رواية ميما الفصل الواحد والعشرون21بقلم اسماء الاباصيري


رواية ميما الفصل الواحد والعشرون21بقلم اسماء الاباصيري




 
21. اعجاب

فرح : ماذاااااا ؟ أتمزحين ؟

مريم بلامبالاة : بلى هذا ما حدث بالفعل

فرح بدهشة : لحظة دعيني اتأكد مما سمعته للتو ...... دكتور محمد كان قد استدعاكي وقتها بهذا اليوم ليعرض عليكي الزواج ؟

اومأت مريم مؤكدة حديث صديقتها لتكمل الاخرى

فرح : لكنك رفضتي عرضه فوراً بسبب مشاعرك نحو آسر

اعادت مريم الايماء مرة اخرى لتسترسل فرح فى حديثها

فرح بضحك : لكنه لم يكتفى بذلك بل ذهب لمنزلك وطلبك من آسر فى حين اخبره هذا الاخير انك مرتبطة

اومأت مريم مرة اخرى لكن بغضب

مريم بغيظ : لكنى تلك المرة اخبرته بموافقتي

فرح بصراخ : ماذا ؟

مريم بهدوء : لما هذا الصراخ ؟ فكري معى قليلاً .... ماذا يعيب دكتور محمد ..... مهندس ناجح حاصل على الدكتوراة ذو اخلاق يشهد الكل لها ذو مستقبل واعد ... متدين الى حد ما .... لما الرفض والرجل لا يعيبه اى شئ

طالعتها فرح بذهول لتجيب هى الاخرى

فرح : مريم ما الامر ؟ ماذا عن آسر ؟

تنهدت مريم لتجيب

مريم : ماذا عنه ؟ هو قالها بوضوح .... لا يبادلنى مشاعرى كما انه ......

لم تكمل حديثها لتنظر لها صديقتها بتعجب

فرح : كما انه ماذا ؟

مريم بحيرة : لا اعرف ....... ربما تسرعت واخترت شخص غير مناسب لي ....  اعني منذ متى وانا استسيغ مجرد فكرة العيش معه تحت سقف واحد حتى اقع بغرامه فجأة هكذا ؟

فرح بدهشة : مريم ........ اتعنين انك ......

تنهدت مريم والحيرة مازالت مسيطر عليها

مريم : نعم لا اظن ان مشاعرى صادقة ....... اظنه محق بالفعل بشأن هذا الامر ...... ربما تسرعت ....... نعم انا لا احبه

آسر بصراخ : ماذااااااا ؟

سد فارس كلتا اذنيه بسبب صراخ آسر هذا قبل ان يجيب بسرعة

فارس : آسر ارجوك تفهم موقفي ... لم اعد بقادر على تولي امور الشركة والجامعة بنفس الوقت لذا سلمت امور الشركة للأدهم

آسر : اتراها لعبة ؟ تسلم منصبك وحصتك بالشركة الى اخاك بهذه السهولة ودون الرجوع الي

فارس : انا لم اتنازل عن حصتي لكن تنازلت عن ادارتها .... آسر انا افكر جدياً  بمستقبل آخر لي لا يتضمن عملي بالشركة .... ارجوك تفهم  هذا

آسر بغيظ : كنت لأتفهمه ان كنت رجعت الي قبل فعلتك تلك ..... الأدهم ...... ألم تجد غيره لتسلمه تلك الامور ..... تباً لك وله

فارس محاول اقناعه : استمع الي .... انت تعلم بذكاء الأدهم وان كان مازال لم ينهي دراسته بعد .... لكنه ...

اتسعت حدقتا آسر ليجيب مقاطعاً فى دهشة

آسر : لم ينهي دراسته ؟؟؟؟ ..... ثم عاد لصراخه ....... هذا ما ينقصنى تأتيني بمن لا يستطيع تحمل مسئولية نفسه ليحمل معي امور العمل ... براڤو ...... حقاً براڤو

فارس بنفاذ صبر : فقط دعني انهى حديثي ....... الأدهم بآخر سنة دراسية له بالجامعة واراد العودة الي مصر بعد كل هذا الغياب ..... هو لم يعتاد على تولي امر الدراسة فقط فلقد كان يعمل بشركة معروفة بأميريكا اثناء سنوات دراسته .... عمله هذا اصقل خبرته وجعله مُحنك فى الاعمال الادارية .... صدقنى سيفيدك كثيراً ربما اكثر مما افيدك انا

آسر ببساطة : لا أثق به ...... بكل بساطة لا أثق به مثلما افعل معك

تنهد فارس ليجيب فى محاوله اخيرة منه لاقناع ابن عمه

فارس : اعلم ذلك لكنه لن يُقدم ابداً على افساد العمل فهو سيتضرر ايضاً

تنهد آسر ..... غير مقتنع بالمرة بما يقوله ابن عمه ...... الأدهم ؟؟؟ ....... ابن عمه الاخر وشقيق فارس الاكبر ......رغم ذلك مازال لم ينهى دراسته ... فكر آسر بسخرية ........ ويظنه قادر على تولي امور الشركة ....... هو لا ينكر ذكاءه وحنكته فى الكثير من الامور لكن ........... هو شخص ليس بمحل ثقة ....... وافق آسر على مضض ان يأتي الادهم اولاً و من ثم يرى عمله وان نال رضاه فيستطيع حين اذٍ البدء بالعمل معه

تتحرك بجنون بغرفتها تسير ذهاباً واياباً ....... لا تصدق ما فعله هذا المتعجرف ........ يستغل نفوذه ومعارفه لينهى حياة شخص بكل سهولة ..... الحياة بالنسبة له لعبة و هم فيها كالدمى بالنسبة له .... يحركها كيفما شاء ........  استقامت فى وقفتها امام مرآتها الجديدة بعد تحطم سابقتها بفعلته المجنونة يومها ......لا والله والف لا لن يحدث هذا ..... قالتها بإصرار قبل ان تندفع الى خارج غرفتها وتحديداً نحو غرفة مكتبه القابع هو بها بهذه اللحظة

لم تطرق الباب فقط اقتحمت خلوته لتقطع شروده الواضح بإقتحامها ذاك فيرفع هو عيناه نحوه بغضب لفعلتها تلك

آسر بغضب : كم مرة اخبرتك بضرورة التزامك بآداب المعاملة .... و طرق الباب احداها

مريم بتهكم : انظروا من يتحدث ؟ من يراك الآن لا يظن انك نفس الشخص الذي اقتحم غرفتى منذ شهر

انقبضت عضلات فكه عند الاتيان بتلك الذكرى واخبارها له بموافقتها وتجاهله لها منذ ذلك الوقت .... تنهد فى تعب فلقد انهك تفكيره كثيراً بالفترة الاخيرة

آسر بهدوء : ما الامر ؟ لما هذا الهجوم الآن ؟

مريم بصوت عالٍ : ما الامر ؟؟؟؟؟؟ حقا لا تعلم ؟

آسر بنفاذ صبر : مريم قولى ما بجعبتك ... لست متفرغ لألغازك تلك

مريم بغضب : دكتور محمد

هبط بكلتا يديه على المكتب ليهب واقفاً يطالعها فى غضب مخيف ليصرخ بها

آسر : حذرتك من لفظ اسمه امامي

بلعت ريقها فلقد فاجأها صراخه هذا لتجيب محاولة التظاهر بالقوة

مريم : هذا ليس موضوعنا .......... لما فعلت هذا معه ؟

آسر بتساؤل مصطنع : فعلت ماذا ؟

مريم بغضب : انت تعلم ماذا اقصد بسؤالي ..... كفاك سخرية من الاخرين ..... متي ستدرك ان الكون لا يدور حولك ...... لم َتتحكم بمصير كل من حولك وكأنك المُسير لكل شئ ؟

آسر بهدوء : استغر الله من هذا الفعل ..... انا لا احدد مصير احد فأقدار الجميع بيد الله وحده ....... فقط انا اسعى للحصول على كل ما هو لي والحفاظ عليه اياً كانت الطرق لذلك .... فكما تعلمين .. الغاية تبرر الوسيلة

مريم بغيظ : نفيه لجامعة اخرى ببلد آخر ؟؟؟؟؟؟؟

آسر : لنقل انها منحة ...... فرصة لا تعوض بالنسبة له ولمستقبله

مريم بتهكم : تزين لنفسك الامر بهذه الصورة حتى تتخلص من تأنيب الضمير

آسر : الضمير يكون عمله لأشياء اكبر و اهم يا صغيرة .... اما ما فعلته بدكتورك العزيز هذا ما هو سوى بمنحه شيئاً ثمين يعوضه عما خسره

مريم بتهكم : وماذا خسر لتعوضه ؟

آسر بغموض : الكثييير ........ خسر الكثيييييير

طالعته مريم دون فهم لتتمتم بما جعله يجفل عند سماعه

مريم : لقد اخطأت ..... كنت اعلم .... لكن حمداً لله انى لم استمر على خطأي  هذا

آسر بتساؤل : تعترفين بخطأك ..... هذا تقدم مذهل .... وما هذا الخطأ ؟

مريم بثبات : ظني بأنى وقعت فى حبك

قالتها لتخرج بهدوء ولم ترى تلك النظرة التى احتلت عيناه فور سماعه اجابتها تلك ........ نظرة صدمة يشوبها الخوف والقلق

فارس بمرح : تحدثين نفسك بصوت عالٍ ....... يبدو ان حالتك ساءت كثيراً منذ رؤيتي لك اخر مرة

رفعت عيناها المنهكة من على مذكراتها وكتبها لتواجه عيناه العابثة فيشاركها هو سريعاً بالجلوس بإحدى طاولات كافتيريا الجامعة

فرح : نعم .... و كل الشكر لإبن عمك الرائع

عقد ما بين حاجباه ليجيب فى تساؤل

فارس بضيق  : آسر ؟ ...... و ما شأنك به و شأنه بك ؟

تنهدت هى فى تعب فتعود لاسناد ظهرها المتُعب على ظهر المقعد

فرح بغيظ : ماذا تقصد ب " ما شأنه " ؟ ألم يكن هو من تسبب بمغادرة الدكتور محمد ؟

فارس بضيق متزايد : وما شأنك انت بالدكتور محمد ؟ أم انك غاضبة ومنزعجة من رحيله هذا ..... ماذا ؟ اكنتي احدى المعجبات ؟

فرح بغضب وتعب : فارس انتبه لما تقوله لست فى مزاج لبدء عراك معك لذا اتركني بحالي واذهب لترى ما تفعله

فارس بتنهد : تبدين متعبة ... ما الامر ؟

فرح بإستسلام : غادر الدكتور محمد واتى دكتور اخر لا نستطيع فهم حرف مما يقوله وطبعاً الفضل كله يعود للسيد آسر ادامه الله فوق رؤوسنا حمداً لله اننا قد انتهينا من الفصل الدراسي الاول بنجاح و الا

انهت حديثها هذا لترتسم ابتسامة صغيرة على محيا فارس قبل ان يجيب فى هدوء

فارس : اذاً .... اخبرينى ما لا تستطيعين فهمه تحديدا وانا سأقوم بمساعدتك

فرح بحماس : حقاً ؟

اومأ لها هو فى سعادة ليجيب

فارس بإبتسامة : بالطبع ...... ثم اكمل حديثه يسأل بجدية ....... لكن اخبريني كيف حال مريم الآن ؟ .... هل اصبحت افضل ؟

فرح بجدية : نعم حمداً لله ... لقد استيقظت اخيراً  و علمت ان ما كانت فيه مجرد وهم واحلام مراهقة

فارس بإهتمام : ماذا تعنين بوهم ؟

فرح ببراءة : اعنى مشاعرها نحو آسر ؟

فارس بدهشة : ماذا ؟؟؟؟؟ اتعنين انها .........

فرح بإبتسامة : نعم ..... لقد اخرجت آسر من حساباتها نهائياً ..... بل والادهى انها معجبة بشخص معنا بالكلية واظن ان الامر هذه المرة ......

جدي للغاية

................. : شكراً يا آنسة لإعارتك لي دفتر المحاضرات ...... حقا انا شاكر لفعلتك تلك والا لما استطعت تعويض ما فاتني

مريم بإبتسامة خجولة : الشكر لله .... من واجبنا تقديم العون لبعضنا البعض ... لا داعي للشكر ...... آمل ان تستطيع تعويض ما فاتك قبل موعد امتحانات نصف الفصل الدراسي

............. : بعد الحصول على محاضراتك وشرحك لى لبعض النقاط بالمنهج انا متأكد من نجاحي بل و توفقي وبتقدير جيد ايضاً .. رغم انه من الغريب حاجتى اليك وانا بآخر عام لى هنا وانت بأول سنة ... لكن ماذا نفعل فى اختلاف بعض الدروس فى  المناهج و الكورسات الخاصة ببعض المواد التراكمية

مريم بإبتسامة : من الطبيعي ان تختلف المناهج هنا عن هناك .. فقط احرص على الإلمام بكل ما ستحتاجه للنجاح هذه السنة والتخرج ...... حمداً لله انك لم تضطر لإعادة الخمس سنوات بأكملها

.................. بغمزة : لدي توصية من جهات عليا

ابتسمت هى لحديثه هذا ومن ثم رأت صديقتها تدلف نحوها لتلقى السلام وترميها بنظرات عرفت هى معناها

فرح بمرح : مرحباً بالباشمهندس .... كيف حالك ؟

................... : بخير والحمد لله .... كيف حالك آنسة فرح؟

فرح : بأفضل حال الحمد لله هااا ما اخبار الدراسة معك ؟

.................. : حمدا لله انتهيت من معظم ما فاتنى واحاول فى الوقت الراهن تعويض الباقي ........ والآن اعذروني لدى محاضرة يجب علي حضورها .... اراكم لاحقا .... وداعاً

فرح و مريم : وداعاً

ابتسمت فرح وهى ترى صديقتها ما زالت تنظر لأثر صديقهم هذا حتى اختفى اخيرا عن مجال رؤيتها لتعود بنظرها نحو فرح وترى ابتسامتها تلك

مريم : ماذا ؟

لترفع فرح احدى حاجبيها بمرح

فرح : ماذا انت ؟ ستخرج عيناك من مكانهما اثناء مراقبتك لرحيله فلتهدأي قليلا يا فتاة

مريم بخجل حاولت اخفاؤه : انظروا من يتحدث ... ألا تتذكرى اعجابك بجميع معيدي الكلية منذ بدأنا الدراسة ؟

فرح بخبث : دعيكي مني واخبريني .... هل من جديد ؟

تنهدت مريم فى يأس

مريم : لا جديد ...... اظنه لا يعلم بإعجابي به على الاطلاق

فرح : لما لا تخبريه كما فعلت مع آسر ؟

مريم بحزن : مستحيل ..... يكفيني ما حدث لي وقتها وما شعرت به عند رفضه لي لذا مستحيل ان اعيد ما فعلته مرة اخرى

فرح بحزن على صديقتها : اذاً فلتتركي الامور تسير كما هي و دعي كل شيء لوقته

اومأت مريم موافقة على حديث فرح قبل ان تضيف تلك الاخيرة فى مرح

فرح : ولنرى ان كان الخيل يشعر فعلاً بمشاعر صاحبه

مريم بإستغراب : الخيل ؟ صاحبه؟

فرح بمرح وضحك  : نعم .... بجميع الروايات التى اقرأها اراهم يسمون خيولهم بأسم صاحبك هذا .............

الأدهم


تعليقات