رواية سراب غوانتام الفصل الثالث والعشرون23 بقلم نور ناصر
: بقيت تعاملني حلو من بعد يوم الجامعه لما كان الموضوع مشابهه لي
: كنت بعاملك وحش اوى كده ؟!
: مش اوى يعنى بس علاقتنا مكنتش حلوه اننا نعقد نتكلم مع بعض زى دلوقتى... مكنتش بتشوف نفسك وأنت بتقولى (براااا)
ابتسمت بغيظ من تذكر احراجها فى ذلك الوقت، قالت
: كنت حاسه انى قتلالك قتيل
: الموضوع مكنش كده بالظبط
: امال اى، أنا عملتلك حاجه ضايقتك ؟!
: كان سبب ضيقى هو اعجابى ناحيتك
قال ذلك ببساطه اومات بتفهم لكن توقفت باستيعاب ونظرت له بشده بأعين تتسع من مقلتيها لفرط صدمتها لتلك الجنله الذى اخترقت اذنيها ، التفت اليها مأكدا باعينه الجديه فزادها صدمه
ابتسمت ضحكت وقالت : اعجاب؟!! بتتريق عليا مش كده
لم يرد عليها بينما كان ينظر إليها وهى تضحك قالت
: كان بيطردنى عشان معجب بيا
حولت الموقف من جديه الى نكته مبالغ فيها لكسر الحرج الذى هى عليه لكن ما لا تريد تصديقه هى عينه الذى كانت تتابعها ولم تلحظهم.. ابتسم وهو يبادلها المزحه السخيفه كما ادعيت هي وكأنه لم يرد احراجها اكثر من ذلك.. لكن الحقيقه.. الحقيقه هي انه كان صادق فى كل كلمه قالها
فى المساء على السفره كانويحظون بوابة عشاء لم تشاركهم "لينا" الجلسه، بادر "حسام" وقال
:لينا فين
قالت " هاجر" : رجعت من برا على السرير
قال "غسان" : هى خرجت تانى؟!
قالت "هاجر" : اه فجأه كده بعد ساعتين من رجوعها قالت إنها خارجه
نظرت الى ابنها وقالت : انتو سهرتو فين امبارح.. اكيد مكنتوش عند دكتور " معتز" كل ده
قال "حسام" : واحنا فى الطريق عرفنا ان فى مشكله فى بيته والدنيا عنده بايظه.. فضلت معاه لحد اما الصيانه جت وصلحو العطل ومشينا
اومأو بتفهم كان لا يعلم أن نطلت عليهم ام لا لكن يفكر فى شقيقته واين ذهبت مجددا والنوم يأكل عيناها.. يعلم انها كسوله ولا تتخلى عن نومها الى ان حلت كارثه.. ما نوع الكارثه الذى جعلتها تترك نومها
فى الليل كانت نائمه بهدوء تام لكن ضمت زراعيها حين أصابها شيء من البرد لكن ازداد شيئا فشيئا.. شعرت بالبروده الشديده
استيقظت وهى تبحث عن غطاء برغم انهم فى الربيع، ما كل هذا البرد المحتل فى غرفتها
وقفت لكن جليت سريعا ورفعت قدماها من على الارض، لم تستحمل بشرتها الثلج الذى وقفت عليه.. الارض مجمده.. بل الغرفه بأكملها درحتها تحت الصفر
نظرت حولها بخوف لكن توقفت اعينها بصدمه حين وجدت الكتاب معلق فى الهواء
اتسعت عيناها على مصراعيها وازدادت ضربات قلبها خوفا، وجدته يدور وكأن هنالك من يمسكه ويقلبه بين يديه
توقف فجأه كان خائفه من ما يحدث امام اعينها وتكاد تجمد من خوفها وليس من البرد
وقع أرضا ليتوقف الزمن للحظه حليت على ركبتيها تنظر إليه وهو مصاحب الارض، شعرت ان البروده توقفت لم تقل لكن لم تعد تزداد، انزلت قدماها بحذر وحين لامست الارض وجدتها اعتياديه
سارت نحو الكتاب بهدوء التقطته فشعرت بدفأه وكأن هذا الكتاب روحا مكنونه داخله.. حين تلمسه تصيبها مشاعر الحزن والكآبه.. تشعر بالغدر والخيانه.. مشاعر سيئه تجعل قلبها محبط... وكأنها تعرف قصته كامله.. لكن الحقيقه انها لا تعلم ما بالداخل وما قصته... الامر غريب... الغرائب اجتمعت علي كاهلها
كانت جالسه فى غرفتها فى صباح مع كمبيوتر المحمول تعبث بكلمها وترسم بعض الشخصيات التى لم تتقن رسمتها
تسعد كثيرا حينما ترى أراء متابعيها، لقد ازداد عدد القراء على اخر فصل قامت بنشره.. اصبحت قصتها رائجه تعلو بعض الصفحات.. ينشرون الضحكات "ميمز" حول الشخصيات فتضحك معهم.. وتستشيط غضبنا حين يتغزلون بفرناس.. ياخذون رسنته ويعدلون عليها بالجرافيك عبر "fan art"... تعترف انهم فنانين بحق وقلمهم يمتاز عنها
: لينا ممكن تجبيلى طلبات
قالت ذلك والدتها كانت عائلتها على زياره غدا وتستعد لضيافتهم
: حاضر يماما
لملمت حاجتها وخرجت للتسوق، كانت تحب ذلك. الامر فلم يكن شاقا.. انها تعشق التسوق لوالدتها
كانت تحضر معلبات التونه وتقرأ مكوناتها ان كانت هى من ترغب بها
: المدونه هنا
اتصدمت ونظرت للمتحدث وانظهشت حين كان "معتز" قالت
: بتعمل اى هنا
: نفس الى انتى بتعمليه،.. اتفجات لما شوفتك.. بحسك تايهه يا "لينا"
: انااا؟!! بتتريق.. ثم تقصد اى بالمدونه
: بطلة القصه الى بتحكي مغامرتها... مش انتى بردو
: انت مش سهل
ابتسم ونظر إلى العلبه الذى بيدها قال : العلبه بالمقلوب.. بتقرأى عكس
اتحرجت وضعتها فى السله وقالت : مكنتش بقرأها
: عندكو ضيوف ولا اى
: عرفت منين
: شايفك واقفه ناحية اللحوم
: زياره عائليه قبل شهر رمضان
اومأ لها بتفهم نظر إليها قليلا وقال : اى موضوع الملك "فرناس"
نظرت له باهتمام لذكر اسمه : ماله؟!
: القصه متمحوره عليه
: لانه بكل الكتاب بتاعى فى الواقع
: بتكلم على كلامك عنه... باين انك معجبه بشخصيته
ارتبكت قليلا لكن ابتسمت وقالت : لو اتعاملت معاه هتحطلى اسبابى
اوما بتفهم وقال : اعترفلك بحبه المره إلى فاتت؟!
امتلأت وجهها بالدماء وهى تتذكره، تابعها "معتز" ليرى تعبيراتها، فقالت
: عشان ارجع
صمت لكن رن هاتفه رد عليه : حاضر انا جاى
قالت "لينا" : وراك معاد
: ندوه عن بحث كنت بشتغل عليه.. تحبى تيجى
: ينفع؟!!!
: لا بس هعرف اخليك تحضري
: ده عشان انت "معتز" ولا ماسك تهديدات على الكل
ابتسم أشار على حاجتها وقال : هعمل مكالمه، استنى عند الكاشير
ذهبت مع مشترياتها أثناء إخراج المال لمعرفة المبلغ رأت العامله تضع بطاقه ائتمانية قالت
: استنى، اى ده.. الفلوس فى ايدى
: بس الشخص ده ادانى الكرت وقالى انك تبع حضرته
نظرت للخارج رأته "معتز" تضايقت من تصرفه اخذت البطاقه منها واعطتها المال
: ده الحساب
اومات اليها وضبت مشترياتها فى الحقائب، انتهت حملتهم وحين اخرجت أنهى مكالمته حين رآها وتقدم ليحملها منهم ابتعدت عنه وقالت
: اى الى انت عملته ده
: عملت اى؟!
اخرجت بطاقته واعطته اياها علم سبب ضيقها اخذها منها ابتعدت عنه فأخذت الحقائب من يدها قال
: خلينى اوصلك
أشار لها على سيارته ذهبت معه قال
: مكنتش اقصد اى اساءه ليكى
: حصل خير، المهم متكررش
فتح حقيبة السياره وضع حقائبها، شكرته ذهبا ليركبا حين فتح "معتز" باب السياره توقف حين رأى عجوز وقع أرضا، ذهب لمساعدتك وفور ان تحرك من مكانه انيت سياره بسرعه قصوى اطاحت بالباب واتصدمت بالعمود
من فرط صدمته ظل واقف متصنما بما رآه، اجتمع الناس حول الحادث وسائق السياره عن سيره بذلك الجنون.. لكنه ظل يرا باب السياره المنتزع وتخير نفسه مكانه لو انه لم يتحرك لمساعدة ذلك العجوز لكان الآن.. لكان ميت لا محالا
التفت الى "لينا" التى كانت مصدومه مثله بحث عن العجوز باعينه لكن لم يجده، ذهب وهو يبعد الناس ظننا انه بينهم
قالت "لينا" : معتز
: هو
تعجبت منه وحين كادت تلحق به اوقفها اهتزاز قوي لى حقيبتها وحين ألقت نظره، كان الكتاب الذى صاحبها.. أنه هو.. أتى لإرسالها الى عالمها الخاص
رفعت وجهها لترى "معتز" لكن توقف حين رأت من يخطو بجانبها لتجده ذلك العجوز، طالعته بشده من وجوده هنا، كادت ان تلحق به لو انها صعقت بضباب يلتصق بها
شعرت بشيء خشن تجلس فوقه، فتحت اعينها لترى مكان غريب اشبه لها باسطبل خيول وحبن سمعت زمجره فرس علمت انها أصابت
اعتدلت وسارت قليلا لعدم فهم من وجودها هنا، رات "فرناس" اخيرا.. ذلك الوجه الذى انتظرت رؤيته من جديد واشتقت لعودتها من أجله.. ها هو امامها الان يقف عند حصان اسود حاد اللون ينتصف جبهته نقطه بيضاء على شكل نجمه.. يبدو مميزة مثل صاحبه تماما
كان يمسد على عنقه ويبدو ان الحصان رفيقه وليس حيوان له، لم تعم بأنه يميل للخيول لكن يبدو لطيف
: يبدو وكأنه رفيقك
سرعان ما وصه يده على حزامه وقبل ان يعلو بسيفه عند عنقها توقفت اعينه حين وجدها فدهش من عودتها
: "لينا"
: طال الغياب مثلما طال بقائك المله الفائته
اقتربت منه زمجر الحصان وارتفع عاليا خافت منه لكنه امسكه وربت علة رأسه وكأنه يخبره لا خوف منها، هل يفهم ذلك الفرس ان الاغراب خطر عليه.. لكنها ليست غريبه
: اقتربى
: هل انت متأكد لا اريد الموت الان
أشار إليها فتقدمت بقرب منه بتردد لكن انحنى برأسه قليلا الي، تعجبت كثيرا فهى لا تفهم لغة الخيول.. قرب رأسه منها أشار "فرناس" اليها.. رفعت يدها قليلا تخشي ان يطيح بها أرضا لكنه تركها تربت عليه مثل صاحبه
ابتسمت باستمتاع وهى تمسك على عنقه الصلب قالت
: هل هو يفهم؟! شعرت وكانه خائف عليك منى
: اظن ذلك
: هل ابدو لك مخيفه؟!
: انكِ اكبر مخاوفى
نظرت إليه من جملته، قاطعهم صوت من الخارج بوجود احد، اسرع واقفها خلف الحائط خشيه ان يراها احد لتدرك ان امرها قد فضح فى ذلك القصر وعلم الجميع انها "رزان"
وقف جندى امامه وقال : ارسل الملك نعمان خطابا لجلالتك
: حسنا
وقبل ان يغادر قال امرا : اخلو ممر جناحى والخارج ايضا، لا اريد احد هنا
: مطاعا جلالتك ، تأذن لى
غادر لتخرج من مخبأها باد سماعها لحديثهم قالت
: اظننى بالفعل أشكل خطر عليك
: انا الخطر بحد ذاته
قالها بلهجه غريبه وحبن التقت اعينهم وقفت بقرب منه قالت
: هل الوضع جيد هنا، الم يحدث اك شيئا أثناء رحيلى
: سيطرت على الوضع لا داعى للقلق.. لكن وجود فى القصر لم يعد امانا، ساوفر لك مكانا بعيدا عن اعين الناس
: الن تكون معى
صمت قليلا لكن قال : لكنى لن اتركك
اومات بتفهم وتذكرت سيئا قبل ان يغادر امسكت يده
: اريد ان اخبرك بشيء مهم
: الان؟!!
: حسنا حينما نكون مفردنا لكن اخشي ان اغادر خلسه وانت لست معى
تركت يده فقال : لنذهب
ذهب لكن وجدها واقفه فى مكانها التفت اليها بعدم فهم فقالت
: هل يمكننا البقاء هنا اكثر.. اود خوض التجربه
فهم ما تقصده قال : هل تستطيعن ركوب الخيل ام مشاهده عبر التلفاز ايضا
ابتسمت حين فهم ما فى جبعتها فقالت
: لا تستهين بى، التلفاز وسيله لتعليم ايضا
اقترب منها نظرت له أشار على الاسطبل التى تقف امامه افسحت له بحرج ليفتح الى حصانه الاسود ذو النجمه البيضاء وخرج باصطحابه تبعته للخارج فلم تجد احدا ولا بجانب المشاعل اية حراس
قالت "لينا" : هل استأذنت منه، لا اريد ان يرمينى أرضا اشعر بعدم تقبله لى
مد يده إليها وكأنه يقول لها هيا، امسكت بيده وقالت
: الا يوجد حزام لامتطى فوقه
: لن يروق لها ذلك
: عن من تتحدث؟!
: "عَثْق"
نظرت الى ذلك الفرس العربي الاصيل قالت
: هل هى انثى
وضع يده على خسرها ورفعها فى لحظه كالدميه فأصبحت على ظهرها، نظرت له بشده وكيف امسك بها، دق قلبها وتحاشيت الاستماع له الآن
أخبرها بثنى ركبتيها قليلا والميل للامام واضعه يدها عند عنقه ولاعلى قليلا مع التشبث جيدا، أكد عليها بوضعتها جيدا ان ركض بها، قلقت واخبرته انها لا تتقن الامر لكنه طمأنها حيث ربت على "عَثْق" لتتحرك رويدا رويدا
تبسمت "لينا" : أصبح الامر مسليا
بدأ بالتحديد ثم ركض بها انصدمت وتشبثت به
: لم يعد مسليا ابدا
امسكت به وجودها يعلو عنها كادت ان تقع لو عدم امسكها بعنقها جيدا، ثنيت ركبتيها ومالت بجزعها للأمام كما اخبرها وامسكت به بخوف وحين قفز بها وقعت لكن هناك من اعدلها وتوقفت "عَثْق" فور رؤيته "فرناس" امامها
نظرت إليه بشده ولم تصدق انها لا تزال بخير نظرت إليه ونظرت للخلف فكيف وصل لهنا بتلك السرعه
: انها مصدومه مثلى، سرعتك تضاهيها
: انتى بخير
: اعتقد هذا، فقط رأسي يدور وبشده
نظرت للارض لتنزل مد يده إليها تشبثت به قفزت الفرسه لتقع من فوقها امسكها لكن ارتمت فوقه، انطلقت صهير منها وكانما تضحك عليهما
تألمت وحين فتحت اعينها رأت يدها صدره المستلقه عليه دق قلبها وبقوه شديد من وضعها ذلك، رفعت اعينها فقابلت اعينه الرماديه التى تنظر إليها، امتلأ وجهها بالدماء لا تعلم من الخجل ام من الحرج
لأمي وجهها بانامله شعرت بأن قلبها سيتدحرج من صدرها، ابعد شعراتها لينظر إلى شفتايها التى توردت، اقترب منها اغمض اعينها بهيام وفور شعورها بانفاسه الحاره افاقت وابتعدت عنه سريعا وهى تعتدل باستقامه
لا يزال وجهها فى حاله انفجاريه لكن قالت بهدوء
: اعتذر، كان هذا بسببها.. تعمدت ايقاعى
اعتدل وانفض ثوبه قال : لا بأس، يبدو أنها تحمست اكثر من الازم
نظر إلى "عَثْق" اتيت ووقفت بقرب منه وهى تعنى رأسها إليه، طالعتهما "لينا" قليلا
قال "فرناس" : لنذهب
غادرت تبعته وهى تنظر إلى الفرسه بحنق من حبها الذى نزلته من "فرناس"، كان يسير بها ولم يكن احد سواهم من يعبر، الممر خاليا تماما الى طريق جناحه لكن كان هنالك من يقف عند الباب التفت وكان "بردله" الذى نظر إليها بشده ظن عودتها
انحنى قال: مولاى، مجلس الوزراء ينتظرك.. اتيت لرؤية جلالتك عن سبب تأنيرك ان كان هناك خطب ما
قال "فرناس" : اين "داغر"
: ارسل لى مرسل عن عودته بوم غد من رحلته "سينمخ"
: بإمكانك الرحيل
غادر دخل إلى جناحه تبعته لكن ألقت نظره على "بردله" الراحل ثم دخلت بضيق قالت
: لم اكن أريده ان يرانى
تعجب منها قال: من تقصدين
: وزيرك، اشعر بالريبه تجاهه.. بل تجاه الجميع
: اخبرينى ما يدور فى رأسك
كادت ان تتحدث لولا طرق الباب ذهبت لتختبأ، دخلت امرأه حامله ملبس على يديها تنحني امامه
: طلبتنى جلالتك
لقد كانت "صفيه" تفجات والتفت إليها وجدتها تضع ملابس نساء على المنضده قالت
: هل عادت
قال "فرناس" : اجل، سأرسلها لقصر "جارينا"
: خذ حذرك مولاى ارجوك، لا اريد ان يتسرب امر عودتها.. لن تهمد انفسهم تلك المره
: ساحرص على ذلك
غادرت و"لينا" متفاجأه وبشده قالت
: ما علاقتك بها، اظن اننى اخبرتك قبل رحيلى انها تعرف بأمرى
: اخبرتنى قبلها عن ما راته وبالفعل اكتشفت من تكونين لكنها لم تخبر احدا... اتيت الى لتحذرنى لكنى اخبرتها امى اعرف بكل شيء
قالت بدهشه: يبدو أنها تحبك، لم تكن هى من افشت سرى.. كان هو ذلك الامر الذى اردت اخبارك به
: بشأن ماذا
: اتعلم ان "رزان" محاربه من عالمى
نظر إليها بشده اومات له قالت : لم تكن اية محاربة، انها شقيقة صديق لى
: شعرت بذلك حين نظرت فى اعينها
: هل قابلتها؟!!!
: عند لحظه اعدامها اصطحبنى ابى وسالنى عن شعورى تجاها
: هل تمتلك يقين جيد، ماذا أخبرته
تذكر وهو واقفا بجانب ابيه ذلك اليوم حيث رأى شخص بجانبها ينبع منه هاله سوداء يستطيع رؤيتها بوضوح لكن تلاشت فور أن اشتعلت النيران من عليها
"اخى"
كانت تلك الكلمه اخترقت اذنيه بصوتها الضعيف المليء بالشجن،استماع سماعها لحسته القويه ليجد هالتها القبيحه تصفى وتصبح كالغيمه البيضاء
تذكر ماذا قال يومها جيدا "شيطان"
تفجات كثيرا قالت : هل كانت سيئه لهذه الدرجه
: لم اكن اقصدها هي
: عن من تتحدث اذا
: كان متجسد بها شيطان.. لعله الغرور من اوصلها لذلك.. يجعل الأنفس تزامن شيطان اجيانا
قامت بتغير الامر لتضايقها فى الحديث عنها
: تمتلك اعداء حولك.. هناك شخص اخر افشي امرى واصطحب الشعب للقصر، لم اكن أنا هدفه بل أنت
نظرت له قليلا واردفت : اعتقد انه ذاته الذى يود ان يقتلك
قلت اخر جمله بخوف قال
: هل تشكين فى "بردله"
: واخيك
نظر اليها بشده قالت : لا تفهمنى خطأ، اشك بالجميع.. لكنهم من يعرفون امرى.. ان لم تكن " صفيه" اذا احد منهم
: انهم يعرفون امرك باكرا لماذا انتظرو تلك المده لينالو منى
صمتت فهى لا تملك الاجابه قالت
: هل تثق بهم
: انك تتحدثين عن اخى، تردين ان اخونه
: و "بردله"
: انه صديقى، خوضت معارك وهو برفقتى.. حارب ببساله ولم يتنازع عن واجبه يوما
: اخبرتك بما أعرفه
: من مَن تحملين تلك المعلومات
: من هنا
أشارت على عقلها وقالت : هنا يكمن الكتاب الخاص بك، يعنى إشارات وأشعر به وكأنه روحا منى... وانا الأن اشعر بالتشاؤوم لذلك خائفه
: هل تشعرين بالخوف من اجلى؟!
نظرت إليه فهل يسخر منها كيف لا تشعر بالخوف وهناك من يدر لقتله
قالت "لينا" : ان من يريد قتلك يسعى الان لتفكيك بينك وبين شعبك لتكون فريسه سهله وينقلبو عليك و....
: و ماذا ؟! يقتلونى !
: اخبرينى ان كنتى خائفه علي وسأطمانك
: اجل خائفه
ابتسم بهدوء وقال : لا احد يستطيع قتلى تفهمى ذلك، يمكنهم انتزع السلطه لكنى حي.. لكن سأخذ خذرى وافكر فيما قلتله بشأن "بردله"
: اشكرك
قالتها بأمتنان وقبل ان يغادر سألته
: هل سأبقى فى جناحك ؟
: يبدو كذلك، الا ان تذهبين من هنا.. لا تخرجى لاى سبب كان
اكد بتحذيره لها وغادر لم تكن لتتهور كالمره الفائته
بقيت فى الجناح التقط الفستان الذى احضره وارتدته ثم وضعت ملابسها جانبا وهى تنظر من النافذه قليلا تتذكر الحشد الذى كان هنا اخر مره يطالبون بها، كانت مرتعبه وقتها، اكن ماذا ان تكرر ما حدث.. ماذا ان امسكوها هل ستعذب مثلما عذبت "رزان"... سيصلبةها ويحرقوها حيه
ألمها التخيل لكن تتذكر انها فعلت الكثير فى ذلك الشعب ايضا، لم يكن الامر هينا.. يلقبوها بالمحنه ويعلقون انها محنه اخر عادت ويودون التخلص منها
لا تعلم لماذا ذكرت اخيه له وتعلم حبهم الشديد لبعض حيث دافع عنه من ذلك الجندى الذى كاد أن يقتله، لكنها ارادت ان تكون مصدقيه.. لكن ان كان "داغر" فلما اخبره ان يسلمها لهم بل كان متضايق من حمايتها خشيه على اخيه لو كان المقصود كان سيدعمه على ابقائها
حل المساء عليها وهى باقيه فى جناحه، وقفت تنظر إلى الشرفه تريد الوقوف فيها لكن تخشي ان يراها احدا فتصبح كارثه
فتح الباب ذهبت لتراه لكن لم يكن هو بل أخاه الذى نظر إليها من وجودها
: عدتى اذا
: ماذا ترى
: ماذا تفعلين هنا؟! اين مولاى
: ذهب إلى المجلس ولم يعد الى الآن
اومأ بتفهم وقال: جيد اود ان اتحدث معك
اقترب منها ووقف امامها قال
: ان كنتى خائفه على "فرناس" من الأفضل أن ترحلى من هنا
: اخبرنى انه سيرسلنى الى قصر ا...
: اقصد ان تبتعدى عنه الى الابد
صمتت حين قال ذلك تنهد وقال
: اسمعينى جيدا يا "لينا" لا احمل اى ضغينه تجاهك لكن اخى هو من يهمنى، لم ترين ما حدث المره الفائته.. تم عقاب من دخل الى القصر مستأذنين بالطبع لكن ظل الشعب غاضب بشأن ما حدث وعدم حصولهم عليك جعل ذلك هدفا لهم.. ان تسرب خبر بعودتك سيكون اخى هو المتضرر الأكبر... انه ملك مسؤول عن راعياه
: لكنى لست بخطر
: المهم ما يعتقده الاخين، انه لن يتركك واثق فى حمايته لكى لذلك اخبرك ان تبتعدي انتى
: اتريدنى ان اهرب
: ان استطعت فلتفعلى
سكتت عند قوله ذلك
قال "داغر" : حينما يعود اخبريه بعودتى
قال ذلك وغادر بعدما ترك كومة حيره فوق راسها، فكرة الابتعاد عنه تضايقها حتى ناو عاشت فى قصر بعيده عنه فكيف عدم رؤيته مجددا، ثم انه المسؤول عن عودتها بإختلاق حدث ان ابتعدت لو تعود.. وان عادت سيعيدها هو فى ذات المكان الذى يكون فيه لمجرد انه فكر فيها ستجد نفسها لجاتله كما اخبرها العجوز وكما حدث معها اليوم... أنها مرتبطه به
فتح الباب اختبأت سريعا كان ابحاشيه يضعون الطعام على الطاوله، نظرت اليهم وهو يتوددون
: اين مولاى
: اشرف على عملك فقط
: سيبرد الطعام
: ان برد نحمل له الجديد الساخن
انتهو وغادرو من الغرفه عادت مكانها ونظرت الى الرائحه الشهيه تخشي ان تكون سر طعامهم شعوذة ما، او عفريت عبث فى النكهه
بعد بضع دقائق فتح الباب كادت ان تختبأ لكن رأته فشعرت بلأمان، نظر إليها قال
: لما تقفين هكذا
: اتاخرت، كنت فين كل ده
: لقد أجلت اجتماع هام لاعود إليك
سكتت لكن ابتسمت خفيه جلس على الطاوله شاركته الجلسه قالت
: "داغر" اخبرنى ان اعلمك بعودته
: عاد اذا
نظر إلى ملامحها لذكر اسمه قال : ماذا بك
: لا شيء
: هل قال لك شيئا ضايقك
: لا فقط اخبرنى بما قلته لك وغادر
: لماذا لا تأكلين اذا
اكلت معه ترك الجلسه فجأه نظرت إليه رأته يدخل الى ركنته الخاصه عادت إلى طعامها وهى تقلب بتلك المعلقه الفضيه شعرت بخطواته القريبه وجدت زراعيه تمتد نحوها نظرت له وتفجأت حين وجدت قلاده
نظرت اليه فتعانقت اعينهم ازاحت شعرها وتركته يلبسها اليها قالت
: ما المناسه
: لا يوجد مناسبه
عاد إلى جلسته لكن نمرت هى الى القلاده ذو ماسه حمراء على شكل قلب قالت
: اشعر وكأنى رأيت ذلك الحجر من قبل
تذكرت تلك الفتات التى راتها عند مكتبه مع الحجر المنحوت نظرت إليه بشده
: هل صنعتها من اجلى
: يبدو كذلك
ابتسمت وعادت بانظارها الى القلاده التى زينت رقبتها وخصوصا ذلك الحجر الماسي البراق لمجرد تخيله وهو يصنعه من اجلها يجعل قلبها يرقص على نغمات نبضاته
كان ينظر إليها وهى تأكل ثم تنظر إلى القلاده فيبتسم عليها
انتهت وجبتهم واخبرها بمغادرته عرفت انه سيقابل اخيه لم تتحدث لكن سألته
: "فرناس" اين سأنام
قال بهدوء : السرير امامك يا "لينا"
: لكنه سريرك لا تقل اننى سنتشارك السرير مثل الغرفه، مستحيل ان يحدث هذا
: لم اكن لأقل هذا.. نامى ولا تقلقى
: لكن
: لو كنت اريد ايذائك لفعلت
: اعتذر لم اكن اقصد ذلك
غادر وتركها فتضايقت من كلامها ان يكون احزنه، نامت على سريره لتغوص فى مرتبته، لامست وسادته والقت برأسها فوقه.. ابتسم على تلك الراحه من هذا السرير، انه سرير ملك
امسك قلادتها مجددا بتأمل لحجر الياقوت كما عرفته منه، لم تراه من قبل ولم تتخيل ان يكون حجر بذلك الاجمال، يستحق المبلغ المضاهى فى عالمها للحصول عليه
داخل جناح خاص كان "داغر" يمرر ممحاه عن نصل خنجره، فتح الباب التفت وكان "فرناس" انحنى حين رأه
قال "فرناس" : كيف كانت الرحله
: ازداد عدد المتمردين سيطرت على الوضع لكن اخشي ان يزداد
: المهم عودتك سالما
ابتسم إليه قال : اخشي من عدم عودت قائد جيشك ام أخيك
: الاثنان نفس الشخص، اخى
صافحه بعناق بادله بمحبه لكن "داغر" تبدلت تعبيراته نظر إليه قال
: ماذا بك
: لماذا لم تخبرني انها عادت
: عادت اليوم فى الصباح
: الم يعلم "بردله" ايضا
: بلى لقد رأها
: عجبا ظننته لا يعرف، لم يتحدث عنها او يخبرنى بوجودها
: هل يستدعى الامر اخبارك يا "داغر"، حذرتكم من الحديث عنها
: لا اريدك ان تتاذى، أنا اقلق من وجودها بجوارك والان هى فى جناحك
: اذا هل قلت لها كلام ضايقها بشأن خوفك ذاك
: هل اخبرتك؟!
: لم تخبرني استنتجت الامر من كلامك
: لم أقل شيئا سوى أن تكون حذره وتخاف عليك مثلما انت خائف عليها
اومأ بتفهم ربت على كتفه قال بجديه : الم اخبرك ان تهتم بنفسك ولا تقلق حيالى
تنهد كى لا يعارضه واومأ إليه مطاعا بعدم تكرار ذلك النقاش اخذ منه الخنجر ودسره فى حزامه جيدا قال
: لا تكن عازلا لدقيقه واحده... أعدائك ينتظرون الفرصه
نظر إليه "داغر" قال : "فرناس" اصبحت تشبه ابى
: انك تشبه اكثر منى
: اتقصد الوجه ام روح القياده.. اريده ان يرانى الان هل اصبحت كافوء ام لا زلت..
: انظر فى المرآه ستجد الإجابه
ابتعد عنه ليتركه اوقفه وقال : ماذا تنوى ان تفعل بها
: من يدرى، دع الاحداث تأخذ مجراها
كانت تلك جملتها الذى ترددها إليه، غادر ظل " داغر" ينظر لطيفه قال بجديه
: لن تكون الاحداث لصالحك
فى سكون الليل الهادئ كانت نائمه بإسترخاء، لامسها طيار ريح خفيف يحمل رائحه تتعرف عليها سمعت صوت نئيم البومه الواقفه عند الشرفه وكانها تطرق بابها
فتحت اعينها لتجد نفسها فى مكان غريبه محاط بجبال عاليه صلبه متصخره، ترى قمته تصل إلى ناطحات السحاب
نظرت إلى الارض كانت رمال ذهبيه اللون وكانما فتات ذهب تخطو فوقها... اين هى.. إلى أين انتقلت.. ما هذا المكان
: لينا
سمعت صوت يناظيها التفت حولها، رأت شخص يقف بعيد عنها لم تراه لكن تستطع ان تميز هياته
: فرناس
سارت تجاهه وكانما تسلب إليه شيئا فشيئا ثم ركضت إليه حين وجدته يبتعد
: لينااا
اختفى الكون الذى كانت فيه فى لحظه وحين ابصرت بأعينها الواقعيه رأت نفسها واقفه عند فوق سور الشرفه انتفضت فزعا من هول الارتفاع
كادت ان تقع لكن يده انتشلتها سريعا لداخل وكان "فرناس" نظرت إليه وهى تلتقط انفاسها بصعوبه
: ما الذى كنتى ستفعلينه
: هل كان حلم
نظرت حولها انها لا تزال فى قصره فى غوانتام
: ناديتك كثيرا، الم تسمعى
كان النداء منه اذا قالت : سمعتك لكن كان صوت داخلى.. لم ادرى بالواقع صدقنى
صمت وتذكر حين استيقظ على صوت وراها تفتح الشرفه وتذهب لهناك، كان قد حذرها من الذهاب لهناك وحين نادها لم تستمع اليه، ذهب اليها لتجدها تكمل سيرها نداها مجددا دون جدوى، ارتفعت بقدماها ووقفت فوق السور انصدم وركض إليها وصاح بها تلك المره فى اللحظه الاخيره...
قالت "لينا" : ماذا حدث
: كدتى تلقين بنفسك لو لم تفيقى
ارتجفت خوفا ونظرت الى السور فتلك المره الأولى التى تسير وهى نائمه قالت
: هل كان ذلك انتحار ام حلم
امسك يدها استقامت ودخلت معه، عادت بجلستها على السرير وهى تستلقى قالت
: اعتذر، لم اكن اقصد ما فعلته.. والوقوف بالخارج
: انتى بخير؟!
: اظن ذلك
: عودى لنومك
: خائفه، ان يتكرر ما حدث
: سأحميك وان كان من نفسك
تعلقت عيناها به نظرت خلفه قالت : هل نمت على الاريكه
تنهد منها قال : لم اشاركك السرير، استريحى
ابتسمت رأت بذوغ الفجر والليل ينقشع على بقائهم سويا
: اللعنه، انه اليوم
قال ذلك وذهب ليقفل النافذه قالت
: هل تكره رؤية الشروق
: احبه لكن ليس فى كل الايام... يتحتم علي البقاء بعيدا لحظة طلوع الشمس
: لماذا؟! هل تحترق
ذهب الى الشرفه وفتحها مجددا وقال : اتجدد
لم تفهم ما قاله لكن نظرت الى السماء مع شروق الشمس، وقفت لتقترب منه رات شيئا جعلها تتأمله لبرهه.. جلده ينقشع ويتشقق ويهر من اسفله كجلد حيه مدفون داخله لكن يلتنع كبريق ماسي، وقفت امامه نظرت الى وجهه قالت
: تبدو كاللؤلؤ، كيف يحدث لك هذا
: فى منتصف السنه مع بدايه الشهر الاخر قرص الشمس تكن فى اشاعته تحت الحمراء اقوى فتتعمد على بناء النصف الاخر من جديد
: تقصد نصفك النار وليس الطين.. والدتك كانت من الجن الاحمر
نظر إليها اردفت : قرأت ان اشعه تحت الحمراء يكمن الجن منها لذلك لا نستطيع رؤيتهم
اقفلت الشرفه التفت إليه قالت : الا تنوى اخبارى عن أمور يوم الغيام
: من تترصدين بالضبط
: كل شي لكن سوف احدد... من يعدم ذلك اليوم
: شيطان
: اعلم بعضكم إليه وتهليلكم بعظ موته لكنى اتحدث بجديه، ماذا فعل لتقول عليه شيطان
: لا انه شيطان
تشنج لسانها وقال : ش..شيطان، لكنه نزف.. رأيت دمائه.. كيف ين شيطان ومزلول هكذا
: ذلك الجسد الذى رأيتها كان لساحر "المقيان"
: المقيان
: لن تسرى ان عرفتى لذلك كان هذا لقبه، كان يتسلط على إحدى الشياطين ومارس الكثير حيث تسلط عليه شيطانه وخضعه اليه
: كيف تعرف
: أخوض نقاشا وارى صوت من يتحدث معى.. يوم الغيام يعدم فيه شيطان المقيان وساحره
: وكيف تعدم الشيطان الا تخشي منه
: لا يصبح شيطانا بدون قواه... تسلب برمال الكبريت الاحمر
: رمال ماذا؟!
عادت بذاكرتها الى ذاك اليوم الذى انقضت عليها أفعى رأت العجوز يهاجمها بغبار فو وجهها ويركض بها بعيدا.. معقول ذلك كان الرمل ذاته الذى يقصده "فرناس" لكن ان كان هو... اتصدمت حين أدركت ان الافعى لم تكن سوى شيطان رجيم
طرق الباب بضع طرقات ذهبت "لينا" مختبأه سمح له بالدخول وكان "بردله"
: مولاى، العربات جاهزه لقصر الصيد
اومأ اليهم بتفهم قال : تاكد من المعدات حتى أتى
امأ له مطاعا وغادر
: هل تثق فى "بردله"
: اخبرتك انه صديق قبل ان يكون تابعى
: مجرد سؤال ، اتثق به
: اثق به، لا زلتى تظنين انه من يفعل ذلك ويريد قتلى
: اننى استبعد احتمال شقيقك، لكنى لا استطيع استبعادهم الاثنان.. لما انت بارد هكذا كلوح الثلج
: عندما ترخى تفكيرك يستريح عقلك
: ماذا تعنى الا تهتم بما سيحدث قادما، اقول لك ان هناك من سيقتلك
: ليفعل ذلك... ان استطاع
: انك مغرور.. لكن اتعلم الشئ الذى يريحنى قليلا هى قوتك بدون استخدام نصفك الار انت قوي كفايه وذكي...اتسائل لماذا لا يمكننى ان اخذك معى لما انا فقط من يأتى إليك
: لماذا ؟!
نظرت له بعدم فهم اكمل قال : لماذا تريدى اخذى معك
توترت وقالت : لان هنا خطر عليك... انت تحمينى فلما لا احميك
ابتسم تعجبت منه قالت : تسخر منى
: انتبهي لنفسك، سأطيل الليله
تعجبت ولم تفهم اخذ ردائه وغادر من الجناح، رفعت يدها تجاه الشمس وتدرك تميزه عن سائر بشر، لكنه بشرى مثلها
"انا احبك"
تذكرت اعترافه لها لكن تعامله معها لا يزال عاديا لم يختلف لم يفتح الاحاديث لم يعرف جوابها.. القى قنبلته داخلها تتركها تنفجر بها مرار
تريد أن تسأله ان كان يفتعل حدثا ام انه صادق، باتت فى حيره من امره مجددا
ظل اليوم بأكمله لم يعود كان الحاشيه يدخلون يضعون طعاما ويخرجون كانت جائعه لكن تتأمل ان يعود كالبارحه.. الجناح أصبح معتم.. تشعر بهاله سوداء تحلق فى المكان وتتجاهلها عمدا
فتح الباب تلك المره ودخلت "صفيه" بحثت عن "لينا" باعينها قالت
: أمها انا، لا تقلقى
ن
خرجت إليها وطالعتها رات الخوف قليلا فى اعينها مثلما رأته فى اعين ذلك الجندى الذى كان أول من افشي قدرتها
قالت "صفيه" : اردت اخبارك ان مولاى لن يعود اليوم، ان ذهب إلى قشر الصيد يعود متأخرا لذلك كلى... الخدم يعودون بالطعام كما هو ويتسألون لماذا أرسله
: متى سيعود
: لا اعلم
ذهبت وبقيت فى مكانها كما كانت اكلت تلك المره ظلت اعينها مستيقظه تخشي النوم فتقول نفسها أثناء الحلم والواقع.. عقدت يدها على السرير بوشاح الرأس سمعت صوت نهيم البومه راتها واقفه عند الشباك، افزعتها واطمأن قليلا.. تتذكر صوتها ليلة البارحه واتيت بحظ سيء فوق راسها.. كانت بيضاء واعينها كأعين القطط الحاده، تنير فى الظلام الدامس ويبدو كالقمر بين السماء
ابتسمت وهى تنظر إليها : ازاى مخلوق جميل يرمزو ليه بالنحس
ظلت تنظر إليها وكانما تراها هى بالتحديد ثم حلقت بعيدا نظرت "لينا" دق قلبها بضع نبضات فاتربت بالقلق
فى منتصف الليل املات الضوضاء المكان، الصوت يرتفع شيئا فشيئأ.. هناك حشد كبير يقترب.. حشد بوجودها متهجمه وانفاسهم الغاضبه تشعل مشاعلهم الذى فى ايديهم بدلا من النار.. انهم هم النار الذى تريد أن تأكل مسعاها
كانت اعينها تضيق بانزعاج من ما تراه فى نومها
: لينا.. لينا افيقى
استيقظت وراته امامها نظرت إليه ومن معالمه الغريبه
: "فرناس" اخبرونى انك لن تعود...
: لا يوجد وقت، لنذهب
سحبها معه تألمت من يدها ليرى العقده قالت
: خشيت ان يتكرر ما حدث
قام بفك العقده وهى تنظر إليه بتعجب قالت : هل حدث شيء ما
توقف فجأه ثم تحولت احد اعينه الى الاحمر القاتم، ارتعبت منه وجدته ينظر إلى الباب ثم عادت اعينه الى طبيعتهما
: لنسرع هيا
: ما الامر اخبرنى
: الوقت لا يسمع للحديث يا "لينا"، لقد اقتربو
: من هم
امسك يدها واخذ بها سريعا للخارج وهى لا تفهم ما سر عملته بل ما سر قلقه، فور خروجهم قابلا "داغر" و "بردله" الذى اتو ركضا
قال "بردله" : مولاى ماذا يحدث، لما امرتنا بالعوده الان
: لقد علمو بوجودها
انصدمت وطالعته بشده، قال " فرناس" : بضع دقائق ويكونون هنا
قال " بردله" : هل تستطيع اختلاق حدث لتعود
نظر اليها حين نظر اليه قال : لا اعلم ان كانت ستعود ام لا، لكنهم يعلمون انها هنا.. لن يتوقفو حتى وان كان امرا منى
قال " داغر" : ماذا تنوى ان تفعل.. لا تقل لى انك ستهرب بها
صمت لكن سمعو صوتهم المرتفع راو شحصان يركضون عبر الممر متجهين اليهم رفعا "بردله" و" داغر" سيوفهم لكن انحنو فورا وكان جنديان
: مولاى، الشعب.. الشعب اجمع مجتمع بالخارج ويريدون اقتحام القصر ان لم تأذن بدخولهم
قال "فرناس" : امنوعهم لكن لا تاذون احد
اوما له مطاعا وركضا سريعا، التفت " داغر" الى اخيه من الكارثه الذى هم فيها، ذهب ب"لينا" وقف فى وجهه
: هل ستذهب معها، الجميع سينقلب عليك.. حتى الجيش مخلصين لك لكنهم لن يخاطرو بعائلتهم.. انهم من الصعب ايضا ويكنون لها نفس الضغينه
: انها ليست " رزان" انهم من لا يفهمون ذلك
قال "بردله": تمتلك خطه مولاى
: سأخرج بها من هنا، لا استطيع تركها
: وان تكتشفو غيابك سيعلمون انها كانت فى حمايتك كل هذا، وانك خدعتهم
صدر صوت صياح مرتفع فى انٍ واحد، خافت "لينا" ونظرت إليه قال
: احمو أنفسكم
اخذها وغادر بها وهو يركض بها عبر الممرات الذى يحفظها كأسمه، انه القصر الذى عاش به سنوات يتنقل هنا وهناك ويقيم المخابأ سرا، سحب احد المشاعل انحنى الى الارض اخرج خنجره وثقب به الارض وبدفع واحده ارتفعت غطاء وظهر نفق من الأسفل
مد يده إليها قال : التقطى نفسا عميقا، لا يوجد هواء بلاسفل
امسكت به وعبأت رأتيها بالهواء ونزلت معه، كان المكان ظلمه حالكه لا ينيره سوى الشعله
تبطأت قدماها حين افرغت ما فى جبعتها وتريد هواء نظر إليها
: اسرعى
اومات له بصعوبه سحبها خلفه صعد الى السلم وحاول رفع الغطاء لكن كان عالقا وهى تختنق جمع قبضته ودفعه بقوه فتحرك من مكانه،خرج سريعا وامسك بها لتأخذ انفاسها سريعا حين استقبلت الهواء، شعرت بأنها ستقتل حتما، قالت
: ما كان ذلك
: نفق يطل خارج القصر
نظرت حولها وجدته السور خلفها وأنها اصبحت بالخارج بالفعل، التفت الناحيه الأخرى انصدمت حين رات النيران مشتعله فى القصر وصحه قويه ازداد مع غضبهم ويريدون إحراق من فيه.. انهم هائجبن، ماذا يفعلون.. هل سيحرقون القصر، سيقتحموه بلفعل ويدفعون بقوه ليكسرون بابا خلق من الحديد الصلب الذى يحتاج الى نيزك لكسره، انهى امرك يا "فرناس".. لقد استهانت بالوضع لكنه خطير.. تخلى عن كل هذا من اجلها ولانانيتها لم تبتعد عنه
كانت تركض معه قابلا "داغر" و"بردله" الذى اتو ولن يستمعو لتحذيره
قال " بردله" : العربات من هنا مولاى
ابعدت يدى منه توقف "فرناس" ونظر إليها قالت : سوف اقابلهم
ضاقت اعينه قال : ليس هناك وقت هيا
ابعدت يدها بحده وقال : ماذا تفعل..انت تخاطر، اتحرك حجم ما تفعله، سوف اقابلهم وانتهى الامر، سأخبرهم انى لست "رزان"
: وهل تظنين انهم سوف يتركوكى ... كنت قد فعلت ذلك قبلك لكنهم لن يتركوك غير وهم يطفو بتراب جسدك فوق الجبال
شعرت بالخوف لكن تماسكت قالت : انك متهور، ماذا عنك.. انك تخسر حياتك
قاطعهم مجيء جندى راكضا وهو يلهث : الشعب هائج، سيقتلو الحراس ان لم يفسحو لهم
امسك يدها نظرت له قال : لا تضيعين ما فعلته هبائا
التفت اليهم قال : دافعو عن انفكسو، فور ذهابى افسحو لهم للدخول
قال "داغر": مولاى الن تعود
: لا اظن ذلك
تضايقت الجندى أعطى له تحيه مخلصه وهو ينحنى على ركبتيه
: جميعا فدائك مولاى
نظر الى اخيه واعينه المتعلقه به، اخذ "لينا" وذهبو كانت عربات بحراسه تنتظرهم طلت انرأه من تحدى العربات بقلق وكانت "صفيه" مد يدها الى " لينا" لتركب لكنها ظلت ممسكه بيده، نظرت الى الارض رأت الأحجار تتزحزح وكانما زلزال يضرب الارض
قال "فرناس" : سالحق بك، هيا
انطلق بوق قوى التفت ليجد فرس يركض كالفهد والنجم البضاء تعلو جبهته كانت "'عتق" مع جندى قام بإخراجها
: مولاى، سيكسرون الباب.. هناك اربعه اصيبو، يجب ان نفعل شيئا
قالت "ثفيه" بحده : هياا يا " لينا"
كانت مرتعبه رأته يذهب امسكت به، نظر إلى يدها الى تتشبث به قالت
: الى اين .. هل ستذهب اليهم، أتريد حمايتهم وانت اول من سيقتلوه ان عدت اليهم
: انهم فى خطر بسببى، اعكونى وقت لاخرجك الان جان دورى
نفيت له قالت : سيقتلوك لماذا لا تفهم، الا ترى.. انهم وحوش، لا تذهب
: علي ذلك
ابعد يده عنها نظرت اليه بشده كادت ان تنزل من العربه لكن انطلق السائق بها
: لا انتظر
نظرت إليه وهو يمتطى حصانه واختفى لحظه وتبعه " بردله" والجندى، كانت خائفه عليه كثير نظرت الى السائق وهو يسرع مبتعدا عن هناك يسير فى الطرقات الخاليه، ابتعدت عن هناك كثيرا واختفى الصوت
قال "لينا" : هل سيكون بخير
قالت "صفيه" : أامل هذا
فى لحظه رأت سكين بجانب رأسها اتسعت اعينها ونظرت اليها برعب بأن هنالك من أطلق عليها
قالت "صفيه" بصدمه : اسرررع
ضرب السائق الاحصنة فانطلق سريعا لكن صهل حصان عاليا حين رشق بجسده سكينا وتوقفت العربه وصارت تتدحرج
: هنااااك
ارتجفت خوفا وطلت برأسها وجدت فرقه خلفها ملثمين وجوهم، لا شك بانهم تبعوها من هناك طوال الطريق، نزل السائق وأظهر سيفه متصديا لهم سجبتها " صفيه" سريعا قالت
: لنخرج
ذهبت معها سريعا راتهم يقاتلون السائق الذى كان فقط يخلق لهم وقتا ويعلم انهم سيقتلوه
: لا تدعوها تهرررب
ركض اثنان خلفها ودفعو الحراس أرضا
: اركضى ساحاول تشتيهم عنكى
: لكن..
قالت بغضب : اسرعى، لا تتسببى بالمصائب اكثر من ذلك
وكانما واجهتها بالحقيقه فهى لا تفعل ذلك حبا بل ولائا الى " فرناس"، ركضت وتركتها تتصدى لهم اخرجت خنجرا قالت
: اتستقون على امرأه
نظرو الى بعضهم راو "لينا" من بعيد وهى تهرب
: ليست من تقف امامكم انها هناك، احضروها
قالت "صفيه" : لن يعبر احد
ركض اثنان امسكت بهم لكن هناك من ضربها على رأسها بقوه فجست على ركبتيها وارتمت والدماء تسيل منها، فتحت اعبنها بضعف رأت شخص يقف امامه يقول ببرود
: لماذا تعترضين طريقهم، ولائك يستحق كل هذا
لم تكن تستطيع الوقوف، رات الرجال ينحنون إليه بخضوع وحين كشف عن وجهه اتسعت اعينها بصدمه
اتصدمت بالشارع من شدة رفضها التقطت انفاسها بإرهاق سمعت صوت التفت بخوف راتهم خلفها
: ها هى
ركضت سريعا تبعوها وكانما لا يتعبون مثلها، تعبر بين الأشجار لعلها تضلهم عنها ومرتعبه.. خلع حذائها أثناء رفضها لكن لم تهتم يه وظلت تخطو فووق الأرض تدهش اشياء حاده وتتألم، أسندت بيدها فى محاوله لالتقاط انفاسها وراسها يدور من شده التعب.. راتهم اقتربو منها حاولت الركض لم تستطع فصارت مستسلمه
انخرطت قدماها ووقعت على المنحدر لتدحرج وينجرح رأسها وتستلقى أرضا، تراهم يقفون من الأعلى يبحثون عنها وان نظرو لاسفل لجروها معهم.. تسللت الدماء الى رأسها وشعرت بسخونته لتعلم انه موعد عودتها... "فرناس" ماذا حل بك
فتحت اعينها وجدت نفسها فى الطريق امام "super market"، لقد عادت.. عادت إلى عالمها اخيرا لكن الآن برغم حالتها تلك تريد العوده....
اعتدلت وجرح رأسها ممتلئ بلاتربه
: فرناس
لن يتركوه لقد ذهب إلى الموت بقدمه .. اللعنه تريد العوده.. تريد الذهاب إليه
ركضت على اقدامها المجروحه وكانها تريد القفز الى ذلك العالم، أوقفت سياره نظر إليها ومن ملابسها أعطته عنوانها سريعا فذهب، دعت ربها ان بكون بخير.. دعت ان تعود له وبكون سالما
: فكر فيا ارجوك.. فكر فيا عشان اجيلك
ظلت تتمنى أن تسلب الى مكانه الان، ان يحدث اى شيئا ويلقى بها الكتاب للداخل
وصلت الى منزلها ترجلت دون ان تعطيه مالا خرج وقال
: يا انسه، الحساب
رنت الجرس فتح الباب لها وكان ابيها نظر إليها بشده من هيأتها
: "لينا"
رأت " معتز" خلفه الذى طالعها بصدمه دخلت سريعا إليه وذهب ابيها الى السائق معتذره واعطاه حق اجرته
قالت "لينا" : معتز، فين الشنطه بتعتى
: شنطتك؟!
: ايوه فين بسرعه
قالت "هاجر" : كنتى فين يا "لينا"، واى الدم الى فى رجلك ده
قالت "لينا" : قولى الشنطه فين يا "معتز"
قال "معتز" : اديتها لوالدتك
احضرتها اليها انتشلتها سريعا وفتحتها لكن لم تجد ما تريده قالت
: الكتاب فين، فين الكتاااب
قال "غسان" : هو فى اى يا "لينا"
كانت خائفه عليه وكانما تريد انقاذه. تربد فقط البقاء معه
قال "هاجر" : "حسام" خده
: هو فين، فى اوضته
ذهبت سريعا ونظرو الى بعضهم باستغراب، دخلت على اخيها وكان خارج بالفعل انظهش حين رأها
: رجعتى امتى، اى الى حصلك ده؟!
: الكتاب فين
: حطيتهولك فى اوضتك على المكتب
تنهظت بضيق وذهبت الى غرفتها لكن توقفو حين لم تجد شيء على المكتب، فتحت الدراج لكنها كانت خاليه من وجوده
: فين يا "حسام"
دخل وراها تهرول باحثه علين قال : راح فين، كان هنا
: يعنى اى كان هنا
: مالك فى اى
: انا لازم ارجع.. لازم
بعثرت السرير وتلقى بأغراضها ارضا وتبحث جاهده للعثور عليها وقلبت غرفتها رأسا على عقب
: راح فين.. هووو فيين
نظرو اليه كانت لا تهتم بجروحها عن البحث عنه، لا تجده وكاأن الارض انشقت وابتلعته.. انه لا يتركها لماذا الآن... اليست صديقته الا يعرف انها تناديه الان، اين هووو... ترجوه ان يظهر، تؤجوه ان يعيدها لهناك..هل اختفى؟!!!!
امسكت رأسها بضيق وخوف لمستها "هاجر" انتفضت ونظرت اليها
: الجرح اتلوث
: الكتاب
قال "حسام" : هدور عليه فى البيت كله بس اهدى
سكتت نظرو إليها غادر "معتز" وكان متضايق من رحيله لكن وجب عليه ذلك لقد احضر حاجياتها فور رحيلها واحبرهم انها ذخب الى مكان حين عرف انهم لا يعرفون بسرها، تبعه "حسام" الى الخارج قال
: شكرا يا "معتز"
: ممكن لما تبقى كويسه تكلمني
نظر إليه قليلا اومأ اليه اخذ سيارته وغادر
كانت "هاجر" تضمد جرح ابنتها ووجهها المتسخ من الاتربه قالت
: روحتى فين الصبح
الصباح؟! لقد غابت لأربع ساعات فقط فرق الصباح عن الليل.. ماذا عن الثلاث ليالى هناك... تذكرت تحذيره لجنوده بعدم المساس بأحد.. لما هو مهتم بهم لهذه الدرجه، لو علم هؤلاء الشعب خوف ملكهم عليهم لما فعلو هذه الحماقه.. بل نعتوه بالخائن
قال "حسام" : اى الى حصل هناك
قال "لينا" : حصل كتير
انتهت والدتها وقالت بقلق : "لينا" فى اى، حد اذاكى
: دوريلى على الكتاب يماما ارجوكى
: حاضر
خرجت وتركتها وظل اخيها، كانت جالسه القلق لم يهدأ، ذهبت اخرجت كمبيوتر المحمول برفقة قلمها الاكترونى
جلست على مكتبها وكان يتابعها باستغراب
: بتعملى ايه
: هينزل جزء جديد النهارده ممكن اول ما العجوز يشوفه اعرف اقابله، هسيبله رساله فى الجزء هو هيعرفها
لم يناقشها ربت إليها محاولا التخفيف عليها بما لا يفهمه وذهب تاركا اياها بمفردها لتنهى الفصل سريعا، اخبرت اخيها ان يحدثهم ليتوقفو عن الارسال له بموعد الفصل الجديد وأنها تممه بالفعل
ظلت جالسه الى العاشره صباحا تفكر فيه وفيما حدث معه،خرجت الى والدتها وسألتها ان كانت عثرت على الكتاب لكنها نفيت بمعنى لا، استقبلت رساله وكانت من "معتز" الذى يسأل عن أخبارها،لم تعلم هل نزل الفصل ام انه قلق عليها حين رأها البارحه، رن هاتفها ظننته هو لكن كانت "سهيله" الذى تسأل عنها
: انتى فاضيه دلوقتى
تقابلا فى المقهى وجلست مع صديقتها التى لم تقابلها منذ انتهاء امتحناتهم سألتها عن ما حدث فى رأسها فلم تتحدث لكن رأت فى يدها مجله
قالت "لينا" : اى ده
قالت "سهيله" : شوفتى الحلقه الجديده
: هي نزلت ؟!
: ايوه من نص ساعه كده روحت علطول اجبها وقرأتها فى الطريق
تسالت اذا كان العجوز قد قرأها او التقى اى رساله منها
: الكاتب لو موت فرناس ، هقتله بجد
: مش هيموت
قالتها بأنفاال التفت الناس اليها وتفجأت "سهيله" قالت : اهدى يا "لينا" كلنا بنتمنى كده بس اننى مش شايفه الاحداث اتقلبت ازاى.. بجد لازم الحلقه الجديده تنزل فى اسرع وقت.. عايزت اعرف الى هيحصل وقلقانه فى نفس الوقت
: حلقه جديده ازاى وانا قاعده هنا
قالتها بشرود وهى تبكى همومها لنفسها بضيق، وضعت رأسها بين يدايها، اين الكتاب؟! اين العجوز؟! هل تترك لهم وقتهم، لكن الكتاب لم يكن يفارقها بل كانت ترتعش منه وهو يزاملها فى اى وزمان ومكان.. ليس فى المنزل ولا معها.. هل اختفى بحق.. تخشي ان يكون خلل اختفاء الكتاب امر سيء خاص ب"بفرناس".. او ان يكون مكروه قد اصابه
كانت عائده الى المنزل تسير وتجر قدماها خلفها، رأسها متزاحمه بالأفكار..لكن توقفت حين اصدمت بأحد
: اعتذر
: بقيتى تاخدى من لهجتهم
توقفت والتفت سريعا لتجده هو اميكت به كى لا يهرب وتشعر بالامل لرؤيته قالت
: قريت الرساله
:" هل كانت تلك النبوئه حول نهايه القصه ام ان هنالك احداث اخرى"
قالت "لينا" : عرفت الى حصل اكيد، الشعب عمل ثوره ودخلو القصر هو فدر يهربنى بس معرفش حصله اى.. انا عايزه ارجع والكتاب مش معايا ومعرفش راح فين
: مش هترجعى
تعجبت كثيرا وقالت: ازاى
: الكتاب رفضك يا "لينا"
: يعنى اى؟! يعنى رفضنى
: مش هتشفيه تانى
شعرت بتلك النبضع الخائفه قالت : لى.. لى مش هشوفه تانى
: حذرتك تمشي على الاحداث وبس ومترتكبيش غباء
صاحت بانفعال : احداث اى دى الى اسيبه يموت عشانها
اقتربت منه واردفت : مستحيل مرجعش تانى.. فين الكتاااب انا لازم ارجع ، كان يحبسنى هناك زى "رزان" بس ميخرحنيش
: وانتى عايزه ترجعى ليه
: هيقتلوه، كل ده بسببى.. قولى ارجوك هو عايش مش كده.. محصلوش حاجه.. رجعنى هنااك
امسكها بحده وقال : فوقى يا "لينا" ده ميت اصلا
لم تعد تمتلك حق الرد بعد ما قاله تركها تبحلق به قالت
: قولت اي ؟
: عايزه ترجعى عشان واحد ميت، مش عايش اصلا
: ميت!! ازاى.. نا لسا سايباه... عيشت معاه وكنت ?