رواية ميما الفصل الثاني عشر12بقلم اسماء الاباصيري


رواية ميما 
الفصل الثاني عشر12
بقلم اسماء الاباصيري

 اليابان 

وقف لحظات يطالع مكانه الفارغ بدهشة .... لقد جُن ..... ابن عمه جُن على الاخير .... هل ما فهمه صحيح ؟ هل وقع فى غرام الصغيرة ؟ بل ويغار عليها منه

لكن كيف ؟ ومتى حدث هذا ؟ ثم اخذ يردد بصوت عال

فارس : سامحك الله يا ابن العم ألم تجد غيرها ؟ ألم تجد غير مريم ؟

مريم : ماذا عني ؟

انتفض فجأة واستدار ليجدها تطالعه بإندهاش

فارس بشرود : ماذا؟

مريم : لما تهذي بإسمي؟

فارس منتبها لما كان يقوله : مممم لا لا شئ لا تهتمي بما اقوله

مريم بتساؤل : هل غادر اخيراً ؟؟؟

اومأ لها فى صمت

تنهدت هي بإرتياح ثم اردفت بسرعة بعد ما انتبهت لجرح فكه واقتربت منه دون وعى تلامسه

مريم بذعر : ماذا حدث لوجهك هل هاجمك هذا المتوحش ؟

فارس بلا مبالاة : لاتهتمى بذلك ... ثم صمت قليلاً يطالعها بهدوء واردف بجدية ..... اخبريني مريم ما رأيك بآسر ؟

عقدت هى حاجبيها بإنزعاج واجابت

مريم : لما هذا السؤال الآن ؟ ..انت تعلم رأيي به جيداً فما هو سوى متعجرف ومغرور ذو عقل همجى متوحش بل ربما هو يفتقر للعقل من الاساس

فارس بهمس : كان الله بعونك يا اخي

مريم بإنزعاج : بماذا تهمس مجدداً ؟

فارس : ها ؟ لا لا شئ ... اااااااه

تأوه نتيجة ابتسامه بقوة على حال اخيه فنظرت اليه شذراً

مريم : هيا هيا امامي لأداوى جرحك هذا ونعقمه و نرى مااصاب عقلك انت الآخر

ابتسم هو على حديثها هذا و تحرك معها بشرود فهو يتوقع حدوث الكثير بين هذان الاثنان فأمامها طريق طويل و سيقوم هو وبكل سرور ببعض الخطوات لتقصير هذا الطريق وتمهيده لهما

يقود سيارته بسرعة مهولة يفكر ويفكر ويفكر ، يعاتب ويسب ويلعن ..... ماذا فعل هو ؟ ..... كيف تهور وسبقت يداه عقله ؟ ... تصرف دون تفكير ..... ماذا اصابه؟ ... يلكم ابن عمه من اجلها ... تشاجر مع اخيه الاصغر بسبب فتاة ...... لكن مهلاً هى ليست بأيه فتاة هى ابنه عمه .. ابنته ... فتاته .... مريمته ....

اخذ يضرب على المقود بشدة ..... فتاته ؟؟؟ مريمته ؟؟؟؟؟؟ لقد جُننت يا آسر ..... جُن آسر البندارى . والسبب فتاة لم تتعدى التاسعة عشر من عمرها

مهلا هل يعقل انه ......... ؟؟؟؟؟؟؟

لا لا لا مستحيل لا يمكنه فعل ذلك كيف ومتى اصبح بهذا الضعف ؟ ..... منذ متى اصبح بلا عقل ويترك قلبه ليقوده ؟

آسر بصراخ و حدة : مستحييييييل .. لن تغلبك طفلة يا آسر ..... مستحيييييل

اسبوعان آخران قضتهم فى معسكر مغلق بسبب الاختبارات النهائية وبطبيعة الحال لم تجد الوقت لترافق فارس كما فى السابق وبهذا هدأ غضب السيد آسر ظنا منه ان فارس امتثل لتهديده

انتهت الاختبارت وقد ابلت حسناً فيها والان نجدها تجلس بشرود بحديقة الفيلا وحيدة يبدو عليها التفكير بأمر ما

فارس : بماذا تشرد الاميرة ليبدو عليها الحزن بهذا الصورة ؟

انتبهت هى على جلوسه بجانبها يطالعها بإهتمام لترسم ابتسامه صغيرة على ثغرها وتردف

مريم بتنهيدة : ملل

وضع فارس يديه على قلبه بطريقة مسرحية يتظاهر بالصدمة والالم وتراجع عدة خطوات للخلف ويردف

فارس : ملل ؟؟؟ وبوجودى ؟؟؟؟؟

زادت ابتسامتها اتساعاً وقالت بمرح

مريم : تخيل ؟؟؟؟ اشعر بالملل بوجود المهرج فارس بجانبي

فارس بنبرة عتاب مصطنعة : مهرج؟؟؟ سامحك الله لم اقصد هذا ... فقط ظننت اننى مَرِح واستطيع رسم الابتسامة على وجههك

مريم بسرعة وبجدية : اسفة لم اقصد هذا كنت امزح فقط .... لا تحزن

فارس بمرح : الان تأكدت من جدية حالتك انتى بالتأكيد لستى بخير لتأخذي مزاحى على محمل الجد ...... الان اخبرينى ما بك ؟

تنهدت هى بحزن وشردت بنظرها للامام واردفت

مريم : بعد انتهائي من الاختبارات قامت المدرسة بالاعلان عن رحلة الى البلد المفضلة بالنسبة لي والتي احلم دوماً بالذهاب اليها .... الى اليابان ..... تحمست لذلك و اخبرت آسر برغبتى فى الذهاب

فارس : حسنا هذا رائع ما المشكلة لا افهم ؟

مريم بغضب : المشكلة انه وكالعادة رفض ...... فى كل مرة تقوم مدرستى بالاعلان عن رحلة يرفض ذهابي معهم .... لا افهم كيف يفكر .... يرفض خروجى للتنزة مع صديقتى ... ويرفض خروجى وحدى .. ويعترض على ذهابي برحلة...... اذا ماذا افعل بأجازتى الان ؟ ... لست صغيرة ليتحكم بي لهذه الدرجة

فارس وقد فهم سبب انزاعجها ولكنه لم يفهم اسباب ابن عمه للرفض فما المشلكة بذهابها لاية رحلة ام ان غيرته هى السبب ؟

ارتسمت ابتسامة على ثغره عند تذكره لمشاعر آسر نحو تلك الصغيرة ... حقا يا ابن عمى انت بمأزق كبير اعانك الله عليه

فارس : اذا استمعى الي ربما هو قلق فقط عليك لذا ما رأيك بجعله يوافق على ذهابك للرحلة لكن شرط ان ارافقك بها ؟

مريم بحزن : كنت لأوافق لكن لا يمكننى فعل ذلك الان

فارس بتعجب : لما؟؟

مريم : لقد انتهى ميعاد الحجز وسينطلقوا بالغد

فارس بهدوء : لا تهتمي بذلك سأجد حلاً ... لا تقلقي ... والان هيا للداخل فلقد اتى السيد المتعجرف وحان موعد الغداء

مريم بحماس : هياااا

على طاولة الغداء نجد مريم و فارس وآسر يتناولان غداءهم فى هدوء ... تتساءلون بالطبع عن الحرباء الكبيرة وابنتها .... حسنا لقد قررتا الذهاب برحلة الى جزر المالديف .... مما اثار غضب مريم فكيف يسمح لهم بذلك ويعترض على ذهابها

قاطع هدوءهم هذا صوت فارس

فارس : لقد اخبرتنى مريم برغبتها فى الذهاب برحلة الى اليابان

رفع آسر رأسه عن الطعام موجهها نظرات باردة الى فارس

فارس : وانت رفضت ذهابها

آسر : اذاً الموضوع منتهى

و عاود تناول طعامه

فارس بهدوء : اعلم ان سبب رفضك هو قلقك عليها لكن ما رايك ان بذهابي كمرافق لها لذا فسيكون لا داعى لقلقك هذا

آسر بغضب نجح فى اخفاؤه : الم تقرر بعد ان تبدأ بالعمل ... مضى شهران على عودتك الا يكفى هذا الوقت

فارس بمكر : لذلك اطلب منك الذهاب مع مريم

آسر : ماذا؟؟

فارس : سأتخذ من هذه الرحلة كمتعة اخيرة لى قبل بدايتي بالعمل معك لذا لا ارى سبب لرفضك وخصوصاً كونها قد انهت للتو اختباراتها وترغب ببعض المرح

بقى ينظر له فى صمت فى حين تلك الجالسة معهم تدعو بداخلها ان يوافق على هذا الاقتراح وتنظر له بترقب

آسر بتنهد : حسنا... لا بأس يمكنكم الذهاب

فارس ومريم بهتاف : ييييس ..... اجل

وقاما بمصافحة بعضهما بقوة

لينظر لهما فى غيظ ويتابع حديثه

آسر بخبث : فأنا ايضاً سأذهب لليابان غداً برحلة عمل لذا سنذهب سوياً

لينقلا نظرهم اليه فى دهشة ويهتفان بصراخ

فارس ومريم : ماذاااااا؟؟؟؟؟؟؟

لم يستطع فارس الحجز لهما برحلة المدرسة لذا اتطلع مسبقاً على برنامج الرحلة وحجز لها وله ولآسر على نفقتهم الخاصة على اتفاق ان ينضموا الى الرحلة فور وصولهم

فور وصولهم للفندق المتفق عليه فى العاصمة طوكيو انصرف آسر سريعاً متحججاً ببعض الاعمال فى حين ذهب كل من فارس ومريم كلاً الى غرفته فبرنامج رحلتهم سيبدأ من الغد ....

مضى اليوم الاول لهم باليابان وقضوه فى الراحة من ارهاق السفر فى حين انهى آسر قليل من عمله المتفق عليه وعاد هو الاخر للنوم

فى صباح اليوم التالى انطلقو جميعاً لزيارة بعد المعالم بالعاصمة ماعدا آسر بالطبع فقد كان مازال يغط بنوم عميق ذهبوا جميعاً لعدة اماكن وقد كانت مريم مبهورة بكل ما تراه فلقد حققت احد اهم احلامها بالقدوم الى هذا البلد

انتهى اليوم الثانى من الاسبوع المخصص لهم فى الرحلة على اتفاق ان يذهبوا فى الغد الى معسكر باحدى الغابات وكأنهم فرقة من فرق الكشافة ... تحمست مريم لهذا الشئ كثيراً حتى انها لم تستطع النوم طوال الليل

فى حين بغرفة فارس وآسر فلقد اجتمعا معاً للحديث بأمر المعسكر

فارس : آسر ... غداً سنذهب لمعسكر بأحدى الغابات ما رأيك بالمجئ معنا

آسر وهو مشغول ببعض الاوراق التى يطالعها بإهتمام

آسر : وهل ترانى جئت هنا للمرح ؟

فارس بتهكم : لا بكل تأكيد جئت معنا للعمل ... وهل قال احد غير ذلك

انتبه آسر لتهكم فارس لينظر اليه رافعاً احد حاجبيه

آسر : ماذا تقصد بكلامك هذا ؟

فارس : اقصد ان سبب قدومك معنا وتقديم ميعاد رحلتك هذه هو نفس السبب الذي يؤرقك ليلاً ولا يجعلك تذق طعم النوم بسهولة .... آسر هل تظننى احمقاً ... لقد اخبرتنى بنفسك مسبقاً عن الميعاد الاصلي لتلك الرحلة والتى كانت من المفروض ان تكون بعد شهران من الان ...... لذا سيد آسر هل لك ان تخبرنى سبب سفرك معنا فى هذا التوقيت ؟

آسر بإرتباك : لقد حدثت بعض المشاكل بأحد المشاريع هنا ولزم حضوري مبكراً .... لذا قدمت ميعاد الرحلة والا فلماذا برايك سآتى الان ؟

فارس : لا اعلم سبب قدوك الآن لكنى بالتاكيد اعلم سبب قدومى انا ... فانا لا استطيع البقاء بمكان لا اري به ملاكي الصغير

آسر بغضب : ومن تقصد بملاكك هذا؟

فارس ببراءة : مريم... وهل يوجد ملاك غيرها .... لقد جئت معها خصيصاً لتكون امام عيني ليطمئن قلبي عليها

آسر بصراخ : فااااارس فلتنتبه لحديثك .... سبق وحذرتك

فارس بحدة : لن امتثل لتحذيراتك تلك الا عندما اجد سبباً لذلك..... آسر يا ابن العم ان لم تتخذ اى خطوة او تعترف بما فى خاطرك فلا تلومنى على ما سأُقدم على فعله ..... فهى الان حرة لا تخصك ولا تخص اياً كان لذا لا لوم على تصرفاتى ... والان تصبح على خير فلدي معسكر غداً ولا بد لى من اخذ كفايتي من النوم لرعايتها على اكمل وجه

وخلد سريعاً الى النوم تاركاً الاخر يستشيط غيظاً وغضباً مما قاله

صباح جديد يملؤه حماس وفرح طفولى .. هى لم تذق عيناها طعم النوم رغم تعبها من ارهاق اليوم السابق لكن حماسها وفرحتها انتصرا على تعبها

يقفان معا امام الفندق فى انتظار حضور الجميع للانطلاق ... نادى مسئول الرحلة على جميع الاسماء ثم صعدوا جميعاً الى الحافلة التى ستنلقهم الى مكان المعسكر ... هم السائق بالتحرك لكن توقف عند صعود احدهم الى الحافلة بشموخ .... وقف فى المقدمة يبحث بعينيه عنها وسط همهمة من جميع الطلاب يتساءلون عن هويه هذا الغريب .... وجدها اخيراً تجلس بجانب هذا الاحمق الذي يطالعه بسخرية وتشفى ... تقدم اليهم ليقف بجانبهم .... تطالعه هى بذهول كادت ان تسأله عن سبب وجوده هنا لكن سبقها صوته الغليظ

آسر بجدية : فلتنهض وتجد لنفسك مقعد آخر ......... هذا مكانى انا


تعليقات