رواية ميما
الفصل الثامن عشر18
بقلم اسماء الاباصيري
سوء فهم
آسر بتساؤل : مريم ؟؟؟
لم تنتبه لندائه حيث انها مستمرة بالتحديق بتلك التى مازالت تقلب بملابسه بكل اريحية
انتبه آسر الى ما تنظر اليه ليردف بجدية
آسر : رنا ألم تنتهي بعد ؟
لتلتفت اليه سريعاً وبالفعل كما ظنت مريم لم يسرها منظر ملابسها الامامي ابداً ورددت بهمس " اين تظن نفسها تلك ... بملهى ليلي ؟ " كان همسها مسموع لآسر الذي ابتسم فور سماعه حديثها
رنا بدلع : ماذا افعل آسر ... انا ارى جميع ملابسك مناسبة وفوق الممتازة اصابتني الحيرة فيما اختار
آسر بإبتسامة : شكرا لرأيك هذا والآن يمكنك الهبوط لأسفل وانا سأختار بنفسي ما ارتديه
رنا بتفاجأ و بغباء : حقاً ؟
آسر بنفس الابتسامة : نعم حقاً والان هيا للاسفل
رنا بإبتسامة بلهاء : حسناً وداعاً
وفى طريقها للوصول لباب الغرفة لاحظت مريم الواقفة على عتبة الباب لتنظر لها فى استنكار
رنا بإحتقار : انتي ... كيف تدلفين للداخل دون استئذان ؟ بل من انتى لتقفين هنا وتستمعين لحديثي انا وآسر ؟
لا اجابة صدرت منها اكتفت فقط بالتحديق فيها بدهشة ومن ثم امالت رأسها تطالعها بإستنكار
مريم بغضب : من انا ؟ بل قولى من انتي لتدخلى الغرفة بهذه الطريقة وتبجحين فى اصحاب المنزل دون خجل
رنا بدهشة : اصحاب المنزل؟
مريم بتهكم : نعم اصحاب المنزل
رنا : انتي ا...........
آسر مقاطعا ً : رنا ... طلبت منك الانتظار بالاسفل هيا تحركي الآن
لتنظر له فى ضيق ثم تتحرك بتأفف متجهة الى الاسفل
آسر بغموض : كيف حالك ؟
مريم بغيظ : حقاً ؟ .... هكذا وبكل بساطة " كيف حالك "
آسر : ماذا بك ؟
مريم بغضب و صراخ : ماذا بي ؟ ألا تخجل من نفسك لفعلتك تلك .... من تلك الفتاة وماذا كانت تفعل بغرفتك وانت بهذا الشكل ؟
لتنهى حديثها بإشارة منها نحو هيئته والتى يبدو منها انه انهى حمامه حديثاً
آسر ببرود : اولاً اخبرتك قبلاً بأن لا ترفعى صوتك اثناء حديثك معي ثانياً تلك الفتاة تدعى رنا واخيراً لست مضطراً لتقديم اي مبررات لوجودها هنا
مريم بغضب و دون وعي : انظر لنفسك .. تدعي الاخلاق والفضيلة وما انت سوى بفاسق دون اخلاق
تفاجأت به يرفع يديه فى وضع استعداد لتهبط على احدى وجنتيها لتقوم تلقائياً بغلق عيناها بشدة واخفاء وجهها بين كفيها تنتظر منه اى رد فعل لكن مضت لحظات ولا شيء ..... همت بفتح عيناها على استحياء لترى قبضته معلقة بالهواء يشد عليها بقوة وغضب ... بعينيه شرارات ونار تتأجج لتسمع صوته يهتف بها فى صراخ
آسر بغضب مخيف : الى الخارج ..... الآن
لتفر من امامه هاربة من غضبه وصراخه والتى تعلم كل العلم بأحقيته فيهم
كانت بطريقها الى غرفتها لتسمع صوت ضحك ومزاح من الاسفل عقدت حاجبيها فى تساؤل عن مصدر هذه الاصوات واتجهت مباشرة لترى ما يحدث بالاسفل
رنا بضيق : اذاً فهى ابنة عم آسر لذا تتحدث معي بكل غرور ...... لكن من تظن نفسها ؟ برغم كونها ابن عمه فهذا لا يعطيها الحق بالتحدث معى بهذا الشكل الا تدرك من اكون ؟
رولا بضيق : لا تهتمي بشأنها فهى فتاة لا تعرف مكانتها .... بآخر الزمان تأتى ابنة الخادمة لتظن نفسها سيدة المنزل
رنا بفضول : حقاً والدتها خادمة ؟ لكن كيف ؟
ظهرت الدموع بعيناها وهى تستمع لحديثهم هذا ...... تباً للجميع لما يظلون يتحدثون بالسوء عن الاموات لما يسيئون اليهم بإستمرار الا يكتفون من تحقيرهم بحياتهم ليكملوا سلسلة الاهانات بعد وفاتهم ايضاً لكن لا لن تصمت وتقبل حديثهم هذا مسحت الدموع عن وجنتيها ... و تقدمت نحوهم لتردف ببرود
مريم : أمازلتى هنا ؟ ألم تدركين بعد انه قد انتهى منك بالفعل ؟
رنا وقد فهمت ما تقصده بحديثها : لا يا عزيزتى بل انتى التى لا تدركين انه لن ينتهي منى مهما طال الوقت فأنا قدره و نصيبه
مريم : قدر ؟... نصيب ؟ أحقاً تصدقين ما تتفوهين به ؟
رولا بثقة : هى تصدق وانا كذلك فالمتعارف عليه منذ زمن ان رنا لآسر وآسر لرنا
صدمت هى من حديثها هذا بل من تأكيدها لهذا الامر وكأنه امر مفروغ منه
مريم : ماذا تقصدين بهذا ؟
رولا بغرور : اقدم لك رنا البكري خطيبة آسر المستقبلية
مريم بصدمة : ماذا ؟ مستحييييل
رنا بغضب : ماذا تقصدين بمستحيل آسر يعد خطيبي وانا كذلك خطيبته واظن المشهد التى رأيتيه بالاعلى كان اكبر دليل على حديثي هذا
رولا بغضب مماثل : من تكوني انتي لتقولى انه مستحيل ؟ ..... لم يبقى سوى ابنة الخادمة لتقرر مصير سيدها
آسر بغضب : رولااااااا
انتفض جسد الثلاث فتيات فور سماعهم صراخ آسر ليناظروه بدهشة فيروه قادم بإتجاههم وشرارات الغضب تخرج من عيناه
آسر بغضب : كفاكم ثرثرة .... وانتى .... مشيراً الى مريم ...... لى حديث معك عند عودتى ......... ثم نقل نظره الى رنا ليحدثها بجفاء ...... هيا لقد تأخرنا
ثم تحرك فوراً للخارج تتبعه تلك المغرورة لتبقى هى بمكانها تنظر للفراغ غير مصدقة لم رأته عيناها للتو
تقف بغرفة مكتبه يغلفها التوتر تدرك نظراته الموجهة نحوه تطالعها بفضول
فرح بتردد : اردت الاطمئنان على مريم فهي لم تأتي اليوم ولا تجيب على اتصالاتي
فارس يإبتسامة نصر وتجاهل لحديثها : اذاً تنازلتي واتيتي الى غرفتي فقط فى سبيل معرفة اية اخبار عن صديقتك .... احزننى هذا لكن يكفيني تشريفك لى هنا
فرح بتأفف : كف عن هذا واخبرني ما بها
فارس بجدية مصطنعة : اهكذا تحدثين استاذك ..... انتبهي الى المكان الذي تقفين به لسنا بالمنزل لتتطاولي بحديثك بهذا الشكل
فرح بدهشة وتوتر : ا ا آسفة لذلك
اصابته نوبة ضحك فور سماعه اعتذارها لتدرك اخيراً سخريته منها
فرح بغضب : الحق علي انا ..... أجننت حتى آتى الي بقدمي .......
توقف بصعوبة عن الضحك قبل ان يردف
فارس بجدية : ما بها مريم ؟
فرح بدهشة : أتسألنى انا ؟ هى لم تأتى اليوم ولا تجيب على اتصالاتى ..... اظن امر ما قد حدث معها .... ألست بنفس المنزل ؟ اذاً انت تعلم ما بها
فارس بنفي : لا لقد انتقلت لشقتي فلقد انتهيت من التجهيزات بالامس ومن وقتها وانا لم اذهب للفيلا ولم ارى مريم ايضاً .... لكن لحظة .... مممم اظن انى اعلم ما حدث
فرح : ماذا تقصد ؟
فارس بقلق : لقد قابلت آسر بالامس ولم يكن بخير
فرح : ماذا تعنى بلم يكن بخير ؟
فارس : اظن ان امراً ما قد حدث بين هذان الاثنان
فرح : لم تطمئنني بحديثك هذا بل زدت من قلقي عليها
فارس بهدوء : لا داعي للقلق .... فلتنتظري بعد الدوام وسنذهب معاً لرؤيتها
فرح بغيظ : بأحلامك....... اذهب انت وحدك انا سأتصرف
فارس بجدية : كفى عناداً نحن متجهان لنفس المكان ولنفس الغرض فما المانع من ذهابك معي
فرح : لا شأن لك بهذا .... اريد الذهاب وحدي وسأفعل .... والان وداعاً
القت جملتها بحدة قبل ان تهم سريعاً بالخروج من الغرفة
فارس بشبة ابتسامة : مجنونة تلك الفتاة .... لكن لذيذة
لم يعد .... لم يعد ..... خرج برفقتها ولم يعد ...... اخذت تردد هذا فى عقلها ... منذ الامس لم تذق طعماً للنوم .... تنتظر عودته لكن دون فائدة فإبن عمها المبجل لم يعد منذ خروجه مع تلك الفتاة بالامس تكاد تجن من تخيلاتها لما يفعلوه سوياً بهذه اللحظة بل منذ الامس
مريم لنفسها : لا لا .... يكفي هذا ... لن انتظر هنا حتى اجن
تحركت فوراً نحو غرفة ملابسها لترتدي اول ما وقع عليه نظرها وتخرج سريعاً من الفيلا نحو وجهتها وتدعو الله ان تجده هناك
................ : عذراً كيف يمكننى مساعدتك ؟
مريم : اريد رؤية السيد آسر
............. : عذرا هل لديك موعد معه ؟
مريم : لا لكن يجب علي رؤيته فوراً لأمر هام .... اخبريه بأن ابنه عمه تريد رؤيته فوراً
.............. : عذراً من ؟
مريم بتأفف : ابنه عمه ..... مريم احمد البنداري
.............. بتوتر : فوراً سيدتى سأرشدك بنفسي لغرفة مكتبه اتبعيني من فضلك
سارت معها حتى ركبتا مصعد الشركة ليتوقف بآخر طابق ويخرجا منه معاً لترى إحداهم تجلس على مكتب ما لم تضح ملامحها لها فهى كانت تناظر بعض الاوراق خمنت انها السكرتيرة الخاصة به لتؤكد تخمينها هذا الفتاة المصاحبة لها
تقدمتا نحوها سريعاً لتفاجأ مريم بمن تراها تجلس امامها
..............: مرحبا رنا هل السيد متفرغ الان ؟
رنا بصدمة من وجود مريم بالشركة : ا ا ا نعم نعم هو بالداخل
ابتسمت مريم فور استيعابها حقيقة كون رنا سكرتيرته لتستغل الفرصة فوراً
مريم بغرور : اذاً فلتخبريه بحضور ابنة عمه ورغبتها برؤيته الآن
ابتلعت رنا غصة بحلقها واومأت بهدوء ... مما اثار تعجب مريم للامر فهى لم تهم بإفتعال شجار معها لكن رنا لديها اسبابها لذلك فهى و منذ الامس تحاول تجنب مزاج آسر الناري والذي لا تدرك له اي سبب جتى الآن ... تحركت من مكانها متوجهة نحو الغرفة المواجهة لمكتبها ثم اختفت خلفه عدة لحظات لتخرج بعدها وتسمح لمريم بالدخول
لترمقها مريم بنظرة اشعلت غضب الاخرى قبل ان تهم بالدخول لمكتبه
طرقت الباب بخفة ليسمح لها بالدخول
دلفت الى الغرفة .. لتراه يجلس بغرور خلف مكتبه ينظر لها بجمود وبرود فتقابل هى بروده هذا بإبتسامة واسعة ... تعجب هو بداخله لرؤيتها بهذا الشكل وزاد تعجبه عند رؤيته لها تمشي بهدوء نحو مكتبه لتلتف حوله وتصل لجانب مقعده
لتقف بجانبه على استحياء تنظر بعيناه وتردف بهدوء و ندم
مريم : آسفة سامحنى