رواية شمس لا تغيب الفصل الثامن8بقلم ساره سعد
فى حاله من الذهول والصدمه العارمه اتسعت عيون الجميع بذعر والجميع يرى جلال يقف على قدميه كالمارد الضخم يلهث بانفاس غاضبه وعينان تبرقان بالقوة.....لاحت على وجه نغم ابتسامه انتصار وهى ترى وجوههم تتقلب ألوان يناظرون جلال الحسينى يقف أمامهم بكل مايملك من قوه ووقار أول من ركض إليه مبتسم سعيد بعينيه الزرقاء بلون السماء الصافيه مثل قلبه الحنون يهتف بفرحه{حمد لله على سلامتك يا بابا،،،حمدلله ع السلامه ياحاج انت بخير وواقف قصادنا مش مصدق نفسى الحمد لله }ردد طارق كلماته السعيدة النابعة من داخل أعماقه بحب صادق لوالده يقبل يده ورأسه ووجهه الحبيب.....بابتسامه الأب الحنون وحنانه ضم جلال طارق لصدره يضمه بقوه يربت على ظهره قائلا بصوته الخشن القوى {الله يسلمك يا حبيبى الله يسلمك يا طارق انا بخير الحمد لله }مسح طارق دموعه يقبل مقدمه رأس والده {الحمد لله يا حاج }لينظر الى زوجته نظره حب وامتنان على مافعلته تجاه والده.....اغمض هشام عينيه بقوه ووجع لرؤية نظرات اللوم فى عيون أبيه....ليقترب بهدوء من والده ينحنى أمامه وهو يقبل يده وحالة الصدمه مازالت تسيطر عليه {بااااابا انت بخير الحمد لله بتتكلم وواقف على رجلك }سحب جلال يده ببطء يناظر ابنه الكبير بحزن وخيبة أمل {الحمد لله يا هشام انا كويس وواقف قدامك اهو} ادار بعينيه على وجوه الجميع يضحك بسخريه {ولا الكل أعتقد انى خلاص هموت زمن جلال الحسينى انتهي جلال الحسينى راجل عجوز بيخرف وبيهلوس يا شروق }لتسقط رأسها للاسفل بعيون يملؤها الندم والحزن.....أجاب هشام بتردد {ازاى يا بابا حضرتك تقول كده انت مش متخيل سعادتنا }..تنحنح فهد بعد ما آفاق من صدمته وحالة الذهول التى سيطرت عليه على نكز زوجته {عمم مى حمد لله ع السلامه نورت بيتك }رفع جلال عصاه الطبيه يثبتها للإمام فى صدر فهد وهو يقترب منه يضحك بسخريه ومرارة بذات الوقت {عندك متقربش منى يا كلب يا ناكر الجميل انت وبنتى كنتم عايزين تموتنى}هتفت شروق بصوت منكسر {احنا يا بابا لا أرجوك متقو....}وقبل أن تكمل جملتها صرخ جلال بجنون {أخرسى،،،أخرسى ديه اخرتها ديه آخر دلعى وتدليلى فيكى وموافقتى على الجواز من كلب زى ده تبقوا عايزين تموتونى لكن ربنا كبير،،،،أكبر منكم ومن تفكيركم الشيطانى ونسيتوا كلكم حتى ولادى انى جلال الحسينى ومفيش حد يقدر يقهرنى ويذلنى غير ربنا }حول نظره للواقفه بجانب النافذه يرتعش جسدها برجفه خوف ورهبه تتذكر كل ما دار من حوارت أمام ذلك العجوز الخرف المريض كما كانت تنعته دائما،،،وضعت يدها فوق فمها وعينيها تبرق من آثار الصدمه تتذكر تلك الليله التى دخلت بها الغرفه برفقة فهد تتمايع وتتمايل باثاره وهما يقفان أمام سرير جلال يعتقدون أنه نائم من تأثير تلك الادويه الخاطئه التى تدمر خلايا المخ وتدخله فى مرحلة اللاوعي وهى تقبل فهد وهو يضمها من خصرها الي صدره يضحكان بسخريه وفهد ينظر لجلال بتشفى {هانت يا حبيبتى هانت ماتقلقيش انا عارف بعمل ايه بس يموت الراجل ده ويتحكم فى القضية وساعتها انا وانتى ناخد حقنا تالت ومتلت} وبنظرات مغرية حقيره رددت رانيا خلفه {ده حلمى من زمان أننا نخلص من كل ده ونعيش انا وانت اللى اتحرمنا منه يا فهد انا عايشه مع هشام غصب عنى وكل ده عشانك انت وعشان حلمنا بس نخلص كمان من بنته وساعتها كل حاجه هتبقى تمام }غمز فهد لرانيا يضمها لصدره وينهال على وجهها بقبل حاره {انه بنت فيهم انا عايز أخلص من الاثنين مش من واحده }لفت ذراعيها حول رقبته تهمهم أمام شفتيه {شروق الغبيه أمرها سهل الدور والباقى على شمس بس يتحكم فى قضيتها وكل حاجه تمشى زى ماحنا عايزين }لم يخطر على بال كلاهما بان هناك زوجان من العيون تتربص بهم وتسمع كل مايدور من حديث بينهم ليكتشف جلال خيانتهم وقذارتهم.....افاقت من شرودها على تلك العينان الجامده كالصخر تتطلع إليها بقسوة و وغضب يكمل حديثه بصوته القوى{مرضى وشدتى ورقدتى فى سريرى كان بيساعدنى على معرفه كل اللى بيدور من حواليه وانتم اغبياء مش حاسين أو عارفين حاجه غير الخداع والخيانة والمؤامرات القذره }انحنى طارق أمام والده يقبل رأسه بدموع الألم والندم {سامحنا يا حاج سامحنا }ربت جلال على رأس ابنه الأكثر حنان وشفقه ولكن كلمات الشياطين من حوله هى من افقدته صوابه وجعلته يسير خلفهم كاعمى لا يبصر ولا يسمع ولكنه متأكد من معدن طارق الأصيل وطيبه قلبه.....رفع جلال عينان جامدتان كالصخر يصرخ على ابنته وزوجها {انتى وهو اخرجو من بيتى مش عايز اشوف وشك انتى وهو روحى معاه مع جوزك اللى بتحبيه واتفقتى معاه على ابوكى واختك يلا اخرجو من هنا مش عايز اشوفكم تانى }.....رفعت شروق عينين متسعتين بالدموع والقهر تقول بصوت متقطع {انت بتطردنا يا بابا انا وفهد كنا عايزين مصلحتك }هتف جلال بحنق وغضب مشتعل بنيران القهر {مصلحتى أنكم تموتونى وتدخلو اختك السجن ؟؟ مصلحتى أنكم تحكموا عليا بالعجز والموت ؟ انا هشربك من نفس كأس شمس انا هخليكى تدوقى المر على أيد جوزك بعد ما احرمك من الثروه والفلوس اخرجووووو يا كلاب }ارتسمت على الجميع الدهشة والارتباك ينظرون جميعا إلى فهد وشروق وجلال يطردهم من بيته بكل إصرار . .. نظر فهد لجلال بغضب مستعر وعينان ذئب متوحش يركض من الغرفه وخلفه شروق منكسره بحسرة....وجهت رانيا نظرها لزوجها الواقف أمام والده منحنى الظهر مطأطئ الرأس مذلول...انتابها الشعور بالخوف هى الاخرى خائفه من اكتشاف حقيقتها القذره وخيانتها أمام هشام وهى تعلم حق المعرفة بانه جلال اكتشف أمرها مع فهد ولا مفر من ظهور الحقيقة. ...رفعت عينيها تواجه جلال ليهز رأسه بسخريه وعينيه تتحدث بكل شيء يعرفه...تنهد يطلب من أولاده الجلوس أمامه ليحدثهم فى أمر مهم يخص شمس...لتستاذن نغم بالخروج لتترك الاب مع أبنائه...رفع جلال كفه {لا يا نغم يابنتى اعقدى هنا انا عايزك معانا اللى هتخرج من هنا الغريبه فى وسطنا }ضمت رانيا جسدها بذراعيها تنظر لجلال بغل وحقد قائله من بين أسنانها {انا مش هخرج انا مع جوزى }ابتسم جلال لها بمكر رجل عجوز أخدت منه الدنيا أكثر مما أعطته {لكن انا عايز ابنى لوحده من غيرك انتى قريب هتحصلى فهد و شروق }نطق كلماته وهو يشدد على حروف اسم فهد لتتأكد رانيا من شكوكها وتتاكد بأن جلال كشف كل شيء يخصها حاول هشام الاعتراض على أوامر والده {لكن يا حاج رانيا ملهاش دعوه بحاجة أرجوك }رفع له جلال عينان غاضبه {لو مش عاجبك اتفضل معاها انت كمان وأخرج من بيتى اتفضل }وقف طارق أمام هشام يهدئ من الموقف والنيران المشتعلة {اسمع كلام بابا يا هشام وانتى يا رانيا من فضلك اخرجى دلوقتى من فضلك }نظرت رانيا ناحيه هشام تنتظر منه الاعتراض على طلب والده لكن هشام نكس رأسه بانكسار واضح يهز رأسه بقلة حيله {اخرجى دلوقتى يارانيا لو سمحتى} رفعت رأسها بكبرياء مصطنع وجمود قائله {انا هاخد ابنى وهخرج من هنا خالص يا حاج }مط جلال شفتيه يضرب بعكازه الأرض {عايزه تحصلى فهد،،،،ثم صمت قليلا وأكمل كلامه وشروق لو عايزه تخرجى معاهم معنديش مانع بس تسيبى فارس هنا حفيدي}هتفت رانيا بغضب {مش ممكن فارس ابنى واستحالة اسيبه} ليخرج هشام عن طوره يصرخ عليها بعصبية وحنق {رانياااااااا اطلعى على فوق وانا هحصلك }خرجت من الغرفه بنيران مشتعله وغضب اسود وخوف من القادم تقف بقرب الباب المغلق تتسمع عليهم......أما خلف ذلك الباب المغلق نظر جلال لأبنائه بجمود وبقوة يسالهم بهدوء {فين شمس عايز اعرف كل حاجه عنها من ساعه ما خرجت من هنا }...........
▪بسيارته استمع لصوت نجاه الصغيره تتغنى{اه لو تعرف يا حبيب قلبى وانت معايا باحس بايه خلى شويه لبكرا يا قلبى الحب ده مااقدرش عليه....بصى فى قلبى يا عيون قلبى شوف كام حاجه بتتمناك فرحه وشوق وامانى كبيره وليالي حب بتستناك.....بحبك حب خلاني أخاف من فرحتي جنبك.....يشوف حد يحسدها ويحسدنى على حبك }تغنى بحب وهو يبتسم وقلبه يسبقه شوقا اليها حتى وصل عند باب الفيلا وفتح له الحارس ذات العقد الخامس من عمره الباب ليطل برأسه من نافذه السياره {كل حاجه تمام يا عم مبروك }هز الرجل رأسه يبتسم {تمام يا دكتور متقلقش الهانم فى عنيا }نزل من السياره يرفع رأسه ينظر لنافذه غرفتها ليجدها مضاءة....وقف أمام باب الفيلا متوتر يشعر بشيء غريب يحدث معه لقد أصبح لا يطيق أن يفارقها حتى عزم الأمر ودق برفق على باب الفيلا عدة طرقات خفيفه اقتربت منى من الباب تنظر من ثقبه لترى يوسف يقف أمام الباب فتحت الباب تستقبله {أهلا وسهلا يا دكتور اتفضل}تنهد بخجل قائلا {انا جيت اطمن عليكم شمس عامله ايه معاكى }قالت منى بود {لا يا دكتور ماشاء الله من ساعه ما مشيت حضرتك مع انسه مريم وملك وهى هاديه ووشها بيبتسم }نظر لمنى بارتياح وسألها بهدوء {اتعشت }اومأت برأسها {ايوه اتعشت واخدت الادويه وقولت اعملها مج شوكلاته باللبن تشربها }هز يوسف رأسه بإبتسامه{طيب هتعبك معايا ممكن فنجان شاى معاكى معلقه واحده سكر }اومأت منى برأسها بسعاده {عيونى يا دكتور }صعد درجات الدرج ببطء حتى اقترب من غرفتها ليجده نصف مغلق تنحنح قليلا ودق على الباب ليطل منه ببطء ليجدها تجلس فى الشرفة بهدوء تتمسك بدميه ملك وعلى شفتيها شبح ابتسامه رقيقه تزين ثغرها....استند بجسده على باب الغرفه يتأملها بنظره خاصة بثوب نومها الوردي القصير بحمالات عريضه تغطى اكتافها الناعمه وشعرها ينسدل خلف ظهرها بإنسياب مع حركة رأسها الخفيفه وقف ينظر إليها وقتا وهى مازلت شارده تتمسك بالدميه لا تتحرك...اقترب بخطوات هادئه لا تتناسب مع دقات قلبه العنيفة التى كاد أن يخرج من بين ضلوعه وهمس بصوته الحنون{ شمس }رفعت رأسها إليه ليستمتع بترقرق أمواج العسل بشعورها الجديد بالاطمئنان الذى ادركه بحدسه والذى انعكس على عيناه البنيه التى التمعت ببريق خاص وهو يهمس ببطء متردد { انا جيت اطمن عليكى مقدرتش انام قبل ما اشوفك} جلس بالمقعد المقابل أمامها وهو يهمس امام عيناها المتوهجه ببحور العسل الصافى تنظر إليه تتنفس من بين شفتيها المنفرجه بصعوبه { على فكره ملك حبتك جدا بدليل لعبتها اللى فى ايدك }عاد يبتسم يكمل {اكتر حاجه استغربتها أن عروستها ديه هديتى لها وملك أي حاجه منى مش بتفرط فيها بسهوله} ضحكت ضحكه مشرقة خفق قلبه بها قائله بهدوئها المعتاد { ملك تشبهك كتير }اغمض عينيه للحظات يستوعب لقد تكلمت بوضوح دون تردد أو خوف بصوتها الناعم الشجى نظر لها متيم بجمال وجهها تحت ضوء القمر {انا مبسوط انى سمعت صوتك ياريت اسمعه كده دايما واثق جرئ ناعم }أحمرت خجلا تهرب من عينيه تتمسك بالدميه وكانها تحميها من تاثيره الخاص على قلبها شعرت للحظات أنها ليست مريضه كما يزعمون أنها تشعر و تحس بكل ما يدور حولها من أحداث تستشعر كلماته ويدق قلبها لحنانه.....ابتسمت تقوى نفسها وتردد {انا مش مريضه }رفع ذقنها إليه يخرجها من شرودها يقترب أكتر من وجهها لايفصل بينهم إلا صوت انفاسهم الساخنه.....عيناه تسبح بتفاصيل وجهها يهمس بصوت عاشق{انتى جميله ورقيقه شمس ابتسمى دايما }اغمضت عيونها تذوب فى أنفاسه الحاره تستسلم أمامه خاضعة لشفتيه التى سحقت شفتيها بقبلة ناعمه عميقة اندمجت بها انفاسهم...ولم يقطع اندماج شفتيهم سوى طرقات منى على باب الغرفه .. ابتعد يوسف وهو يتصبب عرقا وقف يستند على حافة الشرفة يستنشق الهواء بعمق يطفئ نارا احتلت جسده الرجولى....أما هى فظلت على حالها تائهة بشفتيها المنفرجه وعينيها تترقرق بالدموع وحمره وجهها تزداد توهج....دخلت منى تحمل بين يدها المشروبات {اتفضل يا دكتور الشاى وانتى يا انسه شمس اشربى الكاكاو ده }التفت يوسف بعد أن تمالك نفسه ولملم حاله{شكرا يا منى }ومأت منى برأسها{انا فى اوضتى لو حضرتك احتاجتنى }وخرجت بعدها تغلق باب الغرفه خلفها تاركة كل منهم على حاله وقف متردد أمامها يشعر بانه تهور فى التعبير عن مشاعره وهى تشهق مرتجفه انحنى يجلس أمامها يعتذر بصوت متهدج{شمس اااانا اسف مش عارف عملت كده ازاى انا....}وقبل أن يكمل اعتذاره شهقت بقوه ترتجف لترتمى على صدره تنكمش أكثر بين احضانه واصابعها تغرسها باكتافه العريض قائله بين شهقاتها
" {انت مش زيه ...انت مش هو ....ه كان عااا ..وز ..يبوسنى بالقوة ...هو وحش اوى يوسف كان عاوز يغتصبنى ..انا خفت منه بس صرخت ..بس هو ...هو ..ضر ..ضربنى ..انا معملتش حاجه هما مصدقونيش ..ماما دريه...هو هو السبب صدقنى مش انا ...اوانا ...اوعى تسيبنى يوسف انت مش زيهم ...انت......"} ثم اجهشت بالبكاء اكثر وهى تتمسك بعنقه وتدفن نفسها بأحضانه .....
لم يتحمل يوسف رجفه جسدها ضمها اكثر اليه وكانه يخبئها داخله ضمها بقوة بين ذراعيه يعانق روحها قبل جسدها .....{شششششش.......اهدى شمس} ...قالها وهو يربت بيده على ظهرها ويدس انامله بين خصلات شعرها ...وابعدها عن ذراعيه قليلا لتأسره بعسل
عينيها الذائب بدموعها اكثر وانفها الاحمر ليحيط وجهها بيديه وهو ينظر اليها بحنان وحب يقطر من عينيه {انا معاكى دايما ..مش هسيبك ابدا ...هحميكى منهم تأكدى من ده ..مش هسيبك بعد ما لقيتك شمس ...انتى} اراد ان يخبرها انه وقع بغرامها منذ ان وقع اسيرا بعينيها لكنه فضل انتظار لحظة مناسبه
احتضنت يده المحتضنه لوجهها وهى تنظر اليه بحنو ..وكانها تشعر بما يدور بداخله ...نظرة جعلته يندفع اليها بمشاعره يخبرها بشفتيه بما يدور بداخله قبلها بقوة قوة تغرق بحنانه وفرط مشاعره وكانه يثبت لها ولنفسه قبلها انها ملكه هو ..هو فقط وانها قدره ....بعد فتره من العناق الحار والقبلة الملتهبه التى أشعلت فتيل الحب والعشق بقلب يوسف تأكد بانها ليست مجرد حاله عابره فى حياته....فهى حبه الذى عاش عمر يبحث عنه ولن يجده إلا معها........
جلس بجانبها يشبك اصابعه باناملها الصغيره واتخذت من كتفه وساده تشعرها بالأمان.....تنهد بعمق يفكر فى كلامها عن ذلك الحقير الذى حاول أن يغتصب حقه فهى له وحقه....أخذ عهد على نفسه أن يمحى من ذاكرتها كل شىء ازعجها وجرح قلبها واقسم بينه وبين نفسه سيفعل كل ما فى وسعه لتكون سعيده وامانه داعب اناملها برقه يسألها { مين فهد }رفعت رأسها تنظر إليه واناملها تشتد تمسك بيده ترتعش....ليضمها بين ذراعيه { خلاص شمس أهدى مش عايز اعرف}....
ازدردت ريقها بصعوبه وهى تحاول أن تتماسك لتنظر فى عمق عينيه التى تمدها بالقوة والحب {جوز اختى شروق }....لاحت على وجهه علامات الاستغراب {جوز اختك حاول يعتدى عليكى }اومأت برأسها تجهش بالبكاء ليمسح دموعها الغاليه بشفتيه {اسف انى فكرتك بس صدقينى ده فى مصلحتك }احاط وجهها بيده {لازم تكونى أقوى وترجعى تواجهى الدنيا بشمس قويه مش ضعيفه }خفق قلبها بجنون تسعى أنها الآن أقوى بوجوده فهو بجانبها تستمد منه قوتها وارادتها التى افتقدتهم ودون مقدمات بدأت تحكى له ما حدث وهى تتذكر أحداث هذه الليله{ كنت فى اوضتى فى الفيلا كان وقت امتحاناتى وكنت مشغوله بالمذاكره ومقدرتش اطلع مع اخواتى نسهر....كان بابا مسافر هو وماما دريه للعمره}أخذت نفسا عميق تتشبث بيده.تسترجع ما حدث...... طرقات خفيفه على باب غرفتها جعلتها تنتبه قالت وهى تقلب فى صفحات كتابها{اتفضل}دخل فهد الغرفه بعيون حمراء واسعه وشعر أشعث يترنح من آثار المشروب وقفت مستغربه كيف يدخل غرفتها بهذا الوقت ولماذا سألته بغضب {فى حاجه يا فهد ومن فضلك اتفضل أخرج من اوضتى }.أغلق باب الغرفه بقدمه وتقدم منها يلقى جاكيت بدلته ارضا { شمس انا اا انااااا }كان يترنح بشده ورائحة المشروب تفوح من فمه بشكل مقرف...هتفت بغضب وهى تبتعد {انت شارب ومش حاسس بنفسك ممكن تخرج من اوضتى حالا قبل ما اصرخ والبيت كله يتلم }ضحك بقوه وهو يحل ربطه عنقه {تصر رخى اطمنى يا حلوه مفيش حد هنا غيرنا انا وانتى وبس وكل الخدم نايمين يعنى محدش هيحس ابدا }ثم جذبها من ذراعها فجأه لتصطدم بصدره....سحبت ذراعها منه بقوه وهى تدفعه ليخرج تهتف بحده{انت اتجننت فهد انا اخت مراتك اللى بتحبك انتى شخص مقرف وانا هفضحك }اقترب منها ببطء وهو يقول بلهجة اخافتها{ تفضحينى ليه انا بحبك وانتى كمان }ابتعدت بظهرها حتى التصقت بمكتبها تهتف بتوتر {انا بحبك انت مجنون حقير انا بعاملك زى هشام وطارق بس انت للأسف ماتستحقش اقترب منها اكثر حتى لم يعد بينهما سوى انفاسهما ليهمس بصوت كالفحيح{انا بقا بحبك وعايزك انتى ليا وملكى }بعدت وجهها تشمئز من رائحته ثم دفعته بقوه لكنه لم يتزحزح وبدأت يده تكبل يدها بقوه يقرب شفتيه من عنقها يقبله بكل وحشية ..حاولت بكل قوتها فك يدها والفرار ولكنه كان الاقوى وهو يزداد من تقبليها يحاول أن يجردها من جاكيت منامتها الحريرية {ابعد ابعد عنى يا حقير ابعد }حملها بقوه والقاها فوق الفراش وألقى بجسده الضخم فوقها يقبل عنقها وهى تحته تصرخ تنادى على الخدم ليكتم فمها بيده واليد الأخرى ينزع ملابسها ....وفجأه ضربته بقوه أسفله ليتركها وهو يتألم استطاعت الفرار من تحت جسده ولكنه لحق بها يسد باب الغرفه بجسده ينظر لها كحيوان يقع بفريسته يقول من بين اسنانه{انتى ليا انا انا وبس يا شمس حتى لو غصب عنك مش هسيبك }قالت بغضب{هفضحك قدام الكل وخصوص بابا وشروق}كشر عن انيابه بغضب جعلها تتراجع خوفا منه وهى تبكى بحرقه وتحاول أن تصلح ما أفسده {شروق مش هتصدقك بكلمه واحده منى هتكونى انتى اللى جرجرتينى لاوضتك وانتى اللى عايزانى مش انا}همست بيأس تترجاه ببكاء مرير{أرجوك يا فهد أخرج أرجوك مش عايزه اختى تكرهنى اكتر }بالأسفل دخل كل من هشام وزوجته وطارق ونغم ومعهم شروق تقول وهى تركض على الدرج {زمان فهد جه من شغله وقلقان عليا اتأخرت بسببكم }....سمع فهد صوت شروق وضحكاتهم العاليه ليخرج بسرعه البرق من غرفتها يصرخ بصوت عالى {انتى حقيره مجنونه انا جوز اختك يا حيوانه يا سافله }ركضت شروق باقى الدرج وخلفها هشام وطارق ليتجمع الجميع أمام غرفه شمس وفهد يقف بشعر أشعث وقميصه ممزق يهتف فى شروق المذهوله {شوفتى الهانم اختك استغلت انك مش هنا وعايزانى عايزه ديه حقيره مجنونه }تفاجئ الجميع من منظر فهد وصرخاته وهو يردد هائجا {ديه مجنونه مجنونه مش عارفه بتعمل ايه لازم تحطوها فى مستشفى المجانين }لتنتفض شروق من مكانها بوجه غاضب حاقد تدخل غرفه شمس الجالسه بين مكتبها والحائط تبكى بحرقه وتهز رأسها بالنفى....هجمت عليها شروق بكل غل وحقد تمسكها بقوه من شعرها وتضربها عده صفعات وطارق يحاول أن يتدخل ونغم أيضا {انتى حقيره .... زى امك عايزه تسرق جوزى زى ماسرقت ابونا ..انا هقتلك}وشمس تصرخ{كداب صدقينى كداب هو اللى حاول معايا }تعالت صرخاتها تتمسك بنغم {صدقينى يا نغم كدااااب ورحمه ماما هو اللى دخل اوضتى }خرجت من الغرفه تهجم على فهد ببكاء وتشنج تضربه بقوه{أتكلم أتكلم يا حقير حرام عليك}جذبها هشام بقوه يصفعها حتى وقعت ارضا تحت قدمه تتشنج من البكاء وتصرخ بمراره {والله انا بريئه }.........
