التاسع عشر
رفع رماح سلاحه الكبير في وشهم وهو بيقفل التي في بالريموت وبيقول : فقرة العائلة المثالية خلصت ، خلينا نُدخل فقرة الأكشن
رجع رفيق وأصيل لورا وغالب واقف ثابت بيبُصله بثقة
غالب بإستفزاز : عندك فكرة فُتنة فين ؟
وقف رماح وهو ماسك السلاح وبيبُص وراه ويرجع يبُصلهم بعدها قال : قتلتوها ؟ .. تفتكر بذكائك الداهي يا غالب إن واحد زيي هيهتم لموت حد ؟
نظرات غالب لرفيق وأصيل من وقت للتاني كانت إشارات إنهم يحاولوا يسيطروا على رماح وغالب بيلهيه بالكلام
غالب بإستفزاز : إنت مش كلب فلوس وبس ، إنت كمان عندك مُشكلة إنك لقيط ، معندكش أهل ف غيران من صلة الحُب بيننا وبين صفية ، إشمعنا أمنا بتحبنا كدا وبنحبها وإنت أمك رمتك !
غالب كان بيقولها بالتنجيم يعني من الأخر مكانش يعرف بالفعل إن دي حقيقة رماح ! بالفعل أمه رمته
رماح وهو بيثبت السلاح جامد في إيده : مش هتقدر تلعب معايا اللعبة النفسية اللي لعبتها معاكم ، مش أنا اللي عندي أب سادي كان بيحبسني في الأوضة الضلمة عشان لامؤاخذة بيغير على أمي مني
أصيل مستحملش الكلمة ف مسك التليفزيون وكسره فوق راس رماح اللي من الصدمة مقدرش يتحكم في السلاح ف ضرب طلقة جت في السقف
طلعوا يجروا هما الثلاثة ورماح الدُنيا بتلف بيه من الخبطة وراسه جايبة دم ، كل ما يحاول يقوم يوقع من طوله تاني والدم حواليه لحد ما إتهبد على الأرض تاني
غالب بعصبية : إتصلوا بالشُرطة !
رفيق بمنطقية : المطر والعواصف دي كُلها أكيد مفيش شبكة
أصيل بغضب : لازم نخلص على الزفت رماح دا ، مينفعش يبقى عايش
غالب بخوف : أنا خايف على مليكة وعلى أمها لازم أتطمن إنهم بخير ومعرفش ممكن يكون مخبيهم فين
رماح حط كف إيده على الحيطة وهو مليان دم ، وإتعدل بالعافية وهو ماسك السلاح وراسه جايبه دم على هدومه وبيضرب طلقات عشوائية بيحاولوا هما يتفادوها ، دخلوا أوضة وقفلوا الباب عليهم
خد أصيل نفسه بالعافية وهو بيترعش من البرد : لازم سلاح في طلق ناري .. مينفعش نمشي ندافع عن نفسنا بالفاس
غالب بغضب : مينفعش أتدارى منه زي النسوان وأنا عاوز مليكة !
فتح غالب الباب وهو بيبُص حواليه وبيتلفت ، أصيل ورفيق من خوفهم عليه طلعوا وراه عشان يحموه .. طلع رماح فجأة من أوضة وراح ضارب طلقة كانت هتيجي في راس اصيل لولا إنه وطى من الخضة !
رماح رفع سلاحه وقال : مش قعد كُل التعب دا .. تاخدوا كُل الحاجة على الجاهز
غالب بصوت عالي والرعد مغطي على صوته : ملييييكة فييين ، إنطق وبعدها خُد القصر وإولع بيه
رماح ضحك ببرود ف قال أصيل بغضب : ياخد القصر ليه وهو حقنا !! أنا هبعتك للموت بإيدي
إتهجم عليه أصيل ونيمه في الأرض ف السلاح الكبير وقع من إيده
مسكه أصيل وفضل يهبد فيه جامد وهو بيقول بغيظ وغل : إنت عاااوز مننا إييييه من ساعة ما دخلت حياتنا خربت .. باظت ، فكرتنا بحجات عيشنا سنين بنحاول ندفنها ، عشان خاطر مصالحك الشخصية القذرة وجشعك للفلوس
رماح وهو بيخرج دم من بوقه وبيضحك وقال : من كلام أبوك عنك .. إنت أكتر واحد بتحب الفلوس وطالع زيه ، عشان كدا خدت واحدة جشعة زيك .. بسنت مراتك االي جريت على القصر أول ما عرفت إن في ميراث كح كحح
جه أصيل يخبطه جامد في الأرض منعه غالب وهو بيزعق وبيقول : إووعى تعمل كدا !! عاوز أعرف فين مكان ملييكة
وطى غالب وهو ماسك رماح من رقبته وبيقول بزعيق : لمستهم ؟؟ لمست شعرة منهم !! هُما فين !!!!
رماح وهو بيطلع في الروح : ب بكري السُلامي قال في يوم ، إنكم قلبكم مش على بعض
كح كح
بس ، بس طلع غلطان .. لو كُنتوا مبتحبوش بعض .. كان زمان خطتي نجحت كحح
بص رفيق لرماح ووطى وهو بيسأله وبيقول : أمي أنا ! إيمااان ، مين قتلهاا !! قولي الحقيقة عاوز أعرف
رماح بتعب : أبوك .. بكري السُلامي
كح رماح دم وراسه مال على اليمين وهو عيونه جاحظة في الفراغ
سابه غالب وهو بياخد نفسه بصدمة مش مستوعب إن رماح مات بالسهولة دي !
غالب بهمس : ومليكة !
رفيق بعصبية : إنت ليه محسس اللي جابونا إن مليكة وأمها في المريخ ومش هنعرف مكانهم من غير أم الحيوان دا
غالب قاعد قدام جثة رماح ومش قادر يتحرك ف سحبه أصيل من دراعه وهو بيقول : قووم نشوفهم فيين
المطر والعواصف كانوا كل شوية يزيدوا وصوتهم يعلى ، مشيوا في ممر الغُرف وغالب بصوت عالي بينادي : ملييييكة
كان كُل غُرفة بيخبط رفيق بابها برجليه
بدأ غالب يكُح من كُتر البرد ، راح للأوضة الأخيرة وفتحها مكانش فيها حد ، فضل يلف على الأوض واحدة واحدة ملقاش حد
غالب وهو بيدور أركان القصر في راسه بيقول : المُلحق .. الجنينة ، المدخل .. الدور الثاني والاوض .. السطح !!
غالب بتبريقة : السطح !!
جريوا على فوق لحد ما طلعوا للسطح لكن للأسف حتى السطح ليه باب !
غالب بهدوء : هروح أجيب المُفتاح من جيب الزفت دا ، وهشوف تليفون جايز يُلقط شبكة من هنا
رفيق بقلق : أجي معاك ! إفرض لسه مماتش ؟
غالب : لا متت قدام عيني ، لجهنم الحمرا متتحركوش من هنا
تك تككك تككك
صوت خبط جامد على الباب وصوت مليكة تعبان بتقول : إنتوا هنا !! خرجوني أنا وماما هنموت من البرد
رجع غالب سند على الباب وهو بيقول بقلق : ملكي متخافيش هجيب المُفتاح وهخرجك ، متخافيش
نزل غالب جرب وراح عند جُثة رماح ، فضل يفتش في جيوبه لحد ما لقى سلسلة المفاتيح ، طلع جري على الدور الثاني وهو بيدور على موبايل رفيق تحت المخدة ، لقاه وكان بيرن !!
٣٢ مُكالمة فايتة من ساندرا ، يعني في شبكة
رد غالب بسُرعة وهو بيقول : ساندراا ، إطلبي البوليس وتعالوا على القصر ضروري !!
ساندرا بقلق مُبالغ فيه : رفيق فين ؟؟ رفيق حصله حاجة ! إنت أصيل ولا غالب
غالب بضيق : أنا غالب ورفيق كويس وبخير والله كُلنا كويسين بس لازم البوليس ييجي ، إقفلي معايا وإتصلي عليهم
ساندرا : طيب حاضر م ءذ
الصوت بدأ يقطع ف رمى غالب الفون على السرير وطلع جري على السطح
رفيق وأصيل بصوله مستنيينه يفتح ف قال أصيل : مامتها تعبانة من كُتر المطر والبرق
لقى غالب المُفتاح أخيراً وراح فتح باب السطح ، شاف مليكة وأمها قاعدين تحت التنده وميتين من البرد بسبب المياه اللي بتتنطر عليهم
حضن غالب مليكة جامد وأصيل ورفيق سندوا والدتها لحد ما خرجوا من السطح خالص
* في مدخل القصر
مليكة كانت مستغطية ببطانية جبهالها غالب من الأوضة وقاعدة بتبُص لجُثة فُتنة اللي عند الباب ولجُثة رماح اللي جروها وحطوها جنبها
مليكة بحُزن وتعب : إزاي يعملوا حاجة زي دي ؟ معقول في ناس بالشر والطمع دا كُله !
غالب وهو بيكُح بعد ما غسل وشه من الطين والبهدلة : أديكي شوفتي نهايتهم أهو ، مُصمم ياخد حاجة مش من حقه ، وحطنا كُلنا في لعبة كبيرة بسبب كدا
رفيق بغضب : البركة في بكري السُلامي ، إداله أهم نقاط ضعفنا ، وهو إننا مش مُتكاتفين وبنكرهه بعض
مليكة وهي بتحُط راسها على كتف غالب وبتهمس له هو وبس : لما حبسنا في السطح ، مكانش في حاجة مخوفاني أد إحساس إنه حابسنا عشان يقتلكم ، وكُنت خايفة عليك أوي يا أبيه .. عشان بحبك
لف غالب راسه وبصلها بصدمة وهو بيقول : نعم !
بصت مليكة لملامحه بعشق من فوق لتحت وهي بتقول بهمس لذيذ : بحبك بجد ، بحب رجولتك وثقتك في نفسك ، وبحب خوفك على اللي بتحبهم ، ودلوقتي بحبك أكتر عشان .. عشان قدرت عليهم وبرضو خرجتنا
بصلها غالب بحُب وقال : وأنا كمان بحبك من وإنتي لسه متعرفيش الألف والباء ، أنا اللي مربيكي ف مش عارف أشوف حد غيرك ، وعلى فكرة يا مليكة مكونتش هقدر أعمل كُل دا من غير إخواتي
بص غالب لرفيق وأصيل اللي واقفين قُدامه حاطين إيديهم في جيوبهم ومُبتسمين ليه
وإفتكر كلام صفية
* من سنين كتير فاتت
صفية بعتاب : بتضرب أخوك ليه يا غالب ؟
غالب بطفولية : عشان كسر عربيتي * اللعبة *
صفية وهي بتعدل هدوم غالب وبترفعله بنطلونه قالتله : أخوك دا سندك ، نُصك التاني وجايين من بطن واحدة ، لو لفيت الدُنيا دي كُلها مش هتلاقي حد يحبك قده ويدافع عنك قُصاد الغريب زيه ، مهما تقطعوا في بعض دا عشان إنتوا إخوات لكن لو حد غريب أذى واحد فيكم التاني يقومله ويوقفله .. دي الفطرة بتاعة الإخوات
غالب بطفولية : بس مش دا اللي خدناه ف المدرسة ، في حصة الدين الأبلة قالت قابيل قتل أخوه هابيل عشان الغيرة
صفية : ودا غلط ، والغلط دايماً بنتعلم منه مش بنكرره ، درس لينا بناخده عشان نحب إخواتنا ونفديهم بروحنا ، وأنا عارفة إنك حنين يا غالب .. عشان كدا بقولك إنت الكلام دا
* الوقت الحالي
قطعت مليكة تفكير غالب وهي بتقول بإبتسامة : لكن واضح إن طنط صفية الله يرحمها كانت ست عظيمة
غالب بإبتسامة : جداً ، كانت ومازالت أعظم إنسانة في حياتي ، رغم زواجها براجل غير سوي دا مأثرش فيها وكانت حنينة معانا وبتنصحنا .. الله يرحمها
مليكة بإبتسامة وهي بتميل راسها وبتبُصله بسعادة : عشان كدا إنت طالع حنين زيها
قرب غالب وشه ناحية مليكة وهو بيقول : مبعرفش أكون حنين غير معاكي
مسك إيديها وباسها وهو بيقول : ولو في حاجة إدتني القوة إني أواجه الزفت دا وأنتصر عليه ، ف الحاجة دي كانت خوفي عليكي يا مليكة
في نفس اللحظة دخلت ساندرا ومعاها قوة من الشُرطة إنتشروا في القصر ، أول ما شافت رفيق حضنته جامد وهي بتقول بعياط : الحمد لله ، اللهم لك الحمد
خبطت رفيق على ظهره وهي بتقول بعياط : عارف لو كان حصلك حاجة كُنت هعمل فيك إيه ؟
رفيق وهو حاضنها : هتعملي فيا إيه أكتر من إني ميت مش فاهم ؟
ضحكت ساندرا وهي بتعيط ف مسح رفيق دموعها وقال : أنا خرجت بمُعجزة والله ، بس الفضل لربنا وبعدها إخواتي
بصتلُه ساندرا بصدمة وهي بتقول : إخواتك ؟ أنا حسبت هُما اللي عملوا فيك كدا !
رفيق : وأنا كُنت فاكرهم قتلوا أمي ، عشان كُنت بسمعهم بيتوشوشوا كتير ف الشك كان بيقتلني خصوصاً إني كُنت برا البيت
جه غالب حط إيده على كتف رفيق وقال : اللي كُنا مخبيينه عليك وبنتوشوش فيه هو إننا شوفنا بكري السُلامي وهو بيحُط جُرعة دوا زيادة لوالدتك ، وبيفضي الأنبوبة الآحتياطي
رفيق بصدمة وإتساع عين : إيه !!
أصيل بتكملة : عمل كدا قبل ما يسافر يعني والدتك كانت ميتة .. ووجهلنا تهديد صريح وإحنا قاعدين على الترابيزة
* فلاش باك * البارت الأول *
بكري السُلامي : ولو إكتشفت إن واحد منكم يا ولاد صفية هو اللي عمل كدا مش هرحمه
* الوقت الحالي
رفيق : يعني هو بيقول مش هرحمه دا معناه إنه عرف إنكم شوفتوه ف وجهلكم التهديد دا ؟
غالب بأسف : بالظبط ، عشان كدا قال ولاد صفية ، أنا كُنت بستغرب لما بشوفك بتحرق أطراف صوابعك بالشمعة
دموع من عين رفيق نزلت وهو بيقول : كُنت شاكك فيكم ف خايف منكم خاصة بعد كلامه ، ف كُنت باخد مُهدئات وبحرق أطراف صوابعي عشان أتوجع وأفوق ومنامش
حضنه غالب وهو بيقول : أنا أسف إننا مقولناش الحقيقة ، بس كُنا خايفين زيك خاصة إن أبوك مش طبيعي زي ما إنت عارف
بدأ رفيق يعيط في حُضن غالب والشُرطة واقفين حوالين الجُثتين .. راح رماح يحكيلهم كُل اللي حصل لحد ما الإسعاف تشيل الجثث وياخدوا أقوال ولاد السُلامي
كانت ليلة طويلة .. مأساوية ، خسروا فيها جُزء من أدميتهم لما قتلوا إتنين
لكنه كان دفاع عن النفس .. صدمتهم كانت كبيرة
لكنهم كسبوا حاجة أهم
كسبوا بعض ! ♡
أما المدعو بكري السُلامي ، المُختل كما يُطلق عليه أبناؤه ، سيظل ندبة سيئة في حياتهم
وأما صفية ، كانت أم مثالية ، وسط شقوق المرض النفسي لزوجها .. قدرت تطلع أولاد تربيتهم سوية .. نوعاً ما
العشرون الاخير
مع خالص إعتذاري لكُل من فقد شخصاً ما عزيز لقلبه ♡
•20• الخاتمة
* بعد مرور عام
أصيل بزعيق لغالب فوق السطح : إنت بتميلها ليه ما تظبطها على اليمين عشان ميبقاش طرف مايل وطرف معدول !
بصله غالب بضيق وهو بيقول : متعليش صوتك عليا تاني عشان مخليش دمك خِتم المطواة بتاعتي
عدلها غالب وهو بيقول لأصيل : كدا كويس ؟
أصيل بصوت عالي من فوق السطح : كويس كدا يا بسبوسة ؟
بسنت رجعت لورا شوية وهي ماسكة ضهرها وبطنها منفوخة : أه كويس إنزلوا بقى مين هينفُخ البالونات دي كُلها ؟
جت مليكة وهي شايلة صنية فيها ساندوتشات وعلب عصير : إحنا هننفخها سوا مش محتاجين ندفع فلوس أد كدا لناس على حاجة سهلة
قعدت بسنت بدلع وهي فاردة رجليها وبتاخد ساندوتش وقالت : لا مش هقدر أنفخ أنا حامل ، أخري أقعد كدا وأقولكم عملتوا الشُغل صح ولا غلط
مسكت مليكة البالونات وبدأت هي بالنفخ وبربطهم ، نزل غالب وقرب لمليكة ومسك إيديها اللي فيها دبلته وقال : حبيبي هينفُخ كل دا لوحده ؟
سندت مليكة براسها ورجعتها لورا على صدر غالب وهي بتقول : ما هي أبلة بسنت مش عاوزة تساعدني يا أبيه
غالب بنظرة ذات معنى : تؤ ! أبيه تاني ؟ مش شايفة الخاتم اللي في صوابعك ولا أعلقهولك فوق راسك ، يابت إنتي بقيتي ملكي ، ليا أنا وبس
بعدت مليكة وهي بتمسك البالونات وبتنفُخها في وش غالب ف بصلها بإبتسامة وهو بيقول : فرحك هيبقى أحلى من دا بكتير ، أوعدك ♡
جت عربية مكتوب عليها إسم محل حلويات مشهور ، ونزل منها عُمال ماسكين علب وصندوق كبير .. قرب واحد منهم لغالب وهو بيقول : تورتة الفرح يافندم ودي العلب بتاعة المعازيم ، هتحطوها في المطبخ ؟
غالب وهو بيحط إيده في جيبه : أيوة في الثلاجة جوا أنا شيلت الرفوف عشان تكفي
العُمال : تمام يافندم
دخلوا العلب على المطبخ وراح غالب معاهم ، حطوها في الثلاجات وحاسبهم ومشيوا ، حب يطلع يتطمن على أخوه العريس وهو بيقول : ها خلصت ولا إيه ؟
كان رفيق قاعد على الكُرسي وهو مرجع راسه لورا وبيحلق دقنه ، بص بإبتسامة لغالب وهو بيقول : أنا تمام على وشك أخلص ، خلصتوا إنتوا التجهيزات ؟
غالب وهو بيقفل الباب ورا الناس اللي كانت بتظبط رفيق وبيسند بضهره على الباب : أيوة يا سيدي بنخلصها ومقطوع نفسنا في نفخ البلالين عشان فرح أخونا الصُغير
وقف رفيق قدام المرايا وهو بيعدل قميصه وبيضحك ويقول : صُدفة معرفتي بساندرا دي كانت أحلى صُدفة في حياتي ، يمكن متكلمتش عن دا قدام حد منكم بس كُل ذكرياتنا الحلوة أنا وهي سوا مرت قدام عيني وأنا قاعد بيجهزوني عشان فرحنا ! فرحي أنا وهي أنت مستوعب ؟
العُمر بيجري بسُرعة لدرجة وأنا ببُص لنفسي في المرايا دلوقتي مش هي دي ملامح رفيق بتاع الجامعة الشاب الهادي المُتفائل ، ولا حتى دي ملامح رفيق الطفل اللي كان بينم على طرف الثوب بتاع والدته ! في حاجة غلط ، أنا فرحان بس شايل هم . أنا مبسوط بس ضحكتي مكسورة برضو
وطى غالب راسه وهو بيقول بأسى : دي تروما في نفسيتك ، زي اللي عندي في نفسيتي أنا وأصيل بالظبط .. كان نفسك والدتك إيمان تكون موجودة في يوم زي دا .. عارف وحاسس بيك
رفع رفيق راسه وبدأت عيونه تجمع دموع زي الغيمة المُثقلة بمياه المطر وقال بحُزن : وكان نفسي يكون ليا أب بيحبني ! مبيحرمنيش من أمي وبيعذبني ويعذب إخواتي ، الفرح دا ناقصه حجات كتير ، والحقيقة اللي بتوجع أي حد مشتتة سعادتي .. بس أنا مُمتن إن ربنا عوضني بيكم
فرد غالب دراعاته وهو بيقول بصوت خالد صالح بهزار : أنا بابا يالاا .. تعالى في حُضني
جري رفيق على حُضن غالب وحضنه ف قال غالب بإرهاق : سحابة سودا هنعديها ، عارف إن أثرها موجود لكن هنغلبه طول ما إحنا سوا ، روح إغسل وشك دا عشان أحطلك البرفان الجامد اللي جيبتهولك .. عروستك زمانها جاية مع أمها وبنات عيلتها
مسح رفيق عيونه وهو بيقول : حاضر
خرج رفيق من الأوضة ف ظهرت تكشيرة على وش غالب وهو بيتنهد وبيقول : من كُتر ما إنت راجل مؤذي مش قادر أترحم عليك .. الله يرحمك يا أمي ويجعل تعبك مع الراجل دا شفيع ليكي
خرج غالب من الأوضة وراح عشان يجهز نفسه
* في حديقة القصر
بسنت وهي مرجعة راسها لورا وأصي بيدعكلها رجليها .. هي بتعب : أااه فوق شوية معلش ، حاسة إن عضلات رجلي مشدودة
أصيل وهو بيبوس رجليها وبيوسع فُستانها : هنا تُقصدي ؟
نزلت بسنت فُستانها وهي بتقول : إحنا في الجنينة ف لم نفسك شوية ، العروسة إتأخرت كدا ليه ؟
قرب أصيل لبسنت وهو بيقول : عاوزك لما تولدي تاخدي بالك منه ومن صحته عشان يكبر بسُرعة ويكون فيكي حيل نجيب عيل وإتنين وتلاتة كمان
بعدت بسنت عنه وهي بتقول : إنت بجد مش هتتغير أبداً ! دا همك ؟ مش خايف مثلاً أموت وأنا بولد ولا يحصلي مُصيبة إنت بجد بقيت صعب ومش عارفة أتعامل معاك
حط إيده على كتفها وهو بينزل حمالة فُستانها وبيبوس كتفها بهدوء .. بعدت بسنت عنه وهي بترفع حمالة فُستانها تاني وبتبُصله بعتاب
أصيل وهو بيبُص لحتة بعيد وبيقول : هي مش دي العروسة ؟
بصت بسنت مكان ماهو بيبُص راح حاطط إيده تحت رجلسها ورفعها بين إيديه .. بسنت وهي تعبانة : ضهري وبطني في حد يشيل حد كدا !! رايح فين إنت دلوقتي ؟؟
ظهر غالب وهو لابس قميص البدلة والبنطلون وبيقول : صحيح يا أصيل رايح فين ؟
أصيل بغمزة : هروح أغير هدومي وواخد بسنت معايا تنقيلي حاجة على ذوقها ، في إعتراض ؟
غالب بضحكة : خُد راحتك أنا موجود مكانك
طلع أصيل وهو شايل بسنت ف قربت مليكة لغالب وهي بتقول : حرام ، أبلة بسنت شكل الحمل تاعبها بجد
بصلها غالب بطرف عينه وهو بيقول : هو إنتي كُل دقيقة بتحلوي ولا أنا نظري تعبان ؟
إبتسمت مليكة بخجل بعدها قالت بعشق : هو في زي عيونك يا أبيه
غالب رفع حاجب ف صححت مليكة كلامها وهي بتقول : يا غالب
رفع حاجبه التاني ف ضحكت وهي بتقول : طب إيه ؟
رفع إيده وشاورلها على الدبلة ف قالت : يا حبيبي
حط إيده على قلبه بتمثيل وهو بيقول : رشقت في قلبي والله
ضحكت مليكة وبعدها قالت بسعادة : العرووسة جت ، هو مش المفروض أبيه رفيق يروح ياخدها ؟
غالب وهو بيبُص لساندرا : يابنتي الإتنين دول مجانين من ساعة ما كانوا زمايل في الجامعة ، مبيمشوش على عادات ولا تقاليد .. مريحين دماغهم المُهم يكونوا مبسوطين
جريت مليكة على ساندرا وحضنتها وبعدها بعدت عنها وحطت إيديها على بوقها وزغرطت بصوت عالي
ضحك غالب وهو بيستقبل عيلتها والناس
بنات خالة ساندرا : يالهوي إنتوا لسه مخلصتوش البلالين ؟
مليكة بتعب : أه كويس إنكم جيتوا عشان تساعدوني
بنت خالة ساندرا : يلا يا بنتي الليل هيليل علينا والعرسان قربوا يجتمعوا
فضلوا ينفخوا في البلالين سوا وغالب بيقعد الناس وهو بيبُص لساعته مستني الناس اللي هتنظم الفرح وتجهز التقديم للمعازيم
* بالليل / وقت الفرح
على موسيقى إليسا أغنية " في عيونك "
في عيونك .. الشرق وليله وسحره
في عيونك .. الغرب نسيمه وبحره .. بتغرب لبلاد وأجمع كُل ورود بغداد عشان عندي الليلة ميعاد جوا عيونك ♡
كانت ساندرا بتتمايل رقصاً داخل أحضان رفيق ، ومُنظمي حفل الزفاف بيقوموا بدورهم على أكمل وجه
ميل أصيل على غالب وهو بيقول : عُقبال ما نفرح بيك إنت ومليكتك
غالب بهدوء : عن قريب إن شاء الله ، شرب مراتك مياه شكلها تعبانة
قرب أصيل لبسنت وهو بيقول بقلق : إنتي بخير يا حبيبي ؟
بسنت بتعب : لا حاسة أن جسمي كُله بيوجعني.. خايفة أولد
أصيل بقلق : ممتخافيش يمكن تعب عادي مفيش حاجة
غالب ميل على أصيل وقاله : الأنوار الملونة اللي عاملينها المُنظمين دي حسستني بدوخة ، هطلع أغسل وشي عشان أفوق
أصيل بهدوء : خُد راحتك
دخل غالب القصر وطلع الدور التاني ، دخل الحمام وقفل على نفسه وميل على الحوض وهو بيغسل وشه ، إتعدل وبص في المرايا لقى وراه صفية
لف وبص وهو عينه مزغللة لقاها لسه واقفة ومُبتسمة ، قربتله وهي بتملس على وشه المبلول وبتقول بصوت هادي جداً : يا إبني يا حبيبي ، لو إحتاجتني في أي وقت أنا حاسة بيك .. أنا هنا
ميل غالب بوشه على إيديها الناعمين .. من غير ما يسأل نفسه هي إزاي هنا أو في أيه
في نظره هي موجودة وساند وشه بين إيديها الدافيين ، لكن لو حد شافه من بعيد هيشوف غالب ساند على الهواء
فتح عينه ملقاهاش
ف عيط ..
( بكيت ك طفل مُشرد ، ذهبت أُمه إلى السوق في ليلة شتوية ولم تعُد للمنزل إلى الأبد ، منذ ذلك اليوم أشتاق للمستك الدافئة .. لقد حصلت عليها اليوم ، أصاب جسدي قشعريرة البرودة مرة أخرى عندما فتحت عيناي ولم أجدك
ثُم نظر إلى السماء وهو يتحدث بتقطع من البُكاء ويقول : ولكنك تشعُرين بي أليس كذلك ؟ هل أنتِ بخير يا أمي ؟ في العالم الأخر تشعُرين بالدفء والونس ؟ أنا نصف بخير ، والنصف الأخر الذي بخير مني رحل معك )
ضم غالب رجليه لصدره وسند راسه عليهم وهو بيعيط زي العيال والمياه مفتوحة
خرج من الحمام بعد مُعاناة وقعد في مكانه في الفرح تاني وهو شايف رفيق بيرقُص مع ساندرا بسعادة
مليكة قربت لغالب وقالت بقلق : إنت بخير ؟
هز غالب راسه بإبتسامة ف قعدت جنبه وهي حاضنه إيديه وبتطبطب عليه
نزل مطر وهما بيرقصوا ف بصت ساندرا لرفيق وهي بتضحك بهستيريا وقالت : لا شكل المطر مستقصدنا بقى
رفيق وهو بيحضن خصرها : من زمان وهو كدا ، فاكرة ؟
حضنته جامد وجه المُنظمين بعدوهم عن المطر
عند باب القصر كان مكتوب أساميهم على يافطة كبير اوي
رفيق بكري السُلامي & ساندرا
مسكت ساندرا القلم وحطت غطاه في بوقها وجت تحت كلمة رفيق كتبت ( الليالي الحُلوة )
رفيق
الليالي
الحُلوة ♡
رفيق بسعادة : حلمك إتحقق أهو
حطت هي صابعها على شفايفه وهي بتقول : بس بطريقة أجمل .. إتحول من كابوس لحلم ♡
مسم رفيق القلم منها وراح ناحية كلمة بكري السُلامي وشخبط عليها
رفيق بهدوء : وكدا أنا مبسوط أكتر
بسنت بصوويت : إلحقوووووني أااااه
كلهم جريوا عليهم وغالب ساند أصيل وبيساعدهم يقوموا عشان يوصلوها مُستشفى تحت المطر
وفي وسط زحمة الناس اللي بتحاول تلحقهم وقف غالب وهو باصص ناحية الجنينة الفاضية شاف صفية تاني !
كانت واقفة بتبُصلهم وهي مبسوطة ، وفجأة نزل من عنيها خطين دموع وهي مبتسمة
وغالب حس إنه إتحول فجأة الطفل أبو أربع سنين ، روحه الصغيرة دي جريت على صفية وحضنتها وهي واقفة ولسه نظرها متشالش من على غالب الكبير
وفجأة إختفت مع ضربة الرعد
جري غالب وهو بيوسع الناس ووصل لأصيل وهو بيقول بصوت عالي : لو مراتك جابت بنت سميها صفية !! أنت سامعني ؟؟ سامعني يا أصيل سميها صفية
أصيل عينيها إحمرت وقفل باب العربية عليه وقال من الشباك المفتوح : من غير ما تقول هعمل كدا .
إتحركت العربية بيهم وغالب واقف باصص للمكان اللي كانت واقفة فيه صفية ملقاهاش
( أمي ، السيدة صفية الجميلة ، رسالتي لكِ في السماء السابعة أن تظلي تظهري لي بطيفك الحنون .. ف طيفك هو " " رفيق الليالي الحُلوة " لي
إشتقت لكِ )
غالب السُلامي
لكُل منا شخص ما هو رفيق الليالي الحُلوة ، حياً كان أو ميتاً لا يغيب عن الذاكرة .. وأنا أُهدي تلك الرواية لرفيق الليالي الحُلوة الخاص بي .. أتمنى أن يقرأها يوماً ما
تمت بحمد الله