رواية رفيق الليالى الحلوه الفصل الخامس5 والسادس6 بقلم روزان مصطفى

رواية رفيق الليالى الحلوه الفصل الخامس5 والسادس6 بقلم روزان مصطفى

العسكري فتح الحجز وهو بيقول : رفيق وأصيل وغالب السُلامي ، تعالوا معايا

قام رفيق وهو بيحط الولاعة في جيبه وضوافره وأطراف صوابعه متبهدلة من اللسع ، وخرج وراه أصيل وغالب

دخلوا مكتب الظابط ف لقوا بنت لابسة شنطة ظهر وطرحة وجنبها مامتها

غالب بصدمة : مليكة !

لفت هي ومن غير وعي منها مسكت إيده وقالت : أبيه غالب هما حبسوك ليه ؟ 

بصله الظابط بطرف عينه وقال : إبقي قولي لأبيه يا حبيبتي يحفظ لسانه عشان ميحطش نفسه في مواقف ميعرفش يخرج منها 

غالب سمع كلمة " حبيبتي " ف إنحنى على مكتب الظابط وهو بيقول : لولا إننا في القسم ، أنا كُنت ..

لقى حد بيكتم بوقه وبيسحبه لورا ، كان أصيل وقال للظابط بهدوء : مُتشكرين يا باشا 

سحب أصيل غالب من التيشيرت بتاعه ف بعد غالب إيد أصيل عنه بغضب وهو بيقول : نزل إيدك دي !

أصيل بتبريقة : خلينا نخرج من هنا عشان متتفتحش علينا أبواب جهنم ، وإبقى إتحكملنا في غيرتك دي شوية عشان خُلقي ضيق 

خرج أصيل وهو حاطط إيده في جيبه ووراه رفيق 

مسكت مليكة دراع غالب وهي بتقول : كُنت هتجنن عليك يا أبيه

مسك غالب دقنه الخفيفة وبص بعيونه الرمادي لمليكة وقال بصوته اللي بيخليها تترعش : وأنا كمان كُنت هتجنن عليكي يا ملكي

قلبها دق لإن غالب بالذات المُتحكم في قشعرتها بكلامه ، هي متعرفش راجل غيره إتربت وكبرت على إيده ، ف إبتسمتله 

* خارج القسم 

رفيق بنبرة باردة موجهه كلامه لأصيل : إشمعنا قررت تشوف بسنت إنهاردة تحديداً ؟

وقف أصيل مكانه من غير ما يلف ليه وقال : عشان مراتي حقي أشوفها وقت ما أحب

رفيق بلع ريقه وقال : هي مبقتش مراتك وخلعتك 

لف أصيل ليه أخيراً وبصله بنظرة ذات معنى وقال : إنت بتلمح لإيه يا أبن إيمان ؟ 

قربله رفيق وهو مُبتسم وباصصله بتعالي وقال : مضيقاك إيمان مش كدا ؟ حتى بعد موتها مش مريحاك ..

أصيل بإبتسامة : ولو إنت كمان ضايقتني هتحصلها ، أصل حاسس إنها وحشاك مش عارف ليه 

مسك رفيق أصيل من ياقة قميصه وهو بيقول : لو أخر حاجة هعملها قبل ما أموت إني أنتقم منك مش هتردد ! إنت فاهم !!

رفيق !

لف رفيق وبصلها لقاها ساندرا ، أخد نفسه بالعافية وهو بيدعك عيونه وبيقربلها ، بصلهم أصيل بإبتسامة جانبية ساخرة

ساندرا وهي بتحط إيديها على كتفه : إنت بخير ؟ البقاء لله في والدك أنا قريت رسالتك وعرفت إنك هنا من المسج ف جيت ، حصل حاجة جوا ؟ 

رفيق بتنهيدة ضيق : خُديني بعيد عن هنا قبل ما أرتكب جناية ، مش عاوز أقف معاهم 

خدت ساندرا نفسها وهي بتبص بحقد لأصيل بعدين سحبت رفيق من دراعه وقالت : تعالى معايا ، هحجزلك أوضة في الفندق معايا مش هسيبك تبات معاهم 

رفيق وهو بيرجع شعره لورا وبيتنهد : أنا مش عيل يا ساندرا عشان أخاف منهم ! محدش يقدر ييجي ناحيتي 

ساندرا بأسف : مقصدش كدا والله ، بس مش هفرط فيك عشان تثبت إنك مش عيل ، طب بص يا رفيق إنهاردة بس تعالى بات في الفندق عشان ولا واحد فيكم متوازن نفسياً بسبب موت والدكم ، وبعدها إعمل اللي تحبه لو حابب ترجعلهم إرجع

خرج غالب في نفس التوقيت ومعاه مليكة ومامتها ، قرب غالب من أصيل وهو بيقول من بين سنانه : قولتلك تسعين مرة لما رفيق يكلمك ويوجهلك إتهامات متردش عليه ! مصمم تعمل مشاكل وتفضحنا ليه ؟ 

أصيل بعصبية : خلصنا من أم الحوار دا ياعم غالب الواد دا من ساعة ما أمه ماتت وهو قارف اللي جابونا ! وأنا هنا الكبير أنا اللي يتسمع كلامي ! 

غالب بهدوء : طب إخرس وسيبني أتعامل ..

قرب غالب من رفيق وساندرا وقال بهدوء : مساء الخير ، زميلة رفيق ؟ 

ساندرا بذوق : أيوة ، عرفت ظروفه من المسج بتاعته ف جيت أكون جنبه .. البقاء لله

غالب بإبتسامة : ونعم بالله إحنا ناس مؤمنين وعارفين إن دا قدر ، يلا يا رفيق عشان نروح 

ساندرا بسرعة : حضرتك أخوه صح ؟ لو ينفع رفيق يبات في غرفة الفندق اللي أنا فيه لإنه كان بيتخانق وأعصابكم مشدودة مش حاسة هتقدروا تقعدوا سواا ، ووقت الدفن أكيد هيكون موجود سمعت آن وصية الوالد ميتدفنش بالليل 

غالب ببرود : الوالد مكتبش وصية ، ملحقش يكتب هو كان بيفكر في كدا بعد موت مراته ، لكن صحيح طول عمره كان يقول لما أموت متدفنونيش بالليل ، واضح إن رفيق حاكيلك كتير عننا 

ساندرا بإبتسامة : صُحاب من الكُلية ، وحكالي عنكم كمان 

بصلها غالب بنظرة غريبة فيها تهديد خوفتها ! لدرجة وقفت ورا رفيق وهي بتبص لغالب بصدمة ورعب حقيقيين 

فجأة نظرته إتحولت لإبتسامة باردة وقال بغموض : رفيق هيضطر يروح معانا عشان مينفعش نتفرق خاصة في الظروف دي ، إتشرفت بيكي يا أنسة 

سحب غالب رفيق بعيد عنها ، وقفت ساندرا تبصلهم بذهول

وخوف منهم 

قربت مليكة لغالب وهي بتقول : هي مين دي يا أبيه اللي كُنت بتكلمها ؟ 

بص غالب لساندرا بحذر وبعدين رد على مليكة وقال : زميلة رفيق أخويا ، يلا عشان تروحي يا ملكي مينفعش تبقي برا كُل دا .

وقف غالب تاكسي وقال لأصيل : إركب أنت وأخوك في تاكسي مع زميلته عشان هوصل ملك وأمها 

أصيل بنظرة غريبة : بعتنا عشان تطمن على بنتك ؟ 

قفل غالب الجاكيت بتاعه وقال : إنجز عشان الوقت ..

ركب غالب معاهم التاكسي ومشيوا 

وصل أصيل ورفيق ساندرا للفُندق وقبل ما تنزل مسكت إيد رفيق وهي بتقول : طمني عليك وكلمني شات كتير عشان خايفة

شد رفيق على إيديها وهو بيقول : صدقيني هكون بخير ، لكن أكيد هكلمك ..

نزلت ساندرا وهي كل شوية تتلفت وتبص للعربية لحد ما مشيوا 

قال أصيل لرفيق اللي قاعد ورا : بس واضح إنها متعلقة بيك ، محكيتلناش عنها قبل كدا ليه ؟ 

رفيق عشان يغير الموضوع : شايف إن وقته الكلام دا وبابا ميت ؟

أصيل ببرود : عندك حق 

* عند غالب ومليكة 

طلعت مامتها لفوق وفضلت مليكة واقفة مع غالب قدام العمارة 

بصتله بهدوء وقالت : أنا حاسة بيك ، عارفة يعني إيه تكون من غير أب 

بصلها غالب بلمعة عين وقال : من ساعة ما كبرتي حسيتي في مرة آن ناقصك حاجة وأنا حرمتك منها ؟ 

مليكة بخجل : لا مقصدش ، أنا قصدي أهون عليك 

إتنهد غالب وهو بيقول : أنا مؤمن بقضاء ربنا .. متقلقيش عليا ، ولو آحتاجتي حاجة متتردديش تلجأي لي 

لفت حجابها حوالين رقبتها وهي بتقول : لا إله إلا الله

غالب بتوهان : محمد رسول الله

رجع تاني عند البيت لقى التاكسي بتاع أصيل ورفيق وقف قدام بيتهم

نزلوا هما الإتنين ف قال غالب وهوا الشتا البارد بيطير شعره : لو في مُناقشات أو مشاكل ياريت نأجلها لبعد الدفنة ، مش عاوزين حد ياخد عننا فكرة إننا مبنحسش . وعلى فكرة يا رفيق ليا كلام وحساب معاك بعد ما نخلص من الظروف دي

رفيق بصله بطرف عينه ومردش ، عارف إنه بيلمح على ساندرا واللي قالته قدام القسم

فتح غالب الباب ودخل ودخلوا إخواته وراه ، أول ما قفل الباب قال أصيل بنبرة مصدومة : إنت مين ؟ 

بص رفيق وغالب مطرح ما باصص أصيل .. كان قاعد راجل لابس بدلة ومسرح شعره على جنب وبيشرب قهوة عملها لنفسه

دور غالب على المطوة في جيبه ملقاهاش إفتكر آنهم وها قبل ما يدخلوه الحجز راح قايل بصوت بارد : إنت مين ؟؟ ودخلت هنا إزاي !

حط الراجل فنجان القهوة جنبه وقام وهو بيفتح زرار جاكيت البدلة وبيقول برسمية : رماح الشامي ، مُحامي السيد بكري صديق السُلامي 

لحظة صمت طرأت على رفيق وأصيل ، قبل ما ينطق أصيل ويقول : أبويا ملحقش يجيب محامي ويكتب وصيته 

رماح : مين قال ؟ السيد بكري صديق تواصل معايا من فترة كبيرة قبل حتى وفاة زوجته السيدة إيمان الصافي .. وكتب وصيته بالفعل 

بص غالب لأصيل وبعدها رجع بص للمحامي تاني وقال : إزاي الكلام دا ؟؟ إحنا قبل ما يتوفى سمعنا إنه هيتفق مع محامي عشان يبدأ يكتب وصيته

دار رماح في البيت وهو بيملس بصوباعه على الأنتيكات وبيقول : في الحقيقة السيد بكري السُلامي كان صريح معايا لأبعد الحدود ووضع ثقته كُلها فيا ، قال إنه شاكك فيكم ف عمل حركة تنويه إنه يلمح قدام حد منكم إنه هيبدأ يكتب الوصية .. لكنه كان بالفعل كان كاتبها من زمان والوصية معايا ، لكن لازم تروحوا معايا مكان معين الأول تنفيذ لرغبة المرحوم والدكم 

أصيل بإندفاع : الوصية دي مزورة ، أنا هطعن عليها 

إبتسم رماح وقال : حقك ! حد هيلومك ؟ لطن في حال أُثبت إن توقيع والدك صحيح يبقى الوصية ماشية ولازم تتنفذ 

رفيق بعد مدة صمت طويلة : وإحنا إيه يخلينا نثق فيك ؟ 

بصله رماح وقال : معنديش مصلحة أكذب عليكم ولما تشوفوا الوصية بنفسكم هتعرفوا إني صادق دا أنا حتى لما الأستاذ قال هطعن على الوصية لإنها مزورة وافقته ! يعني أنا على كامل الإستعداد إني أقف معاكم قدام جهات حكومية ..

غالب ببرود : آحنا مش هنتحرك من هنا قبل ما ندفن المرحوم أبويا ، وبعدها هنعمل اللي إنت عاوزه 

رماح بإبتسامة عملية : وأنا هفضل معاكم هنا ، السيد الوالد ساب مع الوصية نسخة من مفتاح البيت عشان كدا قدرت أدخل ، كان حاسس إنه لما يعلن عن رغبته في كتابة وصية هتحصل حركة غدر

مسكه أصيل من قميصه وهو بيقول : إنت بتلمح لآيه يابن ال *** 

غالب وهو بيحوش أصيل عنه : إهدى بقى مش ناقصين ياعم !! 

بعدها غالب وجهه كلامه لرماح وقال : مفيش مانع تقعد معانا لحد ما الدفنة تخلص ونشوف الوصية ، لكن طول قعدتك هنا ياريت بلاش تلميحات سخيفة عشان محطش وشك مكان قفاك ، أمين ؟ 

رماح ببرود : أوك .. 

قلع غالب التيشيرت بتاعه ف أستغرب رماح وهو بيقول : توقعته جسمه رفيع ، متوقعتش يكون رياضي كدا 

رفيق ببرود : عشان يلبس واسع مثلا ؟ ..

بصله أصيل بقرف وطلعوا الثلاثة فوق وسابوا المحامي لوحده 

غالب بغض مكتوم قال : عرف إزاي إن أبويا توفى أكيد متصلش بيه قبل ما يموت وقاله هموت دلوقتي ف إنزل البلد ! * قالها بسُخرية * 

إتنحنح رفيق وقال : أنا نزلت بوست على الفيس بوك وطلبت من الناس يدعوا لبابا زي ما عملت مع ماما 

وقف أصيل وبصله بغضب لكن غالب بصله بهدوء تام وقال : حتى لو نزلت بوست ، المحامي عرف منين برضو ! أكيد باعتلنا كلنا أدد ولإنك أكتر واحد بيتنيل يفتح نت قبلته 

أصيل بتفكير : كل اللي بتتكلموا فيه دا أي هري والسلام ، اللي شاغلني إن الواد دا بيقول أبوك كان واثق فيه ومكلمه عننا وبتاع ، إزاي الراجل دا بينه وبين أبوك معرفة جامدة كدا ومنعرفش عنه حاجة ؟

رفيق بدأ يندمج في التفكير معاهم ف قال بتوهان : وفين فلوس الأرض اللي بابا نزل البلد عشان يبيعها يوم وفاة المرحومة أمي ؟ 

فضلوا واقفين هما التلاتة سوا يفكروا وهما بيبصوا من فوق السلم على المحامي اللي قلع جاكيت البدلة بتاعته ومدد جسمه على الكنبه ..

* في غرفة مليكة 

قلعت حجابها وهي ماسكة التليفون وبتقول : إنت إتصلت وأبيه غالب كان جنبي مقدرتش أرد عليك ، وبعدين بتتصل بيا ليه ومفيش بكرة درس ؟ 

الشاب على الجهة التانية : بصراحة يا مليكة أنا معجب بيكي ، وكنت عاوز 

مليكة بمقاطعة : أنا كنت فكراك مامتك تعبانة بجد ومش بتقدر تحضر ف محتاج مني الدروس ، لكن معلش مش هقدر أكلمك تاني عشان بابا هيضايق ..

قفلت في وشه ومسحت رقمه ، بصت لصورة غالب بإعجاب وقالت : الحمدلله إني مش بنتك الحقيقية بجد ، كُنت هحب مين ساعتها ؟ ♡ 

مر الليل على الثلاثة إخوات بصعوبة ، محدش منهم قدر ينام وبالرغم من كدا محدش قدر يخرج من أوضته غير تاني يوم الصبح

لكن غالب تذكر والدته صفية وكتب عنها في مذكراته   : 

عانيت من إكتئاب مُزمن بعدما توفيت والدتي ، كُنت أجلس يومياً بالقرب من النافذة على أمل أن تسير أمامي وهي تحمل الأكياس الخاصة بالتسوق ، وعندما تضعهم بالقرب من الباب أنظر لها بإنبهار كيف كانت تحملهم بأيديها الضعيفة ، ووجهها المُستدير كالقمر أصبح باللون الأحمر نظراً للجو الحار 

وبمُجرد أن نرى فاكهتنا المُفضلة تخرج من الحقيبة البلاستيكية كُنا نهتف بسعادة وهي تغسلها بالمياه وتنظر لنا بضحكة وكأنها لم تُعاني حتى وصلت للمنزل !

بعدما ننتهي من تناول طعام الغداء لم تبخل علي أن تُعطيني من كوب الشاي الخاص بها رشفة ، بالرغم من ملعقة السُكر الصغيرة التي تضعها في كوبها الكبير ، إلا أنك عندما ترتشف منه تشعر وكأنك وضعت فمك بالخطأ داخل كوب العسل 

ويداها الدافئة التي كانت تُملس على رأسي بدفء وهي تهمس ببعض الأيات القُرأنية ، وأنا مُلقي رأسي على قدميها وأنظر للنافذة التي تتحرك ستائرها البيضاء الخفيفة من الهواء 

لم أبرد يوماً وأنا بين ذراعيها 

حتى يومنا هذا وبالرغم من بلوغي سن الثلاثين ، عندما أعود للمنزل كُل مساء تأخذني قدمي بالخطأ لغرفتها على أمل أن أراها تنظر لي بسعادة وهي تقول بنبرتها اللطيفة " لم أستطع النوم وأنت في الخارج " 

فراشها فارغ ، ك قلبي تماماً

* صباح تاني يوم 

حط غالب الفوطة بتاعته على كتفه وهو بيخبط على باب الحمام وبيقول : خلص يا أصيل المياه مقطوعة في حمام أوضتي ..

شم غالب ريحة غريبة تحت ف نزل وأول ما نزل شاف حاجة صدمته في المطبخ !

غالب بصدمة وتبريقة عين : يا نهار آسود !!!

الفصل السادس




غالب بصدمة : يا نهار إسود !!

كان في ريحة شياط من المطبخ ودُخان ، دخل غالب وهو بيكح وبيزعق 

نزل أصيل ورفيق على صوته ودخلوا المطبخ لقوا القهوة وقعت على البوتوجاز وبهدلت الدنيا والكنكة محروقة ومطلعة شياط

فضلوا يطفوا الدنيا ويفتحوا الشبابيك والدُخان عمل على وشهم لون إسود ، قلع غالب التيشيرت بتاعه بغضب وهو عرقان ورماه على الأرض بقسوة ، دخل المحامي البيت وهو بيبص للي بيحصل بصدمة وبعدها قال ببرود : أووه ، تخيل جالي تيليفون نساني القهوة اللي على النار ، بس عاش يا شباب إنكم طفيتوها 

غالب وهو حاطط إيديه في وسطه وبياخد نفسه : لا ومش هي بس ، أنا هطفي زهرة شبابك بإيدي 

مسكه غالب ف قال المحامي وهو بيرجع لورا : نزل إيدك ، نسيت يا أخي جل من لا ينسى ! 

أصيل بعصبية : كُنت هتولع فينا وتقول نسيت ؟ إنت إيه اللي رماك علينا أساساً ؟؟ 

غالب بغضب مكتوم : إسمعني كويس عشان أنا مش مرتاحلك أساساً من ساعة ما جيت ، لحد ما الدفنة تخلص ونشوف أم الوصية بتاعتك عاوزك تقعد زيك زي الضيف هنا ، أمين ؟؟ 

المحامي وهو بيفتح زرار قميصه : أوك مفيش كانع أنا بس كُنت محتاج قهوة عشان أفوق معاكم طول اليوم

رفيق ببرود : هو إنت جاي معانا الدفنة ؟ 

رماح ببرود : أكيد لإن الواجب يُحتم عليا دا 

بصله غالب بقرف وخنقة وبعدين طلع لفوق من غير ما يرد عليه 

طلع وراه أصيل ودخل وراه الحمام ف مسك غالب الباب وهو بيقول بتكشيرة : إطلع ياعم خليني أخف دقني

أصيل بإعتراض : تخف دقنك إيه إحنا رايحين فرح ؟ سيب الزفت المكنة دي من إيدك 

سند غالب بدراعه على الحيطة وقال : ها 

أصيل بهمس : أنا حاسس إن المُحامي دا مش تبع أبوك ، حاسس في إنه في الموضوع ولا إنت إيه رأيك ؟ 

غالب بخنقة : رأيي إنك تطلع برة عشان هاخد شاور على الأقل مش هروح أدفن أبوك وأنا مش طاهر 

إتسعت عيون أصيل وهو قال : يخربيتك ! جالك نفس تعمل كدا وأبوك ميت ؟ 

غالب بتأفف : يا أخي بقى إطلع برااا 

خرج غالب أصيل من الحمام وقفل على نفسه ، فتح الدُش ونزل تحته وهو سايب المياه تنزل على كل جزء في جسمه .

خلصوا كلهم وجهزوا للدفنة ، التابوت كان شايلة الأربعة الأصليين ، الثلاث إخوات والمُحامي والناس وراهم 

الحج بكري صديق السُلامي بعد عمر مديد إنتقل لرحمة الله 

بعد إنتهاء الدفن رجعوا للمنزل عشان يُقام العزاء 

مليكة كانت لابسة قميص إسود وجيبة سودا وطرحة سودا ، وواقفة مستنية غالب ، أول ما شافته راحت حاطة إيديها على قلبها وهي بتقول لصاحبتها اللي واقفة جنبها تشرب عصير قصب : يالهووي يا منار بصي القمر ، بصي الدقن لايقة عليه أوي إزاي 

صاحبتها منار : يابنتي دا أكبر منك في السن ، وهو اللي مربيكي يعني زي بنته بتحبيه إزاي هو مش شايفك غير بنته 

مليكة وهي بتخبطها : بقولك إيه متقوليش بنته دي قدامي تاني ، أنا غصب عني يا منار إتعلقت بيه دا بيدافع عني محدش يستجرا يبصلي بطرف عينه حتى ، مُتخيلة كمية الأمان اللي بيديهالي ؟ مُتخيلة لما أحتاج حاجة أو يكون نفسي في حاجة بلاقيها عندي ! دا في عز ضغطه وظروفه بيسأل عني ، وبعدين أنا كبرت خلاص وكلها كام سنة وأدخل الجامعة يعني في أمل يشوفني بطريقة تانية 

منار ببرود : هيكون إتجوز ، ما تشوفي الواد سامح بيحبك ومعجب بيكي 

مليكة بقرف : سامح إيه اللي مبيسرحش شعره دا ! وبعدين إنتي شوفتي عيون أبيه غالب ؟ 

منار بزهق : هو قمور وكل حاجة بس مينفعش يا مليكة فهمتي هو أكبر منك ومش هيشوفك غير بنته ...

* في منزل السُلامي 

غالب بإعتراض : في ٣ أيام العزاء لما يخلصوا نبقى نروح نشوف الوصية بتاعتك دي 

المحامي : معنديش مانع ، لكن هكون معاكم هنا لحد ما يخصلوا 

أصيل بعصبية : مبنقعدش مع حد غريب ، ما تروح بيتك يا جدع وبعد ال ٣ أيام تعالى محدش هيكلمك !

المحامي ببرود : أسف مضطر أكون معاكم لحد ما أوريكم الوصية بن ..

قاطعه غالب وهو بيقول بغضب : يوووه 

سابه وطلع فوق ف مد رفيق إيده للمحامي وقال : إنت ممكن تنام معايا 

بصله أصيل بنظرة غريبة وقال : يعمل إيه ياخويا ؟؟ 

بص رفيق بطرف عينه لأصيل وقال : ينام في أوضتي أقصد ، وياريت تعدل تفكيرك .. 

المحامي وهو بيقلع الجاكيت : أشكرك الحقيقة ، إنت الوحيد اللي تعاملت معايا بلُطف من ساعة ما جيت 

رفيق بهدوء : مفيش مشكلة ، إتفضل 

طلع المحامي ف مسك أصيل دراع رفيق وهو بيقول : ولااا ! إنت هتنيم واحد منعرفوش معاك ؟ أفرض الراجل دا بتاع حوارات يالاا 

سحب رفيق إيده وهو بيقول بقرف : الراجل ضيف أبونا الله يرحمه ، ولازم نكرم الضيف ولو كان عاوز يعمل شيء مكانش حضر معانا الدفنة وشال النعش ، بس تعرف الخوف مش منه هو 

وبص لأصيل بنظرة ذات معنى ف بلع أصيل ريقه ، طلع رفيق لفوق ودخل أوضته وقفل عليه وعلى المُحامي الباب

* في أوضة رفيق 

غير هدومه وقلع المحامي قميصه وهو بيقول : إنت أكيد رفيق إبن السيدة إيمان ، شوف بقالي وقت معاكم أد إيه ومش قادر أعرف مين فيكم إسمه إيه 

رفيق وهو بيلبس تيشيرت إسود : أيوة أنا ، عرفت منين ؟ 

رماح : الحج بكري السُلامي قالي هتلاقي إتنين زي الدبش وواحد بس ذوق ، ف عرفت إنه قصده عنك 

تحولت ملامح رفيق للحُزن وهو بيقول : الله يرحمه ويغفرله 

رماح بتساؤل : بس إنت ليه صوابع آيدك ملسوعة كدا ، إتحرقت من حاجة ؟ 

بص رفيق لأطراف صوابعه وقال : لا دا .. حاجة بسيطة كدا هتخف ..

قعد رفيق وفتح ماسنجر عشان يكلم ساندرا ويتطمن عليها 

* في غرفة غالب 

قعد على فونه وحس إن مليكة وحشته ، فتح الفيس بوك بتاعه بعد فترة طويلة جداً لقى ناس كتير كتباله بوستات رثاء على موت والده 

ضحك غالب بسُخرية وقال : لما كل دول بيعزوا أومال الجنازة كانت فاضية ليه ومحدش رفع السماعة يا مُنافقين يا ولاد ال ** 

دخل على بروفايل مليكة لقاها منزلة صزرة لنص وشها وهي بتضحك ومخبية نص وشها التاني ورا ورقة شجر كبيرة وكاتبة ( في إنتظار نصفي الأخر ♡ ) 

غالب دمه فار ودخل برايفت لمليكة وكتب ( أومال لما بشوفك كل يوم الصبح بشوفك كامله ليه ؟؟ صورتك تتمسح وأي واحد دخل كتبلك كلمة فيها سهوكة هبهدل بكرامة أهله الأرض دلوقتي ) 

مليكة كانت بتاخد شاور ولما خلصت طلعت تلبس ، بعد ما خلصت مسكت تليفونها لقت رسالة ماسنجر من غالب ف فتحتها بسرعة وإترعبت لما قرأتها 

راحت كتبت بسرعة ( مقصدش أزعلك يا أبيه همسحها حاضر ) 

شاف غالب الرسالة وحب يعاقبها بإنه ميردش ، قفل فونه وقرر ينام .. لكن الذكريات بتلاحقه ، وكإن النوم مُحرم عليه 

مر الثلاث أيام للعزاء بصعوبة ، وإرهاق .. غالب كان بيتجنب مليكة تماماً لدرجة من كت ما الصيوان مليان رجالة كانت بتخاف تقرب عشان ميزعلش منها أكتر 

لحد ما خلص ثلاث أيام العزاء وبدأوا يشيلوا الصيوان 

على غروب الشمس ظهرت مليكة وهي لابسة فُستان إسود وعليه طرحة سودا في أبيض وبتقول : أبيه غالب 

نزل غالب من فوق السلم وهو بيعدل هدومه وشعره ، رفعت مليكة راسها وبصتله وهي بتقول : إنت لسه زعلان مني ؟ 

حرك الهوا شعر غالب الأسود ف بصلها وقال : إنتي شايفة إيه ؟ 

مليكة وهي ماسكة طرف حجابها بتلعب فيه قالت : يعني حتى لو أنت زعلان مني يا أبيه هو أنا هونت عليك ؟ أنا عارفة إنك مشغول في العزاء بتاع عمي بكري بس .. بس أنا بخاف لما متكونش بتراقبني زي عادتك 

قربلها غالب وقال بتكشيرة : بتتزل صورك فيس بوك ؟ عشان العيال الصيع الفاضيين يقعدوا يتغزلوا فيكي وفي جمالك ؟؟ 

كور إيده وقال بغيظ كإنه بيتخيل كلامه : ويتأملوا تفاصيلك اللي أنا مبحبش حد يشوفها غي...

قطع كلمته وقال بضيق : خلاص يا مليكة بس متعمليش كدا تاني

جه يديها ضهره راحت مسكت إيده وهي بتدمع وبتقول : طب ! 

لف غالب وبصلها لقاها بتدمع ، جاتله نغزة في قلبه وهو بيمسح دموعها وبيقول : إيه طيب بتعيطي ليه بس ، أنا ربيتك كدا ؟ مش قولتلك تنشفي كدا وتبقي زيي 

مليكة بعياط : بقالي ٣ أيام بروح الدروس لوحدي 

غالب لقى نفسه بيحضنها غصب عنه وبيسند دقنه على راسها وهو بيقول بهمس دافي وسط برد الشتا : حقك عليا يا ملكي ، كُنت مشغول في عزا أبويا بس 

رفعت مليكة راسها وبصتله ف سرح فيها وهو بيقرب غصب عنه ، تاهت هي معاه وقبل ما يوصل لوشها إتنحنح وقال : إحم ، هروح مشوار مهم إنهاردة مش عاوزك تخرجي في حتة .. بس هبقى أتطمن عليكي في الرسايل كل شوية 

مليكة وقلبها بيدق جامد : تمام يا أبيه 

بلع ريقه وهو مُتماسك قدامها ودخل لجوا 

* بالليل 

المُحامي وهما بيقفلوا البيت : هنضطر نروح بعربية واحدة ونرجع بيها 

اصيل بإستغراب : مش فاهم إيه لازمة نخرج من البيت مجبتش الوصية عندنا ليه وخلصتنا ؟؟ 

المُحامي بغموض : خروجنا دا جزء من وصية الوالد ، هتفهموا لما نوصل 

ركبوا عربية غالب ووصفلهم المُحامي السكة لحد ما وصلوا عند بحر 

نزل المحامي من العربية وهو بيجر مركب وبيحاول يفك الحبل بتاعها 

غالب ببرود : ودا إيه دا بقى ؟ 

المُحامي : لازم نتنقل للجهة التانية عن طريق البحر ، إركبوا المركب يلا 

رفيق برعب :

                      الفصل السابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>