصل معاكوا اول ما اوصل هيبقي صعب شوية بس هحاول ..قلت بس اعرفك عشان تبقي عارفه..

أومأت له بتفهم ثم ودعها وودع طفلته وخرج من المنزل ووجد حسن وصل للتو لأخذه..

بينما هي ركضت سريعا للشرفة لتنظر له نظرة أخيرة وهو يذهب بالسيارة..ظل نظرها علي السيارة حتى اختفى أثرها..

ذهب وسمحت لعينيها بالبكاء علي رحيله! 
لا تعلم لما تشعر بالخوف! هل لأنه سيتركها وحيدة ام خوفها بأن يعود وهو محطم؟ 
ولكنها دعت كثيرا بأن يعود لها بخير وان يحدث ما يتمني..

وبعد فترة قليلة أتت والدتها للمنزل..

نادية= متزعليش ياحبيبتي إن شاء الله هيرجع كويس..إدعيله بس

ميار= إن شاء الله يماما،أمال فين روان؟؟ 

نادية= عندها دروس وهتخلص على الساعة ٤..وهتيجي علي هنا متقلقيش 

أومأت لها ميار و استأذنت لتكمل عملها في المنزل وتجهز الغداء 

وبعد ساعات انتبهت لصوت بكاء  الصغيرة،، لتركض سريعا لها ولكنها وقفت عندما وجدت والدتها تحملها وتلاعبها حتي تهدأ وتبتسم لها..

نادية موجهة كلامها إلي ميار..

نادية= بصي يا ميار العسل دي عقبالك يضنايا 

ميار بحزن ممزوج بالهدوء= ايه يا ماما حياة برضو بنتي الأولي 

نادية بحب= مقلتش حاجه يابنتي بس لما تحملي وتولدي هتحسي بفرحه اكبر وحنانك لبنتك هيبقي أكبر..بكرا تعرفي معني كلامي  

ميار بابتسامه = طب تعالوا اقعدوا برا وأجبلك أكل حياة تاكليها وانا هخلص تنضيف البيت..

وبعد قليل انتبهت ميار للساعه وجدتها السادسة مساء ولم تأتي روان!! 

ميار = ماما روان اتأخرت هي كلمتك؟؟

نادية= ايه ده الساعه بقت ٦..هاتي التلفون لما ارن عليها 

وعندما هاتفتها وجدت هاتفها مغلق..شعرت بالقلق قليلا 

ميار بخوف= طب بصي نستني كمان ربع ساعه لو مجتش هنزل اشوفها ..

وما أن أنهت كلماتها استمعت إلي جرس الباب ذهبت سريعا لتفتح..لتجد روان 

ميار وهي محتضنة روان= كده تقلقينا عليكي! اتاخرتي ليه

روان ببرود= عادي مكنتش عايزة اجي اصلا

ميار بتعجب= ليه ؟؟

روان بنفس البرود= عادي..امال فين ماما

لتستمع إلى صوت والدتها من الداخل فتدخل سريعا لها 

نادية= اي ي روان مش قلتيلي هخلص ٤ ..الساعه ٦

روان = خلصت متأخر وبصراحه مكنتش عايزة اجي هنا
أنهت كلماتها وهي تنظر إلي حياة ببرود أيضا 

نادية بتعجب ايضا= امال كنتي هتروحي فين؟؟

روان= كنت هرجع بيتنا 

نادية= ليه يا حبيبتي انا مش قيلالك هنيجي نقعد مع اختك عشان جوزها مسافر

روان بشماتة= جوزها 

اندهشت ميار كثير من اختها لتردف بغضب= مالك يا روان حاسبي على طريقة كلامك..

روان بغضب= وماله كلامي ولا طريقة كلامي 

ميار بدهشة من انفعالها= شايفاكي بتبصي لحياة بقرف وتتكلمي علي ساجد بطريقة مش كويسة؟؟

روان بانفعال شديد= اه انتوا عارفين اني رافضة جوازك منه..واحد معاق 

لم تحتمل ميار كلماتها لتصفعها بقوة علي وجهها..

ميار بغضب= احترمي نفسك انا لحد هنا وهسكت وكفاية عليكي القلم لكن لو اتكررت تاني هتشوفي وش مش هيعجبك..

روان بنفس الانفعال ولكن مع الصدمة= بتضربيني؟؟ عشانه؟ عملك ايه!! عشان تدافعي عنه اوي كده؟ مش كفاية كان متجوز وعنده بنت وجايبك عشان تربيله بنته!! لا والمضحك انه مقلش!

ميار بعصبية= ماما عقلي بنتك وفهميها بتقول ايه عشان شكلها اتجننت

ثم أخذت حياة ودلفت سريعا إلي غرفة ساجد لتسمح لنفسها بالبكاء..

وفي الخارج كانت نادية تلوم ابنتها علي حديثها 

نادية بحزن وعتاب= ينفع كده يا روان انتي مش واعية بتقولي ايه؟ ده كلام ينفع يتقال لأختك؟

روان بغضب= يعني انتي كمان واقفه في صفها وشايفة الجوازة دي عادي 

نادية بهدوء= ياحبيبتي ده قرار اختك وهي حرة احنا ملناش دعوة طالما هي مبسوطة خلاص..

روان = يا ماما بس إزاي ده قاعد علي كرسي ومخلف كمان ومقلش كمان حاجه زي كده

نادية= برضو ملناش دعوة اختك موافقة يبقي خالص هي اللي عايشة معاه مش احنا بعدين ده جوز اختك وكبيرنا بعد ابوكي الله يرحمه لازم تحترميه 

روان = لا انا عمري ما هتقبله انا بتحرج من كون ان اختي متجوزة واحد قاعد على كرسي

نادية = يا بنتي دي مفهاش إحراج..ساجد شخص كويس وبعدين هنعترض علي قدر ربنا؟ حطي نفسك مكانه..ومتحكميش علي الناس بالظاهر يا روان..واعتذري لأختك علي اسلوبك وكلامك ده والا انا مش هكلمك وهزعل منك..

حينها كانت ميار تتذكر كيف تم زواجها من ساجد

رجعة للماضي 

حسن= يا طنط انتي عارفه أنا بعزكوا قد إيه وخصوصا ميار عشان كانت بتاخد بالها من امي الله يرحمها ..وانتي فيكي الخير كنتي بتيجي لماما وتقعدي معها عشان تونسيها..انا عمري ما انسي ليكوا الجميل ده أبدا 

نادية بحب= ولا جميل ولا حاجه يا ابني ..الله يرحمها والدتك اعتبرتها صحبتي ومش هنساها أبدا.. بس متغلاش علي اللي خالقها..المهم يا ابني طمني عليك 

حسن بإبتسامه =أنا كويس وزي الفل وقتي كله في الشغل وسفر من هنا ل هنا بس الحمد لله انا راضي 

نادية = الله يرزقك يبني واشوفك علطول راضي ومبسوط 

حسن بضحكة= ايوة كتري من دعواتك دي 

ثم أكمل بجدية =المهم يا طنط انا جاي ومعايا خير
انا بصراحه صحبي بيدور علي عروسة وجيه في دماغي ميار وقلتله عليها وعايز معاد يجي يقابل حضرتك 

نادية = علي عيني يا ابني بس بنتي خطوبتها الاسبوع الجاي 

حسن بصدمة= ايه اسبوع اي وخطوبة ايه وده مين يا طنط حد تعرفوه؟

نادية بضحكة= يبقي دكتور في المستشفي اللي ميار شغالة فيها..انت عارف انها بقت ٢٦ سنة وانا اصريت عليها توافق لما جيه واتقدم 

حسن بتفهم= طيب يا طنط ربنا يتممها علي خير استأذن انا بقي عشان الحق اروح شغلي 

بعد يومين..

كانت ميار تجلس مع محمود ووالدتها 

محمود = أنا بصراحه جاي عشان اقول كل شئ قسمة ونصيب زي ما دخلت بيتكوا بالمعروف هخرج بالمعروف 

نادية بحزن= ليه بس يا دكتور حصل ايه

محمود= بصراحه انا لسه مش جاهز اني اخد الخطوة 

نادية= خلاص يا دكتور ملكوش نصيب وربنا يقدملك كل خير..

نظر محمود ل ميار والتي كانت تستمع فقط ولا تعرف بماذا تشعر..أنها لا تشعر بأي شئ تجاه محمود واكتفت بقول

ميار= فرصة سعيدة يا دكتور..

وفي مساء اليوم وصل الخبر إلي ميار بأن محمود قد سافر في منحه عمل إلي دبي! 
وتسائلت أحقا فعل هذا من أجل السفر؟؟
وعندما علمت نادية بذلك الأمر حزنت كثيرا علي ابنتها
ولكن ميار طمأنتها أنها بخير ولا شئ حدث


تعليقات