رواية رفيق الليالى الحلوه الفصل التاسع9 والعاشر10 بقلم روزان مصطفى

رواية رفيق الليالى الحلوه الفصل التاسع9 والعاشر10 بقلم روزان مصطفى

قفل رماح باب الأوضة وهو مصدوم زيهم وبيكح بصعوبة ، إنحنى رفيق ورجع على الأرضية مياه من كتر صعوبة الريحة والقرف ، في البداية كانت فتنة بتنضف لكن مبتدخلش الأوض بأمر من رماح تنفيذاً لوصية السيد بكري ، ولما دخلوا ممر الغرف شموا فعلاً ريحة سيئة لكنهم توقعوا إنها ريحة المجاري خاصة إن الدنيا بتمطر 

لكن الذهول تملكهم لما فتحوا الغرفة وشافوا اللي فيها وشموا الريحة 

رماح وهو مغطي بوقه : لازم نتصل بالحكومة فوراً والإسعااف 

غالب بغضب وهو بيفتح المطواه بتاعته في وش رماح : إنت

عارف كل حاجة عن القصر دا ، هتقول تفسير عن اللي شوفناه حالاً لا إلا هخرملك وشك زي المصفاة !!

رماح وهو بيبعد إيد غالب بغضب قال : نزل إيدك بدل ما أعملك محضر ! أنا مسؤول عن الوصية وعن إني أوريكم محتويات القصر لكن مفتحتش الأوض !! مقفولة وحتى فُتنة الشغالة مدخلتهاش بأمر مني تنفيذاً لرغبة السيد بكري 

غلغل غالب صوابع إيده جوا خُصلات شعره وهو بيقول بجنون : طب إزاي !! مين عمل كدا ميتحيل يكون الحج بكري السُلامي أبويا !!!

رفيق وهو ماسك معدته بألم وقرف من اللي شافه : لازم ننضف الأوضة ونطلب الشرطة والإسعاف 

أصيل بصدمة وهو بيترعش وبيعض ضوافره : هنقولهم إييه ! هنقول إبه محدش هيصدقنا !

رماح وهو ببعدل ياقة قميصه وبيترعش زيهم قال : دا مسرح جريمة ولازم حد مُختص ييجي يفرغه وينضف كل دا ! 

قال كدا وهو مغطي بوقه ومناخيره ، سكت غالب شوية وقال بغموض : مينفعش نبلغ ، دا هيحطنا إحنا في مشاكل 

كلهم رفعوا راسهم وبصوله ف كمل غالب وقال : عارف إن اللي بقوله غريب ، لكن محتاجين نسترجل وندخل بنفسنا نشوف 

رفيق بتعب : مُستحيل أدخل هناك تاني ، مُستحيل !

أصيل بغضب : عم غالب ! أبوك كان راجل خُلل ، بيشتري حيوانات متحنطة وأسلحة بيعمل بيهم إيه ؟ 

رماح بتفسير : لا الأسلحة دي خاصة بصيد الطيور ، والحيوانات المُحنطة لإعطاء جزء من البيت منظر ريفي أقرب منه قصر كلاسيكي عادي يعني هو كان مهتم بصيد الطيور وتحنيطها ، لكن أؤكد لكم إني معرفش شيء نهائي عن الجثة اللي في الغرفة دي وإني مصدوم ومرعوب زيي زيكم 

حط رفيق إيده على راسه من الخوف والصدمة ونزل على السلم جري ، نزل وراه أصيل برُعب مفضلش غير المحامي وغالب

بص غالب لرماح ف قال رماح بضيق وخوف : لو هنعمل كدا بنفسنا الموضوع هيحتاج آخواتك ، ياريت تنزل معايا تحت ونقعد إحنا الأربعة نتكلم 

بص غالب على الأوضة بصه أخيره ونزل ووراه رماح

* بعد نص ساعة من الهدوء

أصيل بصدمة : مش قادر أصدق كل اللي بيحصل ، حاسس إني في حلم ! دي الجُثة متحللة وقريبة من باب الأوضة !

رفيق مرجع ظهره لورا وماسك ولاعته وبدأ يحرق في إيده نفسها عشان يحس بأي شيء غير الرعب محسش بحاجة ، غالب عمال رايح جاي قدامهم وهو بيقول : طيب إحنا لازم نخرجها من الأوضة نحُطها في ملاية وندفنها بنفسنا بدون ما ندخل الحكومة في أي شيء 

رماح بإعتراض : أهي دي حاجة مينفعش نعملها ، لازم الحكومة يكون عندها خبر عشان الجثة تروح الطب الشرعي ونعرف دي جُثة مين ونخلي مسؤوليتنا من كل دا 

لف غالب بهدوء وبرود لرماح وهو بيقول : إنت أول المُشتبهين بهم ، تحب أقولك ليه ؟ بصفتك مُحامي وكان معاك مفاتيح القصر والأوض ، لازم نسترجل ونطلع الأوضة نفتحها نشوف بنفسنا 

أصيل بخوف : طب ما نستنى لحد الصُبح !

بصله غالب بنظرة ذات معنى بعدها قال : إحنا أصلاً الصُبح ، يلا نطلع عشان نخلص الموضوع دا

رفيق ةهو مشغل الولاعة وبيبص ببلاهة لغالب : إزاي عاوزنا منبلغش البوليس ومش متأثر ؟ أنا أعرف إنك بارد وغامض طول عمرك لكن متوقعتش توصل لكدا ! دي جُثة إنت فاهم بنتكلم ف إيه ؟ 

بصله غالب وقال : فاهم ، وعشان فاهم بقولكم يلا ..

بعد تردد كبير منهم بالطلوع معاه ، وافقوا أخيراً وطلعوا على مضض ، حط غالب الكوفيه اللي حوالين رقبته على بوقه ومناخيره يغطيهم من الريحة ، وطل واحد إستعان بكُم قميصه عشان يغطي بوقه

فتح المُحامي الباب بإيد مُرتجفة ، الجُثة كانت على مقربة من الباب ، دخلوا ف قفل غالب الباب وراهم 

أصيل بفزع : لا !! لا إفتح الباب !

غالب بهدوء وهو بيبص لرماح المُحامي : مفيش داعي فُتنة الشغالة تشوف المنظر دا لإنها هتتفزع ، وكمان ممكن تبلغ عننا 

بصوا حواليهم بيدور كل واحد فيهم على شيء يعرفهم الجثة دي مين ، المُحامي رماح لقى ورقة متطبقة وحواليها صراصير ف إنحنى كإنه بيربط جزمته وحط الورقة في جيبه بهدوء من غير ما حد يلاحظ .. ةإتعدل تاني وهو بيكمل تدوير معاهم ، رفيق لقى طبق أبيض محطوط في رُكن الأوضة ف قال : بُصوا ! طبق أكل فاضي 

رماح بتمييز : معنى كدا إن كان الجثة دي محبوسة هنا وفي حد بيهتم يأكلها .. يدخلها الأكل والشرب 

غالب بسرحان : اللي كان حابسها الحج بكري السُلامي أبويا 

كلهم بصوا لغالب وهو سرح في ذكرياته 

* ذكريات غالب

صوت صفية عالي وهي بتقول برجاء لبكري : عشان خاطري أنا سامحه المرة دي ، كل العيال بيغلطوا !

بكري بقسوة وصوت عالي : أنا حلفت برحمة أم ما هخرجه غير الصبح ، خليه يسترجل ويطلع ناشف 

صفية بوجع قلب وهي بتبص على باب أوضة المخزن في البيت : بس المخزن مفيهوش نور وضلمه الواد شعره هيوقف والله أعلم فيه فيران ولا لا ، طب هات المُفتاح وهفتحله وهعاقبه أنا 

بكري ببرود قال : قولت لا ! اللي غلط لازم يتعاقب 

قعدت صفية على ركبها عند باب المخزن وهي بتحسس على الباب وبتقول : غالب ، حبيبي يابني

غالب برعب : ماما ! ماما إفتحيلي مش هعمل كدا تاني ، متسبنيش هنا !

صفية وهي بتبص بقرف لبكري : أنا هفضل عند الباب جنبك لحد الصبح ، هحكيلك حدوتة متخافش 

غالب بيتنفس بسرعة من الخوف ، قام بكري ودخل أوضة النون وساب صفية قاعدة جنب الباب ، قالت صفية لأبنها : كان ياما كان في قديم الزمان ، كان في أميرة جميلة . لطنها حزينة ، وقعت في يوم في الحُب وقالت إن خلاص كل مشاكلها مع أهلها إتحلت ، وهتفرد جناحاتها وتطير لبعيد .. زي الملاك ، لكنها مكانتش تعرف إنها هتوقع في جحيم الغيرة .. والشك 

بصت لجسمها المتشوه إثر علاقة زوجية عنيفة : ورغم كُل الحب اللي بينها وبين حبيبها إلا إنها كانت مُفتقدة الحنان دايماً

نزلت دموع على وشها وهي بتكمل وبتقول : لكن كان لازم تكمل حياتها مفيش رجوع عشان الأمراء الصغيرين ، وكانت دايماً بتغني وبتقول 

( أنا والعذاب وهواك ، عايشين لبعضينا .. أخرتها إيه وياك ، ياللي إنت ناسينا .. ياللي إنت ناسينا .. أنا والعذاب وهواك )

* الوقت الحالي

غالب بدندنة من غير ما يحس باللي حواليه : أخرتها إيه وياك .. ياللي إنت ناسينا 

أصيل بزعيق فوقه : بالذمة دا وقت غناء ! معندكش دم مش شامم الريحة إخلص شيل معانا !!

جسم غالب كان عرق وفاق على صوتهم وهو بيبص للجثة برعشة خفيفة ، كان حواليها حشرات ومياه سودا متحلله ، شالها معاهم بقرف بعد ما جاب واحد منهم ملاية ، ربطوا الملاية كويس وهما بيكحوا لدرجة هيرجعوا 

غالب وهو بياخد نفسه بالعافية : عاوزين جردل مسح ومُنظفات 

رماح بغباء : هسأل فُتنة 

غالب بعصبية : قولنا زفتة لا ! إنت مبتفهمش ليه !!!

رماح بعصبية : إحترم نفسك أنا ساكتلك من الصبح 

رفيق بهدوء : خلاص هنزل أنا أجيبهم ، يارب بس متصحاش 

رماح : هي أصلاً زمانها صحيت وخدت المركب عشان تروح السوق تجيب حجات للبيت ، عاوزين نلحق نخلص قبل ما هي ترجع 

نزل رفيق جاب جردل المياه والمُنظفات من الحمام اللي تحت جنب المطبخ ، وبدأوا يمسحوا هو وغالب بينما أصيل ورماح شالوا الجُثة نزلوها تحت 

أصيل بقرف : مفيش عربية !! هنعمل فيها إيه ؟؟ 

رماح : عربية والدك التانية مركونة برا .. والمُفتاح معايا ، مكتوب في الوصية إنها مش للبيع لكن لإستخدامكم الشخصي .. 

أصيل بعصبية : ما تقولنا الوصية مرة واحدة هو لازم نكتشف كل يوم أم حاجة جديدة !

رماح بغضب : أنا أصلاُ شغلي ك محامي وواجبي يحتم عليا أبلغ البوليس ف متستفزنيش أحسن ! وإتكلم معايا كويس إنت وإخواتك 

أصيل بغضب : طالما مفتاح أمها معاك إنجزنا بقى 

* في الأوضة 

غالب كان بيمسح ورفيق بيحاول يفتح الشباك مش عارف 

فجأة قال غالب بقرف : بكري السُلامي ..

لف رفيق وبصله وهو بيقول : نعم ؟

غالب بقرف وسرحان : أبوك .. كان حابس الجثة دي هنا .. هو شاطر في الحبس والعقاب 

بصله رفيق بإستغراب وقال : طب كان حابسها ليه ؟ أنا حاسس آنها ماتت من الجوع لإن كان فيه طبق فاضي ، بس كان حابسها ليه !

غالب بتوهان : مش عارف ..

* في عربية بكري السُلامي

الدنيا كانت بتمطر لكن رماح كان سايق بالعافية وهو مشغل مساحات الآزاز الأمامي 

أصيل برُعب : إفرض مسكتنا لجنة ؟؟ 

رماح ساكت مبيردش عليه ومركز في الطريق 

أصيل بغضب : بكلمك !

رماح بزعيق : بس بقى !! أنا م مصدق أصلاً إني مبلغتش ، مش عاوز أسمع صوتك لحد ما ندفنها ونرجع 

هز أصيل رجله بغضب وهو مرجع راسه لورا وفجأة قال بقرف : ياريت نخلص عشان بدأت ريحة العربية تبقى زفت 

مردش عليه رماح وفضل مكمل سواقة بعيد ..

* داخل القصر 

رفع غالب أكمامه وهو بيقول : أنا هروح مشوار وراجع تاني 

رفيق بصدمة : المُحامي قال مينفعش حد يتحرك من هنا !

غالب ببرود : **** المحامي ، أنا خارج خارج ..

فتح غالب باب القصر ف قال رفيق : طب متسبنيش هنا لوحدي معاهم !

لف غالب وبص لرفيق وبعدين قاله : طب تعالى معايا .

جم يطلعوا قابلوا فُتنة وهي شايلة أكياس وحوالين رقبتها الشال بتاعها وبتقول : رايح فين يا سي الأستاذ ؟ وإيه الريحة العفشة دي !

غالب ببرود : كانت المجاري ضاربه في كل مكان حاولي تشغلي بخور أو تمسحي لكن متدخليش الأوض ، أنا وأخويا الصغير رايحين مشوار وراجعين تاني بلغي رماح المحامي ب كدا عشان لو سأل وأكدي عليه إننا راجعين 

فُتنة بإبتسامة خجل أول ما سمعت إسم رماح وقالت : عنيا ياسي الأستاذ ، إتدفوا كويس الدنيا مطر

خرج غالب ومعاه رفيق ومشيوا لحد ما لقوا المركب ، فكها غالب وهو بيركب وبيركب رفيق فيها ، قعد رفيق قدامه وهما بيجدفوا ، خلع غالب الكوفيه اللي حوالين رقبته وحطها حوالين رقبة رفيق وهو بيقول بصوت مبحوح من البرد : خليها على رقبتك أنا مش بردان 

بصله رفيق بصدمة على حنيته بعدها قال : تفتكر اللي عملناه غلط وكان لازم نبلغ ؟ 

سكت غالب ومردش

كمل رفيق وقال : طب كان حابسها ليه ؟ أكيد لما مات فضلت محبوسة من غير ما حد يعرف ! طب فُتنة تعرف ؟؟ إزاي مسمعتش صوتها ! .. طب أهل الجثة مدوروش عليها !!

غالب ببرود : أنا زيي زيك معرفش حاجة ، إدعي إن المُحامي وأخوك أصيل ميتمسكوش في الطريق 

المطر كان مغرقهم في المركب لحد ما وصلوا ، كل واحد طان مغطي راسه بالطاقية بتاعة السويت شيرت .. 

وصلوا المنطقة بتاعتهم والناس بتبصلهم بغرابة ، غالب كان مطنشهم تماماً ورفيق كان حاطط إيده في جيبه وماشي ورا غالب 

وصلوا لبيتهم الأصلي في البلد ، قفل غالب الباب وهو بيقول : هنلم الشُنط بتاعتنا .. ونشوف أي مركب كبيرة تنقلنا بالشنط .. طالما هنعيش هناك ، لو ينفع تبدأ إنت عشان في مشوار مهم لازم أعمله 

رفيق بهدوء : تمام .. هعمل مكالمة أنا كمان .. 

طلع غالب وغير هدومه المبلولة ولبس جاكيت ضد المياه ، نزل وراح إتجه لبيت مليكة 

شافها حاطة الكتاب فوق راسها وبتجري لمدخل العمارة 

دخل وراها وقال بصوت مبحوح وتعبان : ملكي 

وقفت مليكة بصدمة ولفت وهي بتقول بقلق : أبيه غالب !!

قربتله وهي بتحسس على وشه وبتقول : إنت كويس يا أبيه ؟ كنت فين دا أنا وماما مبطلناش سؤال عنكم ، بنطبخلكم مش بنلاقيكم رجعتوا البيت 

غالب عمال يُبصلها وهي بتتكلم وفجأة قال : أنا تعبان يا مليكة .. حاسس إني فارغ 

صوت المطر بيزيد ، وهما واقفين قدام بعض ومليكة بتبصله بإستغراب .. كمل غالب وقال : إنتي الحاجة الوحيدة اللي ..

كمل الجمله في عقله وقال ( مشاعري ناحيتك هي اللي بتحسسني بأدميتي ، وإني لسه بحس ) 

غير الموضوع وهو بيقول : دروسك ماشية كويس ؟ حد ضايقك !

مليكة بحُزن : إنت يا أبيه 

غالب بتفهم : أنا أسف ، أنا عمري ما سيبتك من وإنتي صغيرة ، بس موت أبويا لغبط كل حاجة يا ملكي 

مليكة وهي بتمد إيديها ناحية وشه وبتقول بمرح : إيه دا طلعلك دقن كثيفة !! لايقة عليك أوي متشيلهاش ♡

غالب واقف متنح فيها ف بهتت إبتسامتها وهي بتبصله ، قربلها وهو بيسند راسه فوق راسها وبيضمها لصدره وهو بيحضنها 

غمضت عينيها وهي حضناه وساكنه في حضنه 

* في منزل بكري السُلامي

رفيق بيحط الهدوم في الشنطة وحاطط الهاند في ودانه بيتكلم فون مع ساندرا

ساندرا بقلق : يعني إيه مفيش حاجة ! المفروض تطمني عنك أنا قلبي كان هيوقف من الرعب عليك من كتر ما أنا معرفش عنك حاجة ! إخواتك كويسين معاك ؟ 

رمى رفيق الهدوم في الشنطة بغضب وهو بيقول بصوت مبحوح : أنا كويس لكن .. ناقصني وجودك 

سمعته ساندرا وسمعت نبرة صوته ف رجعت بظهرها لورا على السرير وهي ماسكه الفون ف كمل رفيق وقال : زي زمان ، زي أوقاتنا ، مش لما كنتي بتخاف ي ومبتعرفيش تعملي إيه بتجيلي بخرجك من مشاكلك ! إحنا مكانش لينا صحاب غير بعض ..

ساندرا بهدوء : هجيلك .. خليك مكانك لو سمحت

رفيق بتبرير : مينفعش يا ساندرا عشان أخو ..

قاطعته وهي بتقول بتصميم : أنا جاية يا رفيق لازم أتطمن عليك بنفسي 

* في منزل مليكة 

جابت والدتها الشاي وحطته قدام غالب وهي بتقول : طب وبيت أبوك اللي هنا يابني ؟ ودروس البت مليكة ! لا مينفعش طب ما تبيعوه 

غالب بتعب : مينفعش عشان الوصية بتقول لازم نعيش فيه سوا ، منبيعهوش 

* عند رفيق

ساندرا بتساؤل : طب وبعدين ؟ يعني أنا هفضل أركب مركب عشان أجيلك كل ما أحب أشوفك ؟؟ 

رفيق بتعب : طب أعمل إيه كان لازم أوافق 

فتحت ساندرا إيد رفيق وهي بتمسكها وبتنفخ فيها لإنه كان متلج ، بصلها هو وهو بيبلع ريقه وبيفتكر أيام الكلية لما كانت تبرد كان ينفخ في إيديها كدا 

سحب إيده وهو بيزيح شعرها عن وشها وبيبصلها بتكشيرة ، ساندرا كانت بتبصله زي القطة المطيعة بعيونها .. أخد نفسه وهو بيقول : أول ما جيت فكرت فيكي ، قعدتي في فندق عشان وفي الأخر سيبتك ومشيت .. بس غصب عني أنا .

قاطعته ساندرا وهي بتحط صوباعها على شفايفه وبتقول : عملت كدا عشان محتاجك أنا يا رفيق ! 

* في منزل مليكة 

والدتها بأسف : مقدرش يابني أسيب بيتي وحياتي هنا عشان أجي معاك أنا والبت 

غالب بتعب : وأنا مقدرش أسيبكم هنا من غير راجل يا حاجة إعتماد .. ومقدرش أسيب مليكة 

ميكة كانت قاعده بتسمع ومبسوطة بتمسكه بيها

إعتماد والدة مليكة : بس يابني إحنا كل حياتنا هنا وهنروح هناك نعمل ..

قاطع كلامها ترجيع غالب بتعب ووقوعه على الأرض 

مليكة بصويت وفزع : أبيه غالب !!!

* في القصر

وصل رماح المحامي أخيراً هو وأصيل للقصر ، قبل ما يدخلوا سمعوا فُتنة بتصوت بصوت عالي أوي 

بصوا لبعض ودخلوا جري على القصر يشوفوا بتصوت ليه 

الفصل العاشر




دخل أصيل ورماح القصر وهما مرعوبين من صوت فُتنة ، أول ما دخلوا قالت فُتنة وهي بتاخد نفسها : ثُعبان يا سي رماح ثُعبان والله نزل من فوق

بص رماح لأصيل وفهم أصيل نظرته ، قال رماح لفُتنة بهدوء : متخافيش دا يمكن بسبب المجاري أصل لما طلعنا وفتحنا كام أوضة واحدة منهم كان فيها مجاري بس نضفناها

فُتنة بإستيعاب : أااه عشان كدا ريحة الجردل مش حلوة 

بلع رماح ريقه وقال وهو بيبصلها بتركيز : محتاج فنجان قهوة من فضلك لو مش هتعبك 

فُتنة بخجل : عنيا يا أستاذ رماح ، حالاً

بعدها سألت رماح وقالت : وإنت يا بيه مش عاوز قهوة ؟ 

أصيل بهدوء : لا شكراً

راحت فُتنة ناحية المطبخ ف قال أصيل لرماح : ثُعبان أكيد ماهي جثة متحللة ، منك لله يا أخي 

رماح قال بغضب : ليه هو مش أبوك السبب يا أخويا ؟ بتتحسبن عليا بتاع إيه 

أصيل من بين سنانه : خلاص إسكت وطي صوتك فُتنة في المطبخ ..

* في منزل مليكة 

كان غالب ممدد على الكنبة وهو دايخ ومليكة بتحسس على وشه بالمياة عشان يفوق ، فتح عينه بتعب ف قالت والدة مليكة بتنهيدة : حمدالله على سلامتك يابني ، إيه اللي جرالك 

مليكة بحُزن : أبيه آنت كويس ؟ بيعملولك أكل في القصر دا ولا لا ؟ 

غالب وهو بيفرك عينه : مفيش حاجة ، أنا بخير تقريباً عشان منمتش

والدة مليكة : منمتش إيه شكلك مكلتش ، أنا هدخل أعملك حاجة تاكلها عشان تُصلب طولك 

إفتكر غالب منظر الجثة والأوضة والمياه السودا اللي كانوا بيمسحوا بيها ف قال بسرعة : لا لا مش جعان أبداً معدتي تعباني ، بس أتمنى تفكروا في كلامي وجودكم معايا في القصر بجد هيفرق ، فكروا 

والدة مليكة وهي بتعدل طرحتها على راسها : بُص يابني إنت زي إبني وربيت مليكة وخدت بالك منها وأنا بعتبرك واحد مننا مش راجل غريب ، ف هكون صريحة .. إنت دلوقتي عايش مع إخواتك بتقول والمحامي بتاعكم يعني اللهم صل على النبي أربع رجالة ، هعيش أنا وبنتي إزاي في قصر فيه أربع رجالة لوحدنا مش هتبقى حلوة وبعدين بيت الحج مقدرش أسيبه وأعزل 

غالب بهدوء : بس في فُتنة الشغالة هناك 

بصت مليكة برجاء لوالدتها ف بصتلها مامتها بصة إن شاء الله بتاعة الأمهات 

غالب بمحاولة إقناع : وافقي بس وأنا أضمنلك محدش هيضايقك أبداً هناك والقصر كبير وكل أوضة وليها مُفتاحها

والدة مليكة : طب وإخواتك عندهم خبر ؟ 

* في منزل السُلامي 

خلص رفيق تجميع هدومهم وكان مازال بيكلم ساندرا ف قالتله وهي بتعض ضوافرها : يعني أنا مش هشوفك غير في الأيام اللي بتنزل فيها البلد ؟ وهتفضل على طول في القصر دا ؟ 

قلع رفيق الجاكيت بتاعه ولبس واحد غيره وبعدها قفل الشنطة وقال : أنا بقالي ساعة بكلمك ف إيه ؟ أيوة لإن الوصية بتقول كدا وأنا مش هسمحلهم ياخدوا الورث لوحدهم ، كفاية الشك اللي بيمر في دماغي ناحيتهم 

ساندرا وطت راسها بحزن لمدة قصيرة ، بعدين رفعتها فجأة وهي بتقول بإبتسامة : أنا بس عوزاك تكون كويس سواء هنا أو هناك ! 

سند رفيق على الترابيزة بدراعه وهو بيبصلها في الفيديو 

رجعت شعرها ورا ودانها في حركة تلقائية ف بعتلها رفيق بوسة في الهوا ، وقفل الفون عشان يجهز

رجع غالب البيت لرفيق وهو بيسحب الشنط معاه عشان ينزلها ف قال رفيق : على فكرة لازم نتنقل بمركب كبيرة عشان الشنط تقيلة ، أخوك لو كان جه معانا كان ساعدنا في الشنط 

بصله غالب بطرف عينه بعدها كشر وقال : مليكة ومامتها مش هييجوا يعيشوا معانا 

وقف رفيق بصدمة وقال وهو بيضحك ووشه بيرجع مصدوم تاني : ثواني معلش ، إنت كنت عندهم بتقنعهم يعيشوا معانا في القصر بتاع أبونا ؟ 

غالب بصوت غاضب : أبوك إنت لوحدك ، الراجل السيكوباثي دا مش أبويا 

رجع رفيق شعره لورا وقال: طب هتورثه ليه يا معلم طالما مش أبوك ؟ 

غالب بتبريقة : ولااا ! إنت عاجبك اللي شوفناه في الأوضة ؟؟ 

رفيق بهدوء وتمالك أعصاب : لا ، بس عاوزك تهدى والموضوع يكون بيننا مش كل شوية تفتحه .. إدفنه مع اللي إدفنت 

بصله غالب بذهول وقال : من إمتى وإنت بتتكلم كدا ؟ وإيه التغيير المُفاجيء دا مش كُنت شاكك فينا وعامل فيها دور الحزين 

رفيق ببرود : لازم نتأكد إن أبوك السبب في موت الجثة دي الأول .. مش رماح الزفت 

غالب بغضب وهو بيشيل شنطتين ونازل على السلم ووراه رفيق : أكيد لو رماح كان دفنها مسبهاش تعفن ، متطلعش أبوك بريء عشان إنت بتحبه وكان حنين عليك !

رفيق بنبرة ذات معنى : مكانش حنين معايا ، وإنت عارف ليه كان قاسي معاكم كدا إنت وأصيل 

* قبل سنوات / يوم ممطر

مسك بكري السُلامي الأتاري ( جيل التسعينات هيفهم الكلمة )

وكسره في الأرض 

حط غالب آيده الإتنين بين خصلات شعره وهو مصدوم وأصيل كان واقف حاطط إيديه في وسطه وباصص بصدمة للأتاري المكسور

بكري السُلامي : أي عيل فيكم هيسقط في دراسة مش هدفعله مليم تاني ، طالما طول اليوم على الزفت دا 

غالب بآعتراض غاضب : إحنا بنذاكر !! ودا وقت الراحة بتاعنا ساعة على الأتاري !

خرجت صفية من المطبخ وهي ماسكة في إيديها مغرفة أكل وبتقول بصدمة : يالهوي في إيه كسرت الأتاري بتاع العيال ليه ؟ 

بكري السُلامي ببرود : عشان ميفشلوش ، مش كفاية كل ما نيجي نخلف نجيب ولد ! 

سكتت صفية وهي بتبص لولادها ف فتحت دراعها ، مشيوا بهدوء ووقفوا جنب أمهم .. بصلهم بكري بغضب وفجأة قام قلب الترابيزة وهو بيقول : طول ما إنتي بتفضليهم عليا وبتهتمي بيهم أكتر مني .. مش هريحهم يا صفية 

دخل أوضته ورزع الباب ، بص أصيل لغالب بصدمة وبص غالب بغضب للباب المقفول

* الوقت الحالي

غالب وهو بيحط الشنط في المركب وبيركب مع المراكبي هو ورفيق قال : أبوك كان بيغير على أمك مننا ، عشان كانت بتقول علينا رجالتها ، مش ذنبنا بقى إنها مش شيفاه راجل

حط غالب إيده في جيب السويت شيرت بتاعه ف قال رفيق : متنساش إنه مات خالص ومهما كان دا أبوك 

سكت غالب مردش عليه وبص ناحية المكان ، سايب مليكة على عينه لكنه هيحاول يرجعهم يعيشوا معاه ..

* في القصر

دخل غالب ورفيق القصر ومعاهم الشُنط ف قال رماح : كويس إنكم جيبتوا هدومكم عشان تبدأ فُتنة تحطها في غرفكم 

قفل غالب باب القصر برجله وهو بيقول بسُخرية : بس على الله منلاقيش سلعوة خارجة من الدولاب ولا حاجة 

أصيل بتغيير الموضوع : إحمم .. جبتولي هدومي ؟ 

غالب بسُخرية منه : أه ، تحب نرصها لحضرتك ولا إيه؟؟ 

أصيل وهو بيطفي السيجار : ما خلاص ياعم غالب مكانش سؤال دا !

طلع كل واحد يختار غرفته ورماح معاهم ، إتحجج غالب إنه عطشان ونزل تحت 

سحب فُتنة من دراعها وقبل ما تصوت كتم بوقها وهو ساندها على الحيطة وبيبصلها بعيونه الرمادي ومثبت المطواه على رقبتها ، قال بهدوء : إنتي في القصر دا من إمتى ؟ 

فُتنة برعب : لسه .. لسه من كام شهر قبل ما الحج بكري يتوفى 

غالب بغضب : يعني متعرفيش حاجة عن الأوض اللي فوق خالص ؟ 

فُتنة بخوف وهي بتترعش من المطواه : وكتاب الله المجيد ما أعرف حاجة يا سعادة البيه ، أصل .. أصل بكري بيه محرج عليا مطلعش لفوق بس هو يعني .. يعني أول ما إشتغلت قالي عاوزك تطبُخي وتسيبي الأكل في المطبخ وهو هياخده بمعرفته وعملي أوضة المُلحق اللي إنت شوفتها دي وبس ، بصحى تاني يوم بلاقي أطباق كتير في الحوض وكوبايات ف بغسل ، بس .. بس بأمانة ربنا أنا مشوفتش حد دخل ولا خرج من القصر غير رماح بيه وبرضو مكانش بيطلع فوق

بصلها غالب بشك وهو بيسمعها وبيحاول يصدقها

* في الأوض

رفيق وهو بيطبق هدومه في الدولاب اللي مسح رفوفه بالفوطة والديتول : إنت واقفلي كدا ليه ؟ 

أصيل : هو أنا ينفع أنام معاك ؟ 

ميل رفيق راسه على جنب وهو بيبص بنظرة حادة لأصيل اللي قال : في إيه ياعم مش متعود أنام لوحدي ، أصل في بلدنا كنت بحضن المخدة الطويلة دي وهنا مفيش !

رفيق بإعتراض : إنت واخد بالك من كمية التجاوزات اللي قولتها في الكام جملة دول ؟ أنا مبعرفش أنام جنب حد إتكل بقى 

دخل غالب الأوضة فجأة وهو بيقول بصوت واطي : فُتنة دي بلح متعرفش حاجة عن الأوض

أصيل من بين سنانه : الله يخربيتك إنت روحت سألتها !! كدا هتشك فينا رسمي 

غالب وهو بيقفل المطواة وبيحطها في جيبه : فكك من الجو دا دي واحدة كانت عايشة مع أبوك بتخدمه يعني عينيها في قفاها ، في حاجة مش تمام كانت بتحصل في القصر دا .. البت بتقول أبوك عملها الأوضة المُلحق عشان يقفل القصر لكن مفيش حد كان بيدخل وبيخرج ، معنى كدا أبوكم كان حابس حد هنا ! بس مين الحد دا ؟ 

تن تن تن تن 

صوت ساعة الحائط الكبيرة اللي تحت 

* في غُرفة رماح 

قلع قميصه وخرج من جيب البنطلون بتاعه الورقة اللي لقاها جنب الجثة ، بدأ يقرأها وهو مصدوم من اللي مكتوب 

               الفصل الحادي عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات