رواية مزرعة الريان الفصل الخامس والعشرون25بقلم خلود عبيد


رواية مزرعة الريان الفصل الخامس والعشرون25بقلم خلود عبيد









"نهاية أم بداية "
( الحياة مثل القطار بها محطات كثيرة، مراحلها مختلفه فالسعادة لا تدوم والشقاء لا يدوم وبين هذا وهذاك يكون هناك اختبارات ، الاختبار ليس فى صعوبة اجتيازه ولكن فى تحمله وفهم الدرس منه ، أحياناً يكون اختبار لقوة إيمانك (ابتلاء ) وهو أعظم الاختبارات ، لا يجب أن ننجرف مع تيار الألم واليأس ولكن نتمسك بقوة ألامل والصبر ، فالله لن يضعك فى اختبار إلا هو على يقين أنك تستطيع تحمله هو جعلك فى يدك الاختيار فقط ، أن تواجه او تتخاذل ، ونتذكر دايماً قوله (أن مع العسر يسرا) )

**
فى صباح اليوم التالى 

لتاتى الخادمة تخبر "أزيد " ان الدكتور "زياد " ومعه ممرضة ، موجودين فى الصالون 

أزيد بيتصاعد الغضب إلى اعلى دراجات من الغيرة والضيق 
بهدوء مخيف = طيب ، شوفيهم يشربوا ايه 

أزيد فى نفسه بغضب(هو نادر مش قال أن ممرضة بس الهتيجى ، ايه الجاب الدكتور زفت ده كمان

ليذهب الى غرفة الاطفال ويسمع ضحكاتهم ويفتح الباب ببطئ ليجد منظر تمنئ أن يمتلكه ويكون هو عالمه 

كانت رحيل واقفه ترتدى بيجامة ورديه على غير عادتها وشعرها الطويل حتى منتصف ظهرها والاجمل ابتسامتها الصافيه ببراء ونقاء، تلعب وتلاغى "رحيم " وهو يضحك وبجانبهم "هلال " تنظر لهم وتلعب معهم وتضحك معه
هلال بسعادة =جميل أوى النونو ده يا ماما رحيل 
لتنظر لها رحيل وببتسامه = انتى أجمل يا لولو
لتضحك هلال بخجل طفولى 
لتسأل بفضول = كده يبقى رحيم أخويا صح
لتنظر لهم رحيل بابتسامه بسيط ، يتيمين كل منهم فقد ابيه وامه ، وعاش كل واحد منهم من بداية رحلة الحياة "يتيم " لكن لن تشعر أى منهما بذلك ستكون هى عالمهم وسعادتهم ومستقبلهم

رحيل بهدوء = طبعاً يا "هلال" ، رحيم بقى أخوكى الصغير
هلال = وبابا "أزيد " هو كمان ال بابا بتاعه
لتصمت "رحيل " دقيقتين ، شئ لم تفكر فيه ، هل سيتقبل "أزيد" وجود "رحيم " ؟ أم انه جعل مجئ رحيم هو زيارة بسيط 

ليقطع شرودها صوت أزيد وهو يقول
= طبعا يا "هلال " انا هبقى بابا رحيم كمان
لتفرح هلال وتجرى الى أزيد وتحضنه 
هلال بسعادة= هااااااى ، عندى أخ صغير العب معاه
لتسال رحيل = هو هيمشى أمته يا ماما رحيل 
لتبتسم رحيل باستغراب = ليه ؟
هلال= عشان نروح مع بعض عند مهرة ونركب الحصان الابيض
ليجاوب أزيد بابتسامه = لسه شويه يا هلال ، رحيم لسه صغير اوى ، لما يكبر تلعبوا مع الخيل سوا ماشى 

هلال تمثل التفاهم = ماشى ، بس خليه يكبر بسرعة

لتضحك رحيل على حوار "هلال " وتنظر ل "ازيد" باستغراب فاول مرة تجده يبتسم ،و الاغرب جوابه على سؤال هل هو صادق فى تقبله رحيم

أزيد ل هلال= روحى أوضتك هتلاقى نعمة هناك ، تغيرى هدوم النوم وتيجى عشان نفطر ماشى
لتهز رئسها بالايجاب وسعاده وتقبله على خده وتذهب مسرعه

وبعد ذهاب "هلال " ، كان رحيل وأزيد كل واحد منهم ينظر الى الأخر فى صمت ، وكأن كل واحد يحاول أن يقرأ ما بعين الثانى دون الكلام ، فدائما "حوار العيون أبلغ من كلام اللسان "

لتكسر "رحيل " حاجز الصمت 
رحيل بهدوء = ليه قولت كده ؟
أزيد باستغراب = قولت ايه ؟
رحيل= أنك هتكون أب لرحيم 
أزيد بجدية= لان هو ده الهيحصل
لتسأله رحيل بارتياب= انت متقبل رحيم بجد؟ انا عمرى ما هتخلى عنه في يوم من الايام 
أزيد = وانا هأكد تمسكك بيه ، اكثر منك ، المهم أن رحيم وهلال مفيش فرق فى التعامل بينهم تعامليهم بتساوى
رحيل بارتياح = اكيد انا بعتبر "هلال " زى "رحيم " بالضبط

أزيد = طيب ، الممرضة جت موجوده فى الصالون عشان تأخد عينة الدم من هلال ، عايزك تكونى معاها انتى عارفة "هلال " بتخاف من أى حد غريب وبالاخص لو ممرض او دكتور
رحيل = ماشى 
بازيد بضيق= بالحديث عن الدكتور ، دكتور "زياد " موجود مع الممرضة

ونظر لها "أزيد " يراقب رد فعلها هل ستكون سعيدة بقدوم الحبيب القديم أم ماذا ؟
رحيل بأستغراب وتوتر = دكتور زياد ؟! ، جاى يكشف على هلال ولا فى حاجة تانية ؟

لينظر لها أزيد بجديه وشدة = لسه هأعرف جاى ليه ؟
(وكانها هى المعنيه بقدومه ل هنا )

******************************************

** كانت معاملة "ازيد " لدكتور "زياد " نوع من الجفاف والسخط ، وكأنه يريد طرده بطريقة ذوقيه ، لقد لاحظت "رحيل " ، وتعجبت بشدة لتصرفات "أزيد" ، فأزيد دائما ملك من ملوك البرودة والجفاء ، لا يظهر شعوره لاى كان ،وكان أسلوبه لزياد يدرج تحت أسم "أسلوب فظ "

*بينما يحاول "زياد " ملاعبت "هلال " وهو يعاينها ، ويمزح معها ويحاول أضحكها ، محاولاً الابتعاد عن الجو المشحون بالتوتر منذ دخوله ، ونظرات "أزيد " الساخطة وكلماته اللاذعة وأسلوبه الجاف الحاد جداً

*كان شعور "أزيد " منذ ان رائي "زياد ، هو تهشيم رأسه والفتك بيه ، وزاد أكثر شعوراً بالغضب له عندما لاحظ محاولات زياد استراقت النظر لرحيل خلسة ! ،اراد لحظتها بأقتلاع عينه بيده ، لكنه تماسك على أعصابه بشدة ، أنها ملكه هو' هو فقط ! .

زياد = احمم ،كده كل تمام ، ومعاد العملية نهاية الاسبوع زى ما تحدد مسبقاً
أزيد بحده = يعنى كدة مفيش خطر عليها
زياد = لا طبعا الخطر وارد مفيش حاجة فى الطب تأكديه ، بس مع تحسنها الملحوظ الفترة الفاتت ، زال 20% من الخطر المتوقع ، وده فى صالح العملية وفترة النقاهة والتعافى بأذن الله
أزيد = تمام
زياد لرحيل = ممكن كلمة يا رحيل (كان يريد التحدث معها على انفراد لمعرفت جوابها على طلبه لزواج ، فقد شعر انها فرصته للفوز برحيل مرة أخرى والعودة الى دربه )

ازيد بغضب وحده مسرعاً= ممكن أعرف السبب

زياد وتوتر بارتباك من صوت أزيد ونظراته كانه يريد الافتراس بيه 
بكذب = لا مفيش أكيد مدام رحيل هى المرافقة ل هلال أثناء العمليه بما انها الممرضة المسؤوله عنها
أزيد بسرعة متهجم فى رده = لا ، مدام أزيد الريان مش هتكون المرافق ، هيكون حد تانى من الاقارب

زياد مستغرباً = انا مش قصدى مدام حضرتك ، انا أقصد "رحيل "

ازداد" أزيد "غضباً واراد "لكمه وطرده فورا" لانه نطق أسمها ، وتداعب لسانه وشفتيه بنطق أحرف أسمها ، انها ملكه مكمله لا ينقصها ذرة وحتى كيانها أيضا ملكه!
فأصبح شعور التملك ينمو لديه يوماً بعد يوم ، وشعور بالغيرة من ذكر أى رجل كان بعالمها سابقاً ، فهو عالمها حالياً والى الابد ، أقر هو بذلك فى صميمه الغليظ

ازيد بشدة جادة= ومدام رحيل (مشددأ على أحرف الكلمة ) تبقى مرأتى

لاحظ "أزيد" انخطاف اللون من وجه زياد وأصابته بصدمة غير متوقعة

ليكمل "أزيد" بثقة وتملك = أتجوزنا  من اسبوعين ،أكيد سمعت أنى اتجوزت "رحيل " هى العروسة

لينظر زياد الى رحيل التى تشعر بالتوتر والخجل والحرج وهو فى حالة من الصدمة ، لقد ضاعت منه هذه المرة إلى الأبد ، نعم فهو الخاسر من الاساس لتركها قبل زفافهم بثلاث شهور فقط ، ضاع منه حب الطفولة والمراهقة والشباب ، والان ضاعت منه فى مرحلة النضج والاستقرار ، ضاعت للابد!
وبهمس مصدوم = ال عر وسه؟!

*******************************************
**بعد مغادرة د/زياد سريعاً معلناً خسرته وانسحابه بشكل سريع والمغادرة ، وهو يلقى نظرة الوداع ' الالم ' الحسرة ' والندامه فى الأخير ! ( على سراب رحيل كأنها هى هيئة القصر )

رحيل بأقتضاب = ممكن أعرف سبب الاسلوب ده
أزيد بلامبالاه = اسلوب ايه؟
رحيل = أسلوب تعاملك مع د/ زياد النهاردة ؟ كان اسلوب فظ جداً
أزيد بدء غضب = اه وانتى خايفة على مشاعر حبيب القلب
رحيل بصدمة = انت بتقول ايه ؟، زياد كان خطيبى زمان ، حتى لو كان جدد طلب الزواج
ليقاطعها أزيد غاضباً بصياح = نعم! ، جدد ايه يا حببتى؟!
رحيل وصدمة وشعرت بالخوف من نظرته المشتعله الفتاكة =ط طلب الجواز
ليهب أزيد صارخاً = وبتعيديها تانى ، يعنى الاستاذ الدكتور المحترم كان موجود دلوقتى وحاطط عينه عليكى انتى ، مراتى ! وساكته عادى كده

رحيل بتوتر وتقطع كلمات من عصبيه أزيد = ااانا ماكنتش (لم أكن ) هوافق أصلاً
ازيد بسخرية غاضبة = لا كنتى وافقى كمان يا مدام ، انتى ناسية نفسك انتى مين دلوقتى ؟ ، انتى مرأتى ، "حرم أزيد جهم الريان " فااااااهمة

لتهز رحيل رئسها بالايجاب بسرعة 
رحيل وهى تبتلع ريقها = طب موضوع مرافقة هلال اا
وقبل أن تكمل رحيل قاطعها "أزيد " بسرعة 
أزيد بشدة وجدية بالغة= حازم هو الهيكون المرافق مع هلال ومش عايز كلام فى الموضوع ده تانى مفهوم

ليقطع حديثهم صوت رنين الهاتف المحمول 

**************************************************
*كان يجلس على سلم المستشفى متهالك ،وكان الدنيا كلها ضاقت بالخناق من حوله وتحطم هو لفتات صغيرة متناثرة

ليشد على شعر بيده بشده وهو يتذكر أحداث ما جارى فى الساعات الأخيرة

Flash bake

عند الثانية بعد منتصف الليل ،صدر صوت هاتفه برنين يكسر الصمت الذى يشغل عقله الشارد فى مجرى الامور للغائلة
سراج = ألو
=.............
ليهب سراج بفزع = ايه ، طيب وروح بنتى حصل ليها حاجة
=.........
ليهدء سراج قليل ثم يتحدث بقلق = طيب هما هيروحوا فين
=.............
سراج بأمر = تفضل جمب روح بنتى وتراقبها من بعيد ولو احتاجت حاجة فوراً تنفذها مفهوم ، وانا مسافة السكة وأكون عندكم 

ليغلق الهاتف وهو قلق ،ويدور فى عقلة عدة أسئلة وجوابات وغيرهم مخاوف كثير ، حدوث حادث وأصابة "حازم" وكان كان من الممكن أن افقد ابنتى ؟!

شعر بصدمة وقشعريره تمر بأنحاء جسده ،وكأنها صاعقة كهربائية لمجرد التفكير أصابه صغيرته بأى أذى بسيط ،أوخدش أو الأسوء فقدنها 

ليفزع ويسير مسرعاً نحو الخارج ،وعند خروجه جاءت عينه على الغرفة التى يحتجز بها "حنين " فشعر بالحيرة والحزن لها ، فهو يعلم أن "حازم " ليس مجرم أخ لها بل بمثابت الأب المربى العطوف

وببعض التردد تقدم الى حجرتها ولم يشعر بنفسه منذ أن طرق باب الغرفة ,انتبهت له ليأذن ويفتح الباب ويدخل ،وهو واقف أمامها يحاول أن يجد الكلمات الائقة ليخبرها بالخبر المفجع

حنين بأستغراب لحاله سراج الشاردة منذ دخوله
= فيه أيه يا سراج بقالك ساعة واقف مسهم كده ، ايه خلاص ناووى تفرج عنى (وتنظر بنصف عين ورافعة أحد حاجبيها دليلاً على الاستنكار )

لبأخذ سراج تنهيده عميق يتبعها زفر بالهواء بشده من صدره لصعوبة ما يريد أخبارها بيه
= بصى أسمعينى بتركيز وبهدوء سامعة بهدوء
ليتسرب القلق إلى أعماق قلب حنين وتشعر بالتوتر وبهمس=ماشى
سراج مبتلع ريقه =دلوقتى واحد من رجالتى البيراقبوا روح وحازم
حنين بصدمه = أنت عارف مكانهم؟
سراج = طبعاً عارف مكانهم ،من ساعة ما خرجوا من أرض الريان ، مش بنتى ولازم أطمن أنها بخير ، أكيد مش بعد السنين دى كلها وعرفت أنها عايشة أسبها تضيع من تحت عينى ، المهم مش موضوعنا دلوقتى 
حنين باستعلام = أمال؟!
سراج = حصل حادثة وو
(ليشاهد ملامحها لصدمة وتوقفها عن التنفس )
حنين بصدمة وتجبس جسدها وتوقف الدنيا من حولها و هى تحاول فهم كلمات سراج وتستنتج ما حصل وبدموع صامته وهمس ضعيف = وحااازم
سراج وهو يشعر بالأسى والحزن = فى المستشفى ولسه مش عارف حالته ايه ؟

لتشهق بصدمة وتضع يدها على فمها وتسقط على ركبتيها باكية وهى ترتعش

ليشعر بالحزن عليها وهو يراها كأنها زهرة سقطت من الشجرة عالية تهوى على الارض ذابله
لترفع لرئسها وتنظر له وهى تبكى =أنت صح صح (بصياح )

ليصدم سراج من أتهامها له ، ويرد بعنف وغضب = انتى أتجننتى ، ايه شايفانى قتال قتله ؟ ، ويوم ما أقتل هأقتل واحد كان من أعز الاصدقاء ليا وفوقهم زوج بنتى الوحيدة

حنين وهى فى حالة من اللا واعى = انتى عاوز بنتك ترجعلك ، تقوم تتخلص منه

ليمسك سراج ذراعها بشدة ويضغط عليه وينهرها بشدة= لا أنتى راحت منك خالص ، انا طبعاً عايز بنتى ترجعلى ، بس مش هأسبب ليها صدمه وأخليها "أرملة " بعد كام أسبوع من الجواز، وأخليها تعيش فى قهر ، وأذ كنت عايز كده ما كنتش خطفتك من الاول وأخطط استخدمك بدل قصدها
لتبكى حنين من ألم قبضته على ذراعها وحزن على أخيها ،وهى تفكر فى كلامه فهو صحيح 100%
وبهمس = أسفة

ليزفر سراج ويترك ذراعها= طيب انا دلوقتى رايح ليهم ، لازم حد يبقى جنبهم
لتهب حنين واقفه وبسرعة= خدنى معاكى (وبدموع رجاء ) ارجووك عايزة اطمن على أخويا

***************************
كان يقود بسرعة ,كأنه يسابق الزمن ويشق طوائف الليل المظلمة يحاول الوصل إلى ابنته مسرعاً التى يخيل له أنها تشعر بالفزع والرعب بعد حدوث مثل ذلك الحادث أمامها، يشعر بالقلق أيضا حيال تلك الجالسة بجوارة فى السيارة التى تصب عينها دموع صامتة تدل على خوفها وتمزق أوتار قلبها على شقيقها
**كانت مثل الصدمة وأصابه الشلل وهو يرى أبنته لاول مرة منذ أن فقدها وهى أبنته ثلاث شهور
، يرى ابنته الصغيرة متكومة على الارض بملابس تملائها الدماء وهى تجلس كالقرفصاء تبكى بفزع وصدمة

شعر كأن أحدهم طعنه بالسكين فى أوساط قلبه ، وهو يرى صغيرته فى مثل هذه الحالة المزريه السيئة 

لتجرى نحوها حنين مسرعة وتسألها عن حالة "حازم "
لتحتضنها روح وتمسك بها بشدة
روح ببكاء شديد والم ينغز فى قلبها وتقطع صوتها= بقاله أكتر من 6 ساعات فى أوضة العمليات ، مش عاااا عارفة حاجة عنه ، كل شوية حد يدخل وحد يخرج ، اااانا خاااايف اووووى يا حنيين ، قوليله يا حنين أوعى يسبنى هأموت من غيره ، ااانا بحبه والله بحبه كنت لسه هأقول أنتى بحبه وما أقدرش استغنى عنه 

حنين ببكاء وتحاول التماسك = أهدى يا حببتى مش كده ، هو هيبقى كويس صدقينى هيبقى كويس

لتنظر لها روح فى عينها وهى تسألها وكأنها تحاول الاطمئنان = هيبقى كويس هيبقى كويس

لتهز حنين رئسها بالايجاب وسط بكاءهم

لترفع روح رئسها لترى الظل الذى يقف امامها ، وعندما ترى أنه سراج تفزع وتهب واقفة

لتسرع بغضب نحو سراج وتمسك من تلابيب قميصه 
وبتعصب غاضب 
حنين = انت السبب ؟ انت المجرم العايز يقتله ؟ عايز تاخده منى ؟ ، وتقتل الحاجة الوحيدة البتفرحنى ، انا بكراهك بكراااااهك

ليصدم سراج ويتمنئ لو أن أحدهم قتله وقطعه على أن يرى نظر الغضب والكره فى عين ابنته له ،وسمعه وهى تنطق (بكراااااهك بكراااهك ) ، شعر كما لو أن بناء بمائة طابق سقط فوقه

لتجرى نحوها حنين وتنزع سراج منها وتجرها اليها
حنين بحزم تنهرها= انتى أتجننتى يا روح ، سراج لا يمكن يعمل كده ،ده كان هيتجنن عليكى وعلى حازم ساعة ما سمع وجاى بالعربية سايق بسرعة اووى زى المجنون ، خايف يكون حصلك حاجة ويكون جنبك وجنب حازم

روح بضعف وبكاء= هو قال هيخليه يندم ويدفع الثمن عشان اتجوزنى غصب عنه
لتوبخها حنين = اااه يخليه يندم (وبتماسك لم ترد أخبارها انه قد أسرها عنده لينفذ تهديه لحازم ) يعنى يخسره صفقه شغل اى حاجة مش يقتله ياروح ، حازم مهما كان ، كانوا اصدقاء فى يوم من الايام

لتهدء روح وتبكى 
ليقاطعهم صوت ممرضة
= لو سمحتم انت أهل المريض؟
ليرد سراج = ايوه
لممرضة= طب هو محتاج دم ، لانه نزف كثير والدم الموجود مش كفاية
لترد روح بلهف وسرعة= خدوا دمى خدوا ال انتى عايزاه المهم هو يكون كويس
لتنظر لها الممرضة بتردد ، فهى تبدو صغيرة وضئيلة الحجم وضعيفة أيضاً

ليقاطعة سراج بجدية وحزم = اتفضلى انا جاى معاكى ،أنا فصلتى O+مناسبة لفصيلة المريض

لتبهج الممرضة = فعلاً هو محتاج الفصيلة دى

ليسير بجانب الممرضة حيث غرفة التبرع والفحوصات قبل سحب الدم ، لكن قبل مغادردة التفت ونظر الى ابنته بحزن أسى ثم نظر الى حنين 
سراج لحنين = خالى بالك منها 
لتهز رائسها بالايجاب
لتشعر "روح "بالخزى والحزن على ما تفوهت بيه واتهمته ، فهو مازال قلق بشأنها

********************************************
كانت تنظر "حنين " بقلق الى "سراج "وهى تراه واقف كالجبل لا يهتز ، شامخاً صامداً ،رغم ما قالته الممرضة
:قبل قليل :
الممرضة لحنين = ارجوكى خدى بالك منه ، اتبرع بدم أكثر من قدرته عشان يقدر ينقذ المريض ويعوضه بالدم ، وده بيعرضه للخطر هبوط او لقدر الله صدمه بالجسم لنقص المفاجأة لدم

وتتنهد حنين بحزن على حاله أخيها (حازم ) الذى تم وضعه فى غرفة (العناية المركزة ) ،ولا تعلم كيف حاله 
*حيث انها تقف أمام غرفة العناية المركزة ، وبجانبها "روح " التى تكاد ان تجن من قلقها ورغبها برؤية "حازم" والاطمئنان عليه ، وسراج الذى يتلوع بناروقلق مرير وهو يرى حال أبنته أصبح يغشىء ان يصيبها مكرؤه جرأء ما يمر بيه حازم

**لياتى الطبيب لتهرول ناحيته "روح " مسرعة ، وهى تنظر له بخوف وقلق مما سيقول
الطبيب = مين أهل المريض ؟
ليجاوب سراج بجدية قاطعاً أى حدث مسبق له = أحنا حضرتك (ويأخذ نفس عميق وبقوة ) انا حماه ،ودى مراته بنتى ، والاستاذة تبقى أخته
ليندهش الطبيب حين رأى "روح " لصغر حجمها وقامتها القصير ، وتعجب ان تكون هذه زوجته وهذا والدها ، ولكن لم يعقب المهم المريض

الطبيب بحزن = الاول لازم احطكم بالصورة ، المريض جاى بحادثة خطير وأصابات متفرقة بأعضاء جسمه ، تمزق بالامعاء اتسبب بنزيف داخلى الحمد لله قدرنا نوقفه بصعوبه

لتشهق روح بصدمة وتتحجر الدموع بعينها بكبت مرير
ليتابع الطبيب = الاصعب هو الشرخ بالجمجمة وده لسه ما نعرفش توابعه أيه ، لازم ايفاقت المريض الاول بعدين نشوف التابعيات ، بجانب وجود كسر بالقدم اليمين وشرخ بساعد يده اليسار وكسر بثلاث أضلع القفص الصدرى من الجهة اليمين ،حاله المريض مدمره بالفعل بمعنى خروجة من غرفة العمليات وعايش دى كانت معجزة ، وانه يفوق دى هتكون معجزة أكبر

لتسيل دموع "روح " على خديها 
وبنبره مرتعشه = يعنى اية يا دكتور ؟!!
الطبيب بأسف = انتظروا الاصعب (ليخفض رائسه ) أسف

لتستوعب "روح " كلمات الطبيب (أصعب) ماهو الأصعب ما يمر بيه "حازم " ، لالا لالا لا يمكن ان ي يي كون لالالا 

لتسقط مغشىء عليها من هول الصدمة 
ليفزع "سراج " وهو يرى جسد أبنته يكاد يهوى على الارض ويسرع بحملها

ويصرخ ويهز بجسد
سراج بقلق وفزع = روح روح بنتى (وينظر بالارجاء ) دكتور حتى يلحقنا

أما حالة حنين كانت مثل الصنم وكأنها أكتفت من صدمات ، ما مرت بحياتها من وفاة والدها بالصغر ونبذها من خلال أمها ، ,أخيراً لا يمكن أن يتخلى عنها الاخى والاب الذى عرفته طول حياتها كان هو الوحيد الذى يكسر وحدتها التى تعيش بيها منذ ان ولدت 
(هو كل ما تملكه من عائلة )

وفاقت على صوت صريخ "سراج " ، و منظره وهو يحمل "روح " بين كلتا يديه وهى غائبة عن الوعى

******************
Bake
ليجد من يمد له بكوب بيه بعض الينسون الدافئ ،
ليرفع بصره وهو يرى أمامه حنين
حنين بصوت هادئ= خد انت محتاج حاجة تدفيك وتعطيك شوية طاقة تعوض الدم 
سراج وهو ينظر لسلالم الدرج = هى عاملة اية ؟
حنين وهى تتشبث بالكوب وتحاول ان تستمد القوة من داخلها = غيرتلها هدومها بالهدوم الجبتها ، والدكتورة قالت حقنة المهدء ال اخذتها هتخليها تنام كام ساعة ، لانها داخلها فى شبه أنهيار عصبى 

لتجد دمع تسقط من عينه على أرضية الدرج وهو جالس يحاول ان يخفئ ما بيه من ألم وحزن وقهر

(ما أعظم سقوط دمعت رجل من القهر )

******************
لتسمع صوت أمام غرفة حازم ، فتجرى حنين نحوها ويقوم سراج مسرعاً

ليجد امامه رَاجُلينِ ذو أجسام قوية مفتولى العضلات طوال القامة

سراج = خير حضرتك فيه حاجة ؟
-هى دى مش غرفة العناية المركزة الموجود بيها الظابط حازم
لينظر لهم سراج باستغراب = ايوه هى الغرفة ، مين حضرتك
-المقدم عماد (مشيراً الى نفسه ) و الرائد مصطفى ( الرجل الاخرى )
ليندهش سراج ولكنه مزال مستعجب الامر
سراج = سراج غراب رجل أعمال وابقى حماه حازم

لندهش عماد ومصطفى نظرأً لصغر سن "سراج " فلا يبدو عليه أنه أب لفتاة بسن الزواج
عماد مشيرالى حنين= وحضرتها
كادت ان ترد حنين 
ولكن اسرع سراج بالرد ليثبت انه الرجل المسؤل هنا = اخت حازم
مصطفى بمؤاساة= الف سلامة لحازم وان شاء الله يقوم بالسلامة
حنين بهمس= يارب
سراج = ممكن أعرف سبب تواجدكم؟
لينظر عماد الى مصطفى نظرة ذات مغزى بينهم
عماد= احنا عرفنا ان مدام حازم كانت موجودة معاه أثناء وقوع الحادث ، والحمد لله هى بخير ،احنا بس عايزين نتطلع منها على معلومات عن الحادثة
سراج بحزن= بنتى جالها انهيار عصبى ، وهى دلوقتى نايمة نتيجة المهدء
عماد = اسفين لحضرتك ، بس احنا ضرور نتكلم معاها فأقرب فرصة 
لينظر لهم سراج بتفحص أكثر وينتبه لبعض الامور
سراج بلهجة ونظرة حادة= الحادث كان مدبر؟
لينظر عماد الى مصطفى بارتباك ويحثه هو على الكلام
مصطفى= الظابط حازم كان شغال على قضية مهمة ، وفيها أمن دول ، احنا عايزين نتأكد اذا كان الحادث متعمد يبقى الظابط حازم حياته فى خطر وكل اليخصه
سراج باستفهام= كل اليخصه ؟! ، قصدك مراته ! بنتى ! (وبصوت عالى ) بنتى انا حياتها فى خطر
عماد بوقار= واخته كمان (مشير الى حنين ) عشان كده لازم نعرف

لينظر سراج الى حنين بغضب= ادى أخرت جواز اخوكى من بنتى غصب عنى ، بنتى كانت ممكن تموت من وراه ، انا بنتى لو جرالها حاجة هنسف الارض واجيب عاليها واطيها

حنين وهى تحاول التماسك قبل ان تنهار = بس حازم ساب (ترك ) الشرطة من كام سنة
مصطفى موضحاً = ده سبب من اسباب المهمة
كانت الارض تدور وتلف من حولها وهى تحاول ان تقف وتسمع ما يقوله الظابط
ليسرع ناحيتها سراج رغم غضبه وانفعاله الزايد ، ويقوم بسندها
سراج وهو ينظر الى خضر عينها الذى اصبح يحومه احمرار عينها من البكاء والحزن

سراج بهمس= حنين انتى كويسة ، اسف انفعلت عليكى مش قصدى
حنين بهمس ضعيف وهو يساندها لتجلس على كرسى = انا كويسه ما تقلقش

ليقف بجابها وحائر بما يدور حوله وكأنه دخل بدوامه من المشاكل والهموم فجأة

***********************************************************
فى قصر الريان 

وقفت رحيل أمام غرفة مكتب "ازيد " الذى حبس نفسه بداخلها من الصباح بعد الاتصال الذى نقل له خبر أصابة حازم ووجوده فى المستشفى بحاله خطيره يصعب النجاه منها
شعرت بالحزن عليه ،فما يبدو ان "حازم " اكثر من مجرد صديق ورفيق لأزيد
ولكن القلق والخوف قد أصابها حيث انه لا يرد على من يطرق الباب 
وحتى عندما جاءه (ابو الفضل )بأمراً مهم وخطير لم يسمح له بالدخول او حتى رد عليه
فتعذرت له نيابه عنه ، وقالت له يمر فى وقت لاحق 
رحيل بداخلها = يارب يارب هون ، لطفك يارب ياااارب

وتعود الى النظر الى باب الغرفة وتقف ساكنة مكانها تنظر بحزن وحسره 

******************************************
فيا رفيقى يا صاحب دربى
إليك طريق نخطو معاً
فكم كنت سندى سديد الرؤاى
حسن الخليل بظهر الدنا
منذ الطفولة كنا معاً
ووعد لشيب نبقى كذا
فنصف العملة نكملها معاً
بجانبك تكون لصورة معنى

كان يجلس بعتمت الغرفة كانها تبلعه من شدة ظلمها ولا يظهر فيها من ملامحه ، فقط شهيق الاكسجين الهادى الذى يدخل الى رئيته ويخرج زفير حار خانق ، لما ينفخر فى صدره من براكين ألم وقهر وحسرة و........ خوف!

ليضئ ضوء خافت يخرج من مصباح قابع على المكتب 

وينظر الى الصورة التى بها (هو وحازم ) يوم تخرج حازم  من كلية الشرطة ، وهو ينظر ابتسامتهما ، ابتسامة حازم واشراقته وتفاؤله للحياة 

ويتذكر 

حازم بضحكة عالية = يخربيتك يا ازيد دخلت ازاى ؟
أزيد بتفاخر مصطنع = انت ناسى يا ابنى انا ابقى مين 
حازم وهو يضحك = لا عارف ، بس وصلت لغاية كلية الشرطة يا جبار
ليضحك ازيد = اه ، بس بينى وبينك "زين" هو قام بالليله طلع واصل يمكن اكتر من رئيس الاركان
ليضحك حازم بشده على ازيد= يخربيك مش لدرجادى ، بطل قلش (هزار) فين زيناوى كبيرنا (يقصد زين )
ازيد = انا اعرف تلاقيه راح يشوف بنت ولا حاجة 
حازم = يا سلام فى كلية الشرطة
ازيد =سيبك منه خدى دى (ويعطيه علبة سوداء )
حازم= ايه دى 
أزيد= هدية تخرجك من زين 

حازم وياخذها ويفتحها ليجدها ساعة ماركة "روكسى "
=واو لاطلع ذوقه عالى زيناوى (زين) ، ها فين هديتك انت كمان
أزيد وهو يخرج علبه صغيرة = خد مع انها خساره فيك ، عشان واطى وطول السفر بتتصل مرة واحد بس كل اسبوع
حازم = وانا اعمل ايه يا ازيد نظام الكلية صعب ، والتدريبات وكده يعنى 
ازيد = خلاص انته هتولول ، اهو تخرجت اما نشوف بقى
حازم وهو يفتح العلبة= واو خاتم فضة رجالى مطعم بالزمر الاخضر ، لا مكلف نفسك يا راجل
ازيد = خلص عايزين ناخد صورة مع بعض بالبدلة الظباطى دى
ليضحك حازم = حبيبى يا ابو الريان
ازيد بغيظ= انت مصر لسه
حازم = امال اول عيالك لازم يكون ريان 
ليضحك ازيد = مش لما الاقى الاول ام العيال
ليضحك حازم عليه

**********************
وفى ذكرا أخرى 
عندما افاق من الحادث ، ووجد نفسه عاجز عن تحريك اى جزء من جسده ، انفعال واخذ يصرخ ومنع دخول اى شخص له ، فكان يشعر بالإيهانة عندما يلمح نظرة الشفقة بعين احد 
ليجد حازم يجلس بجانب السرير على كرسى ، جامد وحازم فى  مجلسه جاد
حازم بشدة وجاد= انت مش ضعيف انت قوي ودى محنة و مش لازم بس لا انت تقدر تعديها ، مش أزيد الريان الينكسر واو يردخ للامر الواقع ويبقى يأس بالشكل ده 
تقدر تقوم من تانى ، مش جسمك او شوية الكسور دى هى الحدد مصيرك او تختار تموت ، ده مش معادك يا ابن الريان لسه فى العمر باقى ، دى حرب ، وانا عارف "أزيد الريان " لا يمكن فى أى حرب يقبل بالهزيمة ، النصر انك تقوم من تانى

ليشدد امساكه بأطار الصورة 
أزيد بهمس= وده بردوا مش معادك يا ابن علام (حازم ) ،دورك بالحرب جه

********************************************
كانت "حنين " تحاول استعابت كلمات تلك المرآة عبر الهاتف المحمول التى تدعى انها "أمها " ، اى أم هذه
حنين بزهول = بقولك ابنك حازم موجود فى العناية المركزة
سهير = وقولت الف سلامة هأعمله ايه يعنى اكتر من كده
حنين= المفروض تيجى تطمنئ عليه تشوفيه ، ده اقل شئ
سهير = لا مجيي هيقدم ولا هيأخر ، انتى مش بتقولى الدكاترة مهتمين بيه خلاص هما بيهتموا بشغلهم ، اكيد احسن منى
حنين= بس المفرض يحس بيكى 
سهير بأفف= اووه حنين ، سيبى موضوع حازم على جنب دلوقتى ، انتى كنتى فين ، على اساس تيجى القاهرة من يومين ، انا كنت عاملة حسابك على مقابلة مع المنتج شاكر فهمى 

حنين باندهاش = انتى بتتكلمى جد ، انتى عايزانى ااقابل الرجل ده ، ده مش بس اكبر منى مرتين او اكثر ده انسان وقح وسمعته سيئة 
سهير بلامبالاة= عيب يا بنت ، ده كله كلام اشاعات ، وكمان هو المنتج للفيلم الجديد بتاعى
حنين= اه قولى كدة بقى ، انتى بتستخدمينى كبيعة وشروة
سهير= اوه ما يجاد ، اه الكلام السوفاش بتاعك ده يا بنت ، ايه القرف ده 
اسمعينى كويس  لازم تيجى تقابلى الراجل ضرورى
حنين =اسفة مش هقدر ، اخويا بحاله صعبة وانا مستحيل اتحرك من جنبه
سهير بلهجة تهديد = اسمعى حازم مش موجود دلوقتى ، او حتى فى وضع يقدر يقفلى ويحميكى فأسمعى الكلام وانتى ساكتة 

واغلقت الخط بوجهها
كانت الصدمة تشل "حنين " وهى تنظر الى الهاتف ، أى "أم " هذه أنها امرآة منزوعة المشاعر بلا تأكيد
******

كان ابواب يوم جديد يحمل معه شمس صباح لاحداث جديدة

نعمة =الست ليلة هانم رجعت 

لتدخل ليلة بكل أناقتها وجمال مهيب ، وشموخ عالى وهى تنظر الى ارجاء القصر وفى عينها لمعة انتصار !

***************
انا مش هقول اى حاجة عن تاخير 
اغلب الكومنتات كنت برد وظروف وراى بعض تعك الدنيا معايا 
لكن انى يجيلى رسالى سب وشتيمة وتقليل من القيمة ده 
خط احمر عندى 
انا لاباخد فلس (فلوس ) من الكتابه دى وانشرها باى مكان 
غير انها كانت هواية ان شاء الله هابطلها وارجع ادفنها جو مكتبتى تانى 



تعليقات