رواية غفران هزمه العشق الفصل الثامن والعشرون28 بقلم نورا عبد العزيز



رواية غفران هزمه العشق الفصل الثامن والعشرون28 بقلم نورا عبد العزيز





___ بعنــــوان " كبرياء رجل عاشق" _

وقفت "قُسم" على ركبتيها فوق الفراش تتحداه بلا خوف ثم قالت:-
_ وألا ... أوعى تفكر أنى هخاف منك، وهطلق يا غفران بالعند فيك

ضحك بسخرية وهو يقف على حافة الفراش بركبته اليسري ومسك فك وجهها بغيظ يكاد يمزقه من تحديها إليه وجراءتها ثم قال بخباثةٍ مُتكبرٍ:-
_ جربي، وريني أنهى مأذون هتجيله الجراءة أنه يطلقك مني يا قُسم

رفعت حاجبها بينما يده تعتصر عظام فمها من قوة ضغطه عليها لكنها تحمست أكثر لإغاصته ثم قالت:-
_ هرفع قضية طلق يا غفران وهتطلق منك، أنا مش هعيش مع راجل من غير قلبه، مستحيل 
ترك وجهها ببسمة خافتة على سذاجتها البريئة وهى تعتقد أن هناك من سيتجرأ على تقديم دعوة الطلاق للمحكمة بأسمه، أستغربت بسمته الماكرة وتابعت تصرفه حين أخرج الهاتف من جيبه وأتصل على "عُمر" وعينيه ترمق فتاته بغرور يمزقها لأشلاء وفور أستجابة "عُمر" إلى الأتصال قال بحدة صارمة:-
_ كلم المحامي يجي بكرة المكتب ضرورى ويجيب معاه ورق لرفع دعوة طلاق يا عُمر

تعجبت "قُسم" بصدمة ألجمتها من صرامته الحادة وتنفيذه لحديثها، قالت مُتعجبة:-
_ أنت بتهزر صح؟

أغلق الهاتف وسط دهشة "عُمر" أيضًا الذي لا يفهم من سيطلق فإذا كانت "كندا" فلما القضية، أبسط شيء سيطلقها، وإذا كان الأمر يتعلق بزوجته التى أفتعلت الكوارث اليوم فلن يُصدق أنه سيطلق فتاة أحبها بكل صدق من قلبه، ضحكت "قُسم" على هذا الحديث بعنادٍ أكثر وقالت بمكر:-
_ اه ياريت يكون بسرعة، بصراحة أنا لو مكانك أطلقني بدل المرمطة فى المحاكم 

ضحك بخباثة شديدة ثم قال:-
_ نسيت أقوله يجهز مليون جنيه مؤخرك يا زوجتي الغالية 

كزت على أسنانها بينما هو يغادر الغرفة تاركاها خلفه تشتعل من الغيظ والغضب برغم كل ما فعلته اليوم لتنتقم منه لكن فى نهاية الأمر هى من أحترقت بنار الأنتقام وليس هو..
دلف إلى غرفته بعد أن أنتهوا الخدم من تنظيفها قاصدًا غرفة ملابسه ليُدهش عندما وجد ملابسه دُمرت بالكامل فتمتم بعفوية:-
_ بنتي العنيدة، تحمل يا غفران تحمل عنادها 

أخذ ملابسه ليبدل ثيابه بعد أن أخذ حمام دافئ ووجد وجلس على الأريكة بجسده المبلل يتابع أخبار شركته والمشاريع التى سيناقشها غدًا فى الاجتماع، قطعت الأضواء كاملة بالقصر مما أدهش "غفران" ووقف من مكانه ليغادر الغرفة فسمع صوت الخدم بالأسفل وأضواء خافتة من هواتفهم، سمع صوت صراخها من الخلف فأستدار وقبل أن يتحرك شعر بها ترتطم بجسده بأندفاع قوة من ركضها حتى سقط على الأريكة المجاورة له بقرب الدرابزين الخاص بالسلم وهى بين ذراعه، تشبثت بعنقه بشدة ورأسها فوق صدره تستمع لنبضات قلبه حتى قاطعها صوته بينما يقول:-
_ قُسم

تمتمت بصوت مبحوح قائلة:-
_ غفران 

تبسم بخفة عليها من دقائق معدودة كانت تطلب الأنفصال عنه والآن تتشبث بعناقه فتمتم بخفوت شديد بأذنها:-
_ عجيب أمرك يا ستات 

ظلت بين ذراعيها مُتشبثة به حتى غفت فى نومها العميق بأريحية بينما هو ظل ساكنًا يستمع لصوت أنفاسها، رن هاتفه يعلن عن أستلام رسالة من "عُمر" الذي يخبره برسالته أن حصل عطل فى الكهرباء بسبب زوجته الشرسة التى حاولت تخريب صندوق الكهرباء بالقصر، ضمها إليه بسعادة أكثر وهو يقول:-
_ فداكِ قصري وملاييني وروحي وعمري كله يا قُسم 

أغمض عينيه على الأريكة مطوقها بذراعيه......

__________________________ 

[[  قصــر اللؤلؤ ]]

خرجت "رزان" من غرفة المكتب تحمل بيدها دفتر الشيكات الخاص بـ "نورهان" وقالت بجدية:-
_ أتفضلي

وقعت "نورهان" الأيصال بينما تقول بحدة صارمة:-
_ مش هوصيكي يا رزان إياك يعرف أن الفلوس دى مني، خليه يفهم أن البنك سمح بالقرض

تمتمت "رزان" بلهجة خافتة:-
_ متقلقيش، بس فى حاجة لازم حضرتك تعرفيها

_ خير

تحدثت "رزان" بنبرة جادة تقول:-
_ أنس وصله خير موت ملك وأتحجز فى المستشفي والشيء الأهم أن رئيس المباحث وحيد أمر رجالته بالتحقيق من جديد فى القضية كأنه شاكك أن أنس ممكن يكون بريء

وضعت "نورهان" فنجان القهوة من يدها على الطبق ببرود شديد وهى لا تبالي بشيء نهائيًا ثم قالت:-
_ مفيش حاجة أسمها برئ يا رزان، أنس هو القاتل ومتسمحيش بأى حقيقة غير دى تحصل، مش قُلتِ أن أن ميعاد الجلسة أتحدد

_ أممم، بس رئيس المباحث دا مش مطمن، وبحث عن خليفته 
قالتها وهى تفتح الجهاز اللوحي لـ "نورهان" وتقدمه إليها بتقرير عن "وحيد" ثم قالت:-
_ عنده 35 سنة أرمل، معرفة فى الشرطة بنزهته وصرامته ومبيخافش من حد، وعنده صوت الحق لا يعلو عليه حاجة وسجله فى الشرطة أبيض من القطن، نضيف جدًا 

ظلت "نورهان" تنظر إلى صورته فى صمت مُستمعة إلى حديث "رزان" ثم قالت:-
_ مفيش حد مبيخافش يا رزان، المهم تيا عاملة أى؟ أطمنتي عليها؟

أومأت إليها بنعم ثم قالت:-
_ رجالتنا متابعينها من هناك والحمل مستقر وحياتها أهدا بكتير ونفسيتها مرتاحة 

أومأت إليها بنعم ثم قالت وهى تقف من مقعدها تهندم سترتها الزرقاء النسائية:-
_ ودا أهم شيء أن بنتي تكون بخير هى وحفيدتي

خرجت من القصر إلى سيارتها كي تنطلق إلى شركتها وعند مغادرة السيارة رأت الحارس المُصاب فسألت "رزان" عن سبب أصابته لتنادي "رزان" عليه فأقترب من السيارة حتى فتحت "نورهان" نافذتها وقالت:-
_ أى اللى عمل فيك كدة؟

أخبرها بما أفتعلته "قُسم" أمس فى القصر وأنها أوشكت على حرق القصر بأكمله كطفلة صغيرة فتبسمت "نورهان" بخفة وقالت مُتمتمة:-
_ طفولتها دى اللى سرقت قلب ابني

_ حضرتكِ قُلتِ حاجة؟
قالها الحارس بنبرة خافتة لتبتسم "نورهان" بلطف وقالت:-
_ لا، ابقي عدي على المستشفي والتكاليف كلها عندي... أطلع

تحرك السائق بها بينما بسمتها تزداد مع تفكيرها فى "غفران" طفلها الغاضب رغم هجره لها لكنها لم تتمني له سوى السعادة فى حياته...

________________________ 
[[ شركة الحديدي ]] 

توقفت سيارة زرقاء مرسيدس سيدان أمام الشركة وترجل منها "سليم" يفتح الباب الخلفي لها حتى ترجلت "قُسم" من السيارة مُرتدية بدلة نسائية سوداء عبارة عن تنورة قصيرة تصل لركبتها وسترة طويلة تصل إلى الركبة مع طول التنورة  وقميص أحمر بأكمام وشعرها مُنسدل على ظهرها والجانب الأيمن فتقدمت للأمام بكعبها العالي ذو اللون الأحمر وحقيبة يدها الصغيرة الحمراء، دلفت مع "سليم" إلى الشركة تحت أنظار الجميع الذين أعتقدوا أنها شخصية مهمة جاءت للقاء الرئيس حتى وصلت إلى بوابة الدخول الألكترونية الخاصة بالموظفين ففتحتها الأمن لأجلها، تبسمت بمكر وهى تقول:-
_ أنت اللى جبته لنفسك يا غفران

ضغط "سليم" على رز المصعد الخاص بالرئيس فصعدت للأعلى وحدها ووقف هو ينتظر بالأسفل...
دلفت "ليلي" إلى مكتبه وقالت بهدوء:-
_ المحامي فى أنتظار حضرتك

_ خليه فى مكتبه لحد ما أبعت له
قالها "غفران" بلا مبالاة وهو لا يُصدق بأنها ستأتي لتطلب الطلاق منه، عينيه تركز فى الأوراق المنثورة أمامه ويده تحمل فنجان القهوة إلى شفتيه يرتشف القليل منه، خرجت "ليلي" من المكتب وتركته يكمل عمله ، نزع رابطة عنقه من شدة التركيز وأكمل فنجان قهوته حتى فُتح الباب من جديد ليقول بضيق:-
_ ما خلصنا يا ليلي...

قالها بأنفعال وهو يلقي القلم من يده رافعٍ رأسه للأعلي بنظارته الخاصة بالنظر ليرى زوجته من دخلت للمكتب فأتسعت عينيه على مصراعيها من أناقتها وهى لأول مرة تشبه سيدات الأعمال كوالدته تمامًا ، وقف من مقعده ليسير نحوها مُندهشًا جدًا من أناقتها وقدومها إلى هنا الآن يعنى أنها كانت تعني كل كلمة عن الأنفصال، وصل إليها وهو لا يبالى بالطلاق بقدر أهتمامه بملابسها فقالت:-
_ مالك متنح كدة ليه؟ أي أول مرة تشوفني؟

تحدث بنبرة خافتة وعينيه تتفحصها من الرأس لأخمص القدم:-
_ لا، بشوفك وطالعة زى القمر بس يا بنت جميل ..

تحولت نبرته للصراخ بوجهها ويده تمسك ذراعها بقوة مُتابعًا الحديث:-
_ أنتِ أزاى خرجتي من القصر بالهدوم دى، مش قصيرة الجيبة دى ... يخربيت أبوكِ دا ركبتك باين ... أنتِ كنتِ جاية فى الشارع وقدام الموظفين كدة...

رفعت رأسها بغرور وبداخلها قلبها يتراقص من السعادة لأثارة غضبه وقالت ببرود شدي:-
_ مش أنت اللى شاريهالي؟

جذبها من ذراعها بقوة نحوه غاضبًا والغيرة تلتهم قلبه الآن وعقله يصور له كم رجل رآها فى طريقها من القصر إلى هنا بهذا الجما، صارخًا بها:-
_ مكنتش أعرف أنها قصيرة كدة؟ أنتِ أزاى تعملى كدة ورحمة أبويا يا قُسم....

قاطعت قسمه عليها بلا مبالاة وهى تزيد من غضبه أكثر حين خلعت سترتها عن أكتافها وتقول بهدوء:-
_ يالهوي المكتب بتاعك حر موت

أتسعت عينيه على  مصراعيها حين رأى قميصها الأحمر بأكمامه الشفاف التى تظهر ذراعيها من الأسفل فكانت جميلة جدًا وفاتنة ليسرع نحوها وهو يضع السترة على أكتافها من جديد قائلًا:-
_ دا أكيد قميص نوم مش هدوم خروج دى

ضحكت بخفة عليه وهو واقفًا أمامها يكاد يكون مُلتصق بها يُلبسها سترتها من الغيرة وعينيها الخضراء تحملق به بسعادة حتى لمع بريقهما بالعشق والفرحة تغمرها من رؤيتها لغيرته عليها فكان جذابًا وجميلًا جدًا فى غيرته ونظراته يتطاير منها العشق والخوف من أن يراها رجل غيره فهمست إليه بنبرة مُثيرة خافتة:-
_ غيران !! 

تنحنح ببرود وهو يتذكر أن سبب قدومها إلى هنا هو الطلاق فقال ببرود شديد:-
_ مستحيل أنى أغار يا قُسم، أنا غفران الحديدي

كزت على أسنانها بغيظ شديد من كبرياءه القاتل لها فقالت بعناد وتحولت إلى قطة شرسة تطلق مخالبها عيله:-
_ طب أنا عايزة أطلق

أبتعدته عنه لتجلس على المقعد المقابل لمكتبه فأتصل بـ "ليلي" ليطلب المحامي وعاد إليها بسترته المُعلقة بجوار مكتبه ووضعها على ركبتيها العارتين ثم قال بتحذير شديد:-
_ إياكِ ترفعيها يا قُسم

كان تحذيره مُرعب جعلها تُدرك أنه يتحمل جنونها وعنادها لكن فى غيرته سيقتلها إذا خالفت أمره فأبتلعت لعابها بهدوء تحاول إخفاء خوفها وقبل ان تتلعثم فى الحديث فُتح باب المكتب ودلف المحامي فذهب "غفران" خلف المكتب يلزم مقعده وأشار للمحامي بأن يجلس على المقعد المقابل لها، سأل المحامي بعد الترحيب بهدوء:-
_ ممكن أعرف أسباب الطلاق؟

_ أسباب شخصية
قالتها بلا مبالاة فكرر المحامي سؤاله من جديد وقال:-
_ مدام قُسم أعذرني بس عشان نقدم دعوة لطلب الطلاق للمحكمة لازم نكتب السبب مينفعش تقولى أسباب شخصية، يعنى مثلًا بيضربكِ، فى تعنيف؟

هزت رأسها بلا وعقدت ذراعيها أمام صدرها فقال مُجددًا:-
_ الحالة المادية .. لا متقعدش الأمر هيتعلق بالماديات دا غفران بيه الحديدي، بيتعاطي شيء؟

تنحنح "غفران" بحدة ليسحب المحامي سؤاله بسرعة بخوف منه وقال:-
_ معتقدش برضو، طيب بخيل مثلًا؟

قالها المحامي فضرب "غفران" مكتبه بلطف من أسئلة المحامي البلهاء فقالت "قُسم" بعقلانية:-
_ أزاى بخيل، أنت بتتكلم عن غفران الحديدي

عقد المحامي يديه فى بعضهما وقال بلطف:-
_ ما هو ما دام مفيش سبب أسحميلي أقولك أنى مقدرش أرفع قضية طلاق بلا سبب؟ 

تبسم "غفران" بمكر على فشلها فى الأنفصال لتقول بغضب سافر:-
_ مش عايز يرجعني شغلي ولا سايبلي حريتي، دا سبب كافي

نظر المحامي إلى "غفران" فتحدث "غفران" بنبرة جادة يتحداها قائلًا:-
_ ومحتاجة الشغل ليه؟ 

_ عايزة أشترى اللى عايزاه وأخرج لأنكط حارمني من المصروف، مبيدنيش أى مصروف حضرتك مش دا سبب كافي لأن أطلب الطلاق
قالتها للمحامي ليبتسم "غفران" وهو يخرج بطاقته البنكية السوداء وألقي بها علي المكتب وقال:-
_ أصرفي على قد ما تقدري يا قُسم

ضحكت بخباثة ثم قالت:-
_ أنا مُسروفة وهفلسك

ضحك بينما يشير للمحامي بأن يذهب وهو الأخر يقف من مكانه حتى وقفت "قُسم" من مقعدها بخوف وسقطت السترة عن قدميها ثم قالت:-
_ أنا

لمس وجنتها بأنامله يتحسس نعومتها بإثارة ثم قال:-
_ متقلقيش أنا مبفلسش يا قُسم، أصرفي على قد ما تقدري فداكِ ملاييني

عقدت ذراعيها أمام صدرها ببرود شديد وقالت بضيق:-
_ مغرور!! إذا كُنت مبتفلسش وعندك ملايين ترمي تحت رجلي أصرفها فى أى حاجة، ليه تحرم طفلة من العلاج؟

تغيرت تعبير وجهه من الدفء والسلام إلى الغضب ليكز على أسنانه وهو يقول:-
_ للمرة الكام أقولك متفتحيش الموضوع دا؟ للمرة الكام يا قُسم أقولك أرحمي وجعي وأنتِ فى كل مرة بتدوسي عليه بكل برود منك؟، أنا راجل أتخانت لعشر سنين، عشر سنين مراتي بتخوني وأنا بحسن معاملتها وبدللها زى الملكات ومشفتش مني غير حنية وحُب ودلل وأحترام

_لكن فى طفلة بتموت...

قاطعها بصراخ وقد نفد صبره عليها وترك العنان لأوجاعه تنفجر بها:-
_ لكن فى طفلة أتكتب على أسمها وهى مش من صلبي، ليه هى مفكرتش فى بنتها وهى أكتر الناس عرف مين هو غفران؟ ليه دست عليا وكملت ومرحمتش بنتها؟ عايزاني أنا أرحم بنتها وهى نفسها مرحمتهاش... أمشي يا قُسم ، أمشي لأن حتى أنتِ مرحمتش وجعي ورجولتي اللى أتهانت وحزني ولا قدرتي ألمي 

وضعت يدها على صدره بعد أن شعرت بتأنيب الضمير على قسوته وهى تهتم لأمر "كندا" وطفلتها ولم تبالي لأمره هو وما يشعر به ليدفع يدها بعيدًا عنه غاضبًا منها بحق هذه المرة وقال:-
_ أمشي يا قُسم وبكرة هخلى عُمر يشوفلك شغل فى الشركة عشان مبقاش حرمتك من حاجة ومتفكريش تطلبي الطلاق مرة تانية لأني مش هستحمل طفولتك دى أكتر من كدة 

_ بس أنا مش طفلة 
قالتها بغضب سافر ثم تابعت بالحديث:-
_ ولا جارية عندك عشان تتحكم فيا براحتك، أنزلى أشتغل أنزل، متطلبيش الطلاق مطلبش وأصرفي أصرف، أنا مش جارية بتلبي أوامرك يا سي السيد، أنا حرة فى حياتي وأعمل اللى أنا عايزاه، أنا مش خادمة شاريها بفلوس يا غفران تنفذ أوامرك وبس ولا.......

كانت كلماتها تزيد من غضبه أكثر وأكثر فلم يتمالك أعصابه أكثر وهى تتابع الحديث ليُسكتها هذه المرة عن هذا الحديث السام بشفتيه فى قبلة قوية لتضربه على صدره بغضب رافضة هذه القبلة منه لتدمع عينيها وهو يحكم رأسها بيديه بقوة ويجبرها على قبلته فدمعت عينيها بألم من ضعفها أمامه ليبتعد عنها وهو يلهث فكادت أنفاسها تنقطع مثله وقال بضيق يزيد من قسوته عليه:-
_ أنتِ ملكي وجاريتي يا قُسم لو حكم الأمر، ولأخر مرة اوعي تتحديني .... أمشي

أغلقت قبضتيها بأحكام من الغضب وهو تريد لطمه الآن بعد أن قبلها بالقوة رغمٍ عنها لتغادر المكتب كالمجنونة وصعدت سيارتها وحدها بعد أن رفضت مرافقة السائق و"سليم" ......

________________________  

دلف "خالد" إلى مكتب "وحيد" الذي أطفئ سيجارته فور رؤيته وقال:-
_ عملت أي؟

_ تيا الحديدي موجودة فى أستراليا لكن وقت أرتكاب الجريمة كانت فى المستشفي بتجرى عملية أجهاض ودا حجة غياب كفيلة تبراها، أنا قلت لحضرتك أنها فوق مستوى الشبهات
قالها "خالد" ليحك "وحيد" لحيته بقوة من تعقيد القضية لكن رغم أن الجميع يشير إلى أن "أنس" القاتل لكن بداخله حدس أنه برئ ورغم نسبة هذا الحدس لكنه يُصدقه ويسعي وراءه، فقال بجدية:-
_ طيب هاتلى سجل المكالمات والرسائل الخاص بتيا الفترة اللى قبل الجريمة، لعل العملية دى تكون مجرد صدفة حصلت فى نفس الوقت 

أومأ "عاصي" بنعم له ثم خرج من المكتب ليري فتاة مُنهارة من البكاء وصوت أنينها مبحوح تكتمه بداخلها، ألتف لينظر إلى الفتاة وكانت جميلة جدًا ورقيقة مع أناقتها، ملابسها توحي أنها من العائلات العليا وترتجف خوفًا بينما يدها مقيدة فى الأصداف مع رجل أخر من الطبقة الوسطي ضخمة ويرتدي بدلة بنية، تحدث العسكري بنبرة قوية :-
_ تعالى هنا يا بت

رفعت "قُسم" يدها إلى صدرها تُشير على نفسها قائلة بخوف:-
_ أنا

أومأ إليها بأشمئزاز وقال:-
_ أمال أمي، تعالي يا أختي

_ عاملة فيها بنت ناس وعشان بنت ناس تدوس على الغلابة اللى زي، أنا عايز حقي يا باشا ماليش دعوة البلد دى فيها قانون ولا أي يا بوليس
أنتفضت من صراخ هذا الرجل فتمتمت بخفوت قائلة:-
_ هو أنا ممكن أعمل مكالمة تليفون؟

_ لا
قالها العكسري بعناد من تكبرها وصمتها فأشار "خالد" له بضيق من معالمته لها:-
_ سيبها تعمل مكالمة 

_ أيوة أهى حقي بدا يطبخ
قالها الرجل فرمقه "خالد" بعيني حادة فأبتلع الرجل لعابه بخوف ليشير "خالد" لها بنعم كي تجرى المكالمة فأخرجت الهاتف من حقيبتها....

_______________________ 

[[ قصــــر الحديــدي]]

دلف "غفران" إلى القصر مساءٍ مُنهكٍ من التعب خصيصًا أن الساعة تجاوزت الثانية عشر بعد منتصف الليل وهو لا يرغب بالعودة إلى القصر غاضبًا منها، أوقفت "فاتن" على الدرج قبل أن يصعد وقالت بخوف منه مُتلعثمة :-
_ مسيو غفران

تحدث وهو يصعد الدرج بتعب وقلبه يتمزق من الألم قائلًا:-
_ مش قادر أسمع أى حاجة يا فاتن؟

تابع صعود حتى تجمدت قدميه فى أرضه من جملتها عندما قالت:-
_ مدام قُسم مرجعتش 

توقف محله فى صدمة ألجمته ليستدير إليها بدهشة فترجل الدرج مرة أخرى حيث تقف "فاتن" وقال بصدمة وعينيه مُتسعة:-
_ مرجعتش لحد دلوقت؟

أومأت إليه بنعم ليرن على هاتفها فكان مُغلقة فأمر رجاله بالبحث عنها كالمجنون خصيصًا أن والدتها أخبرته أنها لم تأتي إليها، فقال بصراخ والخوف تملكه عليها:-
_ لو ملاقتهاش يا عُمر هعاقبك أنت ورجالتك على أهملكم ليها ومخالفة أوامري

أرتعب "عُمر" من غضبه ونظر إلى "سليم" الذي فقدها فحاول "سليم" أن يتحدث ويخبره أنها من أرمت بذلك قائلًا:-
_ بس حضرتها اللى طلبت....

صرخ "غفران" بجنون قاتل هز جدران القصر بأكلمه:-
_ روح دور عليها ولما تلاقيها لينا حساب وأدعي أن ميكنش حصلها حاجة .... غوروا من وشي يا شوية بهايم

كان قلبه يرتجف من الخوف عليها بعد أن حل منتصف الليل وهو لا يعرف عنها شيء ولا ماذا تفعل بالخارج الآن؟ فتمني ألا يصابها شيء، قاطع صراخه صوت الهاتف وكان اسمها فرد عليخا بسرعة جنونية:-
_ قُسم

وقف "عُمر" محله حين سمع أسمها، توقف قلبه من الخوف عندما سمع صوت بكاءها ليقول:-
_ أهدئي يا قُسم، أنتِ فين؟.... قسم!! 

خرج كالمجنون مع رجاله حتى وصل إلى القسم ورآها تقف وحيدة فى زواية تبكي بخوف بعد أن فك "خالد" قيودها مع هذا الرجل الذي أنتفض من مكانه بذعر بعد أن رأى "غفران" يدخل القسم وخلفه رجاله ودخلته للقُسم أوحت للجميع أنه شخصية قوية ذو مكانة وسلطة، رأته يدخل القسم لتركض نحوه بخوف وأرتطمت بصدره تختبي بين ذراعيه من قسوة هذا المكان البارد وجسدها يرتجف، ضمها بقوة يطمئن قلبه على محبوبته ويطمئنها بكلماته الدافئة:-
_ متخافيش ، أنا هنا يا حبيبة قلبي، أطمني

كانت كلماتها لا تقوي على الخروج من ضلوعها وأنفاسها تخرج بصعوبة من الخوف وخصيصًا من معاملة العسكري الذي كان يُهينها مع الرجل لصمتها فنظر إليها وكانت جبينها مجروحة والدماء جفت عليها ويدها متورمة وحمراء مما أشعل الغضب بداخله من حالة زوجته وما تعرضت له فحملق بالرجل وكان بلا خدش واحد، أقترب "عُمر" الذي تحدث مع الضابط وقال:-
_ أتفضل

أخذها "غفران" إلى مكتب رئيس المباحث الذي دُهش بوجود زوجة "غفران" فى قُسم من ساعات ولم يعلم سوى الآن من "عُمر" فقال بهدوء:-
_ أتفضل أرتاح

_ حادثة عربية والرجل سليم برا مجرلهوش حتى خدش واحد، يعني صحته سليمة زى الحصان وقالت أنها هتدفع تكاليف العربية، لا تكاليف أى دا لو حب أجيبه عربية جديدة وعلى الرغم من كل دا مراتي أنا المصابة جسدًا ومع ذلك رجال الشرطة مفكروش حتى يأخدوها على المستشفي يطمنوا عليها الأولى ... وتقولى أرتاح
تحدث "غفران" بنبرة قوية غاضبًا ومع ذلم لم يبالى "وحيد" بقوته ولا بمكانته فقال بهدوء:-
_ دا ميمنعش أن هى اللى خبطته

دلف المحامي المكتب بهدوء وقال بمهاجمة:-
_ ودا ميمنعش أن رجال الشرطة أساءة المعاملة ليها حتى لو كانت المهتمة، فأنا بقدم شكوى سب وقذف للعسكرى اللى أساء ليها وبطلب تحول المدام للمستشفي للفحص 

كان خلف المحامي "عُمر" ومعه الرجل الذي تسبب فى الحادثة وقدم شريط كاميرات المراقبة إلى "وحيد" ليقول المحامي:-
_ دا تسجيل لكاميرات المراقبة الخاص بسيارة مدام "قُسم" ولو تعبت حضرتك هتلاقي أنه هو اللى كسر عليها الطريق 

_ يا باشا أنا متنازل ومش عايز حاجة
قالها الرجل بعد أن رمقه "عُمر" الذي وعده بسيارة جديدة من شركتهم لأجل التنازل، رمق "وحيد" وجه "غفران" فقال:-
_ خلصهما أجراءات الصلح يا خالد وأن شاء الله نتقابل على خير قريب يا غفران بيه 

لم يفهم كلماته لكنه الآن لا يهتم سوى بزوجته التى ساندها بلطف للخارج وبمجرد خروجها من القسم وشعرت بطمأنينة وجوده معها فلم تخشي شيء بوجوده فقدت الوعي تمامًا ليتشبث "غفران" بها بأحكام ونطق اسمها بخوف:-
_ قُسم

حملها على ذراعيه ليسرع بها إلى المستشفي خوفٍ أن يكون أصابها شيء أخر غير الظاهر بها، فحصها الأطباء بخوف بعد أن رآوا "غفران" حتى خرج مدير المستشفي بنفسه وقال:-
_ الحمد لله كان كسر بسيط فى المعصم وجبسنا والحمد لله ان الجنين محصلهوش حاجة 

أتسعت عيني "غفران" على مصراعيها بدهشة ألجمته وقال بتلعثم شديد من هول الصدمة:-
_ جنين!!

_ حضرتك متعرفش ولا أي؟ مدام قُسم حامل فى شهر وأسبوع
قالها الطبيب بحماس مُبتسمٍ وبدأ يتحدث ويهنئه وهو لا يسمع شيء من كل هذا ولا يفكر سوى بمحبوبته التى تحمل طفله فى أحشاءها وعقله لا يصدق الذهول الذي أصابها بينما قلبه تسارعت نبضاته من الفرحة فأبتلع لعابه من السعادة التى لا يستوعبها ودلف إلى غرفتها ليراها نائمة كالملاك، أقترب منها حتى وضع يده على بطنها وقال بلطف:-
_قُسم يا حبيبة قلبي وسلطانة عُمرى 

أنحني ليضع قبلة على جبينها فتمتمت أثناء نومها:-
_ غفران 

فتحت عينيها بتعب حين رفع جسدها إلى صدره يُضمها و هو لا يصدق أنه سينجب طفل من محبوبته الجميلة التى سرقت قلبه منه وهزمته بعشقها الكامن بداخله..........

تعليقات