رواية ميراث ابي الفصل الثالث والرابع والخمسون53 بقلم زهرة عمر






رواية ميراث ابي
 الفصل الثالث والرابع والخمسون53
بقلم زهرة عمر





بنين تقول بسرعة لم أقصد أن أكذب عليك فقط أردت أن أنهي المشكلة سريعًا وأحميك من أن تُتهم بشيء لم تفعله سعيد يصمت للحظة ثم يضحك ويقول بنين أنتِ مذهلة تقول بنين لا تغضب؟ سعيد يمسك يدها ويجيب لن أغضب لكنني لا أريدك أن تضعي نفسك في موقف مثل هذا مجددًا أنا رجل البيت وأستطيع الدفاع عن نفسي لا يجب أن تتحملي كل شيء عني ترد بنين أنا لم أفعل ذلك لأنك ضعيف أو لا تستطيع الدفاع عن نفسك فعلت ذلك لأنني أحبك وأردت حمايتك سعيد يبتسم ويقول حسنًا لن أجادلك في ذلك وفي صباح كان يوم عطلة من المدرسة خرج محمد للتدخين بينما انتهاء سعيد من تناول الفطور ليستعد لذهاب إلى العمل كانا محمد يسير في الطريق متأملاً السيجارة ينفث الدخان ببطء ثم ينظر حوله ليتأكد من أن أحدًا لا يراه سعيد يقفل باب المنزل بابتسامة ويودع زوجته ويتجه نحو الطريق فجأة تقع عيناه على محمد وهو يدخن سعيد يتوقف للحظة ثم يتقدم نحو محمد بخطوات هادئة محمد يلاحظ قدوم سعيد فيرتبك ويحاول إخفاء السيجارة خلف ظهره يقول سعيد بلطف صباح الخير يا محمد أليس الجو جميلًا هذا الصباح يرد محمد مرتبكًا صباح الخير  عمي سعيد نعم الجو جميل سعيد ينظر إلى يد محمد المخفية ويبتسم يقول ماذا تخفي خلف ظهرك؟ يرد محمد لا لا شيء يقول سعيد محمد عندما كنت في مثل عمرك جربت السجائر مرة  كنت أظنها شيئًا مميزًا لكن صدقني كل مرة كنت أقول إنها ستكون الأخيرة  المشكلة أنها لم تكن أبدًا الأخيرة محمد ينظر إلى الأرض بصمت سعيد يتابع حديثه هذه العادة لن تفيدك بشيء يا بني بل ستسرق منك صحتك تدريجيًا جسدك ما زال في مرحلة النمو وأنت بحاجة إلى كل ذرة قوة وصحة ما رأيك أن نبدأ بداية جديدة؟ ارْمِ السيجارة وأنا أعدك أنني لم أخبر أحد محمد ينظر إلى السيجارة في يده و يرميها على الأرض ويطفئها بحذائه ويقول أعتقد أنك على حق يا عمي لا أعلم لماذا بدأت أصلاً سعيد يبتسم ويقول الأهم أنك أدركت خطأك تعال لنسِر معًا قليلًا قبل أن أذهب إلى عملي يقول محمد اعتذر كثيرًا عمي سعيد لكن صديقي ينتظرني يجب أن أذهب إليه الآن سعيد يبتسم بهدوء ويضع يده على كتف محمد ويقول حسنًا يا بني إلى اللقاء اعتني بنفسك يكمل محمد طريقه بينما سعيد يسير في الاتجاه المعاكس محمد يتوقف فجأة وينظر إلى الوراء يتأكد من أن سعيد قد ابتعد تمامًا عندما يرا أن سعيد لم يعد في الجوار يركض عائدًا إلى المكان أطفأ فيه السيجارة بقدمه محمد ينحني لالتقاط السيجارة من الأرض يحملها بحذر وينظر إليها لكنها كانت مكسورة ويقول بغضب لقد تحطمت بسبب ذلك العامل الأحمق سعيد و يضرب يده على جيبه ويقول كانت هذه السجارة الأخيرة ثم يرميها بعيدًا بعصبية يقف للحظة ينظر حوله ويقول كيف سأحصل على النقود الآن كان سعيد يسير متجهاً إلى عمله بخطوات هادئة ثم يقف للحظة ويبتسم و يقول عرفت الآن من سرق نقود سيف ثم ينظر إلى الأرض  ويقول بغضب مكبوت و بصوت خافت لن أخبر أحدًا عنه أتمنى ان يدخل في طريق لا يجلب له إلا الهلاك ثم يتنهد بعمق ويقول


تعليقات