رواية نصيبي في الحب الفصل العشرون20بقلم بتول عبد الرحمن


رواية نصيبي في الحب الفصل العشرون20بقلم بتول عبد الرحمن 



راح ناحية طبق الفواكه، مسك السكينه وبدون أي تردد جرّح كفه بيها
ليلى شهقت ، قربت خطوه ناحيته بس وقفت في آخر لحظة، عقلها كان مشلول من الصدمة، الدم نزل من إيده بسرعة، بس هو كان هادي، حطّ المنديل على الجرح وسابه يشرب الدم.
بصّلها أخيرًا، وقال بصوت ثابت 
"هو ده الدليل اللي هما عايزينه، صح؟"
فضلت واقفة مكانها عيونها مثبتة على المنديل اللي بقى أحمر، قلبها بيدق بسرعة وهي مش قادرة تصدق اللي بيحصل، رفعت عيونها له، لقت نظرته ثابتة، هاديه وكأنه مقتنع تمامًا باللي بيعمله
اتكلمت بصوت مهزوز 
"مراد...أنت… أنت بتعمل إيه؟!"
مسح عرقه بكفّه التاني وكأنه مش متأثر بالجرح وقال ببساطة
 "بديهم اللي مستنيينه"
هزّت راسها بعدم تصديق، صوتها طلع أضعف من قبل 
"أنت مجنون؟ ده مش حل!"
"بالنسبالهم ده الحل الوحيد، وأنتِ عارفة كده كويس، دلوقتي محدش هيقرب منك، محدش هيقدر يشكك فيك، ولا حتى يسأل تاني"
دموعها نزلت من غير ما تحس، مش قادرة تستوعب إن الحل الوحيد اللي قدامها كان كذبة… بس كذبة أنقذتها. بصت له نظرة طويلة، مزيج من الامتنان والخوف والضياع، وقالت بصوت مخنوق 
"ليه؟ ليه عملت كده؟"
قرب منها خطوة، وبصّ في عيونها مباشرة وقال بهدوء 
"لأنك تستحقي حد يصدقك."
وقفت في مكانها وهي مش قادرة تاخد نفس، عقلها لسه مش مستوعب اللي بيحصل بصتله، لقته بهدوء بدأ يفك أزرار قميصه بعد ما قلع الجاكيت، عيونها وسعت بخوف، خطوة رجعت بها لورا لا إرادياً، اتحرك ناحية البلكونة، فتح بابها، بإيد ثابتة، مسك المنديل المليان دم، وبنظرة سريعة ناحيتها، رفعه ورماه لتحت
لحظة صمت طويلة… بعدها، سمعوا صوت الهتافات والتهليل من تحت، أصوات فرح ورضا، كأن الحرب انتهت، كأن العار اللي كانوا بيستنوه ما جاش
رجع ببُطء، قفل باب البلكونة ووقف قدامها، بصّلها نظرة طويلة، وقال بصوت هادي
 "خلاص… الليلة انتهت."
فضلت واقفة مكانها، أنفاسها متلاحقة، عقلها مش قادر يلاحق اللي حصل، الهتافات اللي جاية من تحت كانت بتزيد، أصوات الفرح، الرضا، والانتصار الوهمي اللي هما مصدقينه.
رفعت عيونها له، لقت ملامحه جامدة، مش بتبين أي إحساس، وكأنه مجرد شاهد على مسرحية سخيفة اضطر يمثلها
بلعت ريقها بصعوبة، وقالت بصوت ضعيف
 "كده… خلاص؟"
 "آه، خلاص."
راح ناحية الدولاب واخد هدومه، فجأة، سألته بصوت مهزوز "برضو عايزه اعرف ليه؟ ليه عملت كده؟"
" لاني عمري ما هقرب من واحده مش عايزاني"
أخد باقي هدومه وهيا سألت
" وايه اللي هيحصل دلوقتي؟!"
قعل بهدوء من غير ما يبصلها
"ولا حاجة."
لفّت وشها ناحية البلكونة، حسّت بغصة وهي فاكرة إزاي المنديل وقع، إزاي صوتهم علي، وكأنهم كانوا مستنيين دليل مش مهم مصدره… المهم يكون موجود.
وهي مستغرقة في أفكارها، سمعت صوته بيكمل، هادي بس حاسم 
"إنتي هتنامي هنا، وأنا هنام على الكنبة. وبكرة… نتصرف."
رفعت عيونها له، لقته خلاص سحب المخدة ورماها على الكنبة، كأنه بيعلن إن الليلة دي انتهت
دخل الحمام وسابها مكانها، قعدت على السرير، حطت وشها بين إيديها وبدأت تعيط بصوت مكتوم، كأنها بتحاول تخبي وجعها حتى عن نفسها. كانت عارفة إن الليلة دي مش هتعدي من غير ما تسيب فيها أثر، حتى لو مفيش حد لمسها، الألم كان جوه… 
خرج من الحمام وراح ناحية الكنبه، قعد بيحاول يسترخي لحد ما لقاها بتقرب منه، ركعت على ركبها قدامه، مسكت إيده المجروحة برفق، صوابعها كانت بتترعش وهي بتمر عليها، وكأنها بتحاول تخفف وجعه… أو وجعها هي.
رفعت عيونها ليه، كانت مليانة دموع، وبصوت مخنوق قالت
"طب… لو أنا فعلاً طلعت زي ما هما بيقولوا؟ لو طلعت فعلاً ضيّعت شرف العيلة؟"
الحروف كانت تقيلة وهي بتخرج من بوقها، وكأنها نفسها مش قادرة تصدق إنها بتقول كده، بس كان لازم تعرف… لازم تفهم هو شايفها إزاي.
سكت، بصّلها، عيونه كانت غامضه
" انتي حالا انكرتي ده؟!"
" مش يمكن بكدب"
بصلها بصه طويله قبل ما يقول بنبره واثقه 
"لو كنتِ فعلاً زي ما هما بيقولوا… ما كنتيش سألتي السؤال ده أصلاً."
مكانتش متوقعة الإجابة دي، حاولت تتكلم بس لقت نفسها ساكتة، بتاخد كلامه جواها وتحاول تستوعبه
 كمل، نبرته فيها يقين غريب 
"المذنِب مش بيدوَّر على تبرير… ولا بيسأل حد لو كان غلط ولا لا، انتي دلوقتي بتسألي لأنك نفسك مش مصدقة اللي حصل، لأنك بريئة، حتى لو الدنيا كلها شكّت فيكي."
دموعها نزلت أكتر، لكنها المرة دي كانت مختلفة، مش دموع ضعف… كانت دموع حد نفسه يصدق الكلام اللي بيسمعه.
رفعت إيده المجروحة، بصّت فيها للحظة قبل ما تهمس
 "بس ده مش هيغيّر حاجة… هما خلاص حكموا عليّا."
اتنهد، شدّ إيده برفق، بس بدل ما يسحبها بعيد، مسح بيها دموعها وهو بيقول بهدوء 
"وأنا حكمي هو اللي يهمك دلوقتي."
سكت لحظة، وبعدين كمل بنبرة أخف 
"وقولتلك… أنا مصدقك."

رفعت عيونها ليه، لأول مرة من ساعة الليلة الطويلة دي، حسّت إن فيه حد شايفها… حد واخد صفها، حتى وهي نفسها مش عارفة تعمل كده، طلب منها تغير فستانها وتنام، لفتله أيده قبل ما تنفذ كلامه

تعليقات



<>