رواية لحن الحياة الفصل الرابع والاربعون44بقلم سهام صادق

 


 
رواية لحن الحياة الفصل الرابع والاربعون44بقلم سهام صادق



تنهيدة قوية خرجت من صدره وهو يستمع لسؤالها المقلق عن قدوم ورد ..ونظر إلي الفراغ الذي بين ذراعيه فأغمض عيناه متنهدا أكثر ولكن تلك المرة كانت حسرة علي حاله ...والليله قد ضاعت 
واعتدل في رقدته ونهض من فوق الفراش يثبتها في مكانها بدلا من دورانها العجيب حول نفسها 
- احنا لسا منعرفش السبب ياحببتي ممكن تكون زياره مفاجأه  مش اكتر بلاش الافتراض السئ اللي عماله تفترضيه 
فنظرت إليه بهدوء وداخلها متأكد ان كنان قد احزن شقيقتها والتي أصبحت في الأوان الاخيره منطفئة الروح ورغم سؤالها الكثير عن حالها ...لا تحكي لها شئ حتي لا تحزنها 
- قلبي حاسس ان فيه حاجه مش كويسه 
فضمها إليه بدفئ 
- هننزل ونعرف منها ..بس تمالكي نفسك كده وبلاش اول ما تشوفيها تندفعي بالكلام عن كنان
فتنفست ببطئ فمنذ لحظات كانت تهذي بأن كنان هو السبب ..بالتأكيد فعل شئ احزن شقيقتها 
ولكن بعد كلام جاسم الهادئ واحتوائه للأمر هدأت ..وابتعدت عنه هاتفه
- انا نازله اشوفها 
وكادت ان تخطو نحو الباب ..فقبض علي مرفقها بضيق 
- بالمنظر ده .. انتي عقلك بيروح منك ساعات ..روحي غيري هدومك 
فنظرت إليه ثم الي ملابسها ..فشهقت بقوه ثم ركضت من امامه 
- ايه قلة الأدب ديه 
فتحول عبوسه الي ضحكه خافته ضاربا كفوفه ببعضهم 
- يارب الصبر من عندك .. لاحسن قربت اتجنن
وعدل من هندام ملابسه واخذ يزرر ازراز قميصه بتنهد ..فمهما كانت رغبته بزوجته فالواجب اهم
وهبط لأسفل قبلها ليجد ورد مطأطأة رأسها أرضا وتفرك يديها والسيدة هدي تضع امامها كأس من عصير الليمون واكرم واقف يحرك يده علي خصلات شعره ناظرا لشقيقته التي هاتفته في المطار 
تخبره أنها هنا وتريده ليأخذها رفضت في البدايه الذهاب لمهرة حتي لا تقلقها ولكن أكرم اصر ان يذهبوا لها 
فمهرة لو علمت بما فعلوه دون أخبارها ستنقلب عليهم بأعصارها وستغضب كم ان ورد بحاجه لها وهو بحاجه أيضا لها ليعرف سبب قدوم ورد ..
وسؤال يدور داخله " ماذا حدث ؟ "
وعندما انتبه لخطوات جاسم اقترب منه مصافحا اياه 
- احنا اسفين اننا ازعجناكم في الوقت ده 
فرفعت ورد عيناها نحو جاسم الذي تمتم علي الفور 
- إزعاج ايه ياأكرم انتوا أصحاب بيت 
ووقفت ورد عندما وجدت شقيقتها تهبط بخطوات سريعه علي الدرج وقد استمعت لجمله جاسم وابتسمت داخلها لما قاله لشقيقها 
واندفعت مهرة نحوها تحتضنها بقوة وبكت بين ذراعيها ومهرة تنظر لجاسم واكرم وقد زاد قلقهم 
- ورد حببتي اهدي 
وضمتها إليها أكثر 
- انا تعبانه اوي يامهرة... وعايزه اقعد مع نفسي لولا اصرار أكرم ان اجيلك كنت هروح علي شقتنا في الحي 
فنظرت لها مهرة بعتاب 
- كده ياورد عايزه تكوني هنا وانا معرفش بوجودك
واقترب منهم جاسم متدخلا 
- ورد البيت هنا بيتك ولا انتي مش شيفاني اخ ليكي 
فدمعت عينها وحركت رأسها بآلم
- ابدا والله 
فأبتسم لها جاسم بلطف 
- خديها تستريح فوق 
فأعترضت ورد فهي تريد العوده إلي شقة والدتها حتي لا تكون ضيفة ثقيلة عليهم ولكن مع إصرار جاسم صعدت مع مهرة التي كانت تود الانفراد بشقيقتها لتعرف ما بها
ونظر أكرم صوبهم وهتف بأمل 
- أتمني متكونش مشكله كبيره بينها وبين كنان
فطالعه جاسم متنهدا وهو يبحث عن رقم كنان ولكن فكر قليلا ..كنان هو من لا بد ان يقلق علي زوجته ويهاتفه
.............................................
كان كنان يركض في رواق المشفي بهيئته المشعثه ..لقد طعنت عائشة بالسكين .. مازال صدي تنفسها وهي تهاتفه تطلب مساعدته يخترق أذنيه 
كان في تلك اللحظه يدور كالمجنون من أجل ان يتبع زوجته ولكن بعد هذا الخبر أصبح بين نارين 
ايكون شقيق حقيقي وقد اتت الفرصه ليثبت لشقيقته انه يحبها ولو كان يعلم بوجودها لكن بحث عنها واعتني بها .. إلي الان لا يعرف كيف عاشت والدته حياتها وهي تحمل ذلك الذنب حتي والده خدعته فقد اخذت واحده من التوأم تربيها وتركت أخرى لوالدتها .. اشترت خالة شقيقتيه بالمال من أجل ان تخبرها أن احدي التوأمين قد ماتت حين وضعتها ...ولكن الخاله قد صحي ضميرها 
واعترفت بذنبها بحق شقيقتها التي توفت قهرا بعد ان طردتها والدته من عملها بالمزرعه واقصتها لقريه بعيده 
وانحني للامام ووضع يديه علي ركبتيه يتنفس بصعوبه وهو يقف  امام غرفة العمليات ليجد احدى جارات شقيقته ومعها ابنها .. فهو لم يلحقها ولكن في طريقه هاتف المشفي ويبدو ان جيرانها قد لحقوها 
واقتربت منه المرأة تطمئنه
- لا تقلق بني ستكون بخير 
ثم سألته 
- رأيتك من يومان عندها ..هل انت قريب لها
فحرك كنان رأسه مجيبا بصوت يكاد ان يسمع
- انا شقيقها 
لتنظر له المرأه بدهشة ف عائشة جارتها لعام ولأول مرة تعرف ان لها شقيق ومن هيئته علمت المرأة أنه ذو مكانه بالبلد
وهتفت تخبره بشكوكها
- طليقها هو من فعل ذلك ..انا متأكده 
ونادت علي ابنها والذي يبدو بعمر العشرين 
- ابني محمد رائه وهو عائد من عمله 
فحرك الشاب رأسه مؤكدا 
- لقد كان سكير 
فشعر كنان بأن رأسه يدور ..شقيقته مطلقه ..ما تلك الحياه التي يعيشها 
..............................................
هتفت مهرة للمرة العشرون تسأل شقيقتها عن سبب مجيئها
- ياورد طمنيني طيب ..وضعك وشكلك مش مريحني ده مش منظر واحده جايه زياره عاديه 
فتسطحت ورد علي الفراش الذي قد أعدته لها شقيقتها وضمت الوساده لها 
- ارجوكي يامهرة خلينا نتكلم بكره ..انا تعبانه
فأزداد قلق مهرة 
- تعبانه ..اخدك للدكتور طيب ..طب اخلي جاسم يطلبلك دكتور 
وكادت ان تذهب وتخبر جاسم الا ان صوت ورد اوقفها 
- مهرة انا محتاجه انام في حضنك ..محتاجه أرتاح 
فلمعت عين مهرة بآلم وداخلها يقسم حين تري كنان ستنقض عليه لما فعله بشقيقتها 
وجلست جانبها وضمتها لها وأخذت تحرك يدها علي ظهرها بحنو الي ان غفت 
ولم تشعر بغفيان شقيقتها فقد كانت بعالم آخر تفكر هل موافقتها على زواج شقيقتها من رجلا من بلد اخري كان خطئ .. هل سيترك كنان شقيقتها بعد ان أصبح داخلها جنين منه ... هل ستكون ورد هي والدتها ويحدث لها مثلما حدث 
وخرجت تنهيدة عميقة منها وهي تتمني ان يكون كل ما يدور داخلها خطأ ولا يخذل كنان شقيقتها 
..................................
اردفت لغرفتها فوجدت جاسم يجلس علي الفراش يضع وجه بين كفيه ويبدو علي ملامحه الارهاق 
- هو أكرم مشي
فرفع عيناه نحوها محركا رأسه بالأيجاب ...لتجلس على الفراش جانبه
- حكتلك حاجه 
فتنهدت بيأس من صمت شقيقتها
- لاء مردتش تحكي ..قالتلي محتاجه ترتح 
فنظر لها بتفهم وتسطح على الفراش ومد ذراعه 
- تعالي ياحببتي 
وفور ان دعاها لحضنه ..انضمت إليه ودفنت وجهها بتعب بصدره 
- قلقانه عليها اووي ياجاسم ورد غيري ..ورد كتومه وبتيجي على نفسها عشان تسعد اللي قدمها وبتقدم تنازلات كتير عشان ترضي غيرها وده مخليني متأكده ان كنان جرحها قوي 
وابتعدت عنه قليلا ورفعت جسدها عن حضنه وهتفت بشراسه وهي تضغط على أسنانها 
- اه لو قدامي دلوقتي كنت..
وقبل ان تكمل باقي عباراتها ..جذبها نحوه ضاحكا
- ايه الشر اللي انتي فيه  .. وعلي فكره كنان أتصل بيا من شويه وكان باين علي صوته اللهفه .. واقدر اقولك ان الموضوع فيه سوء تفاهم مش اكتر ..كنان بيحب ورد يامهرة انا متأكد من كده 
فنظرت إليه قليلا وقد اراحها ما اخبرها به بعض الشئ ولكن مازالت تتوعد لكنان 
وأبتسم بعدما وجدها استكانت كالقطه الوديعه بين ذراعيه تحرك يدها علي صدره 
- مهرة
فنظرت إليه بضياع ..فمال نحو جبينها يطبع بقبلة دافئة عليه
- متفكريش كتير في الموضوع ... وتأكدي ان ورد اختي ومش هرضي ليها بأي إهانة من اي حد حتى لو كنان 
فأبتسمت وهي متيقنه بذلك فبعد استقباله لشقيقتها وجملته التي قالها لها ..تأكدت اي رجل هو زوجها الذي أصبحت غارقة في عشقه
" فالحب ليس كلمات فقط بل موافق تظهر أفعال  وهنا ينحسم الأمر وتتأكد من حقيقة من أحببته ..وتدرك أذا كان ما تعيشه سراب أم حب حقيقي "
ورفعت عيناها نحوه ثم طبعت بقبلة على خده برقه متمتمه
- بحبك اوي ياجاسم 
وابتعدت عنه قليلا واعتدلت في جلستها فوق الفراش ووضعت بيدها علي بطنها مبتسمه 
- انا نفسي يكون ولد ويكون شبهك فكل حاجه 
ونظرت لبطنها داعيه 
- نفسي اجيب تلت ولاد ويكونوا نسخه منك انت وبس واجيب بنت شبهي في كل حاجه 
قالتها بفخر ..فضحك وهو يضمها إليه
- وليه نبلي العالم بمهرة تانيه ..كفايه واحده 
فتملصت من بين ذراعيه 
- يعني انا بلوة .. يعني انت شايفني كده 
وكده ان تكمل ما تتفوه به ..فوضع بكفه على فمها سريعا
- لسانك ده مدفع بيشتغل .. لو استنيتي أكمل كلامي كنت هقولك أنك احلي واطعم وأرق بلوة
هتف بتلك الكلمات المتقطعة وهو يطبع بقبلات رقيقه علي عنقها وكأنه يدغدغها .. 
كانت بعالم اخر بين كلماته الهامسه وشفتيه التي تتحرك علي عنقها 
وفجأة وجدته يدفعها برفق عنه بعد ان صدح تنبيه هاتفه بأقتراب موعد اذان الفجر 
- ابعدي عني دلوقتي ياحببتي عشان الشيطان شاطر 
طالعته دون فهم ولكن عندما وجدته ينهض من فوق الفراش ويتجه نحو المرحاض ...فهمت مقصده وابتسمت وهي تضع بيدها علي قلبها 
- هو انا عملت ايه حلو في حياتى عشان استاهل أتجوز الراجل ده 
ومالت نحو الفراش تنتظر هي الأخرى آذان الفجر  فقد اعتادت منذ زواجها منه ان تصليه في موعده فهو يقيظها معه كما كانت تفعل ورد معها ... في البدايه استعجبت من الأمر ولكن مع مرور الوقت اكتشفت ان زوجها تربي علي ذلك منذ ان كان يذهب مع والده وهو طفل صغير ليصلي ومن بعده جدته التي كانت تيقظه معها للصلاه... نشأه شكلت  رجلا حقيقي ورغم كل ما يحاوطه الا أنه يجاهد ان يبتعد عن الحرام والتحرر الذي يعيش فيه اغلب طبقته 
................................................
نظرت إلى فراش شقيقتها المرتب والغرفة فارغة ومازالت حقيبة ملابسها موضوعه جانبا 
فعلمت أنها استيقظت وبالتأكيد تجلس بالأسفل فهي قد تأخرت عن موعد استيقاظها حتي ان جاسم لم تشعر بأستيقاظه وذهابه لعمله 
وهبطت الدرج لتجد جاسم مازال في المنزل و ورد تجلس أمامه تمسح دموعها ومن هيئتها تلك  أدركت انها أخبرت جاسم بكل شئ 
واقتربت منهم متسائله 
- هفضل في قلقي لحد امتي 
ونظرت لشقيقتها بلوم 
- كده ياورد تحكيله هو وانا لاء 
فلم يتحمل جاسم رؤيتها بتلك المسكنه ثوكأنها ستبكي فضحك وهو ينهض نحوها ناظرا لورد التي تجفف دموعها وكانت ستعتذر من شقيقتها ولكن جاسم سبقها 
- ياحببتي ورد حكتلي الأول عشان عارفه اني هتفاهم معاها بالعقل وخافت عليكي من اندفاعك وردود افعالك
ورفع وجهها إليه بمشاكسه كتلطيف للوضع
- ده انتي ممكن تاخدي اول تذكره طيارة علي تركيا وتروحي لكنان ونتفضح علي الفضيات 
استاءت من ساخفته واشاحت وجهها عنه وطالعت شقيقتها 
- مهرة انا خوفتي عليكي لأني عارفه انك مش هتستحملي عليا حاجه ...اكيد مش هخبي عنك حاجه بس جاسم كان لازم يفهم الوضع لأن كنان اكيد هيتواصل معاه 
واقتربت منها تحتضنها
- كان عندك حق لما خوفتي عليا اني عيش في بلد غير بلدي 
وبكت بحرقة تتذكر كل ماعانته من بطش فريدة وكلمات سيلا حينما كانت تأتي لمطعم ليليان تخبرها عن النساء اللاتي عرفهم زوجها وأقام معهم علاقه لم تفهم مقصده الا عندما أوضحت لها سيلا من دون خجل فزوجها عاش لفترة  بأمريكا...وكانت الصدمه حينا اخبرتها انها حملت من كنان ولكن اجهضت الطفل ولو كانت تعلم أن خطبتهم ستنتهي ما كانت تخلت عن الطفل ..
 ينظرون إليها بأستياء انها هي من تزوجها كنان كمال الدين الرجل الذي دوما اسمه يلمع في الصحف .. لم تشعر بالحب الا مع ليليان والسيدة عظيمه 
صبرت علي كل هذا من اجله وحاولت على تغيره ..فهو يعيش بفكر اوربي مع ان وطنه يوجد مسلمون حقيقيون
هذه كانت العولمه التي عرفت اسمها ولم تفهم معناها الا عندما دخلت داخلها 
فتجمدت ملامح مهرة وابعدتها عنها برفق
- لاء انا لو معرفتش اللي عمله فيكي دلوقتي ... هسافرله تركيا
ونظرت لجاسم الذي كان يتابعهم بصمت وكأنه يفكر بالأمر 
وأشارت لجاسم 
- هتحكيلي ولا هي اللي هتحكي
فأبتسم ومال نحو جبينها يطبع بقبلة عليه 
- لاء انا عندي اجتماع مهم
وانصرف من أمامها هاربا ...لتحدق هي بشقيقتها 
فعلمت ورد لا مفر 
.............................................
عادت من العمل مرهقة تشعر بآلم أسفل ظهرها .. تنظر للوقت في ساعة هاتفها ف الليله ستجري عملية الإجهاض بعد ان يرحل كريم ..واردفت للغرفه لتجد كريم يجهز حقيبة سفره 
وعندما رأها نظر الي وجهها الشاحب 
- مرام احنا لازم نروح الدكتور ..شكلك تعبان ومرهق 
ونظر لساعة يده
- لسا معايا وقت لميعاد الطياره
فنظرت له بأرتباك ..فتعبها تعرف سببه ولكن كريم شك بالأمر ليلة أمس ولكن أخبرته أنها متأكده أنها ليست حامل 
وعانقته بدلال رغم الألم الذي يزداد 
- هتوحشني ياحبيبي 
فأتسعت ابتسامته وقربها منه أكثر 
- انتي وحشاني وانتي معايا ... ولولا ضرورة سفري مكنتش سيبتك وانتي تعبانه كده
فرفعت كفوفها الناعمه تحتوي وجهه بينهم 
- لاء سافر ياحبيبي وانت مطمن 
ازداد الألم أكثر .. ومع شعورها بيد كريم علي ظهرها كانت تشعر بشئ يتدفق من بين أقدامها وصرخت من الألم ..ليبتعد عنها ناظرا إليها بصدمه وعيناه مركزه علي يدها التي تضعها علي بطنها والدماء التى تسيل منها وهنا لم يحتاج لتفسير الامر 
......................................................
اصطحبهم جاسم للعشاء خارجا رغم رفض ورد الا ان في النهايه خرجت معهم لكي ترضيهم حتي انه دعا أكرم وخطيبته ..كانوا يضحكون من اجلها لتخرج من حزنها قليلا  
وتعالا رنين هاتف جاسم ..فألتقطت مهرة الإسم قبل ان ينسحب من علي الطاوله واستأذنت هي الاخري فقد كان المتصل كنان وأرادت ان تعلم بما سيتحدثوا
وشعر بها جاسم خلفه ..وأشار لها بأن تصمت ..فصمتت رغما عنها تستمع لحديثهم 
وبعد ان انهي الإتصال حدق بها بحنق 
- خرجتي من المطعم ليه ...فضولك ده هيموتك في يوم
فعقدت ساعديها أمام صدرها هاتفه
- قلقانه وعايزه أفهم ليه الأستاذ منزلش مصر .. ها ليه 
فأبتسم علي حديثها 
- عارفه يامهرة ان نفسي اعلقك بس اللي منعني أنك حامل ..تولدي بس وهعيد اصلاحك من اول وجديد 
فأبتسمت برقة وداخلها يضحك ... واقتربت منه خطوه ووضعت بيده علي خده تداعبه 
- أهون عليك ياحبيبي ..ده انا مراتك حبيبتك الهاديه المطيعه ..طب شوفت كل ما يتفتح موضوع كنان و ورد واجي أتكلم تبصيلي واسكت 
وتابعت بوداعه تعجب منها ورفعت كفها الثاني تداعب خده الاخر 
- بس انت حلو النهارده كده ليه 
فضحك بأستمتاع وهو ينظر لوقوفهم هذا 
- لاء ده انتي النهارده مش مراتي اللي اعرفها 
ومال نحوها هامسا 
- نتلم ياحببتي لحد ما نروح بيتنا
واكمل بتحذير 
- بس عارفه لو نطقتي وقولتي هنام وتعبانه وعندي محكمه الصبح والحوارات اللي بتعيشي فيها ديه... هتجني علي نفسك 
فأرتبكت من كلامته وابتعدت عنه تنظر حولهم 
- احنا اتأخرنا عليهم ... كده يقلقوا علينا
وسارت أمامه .. فأبتسم علي هروبها 
يعلم ان ماتفعله ماهو الا بسبب هرمونات الحمل
............................................................
لغي رحلة سفره ووقف يدور بالمشفي كالمجنون ينتظر أحدا يطمئنه لتخرج الطبيبه تنظر اليه بأسف لا يحتاج للفهم
- الحمل كان ضعيفا .. ولكن زوجتك بخير 
وانصرفت الطبيبه بهدوء .. فوقف كالتائه مرام كانت حامل 
........................................................................
مرت خمسة ايام ومازال كنان مع شقيقته بالمشفي 
خرج من غرفة عائشة ونظر الي بشير وهو أتي نحوه وبجانبه ليليان 
واحتضن كنان معتذرا 
- فور ان وصلت من سفري جأت اليك 
وابتعد عنه ونظر لشقيقته بضيق
- اعتذر منك صديقي ... عما فعلته تلك الخرقاء 
فتهجم وجه ليليان فطيلة الفترة الماضيه تتلاقي توبيخ من شقيقها عبر الهاتف رغم أنها اعتذرت آلاف المرات لأنها لم تكن تعلم ان عائشة شقيقة كنان فهو المخطأ ولكن لن تتحدث مجددا فبعد رؤيتها لوجه كنان علمت مدي حبه لورد ..حتي أنها قصت لورد كل شئ عبر الهاتف وان عائشة شقيقة كنان ولكن كيف هذا لا تعرف فجميع الحكايه لدي زوجها 
وطلبت منها ان تظل صامده ولا تخبره أنه علمت بشئ الي ان يوضح لها كل شئ ويعرف خطأه لأنه لو كان أخبرها بالأمر ماكان حدث كل هذا 
وشهقت بفزع بعد ان دفعها بشير للامام هاتفا بها 
- اعتذري ليليان 
فهتفت بغل وضيق ..فهي تكره امثال كنان وشقيقها والرجال جميعهم لعقم وسطحية تفكيرهم 
- بماذا اعتذر انا لم أخطأ ..لأنني ببساطه لم أكن اعلم أنها شقيقته 
ولم تصمت علي هذا بل أخبرته بكل شئ تعانيه ورد وأين هو من كل هذا
كان كنان يقف يستمع لها بحزن اما شقيقها أخذ يطالعها بوعيد 
.........................................
نظرت مهرة لهدوء شقيقتها فكلما هتفت بشئ عن كنان كانت وكأنها كالمرتاحه من الأمر ولا يشغل بالها شئ ... واقتربت منها تتفرس ملامحها
- ورد انتي مخبية ايه 
فأبتسمت ورد وهي تحمل حقيبة يدها من أجل ان تخرج مع أكرم وخطيبته
- هخبي ايه يعني عنك بس كل الحكايه بحاول اكون قويه
فأرتحت مهرة وتنهدت 
- طمنتيني انا أهم حاجه عندي راحتك
ققبلتها علي وجنتيها 
- خلي بالك من نفسك 
فقبلتها ورد بحب 
- متقلقيش عليا يامهرة انا اتعلمت من اللي حصلي .. وانا مرتاحه وانا وسطكم ومش هرجع لكنان غير بنت يعترف بغلطه 
فدفعتها مهرة بيدها برفق صارخه بها
- ترجعي لمين ده خانك مع المساعده الشخصية بتاعته ...انتي هابله يابنت زينب
فهتفت ورد قبل ان تركض من أمامها فهي لا تستطيع ان تخفي عليها شئ
- البنت طلعت اخته 
لتقف مهرة مذهوله للحظات تسأل نفسها 
- اخته  
وأخذت تحك فروة رأسها وتتسأل ثانية
- أخته طب ازاي ..
ونظرت حولها لتجد الغرفه فارغه وورد انصرفت 
وخرجت من الغرفه حانقه متجها لغرفتها لتجد جاسم يقف أمام الشرفه يتحدث مع نرمين من أجل السفر لكندا 
وانتظرت ان ينهي مكالمته وعندما ألتف نحوها حدقت به متسائله
- مين  هيسافر مع مين 
فضحك بمتعه وهو يطالعها 
- نرمين وريان 
فتنهدت بأرتياح ..فأبتسم على هيئتها ثم ألتقط ذراعها 
- ورد مع أكرم مش كده
فأجابت دون ان تعي مغزي سؤاله 
- آه بس بتسأل ليه
فجذبها أكثر إليه 
- هتفهمي دلوقتي ياحببتي 
وانتهى حديثهم حينما فهمت 
................................
ابتسم ريان وهو يخرج العلبة التي تحتوي على خاتم الزواج وعيناه تلمع ..ريم لن تأتي إليه الا إذا تعجل بذلك الأمر .. فكل النساء اللاتي عرفهم بحياتهم اما كانوا يأتون لفراشه راغبين بماله ووسامته او لمجرد ان يظهروا معه كنجمات مجتمع 
ولكن ريم شئ مختلف .. وانتبه لجرس المنزل ..فأغلق العلبه وضعها بالدرج جانب الفراش 
وذهب ليفتح الباب فوجد ناريمان أمامه بهيئتها المغرية فتنهد بسأم 
- ناريمان لست بمزاج يسمح لاي شئ ..لدي طائرة غدا 
فدفعته ناريمان برفق للداخل وضحكت بدلال 
- جأت من أجل توديعك حبييي 
وأغلقت الباب خلفها وتعلقت بعنقه 
- انا أيضا راحله لباريس 
وأخذت بعبث بأزرار قمصه...ودفعها نحوه 
- انتهي كل ما بيننا ناريمان افهمتي 
فتقدمت منه بهدوء ..ووقفت أمامه مجددا 
- ليله واحده ريان 
ولم تتركه ينطق بعدها فقد اطبقت شفتيها علي شفتيه
لتنتهي تلك الليله كما أرادت 
واستقظت صباحا لتضم جسدها بالغطاء وهي تستمع لصوت المياه .. فقد استيقظ قبلها نافرا منها ومن نفسه 
وتمطئت بسعاده لما حدث ومدت يدها نحو أحد الادراج تبحث عن علبة سجائره ..لتقع عيناها علي علبة زرقاء ..فألتقطتها لتعلم اجابه لم ترغب في تصديقها 
" ريان سيتزوج ومن غيرها فبالتأكيد تلك الفتاه التي جعلت إحداهن تراقبها بالشركه التي يديرها هو حاليا "
......................
نظر كرم للسيجارة التي يعطيها له نادر ووضعها بين شفتيه ..فسحب نفسا منها ثم ضحك
- لاء حشيش اصلي ده
فضحك نادر ثم تذكر عدم مساعدة كرم له في الوظيفه 
- فين الوظيفه ياكرم ... لو مش هتساعدني قول ياصاحبي
ليتذكر كرم الخلاف الذي نشئ مع شقيقته بسبب استهتاره
- ما انت عارف يانادر مقدرش اساعدك ...جوزها مش بيطقني غير آخر خلاف بينا ضيع الدنيا 
وزفر أنفاسه من الدخان وضحك بأستمتاع 
- لفيلي سجارة تانيه وكله بحسابه 
...........................
دار كريم بمقعده بعد ان سمع طرقات علي باب مكتبه ..لتقع عيناه علي بسمه التي اقتربت منه تتسأل بجديه 
- كنت عايزني في حاجه يابشمهندش 
فطالعها كريم ومازال كل شئ يمر أمامه كالفيلم
متذكرا تلك الليلة التي اجهضت فيها مرام وعاد لمنزله كي يجلب لها ملابس ..كان هاتفها لا يتوقف عن الرنين ..ليفتح الخط وقبل ان يعلم هوية المتصل لم يصدق ماسمع 
" احداهن تسأل زوجته لماذا لم تأتي للموعد .. في البدايه لم يكن مايسمعه شئ غريب الا عندما سألتها تلك المرأة اذا كانت غيرت رأيها بأمر الإجهاض "
وانتبه علي صوت بسمه 
- بشمهندس 
فوقف كريم واقترب منها .. وخرجت آخر كلمه كانت تتوقع سماعها 
- تتجوزيني يابسمة 
..............................
ضحكت بأستمتاع وهو يدغدغها بلطف 
- جاسم أبعد انت بتعمل ايه 
فأبتسم بمشاكسه 
- سيبي ورق القضية اللي في ايدك واهتمي بيا شويه 
فأبتسمت وهي تشعر وكأنه طفل صغير ..ووضعت الأوراق جانبا بعد ان رتبتها
- نعم يا سيدي 
فقربها منه غامزا 
- بتحلوي كده ليه 
فدفعته برفق علي صدره 
- قصدك بتتخني كده ليه
وأشارت لجسدها بتذمر
- أنا اتخنت اوي صح .. قولي ان ديه تهيأت
فضخك علي هيئتها 
- يعني شويه 
فلمعت عيناها وهي تنظر له
- طب شيلني ونشوف
فتعالت صوت ضحكاته 
- هو انا ميزان ياحببتي 
فتعلقت بعنقه وهي تهتف بحنق 
- شيلني ياجاسم ياحبيبي لاحسن هفضل ازن للصبح 
فأبتسم وهو يحملها واخذ يشاكسها بمكر
- لاء وزنك زاد يامهرة 
وعندما شعر بأسنانها علي كتفه 
- آه ياعضاضه ..اومال لو مجوعك هتعملي ايه 
فضحكت وهو مازال يحملها
- هاكلك ..ده انت بقيت حلو اوي 
وسألته برقه 
- هو انت بتحلو ولا  ده من اثر الحمل ياحبيبي 
فضخك على ظرافتها التي ستقتله يوما
- وده سؤال يتسأل طبعا أنا اللي حلو 
فأبتسمت بعدما وضعها على الفراش ثم هتف متسائلا
- محدش هيخبط علينا صح 
وقبل ان يستمع لردها جذب هاتفه وهاتفها واغلقهما وأبتسم بأرتياح 
- تعرفي لو اللحظه ديه انقطعت...هخنقك يامهرة
كانت تكتم ضحكاتها بصعوبه ولكن لم تعد تحتمل فأنفجرت ضاحكه 
- وانا ذنبي ايه 
ودقائق مرت وهو يبثها مشاعره بكلمات رقيقه ولكن كما المعتاد ...طرقات علي باب غرفتهم وصوت ورد تلك المرة يهتف قبل ان تتحرك من أمام الباب وتهبط لاسفل
- مهرة كنان تحت 
لم يجد الا الوساده فدفن وجهها بها 

تعليقات