رواية العذاب الممتع
الفصل السادس والاخير
بقلم حازم الباشا
كانت نهله لبست قميص النوم الازرق ، وسرحت شعرها وحطت برفيوم ، واتشيكت
وراحت اوضه مراد ، اللي كان نايم في عز نومه
وبدأت تحضنه وتبوسه بكل حب ولهفه ، ودموعها بتنزل من عينيها غصب عنها
مت لمسات نهله ، بدأ مراد يصحى ، ويفوق بالتدريج
وفجأه انتفض من مكانه ، وقال وهو في قمة اندهاشه :
نهله !!!
ايه ده !!!
انتي بتعملي ايه !!!
وبتعيطي ليه
فيه ايه بالظبط
احنا لسه ما اتجوزناش !!!
حاول مراد يبعد نهله عن جسمه بلطف ، وبدون عنف
لكن نهله زقت ايديه وفضلت تبوس فيه وثالت وهي بتعيط :
اسكت بقا يا منير !!!
انا خلاص افتكرت كل حاجه
فجأه ... مراد دموعه نزلت ، وهو بيقول بكل لهفه :
حمدالله على السلامه
يا نجوى
وحشتيني اوووي اوووي
واندمج الاتنين في عناق وقبلات محمومه ، وقد امتزجت قبلاتهم بدموعهم
فاخيرا انتهى كل العذاب والحرمان !!!
《مشهد رومانسي طويل ، تم حذفه احتراما لقوانين الجروب ، وسيتم نشره في صفحتي الشخصيه فقط》
-----------------------ء
وحتى نعرف كيف تحولت نهله ... الى نجوى !!!
وكيف تحول مراد .. الى منير !!!
فسوف نعود بك عزيزي القاريء بالزمن ، الي سنه كامله الى الوراء ...
عندما قامت الكاتبه المغموره/ نجوى عبدالغني ، بتاليف اول روايه لها بعنوان (عقاب الحب)
والتي تدور احداثها حول محاولات رجل الاعمال الكهل (مراد بيه) الايقاع بسكرتيرته الحسناء (نهله)
والتي هي بنفس الوقت ، زوجة (عادل) الذي يعمل موظفا لديه في الشركه !!!
وقد لاقت الروايه نجاحا جماهيريا كبيرا !!!
مما دفع النجم والمنتج السنيمائي الشهير ... ( الفنان/ منير وجدي )
الى التعاقد مع "نجوى" ، لتحويل روايتها الى فيلم سنيمائي ضخم
وحدث التعارف بين الطرفين ، واستطاع منير اقناع نجوى ، بانها تمتلك موهبه التمثيل ، بالأضافه الى ان وجهها سنيمائي جدا
.
واتفق الاثنان على منحها اول دور بطوله لها بهذا الفيلم ، حيث ستلعب دور السكرتيره (نهله) !!!
وبرغم ان بطل الروايه (مراد بيه) يتجاوز الستين عاما ، الا ان منير قد نجح في تجسيد هذا الدور ببراعه
وذلك بمعاونه طاقم محترف من المكييرات ، الذين نجحوا في جعل ملامحه تبدوا اكبر من سنه الحقيقي بعشرين عاما !!!
ومع الوقت ...
تطورت العلاقه بين نجوى ومنير ، وتحولت الى قصه حب ، تم تكليلها بزواج سريع
وبعد تصوير بعض مشاهد الفيلم بالقاهره
ذهب العروسان لقضاء شهر العسل في فرنسا ، حيث كان مقررا تصوير بعض مشاهد الفيلم فيها
وقد تم اسناد دور (امل) زوجه (مراد بيه) الى النجمه/ علا الحلواني ، والتي كانت قد ابتعدت عن الاضواء ، بعد ان تجاوز سنها الخمسين عاما
والتي اشترطت ان يتم اسناد دور (عادل) الى صديقها الممثل الشاب المغمور (هيثم صلاح)
والتي كانت تدور الكثير من الشائعات حول علاقته المشبوهه ، بالنجمه علا الحلواني ، مما اثار حفيظه زوجها
ومن المعروف للجميع ان زوج علا ، قد هددها بشكل صريح بالقنل !!! ، اذا ما اكتشف صحه تلك الشائعات
--------------------ء
وفي صبيحه احد ايام التصوير ...
كانت نجوى تقوم بتصوير مشهد هروبها ، من فيلا مراد بيه ، وهو نفس المشهد الذي بدأت معه احداث قصتنا !!!
وكان فريق التصوير قد جهز سيارة نجوى بكافة الكاميرات والمكيروفونات اللازمه لتسجيل ذلك المشهد
بالاضافه الى تجهيز سياره اخرى ، نصف نقل ، وكان مخططا ان تسير تلك السياره امام سيارة نجوى
وذلك لتسجيل بعض اللقطات الحيه للطريق اثناء تصوير المشهد
وبالفعل بدأ التصوير ، وركبت نجوى السياره وانطلقت بها كما كان مخططا
الا ان اندماج نجوى الزائد في تقمص شخصيه نهله ، اثناء مكالمتها مع (عادل) ، قد منعها من ملاحظه سرعه سيارتها
فارتطمت بعنف في مؤخرة سياره التصوير ، وحدثت لها تلك الحادثه
التي ادت الى نزيف بسيط للمخ ، وقد تسبب ذلك النزيف في حالة من المحو المؤقت لذاكرة نجوى الحقيقيه
واستبدالها بذاكرة اخر شيء حدث لنجوى قبل اجراء العمليه ، وهو ذلك الدور الذي كانت قد نسجته في روايتها على مدار ثلاثه سنوات من التأليف
هذا ما اكتشفه منير ، فور استيقاظ نجوى من غيبوبتها بعد العمليه
----------------------ء
وقد دار ذلك الحوار بين منير ، والطبيب الفرنسي الذي قام بفحص نجوى بعد الافاقه مباشره
وهو الحوار الذي لم تفهمه نجوى ، لانها لا تجيد اللغه الفرنسيه !!!
الدكتور الفرنسي :
انا اسف مسيو منير
لكن لازم ابلغك بحاله
مدام نجوى
انها فقدت ذاكرتها الاصليه
وعقلها فقد التمييز بين الواقع
وبين دورها في الفيلم
منير :
الحاله دي هتتعالج ازاي
ارجوك طمني يا دكتور
الدكتور الفرنسي :
غالبا الحاله دي بتنتهي لوحدها
ممكن تستمر ايام
وممكن شهور
بس اهم شيء
انها ما تعرفش انها فاقده الذاكره
لازم تجاريها في خيالها
لحد ما عقلها ينشط لوحده
ويستعيد الذاكره الحقيقيه
منير :
ليه يا دكتور ما نحاولش
نعرفها الحقيقه
ونحاول نفكرها احنا بانها
نجوى
مش نهله !!!
رد الدكتور بشكل قاطع :
لو حاولت تعمل كده
ممكن تجيلها صدمه عصبيه حاده
وتفقد الذاكره للابد
الحل الوحيد عشان
ترجعلها الذاكره بسرعه
انك تجاريها في خيالها
انت وكل الناس اللي حواليها
والاهم من ده
انك تبعدها عن اي توتر او انفعال
رد منير :
طيب ممكن اخدها
ونرجع مصر ؟؟؟
رد الدكتور :
لا طبعا
السفر خطر عليها جدا
بسبب النزيف اللي حصلها
وقت الحادثه
وخلص حوار منير مع الدكتور ، وفضل منير يدور على خطه يقدر ينفذ بيها اللي طلبه الدكتور منه
-------------------ء
اجتمع منير مع فريق العمل بتاع الفيلم ، وشرح لهم مشكله نجوى ، وانها لازم تفضل مقتنعه بإنها (نهله) اللي لسه عقلها عايش جوا احداث الفيلم !!!
وبعد مناقشات طويله وتفكير عميق ...
وصلوا كلهم للفكره الجهنميه دي !!!
انهم يقنعوا نجوى انها خبطت واحد ، وان البوليس هيقبض عليها
واستدعوا ممثل فرنسي ، كان ضمن فريق عمل الفيلم
ولبسوه بدلة ظابط بوليس ، واتفقوا مع ادارة المستشفى ومع الدكتور الفرنسي
انهم يرتبوا المشهد التمثيلي ده ، عشان يقنعوا نجوى انها فعلا متهمه !!!
ومشيت كل احداث الخطه زي ما كان مترتب لها بالظبط
ما عدا حدث واحد بس !!!
اللي مكنش من ضمن الخطه نهائيا !!!
--------------------ء
في الليله اللي صحيت فيها نهله ، وظبطت امل مع عادل !!!
كان منير طلب من الفنانه علا ، اللي كانت طبعا بتبات في اوضتها ، لوحدها كل ليله
انها تاخد بالها من نجوى مراته ، لانه هيسهر مع مجموعه من اصحابه المصريين القيمين في فرنسا ، وهيبات معاهم
وعلا انتهزت فرصه خروج منير ، واتصلت بصديقها هيثم ، وطلبت منه ييجي يبات معاها
لكن حظها كان اسود زي افعالها ، ونجوى صحيت وظبطتها
وهيثم لقى نفسه هيتفضح هو وعلا ، وختبقى كارثه لو جوز علا شم خبر بعلاقتهم
فاضطر يرتجل ويفكر في حل ، وهو انه يوهم نجوى انه هيبلغ عنها !!!
واتغير سيناريو الخطه من اللحظه دي
لكن سبحان الله ، التغيير ده كان في مصلحة نجوى
لانها كرهت تفصل لابسه هدوم امل ، ودورت على اي هدوم
وتوالت بعد كده باقي الاحداث اللي احنا عارفينها !!!
----------------------ء
وبعد مرور اسبوع من استعادة نجوى لذاكرتها ...
قعدت نجوى جمب في منير في كراسي الدرجه الاولى ، على طياره مصر للطيران المتجهه الى مطار القاهره ، وهي بتهمس في ودنه بكل حب ، وتقول :
انا اسفه يا حبيبي
بوظت لك الفيلم بتاعك
عذبتك معايا
طول المده اللي فاتت
بس بجد
اللي حصل ده خلاني
احبك
اكتر من الاول
الف مره
رد منير وهو ماسك ايد نجوى وبيبوسها :
فداكي الف فيلم
يا روح قلبي
انا بجد فرحان اوي
انك اتحجبتي
انتي متعرفيش
انا كنت بحس بإيه
وانتي بتتكلمي
على الزفت اللي اسمه هيثم ده
وكأنه جوزك بجد
انا كنت بغلي من جوايا
يمكن ربنا عمل كل ده
عشان يرجعنا لطريقه
وعلى اد ما اتألمنا
احنا الاتنين
في التجربه دي
لكن حبنا انتصر في النهايه
وبرغم الالم والعذاب
الا انه في النهايه
كان "عذاب ممتع"
تمت