رواية لعبة الكنز الفصل التاسع عشر19والاخيربقلم ياسمين شاكر
(أيامك في الدنيا معدودة مهما طالت ستنتهي فلا يغرنك دهائك و حنكتك لا يغرنك مالك ولا يغرنك ظلمك ولا جبروتك فكله إلي زوال)
( مهما كبر الحزن فسيصغر في النهاية فأطلق صراح مايزعجك واتركه يذهب مع الريح)...
عروة كان في مكتبو لما جاتو مكالمة من الضابط يوسف ببلغو إنو قبضو على إبراهيم أخيراً..
إحساسو بقى ليهو غريب لأنو مابحمل ولا ذرة شفقة
بسرعة اتصل مكالمة جماعية على احمد وماجد وبانة كمان وبلغهم الخبر
أحمد بغبطة واضحة: اتمسك ؟ اخيييراً
بانة : إن شاء الله يعدمو ويخلصونا منو
ماجد : حمااااس يارب يعترف بس بكل جرايمو الحقيقية
عروة بأسف: ياشباب خالي اتقبض وهو بنازع الموت لقوهو مرمي في البيت التاني السرقو من حاج نصر والخطف فيهو رودينا... كان مغمى عليهو
ماجد بي نبرة حادة: يعني شنو ياعروة الكلام ده ؟ يعني حيموت وما حيتحاسب؟ قول اتكلم
عروة: نقلوه على المستشفى ووقفو عليهو حراسة من الشرطة... فتح عيونو لكنو كان بصرخ ماعايز اتعالج ما معايز اتعالج ماتعالجوني ماطلبت منكم تعالجوني...
أحمد : حاتمشي تزورو يا عروة؟
عروة: بمشي... بمشي لكن عشان اعرف حالتو شنو من الاطباء وهل حيعيش لحد ما يتعاقب؟ أنا بقيت من زمااان مابحمل ليهو اي مشاعر كونو من اهلي ولحمي ودمي... بعمايلو خلاني احتقرو واكره نسبي واننا من نفس الاسرة
ماجد: إنت افضل منو عمرك ماتخجل من حاجة يا عروة... كل إنسان بتحاسب على أعمالو براهو.. لازم نتعلم نلغي كلمة فضيحة وفضايح دي.. الفضيحة بتلحق سيدا.. أهلو ما ليهم علاقة لو اتعوج طريقو في الحياة
بانة: إنت إنسان محترم يا سيد عروة واعذرنا لو اتبايخنا معاك أول ما عرفناك أنا آسفة جداً
أحمد: وأنا كمان آسف
عروة شكرهم لي لطفهم.. حس إنو كسب اخوان صغار وأخوات وكان ممتن للظروف رغم إنها ظروف سيئة لكن مرات لازم نجرب الكعب عشان نضوق الطعم الحلو...
منار تلقت زيارة من أختها مودة وكانت سعيدة لي شوفتا.. سألتا من أمها لو لسة عاتبة عليها..
مودة قالت بي أسف : أمي ومحمد خايفين من أبوي القال إنو نسى إنو عندنا بت اسما منار وإنك مُتي بي النسبة ليهو.. معليش يامنار ماتزعليي من كلامي بس حبيت أختك في الصورة..
منار إبتسمت ابتسامة وجع اكتر من إنها ابتسامة لا مبالاة وقالت: مافرقت خلاص أنسي أنا نسيت... أنا لو مرقت من هنا حاابعد بعيييد يمكن أسافر أرض الله واسعة
مودة بحزن : حتمشي وين وإنتي بنية والعالم ما أمان لينا نحن كنساء
هنا منار ضحكت وقالت ليها : ايش ياخد الريح من البلاط يا مودة... ما بتجيني الحبة أنا بقيت ما بخاف.. أنا واجهت الموت وما مُت حااخاف من شنو تاني
موده دمعت ومنعت الدموع تنزل وقالت ليها : وين ما الدنيا تاخدك يا منار ماتنسيني.. ماتنسي أختك الكبيرة
اتحاضنو مسافة طويلة.. مودة قعدت شوية وودعتا وفاتت بعد كده.....
بعد فاتت مودة منار اتلقت زيارة فجائية من رفقاء الطفولة ومعاهم ضيف إضافي.. عروة جا زارها معاهم وهنا أول مرة تقابلهم كويس وتكون ممتنه للزيارة..
مصعب سمح ليهم يشوفوها ووقف معاهم في نص الغرفة يراقب اللقاء
بانة قالت بي حماس : منار جينا نفرحك معانا
أحمد: خبر يثلج الصدور
ماجد : حقك حيرجع يامنار ابتهجي
عروة ابتسم وقال ليها : إبراهيم اتمسك يا منار.. الشرطة القت القبض عليهو أخيراً
منار وسعت عيونا وأحاسيسها اتلخبطت واترسم على وشها كذا تعبير مختلف مابين دهشة وخوف وفرح وحزن ماعرفت تثبت على تعبير واحد..
ماجد تنفس الصعداء وهو بقول : باقي نشوف بي عينا نهايتو وقلوبنا تبرد وترتاح
مصعب اتقدم منهم وقال : شباب أنا حابب اساعدكم.. حنعمل جلسات استشفاء كلكم مع بعض معاكم بعض الاخوة الناجين من أحداث سيئة.. لازم تفتحو قلوبكم وتطلعو الواجعكم وتتلقو دعم نفسي كبير وتفهمو إنكم ما براكم وفي البقدر يفهم المريتو بيهو كلو... موافقين ؟
بالرغم من إنو كانو مترددين بس وافقو حتى عروة وافق يكون معاهم..
منار أخيراً نطقت وقالت: هل الشرطة لقت مريم ؟ حفرو البيت؟
عروة رد عليها وقال: ما حفرو لأنو الحفر بدون وجهة محدده عبثي وفيهو تخريب للبيت.. متأملين يطلعو منو بي إعتراف... لكن لو ما إعترف مابقدرو يخطو أي خطوة لأنو مافي دليل حسي إنها داخل البيت غير الفستان بتاعا... أهلها أكدو على إنو هو الفستان الكانت لابساهو يوم اختفت فعلاً..
أحمد قال : ولو ساعدناهم وحاولنا نتذكر اي تفاصيل فكركم ممكن ننجح ؟
بانة رفعت اكتافا في حيرة وقالت : ممكن ننجح بس ما ماعارفة ياتو ذكرى الممكن تكون مفيدة ...
عروة: رايكم شنو لو ندخل البيت لي آخر مرة معانا افراد الشرطة؟ أحمد قال لي إنو انتو لقيتو الرسايل لمن شفتو اماكنكم في البيت واسترجعتو الماضي
ماجد : صاح كلامو بس ده لينا نحن ومريم ماعندها نصيب في البيت معانا فما عارف حنحاها كييف
عروة: مريم مدفونة في مكان بخصها اكيد و الحصل ضمن القصة يأكد.. فستانها مدفون تحت حوض الورد البتحبو يبقى جسدا الصغير وين ممكن يكون؟
كلهم عاينو لي منار البلعت ريقا في توتر.. هنا مصعب تدخل وقال بي رجاء : منار! مريم صديقتك المفضلة الكنتي بتحبيها.. وإنتي الوحيدة العارفة الحصل ليها وما عليكي لوم في سكاتك وخوفك.. الآن إنتي في أمان فمن حق مريم عليك إنك تساعديها.. كانت سنين طويلة مدفونة وحيدة في البيت داك أهلها اتقطعو حزن عليها محتاجين يلقو خاتمة لي الوجع وعشان يقدرو يدفنو بنتهم دفن لائق بيها... بدون ضغوط لييه ما ترجعي معاهم وتحاولي تتذكري حاجة تدل على مكانا وبكده تكوني وفيتي وكفرتي عن سكوتك السنين الطويلة دي كلها... أنا بمشي معاك واطلعك على مسؤوليتي الشخصية.. لو وافقتي يعني..
بقت خجلانة في اللحظات دي... مافي سبب بمنعا تساعد.. إبراهيم اتقبض وما حتشوفو تاني.. والبيت مامضطرة تتعامل معاهو غير مرة أخيرة.. شنو يمنع إنها تتشجع وتساعد في إنو يلقو رفيقة طفولتا عشان يتعاقب المجرم ويلقى جزائو.. الكل قدم يد العون رغم العاشوهو هم كمان وجا دورها تقدم حاجة مفيدة وتساعد الشرطة.. أخيراً نطقت بعد صمت وإحساس بي القلق وقالت: خلاص يا شباب أنا موافقة ندخل البيت كلنا ونحاول نتذكر...
فرحو كلهم وحسو بجدية الفكرة وكلهم منى في إنو يختمو اللعبة السخيفة ختام عادل....
إبراهيم فضل على صراخو ورفضو إنو يقعد في المستشفى تحت تجاهل الجميع ليهو.. كان رافض العلاج لأنو عارف إنو بدون فايدة وحيطول في عذابو بس غصب تم تحضيرو لي جلسات الكيماوي..
تم التحقيق معاهو من جوا المستشفى ولكنو مارضى يعترف بل قال بتهكم : مافي دليل على إني ارتكبت جريمة واحدة من القلتهم ديل.. والطفلة المفقودة مااظنكم تلقوها بعد كده .. حتى عضامها الصغيرة بتكون دابت تحت التراب
الضابط كان ذكي فقال بسخرية: لو إنت ما عملتها فكيف عرفت إنو هي تحت التراب هااا؟ اتكلم احسن ليك يا إبراهيم وإلا ما حتشوف راحة في الدنيا دي تاني... حااجبرهم يعذبوك بي جرعة الكيماوي ولو لزم الأمر اخليهم يحرقو دمك نقطه نقطه وقتها حاتطلب الموت ما تلقاهو ياعجوز النحس إنت..
فضل ساكت وابتسامة خبيثة لاحت في سحنتو المقيتة فقال الضابط يوسف بغضب بارد: لو بيدي كان دواك عندي طلقة واحدة في جبهتك الفارغة من اي دماغ دي بس أنا رجل قانون وبي القانون حأدفعك تمن كل القرف العملتو
إبراهيم في هدوء: انتو يا رجال القانون فاكرين روحكم منتصرين؟ فاكرين إنو عندكم مخ يفكر؟ وين كنت قبل سنين طويلة لما فشلو رؤسائك يلقو اي دليل على حياتا او موتا هااا؟ انتو حفنة اغبياء بدبابير على كتوفكم... ياشاطر لعلمك أنا كنت السبب في إنو تمسكوني.. كل شي كان مترتب ليهو ياجنابو... كان لازم اللعبة تكمل وإنتو ساعدتوني...
مريومة ماحتلقوها مهما عملتو...أطفالي هم بس الممكن يعرفو الحل...
أنا ما مجرم يا جنابو أنا صنعت أطفال اذكياء وصقلت موهبتهم الصغيرة... بانة الذكية منار البريئة مريم الغيورة ماجد الشقي أحمد الرياضي مهند الشجاع.. كلهم أنا شكلتهم وصنعت منهم أحسن لاعبين.. لعبو معاي لعبة الكنز وهم أطفال فالمانع شنو يلعبوها وهم كبار مع عمهم العجوز الطيب إبراهيم ؟
يوسف كان بنظر ليهو مامصدق السامعو منو... كان مصدوم من جنون العجوز ضعيف البنية الراقد قدامو بلا حول أو قوة راجي يومو... العيونو بتلمع زي عيون ثعلب مكار.. عرف إنو ماحيتكلم فطلع خلاهو في الكلبشات المقيداهو في السرير وفات....
عروة بلغ يوسف بضرورة الرجوع للبيت بعد ما منعهم يدخلوه تاني.. في الأول ما وافق وبدت الشرطة البحث بنفسها بس الموضوع كان صعب لأنهم لكبر مساحة البيت ما عرفو يبدو من وييين.. بدو يختو نظريات عن وين ممكن يكون اخفى الجثة.. بدو بي الحفر في بقية الأحواض حقت الزهور بس بلا فائدة مافي تحتها شي... بعد أيام عديدة أخيراً يوسف وفريقو دب في نفوسهم اليأس فقرر يخلي الشباب الأربعة يدخلو البيت ويحاولو يتوصلو للحل بنفسهم زي ما خطط ودبر إبراهيم العجوز....
بلغهم إنو مسموح الدخول ولكن في حضورو ومعاهو كم عسكري
حانت اللحظة وكلهم جو حتى منار ودكتور مصعب وكان في عروة مع يوسف جوة البيت.. دخلو وأخيرا وقفو الرباعي جوا تحت الأشجار الظليلة اللسة محافظة على شموخا رغم الجفاف البدا يحاوط فروعها..
بدو يتجولو بين الشجر ووقفو بحيرة.. بانة قالت : للأسف ماعندي ذكريات ليها غير إنها كانت بتتنمر علي عشان نظري الضعيف.. ماكانت بتلعب معاي وكنت بتجنبا دايماً
ماجد حك راسو بحركة بحاول منها يتذكر : وأنا كنت مشاكلي معاها كتيرة اغلبا بسبب إني بشدها من ضفاير شعرها وبضايقا.. كنت مشاغب ومستفز صراحة
أحمد : وأنا كانت بتريدني وبتقول لي باش مهندس حمادة لما نكبر أبني لي بيت أنا ومهند راجلي
منار بتأثر: مريم كانت مهووسة بفكرة العرس والعروسات.. نفسها تكبر بسرعة عشان تعرس وتلبس الفستان الأبيض.. كل خبرتا في الحياة هو حفل الزواج ولبس فستان زفاف يحكو بيهو كل الناس.. عم إبراهيم مرة سمعنا بنتكلم في الموضوع قال ليها يا مريومة عايزة العرس؟ أنا ببقيك عروسة حاجيب ليك فستان الزفاف تلبسيهو
فجأة منار شهقت وبرقت عيونا وقالت: يا الله! أنا متذكرة حصل شنو في اليوم داك
كلهم ركزو بحواسهم للجاي وهي قالت: مريم قالت لي عم إبراهيم لا شكرا عريسي حيجيبو لي بعد اكبر ياعمي. فهو قال ليها عريسك مهند؟ ولا زول تاني فضحكت مريم وقالت والله ياعمي عرساني كتار ماعارفة اختار.. بعدها إبراهيم مشى قعد في كرسيهو البختو تحت اول شجرة نيمة في الصف تتذكرو؟ إنت ياماجد ضحكت عليها وقلت ليها بسخرية غنية عبيطة كده حقت مكاواة تتذكرا؟سببت شكلة كبيرة
احمد وماجد اتذكرو الاتنين واتلفتو عاينو لي بعض بعيون مبرقة.. ماجد قال بصوت متقطع بتذكر الكلمات : مريم عرست أحمد السجمان جابت ليهو اتنين تيمان
منار : مريم بدت تضربك وإنت بتضحك عليها
أحمد : ياااااا الله! أنا اتذكرت لييه اتشاكلنا آخر مرة.. بعد ما إنت قلت كده أنا كنت طالع في فرع الشجرة حقت النيمة الكبيرة الهناك ديييك
كلهم إلتفتو عليها وأحمد وماجد اتحركو مشو عليها ووقفو تحتها وبدو يتذكرو سبب الشكلة.. أحمد قال : نزلت من فرع الشجرة ووقفت هنا تحديدا وناديت عليك مااااااااجد لو إنت راجل تعال اوصلني هنا الليلة بكسرك ياحيوان
ماجد عاين ليهو وقال برد على الذكرى: تكسر منو يا سجمان الليلة طلبتها ونلتها أنا أصلا متلكك ليك من زمان
أحمد : متذكر كيف مسكنا في خناق بعض
منار: لحظتا إبراهيم وقف جاي من بعيد يفصل بينكم واول ماقرب لقى مريم شالت ليها طوبه من الأرض وضربت بيها ماجد في وشو جرحتو في جبهتو لمن وقع في الأرض
ماجد لا شعوريا رفع يدو لمس الأثر ر الطفيف الفضل في جبهتو من الضربة
منار سألتو وقالت: متذكر يا ماجد إنت بعد ضربتك قلت ليها شنو؟
ماجد وقف مزهول وبقى بدور حول نفسو ما مصدق الممكن يكون حصل بسبب جملتو القالا ليها اليوم داك.. انفاسو علت وبقى يقول بصوت متحشرج : معقول يكون سواها ؟
عروة : قلت ليها شنو يا ماجد ؟
وقف من الكان بسوي فيهو وقرب من جزع الشجرة وقال: الضربة وقعتني هنا.. ضربتني شديد لحد ما دمي ساح فقلت ليها بغضب بعد قمت على حيلي وشديتا من ضفيرتا لو هبشتيني تاني بدفنك محل ما انتي واقفة ياست مريم سامعااااا
صمت رهيب وكلهم بقى يعاينو تحت رجلينهم متخوفين
منار : إبراهيم سمع جملتك وابتسم.. والله ابتسم.. وانا شفتو واستغربت افتكرتو بضحك في العوارة الحصلت قدامو دي... اكيد بعد قتلا اليوم داك اتذكر واختار الحتة دي حسب ذكراها المرتبطة بمريم
يوسف قال : ابعدو كلكم عن هنا اقيفو في ابعد نقطة ممكنة
بعدهم ونادى على الأفراد المسؤولين من الحفر وأمرهم يبدو حفر برفق في المكان تحت الشجرة النيمة العملاقة..
منار وبانة واقفين متحاضنين واجسامهم بترجف رجفات متقطعة أحمد وماجد واقفين ورقابهم عالية عسى يقدرو يشوفو شي.. عروة ودكتور مصعب وقفين في مكان قصي عن الشلة وبعاينو لي بعض كل خمسة ثواني بتوتر.. مصعب في حياتو ما شاف شي زي كده عياناً بياناً.. اتذكر راشد ود اختو الضابط الشغلو كلو زي كده وسط الجثث والدماء السايلة..
مرت اللحظات بطيييئة والحفر مستمر لحد ما صرخ واحد من عمال الحفر وقال : ياسعادتك في حاجة لقينا حاجة.. قرب يوسف سريع والبقيه حواسهم تنبهت للآخر شديد..
يوسف برك عند الحفرة وساعد العمال يبعدو التراب شوية شوية لحد ما ظهرت رفات الطفلة مريم ملفوفة في خيش دااايب بفعل السنين.. يوسف رجع لي ورا بحاول يستنشق الهوا واتلفت ليهم وقال بصوت مندهش : لقيناها! مريم هنا تحت النيمة فعلاً
هنا بانة ومنار صرخو صرخة مدوية ومنار اغمى عليها طوالي حتى من غير تشوفا وبانة واصلت صريخ وبكا....
الحصل بعد كده لا يوصف.. اتجمهرو اهل الفريق على الأصوات وعناصر الشرطة طوقو المدخل وهرج ومرج مبالغ فيهو... حضرو والد مريم وعمها الكانو لسه ساكنين في الفريق بطلب من الشرطة وشافو الجثة وانهارو.. سنين طويلة وبتهم على بعد خطوات معدودة منهم موجودة بدون يهتدو ليها...
فوقو منار وجابو ليها كرسي تقعد عليهو وأهلها جو يشوفو الحاصل بس منعوهم يدخلو جوا.. كل الأهالي الليهم علاقة بي الأحداث الماضيه جو بس ماسمحو ليهم بي الدخول.. وصلت سيارة الإسعاف وتم نقل الرفات بحرص مغطى بي الكامل هنا منار جرت وراهم بتصرخ مرياااام مريم أنا آسفة مرياااام ارجعي يامريم ارجعي ماشه وين مخلياني تاني مريااااام..
كلهم جارين وراها بحاولو يمسكوها بس بانة القدرت تمسكا وحضنتا عليها وهي بتبكي بأصوات عالية وتقول : منار انتي نجحتي انتي لقيتيها لقيتي الكنز مريم هي كنزنا الكلنا عايزين كنا نلقاها.. أحمد وقف يبكي زي الطفل وماجد كمان ببكي.. في اللحظات دي كانو أربعة أطفال داخل أجسام عشرينية.. بكو بكاء الأطفال وغسلو حزن السنين...
إنتهت أخيراً قصة البيت المشؤوم واسدل الستار داخل الفريق على قصة اختفاء مريم...
بعدها تم ارجاع منار للمستشفى لمواصلة العلاج.. عدت أيام بسيطة وعروة جاب ليهم خبر أزعجهم كلهم.. إبراهيم دخل في غيبوبه بمجرد ما بدو معاهو العلاج لأن المرض كان متفشي بصورة كبيرة لأنو ما تعالج من البداية وجسمو ما اتحمل الم الكيماوي .. واحتمال ضعيف يفوق منها. كلهم تضايقو من الخبر كانو متمنيين يشوفوه معلق على حبل المشنقه عسى تشفى صدورهم.. عروه قال: هو عموما نال جزاؤه والسرطان نهش ونخر في عظمه.. الدكتور قال لي إنو الألم أكيد كان لا يحتمل.. وهو متأكد إنو قضى ليالي وهو بيصرخ ويصرخ من الألم .. تأكدو إنو نال جزاءه في الدنيا وحيناله في الآخرة..
الثلاثه طلبو من عروة. ياخدهم للمستشفى ويترجى الشرطه يسمحو ليهم يشوفوه.. عايزين يشوفوه في قله حيلته وضعفه.. وفعلاً تم ليهم المراد.. بس كانت معاهم منار المره دي ووقفو الرباعي في المستشفى داخل غرفه إبراهيم.. وقفو الأربعة يناظروه بنظرات شامته.. منار نادته بصوت عالي وقالت: ما بعرف لو سامعني ولكن حابه اقول لك يا عمي إبراهيم إني ما مسامحاك لا حسي ولا بعدين وإني بكرهك جداً وفرحانه لي شوفتك بالمنظر ده.. أنا حاتعالج وأعيش حياتي واتركك في الماضي السحيق.. نقطه سطر جديد من اليوم.. واحب اقول ليك إننا نجحنا و أنقذنا مريم من قبضتك أخيراً ..
قالت كلامها واخدو بعضهم كلهم ومشو.. من بعد اليوم ده حسو إنهم خلاص اتحررو من قبضة الماضي..
دكتور مصعب جمعهم وبدا معاهم جلسات الاستشفاء وانضمو للمبادرة معاهو... مع الأيام اتحسنت نفسياتهم خصوصاً بعد وصلهم خبر موت إبراهيم بعد ما المرض هلكو تماماً واكل جسمو وعذبو..
خلال جلسات العلاج حصل تقارب غريب بين منار وعروة المحامي.. كان دايماً بقعد جمبها في الدائرة وكان بسمعا كتير لما يتلاقو خارج المجموعة... منار بعد غادرت المستشفى سكنت مع خالتا الرحلت من الفريق عشان خاطر منار تعيش مرتاحة.. أمها وأختها زاروها كذا مرة بالدس... وبالرغم من إنها طلعت من المستشفى لكنها مواصلة تزور مصعب في عيادتو الخاصة...
بانة صادقت جوليا وهالة وأخيراً وجدت من يقبل صداقتا وجوليا شجعتا تواصل ماجد الكان باين ليهم إنو عايز يرجع الماضي والقرب الكان زمن الطفولة..
أحمد قرر يجتهد اكتر وينجح ويبقى المهندس الكان بحلم يكونو من زمن الطفولة وعروة شغلو معاهو في مكتبو الصغير عشان يقرا بضمير ويشتغل في نفس الوقت...
أحمد وماجد تحولت عداوة الطفولة بيناتهم لي صداقة قوية أخوية... بي رجوعهم لي بعضهم كلهم بنو درع حماية نفسي طيب ساعدهم في الاستشفاء والتعافي من جروح الطفولة... كانت نصيحة مصعب ليهم : اطلقو صراح الأطفال الجواكم صالحوهم اتكلمو معاهم إنهم في آمان.. اتوحدو معاهم واشملوهم بي الحنان حسسوهم إنهم مبرئين من أي ذنب اتحملوهو في الماضي.. بعدها حيطلقو هم سراحكم كمان... إنتو الآن أقوياء ببعضكم البعض يا شباب فانظرو ناحية المستقبل بي فرح..
أول قرار قرروه الأصحاب هو إنهم يتنازلو كلهم عن البيت لي عروة وأخوه زهير بدون مقابل لأنهم احق بالذات زهير واسرتو الصغيرة.. اكتشفو اصلا إنو إبراهيم ساب البيت التاني لي زهير وبنتو.. فرح زهير بي عطيت الاصحاب ليهو وشكرهم بي الدموع.. مرتو أول مادخلت البيت وشافتو شهقت فرح واتنفشت من الفخر انو عندها بيت قدر ده..
عروة اتنازل لي زهير كمان من الجزو الكانو الشباب حيدوهو ليهو فبقى البيت كلو من نصيب زهير فقام زهير بالمقابل خلا عشانو البيت الأصغر وسجلو ليهو..
الأخوان اتغيرت حياتهم بين يوم وليلة وبقو من اصحاب الاملاك ولقو العوض عن السواهو خالهم فيهم بعد عمر طويل...
القروش الكانت عند إبراهيم اداها لي عطية المجرم التاني ولكنو فقدا كلها بعد هجمو عليهو حرامية وسرقوها منو ويذهب الحرام من حيث اتى...
مرت فترة الأحزان وجات فترة الأفراح
عروة خطب منار وهي وافقت واتقدم لي أبوها الوافق فرحان إنو أخيراً في راجل حيقبل بتو ويخلصو من العار..
منار مااهتمت لي أبوها واقوالو لي عروة عنها كل الكان هاميها إنها تبدى حياة جديدة.. عروة كان مبسوط ومرحب بي الارتباط بي منار وحابب يديها فرصة العيشة الكريمة..
ماجد صارح بانة بي إنو بحبها وقال: يوم شفتك أول مرة بتدخلي من باب البيت في اليوم داك بعد سنييين فراق قلبي دق من أول وجديد.. هل تصدقي في أيام الطفولة القديمة أنا كنت بحبك برضو وبحب قربك مني وتعلقك الشديد بي؟ وإنو مشاعري الطفولية كانت حلوة تجاهك و رغم إني كنت بتنرفز فيك احياناً وبضحك عليك وبكاويك كتير إلا إنك فضلتي لصيقة بي دايما... وأنا حسي يابانة وبعد سنين كتيرة مرت علينا عايز اعيش الإحساس ده تاني
بانة ابتسمت للذكريات الكانت بينهم ووافقت وقالت ليهو : وأنا كمان...... أنا كمان عايزة أعيش الذكريات ديك معاك من تاني..
وأخيراً تم الفرح وعروة اتزوج منار في حفل جميل حضروهو الكل حتى مصعب جا وجاب زوجتو وجوليا وخطيبا راشد وهالة وزوجها صهيب وبانة وأمها وخالتا وأحمد وماجد وأهل ماجد كمان جو وزهير وزوجتو وبتو.. أحمد من زمن طويل ما لاقا أهلو وشافهم في اليوم ده وطلبو منو السماح وكانت لحظات مؤثرة قرر يسامحهم فيها ولكنو فضل على موقفو في العيش و الانفصال بنفسو وشق طريقو في الحياة...
منار طلت بي الفستان الأبيض وكانت غاية في الجمال بتبرق برق والكل بقو يلهجو بي البركات ما شاء الله تبارك الله ما شاء الله تبارك الله.. منار لقت خاتمتا البتستحقها ولبست الأبيض الكانت قنعانة تلبسو ولقت رجل محترم طيب تقبلها وحباها لنفسها..
الكل لقو خاتمتهم البستحقوها أخيراً بالذات أحمد لما اتعرف على بنت لطيفة وطيبة في الجامعة إسمها براءة تعلق بيها جداً وبقى مافي على لسانو غيرها والكل مبسوط عشانو وقرر يتقدم ليها ويجيب أهلو..
بقو جميعا أسرة كبيرة وفضلو على تواصل بل بقو محددين يوم الخميس من كل أسبوع يتلاقو كلهم ويقضو مع بعض اوقات لطيفة...
في مرة كانو مجتمعين كلهم في مزرعة جميلة ملانة اشجار متنوعة.. وقفو الأصحاب الأربعة تحت شجرة كبيرة ظليلة وبقو متقابلين وهم مبتسمين.. أحمد قال ضاحك: تجو نلعب لعبة زي زمان ؟
صرخو البقية ضاحكين : لاااا أوعي بس تكون لعب الكنز...
تمت