رواية جنة الياسين(انتقام بالخطأ )
الفصل الواحد والعشرون21بقلم اسراء هاني شويخ
كان يمشي بجانب سرير أخيه الذي يركض به الأطباء ينظر له بقلب منفطر لا يصدق انه امامه سائح بد.مه حتى لو كان أخطأ بحقه هل سيجرب الشعور ثانية يكفي فقدانه لأخيه الصغير أغمض عينيه يمنع دموعه التي تريد الهبوط ليشعر بيد أحد توضع على كتفه وكان في أشدها حاجة نظر لها بوجع لتهمس بدموع وصوت مبحوح " هيصير منيح ان شاء الله صدقني "
رد بصوت مختنق " مسامحه والله مسامحه ده ده فداني بروحه كان زماني ... "
قاطعته بلهفة وخوف " بعد الشر عنك ما تحكيش هيك والله العظيم اموت وراك على طول "
رفع عينيه ليجد اخته تنظر للاشئ اقترب منها بوجع وقال بحنان " هيبقى كويس يا حبيبتي "
حركت عينيه تنظر له لتهتف بجمود " انت السبب "
فتح عينيه بصدمة لتكمل هيا بوجع " ايوة انت اللي حرمتني منه بالأول ورفضته ودلوقتي خلتني ابعد عنه هو ما غلطش هو عمل كدة عشاني ودلوقتي هيمشي ويسيبني قبل ما اقوله مسامحاه "
كانت حالتها مؤلمة لذلك لم يعاتبها فقط همس بوجع " هيبقى كويس صدقيني يا حبيبتي ان شاء الله وهترجع كل حاجة زي الاول "
جلست على الارض وقالت وهيا على نفس صدمتها " انت ما تعرفش كان حنون ازاي كان فيه حنية الدنيا كلها احن من الام من الاب كنت عندو الدنيا كلها ما افتكرش زعلني كنت اتلكك عشان ازعل وبرضو يصالحني انا مش هأقدر اعيش من غيرو والله ما اقدر "
وهنا شرعت ببكاء حاد يمزق القلوب ركع على ركبتيه امامها واحت.ضنها بقوة وقال بطمانينة " هيبقى كويس ان شاء الله "
خرج الطبيب بعد وقت وقال باجهاد " الحمد لله عدى مرحلة الخطر الرئتين تمام بس للاسف في رصاصة اخترقت كلية واضطريني نشيلها بس التانية سليمة الحمد لله "
ابتسم وقال وهو يقبل خديجة " شوفتي يا ديجا اهو كويس الحمد لله "
نظر الطبيب لها وقال بضحك " انتي بقى ديجا "
هزت رأسها ليكمل على نفس ابتسامته " ماخد بنج ينيم فيل بس طول الوقت ديجا انا بحبك ديجا ديجا ده عشق بقى '
خبأت وجهها بصدر اخيها من شدة خجلها ليمسح على راسها بحب ثم سأل " ينفع تدخله '
هز رأسه وقال بابتسامه " هيتنقل غرفة عادية بعدين يفوق وتدخله عادي "
بعد نصف ساعة كانت تجلس بجواره تنتظر منه ان يفق وكان فقط اسمها الذي ينطقه وعندما فتح عينيه قالت بدموع " حمد الله عالسلامة يا حبيبي "
اغمض عينيه بتعب وهمس " ديجا "
أمسكت يدها تقبلها بحب وقالت بدموع " ايوة يا حبيبي ديجا اللي عمرها ما تسيبك لحظة وحشتني اوي يا أحمد "
فتح عينيه ينظر لها بعدم تصديق ليهمس " هو انتي هنا بجد ولا مت ودخلت الجنة "
ردت بلهفة " لا هنا يا روحي وعمري عمري ما هسيبك تاني "
قاطعهم دخول ياسين الذي نظر له بابتسامه وعندما اراد الكلام اشار له بالسكوت وقال بحنان اخوي " نفتح صفحه جديده وننسى اللي فات "
فتح عينيه احمد بعدم تصديق ليكمل ياسين بابتسامه " وتيجي تتقدم لخديجة ويا اوافق يا ارفضك واحلى فرح طبعا ده اذا وافقت "
كاد يصاب بالجلطة من شدة سعادته همس بعدم تصديق " انت بتتكلم جد حاسس اني هيحصل ليا حاجة '
ابتسم ياسين وقال وهو يقبل جبينه " صفحة جديدة نعوض كل اللي فاتنا بلاش نضيعها بالعتاب '
هبطت دموعه وقال بندم " انا اسف والله اسف يا اخويا حقك عليا "
بعد وقت ذهبت خديجة برفقة ياسين لدكتورة نساء لتطمئن عليها نظرت جنة لاحمد نظرة خبيثة ابتلع احمد ريقه وقال " ايه بتبصيلي كدة ليه "
جنة بابتسامه " ملعوبة تصدق عجبتني "
نظر لها بتوجس وقال بعدم تصديق " هيا اللي ملعوبة '
اقتربت منه بمكر وقالت " انك تجيب واحد يضربك رصاصتين وكدة الكل هينسى اللي حصل "
نظر لها بصدمة من مكرها وقال بانكار " ايه الجنان ده طبعا ما حصلش افرض كنت مت "
جنة بضحك " كنت مستغربة طول منا قاعدة معاكي انك بتطلع في الساعة ومتوتر وعينيك بتطلع على المكان اللي الراجل اللي ضربك نار فيه يعني كله ترتيب انا مش طفلة كل حاجه مترتبة "
نظر لها بضيق من مكرها وقال " ده انتي مصيبة "
غمزت له وقالت بفخر " فلسطينية عاد بس ما خفتش تموت فعلا'
ابتسم بسخرية وقال " وانا كنت عايش .. سكت قليلا ثم تابع " طول ما هيا بعيدة عني كنت ميت "
كان صوته يقطر عشقا همست " ربنا يسعدكو "
اراد الكلام لتقاطعه " ما تخافش مش هجيب سيرة لحد ده وعد بس ياريت تتعلم من اللي صار "
*****
جلس بجوارها بعدما قضى ٤ شهور منذ ميلادها بجانبها لم يتحرك ولم يذهب الى شغله كان شاردا لا يسمع كلامها لتهمس بضيق " مراد انت معايا "
نظر لها بابتسامه مصطنعة وقال " ايوة يا حبيبي في حاجة "
هزت رأسها بانكار وقالت بقلق " من امبارح مش مظبوط في ايه "
مسح رأسه بضيق وقال برجاء " وتوعديني تفهميني من غير ما تتعصبي '
دب القلق في قلبها وقالت برجاء " في ايه يا مراد "
ابتلع ريقه من ردة فعلها وهمس بترقب " عمي ماجد تعبان اوي وبابا عايز ينزل مصر يشوفه '
شعرت بتوقف ضربات قلبها لتهمس بتوجس " وانت هتروح معاه "
كان صوتها دليلا على رفضها وقلقها وقبل ان يجيب هتفت بحسم " وانا جاية معاك "
مسح وجهه وقال بهدوء " وتقدري تسيبي نور "
نظرت له بعدم فهم ليكمل " نور لسة ما كملش ٤ شهور مش هينفع يسافر المسافة دي كلها هما يومين وراجع عشان خاطري وافقي بدون ما ....'
وقبل ان يكمل كلامه كانت دخلت بموجه انهيار شديدة صوت شهقاتها ارتفع انتفض من مكانه وسحبها لحض.نه وهو يعتذر بعد ساعة كاملة هدأت بعد ان ارهقت روحه كل دمعة كانت تهبط كانت بمثابة ماء نار تهبط على قلبه همس بقلق " نتكلم بالراحة دلوقتي "
اجابت بصوت مكتوم " هتسافر وتسيبني من يوم ما تجوزتك ما بعدتي عني يوم يا مراد "
رد بحنان اعتادت عليه " غصب عني والله مااقدرش اسيب بابا يسافر خصوصا احنا وعمي مش طايب اوي بس بابا مش عايزه يموت والنفوس شايلة قوليلي اعمل ايه "
رفعت عينيها الحمراء وقالت برجاء " هتتأخر "
أغمض عينيه يشتم عمه وكل عائلته وقال بحب " يومين بس هكلمك باليوم الواحد ٢٨ ساعة بس ما تعيطيش عشاني يا دودو "
وفي اليوم التالي سافر بصعوبة بعد ان بكت كأن لم تبك من قبل وصل بلده وهو يشعر بروحه ما زالت هناك وبعد يومان مات عمه وحزن والده حزنا شديدا عليه فمهما كان يظل اخيه ومن سوء حظه العاثر سيمكث هنا فترة العزاء ثلاث ايام وعندما اتصل بوالدته اخبرته ان زوجته لم تتوقف عن البكاء لانه سيبقى فترة اطول ورفضت ايضا الرد على اتصاله رمى هاتفه وقال بعصبية شديدة من شدة اشتياقه " بس اشوفك يا دلال هه.. هااا معرفش بقى "
انتهى العزاء ليهمس بارتياح " نحجز نسافر بقى يا بابا "
والده بهدوء " بس يجهز ورق بنت عمك "
عقد حاجبه باستغراب ليجيب والده " ايه هنسيبها لوحدها هنا "
مراد بضيق " نوديها لمامتها "
نور بجدية " والدتها متجوزة راجل غريب ما ينفعش نسيب لحمنا هنا "
مراد بتعب " طيب هنستنى كام يوم "
أجابه ببرود " اسبوع "
صدمة شلت جس.ده وخصوصا ان تلك المتمردة لم تجب على اتصالته اغمض عينيه يقرأ الفاتحة على روحه فالاكيد انها ستقتله واخيرا مضى الاسبوع ووصل بيته وقد شعر انه بعيد عنه اميال واميال ابعد من كوكب بلوتو لم تكن تعرف بمجيئه كانت تجلس امام المسبح شاردة بذاك الغائب وعندما رأها شعر بقلبه سيخرج من شدة اشتياقه ولم يصدق شحوب وجهها خلال غيابه همس باشتياق " وحشتيني اوي اوي "
استدارت بلهفة تنظر له غير مصدقة انها تراه وعندما تذكرت حزنها منه قامت تريد الذهاب لكن بثانية كانت بحض.نه يضمها بقوة شديدة وهو يعتذر وهيا تبكي بشدة حتى انتفضت على صوت فتاة استدارت لتهمس الفتاة بضيق " دي مراتك يا مراد "
هز رأسه بفخر وهو يجذبها من كتفها ثم استأذن وصعد غرفته وتلك تنظر له بغل وحقد فقد رأت حب وعشق كالروايات ..
مر اسبوع دون اية أحداث حتى ارسل نور لابنه يريد رؤيته جلس امام والده يقرأه جيدا ليهمس نور بقلق " عمك قبل ما يموت كلمني ووصاني "
قاطعه مراد بسخرية " أتجوز سارة بنته "
ذهل نور من معرفة مراد بالموضوع ليكمل بتوجس " ولازم قبل ما توافق او ترفض تفكر كويس البنت بتحبك من زمان وانا ما كنتش اعرف بس ابوها قالي الكلام ده يومها "
هز رأسه بهدوء شديد ثم قال " والمطلوب "
نور بجدية " وصية الميت واجبة والبنت صغيرة وحلوة وان كان على دلال انا هأقن.... "
قاطعه بهدوء " لا لا سيبك من دلال خلي موضوعها عليا انا وانا موافق "
نظر له نور بعدم تصديق فقد توقع أن ينتفض ويعترض ليكمل " بشرط "
ضيق نور عينيه ليهمس " اطلق دلال "
صدم والده وقال " ازاي انت بتحبها هتطلقها ازاي "
مراد بهدوء " اصل عارفك ومتاكد انك مصمم ومش هيفيد رفضي من موافقتي وهتفضل ورايا وانا مش هأكون ظالم وأسيبها تجرب لتاني مرة انه جوزها يتجوز عليها فهطلقها وتاخد ولادها وترجع مصر '
انتفض نور كمن مسه ماس كهربائي وقال بجنون " ولادها "
هز مراد رأسه بهدوء وقال " ايوة ما هما في حضانتها لغاية بعد ١٢ سنة "
جن والده وقال بصراخ " على جثتي تاخد حد فيهم دول ولادي انا "
مراد بهدوء مرعب " ولادها تعبت فيهم ونز.فت وعايزك تعرف وتتأكد من حاجة وحدة انت رفضت بنت خالتي عشانها طماعة ودي انت متأكد انها بتحبني وهيا بنت اخوك لكن انا بحب دلال وما كنتش هتجوز غيرها قبل ما اتجوزها ما بالك لما اتجوزتها ان صممت على جوازي هاخدها هيا وولادي واوعدك ما تعرفش مكاني حتى انا روحي فيها "
نور بصدمة " انت بتهددني "
مراد بدموع " العفو يا بابا بس انا مش هد..بح مراتي عشان اي حد انا ماليش في عمي ولا بنته ليا في مراتي اللي دمعة منها بروحي شخصيا ..
لمح سارة تستمع له ودموعها تهبط بغزارة ليكمل بلامبالاة " انا اشتريت الفيلا اللي جمبنا هنا عشان مش هأستحمل غيرة مراتي ولا حد يسمعها كلمة لانه ساعتها مش هأعمل اعتبار لحد "
كان يقصد ابنة عمه لانه متأكد انها لن تتركها فاشترى راحة باله ببيت مستقل لها باسمها ايضا واولادها يكونوا بجوار جدهم الذي يعشقهم ..
ترك والده وخرج بسرعة يجهز حقائبه وعلى وجهه اجمل ابتسامة يهديها لتلك التي رآها تقف على الشرفة تستمع له بدموع الفرحة ..