رواية ميما الفصل التاسع والعشرون29بقلم اسماء الاباصيري


رواية ميما الفصل التاسع والعشرون29بقلم اسماء الاباصيري



ميما بقلم اسماء الاباصيرى 
29. مأوى

آسر بصراخ هز اركان الفيلا : ليسوا كذلك هم ليسو عائلتي ... هى ليست والدتى الحقيقية وتلك الفتاة ليست بأختى ... ليسوا عائلتى اتفهمين ؟ ليسوا عائلتي

عم الصمت المكان فجأة لا يعلوه سوى صوت انفاسه الغير منتظمة بينما تطالعه مريم بدهشة و قلق ... تقدمت عدة خطوات نحوه حتى صارت امامه ... شعر بها تمسك بذراعه برفق ساحبة اياه ليجلس على الاريكة وتجلس هى بجانبه تربت على يده بلطف محاولة تهدئته

مريم : حسناً  لا بأس فلتهدأ قليلاً .... والآن اخبرني ماذا تعنى بأنهم ليسوا كذلك ؟

اغمض عيناه للحظات يحاول استرجاع بعضاً من هدوءه ... توقع هو سؤالها هذا و كونها لن تترك الامر حتى تعلم بتفاصيله ... فتح عيناه ينظر نحوها ليجدها تطالعه فى قلق و خوف .. رق قلبه لنظراتها تلك وقرر التخلى عن جموده وغموضه و مشاركتها همومه

آسر بضعف : هم ليسوا كذلك ..... هى ليست امي ... ماتت امي منذ ولادتى ... امي هى زوجة ابي الاولى قبل ان يرتبط بتلك المرأة ....  وبعد وفاتها اعتنت بي الدادة منذ ان كان عمرى لم يتعدى شهور .... و عند اكمالى سنتان اتى ابي للمنزل مع تلك المرأة قائلاً انها زوجته

مريم مقاطعة : كان هذا قبل زواج ابي وامي ؟

اومأ هو ليكمل

آسر : نعم ... فى هذا الوقت كان عمي احمد يحاول اقناع جدي بزواجه من والدتك لكن و بسبب فعلة ابي لم يتحمل جدي ان يتزوج ابناه الاثنان من فتيات غير مناسبات لمستوى العائلة المادي والاجتماعى  من وجهة نظره فهى كانت صديقة لابي وعمي احمد منذ زمن وحتى صداقتهم تلك لم يقبل بها جدي وقتها لذا  حين علم بزواج ابي منها بالفعل اصر على موقفه من رفض زواج عمى احمد و والدتك

مريم بصدمة : لهذا كانت علاقتك بها غير مستقرة لكن ان كانت هى ليست والدتك الحقيقية اذاً رولا اختك من اباك اليس كذلك ؟!

زادت عيناه احمراراً واصبح تنفسه اعلى .... لاحظت ارتفاع وانخفاض صدره دليل على غضبه ليردف بجمود

آسر : فى بادئ الامر ومنذ قدومها الى هذا المنزل لم تعطيني اى اهتمام  خصوصاً بعد وفاة جدي وانشغال ابي بأعماله وكأنى غير مرئياً بالنسبة لها لا انكر ان هذا الامر اراحني كثيراً  ..... حتى حدث هذا الامر

مريم بفضول : اى أمر ؟

تحرك بتوتر من مكانه ... اولاها ظهره يسترجع مشاهد هذا اليوم اللعين حين كان مازال لم يتعدى الثانية عشر من عمره

فلاش باك

عاد من مدرسته مبكراً هذا اليوم ليدخل بهدوء الى الفيلا فى محاولة طفولية منه لمفاجئة الدادة ... اتجه مباشرة نحو المطبخ حيث اعتاد ان يجدها لكن لم يراها هناك ليدور بأنحاء الفيلا بحثاً عنها لكن دون فائدة فيستسلم بعد فترة من البحث ويقرر الذهاب لتبديل ملابسه ثم يذهب للمطبخ مرة اخرى لينتظرها هناك ....... اثناء ذهابه الى غرفته سمع همهمات رجولية صادرة من غرفة ابيه وزوجته ... تعجب من هذا الامر لمعرفته بوجود ابيه فى الشركة بهذا الوقت من النهار ..... تحرك فى اتجاه الصوت ليفتح الباب بهدوء ليجد مشهد عانى سنوات لنسيانه ... زوجه اباه فى احضان رجل غريب و بغرفة والدته ومن حديثهم علم بأنها ليست المرة الاولى له هنا

نهاية الفلاش باك

شهقة صغيرة خرجت من مريم عند سماعها لما سرده آسر عليها لتطالعه فى شفقة وتردف

مريم : و ماذا فعلت لك ؟ ماذا قالت ؟

ابتسم هو فى سخرية ليردف

آسر : لم تفعل شيء... لم تبرر او تدافع عن نفسها ... فقط سألتنى عن سبب وجودى بالمنزل مبكراً

مريم بدهشة : ألم تخشى ان تخبر اباك بما رأيته ؟

ضحك آسر بقوة لينظر لها بحزن وسخرية

آسر بسخرية : ابي ؟ ......... سألتها السؤال نفسه لتجيبني انه يعلم بشأن خيانتها له ويصمت مقابل بقاؤها معه رغم مرضه وعجزه

مريم : مرضه ؟

آسر : نعم ... فلقد اصيب بعد وفاة امي مباشرة بحادث ادى الى اصابته بالعقم .... لتأتى هى وبعد رؤيتي لها بهذا المشهد وتخبر ابي بكونها حامل فيستقبل هو هذا الخبر بالصمت والقبول

صافى بدهشة : ماذا ؟

الادهم : كما سمعتِ ..... اريد الزواج برولا ... اريدها زوجة لي

صافي بتعجب : لماذا؟

ضحك هو بسخرية ليجيب

الادهم : شخص يريد الزواج بإبنتك وتسأليه لماذا ؟

نظرت صافي لابنتها الصامتة صدمة من طلب الادهم الغريب لتهتف بها

صافى: وانتي ... ما رأيك بهذا ؟

رولا بخوف : مستحيل ... انا لا اقبل بهذا

الادهم بلا مبالاة : اذاً لا بأس ....... انسوا الموضوع

صافى بسرعة : لما التسرع ؟ اذا قمت بطلبها للزواج فيجب عليك التمسك بالامر قليلاً

الادهم  بلا مبالاة : هى تبدو رافضة للفكرة برمتها اذاً لا فائدة من المحاولة مرة اخرى

لكزت صافى ابنتها لتهتف بها

صافى : هى ليست رافضة تماماً للفكرة ... لكن بني انت فاجأتها بالامر لذا هى مازالت تحت تأثير الصدمة

نظر لهم بمكر وخبث ليضيق عيناه بتفكير قبل ان يردف

الادهم : ممم حسناً ربما هى بالفعل تحت تأثير صدمة فكرة تقدمى لطلب يدها لذا فلتأخذ وقتها فى التفكير ....... وغداً انتظر جوابها .... وداعاً سأمضى الليلة لدى فارس

فور خروجه التفتت هى لابنتها لتهتف بها فى غضب

صافي : اياكي ثم اياكى الحديث بشأن رفض طلبه ... ستقبلين وانتهى الامر

رولا بخوف : امى ..... ادهم لا يستسيغ فكرة كوننا من نفس العائلة ليأتى الان ويطلب يدى للزواج ... اترين الامر طبيعي ؟

صافى مفسرة : هو مازال تحت تأثير صدمة زواج مريم من آسر .... مازال لا يستطيع التفكير بشكل سليم لذا فلنستغل نحن تلك الفرصة .... زواجك من ادهم سيجعلك بمكانة لم نحلم بها يوماً ... كفاكى غباءاً و دعينا نعيد بناء ما تم هدمه

فارس : واخيراً تذكرت ان لديك اخ

قالها فارس فور فتحه لباب منزله ورؤيته لاخاه .... تحرك الادهم لداخل المنزل دون كلام ليلقى بجسده بتعب على اقرب مقعد

فارس : مالامر ؟ ما بك ؟

الادهم بتعب : دعني انام وسنتحدث فيما بعد ..... لم اذق طعم النوم منذ اسبوعان

فارس بدهشة : ولما هذا ؟

الادهم : اخشي عندما اغفو ان تستغل صافى وابنتها الفرصة لممارسة افكارهم الاجرامية علي اثناء نومي

انفجر فارس ضاحكاً على حال اخيه قبل ان يقاطعه رنين جرس الباب ليتحرك هو متسائلاً عن هوية الطارق ليفتح الباب فيتفاجأ بفرح تقف امامه تطالعه بإبتسامة واسعة لتدخل هى الاخرى دون استئذان وتتجاوزه للداخل قبل ان تتفاجئ هى الاخرى بوجود الادهم فيتملكها الحرج والخجل

فرح : آسفة لم اعلم ان لديك ضيوف

رفع الادهم احدى حاجبيه فى سخرية ليردف

الادهم بسخرية : لا ليس لديه اية ضيوف .... انا لست هنا

لينهض من مكانه متجهاً نحو باب المنزل بنية الخروج فيواجه اخاه فى طريقه للخارج والذي مازال تحت تأثير صدمة وجود فرح فى منزله وحدها

غمزة ماكرة من اخاه قبل ان يخرج من المنزل ايقظته واعادته للواقع ليتحرك هو بإتجاه فرح الواقفة بمنتصف غرفة المعيشة

فارس بقلق : فرح ... ماالامر لما انتى هنا بهذه الساعة ؟

تحركت هى لتجلس على احدى المقاعد وتجيب بخفوت

فرح : ماذا بشأن الساعة ... هى لم تتعدى الرابعة عصراً .... كما انى اتيت لرؤيتك فقط ....... فلقد اشتقت اليك

تسمر بمكانه غير قادر على الحركة ... لا يصدق وجودها هنا بمنزله وحدها واخبارها له بإشتياقها

نجح اخيرا فى التحرك نحوها والجلوس بمقعد قريب منها .... تحدث بهدوء محاولاً معرفة ما اصابها لتأتيه بنفسها

فارس : فرح ... هل انتى بكامل وعيك ؟

ابتسمت هى بتفهم قبل ان تجيب

فرح : اعلم انك تتعجب من قدومي اليك لكن بعد حديثي مع امي فهمت الامر

فارس : والدتك ؟

فرح : نعم ... لقد تحدثت معها بشأنك واخبرتنى انك اصبحت زوجى لذا يجوز لك كل شيء ...... بالتأكيد ليس كل شيء كل شيء لكن واجب على ارضاءك فى حدود المسموح .. كما انها اخبرتنى انى لن لم افعل هذا فربما تبحث عنه عند غيري وهذا ما لن اسمح به على الاطلاق

فارس بغضب : لذا اتيتي الى .... فى المنزل .... وحدك ؟

اومأت هى بتأكيد

فارس  ببلاهة : اذاً منذ يومان صفعتيني بسبب قبلة على الجبين وطلبي مسك يديك والان و لترضيني اتيتى لشقتى وحدك

فرح بإبتسامة واسعة : نعم

ذفر هو فى يأس قبل ان يهمس

فارس : فرح هيا تحركي من مكانك فوراً سآخذك لمنزلك ولا تخبري احد عن قدومك لى اليوم

نهضت هى فور نهوضه لتسأله ببراءة

فرح : لما سنغادر ؟ المكان هنا هادئ و مريح ... اعجبتنى شقتك

فارس بغيظ  وصراخ : لانى ان لم اخذك الان الى المنزل فسأرمي يمين الطلاق عليك فوراً للتخلص من هذا البلاء الذي ابتلانى الله به ....... يكفى هذاااا حقا يكفى هذاااااا .... والان تحركي هياااا

مضت نصف ساعة على بقاؤه بجانب حمام السباحة بناءاً على رغبة مريم فلقد طلبت منه انتظارها هناك لغرض ما ..... ذفر بنفاذ صبر قبل ان تلتقطها عيناه تهفو نحوه مرتدية ملابس السباحة الخاصة بالمحجبات ..... عقد حاجبيه فى دهشة فهو يعلم مدى خوفها من الماء ... اذاً ما شأن هذه الملابس الان
قاطع صوتها تساؤلاته تلك

مريم : ما رأيك ؟

مشيرة لنفسها فى ملابس السباحة

آسر متأملاً اياها بإعجاب : رائعة ..... لكن ما الامر ؟ لما ترتدين هذه الملابس ؟

مريم بتردد : كنت افكر بتعلم السباحة واردتك ان تكون معلمي

اتسعت عينا آسر فى اندهاش قبل ان يجيبها بسرعة

آسر : ترغبين بالسباحة ؟

اومأت هى واكملت

مريم : نعم .. اريد التخلص من خوفى هذا و اظنك الوحيد القادر على مساعدتى

اومأ لها فى رضا وذهب فوراً لتغيير ملابسه الى ملابس مناسبة للسباحة فى حين ابتسمت هى فى قلق فطلبها هذا ماهو الا رغبة منها فى اخراجه من حالة الحزن والهدوء التى اصابته بعد اخباره لها بحقيقة صافى وابنتها

صراخها كاد ان يصيبه بالصمم .... تتعلق به بخوف تدفن وجهها فى تجويف رقبته وصوت بكاءها وصراخها يعلو ارجاء المسبح ... هذا كان وضعهم فور نزولها المياه

آسر بصرامة : لما الصراخ ؟ ها انتى تتمسكين برقبتى بقوة ولم ابدأ حتى فى اى من الارشادات الخاصة بالسباحة..... كفاك خوفاً وثقي بي

اومأت هى فى خوف لترفع وجهها وتنظر اليه فى قلق ورعب لتشعر به يقترب بوجهه نحوها فيلتهم شفتاها فى قبلة محمومة كلما زادت مدتها زادت شراسة ليسير بها نحو احدى اركان المسبح لتستند بظهرها عليه وتتخلل أصابعها شعره من الخلف ليزيد هو من شراسة قبلته .... استمرا على تلك الحالة قبل ان يقطعهم حمحمات رجولية دفعتهم لفصل قبلتهم تلك وعودة مريم لدفن وجهها برقبة آسر لكن هذه المرة خجلاً من رؤيتهم بهذا الوضع

آسر بصوت اجش : ادهم

الادهم : عذراً للمقاطعة لكنى احتاج مكان للمبيت ولم يبقى غيرك

آسر بتعجب : ماذا ؟

الادهم بغيظ : انت السبب فى قدومهم الى منزلى لذا فلتستضيفني بمنزلك عدة ساعات لانعم بقليل من النوم الهانئ

اومأ له آسر موافقاً

آسر بلا مبالاة : لديك غرفة فارس يمكنك البقاء بها

وافق الادهم على هذا الاقتراح و هم بالتوجه نحو الفيلا لكنه توقف واعاد نظره نحوهم هاتفاً

الادهم بخبث : وبالنسبة لما رأيته منذ لحظات فحاولا ايجاد غرفة او مكاناً ما لفعل تلك الامور .... مراعاة منكم انى ما زلت شاب اعزب حتى الان .... وداعاً



                  الفصل الثلاثون من هنا

تعليقات