رواية صراع لاينتهي
الفصل الخامس5والاخير
بقلم حازم الباشا
رواية حازم الباشا " صراع لا ينتهي " - الحلقه الخامسه والاخيره
بالقرب من سواحل البحر المتوسط
كان ابليييس قد استغل قدراته الخارقه ، وانتقل بجسد ليسو من القاهره الى الساحل الشمالي ، في لمح البصر
وسار منتشيا فوق سطح البحر ، وهو يقول بغرور كبير :
لقد انتهى دورك
ايتها المخلوقه الغبيه
الان سوف اخرج من جسدك
لتغرقي في البحر
ثم القي بجسدك الحقير على الشاطيء
وبذلك تكتمل اركان جريمة القثل
واتخلص من منذر الى الابد
وبالفعل ...
خرج ابليييس من جسد الراقصه ، ليتجسد في صورته الحقيقيه ، باسطا جناحيه في السماء ، فإنزلق جسد الراقصه ليسو ليغوص ببطء في المياه العميقه !!!
وفجأه حدث امرا خارقا ، لم يكن في حسابات ابليييس اللعين !!!
فلقد قامت قوة خفيه برفع جسد ليسو ، ليطفو مجددا فوق سطح الماء ، وبدات الراقصه تستفيق تدريجيا وتقول بذعر ، وهي تصارع الماء :
ايه ده
انا فين !!!
انا ايه اللي جابني هنا
ثم استعادت وعيها الكامل ، بدات تسبح بكل طاقتها في اتجاه الشاطيء
حاول ابليييس ان يمد يده ليمسك برأس ليسو ، ثم يغرقها مرة اخرى !!!
الا ان يدا عملاقه منعته من ذلك ، حيث التقطته تلك اليد ، وقد قبضت عليه ، وكأنه مجرد ذبابه حقيره تطن في الفضاء الواسع ، ثم ارتفعت به لاعلى مدى في افق السماء !!!
فزع ابليييس وارتعد جسده بشد ، واتفت الي مصدر تلك اليد ، ليجد نفسه بين قبضه ملك الموووت ، وقد كان على هيئته الحقيقيه المهيبه !!!
تطلع ابلييييس الي كيان ملك الموووت العملاق ، ثم قال بكل ذعر :
ما الذي احضرك الان يا عزرائييييل
افلتني من يدك ايها الملك الرحيم
فأنا لم يحن وقت قبض روحي
اليس كذلك !!!
رد ملك الموووت بكل حدة :
نعم يا عدو الله
لم يأذن الله لي بعد بقبض روحك
ولم يأذن لي ايضا بقبض روح
تلك المخلوقه من بني البشر
فارحل من هنا الان
والا عذبتك عذابا شديدا
واحذرك ايها اللعين
ان تحاول العبث
مع ذلك العبد الطائع "منذر"
فهو في معيه الله وحفظه
رد ابلييس بكل ذعر :
لن اعاهدك بشيء
فانا لا عهد لي كما تعلم
ولسوف اسلط عليه ابنائي واتباعي
والحرب بيني وبينه
لن تنتهي ابدا
كاد ملك المووت ان يطبق قبضته على ابلييس ، وينتزع روحه ، الا انه امتثل لامر ربه ، فبسط قبضته القويه ، تاركا ذلك الملعون يفر مبتعدا
اما الراقصه ليسو ... فقد نجحت في السباحه حتى وصلت الى الساحل ، وهي في حالة اعياء شديد
فحملها بعض المصطافين المتواجدين على الشاطيء ، وهرعوا بها الى المركز الطبي ، حيث تلقت الاسعافات اللازمه
وبعد دقائق معدوده ...
كانت ليسو قد استعادت وعيها ، وقالت بكل ذعر مخاطبه الطبيب الذي اسعفها :
هو انا فين دلوقتي
انا مش فاهمه حاجه
انا اخر حاجه فاكراها
اني طلعت على مركب في الساحل الشمالي
عشان كان عندي حفله
وبعدها اغمى عليا
وفوقت دلوقتي
لقيت نفسي بغرق في عرض البحر
رد الطبيب محاولا تهدئه ليسو :
اهدي يا مدام ليسو
انتي بقالك يوم كامل في البحر
ولازم اعملك شويه فحوصات
عشان نطمن عليكي
وعموما انتي في المركز الطبي
بتاع نفس الاوتيل اللي كان
منظم الرحله بتاعت امبارح
والدنيا مقلوبه عليكي
بيقولوا انك اتخانقتي مع واحد
وبعدين رماكي من المركب
وبعد الشر يعني
كلنا كنا فاهمين انك غرقتتي
ردت ليسو بكل استنكار :
لا طبعا
انا ما اتخانقتش مع اي حد
انا يا دوب طلعت المركب
وبعدها اغمى عليا
قبل ما نتحرك اصلا !!!
---------------------ء
وفي القاهره
وتحديدا في مبنى سراي النيابه
كان العقيد الفاسد لطفي ، قد دخل مكتب شريف بيه ، وكيل النيابه ، وهو يقول بكل حماس :
شريف باشا
صباح الفل
انا جيت بنفسي
عشان اطمن ان الواد
اللي اسمه منذر ده
ما يهربش
وعاوز انبهك
ان الواد ده دجال ونصاب
وعامل فيها شيخ وبتاع ربنا
رد شريف بكل هدوء :
فيك الخير يا لطفي باشا
احنا مش عارفين لو لا جهدك ده
كنا هنعمل ايه
بس لو سمحت يا لطفي بيه
ممكن تديني تليفونك !!!
اندهش لطفي من طلب وكيل النيابه ، واعتلى الغضب ملامحه ، وهو يقول بتوتر :
وحضرتك عاوز موبايلي ليه
ممكن افهم في ايه بالظبط
رد شريف بهدوء ، وهو يضغط على جرس استدعاء فرد من حرس النيابه التواجد خارج مكتبه :
لحظه واحده
وهاتفهم كل حاجه
يا راجل يا ..... محترم !!!
في لمح البصر كان فرد الامن قد دخل المكتب ، وقد تلقى امرا من شريف بيه بتفتيش العقيد/ لطفي !!!
وبكل صرامه التقط فرد الامن هاتف لطفي ، وقدمه الى شريف بيع ، وسط ذعر واندهاش بالغيين من لطفي !!!
فتح شريف بيه الهاتف ، وبدأ يفتش فيه ، وسط صيحات لطفي :
انت باي حق تفتش في موبايلي
اللي بيحصل ده غلط
وهتتحاسب عليه يا شريف بيه
رمقه شريف بنظره احتقار واضحه ، ثم وضع الهاتف امام وجه ذلك الحقير ، وقال بصوت غاضب :
تقدر حضرتك تفسر لي
الفيديو ده
بيعمل ايه في تليفونك !!!
كانت الصدمه عنيفه ، لدرجه انها اخرست لطفي !!!
فاستطرد شريف قائلا :
مش ضروري ترد
انا هاقولك الفيديو ده
بيعمل ايه في تليفونك
لانك انسان قذر
استغليت اللقطه دي
عشان تبتز بنت غلبانه
وتساومها على شهاده زور
ومش بس كده
ده انت من وساختك
حاولت تبتزها مره تانيه
عشان تنتهك شرفها !!!
يا حيوان
يا عديم الاخلاق والدين
حاول لطفي ان يرد الا ان شريف منعه ، وقد اخرج من جيبه هاتفا اخر ، ثم ادار مقطع صوتي يسجل
تلك المحادثه التي تمت بين لطفي وزينب من دقائق معدوده !!!
فانتفض لطفي وقال بصوت مرتبك :
التسجيل ده مالوش اي قيمه
بدون اذن نيابه
رد شريف وهو مندهش :
هو انت فاهم ان الناس القذره
هي بس اللي بتعرف تخطط
ايه الغباء اللي انت فيه ده
انت جوا النيابه نفسها يا متخلف
اذن النيابه
انا كتبته لما زينب دخلت
واعترفتلي بكل الحقاره
اللي انت عملتها معاها
سكت شريف للحظه ، ثم قال مخاطبا فرد الامن :
الحيوان ده يتكلبش حالا
ويترحل لنفس قسم الشرطه
اللي كان هو المأمور بتاعه
ويبات ٤ ايام على ذمة التحقيق
في نفس الحجز بتاع القسم
ولو سمحت
ناديلي على الشاويش
اللي كان جايب الاستاذ منذر
يستلم المجرم ده
وفي لمح البصر ، كان الشويش رفعت قد وضع والقيود في معصمي لطفي ، وقال له بكل تشفي :
هي دي اخره المشي البطال
والظلم والافترا على الغلابه
ورحمة ابويا يا لطفي
لأخليك تبات الليله في نفس الاوضه
اللي كنت عاوزني ابيت فيها
الاستاذ منذر
وخرج لطفي يبكي ، امام اعين منذر وايمان ، اللذان دخلا مكتب شريف بيه وهما في حاله من الذهول
فاستقبلهما شريف بترحاب شديد ، وامر فرد الامن بفك قيود منذر ، وقال :
احنا اسفين يا استاذ منذر
يمكن يكون فعلا
كلام الاخت زينب عنك ده صح
وتكون مؤيد من رب العالمين
ويمكن تكون انسان عادي زينا
لكن عنده ايمان قوي
برحمه ربنا وعدله
بس الواضح جدا
ان ربنا بيحبك
وهو اللي انقذك من المؤامره الحقيره
اللي اتدبرت لك
احب ابشرك اولا ...
ان الرقاصه طلعت لسه عايشه
وخلاص مفيش جريمه قتل
ثانيا ... الاستاذه زينب اعترفت
بانها شهدت عليك زور
لكن نظرا لظروفها
ولعدم وجود قضيه من الاساس
فانا افرجت عنها
ثالثا ... وده الاهم
في جهات أمنيه عليا
امرت بحرق كل محتويات الكاميرات
بتاعت الحفله
لان زي ما انت اكيد عارف
الشباب اللي كانوا في الحفله دي
كلهم ولاد ناس تقيله اوي في البلد
ومحدش فيهم هيسمح باي شوشره
واخر حاجه ...
لازم تكون واثق منها يا استاذ منذر
ان زي ما اللي بيكرهوكم عندهم نفوذ
فاللي بيحبوك نفوذهم اعلى واكبر
واوعى تخاف او تفقد ثقتك فيهم
ثم قام شريف بيه من مكانه ، وصافح منذر بكل حراره ، وقال له بكل حماس :
انا اتمنى اننا نظل
على تواصل يا استاذ منذر
وانك تعتبرني صديق ليك
وتصافح الجميع ، وما ان خرج منذر من مكتب شريف بيه ، حتى استأذن من ايمان ، ثم ادي ركعتين شكرا لله
ثم افترق الاثنان ، ومضى كل منهما في طريقه
------------------ء
ومضت الايام سريعا ...
كان لطفي قد تم عزله من منصبه ، ثم حبسه بتهمه سوء استغلال السلطه
وكانت ايمان قد علمت ان زينب قد استقالت من عملها بالباخره ، فقامت بتعيينها في مكتب المحاماه الخاص بوالدها ، في وظيفة عامله بوفيه
اما منذر ... فقد انشغل طوال الوقت ما بين عمله وعبادته لله
-------------------ء
حتى جائت الليله الموعوده
ليلة حفلة زفاف ايمان
الذي قد اقيم في احد الفنادق الفاخره
وكان من ضمن المدعوين الى هذا العرس ، زينب وامها
وقد ارتدت زينب ثوبا انيقا فاخرا ، كانت قد دفعت ثمنه الباهظ ، من ذلك المال الذي كانت تدخره لاجراء عمليه التجميل
وجلست زينب وامها على احدى الطاولات في اخر القاعه ، وظلت تتطلع بانبهار الى ايمان ، وهي تقول لامها :
شايفه يا ماما
بسم الله ما شاء الله
ايمان زي القمر
ربنا يخليلها عريسها
ويسعدهم ويهنيهم ببعض
ردت ام زينب بكل حنان :
عقبالك يا ضنايا
ربنا يكرمك بواحد زيه كده
واشوفك احلى عروسه في الدنيا
ردت زينب بحسره :
انا خلاص يا ماما
مبقتش افكر في الموضوع ده
ولا حتى موضوع العمليه
انا خلاص راضيه
باللي ربنا قسمهولي
وعوضي هيبقى في الاخره ان شاء الله
ردت ام زينب بكل غضب :
اغص عليكي يا زينب
ما تقوليش كده تاني
ان شاء الله ربنا هيكرمك دنيا واخره
ويلا يا بت قومي كده اتحركي
واطلعي اتصوري جنب الاستاذه ايمان
اتلحلحي يا بت
واعملي كده زي ما كل البنات بتعمل
ضحكت زينب وقالت بسخريه :
يا امي اسكتي
انا لو طلعت اتصور مع الاستاذه ايمان
هابقى عامله زي القرده جنبها
خاليني محترمه نفسي
متداريه كده بدل ....
وفجأه ... انقطعت الموسيقى ، وهتف مقدم الحفل في مكبرات الصوت ، قاطعا حوار زينب :
ودلوقتي هنبدا الرقصه الجماعيه
يلا يا شباب
كل الشباب والبنات الموجودين معانا
يطلعوا عندي هنا على ال إستييج (Stage)
صاحت ام زينب ، وهي تدفع زينب من خصرها لتقوم من كرسيها :
يلا يا بت قومي
واطلعي ارقصي مع البنات
ترددت زينب للحظه ، ثم استجمعت شجاعتها ، وخطت بخطوات مرتبكه حتى صعدت الي منصه الرقص ، وهي تحاول ان تداري الوحمه الكبيره في خدها ، بطرف من حجابها
فهتف مقدم الحفل مره اخرى :
يلا يا شباب
كل ولد وبنت يقربوا من بعض
عشان نبدأ الرقصه السلو (Slow)
وبالفعل بدأ الشباب يتقدموا من الفتيات ، وقد لاحظت زينب ان معظم الشباب يتجاوزوها عن عمد ، ويذهبوا لمن خلفها من البنات !!!
وترافق الجميع ، ولم يتبقى اي من الفتيات الا زينب ، وكذلك شابان كان كل منهما يقف على اجناب المنصه !!!
حاولت زينب ان تتقدم ببطء من احدهما ، الا انه ادار ظهره لها ونزل ، فاستدارت لتذهب الى الشاب الاخر ، الا انه هو الاخر وثب بسرعه لينزل من المنصه !!!
كان الموقف محرجا ومؤلما لزينب الى اقصى حد ، وهي تتابع نظرات الشفقه في كل من حولها
وزاد من فداحه الموقف ، ان زينب لم تتمكن من كبح دموعها ، التي ترقرقت في عينيها ، وهي تحاول النزول من المنصه !!!
وازدادت الفاجعه ، بأن تعثرت قدم زينب وهي تنزل ، لتسقط على الارض ، ويسقط معها اخر ذره كبرياء كانت تتمسك بها !!!
ثم حدثت المفاجأه !!!
اثناء ما كانت زينب تحاول ان تستجمع طاقتها لتقف ، رأت اقدام شاب يهرول بإتجاهها مسرعا ، ثم مد يده لها حتى تنهض
التقط زينب يد الشاب ، ورفعت نظرها وهي تقول :
متشكره
جزاك الله كل ......
ثم انتفضت وصاحت بفزع وهي تحاول افلات يدها من يد الشاب :
منذرررررر !!!
انت ايه اللي جابك هنا
سيب ايدي لو سمحت
ابتسم منذر بكل حنان ، وقال وهو ممسك بيد زينب باحكام :
ممكن ترقصي معايا الاول
وانا هاشرح لك كل حاجه
استمرت زينب في مقاومه قبضة منذر ، وهي تقول بكل غضب :
انا مش عاوزه ارقص
ولا عاوزه اي شفقه منك
وسبني في حالي
الله يخليك
ساد الحفل سكون تام ، وتسلطت انظار الجميع على زينب ومنذر ، فما كان من منذر الا ان انحنى ورفع جسد زينب بين ذراعيه ، وصعد بها الى المنصه ، ثم انزلها برفق ، والتقط كلتا يديها ، ثم قبلهم بكل حنان وحب واضح
وانفجرت القاعه بالتهليل والتصفيق الحار ، وبدات الموسيقى الهادره تدوي في جنبات القاعه
فاستسلمت زينب ، وبدات في الرقص مع منذر وعي تقول والدموع في عينيها :
ولما انا صعبانه عليك اوي كده
سبتني ليه اتذلل عشان الاقي
حد يرقص معايا
رد منذر بصوت حنون :
يا بنتي انا ماليش
في الرقص والكلام ده
اللي بنعمله دلوقتي ده حرام
بس ربنا يسامحني بقا
مقدرتش اسيبك تتحطي في الموقف ده
وانا واقف اتفرج
بس باذن الله بعد الجواز
هنرقص براحتنا في البيت كل يوم
ولازم نصلي ونستغفر ربنا كتير
على الذنب اللي عملناه النهارده
انتفضت زينب بقوه وقالت بلهفه :
جواز ايه !!!
انا مش فاهمه حاجه
مين قالك اني هوافق بيك اصلا
بعد اللي عملته معايا
كان رد زينب صادما لمنذر ، فما كان من منذر الا ان سحب يده من يدها ، وتركها تقف وحيده في وسط المنصه
ثم ذهب الى ايمان وعريسها ، وهنأهما بالزفاف ، وسط نظرات الدهشه من زينب
التي اشتعلت غضبا بعد ان عرضها منذر للاحراج للمره الثانيه ، في اقل من عشر دقائق !!!
في تلك اللحظه ، كانت الرقصه قد انتهت ، ونزلت زينب بكل احراج من على المنصه ، وسط ملاحقه من اعين الحاضرين
وفجأه التقط منذر مكبر الصوت وقال بكل هدوء :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معلش يا جماعه
انا رحت واستأذنت من العروسين
اني اقطع حفله الزفاف لمدة دقيقه
عشان اتقدم واطلب
ايد الاستاذه زينب
ثم ترك مكبر الصوت وخطى مسرعا ليلتقط يد زينب ، التي استدارت ، ووقفت متجمده في مكانها ، وعيناها تتابع منذر بكل حنان
تنهد منذر ، والتقط من جيبه علبه مجوهرات صغيره ، بها خاتما ذهبيا انيقا ، واخرجه ومده الى زينب وهو يقول بكل حب :
انا بحبك يا زينب
واتمنى انك تكوني تقبلي
وتوافقي ان تكون زوجتي
وام اولادي باذن الله
خيم الصمت على الجميع ، والكل بانتظار رد زينب !!!
التي قالت بصوت هامس والدموع تلمع في عينيها :
ولما انت بتحبني وعاوزني
ليه رفضتني قبل كده
برغم اني قلت لك اني بحبك
وعاوزه اتجوزك !!!
رد منذر بكل حماس :
لانك اكبر واعلى بكتير
من انك تتجوزي
بالطريقه السخيفه دي
انتي ملكه
ولازم اللي ياخدك
يحارب عشان ينال شرف
الجواز منك
فهمتي يا روح قلبي
التقطت زينب الخاتم ، ووضعته في اصبعها ، ثم رفعت رفعت يدها لاعلى ، وسط موجه تصفيق وزغاريد حاره من جميع الحاضرين
فوقف منذر وضمها بقوه الى صدره ، وقبل جبهتها بكل رقه وحنان ثم قال :
الف حمد والف شكر لك يا رب
وشكرا للاستاذه ايمان وعريسها
واسف لمقاطعه الحفله
وباذن الله هنجتمع كلنا تاني هنا
يوم فرحي انا وزينب
ثم نزل هو وزينب من فوق المنصه ، وقد تعانقت اصابعهما ، كما تعانقت ارواحهما
في تلك اللحظه...
شعرت زينب بان الفرح اخيرا بدا يطرق بابها ، وانها لم تعد تلك الفتاه القبيحه البائسه
بالعكس ، شعرت انها فعلا ملكه كما وصفها منذر ، وانا اخيرا استردت عرشها المفقود
وقد حظيت برجل حقيقي ، سوف يمنحها السعاده والامان والمتعه التي حرمت منها ، وكادت ان تيأس من ان تنالها يوما ما
وسار الخطيبان عبر الجميع ، حتى وصلا الى طاولة ام زينب ، التي كانت تجفف دموع فرحتها
فاقترب منها منذر وقبل يديها ، وهو يقول بكل تهذب :
السلام عليكم ورحمه الله
انا اسف يا امي
انا عارف ان حضرتك
اكيد زعلانه مني
لكن طمعان في طيبتك
وكرم اخلاقك
واتمنى انك تقبلي بيا
ابن ليكي
وزوج لزينب
واوعدك اني ...
وقبل ان يكمل منذر عبارته ، كانت ام زينب قد قامت من كرسيها ، واحتضنت منذر وزينب بكل حنان
في مشهد مؤثر جعل معظم من بالقاعه تغرورق عيناه بالدموع
وفي احد الاركان المظلمه من القاعه ...
وقف ابلييس وقد احمر وجهه غيظا وكمدا ، وقال بكل حقد :
افرح بنفسك الليله يا منذر
ولكن بعزة وجلال الله
لن اتركك تفرح طويلا
فالصراع بيننا ابدي
ولن ينتهي
تمت