رواية انتقام في الجبل الفصل الاخيربقلم شيماء طارق


رواية انتقام في الجبل الفصل الاخيربقلم شيماء طارق


            
           "بسم الله الرحمن الرحيم"
           """"""""""""""""""""""""""""""""

في بيت الحاج أيوب كان الجو مليء بالفرحه بيستعدوا الاسبوع يونس الصغير اصغر مولود في العيله وهو الحفيد الاول للحج ايوب كان الحاج ايوب مبسوط جدا بحفيده وقرر انه يعزم اهل البلد كلهم عنده علشان يحتفل بحفيده الصغير .

الحاج أيوب (وهو بيتكلم مع يحيى):
يا يحيى النهاردة يوم مش  عادي ده يوم سبوع حفيدي  يونس الغالي ولد الغالي يعني لازم يكون حاجة كبيرة وكل الناس يحضر اوعى تكون نسيت ما عزمش اهل البلد كلتهم انا مش رايد  حد يغيب."

يحيى (وهو فرحان ومبسوط جدا): لا يا حاج ما تقلقش انا عزمت اهل البلد كلتهم وكيف ما حضرتك رايد كله هيكون موجود ما تقلقش انت بس يا حاج انا رايد ولد ياخد البركه بتاع اهل البلد كلتها ولكل يدعيله ربنا  يدي لهالصحه والعافيه."

الحاج أيوب (بابتسامة عريضة): طبعا يا ولدي
كل الناس هتكون معزومة وكل اهل البلد بيحبوك يا ولدي هيدعوا لك ويدعوا لولدك ربنا يخليك لينا ويخليلك ."

يحيى (بجدية): يا حاج انا قلت للغفر يذبحوا 20 عجل علشان افرقهم على بيوت اهل البلد كلتهم
نوزع لحمة على الفقراء والمحتاجين ونخلي الناس كلها تحس بفرحتنا."

الحاج أيوب (بفخر):
اللي انت رايده يا ولدي أنا هكون مسؤول عن الذبايح وهقف مع الغفره واخليهم يسووا  ذبائح كثيرة وكل بيت في البلد هياخد نصيبه ."

يحيى ابتسامه هاديه :تمام يا ابوي!

بدأ الجميع في التحضير وكان المكان مليان بالناس وكان الجنينه كلها بتاع البيت بتاع مليانه  الترابيز  اللي بياكلوا  عليها الناس غير الشنط اللي تفرقت على بيوت الفقراء اللي في البلد.

سمرة (أم يحيى وهي بتساعد في التحضيرات): مبروك  يا يحيى يا ولدي يوم ده مش هيتنسي في حياتنا انا فرحت بيونس اكتر ما فرحت بيوم اللي جبت فيه ابو يونس غير يا ولدي فرحه والمحتاجين واهل البلد اللي بيدعوا لك وبيدعوا لولدك دي اكتر حاجه مريحه قلبي مريح قلبي !

يحيى بابتسامه بحب :اعز الولد ولد الولد يا ام يحيى واهل البلد ناس طيبين ويستاهلوا كل خير ربنا يبارك لك يا ام يحيى وتشوف عيال يونس يا رب؟

سمره (وهي بتحط الاطباق على الترابيزه): هو انا اعيش لحد ما اشوف عيال يونس انت بتهزر يا يحيى ؟

يحيى بابتسامه هاديه :ربنا يديك الصحه يا ام يحيى وتشوفي عيال عياله كمان !

ام يحيى :ربنا يخليك يا ولدي صح الذبايح جاهزة واللحمة اتوزعت على الناس أنا رايده ان كل اللي يجي بيت الحاج ايوب ما يرجعش ايده فاضيه ياكل ويشرب وياخذ في ايده وهو ماشي يا ولدي ربنا يخلي ولدي ويخلي الحاج ايوب ويخلي يونس الصغير اللي فرح بيتنا وملاها سعاده  ."

يحيى راح على امه بيس راسها بحب وقال لها :ربنا يخليكي لينا يا ام يحيى ويديمك فوق راسنا يا رب؟

في الساحة الكبيرة بدأ الناس تيجي بيت الحاجه ايوب كانوا بيهنوا ام يحيى بحفيدها ولكل كان بيبارك ليحيى والحاج ايوب وكان معاهم مروان ومازن وزينه واحمد جو علشان يحضروا السبوع ويهنوا يحيى.

احمد اول ما دخل راح على يحيى وحضن وقال له: مبروك يا صاحبي ربنا يبارك لك في يونس يا ابو يونس؟

يحيى بحب: الله يبارك فيك يا حبيبي !

احمد: رايد حاجه انا داخل جوه ؟

يحيى برقله وقال له :انت بتهزر صح اقف اهنا عشان تستقبل معايا الناس خلص علشان ما تزعلش؟ 

احمد: خلاص يا عم انا واقف اهو ما تزعقش بس الواحد ما يعرف يهزر معاك!

يحيى (وهو يبتسم): ما زعقتش يا عم خلص بقى اقف  ساكت احسنلك؟

أحمد: ماشي يا يحيى مبروك يا صاحبي مره ثانيه ربنا يخليلك يونس ويتربى في عزك وسط اهله وناسه ويخليه لينا يا رب !

يحيى بيبصله بحب وهو بيرحب بالناس وقال له: ربنا يخليك يا احمد ويديك الذريه الصالحه يا رب؟ 

احمد وهو بيرفع ايده لفوق وبيقول له: يا رب اللهم امين !

اما عند الحاج أيوب (وهو بيوزع اللحمة على الفقراء وعلى الناس اللي بتيجي كل اللي يجي لازما ياخد في ايده لحمه وياكل ما ينفعش حد يرجع من غير الاثنين):ده اليوم اللي نقدر نساعد فيه الناس خلي كل واحد ياخد نصيبه."

وحد من جيران الحاج أيوب (وهو بيشكر الحاج):
"ألف شكر يا حاج أيوب دايمًا كريم وكل اهل البلد بيحبوك وبيدعوا ليحيى بيه والحضرتك اللي ربنا يديكم الصحه ويخلي لكم يونس ربنا يبارك لكم فيه ويدي له الصحه والعافيه؟

الحاج أيوب ( ابتسمله): ده حاجه بسيطه وربنا يبارك لنا فيكم ودعواتكم الجميله والله انتم شرفتونا!

رد عليه الشخص تاني وقال له :ربنا يخليك يا حاج ويديمك يا رب انت على طول ناصف الفقراء والمساكين ؟

الحاج ايوب كان سعيد بسعايه الناس اللي جو عنده يشرفوه في بيته وفضل الطباخين والحريم شغالين لحد بالليل لان الناس كانوا لسه بيجوا والحاج ايوب ما كانش عايز يوقف وكل ما يدخل حد كان بيدي له الشنطه بتاعته غير الاكل اللي كان بياكله هو وعياله ومراته ما كانش بيقدر يمنع اي حاجه عن حد فقير او محتاج والناس كانوا بيدعوا له هو واولاده وحفيده الصغير .

الناس بتاكل وتشرب وبيضحك والحاج ايوب واقف مع يحيى  وهو بيراقب كل حاجه بعينيه مليانه فخر وحب للناس وكان فرحان جدا لفرحتهم "

الحاج أيوب (مبتسمًا لابنه يحيى):
"الحمد لله يا يحيى دي أحلى يوم في حياتي  بلدنا كلها معانا وقدرنا نشارك فرحتنا مع ناس كثير يا رب دايما يا ولدي نقدر نفرح الغلابه والمساكين !

يحيى (وهو بيبص حواليه ):
"أنا مش لوحدي، يا حاج كل الناس دي هم جزء من حياتنا دول اهلي و ناسنا ده فضل من ربنا محبتهم لينا."

الحاج أيوب:
"وإن شاء الله، يونس هيعيش في حب الناس لان ابوه وجدو كانوا اكده بكره نعلمه يا ولدي كيف يتعامل مع الناس ويكرمهم ؟

في نهاية اليوم وبعد ما الكل خلص اكل  بدأ الحاج أيوب في توزيع كتير من الاكل على المحتاجين من خارج القريه بتاعته واصحابه وجيرانه اللي ما جوش بعتتهم الاكل لحد بيوتهم .

الحاج أيوب (وهو بيودع الضيوف):
شكرًا لكم جميعًا على حضوركم وانكم جيتوا وشاركتونا فرحتنا انا مش عارف اقول لكم ايه على الواجب اللي انتم عملتوه معايا؟

الناس (وهم يودعون):
الله يبارك فيك يا حاج أيوب ويبارك في يونس وتعيشوا في سعادة دايما انت ابو الكرم ربنا يبارك فيك يا حاج انت متواضع عملت معانا كثير وعمرك ما حسستنا ان احنا فقره واقل منكم او على قدينا عملتنا اكنك بتعامل بهوات وبشوات؟ 

الحاج ايوب بحب: انتوا اهل وناسي ومن غيركم ما اقدرش اعمل حاجه ربنا يديكم الصحه ويخلي لكم عيالكم وتفضلوا معانا على طول في فرحنا قبل حزننا؟!

"الحاج ايوب بكرم اخلاقه نشر الخير والبركة بين الجميع وكان الكل مبسوط وهم بيودعوا بيت الحاج ايوب .

يحيى قعد مع احمد بعد ما الناس مشيوا وكان بيحكيله ان هو مبسوط جدا بابنه اللي جاله بعد شوقه:
والله يا أحمد أنا مش قادر اصدق إن مريم جابت يونس انا حاسس اني بحلم اكني مت ورجعت تاني وكل حاجه في حياتي اتغيرت خالص بعد اللي احنا كنا عايشينه."

أحمد:إحنا كلنا فرحانين ده بداية جديدة ليك وانت هتكون أب عظيم كيف ما كنت دايمًا أخ كبير لينا وسند لاهل البلد كلها هتكون سند لولدك وولدك سند ليك انت شخص كويس يا يحيى وربنا على طول هيكرمك وهيكون معاك يا صاحبي."

يحيى ابتسامه هاديه: ربنا يخليك يا احمد بس الدنيا مش دايمًا سهل وكل حاجة كانت هتمشي عكس ما كنت متوقع بس ربنا خلف ظني في الاخر ربنا بيحبني قوي يا احمد بس احنا ما نعرفش اكده وربنا ما بيحب حد فعلا بيبتليه وبعد اكده بيعوضه عوض خير .

أحمد بتاكيد:اللي يقدر على الصبر يا يحيى ويكون قوي كيف ما انت ما كنت ربنا اكيد هيكرم وهيكون معاه علشان كده ربنا كرمك يا صاحبي."

يحيى حاول يغير الكلام علشان كان المشاعر بدات تغلب عليه قال لاحمد: انت ما اكلتش صح الحاج ايوب لقاك  ما اكلتش هيعلقك مكان الجاموسه اللي كانت متعلقه بره قبل ما تخرج من اهنا وكل مرتك احسنلك علشان انا مش رايد مشاكل مع الحاج ايوب؟!

احمد بخوف مصطنع :لا يا عم انا رايح اهو لمرتي وهاكلها غصب عنها هو احنا قد الحاج ايوب!

مروان مسك التليفون وكان بيكلم فاطمه اللي هي بنت عبد الصمد اخت احمد الصغيره وهي بنت كويسه جدا وجميله وهي تدرس في اولى كليه طب وعايشه في السكن الجامعي.

مروان:
يا فاطمة رايدك تسمعيني كويس يا حبيبتي أنا والله بحبك من زمان وكل يوم بمر وانا رايدك تكوني وياي ورايد أتقدم ليكي رسمي قدام العيلة وقدام اهل البلد كلتها."

فاطمة (بفرحه): انت بتتكلم جد يا مروان لازما تكون متاكد من كل كلمه بتقولها علشان الموضوع ده ما فيهوش هزار؟

مروان:
الكلام ده ما فيهوش هزار يا حبيبتي  أنا عارف إنك ريداني كيف ما أنا رايدك ليه أنا جاهز ومستعد هكلم ابوي واكلم يحيى يكلم اخوك احمد في اقرب وقت علشان بجد انا مش قادره استغنى عنك اكتر من اكده!

فاطمة: اللي تشوفه يا مروان بس ما تتاخرش  لاني خايفه لاحمد يعرف ان انا بكلمك او يعرف العلاقه اللي بينا وانت عارف ان احنا في الصعيد يعني ما ينفعش اللي بيحصل دي هيقولوا عليا كلام بطال؟

مروان بحب: قطعه لسان اللي يتحدت عليكي يا حبيبتي !

تعالوا نروح عند بيت  عبد الصمد احمد وزينه كانوا قاعدين مع بعض وبيتكلموا في موضوع حمل زينه وكانوا فرحانين جدا واحمد بيقول لها :
زينه أنا مش قادر أصدق إني هكون أب الحمد لله الحياة بدأت تضحك لنا اخيرا هكون اب يا زينه؟!

زينه عينينا دمعت من الفرحه وقالتله:
أنت هتبقى أب مليح قوي يا احمد وانا وياك على طول ومش هملك واصل انا احبك وابننا اللي هيجي ده هيقوي علاقتنا اكثر ببعض ربنا يخليك لينا يا احمد وما يحرمناش منك واصل ؟

احمد خد زينه في حضنه وقال لها :ربنا يخليكي ليا يا زينه حياتي انتي اللي زينتي حياتي وخليتيها ليها طعم ربنا يخليكي لينا يا حبيبتي وما يحرمنيش منك واصل اهم حاجه خلي بالك من اللي في بطنك وكل حاجه هتكون تمام ان شاء الله وأنتي وياه يا قلبي؟

زينه بحب:
كل حاجة هتكون تمام بس رايدين نحافظ على علاقتنا علشان لو اي حاجه حصلت نحاول ان احنا نقف في وشها وما فيش حاجه تقدر توقعنا ولا حد يقدر يقف في طريق جوازنا ولا حبنا؟

احمد بحب ضم زينه لحضنه اكتر وقال لها: ما فيش حد هيقدر ياخدك مني يا احلى حاجه في حياتي!

زينه سكتت وكانت فرحانه جدا اني اخيرا حياتها اتعدلت واحمد بقى بيحبها بالطريقه دي وهي ما بقتش تقدر تستغنى عنه وكمان هتجيب منه بيبي قريب وده اللي هيخلي علاقتهم اقوى ؛

"في محكمة عند عبد الصمد كانت بهيه راحت علشان تحضر الجلسه بتاعته"

عبد الصمد بحزن: انا اسف عن كل حاجه عملتها معاكي قولي لمرة ولدك تسامحني انا ندمان على كل حاجه عملتها في حياتي وكانت عفشه سامحيني يا بهيه؟

بهيه بحزن:عبد الصمد أنت كنت السبب في كل اللي حصلك وده جزائك ربنا يهديك وانا فرحانه لانك اتغيرت وبقيت احسن من الاول !

عبد الصمد: رايد اما اطلع من اهنا يا بهيه اكون حد نظيف رايد انظف قلبي وعقلي و رايد اعيش مع ربنا بس مش رايد حاجه من الدنيا غير اللي ربنا يغفرلي دي اللي انا نفسي فيه بس!

بهيه دموعها بدات تنزل ما كانتش قادره تقتنع بان جوزها هيتغير بالطريقه دي  وانه بقى حد كويس للدرجه دي: ربنا يخليك يا عبد الصمد ويهديك وانا هستناك لحد ما تطلع لازما تخلص مدتك بسرعه علشان ما تهمنيش لحالي؟ 

عبد الصمد بحزن :انتي معاكي ولدك احمد ومرته مرته عامله ايه دلوقت؟

بهيه بسعاده: زينه حامل في الشهر الثاني هتبقى جد يا عبد الصمد!

عبد الصمد بفرحه: بتتحدتي جد يا بهيه زينه حامل ؟

بهيه الدموع بدات تنزل من عينيها: ايوه يا عبد الصمد خلص مدتك بقى على طول عشان تخرج تلعب مع ولد ولدك؟

"عبد الصمد بدات دموع تنزل وبهيه كانت بتبصله بحزن "

"نروح عند مازن وماسه"

مازن بحب: أنا مش اهملك يا ماسه انتي حب حياتي وانا هكلم ابوي واخلص كل حاجه معاه واخليه يحدد ميعاد الفرح وكمان لازما مسعد اخوك يكون عارف كل حاجه لاني ما بعملش حاجه غلط عشان اخاف منيها!

ماسه فرحه: بجد يا مازن حديتك ده بجد يعني انت هتكلم عمي واخوي مسعد هيعرف كل حاجه تعرف ان انا من صغيره نفسي البس الفستان الابيض واقعد جنبك في الكوشه شكرا يا مازن انت طمنت قلبي؟

مازن بحب:
إنتي أحلى حاجة في حياتي وأنا هكون دايمًا جنبك ومش اهملك واصل انتي حته من قلبي وانا وعد مني النهاردة هكلم ابويا في الموضوع ده واخلص معاه واخلص مع اخويا يحيى وهخليهم يعرفوا مسعد كل حاجه ونحدد الفرح يا احلى بنت في الدنيا كلها!

بعد كده مازن ساب ماسه وراح على البيت علشان يفتح ابو يحيى ويعرفهم كل حاجه عن علاقته بماسه بنت عمه اخت مسعد الصغيره.

"اما أحمد راح لرامي  السجن"

أحمد بحزن على حاله اخوه: اتوحشتك قوي يا رامي كيفك يا اخويا عامل ايه؟

رامي بكسوف من نفسه: الحمد لله يا احمد انا مش مصدق ان انت جيت تزورني بعد اللي عملته ده كليته ؟!

أحمد بعقلانيه: بصي يا رامي انت زرعت حاجه وحصلتها وهتتعلم من اخطائك وانت اتحاسبت على الخطا ده فمش انا والزمان هنيجي عليك يا اخويا!

رامي بحزن :انت عرفت ان انا اتحكم عليا بسبع سنين وان مرتك ما رضيتش تيجي المحكمه ؟!

احمد بهدوء: ايوه انا عارف هي ما رضيتش علشان خاطر امك كانت حزينه عليك زينه لحد دلوقت قلبها نظيف ما تعكرش بعد كل اللي حصل لها!

رامي بحزن: تعرف اكتر حاجه قهراني ايه يا احمد ان لما اخرج من السجن مش هقدر اهوب ناحيه  الدار او اكون معاك حتى اما تخلف مش هقدر اشوف عيالك ؟! 

احمد باستغراب: ليه بتقولي اكده يا رامي ؟

رامي بحزن شديد :علشان انا قررت بعد ما اخرج من السجن هسافر بره مصر وهبدا ابني نفسي من جديد واعمل رامي جديد غير الرامي اللي انتم كنت تعرفوه زمان!

احمد بحزن: اما تخرج يا رامي يبقى نتكلم في الحديت ده همل كل حاجه لوقتها !

اما عند مروان بعد ما جه من بره دخل عند الحاج ايوب ويحيى علشان يكلمهم بمنتهى الهدوء في موضوع جوازه من فاطمه بس للاسف الحاج ايوب ما كانش في البيت لقى  يحيى هو اللي موجود فقعد واتكلم معاه " 

مروان (بتوتر وهو بيمشي ايديه في شعره):
يا يحيى أنا رايد اتجوز من  فاطمة بنت عبد الصمد أنا بحبها واريد  من زمان وهي طيبة جدًا وكويسة هي في أول سنة في كلية طب وفيها كل الصفات اللي ممكن أتمناها في مراتي أنا حاسس إني مش هقدر اعيش من غيرها؟!

يحيى (بهدوء): فاطمه بنت مليحه وانا عارفها زين بس الموضوع ده لازما نتحدت مع الحاج أيوب في الأول وبعد اكده  يبقى نتحدت يا مروان؟!

مروان (بتردد): ايوه خابر علشان اكده اتحدت معاك يا اخويا علشان تكلم ابوي وتطلبوا لي فاطمه رسمي من اخوها احمد وانت هتساعدني علشان اكلم ابوي وحياة ولدك يا يحيى لا تكلم ابوي!

يحيى (بابتسامه هاديه وبرافعه حاجب قال له): ايوه علشانك اكده جايه تكلمني انا عارف اللي فاطمه كويسه وانا هحديت ابوك في الموضوع ده وان شاء الله ربنا يقدم اللي فيه الخير!

مروان (بحماس): روح دلوقت وقول لابوي انا رايد اطلب فاطمه النهارده قبل بكره
واحمد صاحبك يعني الموضوع هيمشي على طول  أما بالنسبة لعبد الصمد انا عارف ان ما فيش حد هيرضى يناسبه بس احنا هنناسب احمد!
احمد كويس وكل الناس عارفه اخلاقه وفاطمه كيف اخوها بالظبط ؟

يحيى (بيبص لاخوه بابتسامه هاديه):
صحيح أحمد راجل كويس والدتها ست كويسه وفاطمه  بنت كويسه واخوها احمد محترم لو ابوك وافق انا ما عنديش اي اعتراض وربنا يقدم اللي فيه الخير!

"فجأة دخل الحاج أيوب الاوضه بعد ما سمع كل الكلام بتاع مروان مع يحيى"

الحاج أيوب (بصوت رزين):
إيه ده يا شباب؟ أنا سمعت حديتك يا مروان عن فاطمه بت عبد الصمد اخت احمد وان انت رايد تطلب يدها الحديت ده صح؟!

مروان (بتردد وبعد كده كمل بالجراه):أيوه يا ابوي أنا بحبها من زمان وهي بت كويسة قوي هي هتكون دكتورة  هي دلوقت في كلية الطب ومحترمة قوي وأنا مش قادر أعيش من غيرها رايت حضرتك واخويا يحيى تطلبوها لي من اخوها احمد ايه رايك يا ابوي ؟!

الحاج أيوب (بتفكير): بعيدا عن عبد الصمد ان هو شخص كان طول عمره سيء بس البت مليحه واخوها احمد راجل محترم وامها ست زينه انا ما عنديش مانع يا ولد حدد ميعاد معاهم ونروح نطلب ايد البنيه!

يحيى (بهدوء وابتسامه هاديه): على بركه الله يا مروان الف مبروك يا اخويا.

الحاج أيوب (بهدوء وفرحه): ربنا يزيد افراحنا يا رب؟

مروان (بفرحه): الله يبارك فيك يا اخويا ويخليك انت وابويا يا رب وما تقلقش عليا يا ابوي أنا متأكد إن القرار الصح؟

يحيى (يحيى قلبها هزار):خلاص يا مروان القرار خدته واحنا ملناش صالح يلا انت هتكون من ضمن المتجوزين كنت لسه صغير يا مروان على اللي هيحصل لك؟

الحاج أيوب (وهو يبتسم):ربنا يوفقكم يا ولادي وإحنا مش هنقصر معاكم في أي حاجة. فاطمة بنت محترمة والأهم ان انتم الاتنين بتحبوا بعض وده اهم حاجه عندي!

دخل مازن في الوقت ده ولقى الكل بيضحك فسالهم في حاجه"

بص له مروان وجاوب عليه وقال له: هسيبلك الاوضه اخيرا هتجوز وهيبقى لي اوضه وحدي ؟

مازن بزعل: اشمعنا انت تتجوز وأنا لا ؟

يحيى باستغراب :هو انت قلت يا مازن انك رايد تتجوز واحنا ما جوزناكش ؟

مازن بزعل: انا رايد اتجوز ماسه بت عمي الله يرحمه!

الحاج ايوب بفرحه: بجد يا مازن الحديت اللي انت بتقوله ده انت رايد تتجوز ماسه؟

مازن بحب :ايوه يا ابوي من زمان وانا رايد اتجوزها بس كنت رايد ما اخلص تعليمي اتقدم لها رسمي بس كل شويه بيجي لها عريس وانا ما بقتش قادر استحمل هي كبرت بسرعه قوي اعمل ايه بقى يا ابوي!

الحاج ايوب: خلاص يا ولدي انت واخوك مروان فرحكم في نفس اليوم بدل الفرحه هتبقى فرحتين مروان وفاطمه ومازن وماسه يلا هيبقى عندي ثلاث بنات اهنا في الدار ربنا يزود العيله وما ينقصناش ابدا؟

"جت مريم وام يحيى اول ما سمعوا الكلام ده دخلوا كانوا فرحانين قوي .

مريم بفرحه: مبروك يا مازن؟ مبروك يا مروان الف مبروك؟

مازن ومروان: الله يبارك فيك يا مراة؟

ام يحيى زغرطت وقالت لاولادها :ده يوم المنى اما اشوفكم عرسان في الكوشه؟

الحاج ايوب بلهجه امر:اتصل يا يحيى باحمد وعرفه ان احنا رايدين نطلب ايد خيته وهنروح عنده النهاردة الدار علشان نتفق على كل حاجه؟

وانت يا مازن انت ومروان جهزوا نفسكم علشان هتروح ويانا!

وبالنسبه لموضوع مازن انا هبعت دلوقت لمسعد ولد اخوي وهنقعد نتحدت في كل حاجه وهنخلص موضوع ماسه!
ماسه كيف بتي يعني تحطها في  حبايبي عينيك يا ولدي!

مازن بحب: دي في قلبي يا ابوي !

الحاج ايوب وهو بيزعقله :اتحشم يا ولد .

يحيى بهدوء: حاضر يا ابوي كل اللي انت رايده انا هسويه!

بعد ما الحاج أيوب طلع الموبايل وكلم ابن أخوه مسعد مسعد جه على طول وكان فرحان  جدًا وبعد كده اتفقوا على كل حاجه قرروا يروحوا لبيت عبد الصمد علشان يخلصوا موضوع مروان وفاطمة الحاج أيوب وأحمد اتكلموا مع بعض وبعد كده قرروا إن الفرح هيكون بعد شهر.

وبدأ الحاج أيوب ويحيى مع أولاده يشتغلوا على تجهيزات الفرح وكانوا عايزين يعملوا فرح كبير لان دول اخر حد في ولاد الحاج ايوب كان عايز يعمل لهم فرح ما حدش عمله قبل كده البلد تحكي  وتتحاكى عليه سنين لقدام و كل العيلة كانت متجمعة مع بعض وكل واحد بيتكلم عن تفاصيل الفرح كان فرح في قلب الصعيد والفرح في الصعيد بيبقى ليه طعم تاني مش بس يوم واحد ده بيبقى  كذا يوم وفرحتهم بتبقى كبيره جدا .

بيبقى مليان بالزينة والأنوار، والشارع كله بيتزين والناس بتتجمع من كل مكان بيبدأ اليوم بحفل بسيط في بيت العروسة و العيلة كلها بتجمع عشان يباركوا ويقدموا الهدايا بعد كده بيتجمعوا كلهم ويمشوا مع بعض في موكب طويل مليان  بالزينة والأضواء لحد بيت العريس.

وبالليل تبدأ الاحتفالات الكبيرة في ساحة القرية كلها بتتحول لمهرجان من الرقصات الصعيدية، والناس كلها بتشارك في الرقصات، والطبول وصوت المزمار البلدي بيمنع المكان بهجه.

مازن اللي هيتجوز ماسه كان مش قادر يصدق فرحته عيونه كانت بتلمع كل ما يبص على ماسه، وكان دايمًا في قلبه بيقول لنفسه: ده اليوم اللي استنيته من زمان كنت بحلم بيه كل دقيقه !

أما مروان اللي يتجوز حبيبته فاطمه كان ماشي جنب أخوه في الموكب وفخور جدًا بيها وفرحان جدا وسعيد بيها لانه اخيرا حصل على الحب اللي كان بيتمناه من زمان .

وفي وسط كل ده، الناس بتغني وتغني، وكل واحد بيفرح على طريقته.الحاج أيوب كان واقف فرحان جدا ومبسوط وهو بيشوف ولاده كل واحد معاه مراته وحصل على السعاده اللي كان بيتمناها.

وفي اللحظة دي الكل حس إن ده بداية جديدة مش بس للزواج لكن كمان لبداية حياة مليانة بالحب والأمل. 

الفرح خلص وكل واحد خد مراته وراح الاوضه بتاعته مروان خد مراته ومازن خد مراته حتى يحيى خد مريم وانججها هي ويونس ابنهم وراحوا الجناح بتاعهم.

مازن (وهو يمسك يد ماسه بابتسامه حب):
النهاردة ده أجمل يوم في حياتي يا ماسه أنا مش مصدق إنك هتبقي معايا في حياتي من دلوقت وطالع انا هتجنن مش قادر اصدق.

ماسه (بتبتسم وترد على مازن بنظرة مليانة حب): بعد الشر عليك يا حبيبي أنا كمان يا مازن طول عمري كنت بحلم باليوم ده والحمد لله جاي عشان نبقى مع بعض ونقضي حياتنا وعمرنا كله سوا ويا رب يكون في سعاده على طول ."

اما في اوضه مروان ماسك يد فاطمة عينيه مليانة حب):أنا مش عارف أقولك إيه يا فاطمة بس أنا عارف إن حياتي هتكون أجمل بوجودك فيها انا احبك لا مش بحبك بس انا بعشقك؟

فاطمة (بابتسامة هادئة وكانت مكسوفه جدا من كلام مروان):
وأنا كمان يا مروان احبك وهفضل معاك على طول وعمري ما اهملك واصل هنبني حياتنا سوا وهنكون مع بعض على الحلوه والمره .

بعد كده نسيب العرسان بقى لوحديهم لان اليوم ده بيبقى مهم جدا علشان بيبداوا في حياتهم.

صحي العرسان من النوم ونزلوا تحت علشان يفطروا مع العيله كان مازن اول حد نزل هو وعروسته وقعدوا على السفره واول ما شاف ولد الحاج ايوب راح عليه وبس على راسه هو ومراته وقال له:
ربنا يخليك لينا يا ابوي أنت اللي علمتنا كل حاجه في حياتنا انت اكبر مثل اعلى ليا انت واخويا يحيى ربنا يخليك لينا يا ابوي انت رمز وفخر لينا ولعيالنا وعيال عيالنا ؟

الحاج أيوب (بيبتسم بفخر):
"ربنا يبارك فيكم يا ولاد وتشوفه الحلو من الدنيا ويبعد عنكم كل حاجه عفشه وانتم في بدايه حياتكم ربنا يوفقكم وتقدروا تبنوها صح  وربنا يوفقكم ويسعدكم."

مازن (وهو يبتسم وبيبص الماسه):
"إحنا هنعمل كل حاجة علشان نقدر  نكون ذره في الحاج ايوب واكيد يا ابوي هنعمل كل حاجه صالحه ربنا يخليك لينا ."

اما عن مروان نزل هو وفاطمه مع بعض وكان بيبص لها بكل حب وهم نازلين من على السلم واول ما شاف ابوه راح هو وفاطمه وباسو  على ايده .

الحاجه ايوب وهو بيبارك لهم: مبروك يا ولدي مبروك يا بتي عقبال ما اشوف عيالكم؟

فاطمه بكسوف: ربنا يخليك يا ابوي!

الحاج ايوب بهدوء: خلي بالك منها يا ولدي حطها في عينيك اوعى تهملها واصل؟

مروان بص لفاطمه بحب وقال :من دلوقت وإن شاء الله مع بعض نكمل باقي العمر سوا وعمري ما هزعلها ما تخافش يا ابوي ده انا حاططها في قلبي ."

الحاجه ايوب بغضب: اتحشم يا ولد امسك نفسك شويه الكلام ده تعمله في اوضتك ماشي اهنا قدام الكل !

مازن بص لمروان بحبه وراح عليه وقال له :مبروك يا مروان مبروك يا اخويا الف مبروك يا حبيبي؟

مروان ضم مازن ليه وقال له: الف مبروك انت كمان يا حبيبي !

ماسه راحت لفاطمه وقالت لها: الف مبروك؟

فاطمه قالت لها: الله يبارك فيك يا حبيبتي!

يحيى ومريم نزلوا وباركوا للعرسان وبعد كده لكل قعد على السفره وكانوا بيفطروا سوا.

الحاج أيوب (وهو بيرفع كوباية الشاي وبيضحك):
تعرف يا ولاد انا قلبي ارتاح بعد ما جوزتكم انا لو مت دلوقت مش هزعل لاني اخيرا فرحت باولادي كلهم؟ مش مهم قد إيه الحياة هتكون صعبة المهم إنكم سوا ده اللي هيخلي كل حاجة حلوة وخلي ايديكم في ايدين بعض علشان بعد ما اموت هبقى شايفكم وهتفرحوا قلبي بلمتكم مع بعض."

يحيى وعينيه بدات تحمر بخوف وقلق راح على ابوه قال له: بعد الشر عليك يا حاج يا رب يوم يكون قبل يومك!

مريم دموعها نزلت وكانت مش مصدقه كلام يحيى مش متخيله اصلا ان ممكن تخسر يحيى في يوم من الايام راحت قالت له: بعد الشر عليك ما تقولش اكده ؟

الحاج ايوب بص لمريم ويحيى بحب وقال لهم: ربنا يخليكم لبعض هو احنا هنوتت  فيها يا اولاد احنا بكره كلنا نموت ما فيش حد دايم لا دايم الا وجه الله!

            
                           تمت
تعليقات