رواية مزرعة الريان الفصل السابع7بقلم خلود عبيد
.اللقاء" <الجزء الاول >
(اللقاء يكون صدفة او مقدر ،لكن مع كل شخص نلتقى بيه ،يغير بنا لو حتى بعض ذرات من التفكير و الفهم ،يمكن ان يكون لقاء بشخص يغير حياتنا جذرياً يترك بها بصمه لها وجهان أما سيئة اوحسنة ،و لكل وجه تأثره الخاص على حياتنا, تصرفتنا ,معتقداتنا ,مبادئنا ،هنا يجب الوقف وتحديد من "انا" ، وما سبب التغيير أن كانت الصدفة ام القدر هو السبب ؟! ،ام انه درس وجٍب ان يؤخذ لنتعلم منه
،الحياة اكبر مدرسة نتعلم فيها وكل شخص تلميذ ومعلم بها ،لكن القيمة لمن استفاد منها )
*تقف امام مقابر الصدقه الخاصه بعائلة "سلطان " ، تنظر بحزن وآسئ لتلك المقبرة ، جاءت تودعه لانه يمكن ان تكون تلك المره الاخيرة التى تزوره فيها ، فانها قررت انها لن تعود حتى تتأكد من سلامة وضع "رحيم " وعدم وجود خطر يحوم حوله ، وكشف القاتل ومرتكب جريمه بحق ابيه"على "
رحيل تتنهد وتتكلم بحزن = مقدرتش على بعدها ، بعت اهلك وناسك واصلك وفصلك عشان بس تعيش معاها وتموت جنبها ، لا قدرت تعيش بعدها زمن ،ولا قدرت تدفن بعيد عنها شبر!
كنت بتحبها اوى كدا ، عندك حق تضحيتها كبيرة ، كفايه ضحكتها فاكر
لتتذكر بعض الكلام ل (على )
قبل دخوله العمليات بثوانى ،امسك يد رحيل
على بصوت ضعيف = عايز اندفن جنبها
رحيل بدموع= هتعيش يا على عشان "رحيم "على الاقل ده كان تضحيه كبيره منها
على =متزعليش منى يا رحيل ، اخر وصيه ليكى خالى بالك من رحيم ،وانى اندفن جنبها
لتسيل دموع رحيل بكثره وتحاول كتم شهقاتها ،وهى تراه يدخل الى العمليات وتشعر انها اخر مره سوف تراه
حتى عندما خرج الطبيب واخبرها ، بالخبرالمؤفجع ،لم تتأثر ولم تكن الصدمه حالكه كانت تعرف انه اختار الطريق لمحبوبته فى العالم الأخر
*لتفيق من تلك الذكرا
رحيل= انا هسيب اسكندريه ، الكنت دايما تقولى انتى لو خرجتى بره اسكندريه تتوهى وتموتى ، انتى زى السمك يحب المياه والبحر ميقدرش يعيش منغيره ، شوف انا هاخرج عشان احميه وحافظ على الوصيه ، معرفش الحياه بره اسكندريه هتبقى ازاى او هكمل طريقى ازاى كل ال أعرفه ،انى أوفى عهدى ليكم لاخر نفس فيا
لتلقى نظره اخيره على القبر قبل المغادرة ، وتعود لها الذكريات وتأتى
لتتذكر
Flash bake
على بمرح ويضحك = ههههههه مالك يا عروسه اسكندريه ،البحر مزعلك ولا ايه
لتنظر له رحيل وتتصنع التقمص = وانت مالك ومال البحر بتاعى متدخلش بنا
على بصدمه مصتنعه= بتاعك!! اول مره اعرف كنت بحسبه بتاع الناس كلها
رحيل بلهجه تحذريه طفوليه = على!! بطل رخامه
على بغناء = بس ايه المزعلك ،البحر ولا الهواء ، البحر بيضحك ليه اااه يا هوى يا هوى ياااا هوى
رحيل ممسكه ببعض الرمال = امشى من هنا روح لحبيبه القلب
على برخامه= ايه غيرانه ،اشم رائحة غيره هنا ههههه
رحيل= انا عايزة اعرف انت بتحبها ليه ما انا اهو قدامك حبينى انا وهاتلى شكولاته زيها
على بسرحان= بحب ضحكتها رقتها جمال عيونها كلمها
رحيل= لون عيونها اسود يا اهبل ، ده انا عينى ملونه رمادى
على بصفيره= بس انتى ليكى الحب بتاعك ،وانا ليا بتاعى ، ايه المزعلك يا اختى الصغيورة
رحيل عرفت انها وصلت لمبتغها = احماحم انت مش اخر مرة اتخنقت مع ليلى وانا الصلحتكم
على وينظر لها= اى نعم ،هاا
رحيل = عايزه عربون صلح ده ، تيجى تقنع ماما توافق على موضوع التمريض
على ويتظاهر بالتفكير= يعنى عايزه دوبل تعليم ، وعايزه وسطه
لتهز رئسها بنعم
على مكملاً= والوسطه دى انا ، بس تحت التهديد ورشوة كمان ،لتخلى ليلى تتخانق معايا صح
لتبتسم وتهز رئسها بنعم
ليتنهد على ويرفع يده لتسلم =ديل كسبت المرادى يا كوتش ، هقنعهالك
لتقفز رحيل بمرح =احلى علوة ده ولا ايه ، حبيبى يا ابو على
ليضحك على = لا ابو رحيم ان شاء الله
رحيل= يا رب تتجوزوا انت وليلى وتجيبوا رحيم يا رب
Bake
رحيل بنفسها= بقيت ابو رحيم يا على، بس انا البقيت ام رحيم مش ليلى ،ودلوقتى بكمل المشوار وابقى امه وابه
**********************
تجلس فى السيارة التى استأجرتها ابنتها للمغادرة بيتها ، بيتها الذى تخلت عن كل شئ لاجله لاجل ان تؤسسه ويكون عشها وأمانها ، تغادره اليوم لبدء مشوار جديد رحله جديده فى نهايه عمرها
بدائت السيارة تتحرك لمغادرة هذا الحى وهى ترى من يحزن على فراقهم ،ومن هو سعيد وينظر لهم بتشفى وفرح ، ومن يحقد عليهم لا تعرف لماذا ،لكن نظراته كلها حقد وتشفى ، غير همسات وهممات وتصفيق تلك الجارة "اللعينه " وتفوهها
ببحر من الكلمات الاذعة القاسيه ،وهى تتفوه ب( ياااه الله خلى الحاره تنضف من الوساخه ،فى داهيه تاخدكم ولا ترجعكم ، عيله شؤم ) كانت جمل قاسيه
لتلقى اخر نظره على المنزل قبل ان تنعطف السياره ، وتراجع نفسها وتتذكر متى بدء كل هذا ولما تطور الى ان يصل الى هذا الحد
قبل 25 سنه
Flash bake
فى منتصف الليل البارد القارس من شهر ديسمبر ، والرياح تهب بقوة وبعض رذاذ المطرالخفيف ،المدل على قرب سقوط المطر بغزاره
كانت سعيده وفرحة وهى تتلمس وجه طفلتها التى جاءتها بعد صبر 5سنوات ، تتأمل وجهها الاحمر الرقيق الناعم ، وشعرها الاسود وحجمها الصغير الجميل ورائحتها الخلابه طفلة جميلة حديثه الولادة ،
"ابنتها " الى سمتها (رحيل ) ، سمتها هكذا لانها رحلت عن كل شئ لتحظى فقط بها وبزوجها
راحلة عن الترف والثروة والمال لاجل مثل تلك الطفلة الجميله من حبيبها وزوجها ، لتكون حلمها الغالى بتكوين اسرة سعيدة
لتجد من يترك على باب منزلها ،لتتعجب من يأتى فى مثل هذا لوقت ويرتعش قلبها ويدق بخوف وتتمسك بطفلتها بقوة
لتجد زوجها الحبيب فتح الباب ، حيث كان بالمطبخ يعد لها حساء شوربة الدجاج
وبعض ثوانى وجدت زوجها ليدخل وعلى وجه علامات مبهمه مزيج من القلق والارتباك
مجدة= مين يا صلاح ؟!
صلاح بارتباك = ده ده
لتدخل مجيده وبيده لفه صغيره على يدها
مجيدة= انا يا مجدة
لتشهق مجدة بفزع وتنظر لزوجها بخوف ورعب
مجيده مسرعة = متخافيش يا مجدة محدش يعرف مكانك
مجدة بتسأل= انتى جاية ليه مجيدة ، عايزة ايه ، انا سبت كل شئ ليكى
مجيدة= جاية اقولك انك فوزتى يا مجدة ،فوزتى على تؤامك ، كان عندك حق الفلوس مش كل حاجة
ليتركهم صلاح ليتحدثوا بحرية ويخرج من الغرفة
مجدة= انتى جايه ليه بردوا ، تركتلك ابن سليل عيلة سلطان وعملت كل ال انتى عايزه
مجيده= كنت فاكرة اقدر اخد مكانك لما تهربى ويتجوزنى مكانك واخليه يحبنى مكانك ،بس للاسف مكانك فى قلبه مقدرتش اوجد مكان ليا جواه
مجدة= انتى الطلبتى ماافصخش الخطوبه ، وانك تبقى مكانى فى الفرح واقدر اهرب مع صلاح
لتتنهد مجيده بحزن= كنت فاكرة ان الشبه مش هيأثر ،وكانت غلطة عمرى ودفعت الثمن غالى
مجدة= ايه الحصل يا مجيدة ،وجايه ليه بعد خمس سنين
مجيده = جايه اقولك انك ابوكى مات!
لتشهق وتبكى مجدة بحرقه
مجيدة= بابا اسقط حكم القتل عليكى قبل ما يموت ، تقدرى ترجعى تانى من الصبح لو عايزة، بس انا مش عايزاكى ترجعى ، عايزاكى ترديلى جميل مساعدة هروبك
مجدة بتأهب = عايزة ايه ؟!!
مجيده تنظر الى الطفلة التى بيد اختها= مبروك عرفت انك خلفتى اخيرااً بعد زمن
مجدة= الله يبارك فيكى ، الحمد والشكر لله بفضله وصبر صلاح وعدم يأسه ابداا
مجيدة= كان عندك حق لما اختارتى صلاح ، لو كان جوزى هو اللل..... ، بس الحمد لله لانه كان زمانه طلقك وماصبرش عليكى ورماكى لدمار
مجيدة مكملة= ابن الحسب والنسب دمر ولادى ، واخر حاجة حصلت انى ابنى عمر 3سنين مات بسببه
لتشهق مجدة وتبكى على حال اختها
مجيدة معطيا مجدة تلك الفة الصغيرة التى دخلت بيها
مجيدة= انا بموت يا مجدة فى اخر ايامى عندى سرطان، دى بنتى عمرها ثلاث شهور عتيزاكى تربيها وتكبريها عايزاها تبقى مجدة مش مجيده ،يبقى جواها خيرمش حب المال وتعرف ان الخير والحب الحقيقى هو الثروة الحقيقه
لتحتضن مجدة مجيدة وتبكى على بكائها ،يهتزوا فى احضان بعضهم من البكاء والحزن
مجدة وتاخذ الطفلة منها
مجيدة تمسح دموعها وتبتسم= ليلى اسمها ليلى
لتتأملها وتفكر وتأتى فجاة فكرة برئسها
مجدة= وابوها هيسمح انها تبقى معايا
لتتنهد مجيدة = هتفضل معاكى لغاية أما يبقى عندها 10سنين ،وتكون انزرع جواها بذور يستحيل تتشال الخير والحب ، ترجع له ساعتها وتباعيها بردوا
مجدة= هو وافق
مجيدة= ميعرفش ان الشخص ده انتى ، انا اعطيته ميراثى وثروتى من مراث بابا مقابل ان بنتى تتربى 10سنين بعيد عنه ، وترجعله بعدها
مجيدة مكملة= بنتى امانة بين ايدك يا مجدة اعتبريها بنتك التانيه ، يمكن دى انانيه اضافيه من اختك ال على طول انانيه وتحب تاخد منك كل حاجة ، عايزة تشارك بنتك فى حبك ورعايتك
هيجيلك شخص بعد 10سنين من دلوقتى ويعطى أمارة ،فاكره الصندوق الموسيقى بتاعك هو ده الأمارة
لتمسك مجدة يد مجيدة = وعد منى انى احافظ على بنتك مهما كان الثمن !
Bake
لتمسح دمعة متمردة خارجة من جفونها قهراً وحزناً على ذلك الثمن العظيم الذى كانت ابنتها هى ثمنه فى نهايه الأمر
****************************************
ليمر يومان على وصلهم الى القاهرة وترتيب امورهم واحوال المنزل الجديد ، والمدرسة لاخيها ووظيفه رحيل بمستشفى فياض التخصصى
ولكن الامر الذى جعل رحيل تفكر ،انه قد حدثه معجزة أو يمكن لعب القدر ليجعل منها تسطيعان ترد دين القرض من خلال تلك الوظيفة التى تحدث عنها زميلاتها ، تسترد بيت امها ، ان تكون ممرضه خصوصيه ,شرطها ان تكون متزوجة والجميع فى المشفى يعرف انها متزوجة
فرصه جيدة لكن اذا انتقلت لن تسطيع ان تزعزع استقرار عائلتها مره آخرى ، غير انها سألت فى مدرسة(سليم ) انه لا ينفع النقل مرتين فى الترم ، يجب ان يمكث الترم فى المدرسه الجديد
التى لاحظت كم ان شقيقها سعيد فيها وكون صدقات جديدة بسرعة واندمج معهم
لديها يوم واحد تفكر وتقرر وتستعد للمغادرة اذا وافقت امها ولكن رحيم...!!
********************************************
هناك فى بلد الريان وبالاخص فى احد السراديب قصر عائلة الريان
كان ذلك الرجل المكبل بسلاسل الحديديه ينزف الدماء من كل جسده وخر قواه
لينظر بوهن على من قادم له ليدخل أمامه وينظر له بعينيه التى تشبه السهام النارية
ارتعش أوصال المكبل والرجفة تملكت جسده وتلبد الرعب بداخله
_بقى أنت يا حشرة تخنى أنا وتطعنئ في ظهرى
المكبل مرعبا=السماح يا أزيد بيه السماح
أزيد بفحيح مرعب=أزيد الريان ما بيسمحش ، الخاين نهايته واحدة عندى
المكبل بنواح وفزع =لا لالا يا أزيد أحب على يدك ابوس رجلك سامحنى
أزيد بصوت عالى لأحد الغفر وهو ملتف مغادر =جهزه لسوق الكبير
المكبل بصريخ عالى =لا لا يا أزيد بيه بلاش بلاش السوق الكبير
غادر أزيد
الغفير للمكبل بوجه حزين =وقعت نفسك مع الجلاد مش هيرحمك وهتشوف وش (أزيد جهنم ) وناره الحقيقة
السوق الكبير نهايته المرار
ويغادر ويترك ذلك ينوح ويصرخ يطلب السماح )