رواية رفيق الليالى الحلوه الفصل السابع7والثامن8 بقلم روزان مصطفى

رواية رفيق الليالى الحلوه الفصل السابع7والثامن8 بقلم روزان مصطفى

عندما يهطل المطر ، يشعر المُشتاقون إلى فصل الشتاء بأن روحهم قد غُسلت ، طالها الماء وتغلغل داخل أجسادهم ، أزاح الحُزن جانباً ، وأدخلك في عالمه الخاص 

أمقُت الذين يصفونه بالفصل الكئيب ، إنه أهدأ فصل يأتي في العام .. الأجواء الباردة تجعل المُشاحنات بين الجميع في الشوارع العامة وفي بلدتنا شبه معدومة .. تحدث ولكن بشكل بسيط يكاد لا يُذكر 

هل جربت يوماً أن تستمع لزخات المطر على نافذتك الزُجاجية وأنت تحتضن كوب القهوة الدافيء خاصتك ؟ أن تُدفيء أصابعك الباردة بذلك الكوب الساخن ؟ أو أن تضع جسدك البارد تحت المياه الساخنه ف تسكُن ألامك وتنسى ما حدث طوال اليوم ! 

أعزائي مُحبي فصل الشتاء العظيم ، لكم مني كُل الحُب !♡

رفيق برُعب : إيه يضمنا إنك مش واحد مُختل عاوز يغرقنا في المياه ؟ 

بصله المُحامي بنظرة عدم تصديق وقال : بذمتك ، أنا راضي ذمتك دا منظر واحد مُختل ؟ أوريك كارنيه النقابة عشان تصدق ؟ وبعدين لما إنت شاكك فيا نيمتني معاك في الأوضة ليه !

سكت رفيق وهو باصص للأرض ف قال رماح : إركبوا من فضلكم عشان الوقت بيتأخر وعاوزين نتنقل للجهة التانية 

نطوا على المركب وقعدوا فيها ، بدأت قطرات بسيطة من المياه تنزل من السما عليهم ، بص رفيق لفوق وإفتكر يومه مع ساندرا 

* قبل سنوات 

كانوا بيعملوا سكيتينج بالبورد ، وقفت ساندرا وهي بتبص للسما وبتقول لرفيق : أنا كُل ما أكون معاك بلاقيها بتمطر ليه ؟ 

قربلها رفيق بالسكيت بورد بتاعته وهو بيقول بهدوء : صحوبيتنا مميزة ، المطر علامة حلوة فيها

بصتله ساندرا في عيونه وهي بتقول : يعني في الصيف مش هيبقى عندنا علامة مميزة ومش هنقدر نخرج سوا ؟ 

رفيق وهو بيخرج الدخان البارد من بين شفايفه قال : أنا راجل بحب الجو البارد والصيف بالحر بتاعه بيحسسني بالخمول والفرهدة ، ف بفضل أرتاح في بيتي ومقابلش حد 

لوت ساندرا بوزها بعد كلمة " حد " .. علاقتها برفيق كانت عميقة للدرجة بتصحى من الفجر تلبس هدوم الجامعة اللي محاضرتهم هتبدأ ٩ ! عشان بس عارفة إنها هتشوفه

جت تتحرك بالسكيت بتاعها شدها رفيق وهو بيقول : إنتي إتضايقتي ؟ إنتي بالنسبة ليا مش حد يا ساندرا .. إنتي 

قاطع كلامه نزول المطر بغزارة ، إتبلت ساندرا بالكامل وهي بتضحك وتاخد نفسها تحت المياه وتبصله ، وهو كان سرحان 

ك عادته كل ما يكون بالقُرب منها ♡ 

* الوقت الحالي

غالب بغضب مكتوم : إتغرقنا مياه مطر وهيجيلنا برد بسبب سخافتك ..

رماح بإبتسامة باردة : معلش إستحمل ، ولا عاوز تورث على الجاهز ؟ 

أصيل شعره إتبهدل مياه ، كان بيزيح المياه من على وشه وهو بيبص لغالب بنظرة ذات معنى 

رفيق قلبه كان مقبوض ، راكب على مركب وسط ثلاثة مش موثوق فيهم 

وصلوا للجهة التانية أخيراً ، ثبت رماح المركب بالحبل ونزلوا منها وهما واقفين قدام قصر كبير .. لونه رمادي من برا . رمادي غامق ، وحواليه جنينة واسعة وقدامه البحر اللي لسه جايين منه 

بصوا للقصر بذهول لحد ما وقف وراهم رماح وهو بيقول : مش بس كدا ، في آسطبل للخيول في المساحة الخالية ورا القصر ، في ٣ خيول متربيين من وهما صغيرين وكبروا الوقت الحالي يعني بقوا بصحتهم يركب عليهم البشر ، أبو الخيول دي كان الخيل بتاع السيد بكري السُلامي الله يرحمه ، القصر دا قعد سنين يبني فيه ويجهز المساحة وباع أراضي كتير عشان يكمله .. ودي إجابة سؤالكم فلوس الأراضي بتروح فين خاصة إنه راجل صاحب أراضي كتيرة جداً يعني ثروة عميقة .. ربع فلوس القصر دا دفعتها السيدة صفية زوجته المتوفاة .. السيدة إيمان مكانتش تعرف عن القصر دا شيء 

رفع أصيل وغالب راسهم بفخر لأمهم ، وزاد فخرهم لما أبوهم قالها عن القصر وإنه بيبني فيه ومقالش لإيمان 

رفيق مكانش همه كل الكلام دا ، كان كل اللي شاغله ليه أبوه تعب في بناء القصر رغم إنه عارف بمجرد وفاته القصر هيتباع وكل واحد هياخد حقه ! 

المُحامي قاطع تفكيرهم وهو بيقول : إتفضلوا جوا عشان تعرفوا كل شيء وتشوفوا بعيونكم ، بعدها هنقعد بهدوء نقرأ الوصية وكُل واحد يعرف اللي ليه واللي عليه

غالب بإستغراب : عليه ! اللي أعرفه إننا لينا 

المُحامي بغموض : متستعجلش الأحداث ، إتفضلوا

فتح لهم المحامي القصر بمفتاح معاه ومجموعة مفاتيح كتير تانية ، دخلوا بهدوء وهما بيبصوا حواليهم بإعجاب ، صعب إن الذوق الراقي دا يكون ذوق أبوهم لإنه راجل كلاسيكي بحت ..

أكيد إستعان بمُهندس ديكور يساعده 

رماح بهدوء : القصر دا كان حلم السيد بكري وأهدر سنين في تجميع فلوسه وبناؤه ، حُب عمره السيدة صفية والدتكم كان عندها تخيُلات شاعرية عن إن قصتهم تتوج في قصر كبير بيحيطه المياه والجناين والمناظر الحلوة .. أحلام بنات وردية لكن من حُب والدكم في السيدة صفية قرر يحقق ليها حلمها 

إنتوا ليكم أخ على فكرة 

برق أصيل ورفع غالب راسه بصدمة لحد ما كمل رماح وقال : لكن مات جنين ، وماتت معاه والدتكم يعني وقت الولادة أظن عارفين الموضوع دا 

تنهدوا براحة لإنهم بالفعل عارفين إن الجنين ووالدتهم ماتوا 

كمل رماح وقال : بعد وفاة السيدة صفية وتركها لولدين وراها ، قرر السيد بكري السُلامي إنه يستمر في تحقيق الحلم دا.. ودا اللي حصل بالفعل وبالرغم من زواجه من السيدة إيمان ورُزق منها بالسيد رفيق إلا إنه معرفهاش عن موضوع القصر وإعتبره شيء يخُص زوجته الراحلة ، ولإنه راجل عادل ويعرف ربنا محرمش رفيق من ميراثه وآكتفى بولاد صفية ، قال إن التلاتة هيورثوا بالتساوي 

لحظات صمت مرت عليهم وهما واقفين كإنهم بيسمعوا حكاية قبل النوم ، قطعها أخيراً تساؤل أصيل وهو بيقول : أيوة يعني فين الفلوس ؟ 

حط رماح إيده ورا ظهره وهو بيقول : غالباً مسمعتنيش يا سيد أصيل 

غالب بعصبية : ياعم سمعك بس مفهمناش ! يعني القصر دا هيتباع ويتقسم علينا ؟؟ 

المحامي ببرود : إطلاقاً .. شرط السيد بكري السُلامي في الوصية إن القصر ميتباعش وتعيشوا فيه .. وفي مبلغ مادي بسيط عبارة عن ٦ مليون في البنك ك بواقي .. هيتقسم عليكم بالمُناصفة ، وفي حال تخليكم عن القصر وعدم مقدرتكم على العيش فيه هتضطروا تجيبوا خدم يهتموا بيه وجنايني من مرتبكم يهتم بالزرع ، دا كل المكتوب في الوصية 

أصيل بعصبية : يعني سايبلنا ملاليم وقصر مالوش ٣٠ لازمة ، وكمان منبيعهوش ولو مقعدناش فيه نجيب جنايني هنجيب الفلوس للجنايني والخدم منين !! 

رماح ببرود : خلاص ، طالما مش معاكم فلوس لجنايني وخدم تقدروا تعيشوا فيه وتعملوا الحجات دي بنفسكم 

مسكه غالب من قميصه وهو فاتح المطوة على رقبته وبيقول : أنا راجل معروف بخُلقي الضيق ، هات أم الوصية دي عشان هقطعها مليون حتة وهنبيع أم القصر وكل واحد يعيش في حاله 

أصيل بتأييد : بالظبط كدا 

رماح وهو بيزيح إيد غالب عن قميصه : في حالة رفضكم للوصية دا معناه تنازلكم بكامل إرادتكم عن القصر ليا أهتم بيه ، وعن الفلوس للجمعيات الخيرية ..

رفيق ببلاهة : القصر ليك إنت ؟؟ بصفتك إيه ! 

رماح بهدوء : بصفتي إبن أخو السيدة صفية ، رماح اللي نسيتوا إسمه ونسيتوا إنه كان بيدرس برا وواخد ماجيستير في القانون .. عشان كدا السيد الوالد واثق فيا للدرجة دي وخلاني بنفسي أكتبله وصيته 

صدمه نزلت عليهم ك وعاء ثلج ، إزاي نسيوا رماح بجد ! 

سكتوا شوية ف قال رماح : عموماً مذكور في الوصية وكمان تقدروا تتابعوها معايا قدام النيابه عشان محدش يتجرأ يقطعها .. مذكور إني هقعد معاكم في القصر في حال وافقتوا 

أصيل بغضب : وحياةة ...

قاطعه غالب وهو باصص لرماح بهدوء شديد وقال : ولو عاوزين نحل الموضوع دا من غير ما حد يزعل ؟ يعني الوصية تنساها ونشوف بيعةة للقصر وحقك محفوظ يابا 

رماح ببرود : الوصية دي وصية ميت لازم تتنفذ ، وللمعلومة لو متنفذتش هيكون مصير الفلوس الجمعيات الخيرية ، فكروا بهدوء وشوفوا هتعملوا إيه لكن هرجع وأفكركم إن قراركم دا مينفعش يكون في رجعة .

سكتوا شوية ف قال رماح ك إضافة أخيرة : عللى فكرة ، صناديق وأغراض السيدة الصفية والدكم متبرعش بيها للجمعيات الخيرية زي ما قال .. كلها موجودة في غرفة خاصة بيها لو وافقتوا على وصية والدكم هوريكم محتويات القصر

أصيل ورفيق كان تفكيرهم في الفلوس ، أما غالب كان تفكيره هيبعد عن مليكة إزاي 

الفصل الثامن




( ما سر ذلك القصر ؟ )

قعد رفيق مع إخواته في جنينة القصر ، بدأ غالب كلامه وهو بيقول : مفيش حل غير إننا نقبل الوصية عشان ناخد ورثنا 

أصيل رفع راسه وقال بنبرة عالية : إنت بتقول إيه يا عم غالب ! إنت عاوز تحجرنا إحنا ال ٣ في القصر غصب عننا ! دا بدل ما نبيعه وكل واحد ياخد حقه ويعيش على كيفه ؟ 

غالب بتنهيدة وهو بيحاول يتمالك أعصابه ويتحكم في غضبه : عاوزنا نعمل إيه ؟ نُرفض كُل دا ونطلع من مولد بلا حمص ؟ الله يسامح أبوك مش هقول غير كدا 

رفيق كان قاعد ساكت تماماً ، كلامهم كان طبيعي وتلقائي وكإن اللي مات وإتدفن من كام يوم مكانش أبوهم ! يعني فيهم حيل يفكروا ويخططوا ! 

سكت رفيق شوية وقال : أنا رأيي إنكم آنتوا الأتنين أكتر ناس جديرة بالقبول ، دا لإن القصر كان حلم والدتكم ، وبعدين رماح دا قال إن لو وافقنا هيورينا مُحتويات القصر ، محتاجين نعرف أبوكم كان بيفكر ف إيه وجهزه إزاي

غالب بتفكير في مليكة : وفي نفس الوقت قال القرار اللي هناخده أياً كان إيه مفيهوش رجعة 

أصيل بتعب : العزاء والجنازة وحضور الناس كله جه ورا بعضه ، رأيي نريح شوية على الكراسي دي عشان نفكر وإحنا فايقين 

رجع غالب راسه لورا وهو بيبص على القصر بعيون ناعسة 

لحد ما راح في النوم 

* في حلم غالب

شوووط 

جووووون

دار غالب حوالين المنور وبيجري وراه أصيل وبقية فريقه في الكورة بعد ما جاب جون 

صفية والدته كانت واقفة في المطبخ وبتبص عليهم من الشباك في المنور عشان تطمن ، كانت واقفة قدام البوتوجاز بتطبخ حاجة 

صفية بصوت عالي من الشباك : يلا يا أصيل إنت وغالب كفاية كدا إطلعوا إستحموا قبل ما أبوكوا ييجي 

غالب وهو بيرقص الكورة : نص ساعة بس يا ماما ، أرجوكي

صفية وهي بتحط المغرفة في الحلة : شكلكم ملكوش نصيب تدوقوا المكرونة باللبن السخنة اللي من إيدي

أصيل بهتاف عالي : مكروونة باللبن ، طاالعييين 

يطلعوا يجروا على سلم العمارة اللي كان الحج السُلامي مأجر شقة فيها مؤقتاً لحد ما يظبط بيته ، بيقلعوا الجزم بتاعتهم برا وبيدخلوا بحماس للمطبخ وهما شامين ريحة المكرونة 

بيقعدوا على الترابيزة ف بتحطلهم ف أطباقهم وتحطها قدامهم وهي بتقول : وأدي أحلى مكرونة لبن لرجالتي ، مش عوزاكم تتأخروا تحت كتير ببقى عاوزة أنام وخايفة أسيبكم برا 

أصيل وهو بياكل : إحنا رجالة متخافيش علينا

صفية بسرحان : يابني أنا مبخافش عليكم من الناس ، أنا بخاف عليكم من نفسكم ، نفسك هي أكبر عدو ليك ممكن تهمس لنفسك إنك تجرب سيجارة أو تعمل حاجة غلط . لازم عيني من وقت للتاني تكون عليكم ، سامعني يا أصيل إنت وغالب ؟؟ 

غالبب .. غاالب

فاق غالب على إيد حد بيصحيه ، بص لقاه رفيق واقف والمطر نازل على راسه ، وغالب كان بيترعش لإنه نام تحت المطر 

بص حواليه لقى أصيل ورفيق واقفين قدامه بيبصوله بإستغراب 

غالب وهو بيتنفض : هو الزفت المحامي دا فين وسايبنا برا يجيلنا دور برد شديد ؟ 

أصيل بغيظ : ما أنا بصحيك عشان كدا ! رافض يدخلنا أوض القصر بيقول لازم تقبلوا الوصية الأول 

خبط غالب الكرسي برجليه وهو بيقرب لبوابة القصر وبيقول : وحياة أمه لا هضربه !

قبل ما يدخل ظهرت واحدة لابسة جلابية بيتي ، وعاملة ضفيرتين طوال وهي بتقول : بتزعق كدا ليه فزعتنا ! 

وقف غالب وهو بيبصلها بذهول وقال : إنتي مين؟ 

البنت الجميلة : أنا فُتنة ، الحج بكري كان جايبني أنضف القصر أنا وأمي

بصلها أصيل بإعجاب واضح ف نزلت راسها بخجل

غالب بتساؤل : هي أمك كمان هنا !

فُتنة بنظرة حُزن بريئة : لا ، أمي الله يرحمها معادش غيري

غالب الغضب وصل لراسه وهو بينادي بصوت عالس وبيقول : إنت يا رماااح الزفتت

خرج رماح أخيراً من القصر وهو فاتح أزرار قميصه والكرافاتة ملفوفه حوالين رقبته وهي مفكوكة وبيقول : في إيه الدوشة دي ! ممنوع الصوت العالي هنا !

بصت فُتنة لرماح بخجل وهي بتقول : والله قولتله كدا ياسي الأستاذ بس هو شكله غضبان 

بلع رماح ريقه وهو بيبص لفُتنة وبيقول : حقك عليا أنا ، إدخلي ومحدش هيضايقك بصوته تاني 

لعبت في ضفيرتها وهي بتدخل بخجل للأوضة الصغيرة المُلحقة بالقصر وبتقفل الباب عليها 

رماح بغضب : أنا لحد دلوقتي مستحملكم وساكت عشان الحج كان غالي عليا ! لكن اللي هيقل أدبه هنا هيشوف رماح تربية شبرا ! خلاص ؟؟

غالب من بين سنانه : إنت لو عامل حساب للحج اللي هو أبويا كُنت دخلتنا القصر بدل ما المطر والبرد أكلوا جسمنا !

رماح بحزم : والله كلامي كان واضح هتقبلوا الوصية هدخلكم وهعرفكم كل حاجة في القصر ، مش هتقبلوها خدوا المركب وإرجعوا لبيتكم اللي هناك من سُكات

أصيل بصوت مرتفع : قبلتها .. 

بصله غالب بصدمة ورفيق كان واقف ثابت ، الصدمة زادت على وش غالب لما رفيق كمان قال : وأنا قبلتها 

بص رماح بتحدي لغالب قبل ما يقول : بس أنا عندي واحدة وبنتها بهتم بيهم ومسؤولين مني مينفعش أسيبهم ورايا بسهولة !

رماح ببرود : دي مشكلتك مش مشكلة الموقف اللي إحنا فيه ، سهلة يا تقول أه يا لا !

خبط أصيل ظهر غالب بهدوء من غير ما حد يشوف لطن رفيق بص بطرف عينه وشاف الحركه ، رمش غالب بعينه وهو بيقول بنبرة مبحوحة : موافق 

إبتسامة واسعة ظهرت على وش رماح وهو بيفتح باب القصر وبيقول : مرحب بيكم يا ولاد السُلامي في ملككم 

بعد ما خصل على توقيع منهم بموافقتهم دي ..

دخلوا القصر مرة تانية ف قال رماح : زي ما قولت الشرط إنكم تاخدوا بالكم من الزرع ومن القصر وتعيشوا فيه هنا سوا ، وطالما قبلتوا ف دا ساري عليكم ، نيجي للنقطة الأهم .. حابين تشوفوا محتويات القصر دلوقتي ولا لما تريحوا جسمكم ؟ 

غالب وهو بيرجع شعره المبلول لورا : ما إحنا خلاص ريحنا ، ف هنشوف دلوقتي 

رماح وهو بيقلع الكرافاتة وبيحطها على طرف الكرسي : القصر عبارة عن دورين ، الدور الأول اللي حضراتكم واقفين فيه دا .. في مكتب السيد بكري وغرفتين ملابس هتشوفوهم لما نخلص فوق .. الدور التاني دا فيه الأوض ودول عبارة عن ٢٠ أوضة 

تصفيرة خرجت من بوق أصيل بإنبهار وبيقول : ياا ربناا ، أنا ليا عشر أوض 

بصله رماح بطرف عينه وقال : الحقيقة مسموحلكم تدخلوا ١٨ أوضة بس .. في أوضتين وهما أكبرهم مقفولين ومفتاحهم معايا .. السيد بكري مانع دخولكم ليها تماماً

غالب بفضول : دا ليه ؟ 

طلع رماح على سلم القصر وهو بيقول : الحقيقة معنديش إجابة لسؤالك ، أنا بنفذ وصية وبأدي دوري ك محامي ، إتفضلوا

طلعوا وراه ف وقفوا في ممر طويل جداً ، يمين في عشر أوض وشمال في عشر أوض .. وكل باب في مفتاحه

رماح وهو بيتجه للأوضة الأولى وبيدور مفتاحها ، فتحها ودخلوها 

كان في بورتريهات قديمة زي بورتريه الطفل الباكي وبورتريه الموناليزا وصور كتير تانية غيرهم ، وعلى الأرض كان في صناديق كتير خشبية مرصوصة بنظام وفي مرايتين كبار متغطيين بملايات بيضا .. وصوت المطر مش ساكت وبرد الشتا منتشر في الأوضة

رماح بهدوء : الصناديق دي أنا معرفش اللي فيها صراحة ف حقكم تفتحوها .. 

كل واحد فيهم إتجه لصندوق معين ، الصندوق الأول فتحه رفيق وكان فيه أسلحة ف رجع لورا من الصدمة 

جه أصيل يفتح الصندوق اللي قدامه فجأة صرخ بصوت عالي وصرخ غالب ورفيق لما شافوا اللي جوا الصندوق 

رماح بضحكة : أيوة بالظبط كدا .. السيد بكري السُلامي كان عنده هواية يشتري الحيوانات المُحنطة زي النسور والسناجب والتعالب اللي محطوطة في الصندوق دا .. 

الصندوق اللي فتحه غالب كان بسيط وبيحتوي على شيء واحد بس

صورته هو وإخواته مرسومة بورتريه ألوان 

بص غالب بإستغراب ف قال رماح : بالظبط ، دا أجدد صندوق فيهم 

غالب بإستغراب : أيوة مش فاهم ، يعني الصناديق دي هنعمل بيها إيه هنبيعها ؟ 

رماح بحزم : القصر ومحتوياته غير مسموح ليكم إنكم تبيعوها ! كلام الوصية كان واضح 

أصيل بعصبية : إنت قولت القصر مقولتش محتوياته ! 

رفيق بهدوء : طب باقي الأوض فيها إيه عشان الأوضة دي مريبة بصراحة 

رماح بغموض : هندخل دلوقتي الأوضة التانية ، بس ياريت تجمدوا قلبكم عشان صندوق الحيوانات المُحنطة فزعكم ف إجمدوا عشان تشوفوا الباقي 

مشي وهما وراه ومش فاهمين حاجة

دور مفتاح الأوضة التانية وفتحها 

غطوا مناخيرهم وهما بيرجعوا لورا بقرف وخوف ف قال أصيل بعصبية : إقفل الباب بسرعة ، إقفللل 

                      الفصل التاسع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات