
رواية شهد الحياه الفصل الثالث عشر13 والرابع عشر14 بقلم زيزي محمد
بمنزل رامي ..
كانت شهد تشاهد التلفاز بملل حتى قاطع مشاهدتها صوت رنين الهاتف المنزلي، توجهت نحوه ممسكة بسماعة الهاتف مردفة بهدوء :
_ الو .
اتاها صوت امرأة تتحدث بجدية : السلام عليكم .
ردت شهد تحيتها : وعليكم السلام، مين حضرتك؟!.
تحدثت المرأة بضيق : حضرتك انا الاخصائية الاجتماعية في مدرسة حمزة، احنا عاوزين ولي امره ضروري، اتصلنا على استاذ رامي تليفونه مقفول ...
هتفت شهد في قلق : في ايه حمزة بخير ..
تحدثت المرأة : مينفعش كلام في التليفون، ياريت حاولي توصلي لوالده ويجي المدرسة ضروري .
اغلقت المرأة الهاتف دون سماع رد شهد، بلغ القلق اقصى مراحله، ذهبت سريعا ل( صفاء)، طرقت الباب عدة مرات ثم دلفت بسرعة مردفة : خالتي معلش قطعت تلاوتك ..
نظرت لها صفاء ثم هتفت بتساؤل : في ايه يا شهد .
تحدثت شهد بنبرة يتخللها القلق والخوف : حمزة المدرسة بتاعته اتصلت وعاوزين رامي ضروري وتقريبا تليفونه مقفول ..
وقفت صفاء مردفة بقلق : يالهوي في ايه ..
هتفت شهد بسرعة : مش وقته يا خالتي، اديني عنوان المدرسة اروح اشوف في ايه .
قالت صفاء : طيب هاتروحي لوحدك ..
أومأت شهد مردفة : اه هاروح طبعا، لازم الحق اشوف في ايه؟!.
التفت صفاء حولها بتوتر حتى رأت تلك الاجندة، ذهبت نحوها ثم مسكت القلم وكتبت عنوان المدرسة، اخذت شهد تلك الورقة بسرعة متوجهة لغرفتها حتى ترتدي ملابسها على عجالة وبذهنها مئة سنياريو ....
*******************************
بمنزل زكريا ...
هتفت الممرضة وهي تمضع تلك العلكة بفمها : اهو يام زكريا نضفت الجرح وظبطته ...
هتفت مديحة بسخرية : امال الهانم اغمى عليها ليه يامروة ؟!..
اغمضت عينيها بضيق والتزمت الصمت بينما هتفت الممرضة : تلاقيها من الخضة بس يا خالتي .
نظرت مديحة ل( سلمى ) النائمة بكره ثم قالت : تعالي معايا يا مروة برا عاوزكي بكلمتين و اهو نسيب السنيورة ترتاح ...
خرجت مديحة ومروة ما ان راهم زكريا حتى هتف بقلق : سلمى اخبارها ايه يا ما ...
_ لوت شفتيها بتهكم مردفة : زي القردة يا اخويا، طب اطمن على امك الاول .
هتف سريعا وهو متجها نحو الغرفة، قلبه يأكله من شدة قلقه عليها : انتي زي الفل ياما، عن اذنكوا.
ثم اغلق الباب في وجوههم، اتسعت عيني مديحة مردفة : شوفتي الواد يابت يا مروة، قفل الباب في وشي ازاي .
هتفت مروة بجدية :. سيبك يام زكريا، انا عاوزة اقولك ان الاغماءة دي اغماءة سكر ...
زمت مديحة شفتيها بضيق : اه عارفين سيبك منها انشالله تموت، المهم انا عاوزكي في حوار كدا .
قالت مروة : أمري ياخالتي تحت امرك ..
هتفت مديحة بخفوت : انا عاوزة دكتور نسا يكشف على البت اللي جوا دي ويكون سعره حنين، اصل الدكتورة اللي علي اول الشارع مفترية ياختي سعرها ٧٧ جنيه تقولشي بتخترع الذرة ..
مروة بفضول: ليه ياخالتي، عاوزة دكتور نسا ليه؟! .
هتفت مديحة بمكر : اصل عاوزة اطمن هي بنت بنوت ولا لأ .
اتسعت عيني مروة بصدمة : هو زكريا معملش حاجة امبارح .
لوت شفتيها بتهكم : رفضت ياختي وقعدت تعيط وتقول لا
مروة بخبث : اه انتوا لامؤاخذة شاكين فيها .....
ابتسمت بمكر ثم اردفت باختلاق كذبة : اه سمعت طراطيش كلام انها كانت على علاقة بواحد، بس ايه عندك دكتور ولا لأ .
هتفت مروة مؤكدة : اه عندي، في دكتور نسا كبير اوي ومشهور فاتح عيادة في ...........، ومخلي تلات ايام للغلابة يكشف فيهم ببلاش وحظك انهاردة هايكشف ببلاش، هاتصل ببت صاحبتي ليها علاقة بالممرضة اللي هناك وتحجزلكوا .
اتسعت ابتسامتها : ببلاش اه حلوة دي ماشي معاكي رقمي اهو لو حجزتي بلغيني اخد المحروسة ونروح ...
مروة وهي تخرج الهاتف من صدرها مردفة : ماشي ياخالتي، هاتصل بيها اهو.
*****************************
في عيادة النسا...
وقفت ليلى على اعتاب غرفة كريم حتى خرجت المرأة من الغرفة مبتسمة ويديها تتشابك مع زوجها يشكلون لوحة جميلة تعبر عن السعادة ابتسمت لسعادتهم ثم دلفت بعدهم مغلقة الباب خلفها، رفع كريم بصره ما ان رأها ابتسم بشدة، كان على وشك التحدث حتى هي قاطعته بفضول :
_ هما فرحانين اوي ليه كدا .
هتف كريم بهودء: بقالهم سبع سنين مخلفوش والحمد لله ربنا كرمهمغ، حامل في تؤام ولد وبنت ..
هتفت بحزن : يااااه سبع سنين ..
ثم استطردت : بس الحمد لله ربنا كرمهم ربنا يتمملها على خير ...
ابتسم كريم ثم قال بتسرع : عقبالك انشاء الله يا روحي .
اغمضت عيناها بقوة ظهر الحزن على ملامحها رويدا، شعر هو بها اقترب منها مردفا باسف: انا اسف يا ليلى مقصدش ..
فتحت عيناها ثم اردفت بتلعثم : كريم هو انت يعني....
حثها هو على التحدث : كملي يا ليلى انا ايه .
زدات وتيرة التوتر بداخلها ولكنها تريد الاطمئنان مردفة : انت عملت تنضيف كويس ليا، انا مش هاستحمل ابقا ح..
قاطعها بحدة : انسي بقا يا ليلى، اطمني مفيش حاجة هاتحصل ...
حزنت هي لنبرته تلك خرجت من الغرفة دون رد، وقف كريم يتابعها بعينه ثم ضغط على الجرس، وماهي الا ثواني قليلة حتى اتت السكرتيرة تهتف برسمية :
_نعم يا دكتور ..
هتف بصرامة : اهتمي بمدام ليلى كويس وابعتيلها عصير فرش ودخلي الكشف اللي بعده، هو فاضل كام كشف..
_ فاضل ٨ كشوفات، بس في حالة عاوزين يدخلوا ضروري بيقولوا مسألة حياة او موت .
تنهد كريم بنفاذ صبر مردفا : طيب ابقي دخليهم اخر ناس، وزي ما قولتلك مدام ليلى وديلها عصير ومتزعجوهاش فاهمة ولا لأ .
_ فاهمة يا فندم متقلقش..
********************************
في المدرسة ..
هتفت شهد بغضب : انا مش فاهمة بردو انتي على اي اساس بتعاقبيه، الواد دا غلط فيه ووقعله كيكته في الارض واللي هي المفروض نشاطه وقطع رسمته ...
عقدت الاخصائية حاجبيها بضيق : اه والمفروض ان حضرتك انه يقوم يضربه ويزقه تاني على الارض يعني متعلمش الادب من اول مرة، اول مرة ضربه علشان شد شعر زميلته والولد اتعور ومستر رامي جه وحذرنا حمزة من انفعاله الهجومي دا، وبردوا كاننا مبنتكلمش.
هنا حضرت الروح الصاخبة بداخلها، انتفضت شهد بعصبية : جرى ايه يا ابلة ما تهدي كدا، اصل انا بدأت اتخنق منك، الواد مغلطش زي ما تعاقبي دا تعاقبي دا ولا هو كوسه بقى ...
رفعت الاخصائية حاجبيها مردفة : انا مش هارد عليكي، بس والله لابلغ ادارة المدرسة ولازم يتعاقب وياخد فصل اسبوع من المدرسة ولو اتكررت هاطلب تحويله من المدرسة لسوء سلوكه .
ارتفع صوتها قليلا : ياختي بلا قرف، والمفروض انك بتحلي مشاكل، انتي بتحلي على مزاجك لامؤاخذة ..
جذبت شهد حمزة في يديها ثم خرجت من الغرفة بل من المدرسة باكملها، وقفت في الطريق عندما سمعت صوت بكائه، انحنت لمستواه : مالك يا حمزة مضايق وبتعيط ليه ؟!.
اردف حمزة بتلعثم طفولي : بابا هايزعقلي يا شهد علشان قالي قبل كدا ان ابعد عن محمد زميلي ولو عمل حاجة اروح اشتكي للمس ...
ثم تابع بلهفة : بس والله يا شهد روحت للمس وقالتلي مايوقعها عادي غصب عنه وهو كان قاصد علشان كدا اضايقت وضربته ...
ربتت على شعره بحنان : متخافش يا حبيبي بابا مش هايعملك حاجة .
رفع بصره للسماء واردف ببكاء طفولي : يارب بابا مش يزعل مني ..
عانقته هي بقوة ثم ابعتدت عنه هاتفة بحماس : ايه رايك نروح الجنينة اللي هناك دي نلعب فيها شوية وناكل ايس كريم .
مسح دموعه بسرعة : ماشي، يالا ...
********************************
بمنزل حسني ..
القى الحزام الجلدي بعنف على الارضية ثم هتف بغلظة : اتعلمتي الادب ولا لأ يا ولية، اياكي تفكري تكلمي الست مديحة كدا، دي ستك وتاج راسك .
تعالت صوت شهاقتها بالبكاء، بينما هتف بغيظ : ماتردي يا ولية .
رفعت بصرها بتعب ثم هتفت بصوت متقطع : حسبي الله ونعم الوكيل، انا بكرهك ياحسني .
اتجه نحو الحزام مرة اخرى ثم رفعه عاليا مردفا : لا انتي متربتيش بقى يبقى تتربي من جديد .
انزله على جسدها بقوة ظلت تكتم آهاتها مع كل ضربة ولكن انفجرت وظلت تصرخ بألم
****************************
بمنزل رامي المالكي ..
جلست التوتر يآكلها كلما نظرت لابنها، بينما هو بداخله غضب العالم بأكمله، نظر في ساعته بضيق مردفا :
_ الساعة ٥ والهانم لسه مجتش وتليفونها مقفول .
بلعت ريقها بصعوبة مردفة بتوتر : ان شاء الله خير، جيب العواقب سليمة يارب .
مر ساعة اخرى ولم تأتي شهد، انتفض رامي واقفا هاتفا بغضب : لا انا هاروح ابلغ انا مش هاقعد كتير حاطط ايدي على خدي ..
اتجه صوب الباب وما ان فتحه حتى ظهرت امامه شهد المبتسمة وحمزة وجهه الملطخ بالالوان، ارتد حمزة لبضع خطوات للوراء بخوف بينما هتفت شهد بمرح عكس ما بداخلها من توتر:
_ انت فتحت سبحان الله كنت لسه برن الجرس ..
تنحى جانبا ثم اشار لحمزة الى الداخل مردفا بصرامة مخيفة : على اوضتك في ثانية تغير وتستناني لغاية ما اجيلك، بسرررعة .
قال كلمته الاخيرة بصوته الجهور انتفض الصغير ركضا نحو الغرفة، ابتلعت شهد ريقها بخوف وايقنت انها سوف تدخل حرب مع رامي بالتاكيد هي سوف تكون الخاسرة ، حولت بصرها نحو صفاء رأتها تنظر لها بعتاب ممزوج بضيق، شعرت بيده الصلبة تجذبها خلفه بقوة مردفا بصرامة :
_ مش عاوز حد يدخل علينا يا ماما ، لو سمحتي .
ادخلها للغرفة عنوة بينما وقفت صفاء في الخارج والتزمت الصمت فله الحق بما يفعله، رأته يغلق الباب بقوة اطلقت تنهيدة حارة ثم ذهبت لغرفتها ...
بينما الوضع بالداخل مشحون، رجعت للوراء بخطوات هادئة مردفة بتوتر :
_بص يا رامي، انا عارفة اننا اتاخرنا بس انت مش عارف حصل ايه ..
قاطعها بحدة : عارف وصلي كل حاجة، دا حتى عرفت ان ابني اخد فصل اسبوع من المدرسة، ووصلي اني اب فاشل معرفتش اربي ابني، ولا حتى اختار زوجة محترمة تعرف تحل الموضوع كويس، لا ازاي اخلاقها الو**** طلعت وسيطرت وردحت وشرشحت في المدرسة والواد بسببها اتكتب في ملفه انه بعد الفصل هايقعد مع الاخصائيات يعيدو تكوينه، لا انا عرفت كل حاجة يا شهد، بس اللي مش عرفته بقى كنتي فين انتي وهو من الساعة ٣ لغاية ٦.
المها كثيرا حديثه عنها وعن سلوكها ، تجاهلت سؤاله وذهبت صوب الباب بكبرياء، وقف امامها بغضب وهتف بصوته الجهور :
_ انطقي، كنتي فين دا كله يا محترمة ؟!...
في هذه اللحظة انفجرت غاضبة يكفي كلامه الحاد والمسئ : في ايه انت بتكلمني كدا ليه، انا عملت ايه لدا كله، على فكرة بقى الاخصائية دي قليلة الادب ومضطهدة ابنك وانا اخدتله حقه منها علشان كدا هي اتحرقت مني واضايقت ورزعته فصل من المدرسة .
هتف بصوت اعلى من قبل : وطي صوتك طول مانتي بتكلميني، انتي مش بتكلمي عيل في الشارع، انتي بتكلمي راجل وراجل البيت دا اللي بتاكلي وتشربي من خيره يبقى لما تتكلمي توطي صوتك وعينك في الارض، مش تبجحي وتعلي صوتك، لا دا انا اكسرك واكسر دماغك دي واعيد تربيتك من جديد انتي فاهمة ولا لأ .
اقتربت بوجها احمر للغاية مردفة بتحدي : لا مش فاهمة، واطردني من جنتك دي ومش عاوزة خيرك يا رامي الله الغني عنه ومحدش في الدنيا دي كلها يقدر يكسرني ..
جذب مرفقها بعنف قائلا بغضب : انتي ايه متخلفة مبتفهميش، انتي المفروض تعتذري علي اللي هببتيه انهاردة .
حاولت جذب يديها بقوة مردفة : ابعد عني، الي بيعتذر يبقى عارف من جواه انه غلطان وانا بقى مش شايفة اني غلطانة ..
لوى رامي يديها بعنف ثم هتف بغضب مكتوم : عارفة ليه علشان انتي واحدة جاهلة مش فارق معاكي التعليم اصلا، هاستنى ايه بقى من واحدة جاهلة زيك .
نفضت يدها بغضب عارم ثم استدارت وهتفت في وجهه بصراخ : اسكت بقى مش كل شوية تزليني بكدا حرام عليك بتعاقبني على حاجة ماليش ذنب فيها ليه يا رامي بتعاقبني على حاجة انا بتمناها لغاية دلوقتي، بتعاقبني على حاجة انا حاسة اني ناقصة بسببها وقليلة في عين الكل بسببها، ارحمني بقااااا .
زمجر رامي بحدة : وانا ذنبي ايه لما ابني يتحول للفصل ويبقى مشاغب، ويقعدوني زي العيل الصغير اتهزق من الادراة وان اخترت زوجة اب مش مناسبة خالص، انتي ازاي تقوليلهم انك مراتي .
في تلك اللحظة رفضت دموعها للخضوع وابت وسالت بكثرة فهتفت بهدوء : انا مكنتش اعرف انك بتستعر مني، بس انا قولتلهم كدا علشان يرضوا يدخلوني، بس علي العموم انا غلطانة يا رامي انا فعلا ماليش حق ان ادخل في حياتك ولا حياة ابنك ولا اعملك مشاكل زي دي، عن اذنك .
خرجت من الغرفة مطأطأة الرأس، تشهق بخفة من اهانته لها، دخلت غرفتها تبكي ثم هتفت بخفوت : تستاهلي يا شهد انتي كدا دايما بتسامحي في اهانتك واللي قدامك بيزيد، يولع هو وابنه، لا حمزة لا، يولع هو بس .
وما ان عم الصمت في الغرفة حتى سمعت بالخارج صوته الحاد : اللي قولته يتنقذ شهد ملهاش دعوة بابني ولا ليها دعوة بيا هي ضيفة معززة مكرمة لغاية ما تيجي من السفر ليها اكلها لوحدها وتفضل في اوضتها .
اتسعت عيناها بصدمة من حديثه، هذا جزاؤها بعد كل ذلك، التزمت الصمت وبداخلها قررت الرحيل والليلة، لن تسمح باهانة مرة ثانية هاتفة لنفسها :
كل الا الكرامة يا شهد، انا هامشي احسن والليلة .
*************************
بالعيادة النسائية ..
نظر كريم للملف اكثر من مرة مردفا بجدية : خير يا افندم، انا من البيانات اللي قدامي ان المدام سلمى حسني متجوزة امبارح في مشكلة ...
هتف مديحة باسلوب مهذب : كل خير يا دكتور ..
ثم اشارت لسلمى قائلة بحدة خفيفة : روحي على اوضة الكشف لغاية ما اقول للدكتور كلمتين ..
عقد رامي حاجبيه بتعجب، تابع الفتاة بنظراته المتعجبة وما ان راها اختفت تحدث بهدوء : في ايه حضرتك انا هنا الدكتور وانا لازم اسمع حالة المريضة الاول وبعدها اقرر تروح على سرير الكشف ولا لأ...
لوت شفتيها بتهكم مردفة : اهدى بس يا دكتور، دا سرير كشف هو احنا اخدنا دوا ببلاش ...
قاطعها بحدة: انا مش عاوز كلام كتير انتي قولتي للبنت اللي برا ان المسألة حياه او موت ايه هي بقى المسألة .
هتفت موضحة : هاقولك يا دكتور انا عاوزك تشوفلي البت دي ينفع تحمل ولا لأ، وكمان عاوزك لامؤاخذة تقولي اذا كانت بقت مدام امبارح ولا من زمان، اقصد غشائها اتفض امبارح ولا من زمان، انتوا اكيد بتعرفوا .
اتسعت عيناه من وقاحتها هب واقفا مردفا بحزم : قومي اطلعي برا .
هتفت بتعجب: في ايه يا دكتور انا قولت ايه غلط!! .
قال بغضب مكتوم : انتي واحدة تافهة وانا معنديش استعداد افضل اتكلم معاكي، حمل ايه يا ست انتي والبنت لسه متجوزة امبارح، الحمل دا يوم ما تفكرو فيه مش قبل سنة العلم بيقول كدا ابدأ اعمل فصوحات بعد سنة علشان اشوف سبب تأخير الحمل ايه مش من يوم، اما الموضوع التاني انا مش هارد عليكي فيه لان هانزل من مستوايا لو رديت وجوزها لو راجل كان جه معاها مش بعتك انتي، خدي البنت اللي جوا واطلعي برا، الوقت اللي انتي هدرتيه دا كان غيرك اولى منك بيه، براااا .
لم يعطيها فرصة للرد، ضغط على ذلك الجرس بغضب وبسرعة حتى اتت السكرتيرة مهرولة هاتفة :
_ نعم يا دكتور ....
هتف بصوت عالي نسيبا : خلي الست دي تطلع برا ..
شهقت هي بسخرية : ما براحة على نفسك يا خويا، في ايه وصفوك مش لاقوك والله تلاقيك دكتور نص كم وما عارف ولا فاهم حاجة ...
بغرفة مجاورة ..
كانت ليلى ممسكة بالهاتف تبكي هاتفة بصوت مبحوح : انا عاوزة اجاي لحضرتك يا دكتورة هدي محتاجة اتكلم .
هتفت الدكتورة مرحبة : تيجي براحتك، لو حسيتي في اي وقت انك محتاجة تتكلمي متستنيش معاد الجلسة تعالي على طول ..
سمعت ليلى اصوات ضوضاء بالخارج واصوات متداخلة وصوت كريم العالي الغاضب عقدت حاجبيها ثم هتفت بسرعة : طيب يا دكتورة هاكلم كريم واجيلك بكرة ...
هتفت الدكتورة بلطف : اوك مستنياكي، في رعاية الله .
اغلقت ليلى الهاتف ثم اسرعت للخروج من الغرفة، وجدت العيادة في حالة هرج ومرج اقتربت من السكرتيرة مردفة بقلق : في ايه ..
استدرات السكرتيرة هاتفة بضيق : مفيش دي حالة ضايقت دكتور كريم فزعق وهي طولت لسانها .
نظرت ليلى لغرفته ثم هتفت بتساؤل : هو جوا..
أومأت السكرتيرة، تركتها ليلى وتوجهت لغرفته طرقت الباب بخفوت ثم دخلت رأته يقف ينظر من النافذة وصدره يعلو ويهبط بسرعة وكأنه كان يركض لمسافات طويلة، تقدمت منه وتركت مسافة قليلة بينهم ثم هتفت بتوتر : مالك يا كريم، ايه عصبك كدا ..
نظر اليها ثم قطع تلك المسافة بخطوة واحدة وعانقها بشدة هو في هذه الحالة في امس الحاجة اليها، تعجبت هي من فعلته ولكنها تركته ولم تقاومه او تمنعه، ساد الصمت دقائق حتى هتفت هي بلطف : في ايه يا كريم مالك ..
ابتعد عنها مردفا بضيق : ست متخلفة جايبة الظاهر مرات ابنها اللي متجوزة امبارح علشان الحمل وكمان عاوزة تشوف هي بقت مدام امبارح ولا من زمان ، اصل انا دكتور على الناصية ..
ربتت على كتفيها ثم هتفت بحنان : طيب اهدى معلش، في ناس كدا كتير ..
زفر بضيق : اكتر حاجة مضايقني ان البنت غلبانة ووشها حزين وزي ما يكون مغصوب على امرها والولية القذرة دي متحكمة فيها، انا لو كنت وافقت وكشفت عليها كنت كسرتها، ست متخلفة حرقت دمي والله .
ابتسمت مردفة بهدوء : احلى حاجة فيك انك لايمكن تخالف ضميرك .
تجمدت انفاسه بعد حديثها ابتلع ريقه بصعوبة بالغة، هرب بعيناه بعيدا عنها، ثم شرد في ذكرى يجاهد في نسيانها...
******************************
بمنزل زكريا ...
كان يدور في المنزل بعصبية حتى سمع صوت المفاتيح في الباب، استدار بغضب، رأى مديحة تدخل وملامح الغضب على وجهها وسلمى ورائها تدخل بتعب، لم تنطق سلمى بكلمة واحدة ثم ذهبت لغرفتها مغلقة الباب خلفها،
هتفت مديحة بتعجب :
_ مالك يا واد واقف في نص البيت كدا ليه ؟!
زكريا بضيق : انتي كنتي فين ياما، انا نزلت ادي للواد سالم الجمعية وقعدت معاه شوية رجعت مش لاقيتكو .
القت حجابها على المنضدة بغضب : كنا عند الدكتور يكشف على السنيورة ..
عقد حاجبيه مردفا بتساؤل : ليه ماهي الممرضة قالت انه ..
قطع كلامه ثم تذكر امر ما فهتف بعصبية : انتي بردو وديتها لدكتور علشان يكشف عليها نفذتي اللي في دماغك ولا همك القماشة اللي ورتهالك امبارح، انتي ايه ياما مش ملاحظة انك بتشككي في رجولتي .
زفرت بضيق ثم اقتربت منه مردفة بخفوت : الحق عليا اني عاوزة اطمن يمكن تكون ضحكت عليك يا واد وعملت عملية، يا واد بنات اليومين دول الله اكبر تفكيرهم بقى شيطاني وانت بتسمع وانا بسمع، وبعدين انت المفروض تكون اتعلمت من خطوبتك السابقة مش لازم تثق كدا عارف صوابع ايديك دي شكك فيهم، وبعدين انا سمعت ان البت سلمى دي وهي في الصنايع كانت ماشية مع واحد وبتخرج معاه برا كتير احنا ايه عرفنا يا واد انها كانت صاغ سليم ..
جاءت امام عينيه ذكرى ليلى اشتعل الغضب بداخله ثم زمجر بحدة : سلممممى ، انتي يابنت ال*******
*******************************
بمنزل رامي المالكي ..
وضعت اذنها على الباب، تنصت لاي حركة لم تسمع شيئا تاكدت انه لا يوجد احد بالخارج، فتحت باب الغرفة بهدوء، ثم خرجت على اطراف اصابعها تسير بهدوء شديد حتى وصلت لباب المنزل التفت تنظر نظرة اخيرة بحزن سالت دمعة ساخنة من عينيها مسحتها على الفور استدرات وفتحت الباب ثم خرجت مغلقة الباب خلفها تاركة ورائها كل شئ وقلوب تشتعل بعد معرفة غيابها ...
&&&&&&&&&&&&&&
روايه (شهد الحياة )
البارت الرابع عشر...
وقف الصغير على اعتاب باب غرفه والدة يطرق بهدوء، وانتظر ثواني حتى فتح رامي الباب رفع بصرة ببراءه لوالدة مردفا :
_بابا انا سمعت باب الشقه بيتقفل، كنت بحسبك انت روحت لشهد لقتها مش موجودة في اوضتها ...
اتسعت عيناه بصدمه قائلا : ياعني ايه مش موجودا في اوضتها اوعا كدا .
توجه بسرعه نحو غرفتها فتحها لم يجدها، نادي بصوته العالي : شهد انتِ فين ...
خرجت صفاء من غرفتها مردفه : في ايه يا رامي شهد مالها ...
هتف حمزة : شكلها مشيت يا تيته مش موجودا ..
وقف هو في منتصف البيت يستوعب فكرة ذهابها، لا لن يسمح لها بذلك، زدات انفاسه المضطربه، لم يستمع لحديث والدته المؤنب، ذهب باقصى سرعته ليبحث عنها، استقل المصعد وبداخله يقسم ان يكسر رأسها الى نصفين،
خرج من البنايه ولكن صوت حارسها اوقفه التفت فهتف الاخر بجديه :
_ازيك يا استاذ رامي، خير نازل بسرعه كدا ليه ؟!.
اقترب رامي منه بلهفه مردفا بقلق : مش وقته، عارف قريبتي شهد، انت شوفتها ركبت تاكسي ولا مشيت ازاي .
هتف الاخر بسرعه : اه شوفتها نازله ومشيت في الشارع دا؛؛؛؛؛، بس مركبتش تاكسي، انت ممكن تلحقها دا مفيش عشر دقايق نازله من البيت ..
استدار رامي بسرعه ذاهبا بذلك الطريق ركضا لم يأخذ نفسه لم يهدأ حتى رأي طيفها في اخر الطريق، هتف بصوته الجهور : شهدددد ...
سمعت هي اسمها التفت بسرعه رأت رامي ياتي ركضا من اخر الطريق، تملكها الغضب لرؤيته، التفت بسرعه كبيرة ثم ركضت هى الاخرى، وقف هو بصدمه عندما رأها تركض بعيدا عنه هاتفا بذهول : يابنت المجنونه، ماشي يانا يانتي ..
تابع ركضه ورائها وهي تركض باقصى سرعتها حتى رأت مجموعه من الكلاب الضاله تقف في منتصف الشارع وقفت بصدمه تهتف لنفسها : يالهوي عليا كلاب ..
رجعت للوراء بخطوات مبعثرة ثم التفت وركضت باتجاه رامي وهي تصرخ : يالهووي الكلاب هتاكلني، الحقني يا رامي.
ركضت والكلاب خلفها، وقف رامي يشاهد ذلك المشهد ثم سيطرت عليه نوبه ضحك، ما ان اقتربت منه هبط بجذعه الاعلي والتقط حجارة صغيره ثم حدفها باتجاهم، خافت الكلاب ركضت بعيدا عنهم، وقفت تلهث بقوة ثم استدرات خلفها رأتهم يركضون بعيدا هتفت بتعجب : طوبه تخوفهم، ما كنت ارميها من زمان، دا انا نفسي اتقطع .
خبطها بخفه على رأسها هاتفا بحدة مصطتنعه : انتي ازاي يا هانم تنزلي في الوقت دا وتسيبي البيت وتمشي .
استدرات ترمقه بغيظ قائله : متكلمنيش لو سمحت انا مبكلمكش وبعدين انا لايمكن ارجع معاك تاني ابداً.
زفر بقوة ثم اردف بنفاذ صبر : ليه يا هانم مش هاترجعي معايا تاني .
هتفت غاضبه : ايه الي ليه، ايه السؤال دا انت هنتني يا رامي وانت قاصد كل كلمه بتقولها في حقي، انت بتلومني علشان حاولت اقف جنب ابنك اللي انا شايفه انه مش غلطان انا ليه اعاقبه واكسر نفسه وهو مش غلطان، انت عايرتني على عدم تعليمي مع انه مش بايدي وبتسالني ليه ماشيه، انت بتعايرني انه كتر خيرك باكل وبشرب في خيرك والمفروض ان اسكت على اهانتك ليا، لأ كله الا كرامتي انا حقيقي استحملتك كتير بس اكتشفت ان اللي بيسكت وبيعمل بأصله اللي قدامه مش بيقدره لا بالعكس بيزيد فيها، ودي حاجه مقبلهاش على نفسي ولا على كرامتي لغايه هنا وبس كفايه ...
تقلصت ملامحه بغضب قائلا : كان كلام في وقت ضيق وانتي عارف كويس ان مخنوق ومضايق وبعدين لو كل واحدة جوزها قالها كلمتين في وقت ضيق سابت بيتها ومشيت الدنيا هاتخرب، اعقلي وارجعي البيت ..
ابتسمت بتهكم مردفا : الكلام دا ليا انا ولا لمين بالظبط، مش انا بردوا من شويه كنت بتلومني ان اتكلمت وقولت ان مراتك وازاي اعمل كدا، ابقا قول كلام بس وابقا قدة ..
هتف سريعا بارتباك : انا اقصد في البيت مش فالمدرسه ...
عقدت حاجبيها بضيق : والبيت ايه والمدرسه ايه، انت على فكرة...... ، اسمها ايه .....، قول معايا اسمها ايه انا فاكرة كويس ....
ضحك بخفه : اسمها متناقض .
هتفت بسرعه مؤكدا : ايوا اسمها متناقض اصمالله عليك، انت يا رامي متناقض .
زم شفتيه بضيق ثم قال : طيب ممكن نروح بيتنا ونتكلم مينفعش نقف كدا في الشارع.
هزت رأسها برفض : لا استحاله انا لايمكن اروح معاك، لا يمكن ..
******************************
بمنزل زكريا..
ترنحت سلمي بسبب صفعاته المتتاليه، اختل توزانها ثم وقعت ارضا تنزف الدماء من فهمها، نظر لها بغضب عارم بينما هتفت مديحه بمكر : خلاص يا حبيب امك انت ربيتها وعلمتها الادب ...
زمجر بحدة مردفا : لا لسه متعلمتش، انا يابنت ال**** تعملي عليا شريفه وكنتي مصاحبه واحد قبل الجواز، وانا اللي كنت فاكرك محترمه لكن اقول ايه كلكوا صنف واحد ...
رفعت بصرها له ترمقه بكره ثم هتفت بتعب : حرام عليك انا طول عمري محترمه، انا عمري مهاسامحك ..
رفعت مديحه حاجبيها باعتراض : ما مش تسامحيه يا حبيبتي، ما تولعي بجاز يابت، مش كفايه سكتنا علي بلاويكي ورضينا بيكي ...
صرخت سلمي باعلى صوتها مردفه : بلاوي ايه كفايه بقا تطلعي عليا كلام انا عمري ما حبيت ولاد ولا كلمت حد ارحميني .
التفت زكريا لمديحه هاتفا بغضب : جيبلها ياما البت اللي قالتلك عليها كلام دا علشان تشوف بعينها كدبها ..
أومأت مديحه ثم هتفت بصوت كالفحيح الافاعي : حاضر ياعين امك، اسمع بس الاول جيب الحبل من تحت سريري ويالا علشان نربطها في رجل السرير ونعلمها الادب ...
ثم تابعت بهمس : لازم تدبحلها القطه وتخاف منك وتعلمك الف حساب علشان متبقاش ليلى التانيه ...
بلع ريقه مردفا بنظرات زائغه ضائعه، ذكرى ليلى تأتي امامه بتفاصيلها : صح ياما لازم تعرف ان راجل وتتعلم الادب، سلمى لا يمكن تكون ليلى التانيه ..
************************************
بمنزل كريم ...
انهي صلاته ثم رفع بصره لاعلى مناجيا ربه : يارب انا عارف ان غلطت وخالفت مهنتي واخلاقي وديني، بس غصب عني سامحني، انا تعبت من تعذيب الضمير ومن الكوابيس اللي بشوفها ..
اطلق تنهيدة حاره ثم نهض من صلاته متوجهاا حيث ليلى ووالدة، وقف على اعتاب غرفه والدة وسمع حديث جمال المؤنب :
_ دا بيتك يا ليلى لو كل مرة كريمه اختي هاتيجي تهربي منها يبقا تنتقلي احسن من البيت انتي وكريم وانا هنا معايا الممرضات ..
هتفت ليلى بحزن : ليه كدا بس ياعمي، انا مقدرش اسيبك والله، بس غصب عني معلش انا مش عارفه هافضل لغايه امتى اضغط على نفسي ومردش، خايفه في مرا لساني يفلت ومقدرش اتحكم في نفسي .
دلف كريم مردفا بهودء : نروح فين يابابا، قول بقا انك زعلان ان ليلى سابتك وجات معايا انهاردا ..
ابتسم جمال : اه زعلان اوي بس علشان دا بيتها تقعد فيه براحتها ولو كريمه زعلتها ترد بادب واحترام وتحرجها بالذوق، وبعدين يابنتي دا انا قولت ان ربنا عوضني غياب كريم بيكي وهاتفضلي معايا، تقومي تهربي كدا .
جذبت ليلى يد جمال ثم طبعت قبله رقيقه على يدة ثم رفعت بصرها مردفه بابتسام : حاضر، المهم متزعلش مني بس .
ربت جمال بحنان على يديها قائلا : مقدرش والله ازعل منك، يعلم ربنا ان اليوم الي دخلتي البيت دا وانتي بنتي ومعزتك من معزة كريم بالظبط...
زفر كريم بضيق مصطتنع : وبعدين بقا في المشهد الرومانسي دا، احم لاحظوا وجودي .
ضحك جمال بصوت عالي مردفا : قوم يادكتور اعملنا سحلب من ايدك الحلوة دي ..
حولت بصرها لكريم مردفه بتساؤل : انت بتعمل سحلب !!!.
اومئ كريم ثم هتف بمزاح : انا عليا سحلب ولا احسن قهوجي فيكي يا مصر ، دلوقتي هادوقي طعمه ..
***********************************
بمنزل رامي المالكي ..
وقفت بغضب تهتف بعتاب : مش عيب على طولك تكدب ..
اشار الى نفسه مردفا بتمثيل : انا كدبت فين دا .
هتفت بحنق قائله : ما خالتي كويسه اهو، امال قولتلي انها تعبانه واغمى عليها وحرام عليكي هايحصلها حاجه والحقيها، وقلبك فين ياشهد، ضميرك فين يا شهد، وشهد الهبله صدقت وجت معاك ..
نظر لوالدته قائلا بمكر مصاحبا بغمزه خفيفه من عينيه : مش انتي كنتي تعبانه ياماما، وبتقولي هاتلي شهد هايجرالي حاجه ..
انكمشت ملامح صفاء محاوله فهمه ثم حاولت مجارته في الحديث : اه اه يا شهد، انتي ازاي جالك قلب تسيبني يابت، اخص عليكي ..
اتسعت عيناها بصدمه : عيب ياخالتي انتي كمان تكدبي .
زمت صفاء شفتيها بضيق موجه حديثها لرامي : رامي لو سمحت قوم ادخل لابنك كلمه علشان منمش لغايه دلوقتي..
نهض رامي من جلسته ثم نظر لها بطرف عينيه نظره سريعه لاحظته هي ثم التفت برأسها لاتجاه الاخر متجاهله نظراته لها، بينما هتفت صفاء بهودء : كدا يا شهد قلبك طاوعك تمشي وتسيبني .
ترقرقت الدموع في عينيها مردفه : بالله عليكي يا خالتي ما تكلميني كدا اصل انا هاموت واعيط وعلى تكه اصلا.
اقتربت منها صفاء مردفه بحزن :انا عارفه انك زعلانه وشايله في قلبك من كلامه بس انتي بردوا غلطتي يا شهد ومش هانتكلم غلطتي في ايه ولا هانزيد في الكلام، بس شوفتي انا طلع عندي حق .
عقدت حاجبيها بضيق قائله وهي تمسح عينيها : مش فاهمه قصدك يا خالتي، طلع عندك حق في ايه ؟!.
هتفت صفاء بعتاب : كان عندي احق لما أصر اجوزك لرامي، انا كنت عارفه ان لو سبتكوا كدا مش متجوزين هاتسيبني وتمشي مع اول خناقه مع رامي ....
قاطعتها شهد ببكاء: ياخالتي اعمل ايه عاوزني اقعد بعد ما عايرني باكلي وشربي ونومتي، لا لامؤاخذة كدا ميبقاش ليا كرامه .
جذبتها صفاء وعانقتها مردفه بحنان : لو ليا غلاوة عندك اوعي تعمليها تاني، انا قلبي اتخلع بجد لما مشيتي، يابنتي مش هاستحمل بعدك عني، يعلم ربنا لما شوفتك في اول لحظه دخلتي قلبي واتربعتي كدا، لو بتحبي خالتك اقعدي اوعي تمشي وانا رامي هاعرفه غلطه هو مينفعش يتكلم معاكي كدا انتي صاحبه بيت يابت .
شددت شهد على عانقها مردفه : ربنا يخليكي ليا ياخالتي يا حبيبتي، انا من غيرك ماسواش حاجه والله ..
ابتعدت صفاء قليلا ثم هتفت بجديه :. اوعديني ان عمرك ما تسيبني ..
اطلقت شهد تنيهدة قويه ثم هتفت بخفوت : حاضر يا خالتي انا عمري ما هاسيبك ابدا، بس ابعدي رامي عني ..
ابتسمت صفاء بمكر ثم قالت : لا رامي بقا تعالي اقولك في ودنك تضايقه ازاي على اللي عمله معاكِ وتاخدي حقك تالت ومتلت .
**************************
ثاني يوم بمنزل حسني ...
وقفت في منتصف الغرفه تنظر في ارجائها بحيرة ثم هتفت لنفسها : هايكون عاينهم فين، انا مسبتش مكان الا ودورت فيه كويس، يارب يكون عاينهم هنا .
هبطت بجسدها تنظر تحت السرير حركت تلك الاشياء جنبا لم تجد شيئا، اعتدلت بجلستها ولكن سرعان ما هبطت مرة اخرى عندما وجدت تلك البلاطه الموضوعه باهمال، عقدت حاجبيها بتركيز ثم وقفت وحاولت تحريك السرير حتى نجحت اخيرا في تحريكه جلست على الارض وقامت بازاله تلك البلاطه وبدات بمحاوله بازاله البلاط الموضوع بجانبها بسرعه حتى ازالت خمس بلاطات، هتفت باستغراب :
ايه البلاط دا اول مرة اعرف ان تحت السرير في بلاط مكسور ...
اكملت عملها ثم ازالت الرمال الصفراء حتي وصلت لغطاء سرير ملفوف بشكل غريب، قامت بفكه حتي هتفت بصدمه :
_ يالهوي كل دي فلوس ياحسني، ومخبيهم هنا اما انت راجل حويط، وانا اللي كنت بدور على وصلات الامانه، وقعت على اللي أمر منها ...
*********************************
بالعيادة النفسيه ..
هتفت الطبيبه بهدوء : خير بقا يا ليلى اتصلتي امبارح وقولتي عاوزة اجاي واتكلم، وبقالك خمس دقايق قاعدة ساكته ..
رفعت ليلي بصرها ثم هتفت بصوت مهزوز : انا عمري ما اذيت حد كنت بخاف ازعل حد مني كنت باخد في نفسي واسكت، معرفش ليه كدا حصلي طيب بتعاقب على ايه ؟!.
هتفت الطبيه بحذر : وايه اللي حصلك يا ليلى ؟!.
بلعت ريقها بصعوبه بالغه ثم هتفت بتوتر : في يوم كنت المفروض اكون نبطشيه في المستشفي مكان واحدة زميلتي، لما خلصت شغلي وارتحت لقتها دخلت عليا كانت الساعه ٢ بليل انا فاكرة الساعه كويس لان في الوقت دا انا اخدت اكتر قرار غلط في حياتي، قررت اروح بعد ما زميلتي بلغتني ان اروح وهي هاتكمل، خرجت من باب المستشفي وانا جوايا حرب حاجه بتقولي روحي يا ليلي، وحاجه بتقولي افضلي لغايه الصبح، مشيت وانا قلبي بيتقبض مش عارفه ليه، شوفت تاكسي جاي عليا قولت بس هو دا اللي هاينقذني ويروحني وخصوصا بعد ما ما شوو..
بكت ليلي، بكت بصوت عالي، عندما تذكرت ملامح وجهه، ظلت تشهق وتبكي سارت في جسدها رجفه وزدات وتيرة الخوف لديها، نهضت الطبيبه ممسكه بعلبه المناديل متوجهه نحو ليلى ثم هتفت بهودء : كملي يا ليلي، خصوصا ايه ..
هتفت ليلى بخوف : بعد ما شوفته، لقيته راجل في الاربعين او الخمسين ياعني في مقام والدي، ركبت ومشي بيا شويه ولقيته بيدخل من شوارع غريبه، حسيت بالخوف قولتله اقف هنا انا عاوزة انزل موقفش رفض، صرخت بعدها وقف وقفل العربيه وبعدها ....
ربتت الطبيبه علي كتفيها مردفه بتشجيع : كملي يا ليلى ...
هزت رأسها برفض مردفه بصوت متقطع من كثرة البكاء: لا مش قادرة، مش قادرة انا عاوزة امشي .
اعطتها الطبيبه كوبا من الماء البارد، اخذته ليلى بيد مرتعشه ارتشفت رشفه صغيرة ثم وضعته امامها شهقاتها لم تهدأ ابدا، ابتلعت ريقها بصعوبه ثم اردفت بنبرة شبه ضائعه:
_ اترجيته كتير اوي، لو كنت طولت ابوس رجله كنت بوستها بس ميعملش كدا، قاومت كتير اوي بس خبطني في دماغي بعدها قومت لقيتني في المستشفي بيقولولي ان ان اني ياعني...
قاطعتها الطبيبه بلطف : خلاص يا ليلى كفايه كدا انهاردا .
ثم تابعت بابتسامه بسيطه : في هنا تواليت ادخلي اغسلي وشك وخدي نفسك كدا، مينفعش تطلعي بوشك الاحمر لدكتور كريم هايتخض وهايقولي عملتي فيها ايه، واحتمال كمان يقفلي العيادة .
كان حديث الطبيبه على سبيل المزاح حتى تخرجها من تلك الحاله التي انتباتها، أومات ليلى ثم نهضت وسارت بخطوات ثقيله وذلك المشهد يتجسد امامها...
*********************************
بمنزل حسني ..
وقفت تعد الطعام شردت بذهنها لهذا المبلغ الضخم الذي يخبئه حسني تركت تلك الملعقه ثم هتفت بغيظ :
_ يالهوي ياحسني شايل المبلغ دا وعينه تحت البلاط وانا زي الهبله معرفش، انا احسن حاجه اسيب كل حاجه واشوف بعد كدا هاعمل ايه ..
*****************************
بمنزل زكريا ..
فتحت باب الغرفه بعنف ثم اقتربت من تلك الراكضه ارضا ووجها شاحب، هزتها بقدمها بعنف حتي استقيظت سلمى بتعب، لوت مديحه فهما بتهكم : قومي يا برنسيسه ..
رفعت سلمى بصرها ثم اردفت بخفوت : هاقوم ازاي وانا مربوطه زي الكلاب كدا .
ضحكت مديحه بصوت عالي مردفه بسخريه : كويس انكِ عارفه مقامك، زي الكلاب طب والله يامرات ابني انتِ بتقولي كلام حكم .
ترقرقت الدموع بعينها ثم هتفت بنبرة شبه باكيه : انتِ بتعملي معايا كدا ليه، ارحميني بقا انا عمري ما عملت فيكِ حاجه وحشه .
هبطت بجذعها الاعلي ممسكه بشعرها في يديها بعنف مردفه بغل : لأ عملتي، اتكلمتي في حقي كلام وحش وانا عمري ما انسي كلامك ابدا يا سلمي، انا انتقمت من اختك وليلي الكلبه واطردوا من الحاره وانتِ اهو مرميه في بيتي اعمل فيكي ما بدالي .
اتسعت عيناها بصدمه ثم اردفت : انا كدا عارفه انك السبب في اللي حصلهم، حرام عليكي يا شيخه والله ربنا مبيرضاش بالظلم ابدا وحقهم وحقي هايتاخد منك .
شهقت بتمثيل ثم اردفت بسخريه : لما نشوف هايتاخد مني ازاي .
ثم تابعت بقسوة : يالا يا بت قومي علشان تمسحي الارضيه وتروقي المطبخ .
**************************
بعد مرور اسبوعين في المطار ..
جذبت شهد يد صفاء مره اخري مردفه ببكاء : لا ياخالتي مش هاتسيبني .
هتفت صفاء بحزن : ما خلاص بقا ياشهد اصلي والله قلبي بيتقطع .
هتف حمزة ببراءه : خلاص ياشهد هاخلي بابا يجبلك شوكلاته بس اسكتي .
زفر رامي بضيق ثم اردف بحنق : سيبها بقا يا شهد علشان تلحق تخلص الاجراءات كدة هاتفوتيها معاد الطيارة ..
رمقته بغضب ثم حولت بصرها لخالتها مردفه برجاء : ادعيلي ياخالتي وانتي في الارض الطاهرة وجبيلي ميه زمزم وسلميلي علي ميمي كتير لغايه ما ابقا اشوفها .
ربتت صفاء علي كتفيها بحنان مردفه : حاضر ياعيون خالتك، المهم اللي قولته يتنفذ وانت يا رامي بالله عليك خلي بالك منها ومن حمزة يابني .
اقترب رامي عانقها بقوة مردفه بهمس بالقرب من اذنيها : بتوصيني علي مين على اغلي اتنين متخافيش الاتنين هايبقوا في عنيا .
ودعدتهم صفاء اخيرا ثم ذهبت بداخل المطار و وبداخلها تتمني من ربها ان يصلح حالهم، بينما وقفت شهد بتذمر مردفه بتحدي : لا مش هاركب الا وراة، انا مزاجي كدا .
تمتم بالاستغفار ثم قال بهدوء مصطتنع : يالا يا شهد اركبي قدام، انا مش السواق الخصوصي بتاعك .
رفعت اصبع السبابه في وجهه ثم قالت بغضب مكتوم : انا كام مرة انبه عليك متكلمنيش البعيد معندوش دم ولا ايه .
جز علي اسنانه هاتفا بصرامه شديدة : واقسم بالله لو ما ركبتي العربيه دلوقتي....
قاطعته هي بقوة مصطتنعه : خلاص خلاص هاركب .
نظر لها بذهول من تصرفاتها فهي ممتنعه عن الحديث معه وعن الطعام ايضاً لم يراها خلال الاسبوعين الا مرتين فقط بالصدفه وفي خلالهم ترمقه بغضب وتمتنع عن الرد...
جلس خلف عجله القيادة يتنهد بضيق وينظر لها بطرف عينيه حتى هتف بهدوء : شهد ماما مشيت واحنا هانقعد مع بعض خلاص بقا قلبك ابيض، خلينا كويسين .
رفعت رأسها بكبرياء مردفه بالامبالاه مصتنعه : ما احنا كويسين .
زفر بحنق من ذلك الاسلوب التي تتبعه في عقابه : شهد بطلي تستعبطي خلاص بقا انسي الكلام اللي قولته وانا كمان هانس...
التفت له بسرعه متناسيه هدوئها المصتنع ثم هتفت بعصبيه : مش بالسهوله دي انسى يا رامي .
ابتسم بمكر وهو يتابع الطريق جعلها تفقد هدوئها المستفز في ثواني بينما هتف حمزة ببراءه : جبلها يابابا شوكلاته وهي هاتسكت وتبقا حلوة .
قطبت ما بين حاجبيها ثم هتفت : لا انا مش ماديه، انا صاحبه مبادئ.
كتم ضحكته بصعوبه مردفا بخشونه : طب انتي عاوزة ايه ؟!.. علشان ترضي عليا.
صمتت ثواني ثم هتفت بمكر : عاوزني اسامحك على كلامك في حقي من بكرة انزل الشغل في المصنع معاك ومفيش اعتراض وحجتك خالتي اهي مشيت، موافق ولا لأ .
صمت دقائق انتابه شعور بالضيق والغيرة، مؤخرا أصر سامي ان يساعدة في عمله من كثرة ضغط العمل بالمصنع ومع نزول شهد العمل سوف يجتمع بها سامي وبالرغم من صداقتهم القويه هو ورامي الا ان رامي يكره فيه بعض الصفات فاسامي اكبر شخص لعوب يتغزل بالنساء دون حرج ومن السهل ان يقع بشباكه امرآه، (شهد وسامي)
ماهذا لا يمكن ان يحدث ابدا فهذة شهدة هو حياته هو وُلدت حتى تكون له عاش سنين على ذكرى ملامحها فقط ولما صارت زوجته أصبح خائفاً من فكرة وجودها مع سامي، نعم لقد اعترف لنفسه انه يعشقها يحبها يشعر بالغيرة كلما حاول سامي التحدث عنها، الغيره تأكل صدرة طوال حياته يستمع لمقوله ( نار الغيرة ) لم يشعر بها ابداً حتى طوال فتره زواجه بأميرة ولكن ظهرت شهدة بين يوم وليله شعر بمشاعر كثيرة وعرف اخيرا نار الغيرة، نار الغيرة التي تأكل صدرة انتبه هو من شروده على صوتها و هتفت هي بحماس : خلاص علامه السكوت رضا، من بكرة هانزل معاك الشغل