رواية عاصفة الهوي الفصل الستون60بقلم الشيماء محمد احمد


رواية عاصفة الهوي الفصل الستون60بقلم الشيماء محمد احمد





سيف أتعشى هو وهمس، بعدها سابها تذاكر ونام، وهي سهرت تكمل مذاكرة. ولما جه الفجر، دخلت لحضنه تنام.

بدر كان في مكتبه، الباب خبط، ودخلت بنت ماسكة ملف في إيدها وعرفت نفسها: "أنا حنان، اعتبرني سكرتيرة حضرتك."
بدر استغرب: "أنا معنديش سكرتيرة أصلًا ومش محتاج."
ابتسمت وعرفت نفسها: "أنا بديلة أستاذ حميد."
زاد استغرابه: "ليه؟ هو راح فين؟"
ردت بسرعة: "ساب الشركة، لكن ليه؟ ماعرفش. حضرتك ممكن تسأل باشمهندس سيف، أعتقد إنه نسيبك؟"
بدر كشر، فتراجعت وهي تقدم الملف: "الملف ده المفروض أسيبه لحضرتك تراجعه، لأني عرفت إنك بتحب الملفات الورق مش الإلكترونية."
بصلها بصرامة: "سيبي الملف واتفضلي شوفي وراكي إيه."
خرجت، وهو خرج وراها، شافها بتقعد على مكتب وسط مكاتب الموظفين في القاعة الكبيرة. كمل طريقه لمكتب سيف، اللي رحب بيه وبعدها سأله: "أستاذ حميد فين؟ وليه مشي؟"
سيف بحيرة ردد: "حميد؟"
بدر وضح بإحباط: "ده كان شغال معايا في الأمور المالية. دخلت النهاردة واحدة مكانه، قالت إنها بديلته."
سيف كان واضح عليه إنه معندوش علم بحاجة، فرفع سماعة التليفون: "مريم، تعالي."
في لحظات، كانت قدامهم، فسألها عن حميد. مريم بلغتهم إن الحاجات دي تخصص مروان، وهتروح تسأله، لكنه بلغها تبعته لمكتبه.
بالفعل، مروان راحلهم وجاوبهم: "معرفش ساب الشغل ليه، بس هو قال إنه هيسافر البلد هو ومراته، لأنه جوز عياله خلاص، وعايز يرجع بلده وسط إخواته وباقي عيلته، لأن عياله مسافرين بره. ده اللي فهمته."
بدر سأل: "طيب مين حنان دي اللي جت مكانه؟"
مروان رد: "المفروض إنها أكفأ واحدة بعده، وكانت دراعه اليمين، وعارفة كل كبيرة وصغيرة."
سيف باهتمام: "مضايقاك في إيه يا بدر؟ لو عايز تمشيها أو..."
قاطعه بسرعة: "لا لا، أمشيها إيه! أنا بس قلت أفهم. الدنيا تمام."
انسحب بدر ورجع لشغله، ومروان قبل ما يخرج سأل سيف بفضول: "هنروح إمتى؟"
سيف عمل نفسه مش فاهم: "نروح فين؟"
مروان بغيظ: "لأبو هالة."
سيف كأنه بيفتكر: "آه، أبو هالة؟ اللي جالك وطردته؟ اممم..."
مروان بنرفزة: "بقولك إيه يا سيف، الموضوع مش متحمل غتاتة، فجاوبني هنروح إمتى؟"
سيف ابتسم لضيقه: "ما قلنا على الظهر نتحرك. إيه اللك ده بقى؟ ولا هو أي رغي والسلام؟"

أمل صحيت من نومها مستغربة هي فين وإيه الأوضة الغريبة اللي هي فيها. اتلفتت حواليها تحاول تفتكر هي فين؟ وليه لوحدها؟ بتلقائية نادت: "كريم؟"
باب البلكونة الموارب اتفتح، وظهر كريم: "صباح الخير يا روحي."
اتنهدت بارتياح أول ما شافته وابتسمت. افتكرت إنها في شقة سيف وافتكرت مكالمة كريم لمؤمن علشان يخلي باله من العيال لأن أمل معاه.
قعد جنبها على السرير، فسألته: "الوقت إيه؟ نمت كتير؟"
ابتسم وهو بيبعد شعرها عن وشها: "لا عادي، مش كتير."
سندت على كتفه بحب: "إنت ليه مش جنبي؟"
ضمها، ومحبش يقولها إنه شبه بطل ينام لأن عقله هيجن من التفكير، بس ابتسم: "صحيت من شوية، فمحبتش أقلقك. تحبي نقوم نفطر مع بعض؟"
اتعدلت وهتقوم، بس بصت حواليها وهي بتشد الغطا عليها: "طيب ألبس إيه؟ هات قميصك." (فكرت) "أنا إزاي مفكرتش أجيب أي هدوم ليك؟"
كريم ابتسم وهو بيناولها قميصه، فسألته: "إنت جايب الهدوم اللي عليك دي منين؟"
جاوبها: "بتاعة سيف أكيد."
قامت وهي بتقفل كام زرار: "تعال نشوف هنفطر إيه."
خرجوا مع بعض للمطبخ، فسألته: "تفتكر التلاجة فيها أكل؟"
كريم رد: "تعالي نطلب أي أكل أو نطلع نفطر بره."
فتحت التلاجة بفضول، لكنها اتفاجئت إن فيها كل حاجة ممكن يحتاجوها. فتحت الباب أكتر وهي بتبص لجوزها: "فيها أكل. نعمل فطار ولا نطلع بره؟"
كريم: "براحتك."
أمل ابتسمت: "يبقى نعمل فطار. تعال هنا، بقالنا كتير ماعملناش حاجة زي دي لوحدنا."
حضروا فطار سريع وقعدوا الاتنين في المطبخ يفطروا. أمل كانت ملاحظة شرود كريم كل شوية، بس بتتكلم وترغي علشان تخليه ياكل معاها. كانت شبه بتأكله هي، وبتحط الأكل في بوقه لحد ما اكتفى. بعدها سألته: "قررت إيه؟"
بصلها بجدية: "لازم أسافر يا أمل."
هزت دماغها بتفهم: "هسافر معاك يا كريم."
بصلها برفض: "لا طبعًا. وإياد وإيان؟ هتسيبيهم لمين؟ لا يا أمل."
أمل أصرت: "مش هتسافر لوحدك يا كريم."
كريم بإصرار: "ومش هسافر بيكِ. واقفلي الحوار ده أصلًا، لأني مش هسافر بيكِ."
حاولت تتناقش معاه ، لكنه قفل النقاش وطلب منها تروح للشركة تشوف الدنيا فيها إيه، وقبل الشركة تروح تطمن على العيال.
أمل وصلت البيت، استقبلتها ناهد بلهفة: "كريم كويس يا أمل؟ طمنيني عليه؟ هو فين؟ لسه في شقة سيف؟"
قبل ما تجاوبها، طلع حسن اللي كان رايح الشركة ووقف قصاد أمل: "مش عايزك تباتي بره البيت تاني يا أمل."
ناهد بصتله باستنكار، أما أمل علقت: "أنا مش هتخلى عن جوزي وأسيبه لوحده في أزمته."
حسن بصلها: "وأنا قولت مش عايز بيات بره بيتك تاني."
أمل بصتله بذهول وإصرار في نفس الوقت: "وأنا قولت لحضرتك مش هتخلى عن كريم، حتى لو حضرتك اتخليت عنه أو صدقت اللي اتقال في حقه. أنا مش هتخلى عنه." (حاول يتكلم، لكنها كملت) "حتى لو البيبي ده إبنه حقيقي، مستعدة أربيه معاه لأنه إبن المرشدي. بعد إذنكم، هدخل أطمن على العيال."
وقفها قبل ما تمشي : الناس اللي بيحاربونا مش بعيد يكونوا مراقبينك وشايفين تحركاتك فبلاش تظهري جنبه ، سيبيهم يصدقوا انهم فرقوكم عن بعض .
بصتله برفض : لا يمكن ، هعمل اي شيء الا اني ابعد عن جوزي او أسمح لأي حد يبعدنا عن بعض ، بعد اذنك يا عمي
انسحبت من قدامهم، والاتنين راقبوها لحد ما اختفت. ناهد علقت: "المفروض الكلام ده يطلع منك إنت، مش منها هي ، بلاش يا حسن تبعدهم عن بعض ، خليهم واقفين ساندين بعض وربنا هيفضل معاهم ، كل يوم بحمد ربنا وأشكره إنه وقعها في طريق إبني، وهفضل أحمده وأشكره لآخر يوم في عمري."

عز كان في البيت قاعد في الجنينة واتفاجئ بعواطف عنده بتبلغه إن سبيدو موجود وعايز يقابله، فوافق وطلب منها تدخله لعنده.
سبيدو دخل مع عواطف مستغبي نفسه إنه جه من غير ما يكون سيف موجود. هو صحيح كلمه قبل ما يجي وطلب منه يقابل أبوه، بس كان المفروض يختار وقت يكون صاحبه موجود علشان يتكلم معاه.
عز وقف يستقبله، وبعدها قعد قصاده، ومكنش عارف يبدأ الكلام معاه إزاي.
عز ابتسم لأنه أول مرة يشوف سبيدو محرج أو ساكت بالشكل ده فعلق: "لا أسكت الله لك حسًا، مش متعود عليك ساكت كده."
سبيدو ابتسم بحرج: "ولا أنا متعود على نفسي كده. طيب بما إني فاشل في تزويق الكلام واللف والدوران، خليني أجيبها على بلاطة كده مرة واحدة."
عز ابتسامته وسعت: "هاتها مرة واحدة."
قاطعهم وصول سلوى اللي علقت: "إيه هي اللي يجيبها مرة واحدة؟"
سبيدو وقف واتغاظ من وصولها، بس ابتسم ورحب بيها، وبعدها هي كررت سؤالها: "بتتكلموا عن إيه؟ ولا بتتكلموا عن البيزنس؟"
سبيدو فكر يتكلم عن أي حاجة تخص المصنع وينتظر وجود سيف، لكن تراجع. سيف لسه مفجرش قنبلة خليل، ولو انتظر محدش عارف إيه ممكن يحصل. فزي ما قال لأبوها، هيقولها مرة واحدة. بص لهم الاتنين: "أنا جاي بخصوص باشمهندسة آية." (بص لعز) "زي ما حضرتك عارف أو سيف بلغك، أنا عايز أتجوزها وفي أقرب وقت."
سلوى ردت بهجوم: "مين دي اللي تتجوزها وفي أقرب وقت؟ ليه إن شاء الله؟ هو سلق بيض؟ إيه هو ده؟ بعدين إنت كلمت سيف! هل قالك إننا موافقين؟"
سبيدو متغاظ منها، لكنه فضل محافظ على ابتسامته: "أه."
سلوى بصدمة: "أه إيه؟"
سبيدو أكد: "أه، قال إنكم موافقين، وكنت عايز أكتب كتابنا قبل سفريتنا، بس مكنش في وقت فأجلناها. ودلوقتي جاي أحدد ميعاد كتب الكتاب مع عمي."
سلوى بصت لهم الاتنين بذهول، بس ركزت على جوزها: "إنت قولت لأبنك إنك موافق؟ ولا سيف بيتصرف بدماغه ولا إيه اللي بيحصل!"
سبيدو بهدوء: "حضرتك إيه مشكلتك بالظبط؟"
سلوى زعقت: "مشكلتي إنت، أه إنت صاحب سيف، بس ده مش معناه إني أجوزك بنتي. إنت مين؟ هاه؟"
سبيدو بهدوء يحسد عليه وبنبرة من التهكم: "أنا مين؟ أنا مدير مصنع من أكبر المصانع في الشرق الأوسط، تبع عيلة الصياد لو تعرفيهم."
سلوى بصت له بغيظ: "ده لأنك صاحب..."
قاطعها: "لا، أوعي حضرتك تكملي الجملة دي. سيف ما طلبش مني ولا اترجاني أمسك المصنع علشان صاحبه. سيف كان محتاج حد يثق فيه وفي نفس الوقت قوي يقدر يسيطر على مصنعه وعلى عماله. مفيش رجل أعمال بيسلم نفسه لحد لمجرد إنه صاحبه، وإلا يبقى فاشل. وأعتقد إن إبن حضرتك مش فاشل."
سلوى بتهكم: "والله بدأت أشك في قراراته كلها."
عز رد عن إبنه: "إبنك في سنة واحدة عمل مشاريع تقدر تسد ديون توصل لـ٥٠٠ مليون، واتخلص من المحلاوي، وعمل شراكة مع أكبر شركة في العالم."
دورت وشها بعيد عن نظرات جوزها وكملت مع سبيدو: "بعيد عن شغل عيلتنا، إنت إيه؟ يعني بمعنى تاني، بعيد عن راتبك من المصنع، مصدر دخلك إيه؟"
ابتسم بسخرية: "مصدر دخلي؟"
سلوى بسخرية مماثلة: "الدارك ويب والسباقات الغير مشروعة؟ عملت فلوسك منها؟"
سبيدو: "لا طبعًا، موضوع السباقات ده كان مجرد هواية وراحت لحالها. حضرتك عارفة كويس إني عندي أكبر معرض للسيارات في البلد، ده غير أصلًا إن والدي الله يرحمه كان سايب كل حاجة باسمي. فلو هنتكلم من الناحية المادية، حضرتك مش هتلاقي حاجة تتكلمي فيها."
سلوى بغيظ: "ووالدتك؟ ما شوفتهاش من سنين؟" (أضافت بتهكم) "سمعت إنها اتجوزت."
سبيدو أكد: "أيوه، اتجوزت وعايشة في إيطاليا من أكتر من ١٠ سنين. فضلت معايا بعد وفاة والدي لحد ما استقريت في الجامعة، بعدها سافرت وهناك اتعرفت على جوزها
 وفضلت هناك. فين المشكلة؟ واحدة جوزها اتوفى وبعد وفاته بسنين اتجوزت، إيه مشكلة حضرتك؟"
سلوى مردتش، فبص لعز: "هاه يا عمي، نكتب الكتاب إمتى؟"
سلوى بصت لجوزها منتظرة إجابته، وعز فكر شوية قبل ما يرد: "قبل ما أحدد ميعاد معاك يا سبيدو، لازم أتكلم مع آية نفسها ومع سيف كمان، وبعدها نحدد."
سبيدو وقف: "تمام، شوف حضرتك المناسب وبلغني أو سيف يبلغني. بعد إذنكم، نهاركم أبيض."
انسحب، والاتنين راقبوه لحد ما اختفى من قدامهم. ساعتها سلوى وقفت وانفجرت في جوزها: "البني آدم ده مش طيقاه، ولا يمكن أوافق عليه."
عز وقف: "الشمس سخنت، هدخل جوه."
سلوى وقفته: "بطل تتجاهلني."
عز شد دراعه وزعق: "بطلي تتجاهلي إنتِ رغبات عيالك! آية موافقة عليه وعايزاه، وإبنك شايفه راجل كويس، سيادتك معترضة ليه؟"
سلوى زعقت: "لأنه فولجر!"
عز زعق زيها: "بس راجل يعتمد عليه في زمن أشباه الرجال انتشروا. ده راجل، مش بنت عايزاها تفهم في الإتيكيت زي ما بتحاولي تعملي في مرات إبنك! ليه مش قادرة تفهمي إن المظاهر دي لا تعني شيء لعيالك؟ ليه بقيتي تافهة بالشكل ده يا سلوى؟ ولا إنتِ كده من زمان وأنا مش واخد بالي ولا إيه؟"
سلوى اتصدمت من كلام عز، لكنه كمل: "كان المفروض أفهم من يوم ما اخترتي منظرنا الاجتماعي بدل سعادة إبنك إنك شخصية تافهة. إبنك كان بيتدمر وبيموت بالبطيء قدامك، وقلتلك ساعتها مستعد أتحبس وهو يعيش مع حبيبته، بس إنتِ قلتِ لا، خليه يضحي. إيه يعني حبيبته في مقابل العيلة تتشرد والعمال بيوتهم تتقفل؟ بس كل اللي هامك ساعتها منظرك قدام صحباتك في النادي ورصيدك في البنك، غير كده مفرقش معاكِ."
حاولت تدافع عن نفسها، لكنه زعق: "مش عايز أسمع أي مبررات تافهة. سبيدو أنا موافق عليه، ولو بنتك وإبنك مش معترضين هكتب كتابهم في أقرب فرصة، وده آخر كلام عندي."
سابها ومشي، وهي قعدت مكانها مش مصدقة كل اللي سمعته من جوزها. معقول شايف تمسكها بترابط عيلتها واسم العيلة ده تفاهة منها؟
عز طالع لأوضته، قابلته همس خارجة من أوضتها. أول ما شافها: "إنتِ مش في الجامعة؟"
همس ابتسمت: "لا، ما روحتش النهاردة. بكرة امتحان فقلت خليني أذاكر."
ابتسم وربت على شعرها: "عايزة أي مساعدة لحد ما سيف يرجع يا روحي؟"
ابتسمت بعرفان: "متشكرة يا عمي. أصلًا سيف كان معايا امبارح وذاكرنا معظم المادة، فبراجع، بس لو في أي حاجة وقفت معايا هبلغ حضرتك."
وسعلها الطريق: "طيب يا بنتي، مش هعطلك، شوفي رايحة فين ولا هتتمشي شوية."
ردت بحرج: "لا، كنت جعانة فهنزل أقلب رزقي."
ضحك معاها وعمل نفسه بيتلفت حواليه: "لو قلبتي رزقك افتكري عمك معاكِ."
ضحكت وشاورت على عنيها: "من عنيا، هنزل أشوف إيه وأجي." (مشيت خطوة بعدها وقفته) "تشرب قهوة ولا شاي ولا إيه؟"
ابتسم: "قهوة، عواطف عارفة قهوتي."
دخل أوضته، وهي نزلت لعواطف، عملت كام ساندوتش لها ولعز، وعواطف عملت شاي لها وقهوة لعز. همس أخدتهم وطلعت لفوق، حطت الصينية في الريسبشن اللي فوق، بعدها راحت نادت على عز اللي طلع وانضم لها. أكلوا مع بعض، وبعدها همس جابت ملزمة تراجعها مع عز لأنها حست إنه زي إبنه مهموم ومحتاج حاجة يشغل أفكاره بيها، فقررت تشغله بطريقة ما تضيعش بيها وقتها وفي نفس الوقت تشغل تفكيره تمامًا عن أي أفكار تانية.
عز بالفعل اندمج معاها جدًا في أوراقها، والاتنين شالوا الترابيزة الصغيرة اللي في النص وقعدوا على الأرض. فرشوا الورق حواليهم، وهمس اكتشفت إن عز زيها في فرش الورق، غير سيف المنظم جدًا في أوراقه.
سيف وصل البيت وطلع يطمن على همس، لكن بمجرد ما طلع السلم سمع صوتها هي وأبوه، فراح ناحية الصوت وشاف نفس منظر الليلة اللي فاتت، بس المرة دي همس وأبوه في النص. قاطعهم: "لا إنتِ هتنشري المرض ده في البيت كله ولا إيه؟"
همس ابتسمت بفرحة إنه جه بدري: "على فكرة معظم الطلبة بتذاكر كده، إنت اللي غريب."
سيف قرب منهم وقعد على الكنبة وراهم: "بتذاكروا في إيه؟"
همس ردت: "إلكترونكس، زي امبارح، هو في غيرها؟ ما هي أول مادة."
قعد على طرف الكنبة بحيث يكون قريب منها وإيديه الاتنين على أكتافها، وربت على كتفها: "طيب بما إن أبويا معاكِ، أسيبكم أنا و..."
مسكت إيده بسرعة على كتفها: "ما تقولش هتخرج تاني؟"
مسك هو إيدها وضغط عليها يطمنها: "هشوف هوليا وأغير هدومي، مش هخرج دلوقتي، اطمني."
ابتسمت بارتياح، وعز علق: "اقعد إنت معاها وأنا..."
قاطعه سيف وهو بيقف: "كده كده عايز أطمن على هوليا وعايز أغير هدومي. حضرتك تعبت وعايز ترتاح، اتفضل."
عز رد: "لا أنا ما تعبتش، هكمل معاها شوية لحد ما تيجي."
سيف دخل أوضته وغير هدومه، وبعدها راح لهوليا، خبط عليها ودخل. كانت قاعدة في سريرها، فقرب وقعد جنبها: "قاعدة في أوضتك ليه؟"
رسمت ابتسامة مزيفة: "برتاح."
سيف سأل: "ترتاحي؟ من إيه؟ تعبانة؟"
نفت تطمنه: "لا يا حبيبي، مش تعبانة. Hamsa nerede؟"
ابتسم للاسم: "همسة؟ همسة عندها امتحان بكرة وبتذاكر."
علقت هوليا بابتسامة عريضة : ""ربنا يوفقها. جميلة أوي همس، تتحب صراحة. عمري ما تخيلتك مع واحدة شبه والدتك." (علقت بحزن) "ولا تخيلت إبني مع واحدة زيها، بتهتم بالمظهر وبس."
سيف سألها: "ليه سيبتي إبنك وأحفادك ورجعتي بلدك؟"
اتنهدت بتعب: "سيف بالله ما تفتح دفاتر قديمة قفلها الزمن."
ابتسم بقهر: "ومين قالك إنها اتقفلت؟"
بصتله باستغراب: "أنت ليه مصر تتكلم في الماضي؟"
رد بنرفزة: "لأنه بيطاردني، بيطاردنا كلنا. مين قالكم إن الماضي اتقفل؟ ولا أنتو علشان غمضتوا عنيكم ومش شايفينه افتكرتوه اتقفل؟"
هوليا بصتله مش فاهمة هو بيتكلم عن إيه بالظبط، وحست بالتوهان: "إنت بتتكلم عن إيه؟"
سيف وقف: "عن اللي إنتو مخبينه وفاكرينه انتهى. هنتكلم بالتفاصيل بس مش دلوقتي. أخلص بس قصة مروان وبعدها هنتكلم. هسيبك ترتاحي."
سابها وخرج، لكنه ملقاش همس ولا أبوه مكانهم. رجع أوضته، كانت همس فيها. أول ما دخل ابتسم ومد إيده لها، فرمت نفسها في حضنه. ضمها وشالها من الأرض: "وحشتيني."
همست: "ليه سيبتني نايمة وخرجت؟"
جاوبها وهو بينزلها: "يعني سهرانة لحد الفجر تقريبًا، إزاي عايزاني أصحيكِ قبل ما أنزل؟"
ردت بغيظ: "مين قالك إني سهرانة للفجر؟إنت نمت آخر الليل؟"
ابتسم وداعب خدها: "ما غرقتش في النوم غير بعد ما جيتي لحضني."
صححت جملته: "قصدك بعد ما طفيت كل الأنوار والدنيا هديت حواليك."
ابتسم لها قبل ما يعلق: "قدامي ساعة ونص علشان نتحرك أنا ومروان نروح لهالة. ينفع أنام ساعة وتصحيّني؟"
تعاطفت معاه: "آه طبعًا يا حبيبي، ارتاح وأنا هطلع بره."
قاطعها بسرعة: "ما تطلعيش بره الأوضة، خليكِ جنبي."
علقت باعتراض: "بس إنت مش بتعرف تنام وفي حد بيتحرك جنبك أو في نور، ومش هنضحك على بعض، دي يدوب ساعة."
اقترح: "محتاج عشر دقايق مثلًا لحد ما أغرق في النوم. فإيه رأيك لو تفضلي في حضني العشر دقايق دول، وبعدها قومي ذاكري، وبكده مش هصحى من حركتك أو مش هتقلقيني؟"
عجبها اقتراحه، فقربت منه بتحذير: "بس هتنام على طول، دي يدوب ساعة؟"
ابتسم وشدها لحضنه: "هنام على طول طبعًا."
قعدت جنبه على السرير، المرة دي هو اللي نام في حضنها. هو اللي حط راسه على كتفها ولف دراعاته حواليها. بتداعب شعره بهدوء وهي ضماه، وحالة صمت ورضا مسيطرة عليهم. 
حست بأنفاسه المنتظمة وعرفت إنه نام، بس مقدرتش تقوم وتبعده عن حضنها. سفره الفترة اللي فاتت وبعده عنها ورجوعه مهموم بالشكل ده خلاها تفضل واخداه في حضنها. في حاجة وجعاه هو مش عارف يشاركها مع حد، ولا حتى معاها.
ظبطت تايمر علشان تصحيه في الوقت اللي قال عليه، وأول ما رن هو صحي على صوته، رفع راسه علشان يلاقي نفسه لسه زي ما هو في حضنها، فابتسم: "ليه ما قومتيش؟"
بعد عنها، فهي استغربت: "مهنش عليا أبعدك عني وأقوم. إنت ليه بعدت بالشكل ده؟"
"كتفك يا حبيبتي، إزاي اتحملتي أصلًا؟ وليه؟"
قاطعته باستغراب: "ما أنا بنام على كتفك وفوق صدرك للصبح!"
اتنهد قبل ما يجاوبها: "إنتِ مش واخدة بالك الفرق بين أحجامنا مثلًا؟ بعدين..."
قاطعته: "كنت محتاجة أفضل في حضنك وتفضل في حضني، اقفل بقى الحوار ده."
بص لساعته باستسلام: "مروان اتصل؟ ولا أي حد؟"
نفت، وهو قام مرهق يغير هدومه. أما هي فقامت فتحت البلكونة تدخل هواء فريش، وموبايله رن. وأول ما شافت المتصل: "سيف! مروان بيتصل."
طلع بسرعة رد عليه، كلمه وقفل، بعدها بصلها: "قدامه ساعة إلا ربع عقبال ما يجي لعندي. شكله كان بيوصل والدته لمشوار واتأخر معاها."
قربت منه وحطت إيديها حوالين رقبته ورددت: "قدامك ساعة إلا... امممم، هنعمل فيها إيه الساعة دي؟"
ابتسم واقترح: "تحلي فيها كام مسألة وأنا معاكِ، إيه رأيك؟"
ابتسامتها اختفت وعلقت بتهكم: "أنا ممكن برضه أسيب الأوضة واروح عند عمي أذاكر معاه هو، وإنت تنام النصاية دي كمان؟ مش اقتراح أفضل؟"
حاول ما يضحكش وعلق: "عارفة لو أضمن إن هيجيلي نوم كنت قولتلك اقتراح تحفة."
بصتله بغيظ وفكت إيديها من حوالين رقبته: "هو فعلًا اقتراح تحفة، بعد إذنك."
هتبعد، بس مسك دراعها وهو وراها لف إيديه حواليها: "رايحة فين بس؟ ياااه لو مش امتحانك بكرة يا همس!"
علقت بغيظ وهي بتحاول تشد نفسها من حضنه: "كنت هتعمل إيه يعني؟ هتسيبني وتنام؟"
شدد إيديه حواليها: "بطلي نصب، أنا نادرًا ما بسيبك وأنام، وإنتِ عارفة ده كويس. فنبطل نصب شوية. كمان إنتِ عارفة إن امتحاناتك ملجماني معاكِ. يعلم ربنا أنا بحتاج لقوة قد إيه علشان أسيبك تفضلي تذاكري طول الليل ولا الصبح وإنتِ نازلة بدري الجامعة، وأخترع أي حاجة ورايا علشان أقوم معاكِ أوصلك. فما تنصبيش."
بصتله من فوق كتفها: "طيب مش هنصب. ينفع تسيبني بقى أروح أذاكر؟"
فك إيديه من حواليها، بس مسك دراعها علشان تواجهه. بعدها بصلها كلها بعينيه: "غيرت رأيي وقررت أستغل الساعة دي صح."
حاولت تتكلم أو تعترض، لكنه معطاهاش فرصة تنطق حرف واحد.
بعد فترة هو إيديه الاتنين حواليها، ووشه بيدفنه في رقبتها.
باس رقبتها برقة و اتنهد بحب: "كل ما بفكر إن عندك امتحان بكرة وأنا..."
حطت إيدها على شفايفه قاطعته: "ما تفكرش كده. أنا طول فترة سفرك بذاكر ليل مع نهار. امبارح شوفت بنفسك وراجعنا المادة كلها. النهاردة قعدت مع باباك فترة طويلة راجعت فيها كتير. المادة مخلصاها. إنت بجد مش محتاج تقلق يا حبيب عمري."
مسك إيدها باسها وباس كفها: "أنا لأول مرة أخاف أصلًا من امتحان. اللي بيحصل ده أكبر دليل إن أبوكِ كان عنده حق لما قال ننتظر السنة دي."
علقت بهمس: "بجد كنت هتقدر تنتظر؟ تفضل سنة كاملة تانية مالكش أي حقوق عليا؟"
إيده بتداعب خدها: "كنت هموت في السنة دي أكيد."
سكتوا شوية، بعدها هو بهدوء سألها: "الفلوس اللي سيبتهالك زي ما هي ليه يا همس؟"
قلبها دق بسرعة، ما تخيلتش أبدًا إنه هيهتم أو هيروح يشوفهم. كانت سبق وفكرت تغير مكانهم بس نسيت.
صمتها طال، فهو اتعدل وبصلها: "بتصرفي منين الفترة اللي فاتت دي كلها؟"
برضه فضلت ساكتة، فهو كمل: "من الفيزا بتاعتك؟ فلوس أبوكِ؟"
همس قامت من جنبه، لبست الروب بتاعها وبصتله: "قوم الساعة قربت تخلص يدوب تستعد."
قام وقف قصادها: "بسألك فجاوبيني، بتصرفي منين؟"
بصتله: "من الفيزا بتاعتي زي ما قولت، ينفع ما نتكلمش في الحوار ده دلوقتي؟"
ابتسم بتهكم: "حاولت، صدقيني حاولت ما أتكلمش في الحوار ده دلوقتي، بس لقيتني مش عارف. هتفضلي لحد إمتى كده؟ يعني آخر الحوار ده معاكِ إيه؟"
فضلت شوية باصة للأرض، بعدها رفعت وشها واجهته: "عمري ما كنت إنسانة مادية، ولا بشيل هم الفلوس، أو الفلوس نفسها بتفرق معايا."
أكد كلامها: "عارف ده كويس، وبعدين؟"
كملت: "وبعدين تعاملت عادي، ما فكرتش في كل اللي حصل، ولا فكرت في فلوسي أو فلوسك أو كل ده. ساعتها كل اللي فكرت فيه (داوا مرضاكم بالصدقة) فداويتك بالصدقة. عارفة إنك مش بتفرق معاك الفلوس، ولا إنت من النوعية اللي بيحسب كام وفين، فاتصرفت زيك. روحت المستشفى ودفعت وبس، لكن كل اللي حصل ده بعدها عمري ما تخيلته. ما تخيلتش تقف في وشي وتحاسبني، ما تخيلتش تزعقلي، ما تخيلتش إنك تزعل. ما تخيلتش برضه كلمة مامتك (لما تبقى فلوسك ابقي اصرفي براحتك)، حاجة جوايا اتكسرت ومش هقدر أتعامل تاني بطبيعتي في فلوسك لأنها فلوسك."
مسك دراعها يقربها، بس هي شدت دراعها: "قولتلك بلاش نتكلم في الموضوع ده دلوقتي."
زعق: "لإمتى؟ هاه؟" (حاول يتكلم بهدوء تاني) "جملة أمي كانت غلط، ورديت عليها وما عدتهاش. أما خناقي معاكِ يا همس للمرة الألف، ما كانش علشان الفلوس في حد ذاتها، كان صدمة، كان خوف، كان أي حاجة غير إنه علشان الفلوس نفسها، لأنك إنتِ عارفة إن الفلوس بالنسبة ليّ ملهاش قيمة. فهرجع تاني وأقولك لإمتى هنفضل في الحوار ده؟"
رفعت أكتافها بحيرة: "معرفش، بس مش قادرة."
بصلها: "المفروض أعمل إيه؟ أتخانق معاكِ وأحلف عليكِ؟ ولا..."
قاطعته بضيق: "تقفل الحوار ده دلوقتي."
زعق فيها: "لإمتى؟ مش هقبل إن مراتي تصرف من فلوس أي حد تاني، حتى لو كان الحد ده أبوها."
بصتله، بعدها قعدت على طرف السرير: "وبعدين؟"
سيف بضيق: "بعدين مش عارف، بس فلوس تاني من أبوكِ مش هسمح بيها."
همس بتردد: "أبويا حط في الفيزا عندي 20 ألف، معرفش حطهم إمتى، بس علشان ما تعرفش وتزعل مني أو منه."
سيف قعد جنبها: "أبوكِ ما حطش حاجة، والفلوس اللي حطها لك رجعتها له قبل ما أسافر."
همس بصتله بحيرة ورفض: "أمال مين اللي..."
سكتت وفهمت إنه هو اللي حط الفلوس دي، فكملت: "عملت كده ليه؟"
موبيله رن، فقام يشوفه، بعدها بصلها: "لما أبقى أموت يا همس وما تلاقيش، ابقي خدي من أبوكِ."
بصتله بصدمة: "إنت بتقول كده ليه؟"
رد عليها وهو بيقفل صوت الموبايل: "علشان الواحدة ما بتاخدش فلوس من أبوها بعد ما تتجوز غير في حالتين، يا إما جوزها مش راجل يعرف يكفي بيته، يا ميت، فاختاري أنا مين فيهم؟"
رد على مروان اللي بلغه إن قدامه عشر دقايق يكون عنده، فبصلها: "مروان جاي خلاص. هروح أخد شاور سريع وألبس بسرعة، بعد إذنك."
خلال ربع ساعة كان مستعد، وبصلها وهي كانت لبست هدومها هي كمان: "قصة الفلوس دي مش هتكلم فيها تاني يا همس. هعديها المرادي بسبب اللي حصل ده كله، لكن لو اتكررت يا همس مش هيحصل خير. لو أخدتي مليم واحد من حد غيري، صدقيني مش هعديها ، غلطي كان في نرفزتي عليكِ وكلامي قدام امي وده حقك على راسي ألف مرة لكن غير كده قدري موقفي وخوفي عليكِ ورعبي يكون حصلك حاجة ، المهم دلوقتي هروح مشواري وإنتِ ذاكري لحد ما أرجع، اتفقنا؟"
همس وقفت: "حاضر، هذاكر لحد ما ترجع، وحوار الفلوس ده نتكلم فيه..."
قاطعها بسرعة: "مش هتكلم فيه تاني، ده موضوع منتهي. المهم، لو في أي حاجة وقفت قدامك اسأليني فيها أو اسألي أبويا، تمام؟ ما تضيعيش وقت في حاجة مش عارفاها."
كان خارج من أوضته وهمس معاه، وسمع صوت سلوى وراه: "إنت رايح فين كده؟"
بصلها: "رايح مع مروان مشوار."
سلوى بصتله بغيظ: "مش المفروض نتكلم ولا إيه؟ من ساعة ما رجعت وإنت بتهرب من مواجهتنا."
اتقابلت نظراتهم في تحدي صريح، وهو أكد: "أرجع من مشواري مع مروان وهنتواجه براحتك، بس ياريت ساعتها ما تهربوش إنتو من قدامي."
ما علقتش، بس سابتهم وكملت طريقها لفوق. بعدها بص لهمس: "ادخلي أوضتك، اقفلي على نفسك، ما تسمحيش لحد يضايقك."
هو خرج لمروان، وهي رجعت تذاكر في أوضتها.

كريم في شقة سيف، الباب خبط، اتفاجئ بأبوه ومعاه مؤمن اللي جايب غدا ودخلوا لعنده، ما اتكلموش لحد ما اتغدوا مع بعض. بعدها حسن سأله: "نويت على إيه الخطوة الجاية؟"
رد بحيرة: "مش عارف، بنسبة كبيرة هسافر فرنسا."
مؤمن بهدوء: "هسافر معاك المرادي."
كريم رفض بسرعة: "لا طبعًا، إنت لازم تفضل هنا في الشركة. أعتقد المطلوب خروجي بره الشركة، فلازم تكون موجود مكاني ولازم تنتبه لكل كبيرة وصغيرة. الضربة المرادي هتكون القاضية، فلازم نكون منتبهين يا مؤمن."
مؤمن نوعًا ما مقتنع بكلامه، بس برضه مش قادر ينفذه: "ماشي، بس إنت تسافر لوحدك إزاي؟ ولو حاجة حصلت هناك، هاه؟"
حسن أكد : فعلًا مش هطمن ابدًا انك تسافر لوحدك يا كريم 
كريم بيحاول يطمنهم: "مستر أندرسون هناك وإيليجا."
مؤمن اعترض: "إيليجا اتصاحب على سيف، مش عليك."
كريم: "كلنا شركا يا مؤمن، بعدين هما هناك هيكونوا في صفي، مش قصة صحاب يعني. مش هكون لوحدي، ده قصدي. بعدين مش عايز حد يعرف إني سافرت أصلًا."
مؤمن بعدم اقتناع: "طيب، هتعمل إيه هناك؟ فكر معايا بصوت عالي."
اتكلموا كتير وقبل ما يمشوا حسن وقف قصاد ابنه : انت عارف اني عمري أبدًا ما شكيت فيك ولا في أخلاقك انت ابني وتربيتي وعارف كويس أوي تعمل ايه وما تعملش ايه بس كان لازم تمشي من الشركة علشان يطمنوا ان مخططهم نجح ، محتاجك تكون قوي ومركز وبإذن الله ربنا هينصرك ، كلنا في ظهرك وكلنا معاك يا كريم .
ابتسم وطمن أبوه : كلامك ده لوحده كفاية ودعواتك. 
قبل ما يمشي : خليني قدام الناس ضدك يا كريم بلاش تعرف الكل واعذرني لو اتنرفزت عليك قدام اي حد .
طمنه كريم : اطمن حضرتك .

سيف ومروان وصلوا بيت هالة وطلعوا مع بعض، مروان مسك دراع سيف اللي كان هيرن جرس الباب، فبصله: "مالك؟"
مروان بيهمس: "لو طردونا هنعمل إيه؟ لو..."
قاطعه سيف: "يطردونا ليه يا إبني؟ بعدين أبوها راجل بيفهم في الذوق والأصول، مش هيطردنا."
مروان بتوتر: "ولو طردنا؟ أنا فسخت ارتباطي ببنته، مش ممكن..."
قاطعه سيف بتهكم: "تحب نمشي يعني ونفضها سيرة؟"
مروان كشر بغيظ: "لا طبعًا نمشي إيه؟ أنا بس..."
سيف انتظره يكمل الجملة، ولما سكت بص قدامه ورن الجرس وانتظر الباب يتفتح. قدامهم شاهين اللي بصلهم الاتنين بصدمة، لأنه عمره ما توقع زيارتهم.
سيف ابتسم في وشه: "إيه يا عمي، مش هتقولنا اتفضلوا؟ ولا زي ما البأف ده قال، ممكن تقفل بابك في وشنا؟"
شاهين بص لمروان بلوم وغضب مكبوت: "يمكن هو افتكر الناس كلها زيه معندهاش ذوق ولا أصول و..."
قاطعه سيف بسرعة: "لا لا يا عمي، مروان عمره ما كان قليل الأصل، آه غبي في أوقات بس مش قليل الأصل أبدًا. المهم، ممكن ندخل ولا؟"
شاهين فتح الباب: "اتفضل يا إبني، اتفضل."
دخلوا الاتنين، وبعد ما قعدوا، سيف علق: "هالة موجودة ولا إيه؟ لو ينفع حضرتك..."
قاطعه شاهين: "بنتي عندها امتحان بكرة ولأول مرة تيجي وعندها امتحانات، ومش عارف هتحضر الامتحانات ولا هتعمل إيه؟"
مروان بص للأرض، مش قادر ينطق بس بيتوجع بصمت، أما سيف فاتكلم: "عارف إن عندها بكرة امتحان، وعلشان كده إحنا هنا النهاردة. فلو سمحت ناديها وبإذن الله خير. اسمعونا بس، ده اللي بطلبه، مش هطلب أكتر من كده."
شاهين بعد تردد قام يجيب مراته وبنته، اللي أول ما سمعت إن مروان موجود اتجننت وطلبت من أبوها يطرده. ولما أبوها أصر إنها تخرج تقابلهم، خرجت معاه، بس بمجرد ما شافته: "جاي ليه هاه؟ مش عايزة أشوف وشك ولا عايزة أسمعك ولا..."
قاطعها سيف: "هالة، لو سمحتي."
بصتله: "دكتور سيف، لو سمحت حضرتك أنا بحترمك وبقدرك غير إنك زوج صاحبتي اللي بعتبرها أكتر من أخت. فلو سمحت ما تدخلش بينا."
سيف وقف قصادها: "إزاي بقى ما أدخلش؟ لو بتعتبريني جوز أختك زي ما بتقولي، فأنا بعتبرك برضه مرات أخويا أو هتبقي بإذن الله."
هالة باعتراض: "ولا أنا مرات أخوك ولا هبقى. أنا أخت مراتك وبس."
مروان حاول ينطق: "هالة، لو سمحتي..."
بصتله بغضب: "مش هسمع."
سيف بصلها هي وأبوها وأمها اللي انضمتلهم: "هالة، لو سمحتي، اهدي. بصي، مش مطلوب منك تاخدي أي قرار، بس تسمعيه للآخر. وبعدها، ليكِ مطلق الحرية في أي تصرف تعمليه. تفضلي زعلانة براحتك، تصالحيه براحتك، تطرديه يا ستي كمان براحتك، بس الأول اسمعيه."
شاهين بص لبنته: "اقعدي يا هالة، هنسمع اللي عنده، علشان خاطر دكتور سيف هنسمعه."
هالة ربعت إيديها وقعدت وبصت لسيف: "حاضر، هسمع." (بصت لمروان بتهكم) "اتفضل قول اللي عندك."
مروان أخد نفس طويل قبل ما يتكلم: "الموضوع بدأ من زمان يا هالة، من سنة تقريبًا. جوز أختي الله يرحمه دخل المستشفى، ومنار طلبت مني فلوس. وأول مرة كلمتني كنت في حفلة مع سيف، وقولتلها إني هتصرف وهبعتلها اللي عايزاه، وكل اللي تطلبه هنفذه، ودي كانت البداية."
حكى لها طول السنة عن علاقته بأخته ومصاريفه لحد ما خطبها وبلغ أخته إنه مش هيقدر يعمل أكتر من كده وكفاية، لحد وفاة جوز أخته ولومه بعدها لنفسه.
هالة سمعته لحد ما سكت: "برضه ما فهمتش، كل ده بتحكيه ليه؟"
مروان بصلها: "أنا حاليًا شبه معدم، هتجوز إزاي؟"
هالة باستنكار: "لهو إنت فاكر إني بتجوزك علشان فلوسك مثلًا ولا شغلك ولا منصبك؟"
سيف هنا اللي رد: "مش ده قصده يا هالة."
بصتله: "أمال قصده إيه؟ فلوسه خلصت سابني، ده معناه إيه؟"
سيف علق: "ما سابكيش علشان فلوسه خلصت، سابك لأن أخته وعيالها رجعوا وبالتالي بقوا مسؤوليته. أمه وأخته وعيالها في رقبته."
هالة علقت: "عارفة الكلام ده من لحظة ما عرفت بوفاة زوج أخته، بس مش عارفة إيه اللي اتغير معاه؟"
مروان بترجي: "إيه اللي اتغير؟ كل حاجة اتغيرت، مفيش حاجة ثابتة. إزاي أطلب منك تعيشي معايا في بيت عيلة؟ قولتلك والدتي وقلتي آمين، بس دي والدتي وحقها عليا تفضل معايا، وإنتِ هطلب منك تتحمليها لأنها أمي. لكن دلوقتي أختي وبناتها الاتنين، ده مش ذنبك علشان تتحمليه، فإزاي أطلب منك طلب زي ده؟"
هالة نوعًا ما بدأت تفهمه بس علقت: "ودلوقتي جاي ليه؟ هسألك نفس السؤال، إيه اللي اتغير؟"
سيف رد هنا هو وشرح لها اللي اتفق عليه هو ومروان وإنهم يتجوزوا في أقرب وقت.
هالة سمعتهم للنهاية وسمعت كل مبرراتهم، لحد ما الكل سكت منتظر رأيها، فوقفت وبصت لأبوها: "طلبت مني أسمعه وسمعته. قدرت موقفه؟ آه، قدرته. لكن سامحته؟ لأ، ما سامحتوش. بعد إذنك."
تابعها لحد ما اختفت، شاهين علق: "أنا آسف، بس طالما دي رغبتها فهي حرة."
سيف: "طيب، امتحانها بكرة، خليها تيجي الليلة وتذاكر مع همس بحيث يراجعوا مع بعض، إيه رأيك؟"
شاهين باستنكار: "قصدك تسافر معاك إنت وهو؟"
سيف حس بمدى غباء اقتراحه بعد ما سمعه بصوت شاهين، فتراجع: "مش شرط، هو ممكن حضرتك تتفضل معاها، المهم المحصلة النهائية إنها تذاكر مادة بكرة."
شاهين تقبل تراجع سيف: "متشكر يا إبني، بس هي مذاكرة، والتوفيق من عند ربنا، ولو في أي حاجة هي بتتواصل بهمس على طول."
وقفوا الاتنين، ومروان قبل ما يخرج بص لشاهين: "عمي، سامحني بجد على تصرفي وكلامي مع حضرتك، بس صدقني ده اللي طلع في إيدي لما الدنيا اتقفلت في وشي. كل اللي فكرت فيه إني خوفت أظلمها معايا وأخليها تقبل وضع صعب وتضطر تضحي. اعذرني وحاول تخليها تسامحني."
شاهين: "لو ليكم نصيب مع بعض هترجعوا لبعض، ده قدر ومكتوب يا إبني. خليها تفوق من الامتحانات وربنا يسهل."
سيف أخده ومشي، واتحركوا بعربيته، وصمت مزعج مسيطر عليهم. قطعه مروان: "تفتكر هتسامحني؟"
سيف مركز في الطريق: "في النهاية آه، لكن مش دلوقتي."
مروان بصله بانتباه: "والمفروض أعمل إيه لحد ما تصالحني؟"
ابتسم وافتكر نصيحة إيليجا، فقالهاله: "تفضل تعتذر كل يوم، وتعتذر وتعتذر لحد ما تزهق من اعتذارك، فتعتذر على اعتذارك الكتير."
مروان بصله بذهول: "أزهقها يعني من الآخر؟"
سيف ابتسم: "بالظبط، زهقها لحد ما تقول حاجة من الاتنين؛ يا إما هترجع، يا إما تقول يا فكيك."
مروان بصله بصدمة، وهو ضحك، بعدها سكت باعتذار: "سوري، بس هالة بتحبك وهتسامحك."
مروان بتعلق: "وإيه اللي خلاك تكون واثق كده؟"
سيف بصله: "علشان هي بتحبك بجد، وعلشان هي صاحبة همس، وعلشان ده نفس اللي كانت همس هتعمله معايا بالظبط، بجانب طبعًا البلوك اللي هي متخصصة فيه."

سيف رجع البيت، وهمس اللي كانت قاعدة في الجنينة أول واحدة استقبلته. وقف معاها شوية طمنها على مقابلتهم مع هالة، بعدها أخدها ودخلوا. كان الكل قاعد: أبوه وأمه وأخته وجدته. سلم عليهم كلهم وقعد معاهم بهدوء.
عواطف طلعت: "أجهز الغدا؟ الكل كان منتظرك."
سيف بصلهم باستغراب: "ليه منتظرين كل ده؟"
عز لعواطف: "حضري السفرة، أيوه بسرعة."
سيف بص لهمس: "إنتِ كمان منتظرة وبتذاكري من غير ما تاكلي؟ وإيه أخبار تركيزك؟"
همس طمنته: "أنا فاطرة متأخر جدًا غير الحاجات اللي بشربها كل شوية، فأنا أوريدي أصلًا مش جعانة."
سيف بهزار: "يعني مش هتتغدي معانا دلوقتي؟"
همس شهقت: "أنا قولت كده؟ يعني ده جزاتي إني بحاول أطمنك؟"
ابتسم وقاموا كلهم يتغدوا. سيف لأبوه: "سبيدو كان عندك النهاردة، ليه محددتش معاه ميعاد يكتبوا فيه الكتاب؟"
سلوى ردت: "وإنت مين قالك إننا موافقين أصلًا عليه علشان نحدد مواعيد أي حاجة؟"
سيف رفع وشه وبصلها: "موافقين ومن بدري، من قبل ما يشتغل معانا في المصنع. وبابا موافق عليه لأني كنت متردد أطلب مساعدته إلا لما عرفت إنه مش معترض لو أخد خطوة رسمية معانا."
سلوى بصت لجوزها: "إنت بجد موافق عليه؟"
سيف رد: "إيه اعتراضك عليه؟" (أضاف بتهكم) "غير إنه فولجر اللي ماسكة فيها حضرتك؟"
سلوى بصت لجوزها اللي رد على تساؤلها: "راجل ويعتمد عليه. مش فاهم فين وجه اعتراضك؟ بعدين بنتك عايزاه."
سلوى بغيظ: "ولسه من شوية كانت عايزة حازم." (الكل اتصدم وخصوصًا آية، بس هي تجاهلتهم وكملت) "بعدها كان في باسم، دلوقتي بقى سبيدو؟ ولو بكرة ظهر حد جديد؟ هنقول لسبيدو هاردلك؟"
آية كانت هتقوم، بس سيف رد: "حازم كان كلب وخدع الكل مش هي لوحدها. باسم مالوش أصلًا حكاية ، فما تتكلميش وخلاص. بعدين دلوقتي بنقول نحدد ميعاد كتب كتاب، مش نقلب في حاجات قديمة نعكنن بيها على بعض؟"
عز سأل همس: "همس، هتخلصي امتحانات إمتى يا بنتي؟"
همس باستغراب: "الأربعاء الجاي يا عمو."
عز بص لسيف: "يبقى قوله كتب الكتاب الخميس بإذن الله."
سلوى وقفت علشان تنسحب، بس سيف وقفها: "ما تفكريش تنسحبي لأن لسه كلامنا مخلصش. نخلص بس الغدا الأول وبعدها هنتكلم."
سلوى بضيق: "مش عايزة أتكلم معاكم، سيادتكم بتحددوا."
سيف قاطعها: "اقعدي يا أمي لأن يومنا طويل أوي النهاردة."
هوليا بصتلها: "اقعدي، طالما إبنك عايز يتكلم معاكِ يبقى اسمعيه."
سلوى بتهكم: "أسمعه ليه؟ علشان هيعملي قيمة واعتبار؟ ولا..."
سيف قاطعها: "علشان عندي أسئلة هتجاوبوني عليها."
سلوى بصتله بإصرار: "ولو قولتلك مش هجاوبك على أي حاجة يا سيف؟ هتعمل إيه، هاه؟"
سيف بصلها بهدوء: "مش هعمل طبعًا أي حاجة." (ابتسمت بتهكم، لكنه كمل) "بس مش هتشوفي وشي تاني لآخر يوم في عمري."
زعقت بغضب: "هو في إيه لكل ده؟"
سيف بص لطبقه وبيكمل أكله: "قولتلك ناكل الأول وهنتكلم."
سلوى قعدت وصمت سيطر على باقي الغدا لحد ما الكل خلص. آية وقفت وبصت لأخوها: "هسيبكم تتكلموا."
سيف بصلها هي وهمس: "تمام، وياريت يا همس تطلعي تشوفي مذاكرتك علشان امتحان بكرة."
نقلوا قعدتهم للريسبشن، وآية وهمس انسحبوا، والأنظار اتجهت لسيف. عز سأله: "عايز تقول إيه يا إبني؟"
سيف بصله كتير بتردد قبل ما يسأله: "أنا إبنك حقيقي ولا إبن حرام؟ ولا دي مجرد كلمة والسلام بتقولها؟"
الكل بصله بذهول، وعز ردد: "إنت بتقول إيه يا سيف؟"
رد بإصرار: "بقول اللي سمعته، أنا إبنك في الحلال؟ ولا ابن حرام؟"
نقل نظراته بينهم، الكل مصدوم بالمعنى الحرفي. كلهم باصين له ومحدش فيهم قادر ينطق حرف واحد، وسلوى عندها ذهول بس تغلبت عليه ونطقت: " انت بتهبل بتقول إيه؟"
سيف بصلها: "بسأل خلفتوني إمتى بالظبط؟ إيه مشكلتك؟"
سلوى زعقت: "إيه هو اللي إيه مشكلتي؟ إنت مش سامع نفسك؟ بعدين إيه إبن حرام دي، هاه؟ مين زرع في دماغك التخاريف دي؟"
سيف بهدوء قاتل: "خليل محمود الورداني تعرفيه؟"
الصدمة اتجددت على الثلاثة، وسيف بيدرس ملامحهم، وللأسف باين عليهم إنهم عارفين كويس هو بيتكلم عن مين بالظبط.
عز بهدوء: "إنت جبت الاسم ده منين؟"
سيف رفع عينه ناحيته وبيتكلم وهو بيركز على كل كلمة: "الأول تقولي أنا إبن حرام ولا؟"
سلوى وقفت: "لا، أنا مش مضطرة أسمع الهبل ده و..."
سيف وقف وشبه زعق: "معدش حد هيهرب من إجابات أسئلتي. قبل ما تقومي وتهربي كعادتك تقوليلي خلفتيني إمتى بالظبط؟ وإيه علاقتك بخليل الورداني؟"
عز وقف قصاد إبنه وسأله بحدة: "عرفت خليل منين؟"
سيف بص لأبوه باستنكار: "هو ده اللي فرق مع حضرتك؟ عرفته منين؟"
عز زعق: "أيوه ده اللي فرق معايا، لأني قفلت صفحته من سنين كتير وغار في داهية. ليه بترجعه تاني؟"
سيف زعق زي أبوه: "لأن صفحته ما اتقفلتش، هو اللي وراك، من البداية خالص هو وبس. فاتفضل قولي إيه علاقتك بيه وإزاي دخلته حياتك زمان؟"
عز بإصرار: "سيف، قولي وصلت لخليل ده إزاي وإيه اللي تعرفه عنه؟" (حاول يعترض بس عز كمل) "وأوعدك هجاوبك على كل أسئلتك."
سيف بصلهم، بعدها قرر يحكي اللي حصل في سفريته.
(( فلاش باك  ))
إيليجا نزل من عربيته وراح ناحية عربية سيف، وسبيدو دخل بهدوء. سيف سأله: "إلى متى سنراقب هذا الملهى؟"
سبيدو: "إلى أن نجد ذلك البغيض."
سيف لاحظ صمت إيليجا فبصله: "هل هناك جديد أم ما سر هذا الصمت المزعج؟"
إيليجا: "لقد وصل الآن إلى مسامعي أن صديقك هذا أحد رؤساء عصابات المافيا ويلقب بالعم داني، لذلك لم نستطع التعرف عليه، فلا أحد يعلمه باسم خليل هذا، لكن الجميع يعلم من هو العم داني."
سبيدو بتهكم: "داني ده اللي هو اختصار لورداني، صح؟ حد قاله دمه خفيف، قال داني قال." (التفت لإيليجا) "هل تعلم ما سر عداؤه مع الصياد؟"
إيليجا نفى برأسه: "للأسف لا أعلم، كما سبق وأخبرتكم، إنه أحد الرؤساء، فبالتالي الأغلبية ينفذ أوامره فقط، لا أحد يسأل لماذا."
سبيدو بص لسيف بحيرة: "طيب خطوتنا الجاية إيه؟ سيف، هتقابله ولا هتعمل إيه؟"
سيف بصله، بعدها بص لإيليجا: "يجب أن ألقاه." (بصلهم الاتنين) "لتجدوا لي طريقة أدخل بها إليه."
سبيدو: "لو كده شوية تليفونات هنجيب رجالة كتير، ولا إيليجا عنده رجالته؟"
إيليجا بصلهم باستفسار، سيف ترجمله جملة سبيدو  فايليجا ابتسم : "بالطبع، رجالي تحت أمرك، أنت تحتاج للثقة بي أكثر من هذا."
حطوه تحت المراقبة في الملهى اللي بيسهر فيه، لحد ما ظهر وسط رجالته. ساعتها إيليجا وسبيدو وسيف وسط رجالتهم كانوا بانتظاره، وبمجرد ما قعد وقفوا وراحوا ناحيته. بس بمجرد ما قربوا، رجالته اتلموا حواليه ورفعوا رشاشات في وش سيف، واللي معاه برضه رفعوا رشاشات في وشهم. وسادت حالة هرج ومرج قطعها خليل بكلمة لرجالته، فنزلوا مسدساتهم. بعدها خليل بصله بابتسامة واثقة: "يا أهلًا سيف باشا الصياد، كنت مستنيك بقالي كتير. اتأخرت ليه؟ بقالك كام يوم بتحوم حواليا؟ إيه، أخيرًا أخدت حباية الشجاعة وجيت عندي؟"
سيف وسبيدو استغربوا بس ما أظهروش أي رد فعل. سيف قرب وقال بتهكم: "سبحان الله، إنت اللي مستخبي وبتحارب في الظلمة، ومحاوط نفسك بألف راجل." (بص لرجالته حواليه وكمل) "ومغير اسمك، وفي الآخر أنا اللي جايلك هنا في بيتك، وأنا اللي عايز حباية شجاعة؟ أمال إنت محتاج لإيه؟ ده إنت بقالك..." (فكر لحظات وكمل بتهكم) "قد إيه؟ ست سنين ولا أكتر؟ بقالك كام سنة بتحاول توقع الصياد؟ ومش عارف." (كرر بثقة) "ومش هتعرف."
خليل بصله بابتسامة وما ردش. سيف قعد قصاده وسأله باستهزاء: "تطلع مين إنت بقى؟ لأنك نكرة بالنسبة ليّ. سواء باسمك ده أو ده، الاتنين سيان. فإنت مين؟"
خليل ضحك وشاور لرجالته يبعدوا. بعدها بص لإيليجا وسبيدو وراه وقال ببرود: "خلي أصحابك يقعدوا بعيد شوية، لأن الكلام اللي هيدور بينا ما أعتقدش إنك عايز حد يعرفه غيرك يا إبن الصياد." (كمل وهو بيصطنع التفكير) "هي كان اسمها إيه؟ هوليا جدتك؟ صح؟ يا ترى لسه أبوك طاردها ولا رجعها؟"
سيف هنا اتصدم، لأن ده آخر شيء توقع إنه يسمعه من شخص زي ده. هل يسمع باقي كلامه؟ هل يبعد أصحابه ويسمع اللي عنده لوحده؟ ولا يشاركهم؟
عقله ما أسعفهوش بأي إجابة، وانتبه على إيد سبيدو على كتفه كنوع من أنواع الدعم إنهم جنبه.
ابتسامة خليل الواثقة مضايقاه، بس حاليًا عنده أسئلة كتيرة ولازم يعرف إجاباتها. بص لسبيدو بهدوء: "سبيدو، خد إيليجا واقعدوا، أنا محتاج أتكلم معاه."
سبيدو باستنكار: "لوحدك يا سيف؟"
بصله بتأكيد: "أيوه، وبعدين انت موجود أهو وإيليجا ورجالته، وأنا قدام عيونكم، مش هبعد عن هنا."
سبيدو شاور لإيليجا وقعدوا على ترابيزة جنبهم، ورجالتهم أمنوهم. سيف بص لخليل بابتسامة باردة: "أمنتلك المكان أهو، و أنا لوحدي قدامك، اتكلم طالما خايف تتكلم قدامهم."
خليل ضحك باستفزاز، بعدها سند بإيديه على الترابيزة وقرب من سيف وقال بخبث: "أنا مش خايف، أنا بس عملت اعتبار لابن حبيبتي، ما أخوضش في عرضها قدام أصحابه."
سيف ما فهمش هو بيتكلم عن إيه، فسأله: "عرض إيه اللي بتتكلم عنه؟ وحبيبتك مين؟ الظاهر إنك مجنون وعايز موتك يبقى على إيدي."
خليل بهدوء مستفز: "اهدى بس، خلينا نتكلم بهدوء. انت مهما كان ابن سلوى و..."
قاطعه سيف بقوة: "ابن عز الصياد؟ اتكلم عدل علشان أسمعك."
خليل بسخرية: "حاضر، هتكلم عدل وبالراحة علشان تستوعب كلامي." (نبرته اتحولت لحقد) "انت كنت السبب في جواز حبيبتي من أبوك. أنا وسلوى كنا بنحب بعض، وكنا أصحاب أنا وهي وعز في الجامعة. وفي ليلة سهرانين مع بعض، ولظرف ما سيبتهم وسكروا وحصل اللي حصل، وكانت النتيجة إنت. فسلوى وافقت تتجوز عز."
سيف بصله بعدم تصديق، ولسه هيتكلم، بس خليل ما عطاهوش فرصة وكمل بمكر: "وعيلتك عارفة. هوليا كانت رافضة تمامًا ارتباطهم، بس عز بيحب سلوى. أعتقد انت ذكي وتعرف تحط النقط على الحروف."
سيف الصدمة ملجماه، وعقله وقف، مش عارف يفكر ولا يقول إيه.
خليل متابعه بتشفي وسكت يديله وقت يستوعب فيه معنى كلامه.
سيف بصله وحاول يرد بنبرة تهكمية: "يعني سلوى بتحبك؟ انت متخيل هتقولي الكلام ده، هقولك آمين؟ انت متخلف، صح؟"
خليل ضحك: "معلش، الصدمة كبيرة، خد وقتك في استيعابها."
سيف بغضب: "استيعاب إيه؟ وصدمة إيه؟ هو أي هبل وأي كلام يتقال يتصدق؟"
خليل قاطعه بخبث: "ومش بس كده، أمك كانت حامل مني، بس للأسف البيبي ما كملش، ودي كانت القاضية اللي خلت هوليا تسيب البيت للأبد. طلبت من إبنها يطلقها، بس هو اتمسك بمراته. يمكن لأنه بيحبها، يمكن لأنها غنية وكان محتاج فلوسها تساعده شوية؟ في أسباب كتيرة."
الصمت غلفهم الاتنين لوهلة، ما بين رفض سيف للي بيسمعه ونظرات خليل المتهكمة.
خليل حاول يدخل لعقله، فكمل بمكر: "عز لما الديون اتكاترت عليه، باعك." (سيف بصله بذهول، فكمل بثقة) "هتنكر؟ مش باعك لعصام علشان يسد ديونه؟ ولا نسيت شذى؟" (كمل بتهكم) "اللي حاولت تقتل همستك الصغيرة؟"
سيف ضرب الترابيزة بإيده وزعق: "ما تجيبش اسمها على لسانك، انت فاهم؟ وإلا..."
خليل رفع إيده بتراجع ووضح: "أنا بحب (أكد اسمها باستفزاز) همس، وعلشان كده ما فكرتش آذيها أبدًا. كل اللعب كان بعيد عنها، ولا إنت ما لاحظتش ده؟ آه، شذى حاولت، بس إنت عاقبتها على محاولتها."
سيف افتكر محاولة قتله هو وهمس في شهر العسل: "ولما حاولت تقتلنا في شهر العسل ده كان إيه؟ هاه؟ ولا نسيت العربية اللي بوظتها؟"
خليل ابتسم بخبث : انت خبير في التعامل في العربيات مش فرامل سايبة اللي هتقتلك عيب عليك ، دي كانت قرصة ودن مش اكتر ، تخويف ليك ولمراتك لكن مش هنسميها محاولة قتل لأني بجد لو عايز اقتلك صدقني هقتلك وبسهولة . 
مط شفايفه بتفكير وردد : لو عايز تقتلني هتقتلني بسهولة ؟ امممم ، طيب تمام إنت عايز ايه ؟ آخر اللعبة دي ايه ؟ 
خليل قرب بوشه من سيف وابتسم بانتصار: "أيوة، نجيب من الآخر، عايز عز الصياد وبس. انت مالكش علاقة بالليلة، سيبلي الشركة وسلمني عز الصياد، واطلع برا الحرب دي كلها بمراتك. عارف لو كان وافق يتنازل عن الشركة ويتحبس وإنت تروح تتجوز همس كان كل ده انتهى. بس انت قررت تلعب دور حامي الحمى للنهاية. ابعد بمراتك واطلع برا اللعبة، محدش يستاهل تخسر علشانه."
سيف قرب وشه منه زيه وواجهه بإصرار: "انسى، الشركة بتاعتي، مش هتاخد شبر منها. عز الصياد أبويا يعني مش هسمح لكلب يمس شعرة منه. بيتي وعيلتي أعرف أحميهم كويس. ها الخطوة الجاية إيه؟ هات من الآخر، علشان لعبتك دي بوخت أوي. وقصة الحب دي شوف كدبة غيرها علشان بس مش ظابطة معايا، وقصة 'اطلع بمراتك' دي برضه مش ظابطة منك، لأن رجالتك كان همهم الوحيد قتلي أنا، ولا نسيت؟ فبلاش قصة 'اطلع منها' وشوف لعبة جديدة."
خليل بتحدي: "مين حاول يقتلك غير عصام؟ عصام كان كارت واتحرق، فخلاص سيبتك تتخلص منه وتسجنه. ولا أوعى تكون فاكر إن إنت اللي سجنته؟" (سيف بصله بتردد، فضحك) "سبيدو؟ سبيدو؟ إيه صاحبك المقرب؟ زي حازم؟ وحاتم؟ ومروان؟ يا ترى مين منهم مخلص بجد ومين باعك؟" (سكت لوهلة وكمل بلامبالاة) "بس إحقاقًا للحق يا سيف، محدش فيهم باعك بسهولة، حتى حازم. أخدت وقت كبير علشان أقنعه إنه ينضم، وعمينا عينيه بالفلوس لحد ما وصل لمرحلة صعب يرفض فيها، فاضطر يوافق إنه يدخل لعبتنا. كان جواه شوية ضمير لصاحب عمره."
سيف بغضب مكبوت: "حازم كان عنده ضمير؟ وماله؟" (مط شفايفه بتفكير) "إنت اشتريت أصحابي كلهم؟ ده اللي بتقوله؟"
خليل بتأكيد: "مش كلهم بالفلوس، لو ده قصدك. عصام لما حاول يتخلص منك لجأ لسبيدو، فهنا كان لازم سبيدو يبقى من رجالتي." (سيف بص ناحية سبيدو، فخليل ضحك باستفزاز) "ماهو أكيد مش بتاع دارك ويب وسباقات وأعمال غير مشروعة يتوب فجأة. الحب لا يفعل المستحيل يا سيف. أكيد ما صدقتش إنه ساب الدارك ويب وشغله وحياته كلها علشان سواد عينين آية. هي آه جميلة، بس مش للدرجة دي. سبيدو قام بدوره حلو أوي."
سيف ابتسم بسخرية: "سبيدو تبعك؟ وده اشتريته بإيه؟ بالفلوس برضه زي حازم؟"
استرخى على كرسيه قبل ما يجاوبه ببرود: "سبيدو مش دخلته الفلوس. أهم حاجة تعرف دخلة كل واحد إيه؟ سبيدو عاش حياة كبيرة في الدارك ويب والسباقات غير المشروعة. متخيل إنه كان ماشي على الصراط؟ عنده أخطاء كتيرة وعنده أعداء كتير، وخيوط لعبته وحياته كلها في إيدي، فكان لازم يخضع. وبعدين هو عينيه عليك، بيوصل لي أخبارك، فبالتالي مش باعك بالمعنى المعروف يعني."
سيف باصصله وعقله بيرجع كل لحظة سبيدو ساعده فيها: "بيوصل أخباري؟ طيب وجوازه من أختي؟ ولا ما تعرفش إن سبيدو عايز يتجوز آية؟"
خليل ابتسم بثقة: "جوازه منها مش تخطيطي، وبعدين انت وافقت، فين المشكلة؟"
سيف فضل ساكت للحظات يرتب أفكاره، ونظراتهم متعلقة ببعض في تحدي: "يعني إنت عايز تقول إن سبيدو مش دراعي اليمين، صح؟ هو تبعك انت؟ علشان كده محدش شاف اللي حرق المصنع وكاميرات المراقبة اتحذفت؟ بس هو اتصاب."
خليل رجع تاني يسند على الترابيزة وبرر: "محدش دخل المصنع. هو بنفسه اللي حرق المصنع وهو اللي حذف الكاميرات. يعني إيه حد يدخل يحرق المصنع ويدخل مكتبه يمسح تسجيلات الكاميرات؟ انت ازاي خالت عليك لعبة زي دي؟"
سيف بجمود: "واصابته؟"
خليل ببساطة: "كان لازم يظهر بدور البطل. وبعدين اصابة إيه ها؟ شوية دخان اتنفسهم؟"
سيف باستهزاء: "يعني انت بتاخد أصحابي المقربين تقلبهم ضدي، وبعدها بتحاول تقنعني أسلمك الشركة وأبويا وأطلع منها بسلام؟ منطقك غريب."
خليل ابتسم: "غريب ليه؟ عز نفسه حاربك وفرض عليك واحدة ما بتحبهاش، وكنتم طول الوقت بتتخانقوا. وبعدين انت بتحب التدريس ووظيفتك في الجامعة. روح اعمل اللي بتحبه وسيب الشركة للي يستاهلها."
سيف مط شفايفه بملل: "الخطوة الجاية إيه؟"
خليل أخد نفس طويل ورد بضيق: "قلتلك اللي عندي. الخطوة الجاية عندك إنت."
سيف بتفكير: "عندي أنا؟ اممممم. طيب سؤال تاني، المرشدي ليه بتحاول تدمرهم؟ لمجرد إنهم وقفوا معايا؟"
خليل ضحك بلامبالاة: "هجاوبك علشان بس تعرف إني بحبك. مش هنكر إني كنت عايز أبوظ صفقتكم مع أندرسون أنتم الاتنين، بس شركتهم بالنسبة لي مجرد أضرار جانبية. لكن اللي بيدور وراهم مش أنا. صاحبك المرشدي عنده أعداء كتير وهيدمروه، فابعد عنه علشان إنت كمان ما تبقاش من الأضرار الجانبية بتاعتهم."
سيف قام وقف، فخليل استغرب وقوفه وبصله باستفسار. سيف ابتسم ببرود: "كلمتين أبرك من عشرة: ابعد عن الصياد وابعد عن أي شيء يخصني، وكلامك الأهبل ده روح اضحك بيه على حد غيري. عز الصياد أبعد من نجوم السما بالنسبالك، شركة الصياد أكبر وأعظم من إن واحد مجهول زيك يقدر عليها. عايز حرب؟ هتاخد اللي عايزه. سواء كنت خليل الورداني أو العم داني، في كلتا الحالتين انت نكرة، وأعلى ما في خيلك اركبه."
خليل وقف بغضب وبص لسيف اللي عطاه ظهره وماشي، فزعق بتهديد: "بلاش، انت مش قدّي يا سيف. هتندم، أنا كل ده كنت عامل حساب لسلوى."
سيف لفله وابتسم بتحدي: "ما تعملش حساب لحد، وهات آخرك."
سبيدو وإيليجا الاتنين وقفوا ورجالتهم كمان، وسيف انضم لهم ومشيوا.
سيف حكى لعيلته اللي حصل في مقابلته مع خليل، بعدها بصلهم كلهم وبص لعز بتصميم: "أديني حكيتلك اللي حصل في سفريتي. دلوقتي دورك تحكيلي اللي حصل مع خليل، وليه بيكرهك بالشكل ده؟ ويقصد إيه بكل اللي قاله؟ وكان يقصد إيه لما قال إن هوليا رفضت بس انت بتحب سلوى؟"



تعليقات