رواية شيطان بقلب ملاك الفصل السادس6بقلم حازم الباشا



رواية شيطان بقلب ملاك 
الفصل السادس6
بقلم حازم الباشا





مرت تلك الليله طويله وحزينه على ندى ، وظلت تفكر في طارق ، وهي مشتته بين رغبتها في تواجده في حياتها ، وخوفها من ازدياد تعلقها به

وفي الصباح ... قررت ان تدافع عن حلمها ، وتخوض تجربه قد تدفع ثمنها غاليا
فقامت باخذ هاتف ياسين واتصلت بطارق ، وما ان رن الهاتف حتى جاءها رد طارق بصوت ملهوف : ياسين حبيب قلبي ، وحشتني جدا جدا ، طمني عنك 

تمهلت ندى قليلا قبل ان ترد بصوت متزن : صباح الخير يا استاذ طارق ، اخبار حضرتك ايه 

رد طارق بصوت مرتبك : صباح النور مدام ندى ، انا هاشرح لحضرتك كل حاجه 

باغتته ندى : مفيش داعي للشرح ، ياسين حكى لي على كل حاجه ، انا واثقه من نبل اخلاقك ، ومن حبك لياسين ، وده اللي شجعني اتصل بيك ، واقولك اني اتمنى تعتبرني اخت ليك ، وان ياسين ده ابن اختك 

رد طارق بحماس واضح : ده شرف كبير ليا 

ندى : بس انا هاسالك سؤال ، واتمنى تكون صريح معايا ، لو ناوي تختفي ، فياريت تعرفني دلوقتي ، وتنسى كل الكلام اللي قولتهولك 
رد طارق بنبره حاسمه : اطمني يا مدام ندى ، ان شاء الله هنفضل اخوات طول العمر 
 
انهت ندى المكالمه ، وقد اكتسى قلبها بالوان الفرح الممتزجه بخوف مما قد تحمله الايام لها 

-------------------------------ء

مضت بضعه شهور ، توطدت فيهم علاقه الصداقه بين طارق وندى ، ولكن في اطار اخوي بحت 

وعاشت ندى في سعاده غامره بوجود طارق في حياتها ، حتى جاء يوم ، وحدث ما لم يكن في حسابات ندى ... 

كانت ندى تحضر الغذاء في انتظار قدوم اختها شروق ، وهي تحمل خبرا سارا تريد ان تطلعها عليه ، وتوقعت ندى ان هناك شخص ينوي التقدم للزواج من اختها

وبالفعل حضرت شروق ، واستقبلتها ندى بعناق حار ، قائله : اهلا وسهلا بعروستنا الحلوه 

ردت شروق بابتسامه واسعه : يسمع من بوقك ربنا ، بس العريس اللي انا جايه اكلمك عليه ، ده جايلك انتي ، مش جايلي انا !!!

انفجرت ندى ضاحكه وقالت : عريس ايه يا بنتي ، انا خلاص كرهت الجواز ، وكرهت الرجاله كلهم 

ردت شروق : طيب اسمعى حكايته الاول ، وبعد كده انتي حره ، تقبليه او ترفضيه

ردت ندى بنبره متهكمه : احكي يا ستي ، أدينا بنتسلى 

جلست شروق وبدات تحكي : بصي يا ستي ، هو مهندس ، اكبر منك ب ٤ سنين ، وعنده شركه صغيره ، واسمه عبدالرحمن 

كان بيحب واحده اهلها من اعيان الصعيد ، ولما اتقدملها رفضوه ، فقرر هو وحبيبته انهم يهربوا للقاهره ويتجوزوا 

بس اهل مراته ما سكتوش ، اتبروا من بنتهم ، فضلوا يدوروا عليه عشان يقتلوه ويقتلوا بنتهم ، لدرجه انهم لفقو له تهمه سرقه ، والبوليس بقا بيطارده 

والراجل كان ناوي يسلم نفسه ، لولا ان مراته كانت حامل ، فإتفقوا انه يأجل تسليم نفسه ، لحد ما يطمن على مراته وابنه 

تنهدت شروق تنهيده كبيره ، ثم استطردت : بس سبحان الله ، الست ماتت وهي بتولد ، فخبى ابنه ، وراح سلم نفسه ، وللاسف اتسجن ٧ سنين ، لان الانسانه الوحيده اللي كانت تقدر تبرأه هي مراته الله يرحمها

تعاطفت ندى مع قصه عبدالرحمن ، وقالت : لا حول ولا قوة الا بالله ، وابنه فين دلوقتي ؟؟

اقتربت شروق من ندى ، واحتضنتها بقوه وهي تهمس في اذنها : ابنه نايم جوا في سريرك يا ندى !!!

انتفضت ندى ودفعت شروق وهي تصرخ : ايه الجنان اللي انتي بتقوليه ده يا شروق 

ردت شروق : عبدالرحمن ومراته ، كانوا قاعدين في الاوضه اللي جنبك في المستشفى ، انتي عملتي العمليه بتاعتك قبل ما مراته تولد بليله ، وكان سامع صوتك وانتي بتعيطي طول الليل ، وعرف من الممرضات ان حملك سقط ، وانك شيلتي الرحم 

ولما مراته توفت تاني يوم في العمليه ، راح لسواق الاسعاف اللي نقلك للمستشفى ، ودفع له فلوس عشان يقوله على عنوان بيتك هنا 

وبعدها جاب ياسين لحد باب شقتك ، عشان يحميه من اهل امه ، ونزل من عندك ، سلم نفسه للبوليس 

قاطعتها ندى بصوت يملاءه الرعب : انا مستحيل اخلي اي مخلوق ياخد ابني مني 

عاودت شروق احتضان ندى وقالت بصوت حاسم : اهدي يا ندى ، عبدالرحمن اقسم لي انك لو رفضتي تتجوزيه ، هيسيبك في حالك ، ويسيب ياسين يتربى في حضنك ، بس انتي حرام عليكي تحرمي ياسين من ابوه 

هدات ندى قليلا ، ثم قالت : انا دماغي بتغلي ومش قادره افكر دلوقتي 

شروق : طيب يا حبيبتي اهدي وخدي وقتك ، الراجل مش مستعجل على ردك ، وكل اللي طالبه انه يقعد معاكي

ختمت شروق عبارتها وانصرفت ، وتركت ندى غارقه في دوامه افكارها

------------------------------ء

في وسط تلك الاحداث المتسارعه ، وجدت ندى نفسها تتصل بطارق لتخبره بما حدث ...

ندى : مساء الخير يا طارق ، اخبارك ايه

طارق : مساء الورد يا ندى ، انا الحمدلله بخير ، وانتي ؟

ندى : والله يا طارق انا متوتره اوي ، في موضوعين عاوزه اقولك عليهم ، بس ارجوك مش هاقدر احكيلك اي تفاصيل دلوقتي 

طارق : احكي يا ندى ، واوعدك مش هاضغط عليكي عشان اعرف اي تفاصيل 

ندى : الموضوع الاولاني ... ان ياسين مش ابني بيولوجيا ، انا ربيته من اول يوم اتولد فيه ، واعتبرته كل حياتي 

ثانيا ... ابو ياسين الحقيقي ظهر فجأه ، وطالب انه يتجوزني

لم يعقب طارق وساد الصمت طويلا ، فتابعت ندى : طارق انت سكت ليه ؟؟ انت سامعني ؟؟

استمر الصمت للحظات قبل ان يرد طارق : تتجوزيني يا ندى !!!

كان وقع الجمله على مسامع ندى كشحنه صاعقه انتزعتها من مكانها ، ووجدت نفسها تغلق الخط في وجه طارق بشكل لا ارادي ، وظلت متجمده في مكانها كتمثال من الشمع


                   الفصل السابع من هنا

تعليقات