- رينا..
وقفها صوت عزيز، من أخر مقابلة متكلموش، وبعدوا مبيتعاملوش، لفت تبصله بلهفة، قرب منها ملامحه مرهقة وباين عصبي، شكله كان بيعاني في بُعدها زيـها
شكله مشتاق..
وصلها، أستنت ينطق كلماته بأحر من الجمر، لحد ما صدمها- تعرفي سوزي أختي فين؟
مردتش، بصتله ببهوت، مش هـي الطلب المشهود
نفت بلا وهي بتبلع غصتها، مـد إيده يضغط على دراعها بعنف ينطق بمشاعر متلخبطة- متكدبيش علشان توجعيني، لو سوزي عندكم عرفيني طمنيني سوزي هتفضل أختي حتى لو هي بنتكم في الدم، هي تخصني، هي عاشت معايا أنا، كبرنا سـوا، وأنا مش هسمح لعدواتنا إنها تدمر إخوتنا دي، مش هسمحلكم تردوا القلم في علاقتي بيها
عرفيها وعرفي أهلك الكلام دا،
رددت بدهشـة وعدم فهم- أنت بتقول أية؟ بنت مين ودم مين؟ أية دخل سوزي أختك بينا؟
بَعد الخطوة اللي قربها، ساب دراعها ينطق بإستيعاب- أنتي مكنتيش تعرفي؟
- أعرف أية؟
- مفيش، كإني مقولتش حاجة،
قالها وهو بيلف ويجري يبعد عنها وقلقه زاد، لو هي مش معاهم
فينها؟
ووقفت رينا تبصله بتشوش، بس.. في العالم دا
أي كلمة بتكون رصاصة، بتكون قاتلة، لازم تسعى علشان تضربها بدل ما تضرب بيها
ولازم تفهم اللي ورا كلامه، ومسكت فونها وهي عارفة هتكلم مين..
- آلو زاهر حصل حاحة غريبة و..
*****
في الكوخ الخشبي، واقفة سوزي لابسة فستان بيتي قطن، لونه أبيض ومليان ورود ملونة، قصير لفوق الركبة ولامة شعرها، قدامها لوحة بيضا وبترسم..
بعقل مشوش، ومن غير تركيز، وعقلها راح للي حصلها من تلت أيام
لما طلعت من بيت اليوراني وهي ناوية إن ملهاش دخول ليه تاني، ومش عارفة تروح فين، أزاي تروح لـ الإليازيين وتواجههم، وهتقول أية، ولا حتى زيدان
لقيت نفسها مشـوشة وتايهة، مسكت فونها وطلعت رقم أيوب لكنه إليازي في النهاية
فضلت حيرانة، ومجاش في بالها غيره، وطلبته
بعد نص ساعة كان قدامها، ركبت في العربية وبصلها، ملاحظ حالتها
- تحبي نروح فين؟
ردت بصوت مخنوق- مكان مفيهوش حد،
ووصلها للكوخ، إستناها تنزل لكنها منزلتش، بصلها وهـو بيضغط على شفايفه عارف عايزة تقول أية، ومستنية أية، عارف إن اللحظة دي جاية ومهما يحاول يهرب منها مش هيقدر..
ببطء، وبآلم، وبوجع.. خلع خاتمه، مـد إيده يفتح كف إيدها وحطه هناك
بصتله وفاقت من دوشتها في اللحظة دي، بصت للخاتم بعدم فهم و.. ليه؟!
- يمكن لأول مرة مكنش فاهم نظرة عينك إنهاردة، لكني دايمًا كنت فاهم اللي فيها قبل كدا، كل مرة كانت بتقولي إني أبعد عنك وأسيبك وأرحمك، أرجعك للي عايزاه
وأنا.. رغم إني عايز أكون أناني في حبك، لكني مقدرش أتحمل حزنك
روحي للي قلبك إختاره ياسوزي، لكن عايزك تعرفي حاجة وحدة بس، لو بصيتي لعيني كنتِ عرفتيها، أنا بحبك، أنا دخلت العالم دا وكملت فيه ومشيت علشانك
أنا كنت واخد قرار إني أكون بعيد عنه، وبابا كان مديني حرية الإختيار، لكن لإنك دخلتي فيه، دخلته وكملت وأتجَبرت كمان
علشان مسمحش لحد في يوم يقربلك، كنت وهفضل في ضهرك، حتى لو مش حبيبتي.. ولا خطيبتي وهتكوني لحد غيري، أعرفي إني دايمًا موجود علشانك، هحرق العالم دا في كل مرة يآذيكي..
ادخلي الكوخ متقلقيش المكان آمان، وفيه كل اللي ممكن تحتاجيه، وأنا مش هدايقك بأي شكل
يادوب نزلت ومشى، مدهاش فرصة تستوعب ولا ترد
ومكنش عندها رد، كان مفروض تحس بالحرية؟
محستش..
فاقت من أفكارها وبصت للخاتم اللي في إيدها، جـه وقت إنها تشيله هي كمان.. صح؟
مـدت إيدها وعكس السهولة اللي فكرت إنها هتخلع بيها الخاتم، كانت بتحركه بتردد، لكنها في النهاية شالته
بقيت حرة،
تقدر تختار طريقها، وتمشي ليه
وطريقها معروف،
بصت للوحة اللي رسمتها، وصدمتها..
مكان محروق وفيـه حد طالع منه كإنه بطل خارق، وبسمة ثقة وغرور مرسومة على ملامحه، ماسك فون ومكتوب فيها رسالة واضحة.. سأدع هذا العالم يحترق لأجلك
أمتى رسمت دا ولية عقلها فاكر الموقف دا ومش ناسيه؟
*****
زاهر.. هو زاهر، لو عايز يعرف حاجة هيعرفها، أعطيه طرف خيط وهيكّر البكرة
علشان كدا، قبل ما يجي الليل، كان جامع عيلته قدامه، يعلن بهدوء عجيب- ريم بنت عمتي جيهان.. عايشة
ونظرات الصدمة أنتشرت في المكان، وأيوب الكبير اللي ثباته خانه وإيده سابت عصايته وكان هيقع لولا لحقه ابنه
ورجع يبص لزاهر يسأل بإستنكار- أنت جاي تهزر على المسـا؟
نفى زاهر، يكمل- كل اللي بقوله وهقوله حقيقي وهوريكم الدلائل دلوقتي، ريم عايشة.. وشاكر اليوراني كان سبب الحادثة زي ما جدي كان شاكك فعلًا و..
قاطعه صوت ينطق بلهفة- طيب هي فين.. نوصلها أزاي، وأزاي كل السنين دي منعرفش بيها
نطق وعيونه بتبص للكل- هـي كانت قدامنا كل السنين دي، وإزاي معرفنهاش لإن اسمها أتغير.. هـي بتكون
بص لأيوب في اللحظة دي، ينطق ببطء كإنه بيعطيه دفعه أمل جديدة، يتمسك بيها
- سـوزي شاكر اليوراني، شاكر زَور كل ورقها وسافر بيها ورجع لما كبرت شوية وملامحها أتغيرت عن الأول بكتير، علشان محدش يتعرف عليها، ووقتها أعلن إنه كان متجوز في السـر من وحدة أجنبية والكل صدقه
نطق واحد من أعمامه بغل- يابن الكلب.. يابن الكلب
خلى بنتنا عدوتنا، كل السنين دي بيحاربنا بسلاحنا
نطق أيوب الكبير بطلب، برجاء وتوسل مغلف بالأمر- رجعولي بنت بنتي.. وأخوها، رجعوهم لحضني، وهاتولي حق بنتي..
هز الكل راسه بإن لا تقلق
جـه وقت نهاية شاكر اليوراني،
نطق زاهر يوقفهم- في مشكلة صغيرة، سوزي مختفية، واجهت شاكر اليوراني بالحقيقة وأختفت
وظهر القلق.. من جديد
*****
وأنتشر الخبر كالنار في الهشيم، بنت اليوراني في الأصل حفيدة إليازي وزيدان، لأول مرة رحيم.. يقرر يطلع من قوقعته، وكان علشانها!
زيدان واقف بيستوعب الخبر لقى اللي بينزل على السلم بمساعدة الخدم، قرب منه بلهفة- رحيم
- ريم أختي
- هجبهالك.. متقلقش بس أرتاح أنت
- خدني ليها
- تعالى أنا كنت رايح لجدك أيوب
كمل بحماس- تيجي معايا؟
هز راسه بـ آه، وزيدان مش مستوعب، من سنين ومبيطلعش، مبيتفاعلش مع حد غير معاذ..
دخل زيدان مع معاذ لقصر إليازي اللي كان باين عليهم نفس اللهفة والشـوق، سألوا عنها لكن عرفوا إنها مختفية بمزاجها
حكوا كل حاجة، ووسط دا كله ظهر معاذ
بصله أيوب بتحفز لكنه قرب من رحيم وقعد قصاده يسأله بقلق- مالك في أية، طلبتني أجيلك بسرعة لية؟
رحيم بفرحة كبيرة- ريم أختي طلعت عايشة، سوزي خطيبتك هي ريم..
وبسرعة حكاله الحكاية، وسط دهشـة معاذ
كمل رحيم بزعل- بس للأسف أختفت قبل ما أقابلها.. محدش عارف هي فين
بص معاذ حواليه بتفكير، كل دول عايزينها وهي أكيد محتجاهم
يبقى حالتها في أخر مرة يشوفها كانت بسبب الموضوع دا
وقعت عيونه على أيوب، كأنه دلوقتي بيقدمهاله على طبق من فضة، بنفسه بيوصل حبيبته لغيره
لكته أتحكم في أنانيته.. وحبه
ونطق- أنا عارف فين مكانها..
وفـي الكوخ..
خبطات خفيفة على الباب، وقفت وراه وهي ماسكة سلاحها، نطق صوت عرفاه- دا أنا ياسوزي.. معاذ
إتنهدت براحة، ونوع من السرور غمرها، يمكن لإن بقالها أيام هنا لوحدها؟ فتحته وهي بتبتسم بخفة، قبل ما تستوعب لمحت كل الناس اللي وراه..
بهدوء.. سحب نفسه من قدامها وسـاب الساحة، قبل ما تستوعب إنهالت الترحيبات والأحضان والبكاء
وحاجات كتير، قرب أيوب يمسك إيديها يضمهم بحب ينطق ببسمة واسعة- شوفتي العالم عايزنا نكون لبعض أزاي؟ بدل ما تكوني عدوتي طلعتي أقرب حد ليا.. محدش هيقدر يبعدنا عن بعض تاني ياسوزي.. هتجوزك
قالها بإصرار وهو بيميل ناحيتها يحضنها، يكتفها، مـدت إيدها ببطء تحاوطه والكل مبسوط
رفعت عيونها تبص لبعيد وقعت عيونها على معاذ واقف ورا الكل، حاطت إيديه في جيوبه ومبتسم..
بسمة رجل واقف ميت.. فاز في كل الحروب إلا حرب الحب
كسب كل حاجة إلا الحاجة اللي كان عايزها
خـد من الدنيا كل حاجة إلا الفرحة..
لما لمح نظرتها ليه صقف ليها بخفة من غير صوت كإنه بيقول مبروك.. قبل ما يلف ويركب عربيته ويمشي..
خالي الوفاض.
*****
فسخ خطوبة وعقد خطوبة
وكفة الزعامة ترفع عن كفة وتروح لكفة
لبسها دبلتها وميل يبوس إيدها وهو بيقول بعيون لامعة- مبروك علينا ياحبيبتي
أبتسمتله بسمة لسة باهتة، مش عارفة مالها، حالها أتشقلب، بتحاول تستوعب وتتخطى لكن صعب
أتفتح الباب وطل الثلاثي اللي ياما شالت مسئوليته، طاهر وحليم وعزيز، ملامحها غصب عنها راقت وحنت
قربوا منها، طاهر وحليم وقفوا بعيد سيكا ظاهر عليهم الإحراج والتردد
لكن عزيز قرب بإندفاع يحضنها، يقول بآسف- أنا أخوكي أنتي.. مش ابنه
لاعبت شعره وهـي بتأكد- طبعًا ياحبيبي، هتفضل أخويا وحبيبي وابني الأول كمان
تنهيدة أرتياح طلعت من الكل وأستجرأ طاهر وحليم وقربوا يسلموا، يعلنوا إستمرار العلاقات
ونهاية الطموحات- عمي شاكر هيتجنن، عمال يخسر علاقات وشغل بالهبل ومش لاقي حد ينقذه، والحلف قالب عليه الدنيا
جـه معاذ على بالها، إستفسرت بقلق- معاذ الجوادي حصل فيه أية؟ الحلف..
قاطعها حليم بإعجاب- دا داهية أنتي لسة هتعرفيه؟ قلب التربيزة كلها على عمي
قال أخر كلامه بحزن وهو بيتابع- قالهم إن عمي طلب منه يعمل كدا علشان يوافق على جوازكم وفي الأخر ضحك عليه وفسخها.. وقدم مساعداته ليهم علشان ياخدهم حقهم
ابتسمت بإعجاب غصب عنها، محدش يقدر يغلبه!
وأنتهى اللقاء بـ- إحنا هنفضل أخواتك.. هتفضلي سندنا، ملناش دعوة بيـه
وأكتمل الحفل، لحد ما خلصت الليلة و..
- الأولاد من حقهم يعيشوا في بيت أبوهم ياأيوب ياإليازي، أولاد ولدي هيمشوا معايا
- كفاية عليك العمر دا كله ورحيم معاك، سيبلي العيال شوية
- رحيم ميقدرش يسيب بيتي، وريم لازم تبقى مع أخوها
- ريم هـ..
- بعدين دلوقتي بنتنا مخطوبة لولدكم أزاي نقعدهم في بيت واحد؟ لا البت هتروح معانا
قرب زاهر من أيوب يهمس بسخرية- دا على أساس إن أحنا آمه جوامع مش قتالين قتلة
ضربه في كتفه بمعنى أخرس
زاهر برفعة حاجب- بعدين أنت ساكت لية وكإن عادي إنها تمشي
أيوب بفرحة وراحة غمراه- أنا كنت فين وبقيت فين، كفاية إن دبلتي في إيديها الباقي سهل
- غريب الحب مين فاهمه
اللي عامل فيها تقيل، من ساعة بعت خطاب ملهوش أول من آخر لكارين
' كارين..
متوقعتش إني من غير إنتباه مني أكون عامل فيكي كدا، وأكون سبب في تغييرك بالشكل دا، أسف.. وقتها كنت طايش وأهبل، كنت سطحي..
لكني عايز أقولك وأنتي بريئة وطيبة، بضفيرتين ونضارة، كنتِ جميلة وتسحري
ولما كبرتي وأتجَبرتي وقويتي، بقيتي أحلى وأحلى
أنتي حلوة في الحالتين.. وحبيتك في الحالتين
حب متخيلتش إني هحبه لحد، شكلي حبيتك من سنين، من لما كنتي بضفاير وأخت صاحبي برخم عليكِ وبدور عليكي علشان أرازي فيكي..
تتجوزيني؟ '
لكن جاله الرفض أسرع مما توقع وتخيل
' العيلة اللي فيها وجع أخويا مدخلهاش
طلبك مرفوض '
وفي النهاية فاز زيدان في الجدال وأنتقلت سوزي لعيلة أبوها، لحد ميعاد الفرح
اللي لسة ملهوش معاد..
15..
الأخير..
بعد حوالي شهر على أخر الأحداث
في بيت زيدان..
دخل معاذ البيت وهو بيخلع معطفه الطويل، أعطاه للخدامة وهو بيسأل- رحيم نايم ولا صاحي؟
لسـة هترد عليه لكن عيونه وقعت على السلم، سوزي وهي بتنزل بتهاود عليه، لمحته فأبتسمت تلقائي وهي بتقرب منه وتنطق اسمه- معاذ
عافر يقف ثابت.. جامد ويحافظ على دقات قلبه
- عاملة أية؟
مـدت إيدها تسلم وقعت عيونه على دبلة غيره في صباعها، بلع ريقه، بلع غصـة وهو بيمد إيده يسلم
- بخير، أخبارك أنتي؟
-مختفي يعني، رحيم هيتجنن عليك
في وقت قليل، وبطريقة غير مفهومة خدت علاقتها هي ورحيم منحنى تاني، أتقربوا بسرعة، كإنهم شئ كان مقسوم ومستني يتلاقى، حد ولقي ملاذه
ساعدها تتقبل بشاعة اللي حصل، وساعدته يحب الحياة من جديد
- كنت مشغول شوية بس، هو في أوضته صح؟
قالها وهو بيتعداها ويطلع، يهرب..
ردت بآه وأختفى من قدامها بخطوات سريعة، وعيونها فضلت متعلقة بيـه
فونها رن في اللحظة دي، كان أيوب، ردت عليه فجالها صوته المتحمس الواثق- الزعامة بشكل كبير رسـت علينا خلاص ياسوزي، دا مهرك اللي كنتِ طلباه لما معاذ أتقدملك.. وأنا جبتهولك
أبتسمت بسمة مش مفهومة.. نشـوة لإنها حققت اللي عايزه شاكر لكن مبقاش ليه؟
لإنها أعلى وأكبر هدف كانت حطاه قدامها؟
لإنها هتشارك الزعامة مع حبيبها؟
مش مهم..
خرجت من شرودها على صوته- خلينا نحتفل، هعدي عليكي ونخرج سـوا
وبرفض مش مفهوم أسبابه- لا خليها يوم تاني ياأيوب معلش، حاسة إني مرهقة شوية
وفوق..
- لية مقولتش أن أختك هنا؟
- لو قولت مكنتش جيت
إتنهد وهو بيقعد جنبه و- مكنتش أعرف إنك قاسي عليا كدا يارحيم
بصله رحيم بوجع لحاله قبل ما يبرر- كنت واحشني، وكنت لازم أخليك تواجه الواقع، أنتوا الأتنين أهم أتنين في حياتي، لازم تتقابل طرقكم فلازم يكون الأمر عادي
- عمره ما هيكون عادي
رحيم بإصرار- لازم يكون عادي، بكرة هتنساها وهتحب غيرها
بص معاذ حواليه ففهم إنه بيتهرب من الحوار، إتنهد قبل ما يقول بغيظ- عرفت إنك كلمت جدي زيدان وقولتله إنك مبتفكرش في الزعامة، خليته يلغيك من حساباته ويضطر يفكر في أيوب
رد بعيون بتلمع من غير ما يحس- أنت عارف إنها متهمنيش من البداية، ولما فكرت فيها كان علشان سوزي، دلوقتي سوزي أختارت طريقها، وفي إيدي إني أخليها تقرب من رغبتها الحقيقية.. فـ..
هز كتفه ببساطة، وبصله رحيم بغيظ
- المهم..
نطق معاذ قبل ما يرد رحيم،
- أنت عارف أن زاهر كان صاحبي زمان، ويمكن لسة.. هو بيحب كارين وهي بتحبه، لكنها رفضاه علشاني
أعمل أية؟
كارين أمنية بعيدة مستحيلة، لا يمكن تكون ليه، ولا يرضى تكون ليه،
فكر معاه، اعطاه حلول إزاي تكون مع غيره!
- أدي زاهر موافقتك، وعرفها إنك عارف بمشاعرهم ومعندكش مانع، وسيبه هو يقنعها بطريقته
هز معاذ راسه بإقتناع، زي ما هو حاول مع سوزي
بس في أختلاف، هنا في قلبين بيدقوا
في قصته، قلبه وبس اللي كان بيدق.
بص لرحيم بعد صمت طويل و- شكل عمر ما هيبقى لينا حد غالي غير بعض.. عمر ما هنفرح غير مع بعض، مفيش كتف هميل عليه غير كتفك،
فتح رحيم درعاته يقول بعبث- في حضن كمان لو عايز
نزل درعاته ينطق بإشمئزاز مصطنع- خليهولك
*****
بقى ساكت، بقى هادي، فقد روح المشاغبة، وعيون العابث، عـدت من جنبه ولا أهتم ولا أهتز، ضحكت مع شادي ولا غار ولا ثار
فين عزيز؟ قربت منه تمسك الكورة الغبية اللي بيلعب بيها ترميها لبعيد و- بصلي هنا
بصلها بعيون دبلانة، نطقت بثوران- أنت مش عزيز، مالك؟
بسخرية مريرة نطق- يعني أنتي مش عارفة مالي؟
- لا مش عارفة.. عرفني، عرفني إنك واحد متخلف شايل ذنب مش ذنبك، وبتدفع تمن غلط مش غلطك، أنت ملكش دعوة بأفعال شاكر علشان تكون بالحال دا، هو غلط وبيدفع جزاته، لكن أنت..
صرخ فيها وهو بيتعدل في وقفته ويقرب منها خطوة ورا خطوة- أنا أية؟ أنا كل حاجة في حياتي طلعت كدبة، كان راسمنا ملايكة وأنتوا شياطين واخدين حقنا، أختي كان خاطفها، أنتي.. البنت اللي بحبها وكنت شايف ان المنافسة بينا حاجز.. طلع فيه سـد.. باني بيني وبينك باب لا يمكن أقدر أتخطاه، عمري ما هعرف أقربلك.. عمر ما حد هيسمح
بصتله بزهول، اعترف، نطق.. أخيرًا؟
- مين قال؟ حاولت؟ شوف أيوب عمل أية علشان ةختك، فضل عنده يقين أزاي، كان هيتخدها حتى لو عدوته
لكن أنت جبان
- أنا مش جبان
بتحدي نطقت- وريني
- هوريكي، هتكوني ليا يارينا، برضاكي أو غصب عنك
بدلال نطقت- أنا مبعملش حاجة غصب عني، لو هكون معاك.. هكون لإني عايزه أكون معاك
كإنه اعتراف متبادل؟
كإنها قلبت النار لرماد؟ طفت اليأس ودبت فيه الحماس؟
رجعت عيونه تومض بالعبث يقرب يشاكس يعاكس
*****
بعد يومين..
في مطعم هادي بأضواء خافتة، دخلت سوزي مع أيوب، محاوطة دراعه لابسة فستان نبيتي بسيط، سايبة شعرها الأسود وراسمة عيونها بكحل أسود، مخليها واو.. طلة جريئة لطيفة
أرشدها لتربيزتهم وقعدوا عليها، بدأ يتكلم ويحكيلها عن حياته، بدأ يندمج في عالمه، كإنه كان مستني بس إنها تكون معاه
- وبس بقى أنا بفكر يوم الترسيم نخليه يوم الفرح.. أية رأيك؟
كرر اسمها- سوزي!
بصتله وهي بتهز راسها بتشوش، قال بإنزعاج طفيف- أنتي سرحتي مني؟
- معاك.. شردت بس للحظة
رجع يبتسم ليها بلطف وهو بيمسك إيدها يبوسها وهي بتبتسم بخفة، مسكت كاس ورفعت راسها علشان تشرب لمحت الباب بيتفتح وبيدخل معاذ معاه بنت جميلة..
قربوا لتربيزة بعيدة عن ترابيزتها شوية، عدلها الكرسي وقعدها، وقعد قدامها يبتسملها بلطف
لحظات مرت وهو مشغول وعيونها هي مركزة عليهم
منتبهش ليها
مع غيرها، منصت ومعاها بكل جوارحه
زي ما كان معاها هـي..
وأكتر من كدا لكنها مكنتش مهتمة ولا منتبهة ولا عايزة
لكن لية دلوقتي مشتاقة؟
و..
غيرانة؟
رفع راسه فبعدت عيونها عنه بسرعة تبص لأيوب من تاني وهي بتبتسم بصعوبة، عايشة معاه بنص عقل ونص تركيز
ونص قلب.
وهما طالعين لمح أيوب أخيرًا معاذ، نطق بتعجب- بيعمل اية دا هنا؟ ومين اللي معاه دي؟
نطقت وهي بتبعد عيونها عنهم- معرفش، خلينا نمشي
- تعالي نسلم ونشوف يمكن تكون حبيبته الجديدة
قالها وهو بيسحب إيدها ويقرب منهم،
عايز يوريه خسارته، ويفكره بيها، شوف سوزي دلوقتي مع مين، شوف مين اللي فاز في الحرب
وهيفوز بالزعامة
وكل حاجة
أنتبه معاذ والبنت فوقفوا عن الكلام
- شوفناكم قولنا نسلم
أبتسم معاذ بلطف ولباقة وهو بيقف يسلم عليهم
بص أيوب للبنت وهو بيقول بنوع من الرخامة- مش تعرفنا؟ شكلك غيرت مننا ولحقت بينا بسرعة
نفى معاذ بضحكة خفيفة و- لا لا دي داليا صديقة مقربة ليا وبالنسبالي زي كارين وبينا شغل كتير
هز أيوب راسه بتفهم، قدرت سوزي تلمح عيون البنت اللي لمعت لما نطق أيوب على أحتمال وجود علاقة بينهم، ولما أنطفت لما نفى
البنات بدأت تحاوطه بدري بدري
من بدري محوطاه لكنه كان قافل السكة.. علشانها لكنها دلوقتي مبيقيتش موجودة
فمسيرها هتتفتح..
مشيت مع أيوب وهي سرحانة، مش فاهمة مالها
هي خرجت علشان كل الأصوات اللي في عقلها تهدأ إنهاردة، فكرت انها مع أيوب هترتاح
لكنها رجعت والأصوات موقفتش بل زادت!
*****
أيوب إليازي مات..
شخصية مش هتتكرر في العالم دا، قوة وقيادة وزعامة،
دهاء..
مات فجأة كإثبات، مفيش حاجة باقية، مفيش مُلك خالد
معرفتش إنها تخصه إلا من قريب لكنها بكت بحرقة عليه، كفاية الشهور القليلة اللي عاشتها بقربه،
كانت لابسة فستان أسود لبعد الركبة بشوية، ضيق للخصر ونازل بوسع خفيف، نص الضهر مفتوح وليه زرار من ورا، شعرها الأسود مغطي ملامحها وعيونها
كل شباب العيلة لابسة بدل سودا
كان وداع يستحقه، كان وداع مهيب، مالت تعيط على قبره فلقيت بدل اليد تلاتة تربت عليها
حتى أخوتها وأولاد عمها من اليورانيين كانوا موجودين
هي مخسرتش، هي أكتر حد فاز، بدل عيلة أتنين، بدل أخ أتنين
بدل ابن عم.. تلاتة
وبدل خطيب.. حبيب!
وكعادته بيفاجئها، بيمشي وسط الآلم علشان يواسيها، بيقرب وإيدها في إيد أيوب اللي ساندها ومحاوطها، وزاد من ضغط إيده لما لمحه كإنه بيثبت ملكيتها
وهو بيبتسم ليهم بلطف قدم واجب عزاه وجـه سلم عليها مسك إيدها بخفة، جـه يفلتها لكنها هي اللي اتشبثت بيه
كانت محتجاه،
كان أول واحد تعرفه يقدم ليها المواسـاه
الصورة من بعيد غريبة، إيد حبيب محاوطها وإيد غريب محوطاه هـي
من غير صوت.. ولا كلام.. نظرات عيون هنا وهناك مش مفهومة
لكنها قالت أن نهاية القصة ممكن متكونش زي ما اتكتبت.
وجـه أخر فصل في الحكاية
يوم الزفاف، والترسيم، هتاخد كل اللي كانت عايزاه
داخلة وجنبها رحيم على كرسيه، مكشر لكن بيبتسم على خفيف، زعلان ومضايق على صاحبه
بص حواليه لكنه أتنهد بإرتياح لما ملقهوش، أخيرًا ولو لمرة يفكر في مشاعره وقلبه ويختار ميوجعش حاله
ويسيبها في حدث مهم في حياتها
أخيرًا أختار نفسه..
لمحت في نهاية القاعة أيوب واقف مستني، وسيم ومبهر كعادته، طلته خاطفة، كانت بتقرب بخطوات بطيئة، في حاحة منعاها لكنها مش فهماها، عيونها غصب عنها بتبص حواليها
وصلت لأيوب أخيرًا اللي مـد إيده ليها، حطتها بين إيده بإرتباك
بدأت أول حاجة مراسم استلام الزعامة
لكن فين السعادة؟
- ودلوقتي هنكتب الكتاب
كلام كتير وأصوات وصيحات سعادة، أيوب بيعطي موافقته وفجأة كل العيون بقيت عليها
- هل تقبلين الزواج بأيوب..
مكملش، قاطعته وهي بتقف وتهز راسها بلا، هي نفسها مش مصدقة ولا مستوعبة اللي بتعمله- أيوب أنا أسفة.. أنا أسفة
فضلت تكررها كتير وهي بتعطيه ضهرها وتجري
بترميه البوكية في طريقها، بتفك طرحتها، بتخلع جزمتها بتشيل أي حاجز بيمنع وصولها ليه
طلعت برة القاعة تبص حواليها وهي بتنهج..
قربت من البوابة لكن صوت من وراها نطق بدهشة- سوزي
حتى في أصعب يوم وأوجع لحظة، أختار إنه يعيشها معاها
لفت تبصله بلهفة
- بتعملي أية هنا؟ وحالتك..
قاطعته وهي بتجري عليه- أنا أخترتك أنت.. أنا عايزاك أنت.. أكتشفت إني حبيتك أنت..
بصلها بدهشة وهي كملت- لو كنت بحبه كنت مستحل أفكر فيك أنت صح؟ لكني مش قادرة أفكر غير فيك، لو بحبه مكنتش أهتميت بيك ولا باللي بتعمله، مكانتش أفعالك هتأثر فيا لكنها آثرت.. آثرت يامعاذ
قربت ترمي نفسها في حضنه تحاوط رقبته تقول بصوت بينهج من الإنفعال- خدني واخطفني من هنا
وديني مكان ميكونش فيه حد غيرنا
حاوطها عايز يقول لا، مش مبادئه
بس دي فرصة، سوزي لأول مرة تقرب خطوة ليه وبمزاجها
جياله مسلماله، قدمت تضحية بألف تضحية قدمها هو
غصب عنه مسك فيها، لازم يكون أناني
المرة دي وبس
وهي أول وأخر مرة، شالها يجري بيها، لكنه كعادته وبدقة ملاحظاته لمح أيوب وهو بيراقبهم
وهو عارف إنه خسر المعركة..
فاز بأخر حاجة مكنش عايزها.. الزعامة
وخسر أول حاجة كان عايزها.. سوزي
والتاني
خسر حاجة عازها علشانها
ولكنه فاز بيها
محدش بيخرج كسبان من الحرب.. ولا خسران
لازم فيه تمن بتدفعه.. لكن أنت اللي بتقدر قيمته
حبته أمتى.. أختارته أمتى
أمتى بدل أيوب بقى معاذ،
هي جاهلة وخايفة تقول
يمكن من البداية كان معاذ.. و جـه أيوب
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
💚 مرحبا بكم ضيوفنا الكرام 💚
هنا في كرنفال الروايات ستجد كل ما هوا جديد
حصري ورومانسى وشيق فقط ابحث من جوجل باسم الروايه علي مدوانة كرنفال الروايات وايضاء اشتركو في
بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹 تمت بحمد الله
