رواية شيطان بقلب ملاك الفصل الثالث3بقلم حازم الباشا



رواية شيطان بقلب ملاك
 الفصل الثالث3
بقلم حازم الباشا




قررت ندى ان تحسم الجدل الذي استبد بعقلها ، وتكتشف حقيقه "طارق" ذلك الشخص المريب  ، ققامت بالاتصال به ، وما ان فتح طارق الخط حتى صاحت ندى فيه : انا بجد مش عارفه اشكرك ولا اشتمك ، انت انسان غريب جدا ، وتصرفاتك اغرب منك 

رد طارق بصوت رصين : اهدي يا مدام ندى ، انا هاشرح لك كل حاجه ، بس الموضوع محتاج قعده طويله ، ايه رايك نتقابل بكره ؟

ترددت ندى للحظات ، ثم قالت بصوت مرتبك : وايه يضمن لي انك مش مدبر اي حاجه عشان تاذيني 

رد طارق : لو انا في نيتي اعمل اي حاجه وحشه ، كنت وافقت على طلبك اني اجي شقتك الليله

شعرت ندى بقمة الحرج ، بعد ان ادركت ان اندفاعها قادها لان تعرض على طارق ان يقيم علاقه معها ، وقالت بصوت متلعثم : انا كنت فاهمه انك بتساومني على حياة ابني ، وكنت مقرره اطمن على سلامه ابني اولا ، وبعد كده كنت هأقتلك 

ضحك طارق وقال: انا فاهم انه حصل سوء تفاهم كبير ، واوعدك ان بكره هيتحل باذن الله 

ساهم اسلوب طارق المهذب ، و نبرة صوته الدافئه ، في تهدءه ندى بشكل كبير ، ووافقت على لقاءه في الغد ، واتفق الاثنان على ان يلتقيا في احد المطاعم الشهيره

------------------------------------ء

في صباح اليوم التاني ، ذهبت ندى وبرفقتها ياسين للقاء طارق كما كان متفق  
وما ان دخلا المطعم ، حتى اندفع ياسين بأتجاه احد الطاولات ، حيث كانت تجلس فتاه جميله في اواخر العشرينات ، وقد ظهر عليها علامات التوتر ، الا انها وقفت وصافحت ياسين بحراره وقالت : اهلا يا ياسين ، ازيك

رد ياسين : الحمد لله ، وانتي ازيك يا طنط " الهام "

هنا قاطعتهما ندى بصوت منفعل : مين حضرتك !!! ، وتعرفي ابني منين ؟؟

الهام : اقعدي يا مدام ندى ، وانا هاشرح لك كل حاجه ، بس خلي ياسين يروح يلعب في منطقه الالعاب ، عشان نعرف نتكلم براحتنا

جلست ندى ، بينما ذهب ياسين ليلعب مع اقرانه في منطقه الالعاب داخل المطعم

وهنا بدات الهام بالكلام : انا "الهام" سكرتيرة سمير جوزك ، في البدايه احنا كنا مجرد زملاء ، وبعد كده حبينا بعض ، واتفقنا على الجواز ، لكن سمير اصر ان جوازنا يكون بورقه عرفي ، لحد ما يحصل حمل ، لانه نفسه في ولد من صلبه 
ارتبكت ندى بشده وقالت : انتي قصدك ايه !!!

الهام : اهدي يا مدام ندى ، سمير قالي على كل حاجه ، قالي ان ياسين ده مش ابنكم ، وقالي ان ابنكم الحقيقي مات اثناء الولاده وحصلك نزيف وقتها ، والدكاتره اضطروا يشيلو الرحم 
هنا بدات ندى في البكاء وصاحت : ياسين ده هديه ربنا ليا ، وابني غصب عنك وعنه 

الهام : انا عارفه ده كويس ، ربنا بعت لكم ياسين لحد باب شقتك ، تاني يوم العمليه ، بس ده مكنش كفايه لسمير ، وكان نفسه في ولد ، وده اللي خلاه يتجوزني في السر بورقه عرفي ويحتفظ بالورقه دي عنده ، لاني يتيمه وماليش حد ، وكنا بنتقابل في شقته كل ما الظروف تسمح
حتى اني مره استخبيت في اوضه ياسين ، لما فجاه انتي طبيتي علينا في الشقه ، وده سبب ان ياسين عارفني ، لكن سمير كان بيهدده انه هيقتله ، لو قالك على الموضوع ده 

ندى : اشبعي بسمير يا الهام هانم ، احنا خلاص اتطلقنا 
الهام : واحنا كمان اتطلقنا امبارح ، وده السبب اللي خلاني اسمع كلام "طارق" ، اجي اقابلك النهارده 

ندى بصوت ساخر : ويا ترى مين اللي عجبك فيهم اكتر 

ترقرقت عيون الهام بالدموع وردت بصوت مختنق : الله يسامحك ، انا عارفه اني غلطت في حقك ، بس لازم تعرفي اني ست شريفه ، وسمير ده كان جوزي 

ندي مقاطعه : وطارق اللي نمتي معاه امبارح ده ، كان برضوا جوزك !!!

هنا انفجرت الهام بالبكاء : محصلش ... والله العظيم محصلش ، طارق لما دخل علينا الاوضه امبارح ، انا كنت عريانه فرمى البطانيه عليا عشان استر نفسي ، وطلب من سمير انه يكتفني بالحبل اللي كان معاه ،
وبعد كده كتف سمير وخد منه الموبايل ، وقفل علينا الاوضه وخرج 

اخرجت ندى منديل من حقيبتها ، واعطته لالهام وقالت بصوت حنون : اهدي يا الهام ، وسامحيني على كلامي 

الهام بعد ان هدأت : انا مقدره زعلك وحرقة قلبك ، بس لازم تتاكدي من حاجه مهمه اوي ، ان طارق ده اكتر انسان محترم انا شفته في حياتي ، وانه .... بيحبك يا ندى !!!

هنا انتفضت ندى بشده ، فلقد نزل عليها كلام الهام كالصاعقه 

ولم تدري هل يحق لها ان تفرح بهذا الحب الجديد
ام تحزن على كل حياتها السابقه

وبين تلك المشاعر المتضاربه ، لم تجد الا شعور واحد هو الذي سيطر عليها ... وهو الخوف من ذلك الشخص الذي قلب حياتها رأسا على عقب في لحظه واحده



                   الفصل الرابع من هنا

تعليقات