رواية ميما الفصل السادس والعشرون26بقلم اسماء الاباصيري
عقد قران
بعد خروجهم من الغرفة رمشت عدة مرات بعيناها تحدق به بدهشة
مريم بصدمة : انت ماذا فعلت ؟ كيف امكنك فعلها ؟ تلقي بوالدتك وشقيقتك خارج المنزل هكذا وبكل بساطة
آسر ببرود : مريم .. لن نتناقش فى هذا ..... تم الامر وانتهى .. لا سبيل للتراجع الان
مريم بإصرار : بل يجب عليك التراجع ..... انا اعترف انى لن اسامحهم ما حييت لكن انت ....... هم والدتك وشقيقتك ... عائلتك
آسر : ليسوا كهذا طالما اساءوا اليك
مريم : لقد جننت ...... بفعلتك تلك اصبحت انا ايضاً لا استطيع البقاء بالمنزل معك وحدي .... كيف بإمكانى الاقامة معك الان ؟
توجه نحوها حتى اصبح لا يفصل بينهم سوى انشات قليلة ليردف فى هدوء
آسر : دعكي من هذا الان كما ان الدادة موجودة بالفعل معنا .... انا واثق من كونك قد استمعت لحديثي كاملاً خصوصاً اخر جزء منه
عقدت هى حاجبيها بإستغراب ... لتسترجع ماقاله قبل ان تفتح عيناها على اتساعها وتهتف به
مريم : مستحيل ... من تلك التي ستصبح زوجتك ؟
آسر بهدوء مقترباً منها اكثر لتعود هى بخطواتها للوراء قبل ان يصطدم ظهرها بالحائط فيحاصرها هو بيديه
آسر : المستحيل هو قبولي لرفضك هذا .... انتهى الامر يكفينا عناد انتى تحبيني وانا ... قطع حديثه يأخذ نفس عميق اخرجه ببطئ قبل ان يردف ..... انا اعشقك ... اعشق وجودك بحياتي ... اعشق روحك البريئة ... عنادك .... كبرياءك ..... حرير شعرك ...عيناك الساحرتين .... شفاهك ال....
قاطعته فور تجاوزه بالحديث بدفعة منها على صدره محاولة ابعاده ليرتد هو الى الخلف و على وجهه ابتسامة عابثة زادت من اشتعال وجنتيها لتهتف به فى ارتباك
مريم : هل فقدت عقلك ؟ ألم اكن انا سهلة المنال ..... ألم اكن فتاة رخيصة ينفر منها الرجال .....ألم تسخر من اعترافي ومشاعري اتجاهك ؟ اذاً لما التراجع الان؟
آسر باندفاع : لانك ملكة ... ملكتى ... ولا يجوز للملكة ان تسعى خلف اي شخص اياً كان حتى لو كان آسر البندراي ..... اردتك عزيزة النفس .... غالية ..... فأنتي امرأتي انا .... خاصتي
ابتلعت ريقها فى توجس واضطراب ... لم تظن يوماً ان تسمعه يعترف بمكانتها لديه .... اسعدها بل جعلها هائمة فى السعادة بنسبها له واعترافه بملكيته لها .... تعشق تملكه هذا وتحكمه بها .... تشعر بحبه عندما تلمح نظرة الغيرة بعيناه
مريم بتردد : لكن مازال لا يمكنني الموافقة على الارتباط بشخص تخلى عن عائلته وألقاهم بالشارع .... آسفة آسر .. ربما احبك ... اعشقك .... رغم اعجابي بغيرك لكن مازال حبك متأصلاً بداخلى لكن .... فعلتك تلك افقدتنى الثقة بك
ثم تركته خائباً وخرجت سريعاً نحو غرفتها
فرح بصراخ : ماذا ؟؟؟؟؟؟
سعاد ( والدتها ) : لما الصراخ ؟ حقاً اعانه الله على ما ابتلاه
فرح : امي اتدركين خطورة ما تفوهت به ؟ ........ تخبريني بتقدم شخص ما لخطبتي
سعاد : نعم اخبرتك بخطبة لا بمقتل احدهم
فرح : ومن تعيس الحظ هذا ؟
سعاد : جيد انك تعلمين كم هو تعيس .... حقاً لا اعلم كيف لفتي انتباهه ليتقدم لخطبتك ... على كلٍ انا لا اعلم من هو ... فقط اخبرني اباك انه شخص من جامعتك وسيأتى هو وعائلته بنهاية الاسبوع
فرح بصدمة : لكن انا لم اوافق بعد
سعاد : سيأتى الشاب لتريه و ان لم يعجبك نستطيع الرفض .... لكن لما الاعتراض الان وانتى لم تعلمي حتى من هو ؟
فرح بإرتباك : لكن امى انا ... انا لا افكر في الارتباط بالوقت الحالى اعني انى لم انهى دراستي بعد
سعاد : اخبرت اباك بكل تلك الامور ومازال يرغب بقدوم هذا الشاب لذا لننتظر ونرى ما سيحدث
فرح بتوتر : لكن لكن ....
سعاد بصرامة : كفاكي حديثاً سيأتى الشاب و اهله بنهاية الاسبوع... انتهي الامر
طرق مستمر على باب المنزل ايقظه من غفوته ليتجه ويرى من الطارق
الادهم مستغرباً : صافي هانم ورولا بمنزلي ..... يا مرحباً
دلفت كلتاهما بوقاحة للداخل دون استئذان لتجلس كلتاهما بأريحية وكأن المنزل لهما
الادهم بسخرية : ارجو ان تعتبرا المنزل منزلكما ... هذا ان لم تفعلا بالفعل
صافي بوقاحة : كفاك سخرية ...... اخبرني كيف تجرأت واخبرت مريم بشأن خطتنا بهذه البساطة ؟
تحرك الادهم ليتخذ مقعداً ويجلس بأريحية واضعاً قدماً فوق الاخري
الادهم ببرود : هذا شأني الخاص .... و لقد قررت انهاء اللعبة نهائياً .... ثم حدق بصافي بتركيز و اردف بنبرة يشوبها التهديد ......... وستنهيها انتي الاخرى
صافي بغضب : لا شأن لك بي .. انت رفضت اكمال الخطة لذا لا تدخل بخطوتى القادمة
هبط بكفيه بقوة على سطح الطاولة المقابلة له ليهتف بحدة
الادهم : صافي .... انتهت اللعبة بشكل نهائي ... لن تعبثي مع مريم مرة اخرى والا .....
رولا مقاطعة بغضب : وإلا ماذا ؟
صافي بتساؤل : ماذا حدث لك ؟ هل وقعت اسيراً لها انت الآخر ؟
الادهم : صافي ... مريم اصبحت تخصنى .... ومن يخصني يصبح تحت حمايتي ...... فقط تجرأي على وضع اصبع واحد عليها وستري ما سيحدث
نهض متجها لغرفته قبل ان يسمعها تضيف بوقاحة
صافي : لقد اخرجنا آسر من المنزل لذا سنبقى هنا عدة ايام حتى يعود لرشده ويطلب منا العودة مرة اخرى
الادهم بملل : جيد ما فعل ... ولا اظنه سيعيدك مرة اخرى انتى وابنتك الغبية تلك
فى صباح اليوم التالى هبطت للاسفل لتناول الافطار قبل مغادرتها للجامعة فوجدته ينتظرها بهدوء كعادته يرتشف قهوته بإستجمام ... سرعان ما انتبه لوصولها ليبتسم ابتسامة جعلتها تشك بكونه آسر ابن عمها بالفعل
آسر بإبتسامة ساحرة : صباح الخير
مريم بإرتباك : صباح الخير
آسر بنفس الابتسامة : هلى نمتى جيداً ؟
مريم بجدية : لا ... ماذا عنك ؟ ... هل نمت جيداً وانت لا تعلم اين امضت عائلتك ليلتها ؟
آسر بجدية : ومن قال انى لا اعلم
مريم بحماس : هل تعقبتهم وعلمت اين ذهبوا ؟
آسر : كنت اعنيكي انتي ؟ انتى عائلتي مريم .... وستظلين هكذا ... بل سنصبح بالمستقبل شخص واحد
مريم بتوتر : ماذا تعني بكلامك هذا ؟
تحرك من مقعده يستعد للمغادرة الى الشركة
آسر ببرود : اعنى ما فهمتيه مريم .... سنتزوج
تحركت هى الاخرى من مقعدها لتجيبه بحدة
مريم بحدة : لا اذكر موافقتي على عرضك سيد آسر
آسر بتملل : سأمهلك الوقت الكافي للاستعداد للزواج ...... لن اقيم خطبة ... سيكون عقد قران مباشرة .... همت بمقاطعته ليردف بقوة ..... لن اقبل المجادلة بهذا الموضوع .... مريم انتهى الامر .... حجتك بشأن ثقتك بي لا اساس لها من الصحة وان كنتي كذلك فعلاً فسأسعى جاهداً لكسب ثقتك مرة اخرى ولكن وانتى زوجتى تحملين اسمي
ثم تركها وغادر الى عمله فى حين كانت امارات الدهشة ترتسم على محياها قبل ان تُستبدل بإبتسامة خجولة وتعتلى وجنتيها حمرة الخجل
مريم : مابك ؟
فرح بشرود : لا شيء ... لا تهتمي واخبريني كيف حالك ؟ ماذا فعلتى مع الادهم ؟.. لم تخبريني بما حدث بالامس
مريم بتنهيد : حدث الكثيير .... اهمهم ان آسر طرد صافى ورولا من المنزل
فرح بصراخ : ماذااااا؟
اومأت مريم لتكمل
مريم : نعم هذا ما حدث بعد شجار انتهى بطردهم لى من الفيلا
فرح بغيظ : الحقيرتان .... لكن لما تشاجرتى مع تلك الساحرتان ؟ لحظة لحظة هل هذا يعني ان آسر قام بطردهم من المنزل بسبب معاملتهم لك ؟
اومأت مريم مرة اخرى لتردف بحزن
مريم : اشعر بتأنيب الضمير لما حدث .... كما انى غاضبة من آسر لفعلته تلك ... مهما فعلوا سيبقون عائلته
فرح بغيظ : اتنوين ان تفقديني عقلي.... مريم حبيبتى لقد تصدى الرجل لعائلته من اجلك .... وبرغم ذلك انا اكيدة ان آسر يعلم اين ذهبوا واين امضوا ليلتهم لذا لا تقلقي على هاتان الحقيرتان .... ثم اكملت حديثها بإبتسامة..... مريم اراهن على ان آسر يحمل مشاعر اتجاهك
حدقت بها مريم للحظات قبل ان يتحول وجهها للون الاحمر لتردف فرح
فرح بتوجس : مريم ؟ هل هناك شيء ما لم تخبريني به بعد ؟
ابتعت مريم ريقها بصعوبة لتوميء فى خجل
فرح بتهديد : مريم ؟
مريم بسرعة : لقد عرض علي الزواج
فرح بصراخ لفت انتباه جميع من بالكافتيريا : مااااذااااا ؟ وانا آخر من يعلم
مريم بتوتر : لقد حدث بالامس فقط
فرح بترقب : و بماذا اجبتيه؟
مريم : رفضت
فرح بقلق : مريم هل تخطيتي امر آسر حقاً ؟
مريم : بالطبع لا
فرح : اذاً ؟
مريم موضحة : اردت ان يسعى لينال موافقتى ...... رفضه لى سابقاً جرحنى جرح عميق ... لكنه رغم ذلك لم يسعى الي او يترجانى ... فقط فرض الامر علي وكأنه واقع لا محالة
فرح : جيد ما فعل ..... عنادك وكبرياءك سيفسدان الامر ... على الاقل هو سعى اليك بطريقته الخاصة و ان كانت بالاجبار اما انا .....
مريم بتساؤل : انتى ماذا؟ ما الامر ؟ لاحظت انك لستى بخير .... اخبريني
فرح بتعب وحزن : تعبت من اخفاء الامر ... مريم ... لقد تقدم احدهم لخطبتي ومبدئيا ... ابي وافق
مريم وقد فهمت الامر : لكن انتى لم توافقى اليس كذلك ؟
اومأت فرح لتردف مريم بهدوء
مريم : قلبك معلق بشخص اخر اليس كذلك ؟
اومأت مرة اخرى مؤكدة حديث مريم
مريم : فارس ؟
فرح بتنهيدة : تعبت من اخفاء الامر ... نعم احبه وليس مجرد اعجاب لكن الاحمق لا يشعر بما اشعر به على الاطلاق
مريم : ربما يفعل ... لكنه لا يدرك بتقدم احدهم لخطبتك ؟
فرح بدموع : لم اخبره ... ولما سأخبره ؟ ..... أتعلمين سأقبل هذا الشخص وليذهب فارس الى الجحيم
شعرت مريم بالحزن على حال صديقتها محاولة التفكير والوصول لحل لهذه المشكلة فهى تعلم جيدا مشاعر فارس نحوها لكن ..... هل هناك حل فعلاً ام ان الاوان قد فات
لكن خطرت ببالها فكرة وعزمت على تنفيذها لتستأذن فوراً من فرح وتتجه اليه ... هو وحده من يستطيع ايجاد حل لهذه المشكلة
............... : هل آسر بالداخل ؟
رفعت رنا نظراتها نحو هذا الصوت لتنقلب ملامحها من الهدوء الى الغضب وتجيب فى حدة
رنا : هو بالداخل لكنه ليس متفرغ بهذه اللحظة آنسة مريم
مريم : لا بأس فقط اخبريه انى هنا و سيكون متفرغ تماماً لمقابلتي
رنا بغضب : اخبرتك ان لديه عمل و لا استطيع مقاطعته
مريم بتكبر : اذاً لا تفعلى
قالتها لتندفع بعدها نحو باب مكتبه وتفتحه دون استئذان وتدلف الى الداخل تتبعها رنا بإعتراض على دخولها دون اخذ الاذن
كان يجلس بمكتبه يراجع بضعة اوراق خاصة بصفقة جديدة بالشركة ليجد من يقتحم الغرفة يتبعه صراخ رنا
آسر : ماذا يحدث هنا ؟ مريم ؟ ما الامر ؟ لما انتى هنا ؟
رنا : آسفة آسر لم استطع منعها من الدخول
تحركت مريم بهدوء نحو آسر حتى وصلت اليه لتقف بجانبه تكاد تلتصق به وتردف
مريم : آسر حبيبي .... اشتقت اليك و سكرتيرتك منعتنى من الدخول متحججة بعملك
حدق بها آسر بدهشة غير مصدق ما نطقت به ... هل نادته حبيبي ؟ ..... اشتاقت له ؟
فى حين طالعتها رنا بحقد وغيظ لاحظت مريم نظراتها لتهتف
مريم بلطف مصطنع : رنا عزيزتي ... انتى مدعوة لعقد قراني قريباً .... عذراً فأنا وآسر لم نحدد الموعد بعد .... حبيبي اظن الوقت مناسب الآن لتحديد الموعد
رنا بذهول : عقد قران ؟؟؟؟
اقتربت مريم من آسر اكثر لتضع يداها بيديه وتردف
مريم : نعم .. واخيراً ستتوج قصة حبنا بالزواج
لحظات حتى استوعبت رنا ما نطقت به مريم لتخرج فوراً من الغرفة وعلى وجهها إمارات الغضب و الغيظ
فور خروجها من الغرفة سحبت مريم يدها من يد آسر الذي يحدق بها بدهشة وصدمة ليردف
آسر : ماذا حدث ؟ أأنتي بخير؟
ابتسمت مريم بخجل قائلة
مريم : ما الامر ؟ أأنت منزعج من حضوري للشركة لرؤيتك؟
آسر بإهتمام : مريم اخبريني ما الامر ؟
تحركت مريم لتجلس على احدى المقاعد امام مكتبه وتردف بهدوء
مريم : أتعنى بشأن حضورى للشركة ام موافقتى على الزواج ؟
آسر : بالطبع بشأن الزواج
مريم : فى الحقيقة لم اوافق دون مقابل
تحرك آسر هو الاخر ليعود لمقعده ويسألها بجدية
آسر : مقابل ؟
اومأت هى لتكمل
مريم : عقد قراني مع عقد قران فارس و فرح
حدق بها للحظات يستوعب ما قالته للتو قبل ان يجيبها بإبتسامة واسعة وهو يعود بظهره الى الوارء ينظر لها بإنتصار قبل ان يهمس لها
آسر بسعادة : لكي هذا يا مليكتي
..........: امى اخبرتك وسأعيدها مرة اخرى ... لا اريد الخروج لمقابلته فقط اخبري ابي بموافقتي
سعاد : فرح ... تخلى عن دلالك هذا قليلاً واستمعي الي .... لا مفر من خروجك ومقابلته ... ربما لن يعجبك مظهره فيما بعد .... ماذا سنفعل حينها
فرح : امى لما تُلحين علي ؟ اخبرتك اني لا اريد لا اريد
اقتربت الام من ابنتها تمسك بمرفقها ساحبة اياها بعنف الى خارج الغرفة نحو غرفة الضيوف تفاجأت من فعلة والدتها لتجد نفسها تدلف فوراً الى داخل الغرفو دون ان تستعد نفسياً لموقف كهذا فتخفض نظرها للاسفل وتسمع والدها يدعوها للدخول ..... مازالت خافضة نظراتها تتحرك لتتخذ مقعداً بجانب والدها حتى نجحت فى الجلوس بأمان لم ترفع نظرها عن الارض قبل ان تسمع صوتاً مألوفاً يرحب بها
..............بخبث : مرحباً بالعروس
رفعت نظرها سريعاً تطالع صاحب الصوت بدهشة قبل ان تصرخ دون وعي
فرح : فارس !!!!!!!!!!!