رواية تمرد عاشق الجزء الثاني2الفصل التاسع والثلاثون39والاخيربقلم سيلا وليد
سأبقيكِ سراً جميلاً بقلبي دائما.ستظلُّ تجمعُ صورتي وتلمُّها
وأنا انتثرتُ قصائداً وأغاني
وتظلُّ تبحثُ عن خيالٍ هاربٍ
شبحٍ يُشابهُني ولن تلقاني
في كلِّ ركنٍ قد تركتُ حكايةً
وزرعتُني عمداً بكلِّ مكانِ
لا شيءَ يُمكنُه إعادة ما مضى
أنا لن أعودَ وأنتَ لن تنساني
❈-❈-❈
عند غنى وبيجاد
بعد أسبوعين في إيطاليا.. خرجا يتجولون بجزيرة كابري ويشاهدون المعالم السياحية التي تميز تلك الجزيرة
دلفا ليتناولون الطعام... جلست بجواره وبدأ يطعمها من الطعام اللذيذ الذي يشتهر به هذا المكان.. امسكت بكفيه تضعها على أحشائها وهي تبتسم بسعادة
- حاسس بيه حبيبي.. تشابكت نظراتهما ببعضهما.. هي بلمعة عيناها من السعادة.. وهو بعيناه المحجرة بالدموع
أمسك كفيها الذي تتشبث به وقبله
- حاسس بيه ياحبيبة بيجاد.. بيحتفل معانا.. شوفتي الولد شقي إزاي مش مبطل حركات.. قالها وهو يطلق ضحكات صاخبة
التفتت بنظراتها حولهما.. ثم رفعت رأسها تقبلة قبلة سريعة على شفتيه وغمزت بطرف عيناها
- شقي زي باباه... ضمها لأحضانه يقبل رأسها
- اوعي تفكري أن الناس ممكن تحوشني عنك.. ميهمنيش أي حد.. فلمي نفسك ياشقية بيجاد
قهقهت عندما علم بما كانت تنويه.. وضعت رأسها على كتفه وتحدثت:
- بيجاد ماما وبابا وربى وحشوني أوي.. ماتيجي نرجع مصر.. وبعدين ترجع لهم لما يخلصوا عسلهم
جذبها وأجلسها بين أحضانه وضمها بذراعيه وهو يهمس إليها
- مش هنرجع غير معاهم.. عايز أجمع لحظات كتير مع مراتي وأدونها بذاكرتي وقلبي علشان لما ولادنا يجوا يبقى احكيلهم عن اللحظات دي
رفعت رأسها وهي بأحضانه تنظر لعيناه فكان وجهه قريبا منها
- ولادنا!!.. عايز ولاد كتير يابيجاد
رفع يديها وقبلها:
- مش موضوع كتير عايز ولاد يكونوا سند لما نكبر بس.. مش رسولنا قال تزاوجو تناسلوا.. دا اللي اقصده ياحبي
❈-❈-❈
عند جاسر وفيروز
استيقظت من نومها وجدت نفسها محاصرة بجسده.. تتوسد ذراعيه القويتين
ظلت تنظر لملامحه التي خطفت قلبها وتذكرت ذلك اليوم
فلاش باك
وصلت في المكان الذي قالت عليه حياة.. ظلت تنتظرها لفترة ليست بالقليلة
رفعت هاتفها وقامت الأتصال بها.. أجابت حياة بزفرة خافتة
- أيوة يافيروز.. آسفة نسيت خالص.. المهم أنا رجعت لجوزي بعد حفلة امبارح.. ومينفعش تيجي عندي خالص حاليا ولا حد يعرف علاقتنا ببعض..
شهقة خرجت من فيروز مع دمعة من عينيها
- اتخليتِ عني ياحياة.. أنا هربت عارفة دا معناه ايه.. زمان عمي قالب الدنيا عليا
توقفت حياة تنظر لباسم بالحديقة وأجابتها:
- فيه شخص واحد اللي يقدر يساعدك ومحدش هيعرف مكانك.. بس إزاي دا اللي مش عارفة أوصله.. حقيقي أنا آسفة يافيروز رجوعي لباسم شقلب كل مخطاطتي
بدأت فيروز تنظر حولها بضياع وعبراتها تنسدل بقوة عبر وجنتيها.. على الجانب الأخر استمعت حياة لحديثه مع جاسر
- بتقولي رايح شقة الرحاب ليه يلا ليكون عامل غرزة هناك.. زفر جاسر واجابه
- بسوم عايز ارتاح شوية من زن عيال الألفي.. البيت حريقة بسبب عز وجواد.. وأنا ماليش في السهوكة بتاعة الحب دي
المهم أنا هروح هناك... سلام
قاطعه باسم وتسائل.... طيب ياسين لسة مكلمني وبيقول بابك عازمنا على العشا وأنا عايز أهرب
توقف جاسر وتسائل:
- هو ياسين مش في الكلية.. رجع امتى.. شكلك واخد ولاد جواد كلهم يابسوم
قهقه باسم وأجابه:
- يابني لسة مكلمه أنا من شوية، وقالي هخرج بعد نص ساعة كدا.. فبما انك اخ كبير على الفاضي فأنا قومت بالمهمة
اتجهت حياة سريعا تردف لفيروز
هقولك تعملي إيه بالظبط يافيروز ومين هيوديكي للشخص دا.. اسمعيني
بعد قليل.. هاتفت حياة بعض الأشخاص المخلصين لها والأقرب من حياة والدها
- هبعتكم في مكان.. هتمثلوا انكوا بتجروا ورا واحدة لحد مااقولكم ترجعوا
ابتسمت فيروز وهي تنظر لجاسر النائم.. ملكا بنومه.. عاشق بإستياقظه.. تذكرت ذلك اليوم
دلف بهيئته لشقته وجدها تجلس تسترجع دروسها.. إقترب يجلس بمقابلتها وتحدث
- نقلت لك من الجامعة اللي كنتِ فيها.. بعد كدا فيه واحد هيوديكي ويجيبك لحد مااشوف هعمل ايه في المصيبة اللي جابهالي ياسين فوق دماغي
انسدلت دمعة غائرة من عينيها فهتزت شفتيها تحدثه:
- شكرا لحضرتك.. عارفة اني تعبتك معايا.. أنا عايزة منك خدمة أخيرة
رفع نظره إليها.. تلاقت عيناها الفيروزية لعيناه الرمادية لأول مرة منذ وجودها بشقته.. أنزل نظره للأسفل سريعا هروبا من نظراتها... أما هي فشعرت بشيئا يدغدغ روحها.. اتجهت مرة أخرى تنظر إليه وهمست وهو مازال نائما
- مكنتش أعرف النظرة دي هتوقعني في عشقك كدا.. دنت من أنفاسه ودت لو فتح عينيه التي تعشقها حين ينظر إليها بنظراته الخاصة لها وحدها
رفعت كفيها تضعها على وجنتيه ثم قبلته بهدوء.. ونزعت نفسها بهدوء من بين أحضانه عندما شعرت بجوعها.. فمنذ أمس وهي لم تأكل شيئا
اتجهت تقوم بتجهيز طعامهما.. نظرت بساعتها وحدثت حالتها
- تمن ساعات وأحنا نايمين.. وجدت نفسها كالطائرة بين يديه القويتين وهو يقهقه عليها
- نمنا علشان حبنا مشبعنا.. وأحضانا مدفيانا.. ضحكت عليه وغنت بصوتها
والحب ومادفينا.. انا جعانة ياحبيبي.. قال حبيبي
وضعها على رخامة المطبخ غامزا إليها
يحاوطها بذراعيه مردفا وهو يداعب انفها
- والله الحب مش مشبعنا.. طيب هتفطرينا بإيه ياروح حبيبك
وضعت الجبن والزيتون والبيض والقشطة والشيكولاته والمربى بجميع انواعها واللانشون وهي تشير بعينيها
- دول ياحبيبي.. اختار ياله ولا عندك مانع
اقتطف قبلة طفيفة على شفتيها وتحدث
- أنا عايز افطر عايزة حاجة تانية
هزت ساقيها وهي ترفض حديثه
- جاسر أنا جعانة وهموت من الجوع.. بليز حبيبي اقعد نفطر.. مش كفاية محبوسين بقالنا أسبوعين هنا في الشاليه مفيش غير النوم
رفع حاجبه بسخرية ثم داعب أنفها بأنفه مردفا:
- كذابة ياروح جاسر خرجنا تلات تيام واتفسحنا .. ضحكت بقوة وهي تعانق رقبته
- العشر دقايق دول بتسميها فسحة ياحبيبي
حملها متجها للطاولة
- اقعدي نفطر.. بدل ماافطر عليكِ مغريتي
نظر للقشطة التي تضعها على التوست تتذوقها وتلتهمها ببطئ.. رفع اصبعه يمسح شفتيها وغمز
- هو ينفع القشطة ياكل قشطة.. احمدي ربنا اني مبحبهاش صدقيني كنتِ زمانك قشطة في بوقي
طالعته بنظراتها ثم تسائلت
- يعني إيه.. رفعها بين ذراعيه واجابها
- هعرفك دلوقتي انا بتعب من الكلام.. فتشوفي بعنيكي.. ايه الستات اللكاكة دي
❈-❈-❈
عند أوس وياسمينا
كانا يتجولان بين الجبال.. يقومون بألتقاط الصور.. مع مشاهدة الكف الأخضر الذي ذكره بيجاد.. حملها أوس وهو يسرع بها عندما كانت تلتقط الصور
صفقت بيديها كالأطفال وهي تتحدث
- تصدق كدا أحسن.. اهو طولت شوية وشوفت مساحات ابعد
انزلها يحاوطها بذراعيه
- حبيبي اللي بيضايقني.. رفعت ذراعيها وشبت تقبله قبلة سطحية على شفتيه مردفة:
- مين اللي قال كدا ياروحي.. بالعكس عايزة افهمك.. بيك ياحبيبي بشوف الدنيا اكتر بكتير
ضمها لأحضانه ثم همس:
- ياسمينة قلبي بقالنا ست ساعات بنتفسح.. إيه مش كفاية كدا ونرجع نرتاح
أومأت برأسها ثم اشارت بيديها لأحدى المطاعم
- تعالى نشرب حاجة وبعد كدا نروح
ضم كفيها متجها للمطعم الذي اشارت اليه.
عند باسم وحياة
جلسا أمام الطبيبة التي قامت بالكشف على حياة.. وضعت الجهاز الخاص الذي يسمى السونار.. وحركته ببطئ.. ثم رفعت نظرها لحياة:
- الأمور ممتازة مدام حياة.. والحمد لله مفيش مشاكل لحد دلوقتي.. لكن لازم نلتزم بالادوية المغذية من كالسيوم وحديد علشان الولد ينزل بصحة كويسة وكمان متتأثريش بيه
تسائل باسم وهو ينظر لتلك النقطة التي ظهرت على الشاشة
- بقاله أد ايه يادكتورة
ابتسمت الطبيبة للنظرة اللهفة بعينيه ثم تحدثت:
- شهرين ونص ياحضرة العقيد.. يجي بالسلامة إن شاء الله
عند ياسين
جلس بكافيه يطل على النيل ينتظرها وأشواقه إليها تحرقه بالكامل.. دلفت ليليان بخطواتها الهادئة التي خطفت قلبه
توقفت أمامه.. نظر إليها بعينين عاشقتين وتحدث بلهفة:
- اتاخرتي ليه.. قلقت عليكِ
جلست وهي تبعد نظراتها عنه وتحدثت بصوت خفيض
- آسفة.. كان فيه سكشن وأتأخرنا نص ساعة زيادة إنت عامل إيه
ابتسم لخجلها ثم تحدث:
- هو إنتِ مخصماني ولا إيه.. هتفضلي تهربي بعينكِ بعيد عني
رفعت بصرها ونظرت كالطفلة
- ابدا والله.. لكن أنا اتكلمت مع ماما قبل ماأجي وكانت زعلانة من مقابلتنا.. وقالت أخر مرة اقابلك
ذُهل من حديثها.. اقترب بمقعده ورفع ذقنها بإبهامه وتحدث بصوتا حزينا
- علشان كدا شايف الدموع دي بعينكِ
رمشت بأهدابها فانزلقت عبراتها وأردفت بشفتين مرتجفتين:
- أنا عمري ماخبيت حاجة عن ماما.. هي زعلت أوي مني ياياسين.. وغير إنك مينفعش تطلب مني نتقابل وأرفض
كور قبضته وشعر بحزن دفين وألما يمزق نياط قلبه من دموعها التي شعر بإحراقه
- طيب لو قولتلك معنتش هطلب منك نتقابل تاني.. بطلي دموع لو سمحتِ متعرفيش دموعك بتعمل فيا إيه
نظرت إليه بذهول وتحدثت بحزن
- افهم من كدا إيه ياياسين.. إن عادي مش هيفرق غيابي معاك
توقفت تجمع أشيائها
- أنا اللي آستاهل إني جيت لك أصلا.. نهض من مكانه ينظر إليها
- ليليان لو سمحتِ متفهمنيش غلط.. أنا أصلا مكنتش راضي على مقابلاتنا دي
ترقرق الدمع بعيناها وشعرت بغصة تمنع عنها الحديث.. فنظرت إليه بوجع
- شكرا ياحضرة الظابط.. قالتها وتحركت سريعا من أمامه
اسرع خلفها ثم جذبها من معصمها وصاح بغضب مما أدى إلى نظرات الموجودين بالمكان إليهما
- اقعدي متخلنيش اتصرف معاكي تصرف غبي.. قالها عندما اقترب يهمس إليها وينظر حوله..
رفعت عيناه إليه فاصطدمت بوجهه القريب ونظراته الحنونة التي خدرتها بالكامل.. مما اهتز جسدها فتراجعت للخلف خطوة ثم حمحمت
- عايز مني إيه؟
سحبها من رسغها متجها للطاولة
- تعالي نتكلم ياليليان شوية وبعد كدا امشي
تحركت متجهة للطاولة بعدما نزعت يديها من كفيه وجلست أمامه
اختلج صدره ضربات عنيفة تصدر من قلبه الذي يدق بشدة من دموعها التي نزلت على صدره كقطع زجاج تشحذ جسده
وضع يديه على الطاولة وتعلقت عيناه بها
- ممكن تبطلي عياط.. هقولك حاجة وبعد كدا أمشي
مسحت دموعها براحتيها محاولة تهدئة نبضات قلبها التي تدق بصدرها بعنف من رائحة عطره التي تسللت لرئتيها..
- ليليان.. قالها بصوته الدافئ.. ممكن تبصيلي.. رفعت عيناها الباكية إليه وارتجفت شفتيها
- سمعاك ياياسين.. قاعدة أهو علشان اسمعك
ابتسم بجاذبية عندما وجد علامات الغضب تتملكها وأردف:
- كدا كتير على فكرة.. مش حمل الحلاوة دي.. حتى في غضبك بتكوني طفلة لذيذة
رمقته بنظرة مستفهمة وتسائلت
- تقصد إيه.. أخذ نفسا عميقا ثم تحدث
- أقصد إنك مجننة ياسين ياليليان.. وبقيت عامل زي الطفل اللي محتاج امه تفضل جنبه دايما.. ظلت عيناه تحاوط نظراتها له
- وإنتِ أم للطفل دا
رفعت وجهها فتلاقت اعينهما تفحص عن عشق كلا منهما للأخر
ابتلع ريقه بصعوبة فأكمل:
- عايزك تسمعي كلام والدتك.. مينفعش نقابل بعض.. لحد ماأظبط اموري.. متنسيش لسة قدامي سنتين في الكلية.. وقبل ماأخلص ماينفعش اخد خطوة جدية في علاقتنا
تنهد بوجع واسترسل
- عارف إني مكنتش راجل معاكِ واندفعت ورا مشاعري.. وكلمنا بعض واتقابلنا من ورا اهلنا.. بس عايزك تفهمي أنا عمري ما قصدت اوجعك صدقيني..ولا احطك في موقف بايخ.. هو الموضوع جه كدا من غير تخطيط
اطبقت على جفنيها في محاولة لمنع بكائها بعد الأستماع لحديثه... شعر بحالتها.. فآلمه قلبه عليها فأكمل سريعا
- إنتِ شخص مهم أوي في حياتي.. مش مهم بس لا تقدري تقولي إنتِ حياتي اصلا
فتحت عيناها تنظر إليه بذهولا وشعور السعادة الذي حاوطها بدى على وجهها بإبتسامة خلابة جعلتها ملكة لقلبه بكل جدارة.. لم يرحم قلبها المسكين فاقترب بحسده وأكمل
- تقدري تستني حضرة الظابط سنتين لحد مايكمل كليته.. وتكوني نصه التاني..
سحب كفيها الممدود ووحضنه بكفيه وأكمل
- عايزك تكوني نصي التاني ونصيبي في الدنيا يالي لي
❈-❈-❈
عند جنى وعز
دلف للطبيب الذي حادثه عز عن حالة اخته وبعد عدة جلسات ذات مرة
جلس الطبيب أمامها
- قولتي لي إنك هربت من جاسر بجواد.. هزت رأسها رافضة واجابته
- ابدا خالص.. أنا مكنتش أعرف اهمية جاسر عندي كحبيب.. هو كان دايما معايا وبيشاركني كل حاجة.. كان بيعاملني زي ربى اخته بالظبط.. فأنا مشيت ورا شعور إنه اخويا
هز الطبيب رأسه بتفهم وتسائل
- طيب جواد ابن عمك إيه موضوعه
فركت كفيها ونظرت بشرود
- جواد شخصية كويسة جدا ومثالية.. احنا كنا قريبين لكن مش القرابة اللي زي جاسر.. حاول يقرب مني بعد ماعز خطب حبيبته... الصراحة لقيتها فرصة أبعد جواد عن خطيبة أخويا.. منكرش انه شخصيته عجبتني وجذبني جدا لدرجة اقنعت نفسي إنه ممكن يكون حبيب ليا..
تنهدت بحزن ونظرت للطبيب وأكملت
- لحد ماجه فرح أخويا وقرب مني بطريقة مش كويسة.. وقتها عرفت انه مينفعش.. تلاقت بعين الطبيب وأكملت
- ماهو اللي يحب بيحافظ على حبيبه.. أما جواد دنى من تربيتي
أمسك الطبيب قلمه وبدأ ينظر إليه ثم سألها:
- ياترى دا سبب بعدك عنه
انسدلت دمعة من عينيها وأجابته بهزة من رأسها وتحدثت:
- جواد كان واخدني مسكن لحبيبته.. أنا سمعته بيقول كدا.. وكمان شوفت رسايله بيقول لصاحبه.. بحاول الاقي في جنى ربى.. وهتجوزها عشان موجعش العيلة وافرقهم.. بحاول اتخطى ربى بجنى
شهقة خرجت من فمها وهي تبكي
- عايزني أكون حبيبته.. عايز ينسى حبيبته بيا... نهض الطبيب ووضع محرمة بيديها وجلس بمقابلتها:
- مايمكن الرسالة قديمة.. قبل مايحس بمشاعر ناحيتك.. ويمكن مايقصدش اللي فهمتيه
هزت رأسها رافضة واجابته:
- للاسف الرسالة دي بعد ماقرب مني.. بعد ماقالي إنك أحب شخص لقلبي..في الوقت اللي جاسر مثل عليه انه خطيبي..في عز ماكنت محتاجة لقلب حنين طعني بشدة.. وفي الأخر اتصدمت اني مسكن وبديل مش أكتر.. حسيت نفسي إني مش كويسة
دا اللي خلاكي تحبي جاسر او توهمي نفسك بحبه
نزلت بنظراتها للأسفل.. واجابته
- دا اللي أكدلي اني محبتش غير جاسر
رفع نظره وتسائل
-أزاي عرفتي إنك بتحبيه؟.. نظرت بشرود وتحدثت
- لما جه أول مرة وأعترفلي بحبه.. وقتها حسيت بوجع في قلبي.. لكن معرفتش ايه السبب.. لحد ماجه بابا وقاله اخطب جنى
من جوايا كنت فرحانة أوي لكن قدامه كنت مبينه اني مضايقة علشان موجعش قلبه.. علشان مخلهوش يتعذب.. وزي ماهو مثل على جواد أنا مثلت عليه
- طيب ليه مااعترفتيش له باللي حساه معاه.. ليه محاولتيش تدافعي عن حبك
شهقة خرجت بقوة من فمها وبكت بصخب وتحدثت من بين بكائها
- علشان هو غالي عليا.. علشان موجعش قلبه.. محبتش اهدم حياته.. عندي اموت بعذاب حبه ولأني في يوم أشوف نظرة وجع في عينيه يادكتور
❈-❈-❈
تنهد الطبيب وسجل بعض ملاحظاته ثم تحدث:
- جنى لو فيه اتنين واقفين وعايزين يموتوا جاسر وجواد وانتِ معاكي رصاصة واحدة بس تنقذي بيها واحد بس.. هتختاري مين
- جاسر.. قالتها سريعا دون تفكير
نظر لمقلتيها وتسائل
- قولتي جاسر مش جواد.. طيب تعالي نعكس السؤال لو الرصاصة دي مع جاسر هينقذ مين فيكم انتِ ولا حبيبته
خارت قواها وهي تهز رأسها فأجابته بعد لحظات
- معرفش بس أكيد هينقذ حبيبته.. ضيق عيناه وأكمل
- وممكن ينقذك إنتِ... ابتسامة شقت ثغرها متمنية لقلبها ماأردف به الطبيب.. حينها ضغط على الزر.. طالبا بعز الدخول
بعد شهر
عاد العروسين من شهر عسلهما... أخذ بيجاد زوجته للأسكندرية بعد حديثهما
- يعني أول يوم في رمضان هنقضيها مع والدك مش عندنا... رفع كفيها يقبل باطنها وأردف:
- حبيبي لسة أسبوعين على رمضان وقتها ربك يحلها.. بس الأكيد إني هأقضي أول أيام رمضان مع بابا.. مينفعش ياغنى هيزعل مني.. والدك عنده جاسر وأوس وكمان أعمامك.. أنا بابا مالوش غيرنا بعد سفر عمو عمر
أومأت برأسها متفهمة وأجابته بطاعة
- حاضر ياحبيبي.. أعمل حسابك تاني أسبوع هنقضيه مع بابا وماما... وبجد وحشوني أوي لولا بابا قالي هيجي كنت زعلت منك علشان مأخدتناش هناك.. قالتها وهي تضع يديها على بطنها
- مش كدا ياسيفو.. عايزاك تيجي بسرعة نعمل حزب على أبوك المفتري دا
قهقه بيجاد وجذبها لأحضانه
- بتتفقي مع الولد عليا ياغنى وهو لسة في بطنك.. طيب ماشي.. بكرة تيجي حبيبة أبوها ونعمل حزب كمان
ضيقت عيناها وسألته بغضب
- وياترى مين حبيبة ابوها دي عندك عيال من ورايا.. وضع وجهه بعنقها وهمس
- اللي هنجبها بعد سفيان إن شاء الله.. اديلي بس الضوء الأخضر.. وأنا هعمل فريق كرة محترف
بالقاهرة
دلفا كلا من أوس ويديه تعانق يد زوجته اتجه لوالديه.. وكذلك جاسر الذي ترجل من سيارته متجها سريعا لباسم الذي كان ينتظره بجانب جواد
- وحشتني ياحلوف. قالها باسم بابتسامة وهو يعانقه.. بينما جواد الذي يحاصر ابنه بنظرات تقيمية.. رفع بصره لفيروز التي تقف بجوار ياسمينا وربى
بحث جاسر بعينيه عن عمه صهيب فتسائل:
- العيلة كلها موجودة فين عمو صهيب وعز
ساد صمتا بحزن على الجميع.. اتجه بنظره إلى عمه سيف الذي تحدث
- عمك صهيب في بيته.. تحرك سريعا قبل أن يستمع تكملة حديثه وهو ينادي على زوجته
- فيروز هروح لعمو اشوفه.. قالها متجها لمنزل عمه الذي يقابل منزلهم
اتجه لمنزل صهيب ولكن تفاجأ بتلك الحقائب التي تخرج من فيلته.. كانت نظراته متعلقه بالعمال الذين حملوا الحقائب متجهين للسيارة التي تقف أمام الباب الرئيسي للفيلا.. تسمر بوقفته وكأن روحه تنسحب من جسده
استمع لخطوات خلفه.. استدار ينظر فوجد عمه يحاوط ابنته بذراعيه ويتحرك متجها لسيارته كأنه يذهب للجحيم
خطى بخطوات متمهلة كالذي يخطو على لهيـ. با يحـ. رق قدمه.. ثم توقف ينظر لعمه
- إيه اللي بيحصل بالظبط؟
رفعت رأسها تنظر إليه بإشتياقا عندما استمعت لصوته.. ولم تشعر بنفسها إلا وهي تلقي نفسها بأحضانه وتبكي بنشيج..تتشبث به.. هزة أصابت جسده بالكامل
ثم رفع نظره لعمه وعينيه مغروقتين بالدموع ثم أردف:
- مالها؟
خرج عز في تلك الأثناء.. وشعر بنير.. ان تحرق اوردته حينما وجد اخته بحضن ابن عمه بتلك الطريقة
هرول سريعا يجذبها بعنف.. ينظر لجاسر
- حمدالله على سلامتك ياجاسر.. قالها بغضب وهو يجذب اخته متجها للسيارة
- بابا هنستناك بالعربية
وقف أمام عز ودفعه بقوة:
- إنت إزاي تشدها كدا ياحمار.. نسيت نفسك ولا إيه... تدخل صهيب عندما وجد نيران تخرج من أعين عز اتجاه جاسر
توقف بينهما
- اتجننتوا بتتخانقوا وأنا واقف.. ثم اتجه لجاسر يرفع ذراعيه إليه
- وحشت عمك ياجسور.. القى نفسه بأحضان وعيناه تشابكت بتلك التي تنظر إليه بإشتياق
خرج من أحضان عمه يشير لجنى
- مالها جنى ياعمو؟ وليه خست كدا.. فين جنى دي واحدة تانية
استدار ينظر وسأله
-جواد اللي عمل فيها كدا؟
كور عز قبضته بغضب وهو ينظر لأخته التي تساقت عبراتها منسدلة على وجنتيها ثم نظرت لعز
- ياله ياعز.. قالتها بوهن متجه للسيارة
هرول خلفها كالملسوع ونظر لبكائها
- رايحين فين.. ومين اللي عمل فيكِ كدا
ابتسمت بخفوت وأردفت بصوتا يكاد يسمع
- النصيب يابن عمي.. أما رايحة فين.. هنروح نقعد في بيت المزرعة.. محتاجة أفصل شوية واراجع حسابتي في كل شي
دنى منها ونظراته تحاوطها بالكامل.. ثم ضم وجهها بين راحتيه ينظر لعيناها مباشرة:
- مش عايزة تحكي لجسورة ياجنى اللي حصل.. مش أنا حبيبك وقت مابتزعلي بتجري عليا وتحكيله.. دلوقتي بقيت غريب
هزة عنيفة أصابت جسدها من كلمته التي وصفها دون أن يدري يتبعها شهقة ب مرارة الألم.. اتجه عز بهدوء.. ينظر بوجع لأخته ثم تحدث رغم نيران قلبه وأردف
- جاسر روح أرتاح حبيبي وأنا آسف بس زي ماإنت شايف جنى تعبانة وحقيقي لازم تبعد... بينما صهيب الذي وقف ينظر بكل الأتجاهات بألما كأن روحه تفارقه.. ثم اقترب يسحب جاسر من يديه:
- قولي عملت إيه في شهر العسل يارب تكون اتبسط.. كانت عيناه تعانق جنى التي أغمضت عيناه بوجعا بعد حديث والدها
وقف عز يوزع نظراته بينه وبين أخته ثم لكزه.. ماردتش على عمك ليه ياجاسر
اتجه ينظر لعمه وأجابه:
- كويس ياعمو.. الحمدلله كله تمام.. وصلت فيروز ورُبى التي نظرت لجنى بحزن
اتجهت فيروز تسلم على صهيب
- عمو صهيب ازي حضرتك... ابتسم إليها
- الحمدلله ياعمو.. إنتِ عاملة إيه والولد جاسر دا عامل معاكي إيه
نظرت لجاسر بعيناها العاشقة واجابته
- جاسر مفيش أحن منه.. ربنا يخليه لي
أمن صهيب على دعائها.. نظرت لجنى
- عاملة إيه ياجنى وحشتيني
ابتسمت جنى واجابتها بصدق
- الحمدلله وانتِ كمان.. ربنا يسعدكوا يارب
بعد اذنكوا.. تسألت فيروز
- انتو مسافرين ولا إيه.. دا إحنا مصدقنا نرجع عشان نتلم كلنا مع بعض.. وجاسر كان هيموت من القلق عليكِ لانك مكنتيش بتكلميه ودايما فونك مغلق
رفعت بصرها لجاسر الذي يناظرها بغموض
- معلش كنت مشغولة.. بحضر دراسات عُليا.. علشان ناوية أسافر برة إن شاءلله
جحظت عيناه ثم اتجه لصهيب
- نعم ياختي.. إنت موافق على الكلام دا.. مسح عز على وجهه بعنف يكز على أسنانه ثم تحدث
- وانت مالك خليك في حياتك ياجاسر..دا إيه اللذقان دا.. ضيقت ربى عيناها من حديث زوجها القاسي لأخيها فاتجهت إليه
- حبيبي اهدى هو بيسأل عمو.. مالك ياعز ممكن تهدى.. قالتها بغضب
فتح باب السيارة وأردف غاضبا
- امشي ياربى من قدامي مش يبقى إنت واخوكي الزفت دا.. اتجه بنظره لجنى هتفضلي واقفة كتير ياجنى عندك..
نظر جاسر بذهول لحالة عز المنقلبه.. فاتجه إليه
- مالك يلآ محدش قادرك ليه.. بينما ربى التي تعلقت عيناها الحزينة من اسلوبها الغريب في الفترة الأخيرة...
ربت عز على كتف جاسر
- آسف ياجاسر... اتعصبت عليك.. وسحب جنى التي ودعتهم بنظراتها وتحدثت:
- أشوف وشكم بخير.. اعتني بجاسر كويس يافيروز.. ومتزعليش منه لما يتعصب عصبيته وراها حنية تغرق العالم.. قالتها وتحركت تستقل السيارة بالخلف
نظر لعمه تائها يشعر بأن هناك خطب ما.. لم يدعه صهيب لسؤاله الذي وجده بعينيه فتحدث:
- طنط نهى من الصبح هناك زمانها قلقت على تأخيرنا ياحبيبي.. يبقى هاجي كل جمعة نقضيه مع بعض
وصل جواد ينظر لجاسر وصهيب بغموض
- مالكم واقفين كدا ليه... كور صهيب قبضته وشعر بتمزق قلبه فحدث ماكان يخشاه التقائه بجواد قبل رحيله
أشار جاسر على صهيب:
- حضرتك موافق أنه يسيبنا ويمشي
قطب جواد مابين حاجبه بنظرات مستفهمة
- مش فاهم تقصد إيه؟
حمحم صهيب ينظر لجنى وتحدث
- هروح أقضي كام يوم في بيت المزرعة بعيد عن الدوشة
- نعم من غير ماتعرفني... قالها جواد بنظرات حزينة... لدرجة دي ياصهيب تاخد قرار مهم كدا بعيد عني
امسك صهيب كفيه يسحبه بعيدا وتحدث
- مردتش أقولك علشان عارفك هتمانع.. بنتي تعبانة ياجواد ومينفعش اسكت عليها.. عايزها تبعد عن الكل
قصدك تبعدها عن جاسر مش كدا؟
صدمة أصابت صهيب من سؤاله المباغت.. فابتعد بنظرات عن أخيه
أومأ جواد برأسه وتحدث:
- يومين بس ياصهيب وترجع.. كدا كدا جاسر مش هيقعد معانا.. ودا قراره.. لازم يقعد مع مراته مستقلين علشان حاجات كتير وقبل ماتسائل.. مش جنى السبب الرئيسي.. أنا بس حاولت أكون مع أختياره للأخر.. مستحيل تبعد عني ياجاسر.. لو وصلت بيا إني اخلي جاسر بعيد عن البيت لكن إنت لا
هز رأسه رافضا
- دا ابنك ياجواد.. قاطعه جواد وهي بنتي ياصهيب وانت اخوي وسندي قبل كل حاجة.. مقدرش استغنى عنك
ولا تقدر تستغنى عن ابنك ياحبيبي.. ولا انا هقدر اشوف بنتي بتتوجع وأنا واقف
ادار جواد وجه صهيب ينظر لغلالة الدموع بعينيه وتحدث
- هنلاقي حل يرضي الكل.. إلا انك تبعد عني سامعني.. إنت بالنسبالي زي المية للسمك ياصهيب.. لو فعلا ههون عليك يبقى سيب اخوك
طالعه صهيب بنظرات حزينة
- انا سايبك مع سيف وحازم يعني مش هتكون لوحدك..
ذهل جواد من رده فسحب نفسا ورفع نظره إليه
- إنت توأمي اللي بيفهمني من غير مااتكلم..انت صديق الحلو والمر ياصاحبي قبل ماتكون أخويا..روح ياصهيب ومفيش اكتر من اسبوع لحد ماالاقي حل يرضي الكل
❈-❈-❈
بعد اسبوعين وهو اليوم الأول للشهر الفضيل.. أجتمع الجميع على المائدة بحديقة فيلا جواد.. كان الجميع موجودون سوى غنى التي ذهبت مع زوجها لقضاء أول يوم بالشهر الفضيل... ترأس جواد المائدة بجواره غزل يجاورها أبنائها وبالمقابل صهيب وبالجوار سيف وحازم
انطلق مدفع الإفطار وسم الجميع بعد دعاء الإفطار ثم بدأوا بتناول التمر مع رشفات العصير... واتجهو للصلاة... الرجال بالأمام والسيدات بالخلف وصهيب الذي يؤم الصلاة
بعد قليل انتهوا من الصلاة متجهين لتناول أول إفطار للعائلة.. انتهى الجميع من طعام الأفطار متجهين للجلوس بمكان ما... الشباب يتسامرون مع بعضهم.. والفتيات يعدون إليهما الحلوى المشهورة بالشهر الكريم..
كانت تجلس تمسك هاتفها تنتظر مكالمته على أحر من الجمر.. توقفت سريعا عندما صدح رنين هاتفها بالأجواء. أمسكته متجهة به لمكانا هادئا
- "علي" وحشتني أوي.. دا وعدك ليا هتكلمني أول ماتوصل
وقف على بُعد خطوات منها وتحدث مبتسما:
- والله إنتِ اكتر ياحبيبة قلبي.. عاملك مفاجأة حلوة
قطبت سنا مابين عينيها وسألته:
- مفاجأة إيه دي.. أطلق ضحكة صاخبة وهو يجذب هاتفها من يديها
- أنا هنا وراكي
استدارت تنظر إليه بإشتياقا ولهفة.. ودت لو تلقي نفسها بأحضانه ولكنها تماسكت وحاولت السيطرة على نفسها
دنى وهمس
- وحشتيني أوي أوي.. جيت من المطار على هنا وبابا معايا علشان أطلب إيد اميرتي وبعد كدا مفيش حد يبعدنا عن بعض.. فهل أميرتي تقبل تشاركني حياتي
أومأت برأسها سريعا ودموعها تنسدل على خديها.. مما أدى إلى تصفيق ربى
-مبروك ياحلوين.. تجمعت البنات حولهما وبدأت المباركات والسعادة تستحوز على الوجوه
❈-❈-❈
قضى الشباب ليلتهم بعد قضاء صلاة القيام وكذلك البنات التي لم تصمت ضحكاتهم.. ربى بشقاوتها وسنا بجمال روحها.. أما عن تقى التي كانت كالفراشة بينهم حينما حادثها جواد عن رأيها بمالك وسيأتي لخطبتها بالعيد.. وياسمينا التي شاركتهم فرحتهم وكأنها تربت معهم
اما فيروز فكانت تجلس بمسافة بعيدا ما تراقب جنى بهدوئها.. وجمالها الهادي
كانت جنى تجلس بمكان بعيدا.. تقضي وقتها بالرسم.. بسبب ما تعرضت له من آلالام لقلبها.. رآها جواد حازم فخطى إليها يقف خلفها وهي تنهي رسمتها التي كانت تعبر عن فتاة جميلة تجلس أمام البحر ورغم جمال الطبيعة التي تحاصرها إلا أن عبراتها تتساقط بغزارة.. خطى وجلس بجوارها.. احست بوجوده.. فاتجهت بنظرها إليه
- إزيك ياجواد... تنهد حزينا ونظراته ترسمها فأردف بوجع:
- آسف... قالها بقلبا يأن وجعا.. ورغم وجع قلبها الذي انتابها مما فعله ابتسمت
- بتتأسف على إيه.. مفيش أسف ولا حاجة.. إنت عندك حق ياجواد وصدقني مش زعلانة منك أبدا.. عز ساعات بيغلط وبسامحه وانت زيك زي عز.. لو سمحت ماتشيلش نفسك فوق طاقتها.. والمسامح ربنا
رمقها بنظرة حزينة:
- جنى مكنش قصدي اتعبك والله ماكان قصدي.. ربنا أعلم أنا بحبك أد أيه.. حاولت نداوي بعض
اعتصرت عيناها بقوة ثم فتحتها وتحدثت
- جواد أنا كمان بحبك.. لكن حبي لك زي حب عز وفارس.. ممكن يكون مشاعري خانتني في وقت من الأوقات.. وحبيت أهرب بيك زي ماانت حبيت تهرب بيا.. بس صدقني على أد ماقلبي وجعني منك على أد ماانا عذرتك
صعق من كلامها فتسائل:
- بتهربي من مين ياجنى.. مين دا
أعادت تنظر لرسمتها وكأنها صورت نفسها فتحدثت
- بهرب من مللي ياجواد.. من حياتي المملة مش أكتر
أومأ برأسه متفهما ثم توقف وهو يتحدث
- وقت ماتحتاجيني هتلاقيني عمري ماهتخلى عنك مهما حصل. إنتِ غالية عليا أوي ولسة عرضي للجواز مستمر.. تعالي نداوي جراح بعض
رفعت بصرها إليه وأجابته:
- أسمها تعالي نسكن وجع قلوب بعضنا ببعض.. بس من وجهة نظري.. تعالي نوجع بعض أكتر وأكتر..
جف حلقها ونظرت لجاسر الذي يطلق ضحكات صاخبة والسعادة تغمره وأجابته
- أبعد عني ياجواد علشان موجعش قلبك.. صدقني مش هتاخد مني غير الوجع... قاطعتهم فيروز عندما وجدت نظرات الحزن بينهما
- ممكن أقعد ولا حديث خاص.. تحرك جواد دون حديث... بينما جلست فيروز بجوار جنى التي أستدارت لرسمتها تكمل تلوينها.. حمحمت فيروز ورمقت جنى بنظرة ثم سألتها:
- ليه مبقتيش تتكلمي مع جاسر زي الأول مع أنه حكيلي عن علاقتكم ببعض
ابتسمت جنى ومازالت تلون رسمتها وأجابتها:
- فيه حاجات أتغيرت دلوقتي.. ومش عايزة حد يزعل مني
حاوطتها فيروز بنظرات تقيمية فأردفت
- ومين هيزعل.. وضعت جنى الفرشاة من يديها وأستدارت:
- إنتِ مش هتزعلي مني مثلا.. صمتت فيروز ولم تجب.. وصل جاسر إليهما ونظر بإبتسامة لجنى
- إذيك ياجنجون.. رجعت لرسمتها وأجابته بخفوت الحمدلله ياجاسر
جلس بينهما ثم لكزها بكتفها
- مش ملاحظة حاجة ياجنى.. لم تجبه وصارت تلون رسمتها التي أخطأت بتلوينها
عندما أحست بقرب أنفاسه منها.. لا تعلم لما الآن فقط تشعر بتلك المشاعر.. وهو الذي كان يجاورها ولم تشعر بتلك المشاعر
- بت بكلمك على فكرة.. وضعت الفرشاة بقوة عندما وجدت إنتزاع رسمتها وتحدثت
- جاسر مراتك جنبك ممكن تاخدها وتسبني أكمل رسمتي
صعق من قساوة حديثها فنهض يمسك يد فيروز
- أنا آسف.. الحق عليا نزلت الحسين مخصوص علشان أجبلك الفانوس زي كل مرة.. معرفش دمك بقى تقيل ليه.. وأنا اللي مكلف نفسي وجايبلكوا كلكوا فوانيس بألف جنيه.. خسرتوني الف جنيه هجبهم ازاي
ارتعش جسدها من نبرته الحزينة المغلفة بالحنية.. وحديثه الذي يحاول ان يخرجها من حزنها.. فرفعت نظرها إليه وترقرق الدمع بعيناها
-آسفة مش قصدي ازعلكم.. بس اتشوشت بالرسمة.. جلس مرة اخرى وأردف غاضبا
- هتفضلي مخبية عليا لحد أمتى.. إيه اللي اتغير في فترة شهر العسل ياجنى
تحركت فيروز عندما استمعت لهاتفها
- ايوة ياماما.. لا جاسر رافض وأنا معاه متزعليش مش هقدر اجي أفطر معاكي
نظرت لجاسر الذي يحادث فيروز.. ثم اعادت للحديث مع والدتها
عند جاسر
- جنى سامعك.. إيه اللي حصل بينك وبين جواد.. قاطعهم وصول عز الذي أسرع عندما وجد جاسر بجوارها
- سايب مراتك وقاعد هنا ليه ياجاسر
رمقه شرزا... معرفش مالكوا بقيتوا لا تتطاقوا.. قالها عندما نهض متجها لفيروز
انقضى شهر رمضان سريعا واتت ليلة العيد
كانت ربى تجلس على الأريكة بأحضانه وتقوم بعمل بعض الأبحاث على جهازها المحمول.. حاوطها عز بذراعيه وهي يساعدها بتسجيل بعض النوتس الهامة
وضعت رأسها على كتفه وتحدثت بصوتا مرهق
- كفاية كدا.. أنا تعبت أوي بقالي تلات ساعات وأنا قاعدة لما حاسة بتشنجات
اتكأ بظهره على الأريكة يضمها لأحضانه.. ثم قام بتقبيل عنقها وتحدث قائلا:
- ريحي نفسك شوية مع جلست مساج من صوابع حبيبك هتقومي تجري في المكان.. وبلاش أكملك هنعمل بعدها إيه.. الليلة عيد ياحبي.. وبسمع زمان إن فيه حاجات كدا قليلة ادب بتتعمل بالليلة دي.. جذبها ملمسا شفتيها وأكمل
- ماتيجي نجرب الحاجات دي ونطفي النجف دا حتى بيقولوا متعب للنظر.. بيقولوا إن الشموع الحمرا بتقوي النظر.. قالها غامزا لها بشقاوة
احمرت وجنتيها بحمرة الخجل وهي تطرق أنظارها من مغزى كلماته ثم لكزته بكتفه وتمتمت بهدوء:
- معرفش مالك بقيت قليل الأدب أوي زيادة عن اللزوم ليه.. لم نفسك يابو عيد
جحظت عيناه وهو ينظر إليها بسخرية
- يالهوي هو إنتِ حملتي وخلفتي وسمتي الولد عيد من ورايا..
دفعته بكل قوتها ونهضت متجهة للمرحاض وهي تسبه بخفوت... تسطح بظهره على الأريكة وتحدث وهو يطلق صفيرا
- وحياتك ياحبي تظبطي المية كويس إنتِ عارفة حبيبك بيحب المياة الساقعة المطعمة بالدافية.. تغلغلت روحها بإبتسامة من كلماته التي أستطاع ان يخرجها من شعورها بالأحباط إلى الأمل.. وضعت يديها تحت ذقنها علامة تفكير ثم
خرجت برأسها وهي تصيح بصوتها
- لما تيجي تاخد شاور ياحبيبي يبقى زبطها إن شاء الله تجبها من الفريزر.. ثم أغلقت الباب وقامت بخلع ثيابها وخطت إلى البانيو ولكنها فزعت وانتفضت بوقفتها عندما وجدته أمامها جذبها بقوة
- عايزة تاخدي شاور ليلة العيد لوحدك ياروبي والله مايحصل أبدا.. ليه حد قالك متجوزة سوسن
الخاتمة
الجزء الثاني
العودة للصفحة السابقة
❈-❈-❈
بمدينة شرم الشيخ
قد هلت بشائر الفجر نورا فأحيا آذانه إستعدادا لتكبيرات العيد..
فتحت غنى عيناها تتأمله بحب لوهلة نسيت ماصار لشهور.. وكأن النوم بأحضانه انتشلها من آهات قلبها.. ليزداد
هيمانها به عشقا.. وضعت رأسها بصدره تستنشق أكسجين عطره الخلاب الذي تعشقه وخاصة بآوانتها الأخيرة
تفقدته ببصرها فأصبح بدرها في عتمة السماء.. اقتربت تقبله وتتمسح به كقطة أليفة... فتح عيناه أخيرا فلأول مرة تغفو جفونه سالما مطمئنا وقلبه هادئا بعد شهور جفاها الخوف والأنهيار على طفلهم فاليوم ابتدت زوجته بالشهر السابع لينكشف عنها الخوف من فقدان جنينهم..بدأ الأطمئنان لقلوبهم... ليتوج ليلة عيدهم بجسد يكسوه الحب.. داعبت أنامله خصيلات شعرها بعشق تنطق به عينيه قبل قلبه
رفعت بصرها وابتسمت قائلة:
- صباح الحب حبيبي.. عيد سعيد
اخفض رأسه يبتسم بحب يضع يديه على أحشائها ثم تحدث بصوتا مبحوح من أثر النوم
- صباح العشق والجمال على أجمل عيون شافتها عيوني ولاحت ذاكرته بمجنونته بالأمس عندما صاحت به
- هتنام بالتيشيرت يابيجاد.. من إمتى؟
قوس فمه وابتسامة لاعوب على وجهه وهو ينظر إليها
- بردان.. وبعدين مش إنت اللي كنتِ زعلانة من شوية.. مالك انا بالتيشيرت ولا حتى بالجلابية... اعتدلت جالسة على ركبتيها وجذبت كنزته تصرخ به
- طيب والله ماهيحصل وهشوف كلام مين اللي هيمشي.. طالع حالتها وغضبها ود لو يسحقها بحالتها التي اودته لمشاعر جمة.. دفعته بعدما وجدت شروده بها وخلعه لكنزته ودفنت وجهها بصدره
ضمها بذراعيه ورفع ذقنها ينظر لمقلتيها فأردف بآسف
- آسف قالها عندما جذبها ليدخلا جنة عشقهما.. خرج من ذاكرته عندما وضعت ذقنها على صدره تنظر إليه:
- هننزل القاهرة دلوقتي ولا إمتى.. سحبها بهدوء لتكون بمقابلته ثم حاوط خصرها وأنامله تداعب جسدها
- مستعجلة ليه حبيبي هنقضي اليوم كله هنا.. وبعد كدا هننزل القاهرة
لكزته بخفة بجنبه:
- إيدك يابيجاد أوعى تفكرني نسيت اللي عملته إمبارح.. دنى ينظر لشفاه.. ثم رفع أنامله يتحسسها
- مش قولت قبل كدا بلاش هزارك مع مالك وحمزة ليه مابتسمعيش الكلام ياحبي.. إنتِ اللي نرفزتيني.. ضم وجهها بين راحتيه
- مش هخبي عليكِ وأعمل فيها الراجل المغرور.. رفع كفيه وأزال خصلاتها المتمردة على وجهها وأزالها ثم ابتسم
- بغير عليكِ اوي حتى من بابا نفسه.. أخذ يتأمل ملامحها الجميلة ثم رفع ذقنها وطالع مقلتيها وأستطرد بذكرياته
- من أول ماعيننا اتقابلت وانت عندك شهور.. مع إني شيلتك وانتِ لسة صغنونة أوي كنتِ أيام لسة بس وقتها كنت مضايق علشان مكنتيش بتبصيلي خالص.. وقتها ماما قالتلي دي لسة صغيرة عينيها مش هتثبت غير بعد كام شهر هتبدأ تشوفك كويس وتفرق في الوشوش.. لحد ماجه اليوم اللي شيلتك فيه وبصيت في اللون الرمادي اللي جذبني زي المغناطيس.. مكنتش اعرف إن دا هيخرج من صدري من مجرد نظرة او ضحكة من عيونك.. بحبك بجنون ياغنى.. مش عارف دا عادي ولا أنا اللي اتجننت بس حقيقي بموت لو شوفت حد بيقرب منك حتى لو اخواتي وباباي
أمسكت كفه الذي يلامس وجنتيها وقربته من ثغرها وطبعت قبلة بداخلة جعلت منه أسيرا لها.. ظلت عيناهم تحاكي الكثير من العشق بينهما فأكمل
- متزعليش مني لما اتعصب عليكِ علشان قربك من أخواتي.. اولاً دا غلط ثاني دا من حبي فيكِ
أخمد بركانها الذي اشعله بقلبها ببعض الكلمات التي دلفت لقلبها كنسمة ريح في يوما شديد الحرارة
عانق شفتيها بقبلة جامحة ثم فصلها وصدره يعلو ويهبط
- وبعدين إحنا اتصالحنا بالليل وعيدنا كمان... إيه نسيتي كل حاجة بسرعة كدا.. عادي ياحبي مستعد أصالحك تاني وبالهدواة خالص مالص
ابتسمت بخجل من مغذى كلماته رفع حاحبه وتسائل:
- إيه حوريتي لسة زعلانة وعايزاني أصالحها ولا إيه:
ضحكت بصوتا مسموع وضربته بخفة على ظهره
- لا خلاص إنت ماصدقت ولا إيه
تنهد بصوتا عالٍ لدرجة إنها لاحظت ارتفاع صدره متخذا نفسا طويلا فتحدث قائلا:
- غنى عايزك متزعليش مني لو جيت في وقت اتعصبت عليكِ.. وقتها حاولي متتكلميش معايا خالص وابعدي عن الجدال أنا لما بتعصب ببقى صعب أوي.. بقولك كدا عشان... وضعت أناملها على شفتيه وتحدثت
- إن شاء الله مفيش زعل بينا ليه بتقول كدا ياحبيبي.. وعامة ياسيدي هبعد عنك بس مش كتير آهه
لم يشعر بنفسه إلا حينما جذبها لأحضانه فهي تسللت لأعماق روحه دون مجهود.. ذابت في حضنه اعتصر جسدها متناسيا حملها حتى دفعت يديها بألما.. يتمنى يختلط عظامها بلحمه.. هل يوجد هكذا عشقا .. حادث به نفسه
- بيجاد حاسب بطني
زفر بضيق ثم قال
- وبعدين بقى في البطيخة اللي مانعة عني الهوى دي.. لكمته بمعدته
- بطيخة في عينك.. دا حبيبي وابن حبيبي وإياك تغلط فيه
رفع جاجبه ساخرا
- شوف إزاي وأنا اللي فكرته بطيخة قرعة طلع عيل.. طيب وحياة ابنك اللي فرحانة بيه دا لازم ابلبطه في المية لحد مااخرجه يسبح دلوقتي
حاولت التملص من بين أحضانه عندما علمت بنيته ولكنه حملها متجها للبحر وهو يطلق ضحكات صاخبة:
- هنعيد كلنا في البحر ياروحي متخافيش
بدأت تحرك ساقيها تحاول ان تنزلق من بين ذراعيه ولكنه ضمته كانت أقوى
❈-❈-❈
بعد شهرين
بالقاهرة بفيلا جواد الألفي
كانت تجلس بجناحها.. شعرت بغثيان بمعدتها هرولت للمرحاض لتخرج مافي معدتها.. دلف بعد يوما شاقا في العمل بالأجتماعات بحث بعينيه بالجناح بأكمله ولكنه لم يجدها... أستمع لتأوهات بالحمام.. أسرع إليها وجدها تقوم بالأستفراغ بطريقة متعبة لجسدها.. حاوطها بذراعيه يساعدها على الاعتدال مع غسل وجهها.. ارتعش جسدها بالكامل من مجهودها الذي انهكته في الاستيقاء
- ياسمينا مالك حبيبي.. شكلك أخدتي برد
طالعته بوهن واردفت بتقطع:
- أوس شلني مش قادرة أتحرك حبيبي.. حملها بين ذراعيه ووضعها على الفراش يمسد على خصلاتها بحنان.. امال برأسه يقبل جبينها:
- هشوف ماما كدا تتصل بدكتورة من معارفها... رمشت بأهدابها الكثيفة وتحدثت
- لا مالوش لزوم هبقى كويسة.. يمكن علشان نمت في درجة تبريد عالية
هز رأسه رافضا حديثها ثم قام يهاتف والدته التي اتت إليهما
جلست بجوارها وقامت بالكشف المبدئي وابتسمت إليها:
- مبروك ياقلبي شكلك هتكوني مامي قريب.. لكن لازم نعمل تحاليل الأول.. بعد كلامك دا بقول حمل.. لكن الكشف والتحليل عند مختص هنتاكد.. رفعت كفيها تلامس وجنتيها مع ابتسامتها الخلابة
- مع أني متأكدة إنك حامل.
ابتسمت ياسمينا تطالع أوس الذي رأت سعادة بعينه لا توصف... نهضت غزل تمسد على ظهر ولدها
- مبروك ياحبيبي.. بس قبل كل حاجة نتأكد الأول..
بجناح جاسر
كانت تجلس تراجع دروسها مع الأستماع لموسيقى غربية هادئة.. دلف بهدوء يبحث عنها وجدها تجلس بالشرفة وتدرس دروسها.. اتجه بخطوات سلحفية وحاوطها خصرها مقبلا وجنتيها
- فيروزتي بتعمل إيه؟
تأففت بضحر وهي تضغط على بعض الورقيات التي أمامها
- أوف الموضوع دا مش عارفة استوعبه
حملها بين ذراعيه
- عندي موضوع أهم من دا كله لازم افهمهو لك.. قهقهت بصوت مرتفع
- جاسر مش معقول.. عندي مذاكرة كتيير وحضرتك فاضي ياحضرة الظابط
اتجه بها للمرحاض وأنزلها بهدوء
- ينفع كدا.. عايز اخد شاور والحمام مش جاهز..
قطبت مابين حاجبيها؟
-أنت جايبني علشان كدا... دنى يهمس أمام شفتيها وكاد يلامسها:
- اومال إنتِ مفكرة إيه ياروحي.. نيتك وحشة وظلمتي حبيبك ولازم تصالحيه.. هو زعلان
ضيقت عيناها ونظرات نارية خرجت من عيناها
- ماكر مخادع حبيبي.. عرفت بخديعتك تضحك عليا.. قالتها فيروز ثم دفعته بعيدا عندما استمعت لضحكاته التي ارتفعت بالمكان.. دلفت للمرحاض واغلقت الباب وهي تسبه وقامت بتجهيز المرحاض ويكاد غضبها يحرق ما يقابلها.. صمتت للحظات وابتسمت بغرور انثى.. عندما اتجهت للبانيو وملئته مع بعض الروائح التي يعشقها وقامت بنزع ملابسها ودلفت لتأخذ حماما مريحا لأعصابها الذي أغضبها زوجها المغرور كما ادعت.. جلست وهي مغمضت العينين مرة تبتسم بحبور عندما تخيلت دخوله عليها وهي بهذه الحالة
رجعت بجسدها ووضعت رأسها على حافة البانيو تتلاعب برغوة الشاور وتبتسم بخفوت منتظرة دخوله..
- معرفش ماله بقى مغرور اوي ابن جواد الألفي.. عيلة كلها تنكة.. بس على مين هجيبك زاحف ياجسورتي.. قالتها بإبتسامة لاعوب
بالخارج
اتجه لشرفته يجلس بها ينظر لكتبها.. ذهب بأنظاره لمنزل صهيب الذي يقابله.. وجدها تجلس كعادتها بفترتها الأخيرة أمام لوحاتها وتقوم بتلوينها ولم تشعر بمن حولها.. كانت نهى تجلس بجوارها تمسد على خصلاتها بحنان.. وكأنها تتحدث معها ولكنها لاتعيرها وكأنها لم تشعر بها
- فيروز حبيبي هنزل شوية عند عمو صهيب وراجع لما تخلصي.. اتجه سريعا حيث مرسمها الذي اتخذته هروبا به
قابله جواد على باب فيلا صهيب.. طالعه مستغربا سرعته
- رايح فين ياحبيبي.. بتجري ليه كدا
ابتسم لوالده ثم اشار على مرسم جنى
- هشوف جنى شوية يابابا.. حضرتك عارف مبجيش غير يومين بس هنا.. فعايز منها حاجة مهمة
أمسكه من ذراعيه وسحبه
- تعالى ياجاسر عايز اتكلم معاك شوية حبيبي
بعد شهرين آخرين
بأقدام خاوية.. وعينين مغروقتين بغشاوة الدموع.. جلست أمام والدتها تضع بعض الأوراق التي تعد لبعض التحاليل
طالعتها غزل مستفهمة:
- إيه دا ياروبي.. انسدلت دموعها على وجنتيها وتحدثت بشهقات
- شوفي إنتِ يامامي... فتحت غزل الورق سريعا عندما وجدت إنهيار ابنتها أمامها
جحظت عيناها وهزت رأسها بالنفي
- لا مستحيل.. أكيد فيه حاجة غلط ياقلبي
جلست تبكي ربى وكأنها لم تبك من قبل
هموت ياماما بنتك هتموت.. ضمتها سريعا لأحضانها وهي تحاول أن تسيطر على حالتها اولا ثم على حالة ابنتها
- حبيبتي إهدي ممكن يكون فيه غلط وممكن كمان.. هزت رأسها واردفت
- عملته مرتين ياماما ونفس النتيجة.. شوفيلي حل.. رفعت كف والدتها وقبلته
- وحياتي عندك ياماما شوفيلي حل.. مش هقدر أقول حاجة لعز.. مش هقدر انا هنهار قدامه
ضمتها غزل وانسدلت دمعة من عينيها ثم أردفت.. رب الخير لا يأتي إلا بالخير حبيبتي.. وتذكري دايما إن ربنا عنده الأحسن والأفضل.. أخرجتها من أحضانها تضم وجهها بين كفيها:
- الطب اتقدم دلوقتي وكل حاجة وبقالها علاج.. نسيتي غنى واللي حصلها.. ازالت غزل عبرات ابنتها وتحدث بيقين إيمانها من ربها:
- جهزي نفسك للحج وبعد مانيجي انا هشوف الموضوع دا ياقلبي.. ومش عايزة نظرة اليأس دي.. وعايزة دايما يكون عندك ثقة في ربنا..
تنهدت ثم طالعتها وتحدثت
- بلاش بابي يعرف ولا تقولي لعز حاجة دلوقتي لحد مانرجع من الحج
عند نغم وريان
❈-❈-❈
دلف لمزرعته بسيارته الفارهة.. وجدها تجلس تنتظره بأبهى طلة.. فكيف تكون طلتها بنظره وهي أجمل نساء حواء بنظره.. رسمها بعينيه كريشة فنان مبدع
وحفرها بقلبه بدقاته التي تعد كمعزوفة لأحيائه على البقاء للعيش
اقترب بخطوات مهرولة.. وكانت دقاته تسابق خطواته حتى وصل إليها.. نهضت تقابله بإبتسامتها الخلابة وعيونها الزيتونية التي وقع صريعا إليها من أول لقاء جمعهما
حاوطها خصرها بذراعيه ودنى يطبع قبلة عميقة على جبينها إن دلت فتدل على مدى عشقه التام إليها وحدها
رفعت بصرها وتحدثت بصوتها الذي يخمد بركانه إن غضب:
- أتأخرت ياحضرة الدكتور
احتوى كفوفها بحب ثم طبع قبلة ببطانها وتحدث آسفا
- غصب عني يانغمتي..كنت بخلص كل اللي شغلني عنك
جذبها ثم ضمها لحضنه وحاوط خصرها
- خلاص يانغم أنا خلاص أديت الرسالة وخلصت مهمتي..رفع ذقنها عندما وجدت حيرتها من كلاماته وأجاب على تساؤلات نظراتها
- سلمت عمر وبيجاد الشغل كله.. خليت نفسي من الشغل كله.. وكمان مالك وحمزة
استلموا شغلهم
احتضن وجهها بكفيه وأنزل بجبينه فوق جبينها وأكمل
- عايز الباقي من عمري يكون لنغم حياتي وعمري.. وكمان لأحفادنا
حاوطت خصره بيديها الأثنين ووضعت رأسها بصدره وتحدثت
- ربنا يخليك لينا ودايما منور حياتنا ياحبيب عمري إنت
سحبها متجها للأعلى
- تعالى نجهز نفسنا علشان السفر... غمز بطرف عينيه واعمل طقوس هتحرم منها لشهر كامل.. ضحكت عليه
- جدو ريان كبر واتجنن.. توقف يطالعها بمكر واردف بمغذى:
- وذنب جدو ريان ايه بدل تيتة نغم كبرت وعجزت ومبقتش تنفع
شهقة قوية خرجت من جوفها ولكن لم تتجاوز اعتاب شفتيها جراء صدمتها من حديثه فطالعته بغضب:
- طيب يبقى اعملها ياريان وشوف هعمل فيك.. يابجح
تعالت ضحكاته حتى ملئت المكان فجذبها يضمها لأحضانه
- ولا ستات الكون كله تساوي نظرة من نغمة حياتي... لكزته بجنبه وتحركت غاضبة
- بكاش يابن المنشاوي.. حتى الولد مالك وبيجاد نسخة طبق الأصل منك
عند جاسر وفيروز
كان جالس يتلاعب بطعامه.. طالعته فيروز متسائلة
- مالك ياجاسر..؟ بقالك فترة وانت على طول سرحان!!
اتجه بنظره إليها ونهض واقفا
- مفيش حاجة.. أنا عايز ارجع بيت بابا.. مش عارف أعيش لوحدي يافيروز.. من وقت مااتولدت وحياتي كلها على اللمة
سحب نفسا وأكمل
- حياتنا باردة مفيش أجمل من لمة العيلة بلاقي نفسي بين اخواتي.. حاسس بقيت منبوذ من الكل.. لو سمحتِ فكري في الموضوع لحد مانرجع من الحج.. أتمنى نرجع هناك
زفرت بغضب واتجهت تقف أمامه:
- ودا كان شرطي من الأول ياجاسر.. إن حياتنا تكون مستقلة مش عايزة حد يتدخل في حياتنا وعلى فكرة
أنا مش هسافر معاك للحج... نظر اليها مذهولا فتسائل:
- إيه اللي بتقوليه دا.. احنا مش متفقين.. تحركت متجهة للجلوس على الأريكة وهي تنادي للعاملة
- شيلي الأكل.. حضرة الظابط مالوش نفس كالعادة... اشتعل وجهه بالغضب وتحرك لغرفته دون حديث
زفرت ترجع خصلاتها بغضب تكاد تقتلعها وحدثت نفسها:
- وبعدين معاك ياجاسر.. أنا بحاول اعمل حياة هادية بعيد عن المشاكل وأنت بتجرني للمشاكل.. بحاول أبعد ماما عن باباك وأنت مش عايز تفهم كدا.. تحركت خلفه متجه إليه
وجدته يجلس بالشرفة ينظر بالخارج.. جلست بجواره وامسكت كفيه
- جاسر حبيبي ممكن تبصلي.. استدار ينظر إليها فتحدثت بهدوء:
- جاسر أنا عايزة حياتنا خاصة بينا لوحدنا.. عايزة أكوّن أسرة ليا لوحدي.. مش حبيت اللمة بتعتكم دي.. حاسة كلكم داخلين في بعض وكمان نظرات تقربك من جنى تعبني
نهض وصاح بغضب
- وأنا فهمتك من قبل جوازنا يافيروز إن جنى زيها زي تقى وغنى وربى وزي مابعامل دي بعامل دي وعلى مااعتقد قولتلك جنى لوطلبت عيني مش هتأخر
وقفت بمقابلته وأجابته بهدوء
- وأنا تقبلت دا علشان كانت على علاقة بجواد لكن دلوقتي مفيش رابط بينهم
ركل المقعد أمامه وصاح بها
- جنى اختتتتتي وهتفضل أختي ومهما تشوفي ولا غيرك يشوف ماليش دعوة انتو شايفين إيه.. المهم أنا حاسس بإيه.. وبعد كدا مش عايز كلام في الموضوع دا فهمتي.. وقت ماتحسي إن جوزك عينه راحت لواحدة تانية وقتها بس ليكي تحاسبيني غير كدا لا
- والله طيب ووجع قلبي وأنا شايفكوا مع بعض زي الحبيبن دا اسميه إيه
جلس يمسح على وجهه يستغفر ربه.. رفع بصره وتسائل:
- مطلوب مني إيه يافيروز؟ عايزاني ابعد عن جنى حاضر وعد مش هكلمها إلا في حدود القرابة بس.. هي أصلا معدتش بتكلمني فمتخافيش.. إنما افضل في الحياة الباردة دي إنسي.. سمعتيني .. أنا عايز ارجع أحس بنظرة ابويا الحنينة لما يقعد يحكي لنا عليه هو وماما.. وقصصه الدينية.. عايزة ارجع اقعد في حضن عمو صهيب وهو بيملس على شعري ويقولي كبرت ياحمار ولسة مخك زي ماهو.. عايز ارجع اروح العب تنس مع عمو سيف وعمو حازم زي الأول.. عايز ارجع اقعد كل جمعة مع ولاد عمي ونلعب ونحكي اللي عملناه طول الأسبوع.. عايز ارجع اعيش.. أنا هنا ميت
استدار ينظر حوله بأرجاء المنزل
- بصي حواليكي كدا.. مفيش غير حياة باردة رغم إننا بنحب بعض بس مفيش حياة.. لو سمحتِ لو بتحبيني بجد فكري في كلامي
- تمام ياجاسر هنرجع فيلا الألفي لكن بشروطي.. بس مش هسافر معاك للحج المرادي.. مرة تانية نكون لوحدينا
مسح على وجهه بغضب ثم خرج ونيران صدره تحرقه بالكامل
بعد أسبوع وصل الجميع
شدو الرحال نحو مكة المكرمة اطهر بقاع الكون حيث الكعبة المشرفة ملتقى القلوب في رحاب الله.. وصلت طائرتهم إلى المملكة العربية السعودية واتجهو الى الجحفة ميقات اهل الشام ومصر والسودان.. انطلقوا مع الفوج شطر المسجد الحرام لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك
توقف جواد أمام بيت الله الحرام.. بجواره اولاده وبناته ونظر مبتسما وهو يدعو الله بقلب عبدا محبا بقضاء الله وقدره ثم رفع يديه يلمس الكعبة الشريفة ودعا بقلبه قبل لسانه
" اللهم زِدْ هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابة، وزِدْ من شرَّفه وكرَّمه ممَّن حجَّه أو اعتمره تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا وبرًّا، اللهم أنت السلام، ومنك السلام، فحَيِّنَا ربنا بالسلام”.
اتجه الجميع كل فردا بأسرته لمكانه المخصص.. ليرتاحوا من عناء السفر.. وفي صباح يوما جديدا.. يوما مليئا بالأيمان والحب لله وحده لا شريك له يوم الوقوف بعرفات ... يوما مليئا بالتكبيرات.. ملبين الحجاج...
لبيك قلباً تائهاً يرجوك.....
لبيك إننا متعبون؛..لبيكَ وَإِن قست القلوب …..لبيكَ وَإِن فاضت الذنوب ….لبيكَ إنَّا عائِدُون ، تائِبُون ، نادِمُون ."لبيّك إنّا مُتعبون، اجبُرنا كأننا لم نرى حُزناً."
وبعد ذلك اتجهوا المبيت بمزدلفة ورمي جمرة العقبة
إلى أن توصلوا لليوم الأخير وهو المنسك الأخير وهو طواف الوداع
انتهى الجميع من مناسك الحج.. اتجه جواد يضم صهيب وسيف متحركا اتجاه الفندق الذين يمكثون به.. بينما تحرك جاسر مع أوس وياسين وولاد عمه عز وفارس وجواد متجهين للمدينة المنورة
كان ريان يقف منتظرا زوجته التي تقف بجوار غزل بعد انتهاء مناسك الحج بالخارج...
ابتسمت لغزل وأردفت
- أنا هاخد ياسمينا ونلف شوية مع ريان في المدينة وبعد كدا هنرجع على هنا.. رفعت بصرها لغنى
- عاملة ايه حبيبتي النهاردة.. شايفة وشك متغير أوي لو تعبانة إرتاحي
أومأت برأسها وتحدثت:
"الحمد لله كويسة".. ورغم ماقلته غنى إلا أنها تشعر بآلالاما تمزق أحشائها وظهرها
اتجهت غزل لبناتها تضمهم وهي تبتسم وتنظر إلى السماء بعيون تتلألأ بالدموع داعية الله بقلبا راضي
"الحمد لله رب العالمين، يُحب من دعاه خفيًا، ويُجيب من ناداه نجيًّا، ويزيدُ من كان منه حيِيًّا، ويكرم من كان له وفيًّا، ويهدي من كان صادق الوعد رضيًّا، الحمد لله ربّ العالمين، الّذي أحصى كلّ شيء عددًا، وجعل لكلّ شيء أمدًا، ولا يُشرك في حُكمهِ أحدًا، وخلق الجِن وجعلهم طرائِق قِددا».
«الحمد لله رب العالمين، الذي جعل لكل شيء قدرًا، وجعل لكل قدرِ أجلًا، وجعل لكل أجلِ كتابًا، الحمد لله رب العالمين، حمدًا لشُكرهِ أداءً ولحقّهِ قضاءً، ولِحُبهِ رجاءً، ولفضلهِ نماءً، ولثوابهِ عطاءً، الحمد لله رب العالمين، الذي سبحت له الشمس والنجوم الشهاب، وناجاه الشجر والوحش والدواب، والطير في أوكارها كلُ له أواب، فسبحانك يا من إليه المرجع والمآب».
رفعت بصرها لغنى التي تنظر لزوجها وهو ينتظر بالقرب منهما.. تركت والدتها وأتجهت إليه.. قابلها عندما وجد آثار التعب على هيئتها.. وقفت أمامه تبتسمت
- خلصنا إحنا كمان.. أتأخرت ليه
ضم أكتافها وهو يشير بيديه لغزل
هاخدها أنا متخافيش روحي ارتاحي
أومأت غزل إليه برأسها وعينيها تتابع ابنتها فاتجهت لربى
- شكل غنى هتولد النهاردة يارُبى
ابتسمت رُبى وهي تنظر لأختها التي تحاول أن تسير بهدوء
- ربنا يكملها على خير ياماما.. منمتش خالص امبارح طول الليل رايحة جاية وبيجاد صعب عليا والله.. مسبهاش ولا لحظة
رفعت ذقنها ونظرت لمقلتيها
- دعتلك ياحبيبتي أنتِ كمان ربنا يرزقك الذرية الصالحة.. ضمت والدتها
- يارب ياماما يارب.. بحق هذا الفرض العظيم ربنا يرزقني ويقر عيني بمولود
ربتت على ظهرها وترقرقت عيناها وهي تؤمن على دعاء ابنتها.. وصل عز إليهما
وقف ينظر مبتسما لزوجته.. خرجت من أحضان والدتها وهرولت إليه
- مبروك ياحج عز.. رفعها يضمها وطبع قبلة على جبينها
- تقبل الله زوجتي الجميلة.. ابتسمت بخجل تنظر إليه بهالة من عينيها التي ابهرته بسحرها ود لو يسحقها فالتو فقد اشتاق إليها كثيرا
مد يديه يحتضن كفيها وهو ينظر لغزل ووالدته التي وصلت:
- معلش هخطف مراتي خمسين يوم.. هنستناكم في شرم
عند غنى وبيجاد
بدأت تتحرك معه ببطئ تحاول السيطرة على آلالامها فتسائلت
- اتأخرت ليه يابيجاد... استنيتك كتير
ضمها من اكتافها وتحدث قائلا:
- لسة يادوب مخلص.. وكنت بعمل شوية تليفونات.. اخبارك إيه والولا العفريت دا عامل معاكي ايه.. وحشتوني اليومين دول
توقفت عندما اشتد الألم عليها ولم تعد تقو على الحركة.. ضغطت على كفيه عله تستمد قوته.. نظر إليها بخوفا
- حبيبتي مالك إنت تعبانة!!
اتجهت سريعا ببصرها لوالدتها وهي تصرخ
ماما إلحقيني..رفعت عيناها لزوجها بيجاد شكلي بولد.. لم تكمل حديثها معه عندما شعرت بالمياه تتدفق بين ساقيها... آه صرخت بها وهي تمسك بزوجها الذي نظر إليها ورأى المياه تحت أقدامها.. لحظات تمزق قلبه كأنه شعر بتوقف دقاته عندما صاحت بصرخات متتالية
بعد قليل وصلوا إلى اقرب مشفى حيث تواجدهم.. دلفت غزل مع ابنتها عندما علموا بهوية إنها طبيبة.. ظل الجميع بالخارج على أعصاب تكاد تزهق الأروح بعد إتصال بيجاد بوالده وجواد
ظل يزرع المكان ذهابا وإيابا وكأن روحه تخرج من جسده.. اتجه ريان إليه
- حبيبي ممكن تهدى.. مش ينفع اللي بتعمله دا
نظر في ساعته
- اتأخروا يابابا.. بقالهم كتير.. ربت والده على ظهره وتحدث:
- حبيبي دي ولادة يعني بياخدو وقت شوية ومتاخروش ولا حاجة .. هز رأسه رافضا حديث والده.. اتجه ببصره لجواد الذي يجلس يقرأ بمصحفه بهدوء وكأن لا شئ يحدث حوله
قاطعه تأمله لجواد خروج غزل من غرفة العمليات.. خرجت غزل وجثت على الأرض تحاول سحب نفسا طويلا.. هب جواد سريعا ينظر لحالتها.. جلس بمقابلتها عندما وجدها بهذه الحاله
- غزل البنت جرالها حاجة.. قالها جواد بلسانا ثقيل.. هب الجميع بيقظة تامة منتظر حديثها.. بينما بيجاد الذي دفع الباب ودخل للغرفة.. رفعت بصرها وانسدلت دموعها
- مبروك ياجدو.. جالك حفيد زي القمر.. هنا توقف الزمن ومعه توقفت عقارب الساعة.. دقات عنيفة أصابته بالكامل طالع زوجته بدموع الفرحة
- غنى عاملة إيه.. لم يكمل سؤاله وخرجت على سرير نقال متجهة لغرفة خاصة.. بينما فحص الطبيب الطفل للأطمئنان عليه ثم اعطاه لريان الذي وقف ينتظر خروجه بينما بيجاد الذي ذهب خلف زوجته منتظر إفاقتها.. جلس الجميع بالخارج ينتظرون افاقتها.. بينما بالداخل جلس بجوارها يضم كفيها بين راحتيه ويقبلهما
- غنايا يلا حبيبي افتحي عيونك.. كانت غزل تتابعه وهي جالسة بجوار نغم.. لحظات قليلة واستمع لهمهمات تخرج من فمها
-"بيجاد" ابني.. مسد على خصلاتها
انا هنا حبيبي افتحي عيونك يلا علشان تشوفي ابننا.. رمشت بأهدابها تحاول فتح عيونها.. ابني.. دنى وهمس اليها
- بتسألي على ابنك طول الوقت ومفيش مرة واحدة تسألي فيها على أبو ابنك.. نهضت غزل سريعا إليها للأطمئنان عليها
❈-❈-❈
بعد أسبوع
هبطت الطائرة المتجه من الأراضي السعودية على الأراضي المصرية.. ترجل الجميع متجهين لصالة المطار.. منتهين معاملتهم ثم اتجهو للخارج
توقف جواد أمام ريان
- رحلة سعيدة تقبل الله مننا جميعا.. حج مبرور وذنب مغفور... ابتسم الجميع اليه.. أخذ سفيان من ريان وقبله على جبينه.. تحرك ريان هو اولاده ثم توقف ينظر لحازم
- على ميعادنا ان شاء الله ياباشمهندس.. يوم الجمعة كتب الكتاب والخطوبة.. اتجه مالك بنظره يغمز لتقى التي بعدت ببصرها عنه
أومأ حازم وهو ينظر لمليكة
- ان شاء الله.. ربنا المستعان.. امسك جواد الطفل ثم اعطاه لوالده..
- خلي بالك من ابنك يابغل وبطل سهوكة.. اتجه ببصره لجاسر وتحدث إليه
- هتروح مع أوس ولا هتروح لباسم تجيب مراتك..
نظر جاسر للبعيد واجابه
- هروح أجيب فيروز.. بس هنسافر شرم يومين كدا وأرجع على البيت..
أومأ رأسه بتفهم وتحرك يسحب غزل من كفيها وتحدث
- فيه مشوار هروحوا أنا وماما وانتوا اسبقونا..يومين كدا وهنرجع..طالع ياسمينا
فاتجه لأوس
- روح مراتك شكلها تعبانة ومتنساش إنها حامل.. سحب كفيها وتحرك لسيارة الأجرة التي ستتحرك بهما.. بحث جواد بنظره عن عز وربى وتسائل
- عز وربى فين.. اجابته غزل
- سافروا شرم الشيخ.. ضيق عيناه وتسائل
- امتى؟ اتجه بنظراته لصهيب الذي يقف يحادث حازم بعيدا وهو يضم جنى
فسحب كف غزل وتحرك متجها إليهما..
توقف بيجاد أمامه وضيق عيناه
- مش هتقولي رايح فين وسايب الكل محتاس يابوص.. رفع حاجبه بسخرية مردفا
- هو أنا مخلفك وناسيك يابني.. ابوك مشي قاعدلي ليه.. رفع بيجاد يديه وتصنع تظبيط ياقة قميص جواد وأردف:
- لا ماهو قالي اتوصى بحماك والصراحة انت صعبان عليا.. شكلك تعبان كدا فأنا هوصلك مكان ماانت رايح
ضحكت غزل بقوة على بيجاد
أنزل جواد يديه بغضب ونظر اليه شرزا:
- عارف لو لمحت ابنك بيعيط هنفخك يابيجاد.. خلي بالك من الولد بدل ماانت عينك عليا
وضع الولد بيد جواد واردف متهكما
- بقولك ايه متقرفناش انت وحفيدك.. خده معاك أهو يسليك بدل ماانت مش لاقي حاجة تعملها.. وصل صهيب الذي قهقه بصوتا مرتفع عندما استمع لحديث بيجاد
زفر جواد بقوة وطالعه بغضب:
- هقول ايه على واحد وقح ذيك.. مستني مني ايه.. اتجه بنظره لغنى التي تضحك على زوجها ووالدها
- معرفش فيه حد بيحب جحش ياحمارة
ضحك الجميع على حديث جواد.. فتراقص بيجاد بحاجبه
- متعلم منك يامعلم.. وابعد عن مراتي متخلنيش اقلب عليك ياابو الجود.. قالها وتحرك ساحبا كف زوجته وهو يحمل ابنه متجها لسيارته التي بجراج المطار
بعد فترة وصل جاسر إلى منزل باسم.. فتح باسم الباب وآثار النوم على وجهه
- وحشتني يابسوم.. دفعه ودلف للداخل
اجابه باسم بتهكم:
- بس انت ماوحشتنيش يازفت.. رفع يديه بالامباله وتسائل:
- فين فيروز.. هي نايمة... مسح باسم على وجهه بغضب وأردف:
- جايلي الساعة اتنين تسألني عن فيروز.. اهي زفتة نايمة جوا جتك الهم انت وهي
دلف سريعا إليها.. وجدها تغط بسبات عميق.. جثى أمام الفراش يمسد على وجنتيها.. ثم أمال يلتقط ثغرها بقبلة مطولة استيقظت على اثرها.. فتحت عيناها تنظر اليه بذهول:
- جاسر إنت جيت إمتى.. مال برأسه يضعها بعنقها يستنشقها كجرعة مخدر لرئتيه
- وحشتيني أوي أوي فيروزتي.. لامست وجنتيه ودنت من شفتيه
- وانت كمان ياحبيبي.. لم يدعها تكمل حديثها ليدخل بها لعالمه الساحر.. فقد أشتاق إليها إشتياق فاق الحدود
عند غزل وجواد
وصلا لمنزل المزرعة وترجل من السيارة متجهين للداخل..توقف أمامها احتضن وجهها..دلوقتي هنفذ وعدي لحبيبة روح جود.. تمسحت بصدره وهي تضم خصره
- وحشتني أوي أوي ياجود
سحبها وهو يضحك عليها
- لا بلاش تقولي حاجة دلوقتي.. خلينا نشوف العندليب والست شادية اللي قرفتيني بيهم.. صفقت كالأطفال وتحركت معه اخرج دراجته وركبها وأمسك يديها لتركب أمامه وبدأ يقودها بين الزروع الموجودة بالمزرعة ويدندن اغنيته التي وعدها بها "حاجة غريبة" لعبدالحليم حافظ وشادية انسجمت غزل معه وبدأت تغني معها.. بعدما حررت حجابها وهي ترفع يديها كبنت تبلغ من العمر عشرون عاما.. رجعت بجسدها للخلف على صدره
- حبيبي كدا هندخل المستشفى قبل مااخد حقي من نانا غزل..
❈-❈-❈
بعد شهرا ذات مساءا
دلف لغرفته وجدها تجلس على الأريكة وتحمل طفلها بين يديها وتغفو بإرهاقا
وصل بهدوء وحمل الطفل يضعه بمهده.. ثم اتجه إليها يحملها متجها للفراش
وضعها بهدوء ودثرها بالغطاء وقام بإطفاء المصابيح يمسد على خصلاتها عندما فتحت عيناها
- بيجاد سفيان بيعيط.. اتجه بنظره لطفله الذي صاح بكاءا بأرجاء الغرفةثم امال وطبع قبلة على جبينها:
- نامي حبيبة بيجاد وأنا ههتم مالكيش دعوة المهم ارتاحي لو بتحبي بيجاد
همست مابين نومها
- بموت فيك حبيبي.. قبلها بجانب شفتيها
وبيجاد بيعشقك ياروحي.. ظلا يمسد على خصلاتها وصوت بكاء ابنه يصم الاذان.. زفر متحركا إليه
- اعمل فيك ايه.هتصحي ماما ولد اد عقلة الأصبع وعامل مهرجان كان.. والله لو لفيتك في الساندوتش مش هتبان فيه.. حمله ينظر إليه واكمل حديثه
- بتعيط ليه ياحلوف على رأي حماي.. لا بقولك ايه انا معنديش ياما ارحميني والله احطك في الخلاط مش ناقص وجع دماغ
اسمع كلام بابي كدا وخليك مؤدب علشان نعرف نعيش أسرة مع بعضينا.. نظر للولد والخوف امتلكه عندما صمت
- يخربيتك هو انت بتفهم.. طيب ياحلو بدل بتفهم كدا فبلاش تصيع عليا.. ورب الكعبة مالميت نفسك وسبت ماما ترتاح
صمت وبدأ يحدث حاله
-دا أقوله إيه.. ماعلينا هو شكله خاف فهيسكت.. اتجه يضعه بمهده مرة أخرى فاستمع لصياحه هز رأسه وهو ينظر إليه:
- كدا أنا فهمت عايز تتشال يابن بيجاد وماله ياحبيبي بس كدا.. تعالى حمله متجها للخارج وهو يتحدث إليه
- هنقعد في المكتب مع بعض راجل لراجل ولو سمعت صوتك هحطك في الدرج.. سمعتني يلا.. قالها وهويبتسم.. قبل جبينه ينظر لعيناه التي تشبه عين والدته فتحدث
- تعرف أنا بحبك أد أيه.. بحبك علشان جيت لنا في وقت يأس وضغوط كتيرة.. ربنا يحفظك ياحبيبي وتكون قرة عين لينا
بأقدام حافية تهرول بخفة كالفراشة على الشاطئ حتى ترتطم مياة البحر برمال الشاطئ بأقدامها وهي تحمل بيديها حذائها ذا الكعب العالي..
طالعته بنظراتها العاشقة..وجدته يسرع إليها كتمت صوت ضحكاتها وهي تقفز كالطفلة وترفع يديها كحمام سلام
- خلاص..آسفة...آسفة وحياتك مش هعملها تاني
أرتفعت أنظاره على أثر ضحكاتها التي انطلقت بصخب حينما رسمت خبثها الطفولي عليه
عض على شفتيه السفلية بغل يود أن يضعها بين فكي أنيابه ولكنها نجت من براثنه
جلس جاسر يصطنع آلالام بصدره على الشاطئ ثم وضع كفيه على صدره وكأنه لا يقو على التنفس...هرولت إليه سريعا
جلست فيروز أمامه وتلألأ الدمع بعيناها
- حبيبي مالك إيه اللي حصل
اقترب فجاءة وتسلطت عيناه على شفتيها المرتعشة.. وحدث حاله
- كيف استطاع أن يهدأ أمام كتلة هذا الجمال
أعتدل بجلسته ثم رفع أنامله يلمس بها كرزيتها التي وجبت للتذوق
دفعته بكفيها الصغيرة وتمتمت بكلمات مستائة محاولة الفرار من قبضته الفولاذية
رفعت كفيها على زر قميصه تحدثه بصوتها الأنثوي الرقيق حينما علمت بإصراره.. جذبها جاسر حتى أختلطت أنفاسهما.. فيما عزمت هي أمرها على أن تفر من شظايا تحكمه اللئيم راكضة بعدما أشعرته بإستجابة لأنامله التي تتحرك بسخاء على شفتيها.. ركضت بعيدا حتى وصلت إلى الشاليه ولكن فجأة اصطدمت بجواد
وقفت امامه كالتلميذة
- عمو جواد آسفه.. رفع نظره لجاسر الذي وصل إليهما.. طالع والده
- فيه حاجه يابابا.. هز جواد رأسه وتحرك
- لا يابابا كنت بدور على ربى وعز هما فين
اشار جاسر اتجاه الشاطئ وتحدث
- ركبوا اليخت ودخلوا البحر.. اومأ برأسه وتحرك تاركهما.. توقفت تفرق بيديها ونظرت بخجل لجاسر:
- دلوقتي باباك يقول ايه.. ضمها لأحضانه
- ولا حاجة ياحبي.. بابا مفيش احن منه
وضعت رأسها على صدره واردفت
-أنا بحبك أوي ياجاسر.. حضن وجهها ونزل بشفتيه يلتقط ثغرها أخيرا.. ثم سحبها متجها للشاليه
على متن سطح اليخت
وقفت تنظر لمياه البحر وامواجه المرتطمة.. حاوط خصرها بذراعيه
- عز فيه حاجة لازم تعرفها.. أدار وجهها إليه ورفع ذقنها بإبهامه
- فيه ايه حبيبي
امسكت كفيه ووضعتها على بطنها ورفعت بصرها إليه
- هتكون أجمل بابي شافته عيوني.. لحظات يحاول إستيعاب كلماتها.. فجأة حملها وهو يدور بها ويضحك بصخب
- ياما انت كريم يارب.. ظل يدور بها في وسط ضحكاته يضمها كالطفل الرضيع.. انزلها بهدوء وهو يحاوط جسدها بذراعيه
- روبي ياأجمل زهرة في حياتي.. بحبك يابنت عمي.. بحبك ياحب صغري وشبابي.. بحبك ياأجمل هدية ليا في الدنيا.. كنت عارف ربنا هيكرمنا.. رفعت كفيها وانسدلت عبراتها على وجنتيها
كنت عارف ان فيه مشكلة
هز رأسه وأجابها.. لو محستيش بيكي يبقى مستهلش حبك ياحبيبة عز
- أنا بعشقك ياعزي أنا.. بعشق الحب علشان اتولد في قلبي بسببك
بعشقك وبعشق دنيتي علشان انت فيها
سحبها متجها للأسفل وهو يتحدث
- لا كدا كتير على قلبي.. بلاها نظري بحب العملي وأهو أسلم على ابني
عصرا على شاطئ الحب بالغردقة
استيقظ جواد من غفوته قبل المساء ومع ذهاب الشروق وإستقبال الغروب بشعاعه الأحمر.. بحث عنها بالشالية ولكنها ليست موجودة.. وقف ينظر من النافذة وجدها تجلس أمام الشاطئ وتدون أشياء بمذكراتها
أخذ يتنفس الصعداء عندما رآها.. اتجه متحركا إليها.. توقف خلفها فكانت تدون آخر جملتها
" وهكذا انتهت قصة ذلك الحب المتمرد الذي اُدعى بأنه ماليس إلا وهم للحب.. فلو حبُك وهما لي فإني لعشقت هذا الوهم وكرهت همساته.. فما الحب إلا حبا"
نزل بجسده وحاوط جسدها من الخلف عندما وضعها بين ذراعيه
أغمضت جفونها عندما لافحها بأنفاسه قائلا
- دا لسة قصة المتمرد طاغية على حبيبي
تطلعت غزل بعيناها التي اعتبرها ترانيمه المقدسه وأجابته:
- ليه متعرفش إن المتمرد محفور بروحي.. أنا وهو مينفعش ننفصل ابدا.. فلو انفصلنا هنموت
سحب كفيها حتى استقامت وأصبحت تقف بمقابلته.. ثم جذبها يضمها لأحضانه.. تمنى أن يدخلها بين ضلوعه حتى يُخفيها عن العالم... ذابت بحضنه واعتصرت جسده فلما لا وهو حصنها وآمانها.. فمنذ أن فتحت عيناها فلم ترى ماأجمل من شخصه ولا أدفى من أحضانه.. ولا أحن من لمساته.. فهو الحصن المنيع.. الحضن الدافئ.. هو الحياة... هو عشقها هو جوادها وحدها
تحدث.. متنسيش تكتبي كمان..
- عندما قلت لكِ...:
"قلبي أمانة عندكِ حافظي عليه..
قلتي لي حينها
وهل تؤتمن الروح عند من يسكنها
كم صدقتكِ وتركت قلبي لكِ ...
فما كان إلا أنه امتزج بروحكِ فأصبحتِ لهما الحياة
رسمت عيناها ملامحه لتحفرها بنبضات قلبها
- أقترب لأخبرك إنك السعادة لقلبي وأنا بدونك جسد لا يحيى ابدا
دنى هامساً
" لو سألوني ماتعني لك.. لقولت لهم إنها نبض وعافية لا تفارق قلبي وروحي ابدا
وما أحببتكِ إلا أن تكونِ لي الحياة"
❈-❈-❈
إقتباس من الجزء الثالث
قامت فيروز بالاتصال عليه
- جاسر هتتأخر.. نظر للطريق أمامه وأجابها..:
- مش قبل خمس ساعات حبيبي.. عندي مأمورية مهمة فيه حاجة.. انتِ كويسة والبيبي كويس
زفرت بغضب واجابته:
- كويسين بس زهقت من القعدة لوحدي.. خطرت على بالها فكرة
- بقولك ماتكلم جنى تيجي تقعد معايا.. بدل مفيش حد.. هي كانت مع خطيبها ولسة راجعة
مسح على وجهه بغضب وتوقف بالسيارة
- حاضر هكلمها لكن اتمنى متزعلهاش بكلامك زي كل مرة يافيروز
تأففت فيروز وتحدثت:
- قولت لك مش قصدي ياجاسر...
نظر من نافذة سيارته وتحدث بهدوء رغم حزنه
- تمام حبيبتي خلي بالك من نفسك.. اغلق معها وقام الاتصال بجنى التي دلفت حي الألفي بعدما ودعت خطيبها
خطت عدة خطوات واستمعت لهاتفها.. اخرجته فنظرت لأسمه الذي يضي بصورته على شاشة هاتفها
سحبت نفسا ولملمت شتات نفسها ثم وضعت الهاتف لتسمع لصوته الحنون
- عاملة ايه ياجنجون..
- كويسة.. إنت عامل إيه وفيروز عاملة إيه من زمان متقبلناش
شعر بنيران مستعيرة بداخل صدره ولا يعلم لماذا.. فأجابها
- شغلي ياجنى هعمل ايه..ربنا يوفقك ياجاسر..هذا ماقالته وهي تتحرك متجه لمنزل حازم..حمحم جاسر وأردف
- كنتِ برة مع خطيبك
توقفت تنظر حولها فقطبت مابين حاجبيها واردفت متسائلة:
- ايوة عرفت ازاي..مسح على خصلاته يرجعها للخلف واجابها:
- مش مهم..المهم طالب منك حاجة..هو رجاء..انا قدامي خمس ساعات لحد ماارجع وانتِ عارفة فيروز حامل في شهورها الاولى وخايف عليها ليحصلها حاجة ممكن تروحي تقعدي معاها لحد ماارجع.. آسف مش قدامي غيرك بعد سفر الكل للأسكندرية وطبعا مش كويسة اطلب من عمتو مليكة.. تذكر شيئا ثم تحدث متسائلا
- هوانت هتباتي عند عمتو مليكة
هزت رأسها بالموافقة واردفت
- ايوة مينفعش أبات لوحدي وخصوصا بعد سفر عز وربى..
جواد عندك تسائل بها جاسر
- معرفش. ثم تراجعت وتحدثت
- أنا خارجة من حي الألفي اهو خلي مراتك تعرف البواب أنا برة.. نظرت للبوابة المفتوحة فتحدثت إليه:
- لا البوابة مفتوحة والبواب شكله بيجب حاجة..
طيب روحي وأنا معاكي على التليفون.. قالها جاسر وهو مازال بالسيارة.. تحركت إلى إن وصلت لباب المنزل ووجدته مفتوحا.. ظلت تنادي على فيروز ولكنها غير موجودة
- جاسر فيروز مش هنا.. رأت خيال لأحدهما بالخارج فتحدثت
- استنى شايفة حد برة.. يمكن فيروز هشوفها كدا.. ماان خطت خطوة حتى استمعت لصوت احدهما
- البنت اهي هاتوها.. تسمرت بوقفتها عندما وجدت الكثير من الرجال الذين يظهر عليهم الأجرام.. فصرخت تحادثه
- الحقني ياجاسر.. فيه ناس غريبة في بيتك.
تسمر للحظات يحاول إستيعاب ماقالته.. فصاح بعد برهة بها:
- جنى شوفي فيروز فين وامشي من عندك بسرعة.. بكت عندما وجدت احدهما يتقدم منها.. فهرولت للاعلى وهو خلفها وهي تحادثه
- مش هعرف ملين الجنينة. الحقني ياجاسر.. صاح بها بجسد مرتعش وهو يقود سيارته بسرعة جنونية
- جنى حبيبتي اطلعي على أوضتي بسرعة واقفلي على نفسك بالمفتاح وأنا هتصرف لو معرفتش اوصلك بسرعة.. يلا حبيبي
هوت على الدرج وهي تسرع وتبكي واحدهما خلفها يصيح بها
- هتروحي فين ياروح امك.. استمع جاسر لذاك الرجل وكأن احدهما وضع سيخا حديدا بصدره تسارع بأقصى سرعته وهو يكاد بتصادم بكثيرا من الحوادث
دلفت لغرفته وأغلقت بالمفتاح عليها وجسدها يرتعش.. استمعت لصياحه
- جنى حبيبي معايا. أنا في الطريق.. اهدي وحاولي تتخبي كويس.. ادخلي اوضة الملابس اتصرفي.. كانها لم تستمع له.. امسكت هاتفها بيد مرتعشة اغلقت معه متجه الاتصال بعز كان عز يجلس بجوار جواد وهم ينظرون لطفلة اوس ويضحكون ولكن قاطع حديثهما اتصال جنى
- ايوة ياجنجون.. هنا هب واقفا وكأن روحه خرجت من جسده.. طالع جواد حالته..
في ايه ياعز.. هرول للخارج وهو يصيح حتى توقف الجميع عن الاحتفال
- جنى ياعمو فيه حد بيجري وراها عند جاسر
تمت