رواية عانقت رماد الذكريات الفصل التاسع عشر19 والعشرون20 بقلم سمر محمد
جلس مع حسام يسترجع معه الذكريات
نظر له الطبيب بشفقه فهو يعلم جيداً معني الصراع الذي يدور في مخيلته : بص انا مش هتكلم انت هتقول كل اللي جواك
نظر إليه فهو يعلم ان القادم أصعب لكن هو يريد النجاة فعليه الاستمرار فيما عزم
صمت قليلاً يسترجع اللعنة وبعدها
: اخر مره قلتلك لما نامت علي السرير وقالت لو عايز يبقي تيجي مكنش قدامي حل غير أني اكون معاها علي سرير واحد كنت بتقطع ومش قادر يعني ممكن قبلها كنت بتوجع بس الجرعة الصغيرة اللي ادتهالي خلتني مجنون بعد ما مشيت من
عندها قلت خلاص مش هرجع لها تاني رحت عند واحد بيبيع الحاجات ديه وخدت منه كميه كبيره بس كنت بتقطع بردو الجرعة اللي كنت باخدها مكنتش بتعمل معايا حاجه خدت مره كميه كبيره علي اساس هتعمل معايا مفعول وكنت هموت وقتها بس البواب هو اللي أنقذني
قاطعه الطبيب : داليا كانت أذكى منك كانت عارفه أنك مش هترجع بعدها وانت شاب مش هتغلب عشان تجيب تذكره عارف المخدر اللي انت خدته كان خلطه مفعولها أقوي من اللي انت جبته عشان كده التذكرة معملتش معاك مفعول بالعكس ديه تعبتك اكتر
نظر للطبيب بسخريه مريره وبعدها
: فعلاً كانت ذكية عارف قالتلي انت مهما هتعمل مش هترتاح غير معايا كلمتني بعدها علي طول كانت في شقه أمي قالتلي أنها هناك وأن امي نزلت ولو عايز أروحلها مكنش قدامي حل غير اني اوسخ نفسي تاني
استمريت معاها سنتين كنت بحاول أرضيها بكل الطرق عشان ترضي عليه بس هي كانت بتلعبها صح حتي اخويا لما كان بيرجع كانت بتديني كميه معينه عشان وقت أما تعوزني تلاقيني
صمت قليلاً فالذكريات خانقه نظر إليه حسام بهدوء فهو يعلم كم هذا موجع هو يشعر بالاشمئزاز من نفسه يريد تطهر نفسه
أكمل بهدوء فنظر إليه الطبيب بخوف فهو توقع البكاء أو الغضب لكن الهدوء ليس بالشيء المبشر في عالمهم
: لما عرفت أنها حامل في هادي كان دمار بالنسبالي بس اللي ريحني ان الحمل كان صعب والدكتورة قالت ان علاقه في الوقت ده غلط تعرف أنها كانت عايزه تنزله عشان تجيلي كان شايفه ان الحمل حاجه مقرفه منعتها من المتعة اللي بتحارب عشانها كانت اصعب لحظه بالنسبالي لما شفت محمد ماسك
هادي وهيتجنن عليه وقفت بعيد اتفرج حتي لما ماما جابته وطلبت مني اشيله رفضت مكنتش عايز اوسخه كنت هشيلة علي أنهي اساس ابني ولا ابن اخويا تعرف أنها لما خرجت من العمليات كلمتني وكانت عيزاني في المستشفى تقولي ما انا خلاص ولدت بقالي كتير بعيده عنك
اقترب منه حسام قليلا ً: ورحت
أجابه بعد دقيقه من التفكير : لأ في اليوم ده قررت أنهي حياتي لما رميت نفسي قدام العربيه بتاعتك بس انت لحقتني علي أخر لحظه كنت خلاص
نهض حسام من جانبه لكن بهدوء اعتاد الأخير عليه : الحاجه الوحيدة اللي هقولها ان ربنا كتبلك عمر جديد في الوقت ده
كفاية كده النهارده انت تعبت ومينفعش اضغط عليك هتروح دلوقتي لدكتور وليد عشان هيقول انت وصلت لأنهي مرحله من العلاج
ذهب إلي طبيبه الذي اخبره أنه تقدم كثيرا وانه اذا استمر علي هذا الوضع سيصبح في أفضل حال اتسعت ابتسامته فهو واخيراً سيعود مره اخري إلي حياته وحبيبته
.................................
مكالمة هاتفيه من امها تخبرها بضرورة العودة والدها مصاب
ذهبت مسرعة إلي المشرف الأخر : دكتور ضياء انا لازم ارجع القاهرة دلوقتي كلمت مدير الإدارة للجامعة ووافق معلش لازم تاخد مكاني هنا
ابتسم لها ضياء وبنبره مهذبه : معنديش مانع ا دكتورة بس المشكلة هترجعي ازاي ؟
اتي من حيث لا تعلم هل يراقبها : انا بابا بعتلي العربيه النهارده معنديش مشكله ابداً اني اوصل الدكتور ديه غاليه عندي اووووي محدش بيفهمني غيرها
بغل البحر للأسف اصبح وسيله ليس لديها أحد غيره
لكن ضياء اعترض : مينفعش يا مروان انت مسؤول مني
: انا هكلم بابا دلوقتي أخليه يكلم دكتور عادل المدير الإدارة ويقوله انا هتصرف
وبالفعل بعد أتصال واحد اخبرهم عادل مدير الإدارة بضرورة ذهابه مع جني وبعدها بدقائق كانت تجلس معه في سيارة رياضية لونها ابيض توحي بثراء صاحبها
وبعد انطلاقهم بساعه حادثت ابيها للاطمئنان عليه
لتخبرها امها بأعصاب بارده : اه يا جني ابوكي ده لازم يعرف غلاوته عندنا كل شويه كل الحكاية ان شرب لبن مده الصلاحية بتاعتة انتهت بطنه وجعته قالك هموت خلوني اشوف ولادي
والدكتور قال أنه زي الفل ويقدر يهد جبل
احتقن وجه الأخرى فهي عانت وبنبره اخافت الجالس بجانبها : يعني جيباني علي ملي وشي وفي الاخر تقولي يهد جبل للأسف مش هعرف أدعي اعمل إيه انا هااااه ما تردي علي امي
: ما خلاص يختي انتِ اساسا مكنتيش عايزه الرحلة تعالي علي هنا واتصرفي مع ابوكي منك ليه
اغلقت مع امها الهاتف ونظرت بجانبها واخبرته بهدوء سابق للعاصفة : تحب نرجع ولا نكمل ونوصل القاهرة
: انا عادي مش فرقه معايا
: خلاص كمل خلينا نوصل بس انا هنام شويه انا كده اعصابي لما تكون تعبانة لازم انام
ونامت لكن بعد دقائق استمع إلي شئ لم يتوقعه منها فالجميلة لديها نبره شخير تطرب الاذن فهي تلحنها
ابتسم بخبث : عارفه الواحد المفروض يسجلها عشان كل لما تنفشي ريشك علي امي اسمعك اللحن
..................................
اعادهم شهاب مره أخري إلي البيت كان يعاني من صراع داخلي لا يريد كسر فرحتها لكن لا يمكنه تجاهل الامر فنور مثل اخته الصغيرة فهو ربي كلاهما اقترب منها بنبره عاجزه : مبروك يا نور
ابتسمت له فهي تحمل في احشائها جزء من حبيبها : الله يبارك فيك يا شهاب هتبقي خالو
: هو احمد فين
: مسافر جابني هنا وسافر
أكمل بنبره تحمل كثير من المعاني أولها الشك : سافر أمته ومع مين واخوه رجع من السفر ولا لسه
نظرت إليه بطريقه مستغربه : هو سافر من خمس تيام مع صاحبه ومحمد رجع بس أحنا رجعنا وسبناهم هناك في شرم بس هو انت بتسأل ليه ؟
ابتسم لها بتوتر فهو لا يريد كشف امره : لا ابداً بسأل بس انا همشي دلوقتي ولو احتجتي حاجه كلميني
لتخرج له صفاء بعتاب : يعني تدخل بيتي وتمشي كده من غير ما تاكل
لم يريد البقاء فنظرات نور تقتله هي سعيدة وهو سيخرب سعادتها يجب عليه الهرب للتفكير جيدا ومواجهة الزوج ومعرفه كل شئ فهو يأمل ان يكون صديقه كاذب استأذن منهم بحجه العمل وذهب مسرعاً
...............................
فعلت المستحيل من اجل العودة
واخيراً عادت أول ما فعلته هو الذهاب إلي بيت نور بحجه الاطمئنان عليها صعدت إليها طرقت الباب عده مرات لكن لا يوجد استجابة عادت إلي سهير اصطنعت الخوف : طنط انا مش لاقيه نور عماله اخبط انا خايفه يكون حصلها حاجه
نظرت إليها سهير بشك فهي تعرفها جيدا ً: وانتِ من امته بتهتمي علي العموم هريحك نور عند خالتها احمد محبش أنه يسيبها لوحدها خاف عليها أصله بيحبها اووووي
بنبره استخفاف : والله بيحبها
أكدت عليها حماتها : طبعا ونور تتحب عايزه حاجه يا حبيبتي ولا هتنزلي لجوزك وتروحي بيتك
ببرود : لا هنزل مع السلامة
هبطت إلي زوجها وجدته يلاعب هادي بحب فهو يعشق صغيره ابتسمت بسخريه ومقوله واحده تكرر في رأسها (الدم بيحن)
فهو يحبه لكنه لا يعلم أنه ابن اخيه
........................................
ارتدت قميص من اللون الاحمر القاني يصل إلي ركبتها ضيق يظهر مفاتنها ببراعة من الأمام لديه فتحه مثلثه
فهي اليوم تردد مقوله (فيها يا اخفيها)
اطمئنت علي الصغار قبلت حازم من جبينه وحين اقتربت من حمزة استغربت فهو شبه ادهم كثير في الشكل والطبع فهو ينام ويأخذ الوساده في حضنه مثل الاحمق الأخر هذه الحركة التي تجعلها تموت قهراً
خرجت من الغرفة وجلست في انتظاره ساعه ساعتين وأخيراً عاد اقتربت من مبتسمه بأغراء : أتأخرت كنت قلقانه اووي عليك كنت فين كل ده
ابتسم لها لكن بمكر : كنت مع ريهام
أحمر وجهها لكن حاولت ترويض غضبها حتي لا يستغل الفرصة مثل العادة : اه واخبار الشغل أيه
نظر إليها وقال بهدوء : شغل أيه الشغل خلص من بدري
لا يستحق شئ سوي القتل
بابتسامه مستفزه : امال كنتوا بتعملوا ايه
: كنا بنلف البلد شويه فسحه يعني
لكن الهجوم هو افضل وسيله
اقترب منها بنظره عابثه : إيه
توترت من اقترابه المفاجئ : ايه ايه
تحولت لنظره مكر في ثانيه : انتِ واقفه كده وانا
ابتسمت له فهي واخيراً ستربح بدلال قالت : انت إيه
تلاشت الابتسامة في لحظه فالرد كان صادم لها : انتِ واقفه كده وانا مش عارف اخد الفوطة عايز استحمه فيها حاجه
تركها وذهب وقفت تنظر اليه بتعجب
هذا لا ينفع معه القتل الحل هو الشنق في ميدان عام .....
(20)
طابع المرأة يختلف
لكل أمرأه طبع ولكل أمرأه كيد والمقولة الشهيرة
(ان كيدهن عظيم ) تحقق المعادلة
وهي الآن تريد تسويته علي نار هادئة فالمطبخ لعبتها
دخلت ورائه الحمام العازل الزجاجي بينهم ولحسن الحظ إنه يعطيها ظهره اغلقت الباب عليه بهدوء وذهبت إلي الجهاز الإلكتروني المعلق المتحكم الأول في المياه إمامها ثلاثة أزرار
(بارد . ساخن . دافئ) ابتسمت بخبث ضغطه واحده وستغير نتائج المعادلة الآن بارد
رفعت درجه البرودة جعلته يصرخ بالداخل فهو محاط بالمياه من كل الجهات لا يوجد مفر
بصراخ فالمياه تجعل الدم يتجمد : إيه ده مين عمل كده افتحوا الباب يخربيت ابوكوا هموت هنا افتحوا مش شايف حاجه ياااااح
والأن ساخن
: يا ولاد الكلب حد يفتح مش قادر همووووووووت الميه مولعه هتسلخ وهتنتفوا ريشي
بعد دقيقه فتحت له الوسيم المغرور خرج عجوز لا يستطيع الحركة
اقتربت منه مفتعله الدهشة : إيه ده إيه اللي حصلك
أمسك بيدها فهو لا يستطيع الحركة : وديني السرير بس براحه عليه
كانت حنونه مراعيه معه لكن عند الفراش دفعته بغل جعلته يئن من الوجع : اه حرام عليكي حدفتيني علي الجمب ده ليه
رنين الهاتف جعلها تتحول فهو رأي هولاكو أمامه
أخدت الهاتف لكن ابتعدت عنه فهو إذا تحرك لا يمكنه الوصول إليها : الو ايوه يا حبيبتي ....... مين أدهم ده متسلخ ......اه والله ده انا حته كنت جيباله كينا كومب ........ مش عايزه اقولك يا ريهام ده عايش عليه ...... لا اقفلي دلوقتي هيدهن ويكلمك
أغلقت معها وانفجرت ضاحكة فهو ينظر إليها بطريقه قاتله لكنه لا يستطيع الوصول اقتربت منه بهدوء : معلش أصلي بوعيها
انا رايحه أنام جمب ولادي انت واحد متسلخ أنام جمبك إزاي
......................................
تعطلت السيارة في منتصف الطريق
هبط من السيارة يحاول تصليح أي شئ لكن ..
: إيه يا عم ما تصلح ديه حتت عربيه
: والله مكنتش ميكانيكي قبل كده وبعدين ان
لم يكمل لأنهم استمعوا إلي صوت جعله متجمد
ابتسمت جني : إيه ده صوت ديب
في نفس اللحظة كان خلفها
مروان بنبره مرتجفة خائفة : إيه ده ديب هموت
نظرت إليه بلا مبالاة : أيه ما تنشف كده وخليك راجل ولا انتو كده يا رجاله ريش علي ما فيش
نظر إليها بتعجب ما هذه الفتاه : هو انتِ مش خايفه ده انتِ هتموتي ومش اي موته ديه موته وسخه اخرتي أموت متاكل
نظرت إليه لكن هو في ثانيه ازرقت شفتاه وشحب وجهه ظهر عليه علامات الموت
نظرت إليه بخوف : في إيه مالك
رفع يده بحركة متكررة توحي بالشلل : اناتبنخلةلبانعبلاتن
رفعت حاجبها بتعجب فهي لا تفهم هذه اللغة : انت اتشليت بجد ولا إيه
اخيراً بعد عذاب نطق : السلعوه وراكي
وسقط فاقد للوعي
.................................
تحاول الاتصال مرارا ً وتكراراً لكن لا يوجد رد وبعدها الهاتف مغلق
: بنت ال****** مش عايزه تكلمني بس هتروحي مني فين
.................................
استيقظ علي ضوء الشمس المزعج نائم في السيارة والسيارة تتحرك لكن لا يوجد سائق
هو يعرف هذه المواقف جيداً يحدث في كثير من الأفلام تكوم علي نفسه وبصوت باكي وهو ينظر إلي مكان السائق : انا عارف أنك عفريت بس انا والله هصلي وهصوم بعد كده وهبوس أيد أمي كل يوم الصبح ومش عايزك تعملي حاجه ولا تطلعلي زي عادل امام في الأنس والجن انا بخاف انام لوحدي
لكن السيارة توقفت مره واحده أبيض وجهه من هذه الحركة
لأن الأحمق توقع ان العفريت أوقف السيارة من أجل الحديث معه
: هو انت من النوع اللي مبيعرفش يسوق وهو بيتكلم
لكن اطمئن حين استمع صوتها فمن المؤكد ان العفريت سيفر هارباً منها
: إيه يا حيلتها بقالي سعتين بزوء العربيه وانت مشنطح علي الكنبة أنزل حيل امي اتهد
اقترب منها بهدوء : هو العفريت والديب والسلعوه راحوا فين
نظرت إليه بانزعاج فهو أحمق درجه أولى : عفاريت إيه وديب إيه وفين السلعوه ديه ده خيالك المريض انت بس استغطي كويس وانت نام اتكلفت حلو
دفعته بقوتها المعتادة : ياله بقي وريني الشهامة زوء
.....................................
وصلت إلي بيتها فهي عازمه علي الوصول إليها وجدتها قادمه مع شاب
اقتربت منها اصطنعت الود وهي تحادثها : نور وحشتيني عامله إيه
ابتسمت نور لها فهي للأسف ساذجة : انا كويسه اعرفك شهاب جارنا
نظرت إلي الشاب بتعجب فهو يرمقها بنظرات حاقده قاتله لو كانت النظرات تقتل لكانت الأن في قبرها
بشك : وانتِ بتعملي إيه معاه
كانت الإجابة من شهاب الذي جعلها تفكر في طريقه كلامه تبدو موجها ليها : هتكون بتعمل إيه معايا يعني نور تعبت شويه خدتها المستشفي احب اطمنك نور من النوع النضيف
ابتسمت بتوتر : مستشفى ليه يا نور فيكي إيه
لم تتخيل هذا الرد لا تريد هذا الرد منظرها جعل شهاب يتردد ويعيد تفكيره
اجابتها نور بهدوء وابتسامه خجولة : اصل انا حامل وكنت في المستشفى
هل الأرض تدور ربما يجب التحرك وبسرعه .....
يتبع